إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شيعة السعودية....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيعة السعودية....

    نشرت جريدة الاخبار الصادرة اليوم في بيروت هذا الملف..


    شيعة السعودية بعيون أميركا (1/2): شكوى من التمييز...

    ومخاوف من تداعيات الإحباط


    حرس الشرف السعودي في انتظار زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في 10 أيار الجاري (حسن عمّارــ أ ب)

    احتل موضوع السكان الشيعة في السعودية حيزاً كبيراً من اهتمام الدبلوماسية الأميركية. فالبرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض والقنصليتين الأميركيتين في جدة والظهران تشير بوضوح إلى سعي الولايات المتحدة إلى رصد كل ما له علاقة بأوضاعهم عن كثب. وفي مقدمة المسائل التي تطرقت إليها البرقيات أوجه التمييز التي يتعرضون لها، وتحديداً في المنطقة الشرقية التي تصفها الولايات المتحدة بأنها أهم منطقة استراتيجية في المملكة. كذلك أولت البرقيات اهتماماً بتقويم مدى تأثير التمييز والشكاوى المتزايدة منه في علاقتهم بحكومة بلادهم، إلى جانب الاختلاف في الرؤى بين الجيلين القديم والجديد لدى أبناء هذه الطائفة وتداعياته

    جمانة فرحات
    السفارة الأميركية في الرياض، القنصلية الأميركية في جدة والقنصلية الأميركية في الظهران. تتعدد البرقيات الصادرة عنها، والهدف واحد. رصد كل ما له علاقة بسكان السعودية من المذهب الشيعي في مختلف مناطق المملكة، ولا سيما في المنطقة الشرقية. فالشيعة من وجهة النظر الأميركية يطلبون المزيد من الحقوق، تمثيلاً أكبر في الحكومة، والوصول إلى المؤسسات التعليمية والمؤسسات المدنية الأخرى. وباتوا يرفعون صوتهم أعلى للحديث عن مطالبهم، وسط مخاوف من أن يؤدي حرمانهم حقوقهم المشروعة إلى التطلع لجهات خارجية للحصول على دعم سياسي أو توجيه عقائدي.
    من هذا المنطلق، تخلص البرقيات الأميركية إلى مجموعة من الاستنتاجات بشأن طبيعة العمل التي ينتهجها أبناء الطائفة الذين يمثّلون قرابة 10 في المئة من سكان المملكة، بهدف اكتساب المزيد من الحقوق. فهم يعوضون عن غياب المشاركة السياسية من خلال عدد من الوسائل، بما في ذلك المنتديات أو جلسات النقاش التي تعقد في داخل المنازل والجمعيات غير الحكومية (06RIYADH3301)، فيما يتحايلون على تهميش قضاياهم في وسائل الإعلام التقليدية من خلال اللجوء إلى وسائل أكثر حداثة، وتحديداً صحافة الإنترنت.
    كذلك تميز معظم هذه الفئة من المواطنين السعوديين إلى حدٍّ بعيد بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والحكومة السعودية. يحترمون ملكهم، أوفياء له، ويعتقدون أن لديه نيات طيبة، لكنهم في الوقت نفسه يأخذون عليه عجزه عن تحقيق ما يطمحون إليه من تحسين أوضاعهم. ومع ذلك، فهم لا يترددون في طرح مشاكلهم بصراحة مع الملك، عندما تسنح لهم الفرصة للقائه، أو مع أي مسؤول حكومي آخر، بما في ذلك أمير المنطقة الشرقية، الأمير محمد بن فهد، أو حتى وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز، اللذين يرى فيهما الشيعة مصدراً رئيسياً للتمييز الذي يتعرضون له.
    أوجه التمييز
    وفيما نقلت البرقية (09RIYADH824) عن الناشط الحقوقي إبراهيم المقيطيب قوله إن أوضاع الشيعة تراجعت خلال الأشهر الثمانية الماضية، معدداً مجموعة من الحوادث التي تدل على وجود تمييز سياسي وديني بحق الشيعة، تحدثت البرقية (08RIYADH853) عن تواصل شعور الشيعة في السعودية بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، يواجهون مظاهر تمييز رسمي وغير رسمي، مستندة في ذلك إلى عدد من البرقيات السابقة للقنصلية الأميركية في الدمام، بالإضافة إلى عدد من المقابلات وإحصاءات عن أوضاع الشيعة في الأحساء، قدمها ناشطون شيعة للجنة حقوق الإنسان في بداية عام 2008، واستطاعت السفارة الحصول على نسخة منها.
    وتضيف: «هذا الوضع غير المتكافئ يستمر ظاهراً في مؤسسات من مختلف جوانب الحياة السياسية، القانونية، التعليمية الدينية، والاقتصادية». أما تحدي تغيير الحالة المؤسساتية فإنه أقل ترويعاً من تحدي تغيير الإجحاف الفردي الذي يحمله العديد من السعوديين السنّة.
    وعلى صعيد التمييز المؤسساتي المستمر، وتحديداً السياسي، لفتت البرقية إلى أنه رغم تمثيلهم لثلث عدد سكان المنطقة الشرقية، فإن 3 فقط من أصل 59 من أعضاء المجلس البلدي المعينين في المنطقة الشرقية هم من الشيعة، رغم أنهم 11 من أصل 12 من الأعضاء المنتخبين. وفي الأحساء، حيث يمثّل الشيعة قرابة 60 في المئة من السكان، جميع المكاتب الحكومية الـ46 يديرها سُنّة.
    أما على الصعيد الوطني، فإن 3 فقط من أصل 150 عضواً من مجلس الشورى المعينين شيعة، ولا شيعة يحتلون منصباً وزارياً أو منصب نائب وزير، حاكم أو نائب حاكم. ولا شيعة دبلوماسيين في وزارة الخارجية السعودية، أو يمثلون السعودية في المؤسسات الإسلامية.
    أما الرموز الشيعية التي تعمل مع المؤسسات الحكومية السعودية، مثل لجنة حقوق الإنسان، أو على سبيل المثال في مناصب بلدية في القطيف، فغالباً ما ينظر إليها على أنها «في جيب الحكومة السعودية ولا تمثل مصالح المجتمع الشيعي أو هواجسه».
    أما على الصعيد القانوني، فتلفت البرقية إلى أن تطور نظام المحكمة الجعفرية من قاضٍ واحد إلى قاضيين، وإضافة محكمة استئناف تضم ثلاثة قضاة، لم يسهما إلا في تذكير الطائفة الشيعية بـ«الجمود وغياب التزام الحكومة السعودية في التعاطي مع هواجس الشيعة». فبينما ارتفع عدد القضاة إلى سبعة، تآكلت سلطة المحكمة، وخُفضت للنظر فقط في الأحوال الشخصية، وإذا اختلف المتخاصمون بشأن الحكم، يمكن تحويله إلى المحكمة الشرعية. كذلك لا تملك المحكمة الجعفرية القدرة على الحكم في القضايا الشيعية للمواطنين الذين يعيشون خارج القطيف أو الأحساء، ما دفع رئيس القضاة في القطيف، الشيخ محمد العبيدان، إلى إخبار أحد الدبلوماسيين في السفارة الأميركية بأن القضاة الشيعة «لا يرون أي إصلاح أمامهم، ويبقون محبطين من تهميشهم».
    وعلى الصعيد التعليمي، توضح البرقية أنه لم يتغير الكثير من وضع الشيعة خلال السنوات الماضية، فهم لا يسمح لهم بفتح مدارس خاصة، ومن أصل 319 مدرسة للصبيان في الأحساء، لا يوجد سوى 7 مديري مدارس من هذه الطائفة، فيما يشغل 30 فقط منهم منصب نائب مدير مدرسة. أما في مدارس الإناث، فالوضع أسوأ. ومن أصل 309 مدارس للبنات، لا مديرة مدرسة من الطائفة الشيعية، فيما يقتصر عدد الذين يشغلون منصب نائب مدير مدرسة على 7، ولا مدير مدرسة في مدارس الإناث في القطيف.
    وفي الجامعات، يُعَدّ تمثيلهم ناقصاً. ففي جامعة الملك فيصل، من أصل 287 موظفاً، فقط 7 هم شيعة. وتضيف البرقية أنه على الرغم من أن وزارة التربية حققت تقدماً في إزالة لغة التمييز السائدة بحق الشيعة من الكتب المدرسية، إلا أنه تبقى إشارات مقلقة. وتضيف: «المذكرات المدرسية تظهر دعوات معاقبة طلاب شيعة تغيبوا خلال مناسبات دينية مثل عاشوراء».
    كذلك تنقل البرقية (06RIYADH3306) التي تطرقت بتفصيل إلى التعليم في المنطقة الشرقية ومشاكله ما تعرض له أحد الطلاب عندما قدم أوراقه إلى كلية العلوم السياسية لجامعة الملك سعود في الرياض، قبل أن يرفض طلبه بحجة أن هذا «المجال غير مفتوح للشيعة».
    من جهتها، تعود البرقية (08RIYADH853) للحديث عن التمييز اقتصادياً، وتوضح أن الشيعة ممثلون تمثيلاً ناقصاً في الخدمات الأمنية والحكومية. ففي الأحساء، لا يوجد سوى 3 ضباط شيعة في جميع المرافق الأمنية، بما في ذلك الوكالات الخاضعة لوزارة الداخلية، الحرس الوطني، وزارة الدفاع والطيران. أما في المؤسسات شبه الحكومية، وفي مقدمتها أرامكو، فتتحدث البرقية عن أنّ من المعروف على نطاق واسع أن لديها «حاجزاً زجاجياً» مفروضاً على تقدم الموظفين الشيعة، وأنها تلجأ إلى عدم توظيف شيعة في مناطق حساسة أمنياً.
    وتضيف الوثيقة أن هذا التمثيل الناقص والواضح في «أرامكو» مؤلم خصوصاً للطائفة، آخذة في الاعتبار أن النفط الذي يمثّل الحياة الاقتصادية للسعودية يأتي من مناطق كالقطيف والأحساء.
    وتضيف البرقية أن التمييز الاقتصادي يتجسد على نحو أوضح عند النظر إلى قوانين تقسيم المناطق التي تحدد الارتفاع المسموح به للأبنية في مناطق مختلفة.
    ومع أن المباني من ثماني طبقات مسموح تشييدها على طول الطريق السريع الذي يقود من الدمام إلى القطيف، تتغير قواعد بناء المباني مع الدخول إلى أول قرية ذات غالبية شيعية، سيحات، حيث تتطلب القواعد أن تكون الأبنية أقل من أربع طبقات.
    وفي جزيرة تاروت، ذات الاختلاط السني الشيعي، تسمح المراسيم ببناء أبنية من ثلاث طبقات في قرية دارين ذات الأغلبية السنية، لكن لا تسمح بأكثر من طبقتين في المناطق الشيعية المحيطة بدارين.
    على الصعيد الديني، توضح البرقية أنه فيما الجوامع والأئمة السنة ممولون من وزارة الشؤون الدينية، لا تتلقى الجوامع الشيعية أي تمويل من الحكومة السعودية. أما الحصول على رخصة لفتح مسجد شيعي، فيعتمد غالباً على هوى المسؤولين الحكوميين المحليين، ويوصف بأنه «غامض ومرهق». أما الحسينيات فإنها لا تحصل مطلقاً على ترخيص من الحكومة، ما يجعلها غير محصنة عندما تقرر الحكومة السعودية إقفالها بحجة «عدم حصولها على تراخيص».
    يضاف إلى كل ذلك، منع الحكومة السعودية استيراد أو نشر مطبوعات شيعية دينية، وحجب المواقع التي تناقش المواضيع الدينية الشيعية، السياسية والاجتماعية، على الرغم من انخفاض حدة التضييق خلال الآونة الأخيرة.
    إلاّ أنه رغم التمييز الواضح والمتواصل، تلفت البرقية إلى بعض الإشارات إلى مستقبل أفضل بين الحكومة السعودية والأقلية الشيعية، بينها أن انتظام التواصل واتساعه بين قيادة المجتمع الشيعي والحكومة السعودية يستمران في التطور.
    وبعدما كان الشيعة في السابق يترددون في لقاء قيادات الحكومة السعودية خوفاً من خسارة الصدقية، وبينما كانت قيادات الحكومة السعودية تجتمع فقط بهم لتقديم مطالب لا للاستماع، يمكن على نحو متزايد ملاحظة وجود تبادل للآراء. كذلك، إن الحوار الوطني الذي بدأ في حزيران 2003، عندما كان الملك الحالي يحتل منصب ولي العهد، يستمر منتدىً مهماً للحوار.
    من جهةٍ ثانية، تلفت البرقية إلى أنه بينما الحوار هو على مستوى رفيع قيد التطور، إلاّ أن التقدم على مستوى الشارع أتى على هيئة استقلالية أكبر للشيعة في القطيف، وهو ما انعكس تدخلاً أقل للحكومة في الاحتفالات الدينية.
    وفي السياق، تحدثت البرقية عن وجود عدة نظريات عن أسباب سماح الحكومة السعودية بدرجة كبيرة من الحرية للطائفة الشيعية في القطيف، في الوقت الذي يواصل فيه الشيعة في الأحساء المجادلة بأن حريتهم محجوزة على متزايد. وفيما ذهب البعض إلى اتهام الحكومة السعودية بتعمد تطبيق هذه السياسة في إطار «جهدها لمنع صوت شيعي موحد من الظهور، فحاولت خلق وقائع مختلفة في المجتمعين الشيعيين»، أشار البعض إلى التحامل الشخصي لمحافظ الأحساء بدر بن محمد آل جلوي، ومديريه المحليين، كعامل رئيسي في تدهور حريات الشيعة.
    أركان قيادة التمييز
    وصف أحد الناشطين السياسيين في البرقية (09DHAHRAN246) الأمير محمد بأنه «حاكم سيئ» محاط بمستشارين مذهبيين، فيما اتهمه آخر بأنه «متطرف في تمييزه». ويجمع العديد من مصادر السفارة على اعتبار أن أمير المنطقة الشرقية، ووزير الداخلية نايف بن عبد العزيز، بمثابة المسؤولين المباشرين عن هذه المشكلة. ويعتقد البعض أن الأميرين القويين «يدعمان ضمنياً الممارسات التمييزية في الأحساء وأماكن أخرى من المنطقة الشرقية»، فيما ذهب البعض الآخر إلى حد اتهامهما بإعطاء أمير منطقة الأحساء الأوامر بتطبيق سياسات تمييزية.
    من جهته، تحدث الناشط صادق رمضان، في البرقية (06RIYADH5451)، عن خصال الأمير محمد بن فهد التمييزية تجاه الشيعة، مستعيداً حادثة جرت قبل سنوات عندما كان أمير المنطقة يشارك في مأدبة غداء في منزل أحد رجال الأعمال، وعندما لاحظ أن صورة والده ليست على الحائط، انزعج وقال: «حسناً، بالتأكيد الجميع يعلم أنك موالٍ لإيران».
    وأظهرت البرقية (09DHAHRAN99) نقلاً عن أحد الأشخاص على اتصال مع السفارة، أن محمد بن فهد عرقل لقاء مجموعة من الشخصيات بالملك عبد الله خلال زيارته الثالثة من نوعها منذ تسلمه الحكم للمنطقة الشرقية، وسط اقتناع العديدين بأن محمد بن فهد لن يتوقف عن هذه الممارسات، ما لم يكفّ الملك يده (09DHAHRAN217).
    كذلك ربطت البرقية (08RIYADH1070) بين بعض التضييقات التي يتعرض لها الشيعة في المنطقة الشرقية، ومحاولة مدروسة لإفشال جهود الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان. ونقلت البرقية عن أحد الوجوه الشيعية البارزة قوله لأحد الدبلوماسيين الأميركيين إنه لا أحد من القادة الشيعة يرى أن عمليات إغلاق المساجد والاعتقالات أتت بالصدفة تماماً، وبعضهم يعبّر عن نظرته بأن هذه الأفعال تعود إلى «وجود وزير الداخلية الأمير نايف، بدعم باطني من إخوته السديريين، لفرض عضلاته في وجه جهود الملك عبد الله».
    وتضيف البرقية أن نايف يتمتع بعلاقات قريبة مع أمير المنطقة الشرقية، محمد بن فهد، نظراً إلى زواج الأخير بابنة وزير الداخلية. وتلفت إلى أن العديدين يعتقدون أن نايف من خلال عمله مع أمير المنطقة الشرقية يسيطران على أجندة الحرية الدينية للمنطقة، وهو ما دفع عدداً من الشخصيات الشيعية في البرقية (09DHAHRAN266) إلى التحذير من إمكان أن يقود استمرار التمييز إلى التطرف في المنطقة الشرقية، ولا سيما مع اتساع الفجوة في الأجيال في المجتمع الشيعي بين أعضاء كبار في السن كتومين وجيل شاب غير صبور، يميل إلى الاحتجاج بنحو أعلى وأكثر انفتاحاً بغض النظر عن التداعيات، بما في ذلك السجن.
    قيادات الشيعة ملتزمة بالحراك السلمي
    وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر في صدقية التزام الحكومة السعودية بالحديث عن الإصلاح، لا تزال القوى المحورية للمجتمع الشيعي ملتزمة باستخدام وسائل غير عنفية للعمل من داخل الدولة، وهو ما يدفع المسؤولين الحكوميين، على سبيل المثال، إلى الاستعانة برجال الدين الشيعة عندما تستدعي الحاجة، وفقاً لما أظهرته البرقية (09RIYADH346).
    إلاّ أنه رغم ذلك، تحدثت البرقية عن وجود قلق من تأثيرات ركود الإصلاح على الشباب في المنطقة الشرقية، متحدثةً عن وجود العديد من الإشارات إلى أن القيادات السياسية والدينية لديها تأثير أقل على الجيل الشاب في المجتمع الشيعي في المملكة. والشبان الشيعة كانوا موضع تطرق تفصيلي للسفارة في البرقية (09RIYADH270) التي توصلت إلى مجموعة من الخلاصات عن وضعهم، مؤكدةً أنهم محبطون من عدم قدرة قياداتهم على تحقيق المزيد من الحقوق، التمثيل والفرص في مجتمعهم.
    وحذرت ثلاث من الشخصيات الشيعية المعتدلة، المنخرطة على نحو شبه دائم مع القيادة السعودية في جهود الحوار، انطلاقاً من اقتناعها بأن الحوار والتعاون مع الحكومة السعودية هما أفضل الوسائل لتحسين وضع المواطنين، من أن الوقت قد حان للانتقال من الحوار إلى النتائج. ونقلت البرقية عن أحدهم تحذيره من أنه من دون فعل حقيقي وإصلاح من الحكومة السعودية، سيكبر الشبان الشيعة مع مزيد من الإحباط وعدم الصبر، وأن هؤلاء الشباب من دون نتائج محددة سيبحثون بحثاً متزايداً باتجاه إيران و/أو حزب الله للحصول على توجيهات في كيفية جعل صوتهم السياسي مسموعاً. وأضاف: «إنها مسؤولية الحكومة لإثبات أنهم مستعدون لإحداث تغييرات ملموسة».
    ولفتت البرقية إلى أن «العديد من القيادات الشيعية أشارت إلى أن اطلاع الشبان الشيعة، من خلال ما تنقله الفضائيات، عن تصاعد دور الشيعة في العراق نتيجة الديموقراطية، أضاف المزيد من الإحباط لديهم بسبب تجاهل حقوقهم في وطنهم».
    أما البرقية (09RIYADH42)، فسلطت الضوء على آراء مجموعة من الشبان السعوديين بالحكومة، الولاء للوطن والعلاقة مع إيران. ونقلت البرقية عن توفيق السيف قوله إن السعوديين الشيعة كانوا ينظرون إلى إيران على أنها «جنة»، الا أنهم عندما سمح لهم بالسفر إليها تغيرت آراؤهم وتبدلت. وأضاف: إذا نحّينا الجانب الديني، فإن «الشيعة وجدوا أن حياتهم اليومية في المملكة أفضل بكثير من الحياة اليومية في إيران، وأن السفر عزز من هويتهم الشيعية»، لافتاً إلى أن الشيعة باتوا الآن «يحسبون أكثر أين سيصطفون»، مؤكداً أنه «لا مزيد من العقائد».
    إلا أن ذلك لم يمنع بعض الشبان المنزعجين من التمييز الذي يتعرضون له من طرح تساؤلات عن الأسباب التي يجب أن تدعوهم لدعم الحكومة السعودية، وخصوصاً عندما يتعرضون للطرد من بعض الأماكن العامة ويُنعَتون بأنهم «كفرة».
    أهمية المنطقة الشرقية
    تحدد الدبلوماسية الأميركية ثلاثة أسباب رئيسية للاهتمام بالمنطقة الشرقية التي يحكمها الأمير محمد بن فهد. وتوضح البرقية (09DHAHRAN187) أنه إلى جانب أنها «أكبر مناطق المملكة، تمثّل المنطقة الشرقية المحرك الصناعي للسعودية، وتستقر فيها شركة النفط الحكومية المتطورة والمدارة جيداً».
    كذلك تُعَدّ المنطقة مركز التمركز الشيعي في المملكة، وبالتالي إن إمكان التوتر الشيعي يمثّل اهتماماً خاصاً للولايات المتحدة، نظراً إلى الوجود الجغرافي لهذه الأقلية في مركز الثروة النفطية من جهة،
    وطبيعة العلاقات التي تحكم العلاقة بين الشيعة والسلطات السعودية، والتي «هي في أحسن الأحوال غير ذات ثقة».
    وتضيف البرقية (06RIYADH5904) سبباً إضافياً، متحدثةً عن قرب المنطقة الجغرافي والثقافي من عدد
    من الدول الخليجية، ما يجعل سكان المنطقة «مؤيدين طبيعيين، وداعمين للتحولات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية».
    توتر مذهبي وسلاح
    تتحدث البرقية (09DHAHRAN46) عن وجود حالة من الاحتقان في المنطقة الشرقية، يمكن أن تنفجر نتيجة حادث قد يكون عرضياً. وتحدث أحد مصادر السفارة عن مدى تزايد التوتر بين الشبان الشيعة والسنّة في أعقاب حادثة البقيع، وبحث السلطات عن الشيخ نمر النمر. وروى المصدر أنه التقى إحدى القيادات السنية من قرية العنك في القطيف، وهي القرية الوحيدة ذات الأغلبية السنية لمناقشة التوتر، مشيراً إلى أن القيادي أبلغه بأن مجموعات شبابية من منطقة القصيم كانت تنوي القدوم إلى القرية «لحماية إخوتهم السنّة» من عدوانية الشيعة. وحذر المصدر من إمكان أن يتحول الشباب إلى وقود لعنف مذهبي سبق أن حُذِّر منه، وخصوصاً بعدما تحدث أحد الأشخاص الذين هم على اتصال مع السفارة عن أن «كل منزل في العوامية لديه سلاح... جدياً». من جهة ثانية، تحدثت مجموعة من الشخصيات في الأحساء في البرقية (06RIYADH3306) عن تزايد الفصل المذهبي في المنطقة، مشيرةً إلى أن الانعزال بدأ يجد طريقه منذ الثمانينيات في عهد الملك فهد.

  • #2
    أما البرقية (09RIYADH42)، فسلطت الضوء على آراء مجموعة من الشبان السعوديين بالحكومة، الولاء للوطن والعلاقة مع إيران. ونقلت البرقية عن توفيق السيف قوله إن السعوديين الشيعة كانوا ينظرون إلى إيران على أنها «جنة»، الا أنهم عندما سمح لهم بالسفر إليها تغيرت آراؤهم وتبدلت. وأضاف: إذا نحّينا الجانب الديني، فإن «الشيعة وجدوا أن حياتهم اليومية في المملكة أفضل بكثير من الحياة اليومية في إيران، وأن السفر عزز من هويتهم الشيعية»، لافتاً إلى أن الشيعة باتوا الآن «يحسبون أكثر أين سيصطفون»، مؤكداً أنه «لا مزيد من العقائد».


    االسلام عليكم ورحمة الله ..
    الشُبان أصحاب الراء فليحتفظوا لآرائهم لأنفسهم ولا أستبعد أنها قد تكون كذبة أو كلمة تحت التهديد المهم

    أنه يوجد من هم على شاكلة هؤلاء وما خفي كان أعظم لرما مقياساً مع حالة شيعة المدينة وشيعة أهل القطيف والإحساء فالغربية

    الأعين محجوبة عنهم نوعاً لأن البعض يلتزم بالتقية والبعض يتجنب إلفت أنظار المتشردون وا جلاوزة البلاط السعودي وهيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف التي مقرها الرئاسي بالمدينة المنورة .. وكفار الوسطى الذي أتوا فقط لغايتهم [ اطائفية ] بنشر منشورات للحجاج والمعتمرين والمضايقات .. كما أن الملك أعطاهم الحرية الكاملة الآن للإنتهاكات و أوجب أن يحترمهم الشعب!!
    الشيعي بالمدينة لا تجوز شهادته بالمحكمة .. !!و و و أقول ولن أنتهي مما خُفي لا أحد يقدّر معاناة الشيعة إلا هم أنفسهم ..
    الحمد لله على باديء النعم والحمد لرسوله صلى الله عليه وآله..

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
      تواصل شعور الشيعة في السعودية بأنهممواطنون من الدرجة الثانية
      والى متى يقبلون بهذا الوضع ؟!
      ولا شيعة يحتلون منصباً وزارياً أومنصب نائب وزير، حاكم أو نائب حاكم. ولا شيعة دبلوماسيين في وزارة الخارجيةالسعودية، أو يمثلون السعودية في المؤسسات الإسلامية.
      لو كان هناك يهوديا يعيش بين ال سعود احفاد معاويه لرشحوه لمنصب الوزاره !!: «المذكرات المدرسية تظهر دعوات معاقبة طلاب شيعة تغيبوا خلال مناسبات دينيةمثل عاشوراء».
      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
      ومع أن المبانيمن ثماني طبقات مسموح تشييدها على طول الطريق السريع الذي يقود من الدمام إلىالقطيف، تتغير قواعد بناء المباني مع الدخول إلى أول قرية ذات غالبية شيعية، سيحات،حيث تتطلب القواعد أن تكون الأبنية أقل من أربع طبقات.
      لاحول ولاقوه الا بالله العلي العظيم
      الأمير محمد بن فهدالتمييزية تجاه الشيعة، مستعيداً حادثة جرت قبل سنوات عندما كان أمير المنطقة يشاركفي مأدبة غداء في منزل أحد رجال الأعمال، وعندما لاحظ أن صورة والده ليست علىالحائط، انزعج وقال: «حسناً، بالتأكيد الجميع يعلم أنك موالٍ لإيران».
      الله يكون بعون ايران
      والامر الذي يثلج الصدر ان ايران شوكه في عيون الوهابيه فهم مصابون بمرض ايرانميا
      !!!
      أمير المنطقةالشرقية، محمد بن فهد، نظراً إلى زواج الأخير بابنة وزير الداخلية. وتلفت إلى أنالعديدين يعتقدون أن نايف من خلال عمله مع أمير المنطقة الشرقية يسيطران على أجندةالحرية الدينية للمنطقة
      بعض الأماكن العامة ويُنعَتونبأنهم «كفرة».
      الكفره ال سعود اتباع معاويه لعنهم الله
      شكرا لك

      تعليق


      • #4
        لا أدري علها لعبة محكمة
        حتى ينشغل الشباب الشيعي السعودي بالعمل مع الحكومة سعياً وراء بعض الفتات
        بدل السعى ضد الحكومة
        وربما أنهم يريدون منهم أن يلتفوا حول المجموعة المؤيدة للنظام ليوهموهم بأن المؤيدون للحكومة هم القادرون على أعطائهم حقوقهم

        الحكومة و قد أصبحت الان أوهن من بيت العنكبوت تريد أن تتشبث بالقشة
        بعد أن أحتلت البحرين و عاثت في الأرض فساداً فقد حكمت على نفسها بالزوال و السقوط

        على كل حال ... الموضوع يحتاج إلى قيادة حكيمة
        فكلا الوضعين في مصلحة شيعة السعودية
        ومن الممكن الحصول على الأثنين : الحقوق و المسواة و أسقاط النظام

        وأهل مكة أدري بشعابها ...

        لكن ما يمكن ملاحظته أن النظام السعودي الغبي يحاول تقليد النظام الكويتي بكثير من الأمور
        منها المنحات المالية لأنقاذ نفسك من الأزمات
        والان محاولات أعطاء الشيعة حقوقهم و كسب ولائهم و تحويلهم من معارضين إلأى مؤيدين للحكومة كما يحدث في الكويت
        وهذا ما لا يمكن تطبيقه ... فحكومة السعودية مختلفة عن حكومة الكويت

        على كل حال ... حكومة السعودية غبية و في طريقها للهاوية


        تعليق


        • #5
          السلام عليكم شيخنا الفاضل
          بالنسبة الى شيعة السعودية فهم مهمشون بكل شيء ... وهذا ما اثارته فضائح ويكيلوس ومراسلات سفير السعودية ...
          حتى الجمعيات وحرية العمل وعرض قضاياهم بالاعلام السعودي

          تعليق


          • #6
            لكن ما يمكن ملاحظته أن النظام السعودي الغبي يحاول تقليد النظام الكويتي بكثير من الأمور
            منها المنحات المالية لأنقاذ نفسك من الأزمات

            والان محاولات أعطاء الشيعة حقوقهم و كسب ولائهم و تحويلهم من معارضين إلأى مؤيدين للحكومة كما يحدث في الكويت
            وهذا ما لا يمكن تطبيقه ... فحكومة السعودية مختلفة عن حكومة الكويت

            على كل حال ... حكومة السعودية غبية و في طريقها للهاوية




            والله يا مولانا أكذب من هذه الحكومة مافي
            وعدت الشعب بستين وظيفة لم يروها
            و عدت بإعطاء المتسبب والغير عامل والمقدم على الوظيفة ولم يروها
            وعدت بزيادة للطلبة ولم يعطوهم بالعكس الدراسة للطالب والطالبة السعودية ضرائب للدولة ولكن بطريقة فنية !!
            وعدوا بمنشئات ومكانك سِر
            وعدو بترسيم الموظفون الذين يعملون بشكل غير رسمي وطردهم سهل ولم يفعلوا
            وعدوا بتخفيض الأسعار وهددوا أمام الشاشة ليثق الشعب بهم ولكن الأسعار لم تتغير !!
            ودو بالماضي وعدو للمستقبل مات الشعب والوعود قائمة بدون تنفيذ..
            ويطلع واحد من أبناء بطنها ويتحد عن الراحة والغنى والثراء و " عدم الحاجة" على لِسان المُعيل والفقير والمطرود والمتسبب وميت الحظ .. بالأمس القريب اتصل شاب فصل من العمل يبكي رجل يبكي يا ناس يشكو الفقر والجوع وإعالة والد عاجز ..

            تعليق


            • #7
              الله يحفظ و ينصر شيعة السعودية
              بحق محمد و ال محمد

              تعليق


              • #8
                لا ولاءات سياسيّة خارجية جديّة

                تابعت جريدة الاخبار التي تصدر في بيروت هذا اليوم نشر عدد من التقارير عن الشيعة في السعودية..

                لا ولاءات سياسيّة خارجية جديّة







                طفلة سعودية ترفع علم بلادها في الرياض (فهد شديد ــ رويترز)



                رقم البرقية: 06riyadh3312
                تاريخ البرقية: 2 أيار2006
                الموضوع: شيعة السعودية: لمن يكنّون الولاء؟
                مصنف من: القنصل جون كينكانون
                ملخص
                (…) استنتاجاتنا، التي ترتكز على نقاشات أجريناها مع طيف واسع من مصادرنا من شيعة السعودية خلال الأشهر الثمانية الماضية، هي أن معظم السعوديين الشيعة يظلون ملتزمين بالاتفاق الذي توصلت إليه القيادة الشيعية السعودية والملك فهد في 1993/1994، والذي وافق القادة الشيعة من خلاله على متابعة أهدافهم من داخل النظام السياسي للمملكة، في مقابل وعد بتحسين أوضاعهم قطعه الملك عليهم. يحتفظ الشيعة السعوديون بعلاقات دينية عميقة مع العراق وإيران، ويستلهمون من الحرية الدينية والسلطة السياسية المكتشفة حديثاً من الشيعة العراقيين. ولديهم أيضاً تاريخ طويل من الملاحقة من آل سعود، ويواجهون تمييزاً في المعاملة (مرجع ب). رغم ذلك، لا يزال زعماؤهم ملتزمين بالعمل للإصلاح من الداخل، استراتيجية تثمر ببطء بفضل الملك عبد الله. بنظرنا، سيتطلب دفع الشيعة السعوديين إلى المواجهة مع الرياض حافزاً كبيراً داخلياً أو خارجياً. حافز مثل ذلك، قد يتضمن تحولاً كبيراً في استراتيجية الحكومة أو القيادة السعودية، انتشار عنف مذهبي غير محدود في المملكة، أو تغيّراً كبيراً في التسويات الأمنية الإقليمية، وخصوصاً صراعاً إقليمياً متزايداً يشارك فيه شيعة (مرجع س).
                في غياب تلك الظروف، الأكثرية الواسعة من الشيعة السعوديين ليست مرشحة لإظهار ولاءات سياسية خارجية خطيرة، إن كان لإيران أو لأي نظرية غير مكتملة لـ«الهلال الشيعي».
                انتهى الملخص.
                خيار تكتيكي: المطالبة بالحقوق من الداخل
                (...) للدولة السعودية الوهابية سجلّ طويل من الاضطهاد الوحشي تجاه الشيعة السعوديين، وللشيعة المقيمين في أماكن أخرى من المنطقة، على حد سواء. خلال الغارات العسكرية على الدولتين السعوديتين الأولى والثانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان الشيعة هدفاً معتاداً للعنف الوهابي السعودي، ولا سيما من خلال هجمات شاملة على المدن الشيعية الكبيرة جنوبي العراق، ومن خلال انتهاكات للأماكن المقدسة هناك. حين انتزع الملك عبد العزيز، مؤسس السعودية الحديثة، ما يعرف اليوم بالمنطقة الشرقية، نفّذ جيشه من الإخوان الأصوليين حملة قاتلة ضد الشيعة. جاءت نقطة التحول في ذلك التاريخ المضطرب في عام 1979، حين احتل آلاف الشيعة الغاضبين من الحكومة، الملهمين من الثورة الإيرانية والمنظَّمين من مجموعة من القادة الشباب أشهرهم حسن الصفار، شوارع القطيف في تظاهرة سحقتها حكومة السعودية مخلّفة عدداً من القتلى بين المتظاهرين ومعتقلة العديد من الناشطين. مئات الشيعة، بمن فيهم الصفار، ذهبوا إلى المنفى، في البدء إيران، ثم غادروا إيران نحو سوريا، لبنان، بريطانيا، الولايات المتحدة، وبلدان غربية أخرى. عاد الصفار والعديد من حلفائه السياسيين إلى السعودية في منتصف التسعينيات، بعد التوصل إلى اتفاق مع الملك فهد في 1993 ـ 1994. وافق الملك على السماح للمنفيين بالعودة، إطلاق سراح الشيعة المعتقلين في المملكة، واتخاذ خطوات من شأنها تحسين وضع الشيعة؛ من ناحيتهم، وافق العائدون الشيعة على قطع نشاطاتهم المناوئة ومتابعة أهدافهم من ضمن النظام السعودي.
                لماذا عاد المنفيون الشيعة؟ بحسب أحد العائدين، محمد المحفوظ، الذي يتولى الآن رئاسة تحرير مجلة حول الشؤون الإسلامية، «سببان رئيسيان كانا وراء ذلك. أولاً، أدركنا أننا، بصفتنا أقلية في السعودية، ليس بمقدورنا أن نأمل تغيير النظام عبر الثورة، كما اعتقدنا أن بوسعنا أن نفعل عام 1979. ثانياً، شعرنا بأننا نفقد الاتصال بجماعاتنا هنا، ولم نكن فعّالين في مساعدتهم على التطور ونحن في الخارج. لذلك قررنا أن نعود أدراجنا وأن نعمل لتحصيل حقوقنا من الداخل».
                استمعنا إلى آراء مشابهة من شيعة آخرين كانوا جزءاً من الحركة في المنفى. اتخذت مجموعة القادة المنفيين والمقيمين قراراً تكتيكياً مهماً في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات. بعد إدراكهم استحالة انتزاع التحكم بمصيرهم الشخصي من حكومة السعودية بالمناهضة والمواجهة، حوّلوا هدفهم إلى نيل حقوقهم المدنية بصفتهم مواطنين سعوديين، وتكتيكاتهم للدفع نحو الإصلاح من الداخل. الحساب التكتيكي ذاته يظل قائماً اليوم. أكّد الناشطون الشيعة لنا باستمرار التزامهم الدائم في الضغط لنيل حقوقهم المدنية والإصلاح من داخل النظام؛ بتعبير أحد قادتهم «نحاول استخدام أي مجال متاح». نحن نلمس دلائل كبيرة على أن الشيعة فعلاً يستفيدون من كل فرصة، وخصوصاً مع اعتلاء الملك عبد الله العرش، الذي يراه الشيعة متفهماً لطموحاتهم. (…)
                كذلك، يذهب الشيعة إلى أقصى حدود ما تسمح به حكومة السعودية في مجال المجتمع المدني (مرجع أ)، (…). يدفع الشيعة باتجاه زيادة الحرية الدينية وتقليص التمييز من خلال الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ومن خلال الاحتكام المباشر لزعماء كبار في الحكومة السعودية، وإن يكن نجاحهم محدوداً في ذلك. بالإشارة إلى هذه النشاطات وإلى رؤيتهم لسعودية يتمتع جميع المواطنين فيها بالحقوق المدنية، يجادل بعض مصادرنا بأن الشيعة هم السعوديون الوطنيون والإصلاحيون الحقيقيون. دليل آخر على أن الشيعة، على الأقل حتى الآن، ملتزمون بالعمل من داخل النظام، هو أن ذلك التكتيك يجذب زعماء الشيعة وناشطيهم من مختلف المشارب، وأنهم ينشطون في بناء جسور مع عناصر إصلاحية أخرى في المجتمع السعودي.
                المنفيون العائدون هم أكثر الشيعة السعوديين نشاطاً سياسياً، كانوا القوة الأساسية التي توسّطت لتوقيع اتفاق 1993 ـ 1994 مع الملك فهد، وهم في صدارة معظم المبادرات المذكورة أعلاه. (ملاحظة: رغم أنهم لا يمثّلون كتلة سياسية واحدة، يشار إليهم على أنهم «شيرازيون» لأن السواد الأعظم منهم، خلال فترة نفيهم، اتبعوا الراحل آية الله محمد الشيرازي، الذي طالب بأن يؤدي رجال الدين دوراً سياسياً أكبر في المطالبة بحقوق الشيعة، رغم معارضته لمبدأ ولاية الفقيه. نهاية الملاحظة).
                بعض الناشطين الشيعة الآخرين، علمانيين ومتدينين، اعتمدوا تكتيك الدفع نحو الإصلاح من الداخل، رغم أنهم لا يتمتعون بالشبكات التنظيمية الواسعة التي يتمتع بها الشيرازيون. هؤلاء النشطاء يتألفون من يساريين قدماء، مثل نجيب الخنيزي، الذي يستضيف أحد المنتديات الثقافية الدائمة في القطيف، ودعا زعيم حزب الله السعودي حسن النمر، الذي شارك في الحوار الوطني الأخير في أبها. الشيرازيون، الخنيزي، النمر وزعماء شيعة آخرون يبذلون أيضاً جهوداً للتواصل مع إصلاحيين مدنيين ومتدينين من المجتمع السني، فيتبادلون الزيارات وينشطون في منتديات ومجالس مشتركة ويبحثون عن وسائل للحوار.
                إيران: روابط دينية... لكن ولاءات سياسية قليلة
                رغم أن ثمّة علاقات دينية وطيدة بين شيعة السعودية وإيران، وأن القلق من احتمال تأثير إيران في المنطقة الشرقية هو قلق مشروع، وخصوصاً العدائية المتصاعدة في الخطاب وفي السياسة الإيرانيين، يبقى تقديرنا الأصح هو أن الشيعة، في ظل الظروف السائدة، لا يتطلعون نحو طهران للتوجيه السياسي.
                (...) نظراً لأهمية المنطقة الشرقية في الصناعة النفطية السعودية، تحتفظ إيران باستراتجية منطقية لوضع الأساس لممارسة نفوذها. لديها أيضاً تاريخ في هذا المجال. الثورة الإيرانية ألهمت الشيعة السعوديين ليهبّوا في المعارضة عام 1979، وكان للإيرانيين دور في تنظيم حزب الله السعودي في الثمانينيات. معظم رجال الدين الشيعة السعوديين تلقوا علومهم في إيران، وخصوصاً قم، وكثير من الناشطين السياسيين الشيعة قضوا وقتاً في إيران في مطلع الثمانينيات وأواسطها. مجموعة شيعية سعودية مقاتلة، على الأقل ملهمة من إيران، إذا لم تكن بقيادتها، شنّت هجوماً على الثكنات العسكرية في الخبر خلال صيف 1996. منذ عهد أقرب، ادّعى عدد قليل من مصادرنا من الشيعة أن هناك شبكات مؤيدة لإيران نشطة في منطقة القطيف، وزعموا وجود مؤشرات أخرى للنشاط الإيراني، رغم أن عدداً أكبر من مصادرنا الآخرين يشككون في هذه المزاعم. (ملاحظة: توحي تقارير حديثة حساسة من قنوات أخرى أيضاً باحتمال وجود علاقات شيعية مع مقاتلين شيعة في إيران، العراق، و/أو لبنان. أحد التقارير يشير إلى أن الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران قد تكون بدأت جهوداً سرية لإرساء علاقات في المنطقة الشرقية، تقرير آخر يشير إلى زيارة قد يكون قام بها سعودي شيعي لزعيم شيعي لبناني طلباً للدعم المالي. نهاية الملاحظة).
                لكن السواد الأعظم من مصادرنا الشيعيين أعلموا المسؤولين القنصليين أنهم لا يلمسون دليلاً على جهود إيرانية مبذولة حالياً لبسط نفوذ سياسي في المنطقة الشرقية. مصادرنا، التي تتضمن ناشطين في الجماعة وزعماء سياسيين وصحافيين ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وأكاديميين وشيوخاً درس الكثيرون منهم في إيران، مرتابة من الدوافع الإيرانية في ما يتعلق بالسعودية.
                لقد سمعنا مراراً وتكراراً التصريح الآتي بأشكال مختلفة: «لقد استخدمتنا إيران في السابق، ولن نسمح بتكرار ذلك مجدداً. مصالحهم مختلفة عن مصالحنا تماماً». في الواقع، يبدو أن الشيرازيين المنفيين قد غادروا إيران في أواسط الثمانينيات لأنه أصبح من الواضح استغلالهم: أخبرتنا عدة مصادر، كل على حدة، أن المجموعة غادرت لأنها رفضت الضغط الإيراني لتنظيم عمليات تخريب ضد منشآت النفط السعودي أو تبنّيها.
                مراراً وتكراراً، شرح الشيوخ الشيعة أن الشيعة السعوديين يفضلون الدراسة في النجف أو كربلاء (...) كذلك، حذّروا من أن الشيعي الذي درس في حوزة في قم قد لا يشاطر بالضرورة رؤية سياسية ودينية مؤيدة لإيران (...)
                إن الدور والنشاط الحاليين لحزب الله يظلان علامة استفهام لم نتمكن سوى من تجميع معلومات محدودة فحسب حيالها. بعض المصادر تزعم أن المجموعة لم تعد موجودة، إلا أن الدليل الغالب يوحي بأنها تضم مجموعة صغيرة من الشخصيات الدينية، التي تؤمن بمبدأ ولاية الفقيه، يتبعون زعيم إيران الأعلى آية الله علي خامنئي مرجعاً لهم، لكنْ لديهم أتباع قليلون جداً حالياً. ونقلت مصادرنا أن زعماءه ليسوا ناشطين جداً سياسياً، لا يتلقّون تعليمات النظام الإيراني، ولا يتبنون العنف (على الأقل ليس حالياً، في الحالات الثلاث). بينما نتابع بحثنا عن معلومات إضافية حول حزب الله السعودي، تدعم معرفتنا المحدودة الآراء التي تعتنقها مصادرنا. لا نعلم بأي عنف ارتُكب ضد حكومة السعودية أو أميركا، وينسب لأي مجموعة سعودية شيعية منذ تفجير أبراج الخبر عام 1996؛ على الأقل واحد من الزعماء المزعومين لحزب الله قد شارك في الحوار الوطني (للإيحاء بأن الحكومة السعودية لا ترى أن الحركة أو الشخص يمثلان خطراً كبيراً، وأنه يدعم مفهوم الحوار)؛ وقد سمعنا أن زعماء شيعة آخرين قد أقنعوا، مع مرور الوقت، زعماء حزب الله السعودي بأن العنف لن يساعد قضية الشيعة. ليس بوسعنا استبعاد احتمال أن تجند إيران أو وكلاؤها بعض الخلايا من السعوديين الشيعة وتدربهم لينفذوا نشاطات تخريبية أو إرهابية، إلا أننا لا نستطيع أن نرى خلايا كهذه تنمو بوضوح بالنظر إلى الزعامة الشيعية الحالية واستراتيجيتها، إلا في حال وقوع تغيرات كبيرة في المشهد الإقليمي السياسي.
                تأثير العراق
                يتابع السعوديون الشيعة أحداث العراق باهتمام بالغ. في تباين مطلق مع السعوديين غير الشيعة، يؤيد معظم الشيعة تدخل الولايات المتحدة في العراق رغم النزاع والعنف الدائرين حالياً. شكر عدد من مصادرنا الشيعة بوضوح، مسؤولين قنصليين على دور الولايات المتحدة في تحرير إخوانهم في الدين في العراق من نظام صدام حسين الغاشم ومساعدتهم على نيل سلطة سياسية تتناسب مع عددهم (...). مدّت الحريات السياسية والدينية المتنامية للشيعة في العراق، الشيعة السعوديين بالقوة للضغط، أكثر مما تجرأوا على فعله سابقاً، ضد القيود التي تفرضها الحكومة السعودية على الحرية الدينية والمجتمع المدني. (...).
                لكن، رغم أن السعوديين الشيعة يدركون حالياً أن الشيعة يمثّلون جزءاً مهماً من السكان الموجودين في الجهة العربية من الخليج، لم نلمس حتى الساعة أي إشارة إلى أن السعوديين الشيعة يملكون رؤية واقعية لكتلة شيعية سياسية عربية. أيّ إنجاز لـ«هلال شيعي» من هذا النوع سيكون بقيادة الشيعة العراقيين، وفي هذه المرحلة، كما أشارت لنا عدة مصادر، التحديات المحلية تشغل كل اهتمامهم. (...)
                مستقبل الاستراتيجية الشيعية وسياسة الولايات المتحدة
                هل تصمد استراتيجية الشيعة في البحث عن تحقيق حقوقهم بما هم مواطنون سعوديون من خلال الالتزام مع الحكومة السعودية في عقد شراكة خلال الأعوام العديدة المقبلة؟ نعتقد أنها ستفعل، ما دامت الحكومة لا تتراجع عن الإصلاح عبر تغيير في الاستراتيجية أو في القيادة و/أو لا توجد ضغوط قهرية خارجية أو تأثيرات تبدِّل في حسابات مصالحها. رغم أن زعماء الشيعة قد عبّروا لنا تكراراً عن إحباطهم نتيجة الإيقاع البطيء للإصلاح، وللتمييز المستمر تجاه الجماعة الشيعية، استثمروا كثيراً في استراتيجية الالتزام، وهي تثمر رويداً رويداً على شكل بعض التقديمات في مجالي الحرية الدينية (في القطيف على الأقل) والمجتمع المدني. إذا حصل وتراجعت الحكومة السعودية، مثلاً عبر التشديد بصرامة على منظمات المجتمع المدني غير المرخصة أو إلغاء الجرعة المحدودة للحرية الدينية التي اكتسبها الشيعة أخيراً، أو إذا تبدّلت عناصر أخرى في التوازن الحالي، قد تتغير الحسابات الاستراتيجية للزعامة الشيعية أيضاً. وفيما لم نلمس أي إشارات إلى وجود زعماء شيعة شباب لا يتفقون مع أهداف الزعامة الحالية وتكتيكاتها، فإن زعماء كهؤلاء قد يظهرون إذا انتشر عنف مذهبي غير قابل للاحتواء من جانب السعودية بمبادرة من المتطرفين السنة، إذا تدهورت حالة التوظيف بالنسبة إلى الشباب الشيعة، إذا خلف آية الله السيستاني، بما هو مرجع لمعظم الشيعة، رجل دين أكثر راديكالية، أو إذا اندلع نزاع مع إيران.
                المحاججة الموجزة في الأعلى تبيّن أن الشيعة السعوديين يظلون ملتزمين بخيار استراتيجي للدفع باتجاه تحقيق حقوقهم بما هم مواطنون من داخل المنظومة السعودية، وأنهم، في ظل الظروف الحالية، لا يدينون بأي ولاءات سياسية خارجية جدية، لديها معان متعددة مهمة لصانعي السياسات في الولايات المتحدة. معظم السعوديين الشيعة يرون حالياً أن مصالحهم تصطفّ مباشرة مع الولايات المتحدة، في بعض الجوانب الرئيسية المتعلقة خصوصاً بمصلحة الولايات المتحدة في تعزيز الحكم التشاركي وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بوصفه ترياقاً للتطرف. هم يرحّبون بأي ضغط تمارسه الولايات المتحدة على الحكومة السعودية للإصلاح، رغم أنهم يتمنّون أن تزيد الولايات المتحدة هذا الضغط ويقلقون من أن تسبب المصالح الأخرى للولايات المتحدة، مثل الاستقرار الإقليمي وأمن إمدادات النفط، انسحاب الولايات المتحدة من الحث على خطوات أكبر باتجاه الإصلاح السياسي.
                المعنى الأهم الذي تتضمنه هذه المحاججة هو أنه من المستبعد أن تدعم الأكثرية الساحقة من السعوديين الشيعة تدخل إيران أو أحد وكلائها في السعودية، ما دام التوازن الحالي متماسكاً، وتحديداً الوعد بالإصلاح التدريجي. يجسد الملك عبد الله هذا الوعد بالإصلاح، وخصوصاً بالنسبة إلى الشيعة، ولسبب وجيه: لم تكن شخصية أقل من الأمير طلال بن عبد العزيز من قالت للسفير إن الملك عبد الله قد قرر أن يمنح السعوديين حرية دينية أكبر في جزء من جهد يرمي إلى دمجهم في الحياة الوطنية السعودية. من خلال دعم آلية الإصلاح، تؤدي الولايات المتحدة أيضاً دوراً مهماً في عيون الشيعة، للحفاظ على التوازن الحالي. (تعليق: مثلما أشير في المرجع س، تستطيع حكومة الولايات المتحدة بالتأكيد أن تستخدم قلق الحكومة السعودية من تأثير إيراني محتمل وسيلةً لحث الحكومة السعودية على منح حقوق أكمل لمواطنيها من الشيعة. نهاية التعليق).
                المعنى الثاني، والأكثر تكتيكية، هو أن الشيعة السعوديين يمثّلون حالياً حلفاء طبيعيين في جهود الولايات المتحدة لتعزيز الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في السعودية. (...)
                مصادق عليها : كينكانون، غفويلر




                [1] [1]
                العدد ١٤١٨ الاثنين ٢٣ أيار ٢٠١١
                السعودية
                عربيات

                [LIST][*][/LIST]

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  بالنسبة إلى القطيف أغلب نفط السعودية من أرض القطيف ولكن لو تجي القطيف ماكأنه النفط من عندهم

                  قالها الأمير محمد بن فهد القطيف منبع الخير لكل مدن المملكة

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X