القدس في ضمائر الشهداء
الشيخ حسن حمادة
مع سقوط أول قطرة دم شهيد كان يدافع عن أرض لبنان، ويرفض احتلال إسرائيل لجنوبه وعاصمته، كانت القدس حاضرة في ضمير ووجدان مجاهدي المقاومة الإسلامية، في وقت كان العرب ومعهم اللبنانيون يعتقدون أنهم فقدوا أول عاصمة عربية، بعد أن كانوا قد فقدوا القدس من قبل ولعله الى الأبد!!!
غير أنه لم يكن الجهاد والقتال عند المقاومين، شهداء ومنتظرين ينطلق أبداً من منطلق الفرز الجغرافي والسياسي الذي فرضته ظروف الاستعمار الغربي على منطقتنا العربية والإسلامية، فلم تكن القدس يوماً في عقل وقلب هؤلاء الأفذاذ سوى شقيقة روح غالية لبيروت ودمشق وسائر العواصم العربية والإسلامية، ترتبط معها برباط روحي مقدس لا يفله شيء وإن طال زمان التشتت والغربة.
ومنذ أول يوم من أيام المقاومة كان شعار المقاومين - شهداء وأحياء - »يا قدس إننا قادمون« و»حرباً حرباً حتى النصر، زحفاً زحفاً نحو القدس«، وكانوا الصادقين في شعارهم الذي يعبر عن عقيدة ترجموها الى إيمان قاطع، فحملوا دماءهم على الأكف في مسيرة زحف دامٍ لتحرير كل قرية ومدينة لبنانية وعاملية في طريق القدس... فقد شاء الله أن يكون الاتجاه واحداً تحرير القدس وتحرير الجنوب!! - فما بين جبل عامل والقدس أكثر من علاقة تجاور عادي بين قطرين، فمنذ ان خلق الله الأرض ومن عليها اقتضت مشيئته تعالى أن يبارك القدس وما حولها بكل ما تعنيه البركة الإلهية من خير وجمال وصفاء وطهارة وإيمان وطيب هواء وماء وتربة واعتدال مناخ. »سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله«.
وحدهم الشهداء ورفاقهم المنتظرون امنوا ومنذ بداية الدرب بمسيرة الزحف المقدس نحو الجنوب طريق القدس وفلسطين، بينما كان الاخرون يتفرجون على المشهد الأسطوري على اختلاف في المشاعر والخلفيات وتفاوت في المواقف والقناعات. وحدهم الشهداء كانت القدس حاضرة بقوة في ضمائرهم والوجدان تسكن قلوبهم والعقول وتنطلق في جهادهم والقتال، فمضوا وسط الطريق يشقون عتمة الليل بمصابيح أشعلوها بزيت دمائهم الزكية، فأزهر الدم نصراً وشقائق حمراء تتراقص في عرس تحرير لبنان وهزيمة المعتدين، ليتحول نصر لبنان وشهداؤه الى شحنة عظيمة تمد مجاهدي فلسطين الغيارى بالعزم والإرادة والتصميم، فتتفجر شرايين الدم الفلسطيني انتفاضة ومقاومة في نفس الاتجاه ونحو ذات الهدف المقدس ومن عمق القدس وفي أطراف وأكناف بيت المقدس.
ما كان الكثيرون يعرفون ما في ضمائر وقلوب شهدائنا، وأن القدس كانت حاضرة على الدوام في قلوبهم والعقول، في عقل الشهيد أحمد قصير وهو ينقض بسيارته القنبلة على مقر الحاكم العسكري الذي جاء ليحكم صور بالحديد والنار كما فعل بالقدس من قبل، ليجعله كعصف مأكول، وفي قلب الشهيد هادي نصر الله وهو يطلق زخات رصاصه المقاوم بوجه غاصبي القدس في كمين جبل الرفيع، المشرف على تلال الجليل ورباع فلسطين.
وفي ضمير الشهيد القائد السيد عباس الموسوي وهو يخاطب الشهداء الأحياء في خطبة الوداع: »الوصية الأساس حفظ المقاومة« المقاومة التي بإمكانها وحدها أن تهزم إسرائيل وتحرر القدس.
واليوم هو حلم الشهداء يتحقق بانتفاضة فلسطين ومقاومتها وبالسيف المسلط على رقاب اليهود في جنوب لبنان من سيف البحر الى تلال شبعا، وبالموقف الشجاع لقائد المقاومة ووالد الشهداء السيد حسن نصر الله وهو يقف مع فلسطين وشعبها ويُطمئنهم بأن لا يخافوا ولا يحزنوا فحزب الله معهم ولن يتركهم وحدهم، فالهدف واحد والقدس واحدة وهي حبيبة قلوب الشهداء الأعزاء.
الشيخ حسن حمادة
مع سقوط أول قطرة دم شهيد كان يدافع عن أرض لبنان، ويرفض احتلال إسرائيل لجنوبه وعاصمته، كانت القدس حاضرة في ضمير ووجدان مجاهدي المقاومة الإسلامية، في وقت كان العرب ومعهم اللبنانيون يعتقدون أنهم فقدوا أول عاصمة عربية، بعد أن كانوا قد فقدوا القدس من قبل ولعله الى الأبد!!!
غير أنه لم يكن الجهاد والقتال عند المقاومين، شهداء ومنتظرين ينطلق أبداً من منطلق الفرز الجغرافي والسياسي الذي فرضته ظروف الاستعمار الغربي على منطقتنا العربية والإسلامية، فلم تكن القدس يوماً في عقل وقلب هؤلاء الأفذاذ سوى شقيقة روح غالية لبيروت ودمشق وسائر العواصم العربية والإسلامية، ترتبط معها برباط روحي مقدس لا يفله شيء وإن طال زمان التشتت والغربة.
ومنذ أول يوم من أيام المقاومة كان شعار المقاومين - شهداء وأحياء - »يا قدس إننا قادمون« و»حرباً حرباً حتى النصر، زحفاً زحفاً نحو القدس«، وكانوا الصادقين في شعارهم الذي يعبر عن عقيدة ترجموها الى إيمان قاطع، فحملوا دماءهم على الأكف في مسيرة زحف دامٍ لتحرير كل قرية ومدينة لبنانية وعاملية في طريق القدس... فقد شاء الله أن يكون الاتجاه واحداً تحرير القدس وتحرير الجنوب!! - فما بين جبل عامل والقدس أكثر من علاقة تجاور عادي بين قطرين، فمنذ ان خلق الله الأرض ومن عليها اقتضت مشيئته تعالى أن يبارك القدس وما حولها بكل ما تعنيه البركة الإلهية من خير وجمال وصفاء وطهارة وإيمان وطيب هواء وماء وتربة واعتدال مناخ. »سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله«.
وحدهم الشهداء ورفاقهم المنتظرون امنوا ومنذ بداية الدرب بمسيرة الزحف المقدس نحو الجنوب طريق القدس وفلسطين، بينما كان الاخرون يتفرجون على المشهد الأسطوري على اختلاف في المشاعر والخلفيات وتفاوت في المواقف والقناعات. وحدهم الشهداء كانت القدس حاضرة بقوة في ضمائرهم والوجدان تسكن قلوبهم والعقول وتنطلق في جهادهم والقتال، فمضوا وسط الطريق يشقون عتمة الليل بمصابيح أشعلوها بزيت دمائهم الزكية، فأزهر الدم نصراً وشقائق حمراء تتراقص في عرس تحرير لبنان وهزيمة المعتدين، ليتحول نصر لبنان وشهداؤه الى شحنة عظيمة تمد مجاهدي فلسطين الغيارى بالعزم والإرادة والتصميم، فتتفجر شرايين الدم الفلسطيني انتفاضة ومقاومة في نفس الاتجاه ونحو ذات الهدف المقدس ومن عمق القدس وفي أطراف وأكناف بيت المقدس.
ما كان الكثيرون يعرفون ما في ضمائر وقلوب شهدائنا، وأن القدس كانت حاضرة على الدوام في قلوبهم والعقول، في عقل الشهيد أحمد قصير وهو ينقض بسيارته القنبلة على مقر الحاكم العسكري الذي جاء ليحكم صور بالحديد والنار كما فعل بالقدس من قبل، ليجعله كعصف مأكول، وفي قلب الشهيد هادي نصر الله وهو يطلق زخات رصاصه المقاوم بوجه غاصبي القدس في كمين جبل الرفيع، المشرف على تلال الجليل ورباع فلسطين.
وفي ضمير الشهيد القائد السيد عباس الموسوي وهو يخاطب الشهداء الأحياء في خطبة الوداع: »الوصية الأساس حفظ المقاومة« المقاومة التي بإمكانها وحدها أن تهزم إسرائيل وتحرر القدس.
واليوم هو حلم الشهداء يتحقق بانتفاضة فلسطين ومقاومتها وبالسيف المسلط على رقاب اليهود في جنوب لبنان من سيف البحر الى تلال شبعا، وبالموقف الشجاع لقائد المقاومة ووالد الشهداء السيد حسن نصر الله وهو يقف مع فلسطين وشعبها ويُطمئنهم بأن لا يخافوا ولا يحزنوا فحزب الله معهم ولن يتركهم وحدهم، فالهدف واحد والقدس واحدة وهي حبيبة قلوب الشهداء الأعزاء.
تعليق