كانت امي امراة بسيطة و ساذجة للغاية وكانت طيبة جدا ايضا تنشر في سمائنا الحنان و الرحمة و رغم انها لم تذهب الى مدرسة قط ولكن التجارب اكسبتها علما عظيما وفي التجارب علم مكتسب وخبرة و عبرة نافعة و رغم طيبتها و حنانها الا انها عاشت حياة مرة مع ابي الذي كان رجلا طيبا و رحيما وكادا على عياله ويجود عليهم دوما بما فضل الله عليه لكنه كان سئ الظن بالجميع حتى بامي المسكينة وربما كان هذا مرضا نفسيا عانى منه طوال حياته وربما حدث هذا نتيجة للتجارب المرة التي عاشها كان سئ الظن بامي الى ابعد الحدود خاصة في المسائل الزوجية و القضايا المالية.
وكنت في احايين كثيرة ارى امي جالسة في احدى الزوايا تصب الدمع صبا وتشج نشيجا مؤلما وكنت ارى في اوقات كثيرة تاتي بالمصحف وتقسم عليه مرات و مرات انها لم تات بفاحشة مبينة ولكن كتاب الله لم يكن شفيعا لها ابد فكانت النتيجة دوما السباب الجارح و الشتائم المرة وكنت اعلم ان ابي كان يحبها حبا جما ويغار عليها ولحالته هذه كان يؤذيها كثيرا انه يظن ان هذا هو السبيل الاوحد لابقائها الى جواره ولو جاء الى البيت ولم يرها فحينئذ تحدث الطامة الكبرى ..انني لازلت اذكر ما حدث حينما كنت طفلة صغيرة , مات جارنا رحمه الله فحفت امي لنجدتهم واعانتهم على الخطب ولما عاد ابي ولم يرها قامت قيامة واشعل البيت صياحا وصراخا و سبابا وانحسرنا خائفين وجلين بعيدا عنه ولكنه نادانا بعنف و قوة وامرنا ان نذهب مسرعين لنداء امي وكنا نعلم ان الامر لايلق وبيت جارنا في فوضى عارمة وتغمره اطياف من البشر ولكن كيف السبيل الى اسكات و تهدئة ابي؟ فامتثلنا لاوامره طائعين مكرهين وجاءت المسكية حافية تعدو وهي تسال بفزع ان كان حصل امر ؟ لازلت اذكر كلماته الجارحة الي حفرت قلبي الصغير وصورة امي توالي القسم واحدا تلو الاخر وهي تبكي وتندب حظها العاثر وكانت تستطيع الانفصال عنه ولكنها اكتوت بناره من اجلنا نحن ومن اجلي انا بالذت لانني كنت بنتا وكأن هذا الحرمان الذي عاشته والذي افقدها صوابها ورشدها وثقتها قد طرزته في دعاء ازلي في ان يرزقني الله زوجا يحسن الظن بي واكون موضع ثقته استجاب الله دعاءها وتضرعها وتقدم لخطبتي قيس ذاك المهندس القدير المعروف باخلاقه الحسنة و شمائله الطيبة وفوق هذا كان شديد الاناقة كثير العناية بهندامه وهذا ما اكسبه جمالا الى جماله وجعل كثيرا من النساء يعشن الاحلام الوردية في ان يكون فارس الاحلام مثل هذا الشاب الوسيم وكانه جاء كاملا ولله وحده الكمال ولكني شعرت بانتصاري على مخاوفي وهواجسي في ان اعيد الكرة لحياة كحياة أمي وتزوجنا ومرت ايامنا حلوة عذبة لايكدرها شئ واحسست ان زوجي قليل الكلام وعللت الامر اولا بخجله ونحن في اول الطريق ولكن مع الايام اكتشفت ان هذه سجيته معي انا بالذات حينئذ شعرت بغربتي كنت اسائله عن شئ فيقول اسالي غيري ولاادري لماذا يستثقل الاجابة علي ولو ساله احدهم لأطال في الاجابة وكنت استقبله بالتحية والسلام فيهز راسه ايماء فلا اسمع له صوتا او اشعر له حسا وكنت اقضي الوقت كله في شؤون البيت وانتظر المساء كي اجلس الى جواره فلايكلمني ابدا بل نجلس صامتين وكأننا في مجلس عزاء وكنت اذكر طرائف ابي واحاديثه المستمرة عن العمل والناس كانت تسلية ولعلها خير من هذا الوجوم المنبوذ وكنت اسأل نفسي ماهو مصداق محبته لي؟ ان الكلمة الطيبة والتحية الحسنى لهما السبيل الى القلوب, وراودته عن نفسي مرارا كي يبوح لي بمكنوناته, كنت اساله عن عمله و العاملين معه فياتيني الجواب صمتا قاطعا يمزق قلبي وما يزيدني اسى انني اسمع اخبار زوجي من جاراتي ممن كان بعض ازواجهن يعملون معه وكن هؤلاء يتعجبن كثيرا لجهلي باخبار زجي ويعللن الامر بالنزاع والخصام ولكن لاهذا ولاذاك.
كنت اسال فلا يجيبني الا الصمت القاتل.. يالبؤس الحياة؟ كيف هي الحياة مع رجل لااستطيع ان ابوح له بمشاعري وخواطر نفسي؟ وليس معه حق الكلام و الابتسام.. وتمر ايامي ثقيلة اثقل من الراسيات وقلبي مغلف بالهجوم ولكنني لا استطيع تفريغ حمولتي الى من احب, وذات يوم تاخر في الدخول الى البيت بعد طرق الباب لكنه لم يدخل ولما استطلعت الخبر سمعته يحاور جارتي ويضحك ضحكات مجلجلة ففاض قلبي بالالم
هذا المكفهر في وجهي هكذا يتكلم مع جارتي العجوز وشعرت بحقارتي وتصورته كأنه يلقي هو بمحبته الى غيري وكالعادة طالعني بوجه مكفهر ولسان صامت وهنا لم استطع صبرا اشتعل قلبي بثور عارمة
فانتفضت كطير جريح وربما قائل يقول:لم يكن هناك امر يستجق كل هذا ولكن مشكلتي الاولى هي انني امراة احيا بمشاعري واطوف بعواطفي وتبحث سفينتي عن كلمة حب ترسو عندها ..
ما اعظم الرسول محمد (ص) حينما قال ما معناه: قول الرجل لزوجته انه يحبها لايخرج من قلبها ابدا .
تقدمت نحوه كاللبوة الجريحة وصرخت في وجهه المكفهر: تُكلِّم جارتي وتبتسم لها وتضحك وتستثقل علي رد تحيتي باسوء او باحسن منها؟
ولم يكترث لي ابدا بل اجاب ببرود: هكذا انا وتلك جارتي قد كلمتها فرارا من لسانه ..قلت بعصبية اكثر وقد صعد الدم الى راسي حتى كاد ينفجر: وانا الستُ زوجتك ..قال ساخرا: من قال غير ذلك.. فصرخت: ان كنت تكرهني لماذا تمسك بي وتبقيني دعني اعد الى بيت ابي. فضحك ساخرا وقال مجنونة انت؟ لقد نطقتُ بثلاثين الف كلمة منذ الصباح حتى الان.. وصرختُ: لم اطلب منك مالا ولا ثروة اريد منك كلمة طيبة وان سالتك اجبني او كلمتك شاركني بالكلام والحديث ولاتتركني وحدي ..قال متهكما ساخرا: لن افعلها ولو بقيتي وحدك في الدنيا. وبكيت واخذت اصب الدمع صبا وقلت:اليس هذا من حقي عليك ؟ فصرخ: انا حر
وكان ضربة حادة سقطت على فمي فالجمته وطفقت ابكي في صمت رددت عليه بهدوء: تكرهني اذا. قال مجنونة انت كيف ابقى مع امراة اكرهها ,وانفجرت شلالات الدمع سخيا وطفقت ابكي اياما متتاليات ولاادري هل قال لي ما قال في سورة غضبه ام لسانه نطق بما ادخره قلبه وحاول اخفاءه ام انه كبرياء الرجولة .. صلى عليك الجليل يا رسول الله: خيركم خيركم لنسائه وانا خيركم لنسائي.
ولكثرة بكائي شعرت اني سافقد بصري ومن يصدق انه طيلة هذا الوقت لم يحاول تخفيف الالم عني بل كان غير مكترث عل الاطلاق مما جعل الشعور عندي يصل الى حد اليقين انه يكرهني حتما,
والان كيف احيا مع رجل هكذا؟ هل انفصل عنه؟ طالما اشتكيت وبكيت وكانت امي توصيني بالصبر والا ادنّس اسم العشيرة كانني لو انفصلت عن زوجي اصبحت عاهرة تستحق القتل وبت احبس الآمي وطففت افكر في امري.. ربما كتب علي ان اعيش بعيدا عن الكلمة االسحرية..كلمة حب.. تلك التي لم اسمعها اول حياتي فكيف سآخذها اليوم وغدا ..ها هو العمر يمضي وليس لي الا صغيري اسقيه محبتي و حناني وطفقت ادعو ربي كما دعت لي امي, كنت اجلس على سجادة الصلاة واشعر بالحاجة الى البكاء فابكي ولكن شيئا كان يولج في قلبي شعرت كانني انادي ربي فيستمع لندائي واشكو همي فيرحم حالي وقلت في نفسي هذا هو الحتم المقضي علي ان عيش غربة مع زوجي لو لم اكن امراة لما اشتعلت عواطفي ولكن معذرة رباه كانت الجنة تحت قدمي وكان ربي أرأف بي من رأفته بالذكور وعدَني حسنة يضاعف عليها ... وانتبهت الى امر ما , حقا انا امراة ولكني انسانة قبل هذا ولابد ان عيش إنسانيتي مع الناس مع الاخرين الى متى ابقى في هذه العزلة القاتلة لماذا لا اطوف بيوت الفقراء فامسح عن عيونهم دموع الاسى لماذا لا اطوف بيوت الجهلاء فانشر العلم و المعرفة لماذا لااكون مع النساء في كل شأن ينفع المرأة ويعلِّي شأنها؟
وانطلقت الى الناس ازور هذه وأَعين تلك واعلِّم هذه واساعد تلك حتى لم يعد لي وقت اتفرغ فيه لهمومي وحينئذ تذكرت امي ودعاءها في ان يرزقني الله زوجا حسن الظن وهنا ادركت عظيمة النعمة التي كنت املكها نعم كان قيس رحمة كبرى.. لم يسالني يوما اين اذهب ولم يعاقبني لاني تاخرت كان ابدا حسن الظن بي كما ارادت امي واحيانا كنت اتأخر مع النساء في تعلم المسائل الشرعية او حفظ القرآن ولما اعود يرد قيس علي تحيتي ايماءا كعهدي به ولايسالني شيئا ابدا بل اراه في كثير من الاحايين ياتي جائعا وانا غائبة فيعدَّ له بنفسه طعاما بسيطا ياكله ويرفع الاواني.. وجئته يوما وهو جالس الى جانب اناء فيه الطماطم و الخيار يأكله مع الخبز وكان طعامه في البراد ولكنه استثقل تسخينه كنت فرحة للغاية وصرختُ من الباب: لقد فزتُ في المسابقات , وبقيتُ أنظر كلاما.. تبريكا لهذ الفرحة و النجاح .. ولكن وميضا حلوا أشرق في عينيه .. وما زلتُ أرغبُ في كلمة حب.
احفادي الاعزاء..
ماهي الجوانب التي تعتقدون انها تستحق القراءة والتأمل في هذه القصة؟
القصة للخبيرة التربوية و الاجتماعية كفاح الحداد
جدتكم بان
وكنت في احايين كثيرة ارى امي جالسة في احدى الزوايا تصب الدمع صبا وتشج نشيجا مؤلما وكنت ارى في اوقات كثيرة تاتي بالمصحف وتقسم عليه مرات و مرات انها لم تات بفاحشة مبينة ولكن كتاب الله لم يكن شفيعا لها ابد فكانت النتيجة دوما السباب الجارح و الشتائم المرة وكنت اعلم ان ابي كان يحبها حبا جما ويغار عليها ولحالته هذه كان يؤذيها كثيرا انه يظن ان هذا هو السبيل الاوحد لابقائها الى جواره ولو جاء الى البيت ولم يرها فحينئذ تحدث الطامة الكبرى ..انني لازلت اذكر ما حدث حينما كنت طفلة صغيرة , مات جارنا رحمه الله فحفت امي لنجدتهم واعانتهم على الخطب ولما عاد ابي ولم يرها قامت قيامة واشعل البيت صياحا وصراخا و سبابا وانحسرنا خائفين وجلين بعيدا عنه ولكنه نادانا بعنف و قوة وامرنا ان نذهب مسرعين لنداء امي وكنا نعلم ان الامر لايلق وبيت جارنا في فوضى عارمة وتغمره اطياف من البشر ولكن كيف السبيل الى اسكات و تهدئة ابي؟ فامتثلنا لاوامره طائعين مكرهين وجاءت المسكية حافية تعدو وهي تسال بفزع ان كان حصل امر ؟ لازلت اذكر كلماته الجارحة الي حفرت قلبي الصغير وصورة امي توالي القسم واحدا تلو الاخر وهي تبكي وتندب حظها العاثر وكانت تستطيع الانفصال عنه ولكنها اكتوت بناره من اجلنا نحن ومن اجلي انا بالذت لانني كنت بنتا وكأن هذا الحرمان الذي عاشته والذي افقدها صوابها ورشدها وثقتها قد طرزته في دعاء ازلي في ان يرزقني الله زوجا يحسن الظن بي واكون موضع ثقته استجاب الله دعاءها وتضرعها وتقدم لخطبتي قيس ذاك المهندس القدير المعروف باخلاقه الحسنة و شمائله الطيبة وفوق هذا كان شديد الاناقة كثير العناية بهندامه وهذا ما اكسبه جمالا الى جماله وجعل كثيرا من النساء يعشن الاحلام الوردية في ان يكون فارس الاحلام مثل هذا الشاب الوسيم وكانه جاء كاملا ولله وحده الكمال ولكني شعرت بانتصاري على مخاوفي وهواجسي في ان اعيد الكرة لحياة كحياة أمي وتزوجنا ومرت ايامنا حلوة عذبة لايكدرها شئ واحسست ان زوجي قليل الكلام وعللت الامر اولا بخجله ونحن في اول الطريق ولكن مع الايام اكتشفت ان هذه سجيته معي انا بالذات حينئذ شعرت بغربتي كنت اسائله عن شئ فيقول اسالي غيري ولاادري لماذا يستثقل الاجابة علي ولو ساله احدهم لأطال في الاجابة وكنت استقبله بالتحية والسلام فيهز راسه ايماء فلا اسمع له صوتا او اشعر له حسا وكنت اقضي الوقت كله في شؤون البيت وانتظر المساء كي اجلس الى جواره فلايكلمني ابدا بل نجلس صامتين وكأننا في مجلس عزاء وكنت اذكر طرائف ابي واحاديثه المستمرة عن العمل والناس كانت تسلية ولعلها خير من هذا الوجوم المنبوذ وكنت اسأل نفسي ماهو مصداق محبته لي؟ ان الكلمة الطيبة والتحية الحسنى لهما السبيل الى القلوب, وراودته عن نفسي مرارا كي يبوح لي بمكنوناته, كنت اساله عن عمله و العاملين معه فياتيني الجواب صمتا قاطعا يمزق قلبي وما يزيدني اسى انني اسمع اخبار زوجي من جاراتي ممن كان بعض ازواجهن يعملون معه وكن هؤلاء يتعجبن كثيرا لجهلي باخبار زجي ويعللن الامر بالنزاع والخصام ولكن لاهذا ولاذاك.
كنت اسال فلا يجيبني الا الصمت القاتل.. يالبؤس الحياة؟ كيف هي الحياة مع رجل لااستطيع ان ابوح له بمشاعري وخواطر نفسي؟ وليس معه حق الكلام و الابتسام.. وتمر ايامي ثقيلة اثقل من الراسيات وقلبي مغلف بالهجوم ولكنني لا استطيع تفريغ حمولتي الى من احب, وذات يوم تاخر في الدخول الى البيت بعد طرق الباب لكنه لم يدخل ولما استطلعت الخبر سمعته يحاور جارتي ويضحك ضحكات مجلجلة ففاض قلبي بالالم
هذا المكفهر في وجهي هكذا يتكلم مع جارتي العجوز وشعرت بحقارتي وتصورته كأنه يلقي هو بمحبته الى غيري وكالعادة طالعني بوجه مكفهر ولسان صامت وهنا لم استطع صبرا اشتعل قلبي بثور عارمة
فانتفضت كطير جريح وربما قائل يقول:لم يكن هناك امر يستجق كل هذا ولكن مشكلتي الاولى هي انني امراة احيا بمشاعري واطوف بعواطفي وتبحث سفينتي عن كلمة حب ترسو عندها ..
ما اعظم الرسول محمد (ص) حينما قال ما معناه: قول الرجل لزوجته انه يحبها لايخرج من قلبها ابدا .
تقدمت نحوه كاللبوة الجريحة وصرخت في وجهه المكفهر: تُكلِّم جارتي وتبتسم لها وتضحك وتستثقل علي رد تحيتي باسوء او باحسن منها؟
ولم يكترث لي ابدا بل اجاب ببرود: هكذا انا وتلك جارتي قد كلمتها فرارا من لسانه ..قلت بعصبية اكثر وقد صعد الدم الى راسي حتى كاد ينفجر: وانا الستُ زوجتك ..قال ساخرا: من قال غير ذلك.. فصرخت: ان كنت تكرهني لماذا تمسك بي وتبقيني دعني اعد الى بيت ابي. فضحك ساخرا وقال مجنونة انت؟ لقد نطقتُ بثلاثين الف كلمة منذ الصباح حتى الان.. وصرختُ: لم اطلب منك مالا ولا ثروة اريد منك كلمة طيبة وان سالتك اجبني او كلمتك شاركني بالكلام والحديث ولاتتركني وحدي ..قال متهكما ساخرا: لن افعلها ولو بقيتي وحدك في الدنيا. وبكيت واخذت اصب الدمع صبا وقلت:اليس هذا من حقي عليك ؟ فصرخ: انا حر
وكان ضربة حادة سقطت على فمي فالجمته وطفقت ابكي في صمت رددت عليه بهدوء: تكرهني اذا. قال مجنونة انت كيف ابقى مع امراة اكرهها ,وانفجرت شلالات الدمع سخيا وطفقت ابكي اياما متتاليات ولاادري هل قال لي ما قال في سورة غضبه ام لسانه نطق بما ادخره قلبه وحاول اخفاءه ام انه كبرياء الرجولة .. صلى عليك الجليل يا رسول الله: خيركم خيركم لنسائه وانا خيركم لنسائي.
ولكثرة بكائي شعرت اني سافقد بصري ومن يصدق انه طيلة هذا الوقت لم يحاول تخفيف الالم عني بل كان غير مكترث عل الاطلاق مما جعل الشعور عندي يصل الى حد اليقين انه يكرهني حتما,
والان كيف احيا مع رجل هكذا؟ هل انفصل عنه؟ طالما اشتكيت وبكيت وكانت امي توصيني بالصبر والا ادنّس اسم العشيرة كانني لو انفصلت عن زوجي اصبحت عاهرة تستحق القتل وبت احبس الآمي وطففت افكر في امري.. ربما كتب علي ان اعيش بعيدا عن الكلمة االسحرية..كلمة حب.. تلك التي لم اسمعها اول حياتي فكيف سآخذها اليوم وغدا ..ها هو العمر يمضي وليس لي الا صغيري اسقيه محبتي و حناني وطفقت ادعو ربي كما دعت لي امي, كنت اجلس على سجادة الصلاة واشعر بالحاجة الى البكاء فابكي ولكن شيئا كان يولج في قلبي شعرت كانني انادي ربي فيستمع لندائي واشكو همي فيرحم حالي وقلت في نفسي هذا هو الحتم المقضي علي ان عيش غربة مع زوجي لو لم اكن امراة لما اشتعلت عواطفي ولكن معذرة رباه كانت الجنة تحت قدمي وكان ربي أرأف بي من رأفته بالذكور وعدَني حسنة يضاعف عليها ... وانتبهت الى امر ما , حقا انا امراة ولكني انسانة قبل هذا ولابد ان عيش إنسانيتي مع الناس مع الاخرين الى متى ابقى في هذه العزلة القاتلة لماذا لا اطوف بيوت الفقراء فامسح عن عيونهم دموع الاسى لماذا لا اطوف بيوت الجهلاء فانشر العلم و المعرفة لماذا لااكون مع النساء في كل شأن ينفع المرأة ويعلِّي شأنها؟
وانطلقت الى الناس ازور هذه وأَعين تلك واعلِّم هذه واساعد تلك حتى لم يعد لي وقت اتفرغ فيه لهمومي وحينئذ تذكرت امي ودعاءها في ان يرزقني الله زوجا حسن الظن وهنا ادركت عظيمة النعمة التي كنت املكها نعم كان قيس رحمة كبرى.. لم يسالني يوما اين اذهب ولم يعاقبني لاني تاخرت كان ابدا حسن الظن بي كما ارادت امي واحيانا كنت اتأخر مع النساء في تعلم المسائل الشرعية او حفظ القرآن ولما اعود يرد قيس علي تحيتي ايماءا كعهدي به ولايسالني شيئا ابدا بل اراه في كثير من الاحايين ياتي جائعا وانا غائبة فيعدَّ له بنفسه طعاما بسيطا ياكله ويرفع الاواني.. وجئته يوما وهو جالس الى جانب اناء فيه الطماطم و الخيار يأكله مع الخبز وكان طعامه في البراد ولكنه استثقل تسخينه كنت فرحة للغاية وصرختُ من الباب: لقد فزتُ في المسابقات , وبقيتُ أنظر كلاما.. تبريكا لهذ الفرحة و النجاح .. ولكن وميضا حلوا أشرق في عينيه .. وما زلتُ أرغبُ في كلمة حب.
احفادي الاعزاء..

ماهي الجوانب التي تعتقدون انها تستحق القراءة والتأمل في هذه القصة؟
القصة للخبيرة التربوية و الاجتماعية كفاح الحداد
جدتكم بان

تعليق