تويت
أسباب الإحتقان الطائفي في الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
يتعرض الشيعة في الكويت إلى إتهامات بالعمالة والصفوية والخ وهذه الإتهامات دائما ما تاتي من الدخلاء على المجتمع الكويتي من مزودجي الجنسية وغيرهم الذين أحسوا بوجود فارق اجتماعي بينهم وبين المجتمع الكويتي فأرادوا أن يكونوا موضع ترحاب في المجتمع الكويتي فعزفوا على نغمة الطائفية, بينما كان الشعب الكويتي كان يتعايش بجميع طوائفه بسلام وأمن وأمان , فيذكر الدكتور أحمد الخطيب في كتابه الكويت من الإمارة إلى الدولة , الطبعة الثانية , 2007 , المركز الثقافي العربي , ص31 في ذكرياته عن منطقة الدهلة التي لم يسكنها حملة الجنسيات الأخرى مع الجنسية الكويتية : المنطقة فقيرة يقطنها خليط من بسطاء السنة والشيعة نشأت بينهم علاقات صداقة حميمة وأخوية لا تشعر فيها بأية تفرقة أو تمييز حتى إنك لا تميز من هو شيعي ومن هو سني ...الخ فقد كان المجتمع الكويتي يعيش بسلام حتى دخل الوهابية ففرق بين الناس , فيذكر الدكتور أحمد الخطيب في كتابه ص38 : وكذلك لا يمكن أن أنسى منظر مجموعة من العائلات البائسة من رجال ونساء وأطفال وهم ينقلون بعربات إلى حوطة قريبة من بيتنا كقطيع من الغنم ثم يتم نقلهم إلى أول سفينة مسافرة إلى إيران بحجة أنهم إيرانيون ووجودهم يشكل خطرا على عروبة البلد بحسب ما كان يؤمن من تأثروا بالمذهب الوهابي المعادي للشيعة وبحسب التعصب القبلي العنصري السائد في الجزيرة , ومع أن الكويتيين لم يعتنقوا المذهب الوهابي بل إنهم في أوقات قاتلوه إلا أن الجو العام في الجزيرة تأثر في أكثر من موقع بهذا المذهب وتسبب في خلق مشكلات لم أفهمها , فكيف لأناس بائسين أن يشكلوا خطرا على الكويت ؟ وكان ذلك في زمان المجلس التأسيسي 1938 ولم أكن في تلك السن أفهم هذه الإجراءات القاسية وإنما شعوري الإنساني جعلني أشمئز منها ورأيت بعد سنوات كم عانت الحركة الوطنية من تلك الإجراءات وكيف أنها عمقت الشعور الطائفي واستمرت حتى يومنا هذا.
فنستنتج من كلام الدكتور ان السبب في الإحتقان الطائفي في البلاد يكمن في المذهب الوهابي الدخيل بالإضافة إلى العنصرية القبلية لأن أبناء القبائل حسب تركيبتهم النفسية والإجتماعية لا يحبون إلا أبناء قبيلتهم وانفسهم حتى أنهم على إستعداد لحرق الأخضر واليابس ومهاجمة القبائل الأخرى ومسحها عن بكرة أبيها وسبي نسائها كما هو في تاريخ الجزيرة العربية , وهذا الشعور أو هذا التعصب يتطور ويتدرج وينتقل إلى تعصب للطائفة والمنطقة والمرشح والفكر والخ ونلاحظ تطور هذا الفكر عبر بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يثيرون المشكلات الطائفية فانك تلاحظ أنهم كلهم من أبناء القبائل أو من الذين ينتمون إلى تيار معين !!, وهناك أسباب أخرى جعلت التفرقة في المجتمع الكويتي منها قرب الدولة العثمانية من الحدود الكويتية وما مارسته من اضطهاد للشيعة , فيذكر الدكتور في كتابه ص 73 : وقد خلقت حقبة الحكم العثماني للوطن العربي مآسي نعيشها حتى اليوم بسبب موقفهم الديني المتعصب حتى المسلمون الشيعة لم يسلموا منهم , ففي العراق مثلا منعوا الشيعة من الإلتحاق بالجيش ودفعوهم لأخذ الجنسية الإيرانية ليكونوا تابعين للحكم الإيراني الشيعي , وهذا ما إستغله صدام فيما بعد لنزع الجنسية عن الألوف من العرب العراقيين الشيعة وطردهم إلى إيران .
وبالطبع فإننا لا ننسى دور السفارة العراقية في الكويت قبل الغزو الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة وما كانت تمارسه من تفرقة عنصرية بغيضة بين أبناء الشعب الكويتي عبر تقديم الأموال والنساء وزجاجات الخمر وحفلات السكر التي كانت تقيمها في السفارة لبعض النخب الإجتماعية وبعض التجار وبعض رؤساء التحرير , بالإضافة إلى دور المخابرات الصدامية قبل الإجتياح في العزف على نغمة الطائفية في الكويت وتخويف الشعب الكويتي من إخوانه الشيعة بحجة أنهم فرس ومجوس ويتبعون النظام الإيراني والخ من ترهات يعرفها من عاش في تلك الفترة أو إطلع على الصحف والكتابات في فترة ما قبل الغزو الصدامي , لذلك فاننا إن أردنا أن نمنع الإحتقان الطائفي في الكويت علينا أن نرفض المذهب الوهابي الدخيل أولا وقد كتب علماء أهل السنة والجماعة كتبا كثيرة في الرد على الوهابية مثل سليمان بن عبدالوهاب شقيق مؤسس الحركة الوهابية وابن فيروز الحنبلي والصاوي المالكي وابن عابدين الحنفي وأحمد زيني دحلان الشافعي والبوطي ومحمد الغزالي والشيخ المعاصر علي جمعة الذي ملأ اليوتيوب في الرد على الوهابية وغيرهم الكثير, وثانيا أن نقوم عبر تكثيف البرامج الإعلامية والمناهج التربوية بالقضاء على العنصرية القبلية التي تكمن في نفوس أبناء بعض القبائل , أما ثالثا أن نعترف بخطئنا عندما إنجرفنا خلف دعايات ابواق المخابرات الصدامية وانجرفنا خلف ما يسمى بالعروبة والوحدة العربية ونفط العرب للعرب والخ من خزعبلات عبدالناصر الشيوعية التي تهدف لضرب الدين الإسلامي الذي يدعوا الى الوحدة بين جميع الشعوب حتى أن رسول الله ص قال لسلمان الفارسي : سلمان منا أهل البيت . فيجب أن نعترف بخطأ من اعتبر صدام حامي البوابة الشرقية وأن نزيل من عقولنا وجود خطر قادم من الشرق فان هذا الخطر لم يأتنا بل اتانا من الذي وثقنا به وقلنا أنه يحمينا فماذا كانت النتيجة ؟
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 14/5/2011
http://tanwerq8.blogspot.com/
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
يتعرض الشيعة في الكويت إلى إتهامات بالعمالة والصفوية والخ وهذه الإتهامات دائما ما تاتي من الدخلاء على المجتمع الكويتي من مزودجي الجنسية وغيرهم الذين أحسوا بوجود فارق اجتماعي بينهم وبين المجتمع الكويتي فأرادوا أن يكونوا موضع ترحاب في المجتمع الكويتي فعزفوا على نغمة الطائفية, بينما كان الشعب الكويتي كان يتعايش بجميع طوائفه بسلام وأمن وأمان , فيذكر الدكتور أحمد الخطيب في كتابه الكويت من الإمارة إلى الدولة , الطبعة الثانية , 2007 , المركز الثقافي العربي , ص31 في ذكرياته عن منطقة الدهلة التي لم يسكنها حملة الجنسيات الأخرى مع الجنسية الكويتية : المنطقة فقيرة يقطنها خليط من بسطاء السنة والشيعة نشأت بينهم علاقات صداقة حميمة وأخوية لا تشعر فيها بأية تفرقة أو تمييز حتى إنك لا تميز من هو شيعي ومن هو سني ...الخ فقد كان المجتمع الكويتي يعيش بسلام حتى دخل الوهابية ففرق بين الناس , فيذكر الدكتور أحمد الخطيب في كتابه ص38 : وكذلك لا يمكن أن أنسى منظر مجموعة من العائلات البائسة من رجال ونساء وأطفال وهم ينقلون بعربات إلى حوطة قريبة من بيتنا كقطيع من الغنم ثم يتم نقلهم إلى أول سفينة مسافرة إلى إيران بحجة أنهم إيرانيون ووجودهم يشكل خطرا على عروبة البلد بحسب ما كان يؤمن من تأثروا بالمذهب الوهابي المعادي للشيعة وبحسب التعصب القبلي العنصري السائد في الجزيرة , ومع أن الكويتيين لم يعتنقوا المذهب الوهابي بل إنهم في أوقات قاتلوه إلا أن الجو العام في الجزيرة تأثر في أكثر من موقع بهذا المذهب وتسبب في خلق مشكلات لم أفهمها , فكيف لأناس بائسين أن يشكلوا خطرا على الكويت ؟ وكان ذلك في زمان المجلس التأسيسي 1938 ولم أكن في تلك السن أفهم هذه الإجراءات القاسية وإنما شعوري الإنساني جعلني أشمئز منها ورأيت بعد سنوات كم عانت الحركة الوطنية من تلك الإجراءات وكيف أنها عمقت الشعور الطائفي واستمرت حتى يومنا هذا.
فنستنتج من كلام الدكتور ان السبب في الإحتقان الطائفي في البلاد يكمن في المذهب الوهابي الدخيل بالإضافة إلى العنصرية القبلية لأن أبناء القبائل حسب تركيبتهم النفسية والإجتماعية لا يحبون إلا أبناء قبيلتهم وانفسهم حتى أنهم على إستعداد لحرق الأخضر واليابس ومهاجمة القبائل الأخرى ومسحها عن بكرة أبيها وسبي نسائها كما هو في تاريخ الجزيرة العربية , وهذا الشعور أو هذا التعصب يتطور ويتدرج وينتقل إلى تعصب للطائفة والمنطقة والمرشح والفكر والخ ونلاحظ تطور هذا الفكر عبر بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يثيرون المشكلات الطائفية فانك تلاحظ أنهم كلهم من أبناء القبائل أو من الذين ينتمون إلى تيار معين !!, وهناك أسباب أخرى جعلت التفرقة في المجتمع الكويتي منها قرب الدولة العثمانية من الحدود الكويتية وما مارسته من اضطهاد للشيعة , فيذكر الدكتور في كتابه ص 73 : وقد خلقت حقبة الحكم العثماني للوطن العربي مآسي نعيشها حتى اليوم بسبب موقفهم الديني المتعصب حتى المسلمون الشيعة لم يسلموا منهم , ففي العراق مثلا منعوا الشيعة من الإلتحاق بالجيش ودفعوهم لأخذ الجنسية الإيرانية ليكونوا تابعين للحكم الإيراني الشيعي , وهذا ما إستغله صدام فيما بعد لنزع الجنسية عن الألوف من العرب العراقيين الشيعة وطردهم إلى إيران .
وبالطبع فإننا لا ننسى دور السفارة العراقية في الكويت قبل الغزو الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة وما كانت تمارسه من تفرقة عنصرية بغيضة بين أبناء الشعب الكويتي عبر تقديم الأموال والنساء وزجاجات الخمر وحفلات السكر التي كانت تقيمها في السفارة لبعض النخب الإجتماعية وبعض التجار وبعض رؤساء التحرير , بالإضافة إلى دور المخابرات الصدامية قبل الإجتياح في العزف على نغمة الطائفية في الكويت وتخويف الشعب الكويتي من إخوانه الشيعة بحجة أنهم فرس ومجوس ويتبعون النظام الإيراني والخ من ترهات يعرفها من عاش في تلك الفترة أو إطلع على الصحف والكتابات في فترة ما قبل الغزو الصدامي , لذلك فاننا إن أردنا أن نمنع الإحتقان الطائفي في الكويت علينا أن نرفض المذهب الوهابي الدخيل أولا وقد كتب علماء أهل السنة والجماعة كتبا كثيرة في الرد على الوهابية مثل سليمان بن عبدالوهاب شقيق مؤسس الحركة الوهابية وابن فيروز الحنبلي والصاوي المالكي وابن عابدين الحنفي وأحمد زيني دحلان الشافعي والبوطي ومحمد الغزالي والشيخ المعاصر علي جمعة الذي ملأ اليوتيوب في الرد على الوهابية وغيرهم الكثير, وثانيا أن نقوم عبر تكثيف البرامج الإعلامية والمناهج التربوية بالقضاء على العنصرية القبلية التي تكمن في نفوس أبناء بعض القبائل , أما ثالثا أن نعترف بخطئنا عندما إنجرفنا خلف دعايات ابواق المخابرات الصدامية وانجرفنا خلف ما يسمى بالعروبة والوحدة العربية ونفط العرب للعرب والخ من خزعبلات عبدالناصر الشيوعية التي تهدف لضرب الدين الإسلامي الذي يدعوا الى الوحدة بين جميع الشعوب حتى أن رسول الله ص قال لسلمان الفارسي : سلمان منا أهل البيت . فيجب أن نعترف بخطأ من اعتبر صدام حامي البوابة الشرقية وأن نزيل من عقولنا وجود خطر قادم من الشرق فان هذا الخطر لم يأتنا بل اتانا من الذي وثقنا به وقلنا أنه يحمينا فماذا كانت النتيجة ؟
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 14/5/2011
http://tanwerq8.blogspot.com/
تعليق