الميناء الكويتي يخنق رئة العراق الوحيدة


محمد صادق جراد



تاريخ النشر 18/05/2011 03:53 Am


الاتحاد

منذ سقوط النظام الشمولي في العراق شهدنا مساعي جادة من الحكومة العراقية لإعادة العلاقات مع الدول العربية وترميم ما خربته سياسات النظام السابق سيما مع دولة الكويت التي توترت العلاقات بينها وبين الحكومات العراقية السابقة حتى سقوط النظام العراقي في 2003 وجاءت الحكومات الجديدة التي حرصت على بناء علاقات جديدة مع الكويت حكومة وشعبا وشهدنا زيارات متبادلة لكبار المسؤولين في البلدين بضمنهم السيد جلال طالباني ولقاءه برئيس الوزراء الكويتي حينها على هامش اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة .



وتشهد العلاقات العراقية الكويتية مرحلة جيدة خلال السنوات الماضية بالرغم من بقاء بعض الملفات العالقة بين البلدين وأهمها التعويضات والديون التي يدفعها العراق للكويت منذ سنوات .

واليوم تطفو على السطح أزمة جديدة من خلال تنفيذ الكويت مشروعها المينائي الجديد (ميناء مبارك الكبير) الذي يؤثر على عمل الموانئ العراقية حسب بعض الخبراء حيث يعمل هذا المشروع على تضييق الخناق على المساحة البحرية التي تمر منها السفن من والى الموانئ العراقية .ويرى الخبراء في العراق ان تأخير المباشرة بمشروع ميناء الفاو الكبير اعطى الفرصة للدول المجاورة للتخطيط وتنفيذ مثل هذا المشروع الذي لا يمثل بناءه حاجة حقيقية للكويت لمثل هذا الميناء وفي هذا المكان بالذات باعتبار ان الكويت لها خطوط ساحلية مفتوحة على البحر، يزيد طولها على 499 كيلومترا، ولها موانئ تخصصية واسعة في الشعيبة، والأحمدي، والدوحة، والشويخ، والقليعة، وعندها مجموعة كبيرة من المرافئ والمراسي العميقة، وهي ليست بحاجة لهذا المشروع الجديد الذي ممكن ان يضر ويؤثر على عمل الموانئ العراقية.

ولا بد من الإشارة هنا إلى ان العراق باعتباره بلدا مصدرا للبترول فانه بحاجة ماسة إلى كل المنافذ البحرية والبرية المتاحة لديه سيما وان العراق يسعى لزيادة وارداته النفطية خلال السنوات القادمة لتصل الى 12 مليون برميل وان هذا الرقم يجعلنا نعمل على تهيئة كل المستلزمات الواجب توفرها للوصول الى طموحات وزارة النفط في زيادة الإنتاج الذي سينعكس إيجابا على الواقع الاقتصادي في البلد ..

وتعمل الموانئ كواحدة من هذه المنافذ على زيادة واردات العراق المالية وكذلك تعد طريقا مختصرا ومناسبا لنقل البضائع من دول العالم الى مدن العراق المختلفة كما تعتبر منفذا مهما لتصدير النفط العراقي عبر البحر .

وتتواجد موانئ العراق في محافظة البصرة ومن أهمها ميناء ابو فلوس وام قصر والفاو إضافة الى ميناء خور عبد الله وميناء البصرة النفطي وهكذا أصبحت البصرة وموانئها الرئة البحرية التي يتنفس منها العراق ويتمكن من خلالها تصدير واستيراد ما يحتاجه من بضائع ومعدات تساعده على إعادة اعمار العراق إضافة الى كونها منفذا جيدا لصادراته النفطية.

اذن يمكننا القول بان تنفيذ الكويت لمشروع ميناء مبارك الكبير سيخنق الرئة الوحيدة التي يتنفس منه العراق لتصدير واستيراد البضائع والصادرات النفطية وبالتأكيد سيعد هذا استفزازا للمصالح العراقية في اهم موارده التي يعتمد عليها الشعب العراقي. ولأجل هذا لابد من ايجاد الحلول الدبلوماسية السريعة لإيقاف هذا المشروع والمباشرة بمشروع ميناء الفاو الكبير الذي تم الاتفاق عليه منذ عام ويتأخر التنفيذ بسبب بيروقراطية الإجراءات الروتينية التي تعاني منها الشركة الأجنبية التي تعاقدت على بناءه وتشكو من عدم تسلمها الدفعة الأولى من الأموال التي تنتظر وصولها لكي تباشر العمل في المشروع وهكذا تأخر التنفيذ ومنحنا الفرصة للآخرين بتنفيذ مشاريع تؤثر على عمل موانئنا التي شهدت أعلى نسبة من الإرباح في العام 2010 الأمر الذي اقلق الدول الأخرى.

خلاصة القول على السياسيين إيجاد الحلول بعيدا عن التجاذبات السياسية ومشاكل الكتل السياسية لان المسالة تتعلق بمستقبل العراق وقوت الشعب ولان الموازنة تعتمد بالدرجة الأولى على الصادرات النفطية التي تخرج عبر هذه المنافذ البحرية واي خطر تتعرض له سيمس بحياة المواطن العراقي.

دعوات عراقية لإغلاق السفارة الكويتية على خلفية ميناء مبارك
تاريخ النشر 18/05/2011 08:00 Am
البصرة (آكانيوز) : تعالت في العراق دعوات لمسؤولين وناشطين لـ"إغلاق" السفارة الكويتية و"طرد" السفير من بغداد احتجاجا على قرار كويتي يقضي ببناء ميناءٍ يقول عنه العراقيون إنه سيؤدي إلى تضييق الممر المائي نحو الموانئ العراقية.
وكثيرا ما يتهم مسؤولون عراقيون الكويت بـ"استفزاز" العراق و"التجاوز" على أرضه، آخرها قبل نحو ثلاثة أيام أشارت وسائل إعلام عراقية إلى تعرض عبارة تابعة للعراق لاقتحام من قبل قوة كويتية وإجبار طاقهما على إنزال العلم العراقي ورفع العلم الكويتي بدلا عنه.
وتصاعد مؤخرا التوتر الموجود أصلا بين العراق والكويت، على خلفية بناء ميناء "مبارك" الكبير في جزيرة بوبيان.
وتقول الكويت إنها تسعى إلى تنظيم الملاحة البحرية في الخليج العربي مع العراق وإنها ستعزز التنسيق والتعاون بشأن مياه خور عبد الله وتنظيم الملاحة من دون أن يسبب ذلك أية مشكلات اقتصادية بين البلدين.
وانتقدت منظمات مدنية عراقية في محافظة البصرة المحاذية للكويت، "الصمت" الحكومي العراقي تجاه المشروع الكويتي، وقالت إنه يضر بالعراق.
وقال مكي التميمي مدير منظمة "الرافدين" لـ(آكانيوز) "نرفض صمت المسؤولين في الحكومة العراقية على هذا الأمر". ولفت إلى أن "المنظمات المدنية تطالب بإيقاف كافة التعاملات الاقتصادية مع الكويت وغلق السفارة الكويتية وطرد السفير ورفع مذكرة احتجاج وإدانة لما تقوم به الكويت من استفزازات للعراق" وهو ما أيده به ناشطون ومنظمات مدنية.
وشكل العراق لجنة طوارئ وزارية لزيارة الكويت لإنهاء مشكلة الميناء المحاذي للممر المائي العراقي في الخليج العربي.
وقررت السلطات الكويتية مؤخرا بناء ميناء مبارك الكبير بالقرب من ميناء خور عبد الله في البصرة بجنوب العراق.
وكان العراق أعلن عن عزمه بناء ميناء الفاو الكبير منذ عام 2005، حيث وضع حجر الأساس له في نيسان/ ابريل عام 2010، قبل عام من إعلان الكويت بناء ميناء مبارك، إلا انه لم يشرع في عملية التنفيذ حتى الآن.
وقال رئيس مجلس محافظة البصرة جبار آمين جابر لـ(آكانيوز) إن "اقتحام قوة عسكرية بحرية كويتية لرافعة تركية داخل الحدود المائية العراقية عمل استفزازي وسافر على السيادة العراقية".
وكانت العبارة تنتشل غوارق من مجرى خور عبد الله في أقصى الجنوب العراقي.وتابع جابر "هذا العمل تجاوز على ارض العراق".
وانطلقت داخل العراق دعوات سياسية لنقل قضية بناء ميناء "مبارك" إلى مجلس الأمن الدولي، وسط تظاهرات شارك بها عراقيون ضد المشروع.
ويقول محللون إن السبب في إقدام الكويت على بناء الميناء، هو التأخر في بناء ميناء الفاو الكبير الذي لم تتم المباشرة ببنائه حتى الآن.