اللهم صلِ على محمد وآل محمد
أن علي بن أبي طالب لم يكن معدودا عند أهل السنة من الخلفاء الراشدين ، لا ولم يعترفوا حتى بشرعية خلافته .وإنما ألحق علي بالخلفاء الثلاثة في زمن متأخر جدا ، وذلك في سنة ثلاثين ومائتين للهجرة في زمن أحمد بن حنبل أما الصحابة من غير الشيعة والخلفاء والملوك والأمراء الذين حكموا المسلمين من عهد أبي بكر وحتى عهد الخليفة العباسي محمد بن الرشيد المعتصم ، لم يكونوا يعترفوبخلافة علي بن أبي طالب أبدا ، بل منهم من كان يلعنه ولا يعتبره حتى من المسلمين وإلا كيف يجوز لهم سبه ولعنه على المنابر ؟ وقد عرفنا سياسة أبي بكر وعمر ثم جاء عثمان بعدهما فأمعن في احتقاره أكثر من صاحبيه والتقليل من شأنه حتى هدده مرة بالنفي كما نفى أبا ذر الغفاري . ولما ولي معاوية أمعن في سبه ولعنه جاء في طبقات الحنابلة - وهو الكتاب الصحيح والمشهور عندهم - : عن ابن أبي يعلى بالإسناد عن وديزة الحمصي قال :دخلت على أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي ( رضي الله عنه ) فقلت له :يا أبا عبد الله إن هذا الطعن على طلحة والزبير فقال : بئسما قلت ، وما نحن وحرب الجمل وذكرها ؟ أصلحك الله إنما ذكرناها حين ربعت بعلي وأوجبت له الخلافة وما يجب للأئمة قبله !فقال لي : وما يمنعني من ذلك ؟ ! قلت : حديث ابن عمر فقال لي : عمر خير من ابنه فقد رضي عليا للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى ، وعلي قد سمى نفسه أميرالمؤمنين ، فأقول أنا ليس للمؤمنين بأمير ؟ ! قال : فانصرفت عنه أنظر إلى هذا الحديث رغم أنه لا يسب عليا ولا يلعنه بل يقول : ( رضي الله عنه ) ولكنه لا يقبل بأن يكون علي معدودا من الخلفاء وينكر ذلك على أحمد بن حنبل ،وقوله : إنما ذكرناها يدل على أنه يتكلم باسم الجماعة وهم أهل السنة الذين بعثوه إلى أحمد بن حنبل منكرين عليه كتاب طبقات الحنابلة ج 1 ص 292 )
ومن هذه القصة يتبين لنا بأن أهل السنة لم يقبلوا بخلافة علي ويقولو بصحتها إلا بعد أحمد بن حنبل بكثير كما لا يخفى ويظهر جليا من هذا المحدث أنه زعيم أهل السنة والجماعة ومتكلمهم ، لأنهي رفضون خلافة علي محتجين على ذلك بحديث عبد الله بن عمر - ففيه أهل السنة - والذي أخرجه البخاري في صحيحه وبما أنهم يقولون بأن البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله فكان لزاما عليهم رفض خلافة علي وعدم الاعتراف بها أخرج البخاري في صحيحة عن عبد الله ابن عمر ،قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنخير أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ( رضي الله عنهم ) صحيح البخاري ج 4 ص 191 كتاب بدء الخلق ، باب فضل أبي بكر بعد النبي .كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ، ثم عمر، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم (صحيح البخاري ج 4 ص 203 باب مناقب عثمان بن عفان من كتاب بدء الخلق .
ومن أجل هذا الحديث الذي ليس لرسول الله فيه رأي ولا عمل ، إنما هو من عبد الله بن عمر وآرائه الفاسدة وحقده وبغضه المعروف لعلي عليه السلام ، بنى أهل السنة والجماعة مذهبهم على عدم الاعتراف بخلافة علي . وبأمثال هذه الأحاديث استباح بنو أمية سب علي ولعنه وشتمه وانتقاصه. .
واذا كان حبكم الى الامام علي حقيقي وغير مزيف : فلماذا لا تقلدوه في أمور دينكم ودنياكم إن كان اعتقادكم فيه صحيحا بأنه باب مدينة العلم ؟ لماذا تركتم الباب عمدا وقلدتم أبا حنيفة ومالكا ، والشافعي وابن حنبل وابن تيمية ، الذين لا يدانوه في علم ولا عمل ولا فضل ولا شرف ، فأين الثرى من الثرياوأين السيف من المنجل وأين معاوية من علي لو كنتم تعقلون ؟هذا بقطع النظر عن كل النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي توجب على كل المسلمين اتباع الإمام علي من بعده والاقتداء به ، ولقائل من أهل السنة أن يقول : إن فضل علي وسابقته وجهاده في سبيل الإسلام وعلمه الغزيروشرفه العظيم وزهده الكبير يعرفه الناس جميعا ، بل إن أهل السنة يعرفون علياويحبونه أكثر من الشيعة ( هذا ما يردده الكثير منهم اليوم ) .فنقول هؤلاء : أين كنتم وأين كان أسلافكم وعلماؤكم عندما كان علي يلعن على المنابر مئات السنين ؟ فلم نسمع ولم يحدثنا التاريخ أن أحدا منهم أنكر ذلك أو منع من ذلك أو قتل من أجل ولائه وحبه لعلي ، فلا ولن نجد من علماء أهل السنة من فع لذلك بل كانوا مقربين للسلاطين والأمراء والولاة لما أعطوهم من البيعة والرض
اللهم العن ابا بكر وعمر وعثمان وكل من جحد ولاية أمير المؤمنين عليه السلام من الاولين والأخرين
تعليق