إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بشأن أي زوجة من زوجات النبي ص نزلت آيات الإفك؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اعطونا رأيكم؟؟؟

    تعليق


    • #17
      من التي اتهمت السيدة ماريا بفاحشة الزنا اليست هي عائشة لعنها الله
      والسبب انها غارت منها لان رسول الله رزق منها وهي لم تتهمها بالزنا فحسب بل انها قالت ان المولود ليس ابن محمد
      يعني عائشة هتكت عرض رسول الله في حياته وقبل 14 قرن الا يوجب علينا ان نرد اهذه التهمة اضافة لما فعلت ب اهل البيت وغيرها من الفواحش ويجيك من هو بمنصب مرجع للشيعة ويترضى عليهة ويصفهة بام المؤمنين هذي ام المجرمين

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة بانتظارك
        من التي اتهمت السيدة ماريا بفاحشة الزنا اليست هي عائشة لعنها الله
        والسبب انها غارت منها لان رسول الله رزق منها وهي لم تتهمها بالزنا فحسب بل انها قالت ان المولود ليس ابن محمد [صلى الله عليه وآله]
        يعني عائشة هتكت عرض رسول الله [صلى الله عليه وآله] في حياته وقبل 14 قرن الا يوجب علينا ان نرد اهذه التهمة اضافة لما فعلت ب اهل البيت وغيرها من الفواحش ويجيك من هو بمنصب مرجع للشيعة ويترضى عليهة ويصفهة بام المؤمنين هذي ام المجرمين
        السلام علكم
        وهل فوض رسول الله صلى الله عليه وآله لأحد ما أن يرد هذه التهمة ؟؟
        وهل علم رسول الله صلى الله عليه وآله أحد أن يرد هذه التهمة بتهمة افضع منها؟!!!
        وهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته من بعده عاجزين عن ذلك؟!!!

        لقد كانت لي مشاركة سابقة في عدة مكانات انقلها للفائدة:

        من المعلوم ان اعمالنا تعرض على رسول الله وآله صلوات الله عليهم آجمعين كل يوم
        فلو عرض على النبي قولنا انها كفرت بك يا رسول الله وارتد ماذا سيكون جوابه
        :
        سيكون قد قلت ذلك في حياتي وبينت ارتداد الصحابة من بعدي
        :
        ولو عرض عليه صلوات الله عليه اعمال فلان وفلان ممن قال له يا رسول الله:
        إن زوجتك زانية شئت أم أبيت لأنك لم تقل ذلك في حياتك فنحن تبرعنا به ودافعنا عنك وعن شرفك
        :
        يا ترى ماذا سيكون رد الرسول صلى الله عليه وآله
        :
        هل سيطأطأ برأسه ويتحوقل ويلعن ويسب ويكفّر
        أم سينادي يا علي اذهب واقطع رأس ذلك الأفاك الكذاب الذي يدعي معرفة السماء ويشكك بنساء الأنبياء!!!

        ...عن الباقر عليه السلام قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا ، فقالت له عايشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأمره بقتله ، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حايط ، فضرب علي باب البستان ، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر أمضي على ذلك أم أثبت ، قال: لا بل تثبت ، قال: والذي بعثك بالحق ، ماله ما للرجال ولا له ما للنساء ، فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت...

        تعليق


        • #19
          عن الباقر عليه السلام قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا ، فقالت له عايشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأمره بقتله ، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حايط ، فضرب علي باب البستان ، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر أمضي على ذلك أم أثبت ، قال: لا بل تثبت ، قال: والذي بعثك بالحق ، ماله ما للرجال ولا له ما للنساء ، فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت
          مولاي اليتيم
          السلام عليكم
          طرح موفق اجرك الله عليه
          لكن سؤالي هل الروايه اعلاه صحيحه ويعتد بها عندنا ؟

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة اسد العراق 29
            مولاي اليتيم
            السلام عليكم
            طرح موفق اجرك الله عليه
            لكن سؤالي هل الروايه اعلاه صحيحه ويعتد بها عندنا ؟
            وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته ورضوانه ومولاكم ومولانا الحسين وآباؤه وابناؤه صلوات الله تعالى عليهم أجمعين.
            احسنت على السؤال
            ذكرت الرواية في
            :

            1 ـ تفسير الصافي للفيض الكاشاني (المتوفى1091) ج 3 ، ص 424 ، في ذيل الآية 11 من سورة النور ، الناشر: مؤسسة الهادي بقم 1416.
            2 ـ بحار الانوار للعلامة المجلسي (المتوفى1111) ج 22 ص 153، الناشر: مؤسسة الوفاء، بيروت 1983 الطبعة الثانية المنقحة.
            3 ـ تفسير القمي ، علي بن ابراهيم القمي (المتوفى329) ج 2 ص 99، الناشر : مطبعة النجف 1387.
            4 ـ تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي (المتوفى 1412) ج 15 ص 104. الناشر: جماعة المدرسين بقم.
            سوف اراجع السند ان شاء الله تعالى واعطيكم الجواب بإذنه تعالى.

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
              وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته ورضوانه ومولاكم ومولانا الحسين وآباؤه وابناؤه صلوات الله تعالى عليهم أجمعين.
              احسنت على السؤال
              ذكرت الرواية في

              :


              سوف اراجع السند ان شاء الله تعالى واعطيكم الجواب بإذنه تعالى.
              احسن الله اليك اخي الكريم
              بانتظارك ان شاء الله

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                في الرواية السابقة
                فإن محمد بن جعفر مشترك و التمييز إنما هو بالراوي و المروي عنه.
                محمد بن عيسى ، مشترك بين محمد بن عيسى بن سعد، و محمد بن عيسى بن عبيد.
                وعبد الله بن بكير كذلك

                ولذلك لم يتسن لي التأكد من صحة الرواية لما تحتاجه من وقت ودقة وتمحيص

                الا اللهم من يقول بصحة مرويات تفسير علي بن ابراهيم القمي فتعتبر هذه الرواية صحيحة!!

                اما تبني الشيعة للرواية وجعلها مستندا لرأيهم في الموضوع فسأذكر أقوال العلماء في ذلك:

                ذكر الفيض الكاشاني رحمه الله في تفسير الصافي ج3 ص424

                وأما الخاصة فإنهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عايشة .
                ثم روي عن الباقر عليه السلام قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا ، فقالت له عايشة: ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأمره بقتله ، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حايط فضرب علي باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الغضب ، فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر أمضي على ذلك أم أثبت ، قال: لا بل تثبت ، قال: والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال ولا له ما للنساء ، فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت .

                وهذه الرواية أوردها القمي بعبارة أخرى في سورة الحجرات عند قوله تعالى إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا.
                وزاد فاتي به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول لله إن القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهاليهم والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها واونسها.

                أقول: إن صح هذا الخبر فلعله صلى الله عليه وآله إنما بعث عليا إلى جريح ليظهر الحق ويصرف السوء وكان قد علم أنه لا يقتله ولم يكن يأمر بقتله بمجرد قول عايشة .

                يدل على هذا ما رواه القمي في سورة الحجرات عن الصادق عليه السلام إنه سئل كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقتل القبطي وقد علم أنها قد كذبت عليه أو لم يعلم وأنما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت علي عليه السلام فقال: بلى قد كان والله علم ولو كانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وآله القتل ما رجع علي عليه السلام حتى يقتله ولكن إنما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع عن ذنبها فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها.
                قوله إن صح هذا الخبر هل يشعر بالتضعيف؟!! لا أدري؟!!

                وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج 2 ص 99 ـ 100 :


                واما قوله : (ان الدين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) فان العامة رووا انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة.
                واما الخاصة فإنهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عايشة المنافقات .
                حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول : لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عايشة ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط وضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح الباب فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي ان يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في اثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر أم أثبت ؟ قال فقال لا بل أثبت ، فقال والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت .
                وذكر محقق التفسير في الهامش:

                لا يتوهم متوهم ان هذا الخبر دال على منقصة في رسول الله صلى الله عليه وآله حيث امر بقتل القبطي بدون إثبات جرمه وبدون التثبت فيه ، وجوابه ان امر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتله هاهنا مشتمل على مصلحة ، فإنه في عاقبة هذا الامر ظهر كون القبطي عنينا ولو لم يكن هذا الانكشاف لكان دون إثبات براءة مارية القبطية خرط القتاد.
                وقال العلامة الطباطبائي رحمه الله تعالى في تفسيره الميزان ج 15 ص 104 ـ 107 :

                وفي تفسير القمي في قوله تعالى : " إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم " الآية فإن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة .
                حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما هلك إبراهيم بن رسول الله صلى الله وآله وسلم حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة : ما الذي يحزنك عليه ما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام وأمره بقتله . فذهب علي عليه السلام ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل جريح له ليفتح الباب فلما رأى عليا عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي أن يرهقه [= يدركه] صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنا منه رمي بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء . فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون كالمسمار المحمي في الوبر أم أثبت ؟ قال : لا بل تثبت . قال : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء ، فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت .

                وفيه في رواية عبيد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بقتل القبطي وقد علم أنها كذبت عليه أولم يعلم ؟ وقد دفع الله عن القبطي القتل بتثبيت علي عليه السلام فقال : بل كان والله علم ، ولو كان عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما انصرف علي عليه السلام حتى يقتله ، ولكن إنما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لترجع عن ذنبها فما رجعت ولاشتد عليها قتل رجل مسلم

                أقول : وهناك روايات أخر تدل على مشاركة غيرها معها في هذا الرمي ، وجريح هذا كان خادما خصيا لمارية أهداه معها مقوقس عظيم مصر لرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأرسله معها ليخدمها .

                وهذه الروايات لا تخلو من نظر :
                أما أولا : فلان ما فيها من القصة لا يقبل الانطباق على الآيات ولا سيما قوله : " إن الذين جاؤوا بالإفك " الآية وقوله : " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا " الآية ، وقوله : " تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم " الآية ، فمحصل الآيات أنه كان هناك جماعة مرتبط بعضهم ببعض يذيعون الحديث ليفضحوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان الناس يتداولونه لسانا عن لسان حتى شاع بينهم ومكثوا على ذلك زمانا وهم لا يراعون حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكرامته من الله ، وأين مضمون هذه الروايات من ذلك . اللهم إلا أن تكون الروايات قاصرة في شرحها للقصة .
                وأما ثانيا : فقد كان مقتضى القصة وظهور براءتها إجراء الحد ولم يجر ، ولا مناص عن هذا الاشكال إلا بالقول بنزول آية القذف بعد قصة الإفك بزمان .
                والذي ينبغي أن يقال بالنظر إلى إشكال الحد الوارد على الصنفين من الروايات جميعا - كما عرفت - أن آيات الإفك نزلت قبل آية حد القذف ، ولم يشرع بنزول آيات الإفك إلا براءة المقذوف مع عدم قيام الشهادة وتحريم القذف .
                ولو كان حد القاذف مشروعا قبل حديث الإفك لم يكن هناك مجوز لتأخيره مدة معتدا بها وانتظار الوحي ، ولا نجا منه قاذف منهم ، ولو كان مشروعا مع نزول آيات الإفك لاشير فيها إليه ، ولا أقل باتصال الآيات بآية القذف ، والعارف أساليب الكلام لا يرتاب في أن قوله : " إن الذين جاؤوا بالإفك " الآيات منقطعة عما قبلها . ولو كان على من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدان لاشير إلى ذلك في خلال آيات الإفك بما فيها من التشديد واللعن والتهديد بالعذاب على القاذفين .
                ويتأكد الاشكال على تقدير نزول آية القذف مع نزول آيات الإفك فإن لازمه أن يقع الابتلاء بحكم الحدين فينزل حكم الحد الواحد .
                وفي الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله قال : من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل : " إن الذين يحبون - إلى قوله - والآخرة " .
                أقول : ورواه القمي في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عنه عليه السلام والصدوق في الأمالي بإسناده عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عنه عليه السلام ، والمفيد في الاختصاص عنه عليه السلام مرسلا .
                وفيه بإسناده عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها .
                وفي المجمع قيل : إن قوله : " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة " الآية ، نزلت في أبي بكر ومسطح بن أثاثة وكان ابن خالة أبي بكر ، وكان من المهاجرين ومن جملة البدريين وكان فقيرا ، وكان أبو بكر يجري عليه ويقوم بنفقته فلما خاض في الإفك قطعها وحلف أن لا ينفعه بنفع أبدا فلما نزلت الآية عاد أبو بكر إلى ما كان ، وقال : والله إني لا حب أن يغفر الله لي ، والله لا أنزعها عنه أبدا . عن ابن عباس وعائشة وابن زيد .
                وفيه وقيل : نزلت في جماعة من الصحابة أقسموا على أن لا يتصدقوا على رجل تكلم بشئ من الإفك ولا يواسوهم . عن ابن عباس وغيره .

                أقول ورواه في الدر المنثور عن ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس .
                وفي تفسير القمي وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى : " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى " وهم قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا " يقول : يعفو بعضكم عن بعض ، ويصفح بعضكم بعضا فإذا فعلتم كانت رحمة الله لكم ، يقول الله عز وجل : " ألا تحبون لان يغفر الله لكم والله غفور رحيم " .
                في الكافي بإسناده عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال : ونزل بالمدينة " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " .
                فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمي بالايمان ، قال الله عز وجل : " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " وجعله من أولياء إبليس قال : " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " وجعله ملعونا فقال : " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " .
                وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطي كتابه بيمينه ، قال الله عز وجل : " فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا " .

                تعليق


                • #23
                  وفي البحار ج 38 ص 301 ـ 302 ح4 عن الخطيب في كتاب الاربعين:


                  وكان من الثقة به جعله لمصالح حرمه ، روى التاريخي في تاريخه والأصفهاني في حليته عن محمد بن الحنفية أن الذي قذفت به مارية هو خصي اسمه (مأبور) وكان المقوقس أهداه مع الجاريتين إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وأمره بقتله ، فلما رأى عليا وما يريد به تكشف حتى بين لعلي (عليه السلام) أنه أجب (2) لا شئ معه مما يكون مع الرجال ، فكف عنه (عليه السلام) .
                  حلية الأولياء : محمد بن إسحاق بإسناده في خبر أنه كان ابن عم لها يزورها ، فأنفذ عليا ليقتله فقلت (3) : يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة - وفي رواية كالمسمار المحمي (4) في الوبر ولا يثنيني (5) شئ حتى أمضي لما أرسلتني به ؟ أو الشاهد يرى

                  هوامش:
                  (2) قال في النهاية (1 : 141) : وحديث مأبور الخصي الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله لما اتهم بالزنا ، فإذا هو مجبوب أي مقطوع الذكر .
                  (3) في المصدر : قال فقلت اه‍ .
                  (4) السكة : حديدة الفدان التي تشق الأرض . أحمى الحديد : أسخنه شديدا .
                  (5) أي يكفني ولا يصرفني شئ .
                  صفحة 302
                  ما لا يرى الغائب ؟ فقال : بل الشاهد قد يرى ما لا يرى الغائب فأقبلت موشحا السيف (1) فوجدته عندها ، فاخترطت السيف (2) ، فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده ، فأتى نخلة فرقي فيها (3) ، ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه (4) ، فإذا هو أجب أمسح ماله مما للرجل قليل ولا كثير ، فأغمدت سيفي ثم أتيت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت

                  هوامش:
                  (1) في المصدر : متوشحا السيف . أي متقلدا .
                  (2) اخترط السيف : استله .
                  (3) كذا في المصدر ، وفي نسخ الكتاب (فرقا فيها) ولعله مصحف (فرقا منها) والفرق : الفزع ، أي أتى نخلة فزعا وخوفا من السيف .
                  (4) شغر رجله : رفعه .
                  (5) وأورده الجزري في أسد الغابة في ترجمة مارية القبطية ج 5 : 544 و 545 .
                  (6) أي ذكر المعنى سواء .
                  وقد علق عليه الشيخ محمد آصف المحسني في كتابه مشرعة بحار الأنوار ج2 ص 104

                  الباب 67 : أنه عليه السلام كان أخص الناس بالرسول صلى الله عليه وآله ...(38: 288)
                  فيه روايات كثيرة تثبت المطلوب بكثرتها وإن كانت معتبرة السند بينها قليلة كالمذكورة برقم 22.
                  والشيخ المحسني بصدد اثبات صحة ما جاء في عنوان الباب من فضائل الامام علي عليه السلام وليس بصدد مناقشة الكلام مورد البحث هنا. مع أن عبارته أيضا لا تشعر أن منها الرواية التي ذكرناها آنفا من البحار فيمكن أن تكون من الروايات (القليلة) المعتبرة السند.

                  وذكر العلامة المجلسي ايضا في بحار الأنوار ج 76 ص 103 باب 83 القذف والبذاء والفحش

                  الآيات : النور : " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ـ إلى قوله تعالى ـ أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم...
                  وقد علق محقق البحار في الهامش قائلا:

                  النور ص 11 ـ 26 . أقول : عنون المؤلف العلامة قدس سره هذه الآيات بتمامها في ج 20 ص 309 ـ 316 باب قصة الإفك ثم فسر الآيات اقتباسا من كلام الطبرسي في مجمع البيان (ج 7 ص 130) والبيضاوي في أنوار التنزيل (ج 2 ص 133 - 137) بأنها نزلت في افك المنافقين بعائشة وصفوان بن معطل السهمي . ثم نقل عن تفسير القمي : 453 أن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة .

                  أقول : وزاد بعده وقال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عيسى عن ، الحسن بن علي بن فضال قال : حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما هلك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا " شديدا " فقالت عائشة : ما الذي يحزنك عليه ؟ فما هو الا ابن جريج . فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) وأمره بقتله ، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريج القبطي في حائط فضرب علي (ع) باب البستان فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر فأدبر راجعا ولم يفتح الباب . فوثب علي (ع) على الحائط ونزل إلى البستان وأتبعه وولى جريح مدبرا " ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في اثره ، فلما دنا منه رمى جريج بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء . فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمى أم أثبت ؟ قال : لابل أثبت ، قال : والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال وماله ما للنساء ، فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت .

                  وهكذا ذكر القصة في ص 639 عند قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " الآية في سورة الحجرات : 49 .

                  أما قوله : ان الخاصة روت أنها نزلت في افك عائشة بمارية القبطية ، فقد روى الصدوق في الخصال ج 2 ص 120 - 126 مناشدة علي عليه السلام برواية عامر بن واثلة وفى آخرها : قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله : ان إبراهيم ليس منك وأنه ابن فلان القبطي ، قال : يا علي ! اذهب فاقتله فقلت : يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت ، فذهب فلما نظر إلى استند إلى حائط فطرح نفسه فيه ، فطرحت نفسي على أثره ، فصعد على نخل وصعدت خلفه ، فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ؟ فقالوا : اللهم لا .

                  وهكذا ذكر القصة السيد المرتضى علم الهدى في الغرر والدرر ج 1 ص 77 وقال : روى محمد بن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : كان قد كثر على مارية القبطية أم إبراهيم في ابن عم لها قبطي كان يزورها ويختلف إليها فقال لي النبي صلى الله عليه وآله " خذ هذا السيف وانطلق ، فان وجدته عندها فاقتله " قلت : يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة أمضى لما أمرتني ؟ أم الشاهد يرى مالا يرى الغائب ؟ فقال لي النبي صلى الله عليه وآله : " بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " وذكر مثل ما مر .

                  وروى الصدوق في علل الشرايع باب نوادر العلل تحت الرقم 10 عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي ، عن محمد بن سليمان ، عن داود بن النعمان ، عن عبد الرحيم القصير قال : قال لي أبو جعفر (ع) : أما لو قد قام قائمنا (ع) لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها ، قلت : جعلت فداك و لم يجلدها الحد ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم عليهما السلام . قلت : فكيف أخره الله للقائم ؟ فقال : لان الله تبارك تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة وبعث القائم (ع) نقمة .

                  وأما أصل هذا الإفك - الإفك بمارية القبطية وابن عم لها يقال له مأبور - فهو مسلم عند العامة مشهور عندهم ، وممن صرح بذلك ابن حجر في الإصابة ترجمة مأبور الخصي وأبو عمر في الاستيعاب ترجمة مارية القبطية وابن الأثير في أسد الغابة ترجمة مارية ومأبور معا . ذكر ابن الأثير ، عن محمد بن إسحاق أن المقوقس أهدى إلى رسول الله جواري أربعا منهن مارية أم إبراهيم وأختها سيرين التي وهبها النبي صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن ، وأما مأبور فهو الخصي الذي أهداه المقوقس مع مارية ، وهو الذي اتهم بمارية فأمر النبي صلى الله عليه وآله عليا أن يقتله ، فقال على : يا رسول الله أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب الحديث . وذكر ابن حجر عن ابن سعد أن مارية كانت بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وآله في العالية : مشربة أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان ،
                  ومن طريق عمرة عن عائشة قالت : ما عزت على امرأة الا دون ما عزت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة ، فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وآله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت الحارثة بن النعمان فكانت جارتنا ، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى تعنى أو عناها ، فجزعت فحولها إلى العالية ، وكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا ، الخبر . فالظاهر أن الرجل كان اسمه كان اسمه جريجا والمأبور وصف له غلب عليه ومعناه الخصي الذي أصلح ابرته وهي كناية عن عضو الانسان عن التاج ، أو هو بمعنى المتهم ، يقال " فلان ليس بمأبور في دينه " أي بمتهم ، قال الفيروزآبادي .
                  وقول علي عليه السلام : " ولست بمأبور في ديني " أي بمتهم في ديني فيتألفني النبي صلى الله عليه وآله بتزويجي فاطمة . فالمسلم من روايات الفريقين أن الرجل كان متهما بذلك لاختلافه عند مارية وكونه نديما لها نسيبا " منها ، وكان اتهامه شايعا " عند المنافقين والفساق : يتلقونه بألسنتهم من لدن أن حبلت مارية بإبراهيم زعما منهم أن رسول الله قد عقم لعلة ولذلك لا يلدن نساؤه حتى صرح بذلك عائشة في وجه النبي صلى الله عليه وآله تسلية له بوفاة إبراهيم ابنه ! فغضب رسول الله وأمر عليا " بما انتهى إلى براءة مارية ومأبور .
                  فآيات الإفك المعنونة في صدر الباب تنطبق بلا ريب على افك مارية ومأبور أكمل انطباق ، مضافا إلى أن السورة نزلت في سنة تسع بشهادة آيات اللعان الواقعة في صدرها قبل آيات الإفك ، كما عرفت سابقا " ، وقد كان وفات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله في سنة تسع أيضا " .

                  وأما قوله " ان العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة " فقد رووا في ذلك عن عائشة - وهي قهرمانة القصة - روايات متعددة تعلو عليها آثار الاختلاق والأسطورة ملخصها : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فلما كانت غزوة بنى المصطلق أقرع بينهن فخرج سهمي فخرج بي ، فلما فرغ رسول الله من سفره وجه قافلا حتى إذا كان قريبا " من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ثم أذن بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي وفى عنقي عقد لي فيه جزع ظفار ، فلما فرغت انسل من عنقي ولا ادرى ، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكاني فالتمسته حتى وجدته ، ثم جئت إلى الرحل وقد أقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هو دجى وهم يحسبون أنى فيه ، وشدوه على البعير وانطلقوا . فتلففت بجلبابي واضطجعت ونمت في مكاني إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر ، فلما رآني قرب البعير فقال : اركبي واستأخر عنى وانطلق سريعا " يطلب الناس حتى أتينا الجيش وقد نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فلما رأوني يقود بي صفوان قال أهل الإفك ما قالوا ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج . فلما علمت بذلك استأذنت رسول الله أن آتي أبوي ، فأذن لي فجئت وقلت لأمي : يا أمتاه ما يتحدث الناس ؟ قالت يا بنية هوني عليك قلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر ، الا أكثرن عليها ، فقلت : سبحان الله . ولما تحدث الناس بهذا دعا رسول الله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى على خيرا وأما على فإنه قال : ان النساء لكثير وانك لقادر على أن تستخلف ، سل الجارية فإنها ستصدقك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بريرة ليسألها ، فقام إليها علي بن أبي طالب فضربها ضربا " شديدا " ، يقول : اصدقي رسول الله ، فقالت : والله ما أعلم الا خيرا الا أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله . فاستعذر رسول الله يومئذ في خطبة قصيرة خطبها فقال : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أعذرك إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من الخزرج أمرت ففعلنا أمرك ، فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا " ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر والله ما تقتله ولا تقدر على قتله ، فتثاور الحيان : الأوس والخزرج ، فسكتهم رسول الله صلى الله عليه وآله . ثم دخل رسول الله على وعندي أبواي ، فجلس وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عائشة ! قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقى الله وان كنت قد قارفت سوءا " فتوبي إلى الله ، فقلت : والله لا أتوب والله يعلم انى لبريئة ، فما برح رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزل عليه الوحي ببراءتي . ثم إن حسانا هجا صفوان بن المعطل ، فاعترضه صفوان وضربه بذباب السيف فلما جاء به إلى رسول الله استوهبه من حسان فوهبه له وأعطاه عوضا منها بئر حاء وسيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان ، ولقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا حصورا " ما يأتي النساء ، وفى لفظ أنه لما بلغه خبر الإفك قال : سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط ، فقتل بعد ذلك شهيدا " في سبيل الله . هذا ملخص القصة ، وقد كان الغالب عليها طنطنة القصاصين ، فأعرضنا عن ذكرها بتفصيلها ، لان العارف بسبك الآثار المختلقة قليل ، وإنما ذكرنا منها ما يمكننا النقد عليها ويصح تمسك العموم بها ،

                  فنقول :
                  1 - راوية هذا الإفك نفس عائشة ، وقد تفرد بنقله ، ولم يرد في سرد غزوة المريسيع ذكر من ذلك ، وكل من ذكر القصة أفرد لها فصلا على حدة بعد ذكره غزوة المريسيع برواية عائشة .
                  2 - ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن ليخرج معه نساءه في الغزوات ، ولم يرد ذكر من ذلك في غزوة من غزواته حتى في غزوة بنى المصطلق الا من عائشة في حديثه هذا .
                  3 - غزا رسول الله بنى المصطلق مغيرا " يسرع السير إليهم فهجم عليهم ، لما بلغه أنهم يجمعون له ، فلم يكن يناسب له مع هذا أن يخرج معه عائشة ولا غيرها .
                  4 - كان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالجيش فبات به بعض الليل ثم ارتحل بالليل ، ولم تكن عائشة تحتاج بالليل أن تبعد عن الجيش لقضاء حاجتها ، فكيف لم تسمع همهمة الركبان وقعقعة السلاح وصهيل الأفراس حين قفلوا وأبعدوا ، وكيف لم تعد حتى تدرك القافلة ، وكيف غلبتها عينها فنامت والحال هذه .
                  5 - هل كانت عائشة في هذه الغزوة وحدها ، لم تكن معه امرأة أخرى من خادم و غيره ؟ كيف يكون ذلك ؟ ولو كان معها غيرها كيف لم يخبر الرحالين أن عائشة راحت لتفقد عقدها ، والهودج خالية عنها .
                  6 - أشار على على رسول الله أن يسئل الجارية - وهي بريرة مولاة عائشة - فان كانت هي عندها في سفرتها هذه فكيف لم تخبر الناس أن الهودج خالية ، وإذا لم نكن عندها فكيف أشار على ليسألها رسول الله ، ثم ضربها ضربا " شديدا " ليصدق ولم سألها رسول الله عن ذلك وهي لم تكن في السفرة .
                  7 - تكلمت عائشة مع أمها أم رومان ، وقد رووا أنها توفيت سنة أربع وقيل سنة خمس ، لكنهم قالوا بوفاتها آخر سنة ست تحكما ليتوافق مع خبر الإفك ، وهو كما ترى .
                  8 - سعد بن معاذ استشهد بعد غزوة بني قريظة سنة خمس فكيف تثاور مع سعد بن عبادة بعد غزوة بنى المصطلق في سنة ست ؟ حكموا بأن الغزوة كانت قبل الخندق ليتوافق مع خبر الإفك وهو تحكم .
                  9 - سيرين أخت مارية القبطية أهديت إلى النبي صلى الله عليه وآله في سنة سبع وقيل سنة ثمان ، فوهبها النبي صلى الله عليه وآله لحسان - ترى نص ذلك في كتب التراجم : ترجمة صفوان ، وسيرين ومارية وعبد الرحمن بن حسان فكيف تقول عائشة : وهبها رسول الله لحسان في هذه القصة وهي حينئذ بالإسكندرية عند مالكها المقوقس .
                  10 - زعمت أن صفوان كان حصورا " - والحصور إن كان بمعنى حبس النفس عن الشهوات ، فهو وصف اختياري ، لا ينفع تبرءة لها ، مع أنه لا يصح التعبير بأنهم وجدوه كذلك ، وإن كان وصفا لخلقته ، فقد روى في حديث صححه ابن حجر عند ترجمة صفوان أنه جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله ان زوجي صفوان يضربني الحديث ، قال ابن حجر ، وقد أورد هذا الاشكال قديما " البخاري ومال إلى تضعيف الحديث . فترى أنهم يضعفون الحديث الصحيح ليصح لهم حديث الإفك ، ان هذا لشئ عجاب .
                  11 - لقد صح ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما قال عبد الله بن أبي ما قال ، رحل من المريسيع ولم ينزل بهم الا في اليوم الثاني حين آذتهم الشمس ، فوقعوا نياما " ، وإنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس ، ثم راح بعد يقظتهم حتى سلك الحجاز ونزل بقعاء ثم رحل مسرعا حتى قدم المدينة ، فلم ينزل ليلا أو بعض ليل حتى يصح قولها في رواحها لقضاء الحاجة .
                  12 - كيف تصدى القرآن العزيز ردا " على ابن أبي في قوله : " ليخرجن الأعز منها الأذل ، فأنزل سورة المنافقون وذكر فيها مقاله وخبث نيته ولم يذكر قصة الإفك وظرفها سورة المنافقون ، ثم ذكرها في سورة النور ، وقد نزل في سنة تسع بعد ثلاث سنين .
                  13 - تقول آية الإفك " والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات " فوصفها أولا بالغفلة عن هذا الإفك ، وهو يناسب مارية القبطية حيث كانت خارجة عن المدينة نازلة في مشربتها لا يختلف عندها الا رسول الله صلى الله عليه وآله ونسيبها المأبور ، واما عائشة فقد كانت قهرمانة الإفك وحيث بقيت مع صفوان وحدها ، ولم يدركا الجيش الا في نحر الظهيرة فلتذهب نفسها كل مذهب ، وكيف كانت غافلة عن ذلك وهي تقول : " فارتعج العسكر ، لما رأوا أن طلع الرجل يقود بي " .
                  14 - وصفها آية الإفك بالايمان ، والحال أن القرآن العزيز يعرض بعدم ايمان عائشة في قوله " عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا " خيرا " منكن مسلمات مؤمنات " الآية وهكذا يؤذن بتظاهرها على النبي صلى الله عليه وآله في قوله " ان تتوبا إلى الله فقد صفت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " ثم يعرض بخيانتها في قوله : " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما ، فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " .

                  وقد ذكر الشيخ المحسني في كتابه ج2 ص395

                  الباب 83 : القذف والبذاء والفحش (76: 103)
                  وفيه قصة افك مارية القبطية من قبل ضرتها وكلام حول قصة افك عائشة.
                  ولم يضف أكثر من ذلك.

                  تعليق


                  • #24
                    وقال العلامة المجلسي في بحار الأنوار كذلك ج 20 ـ ص 309 ـ 314

                    19 (باب) (آخر في قصة الإفك)
                    الآيات : النور : " 24 " : إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ـ الى قوله ـ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين * الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم . 11 - 26
                    تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " إن الذين جاؤوا بالإفك " روى الزهري ، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهما عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي ، وذلك بعد ما انزل الحجاب ، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فرغ من غزوه وقفل .
                    وروي أنها كانت غزوة بني المصطلق من خزاعة . قالت : ودنونا من المدينة فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا بعقد من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه . وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني فحملوا هودجي على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه ، وكانت النساء إذ ذاك خفافا [ و ] لم يهبلهن اللحم وإنما يأكلن العلفة من الطعام ، فبعثوا الجمل وساروا ، ووجدت عقدي وجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب ، فدنوت من منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينا أنا جالسة إذ غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي قد عرس من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني ، فخمرت وجهي بجلبابي ، ووالله ما كلمني بكلمة حتى أناخ راحلته فركبتها ، فانطلق يقود الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في حر الظهيرة ، فهلك من هلك في ، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي سلول ، فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهرا ، والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشئ من ذلك وهو يربيني في وجعي غير أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وآله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل ويسلم و يقول : " كيف تيكم ؟ " فذلك يحزنني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد مانقهت ، وخرجت معي أم مسطح قبل المصانع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل ، وذلك قبل أن يتخذ الكنف ، وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه ، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا ، فانطلقت أنا وأم مسطح وأمها بنت صخر بن عام خالة أبي ، فعثرت أم مسطح في مرطها ، فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت ، أتسبين رجلا قد شهد بدرا ؟ قالت : أي هنتاه ألم تسمعي ما قال ؟ قلت : وماذا ؟ قال : فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضا إلى مرضي ، فلما رجعت إلى منزلي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال " كيف تيكم ؟ " قلت تأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت : وأنا أريد أتيقن الخبر من قبله ، فأذن لي رسول الله ، فجئت أبوي وقلت لامي : يا أمه ماذا يتحدث الناس ؟ فقالت : أي بنية هوني عليك ، فوالله لعل ما كانت امرأة قط وصبية عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها ، قلت : سبحان الله أو قد تحدث الناس بهذا ؟ قالت : نعم فمكثت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب عليه السلام حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله ، فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي علم من براءة أهله بالذي يعلم في نفسه من الود ، فقال : يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تصدقك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بريرة فقال : " يا بريرة هل رأيت شيئا يريبك من عائشة ؟ " قالت بريرة : والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها ، قالت : وأنا والله أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله رؤيا يبرئني الله بها ، فأنزل الله على نبيه وأخذه ما كان يأخذه من برحاء الوحي حتى أنه لينحدر عنه مثل الجمان من العرق وهو في اليوم الشاتي من القول الذي انزل عليه ، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أبشري يا عائشة ، أما والله فقد برأك الله ، فقالت أمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله وهو الذي برأني ، فأنزل الله تعالى : " إن الذين جاؤوا بالإفك ".
                    ثم أعقب رحمه الله ذلك ببيان لمفردات القصة.

                    وقد علق الشيخ المحسني على هذا الكلام في كتابه ج1 ص362 فقال:

                    لا أدري أن الآيات الواردة في الافك ، وردت في إفك عائشة كما في روايات اهل السنة أو في افك مارية زوجة اخرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في بعض روايات الشيعة، والله العالم.
                    وعلى كل من تعمق في الصحاح الستة وغيرها يدرك بتجربته امورا نذكر امرين منها:
                    1 ـ تأثير معاوية في ترويج أهدافه بإسم الاحاديث النبوية بتوسط هواة الامويين واجراء بلاطهم، فهنيئا له في الدنيا تذكر فضائله الموهومة بدل جناياته الخطرة وشهرت اكاذيبه باسم احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
                    2 ـ نفوذ عائشة وابي هريرة وانس في كتب الاحاديث واعتماد المحدثين عليهم اكثر من اعتمادهم على غيرهم من الواة ، ولا ادري أن الاختلاق من هؤلاء الثلاثة أو من الذين رووا عنهم ، وان كان المظنون في حق الثاني ـ اي ابا هريرية ـ انه من نفسه وانه كان يتجر بالدين، ولاحظ كتاب (نظرة عابرة على الصحاح الستة) تجد صدق الدعوى. وأما السيدة فهي تدعي وتقول ما تشاء كالقصاصات، تقص هي من ابتداء الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم وكيفية بعثته صلى الله عليه وآله وسلم وهي غير موجودة على الكرة الارضية! ولا احد يتوقف فيما تنقل عنه، وشيخ المضيرة في صحبة سنتيه يلفق وينسج من كل شيء بلا استيحاش بعد أمنه في ظل الدولة الاموية. وحماية سلاطينها، ولابد لأهل التحقيق من مراجعة كتاب (نظرة عابرة على الصحاح الستة) وعلى هذا فيشكل الاعتماد على وراياتهم. والله يهدي من يشاء الى الحق.

                    تعليق


                    • #25
                      وذكر ايضا العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 22 ص 153 ـ 155

                      8 - تفسير علي بن إبراهيم : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " فإنها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم وكان سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن إبراهيم (عليه السلام) ليس هو منك وإنما هو من جريح القبطي فإنه يدخل إليها في كل يوم فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال لأمير المؤمنين (عليه السلام) خذ السيف وائتني برأس جريح فاخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) السيف ثم قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله انك إذا بعثتني في أمر أكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرني أتثبت فيه أم أمضى على ذلك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل تثبت فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليه فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له انزل فقال له يا علي اتق الله ما ههنا باس انى مجبوب ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب فاتا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما شأنك يا جريح فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان القبط يجبون حشمهم ومن يدخل إلى أهاليهم والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لادخل إليها واخدمها وأونسها فأنزل الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنبأ " الآية .
                      9 - وفي رواية عبيد الله ابن موسى ، عن أحمد بن رشيد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال قلت لأبي عبد الله : جعلت فداك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقتل القبطي وقد علم أنها قد كذبت عليه أولم يعلم وإنما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت علي فقال بلى قد كان والله علم ولو كان عزيمة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) القتل ما رجع على حتى يقتله ولكن إنما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها فما رجعت و لا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها [تفسير القمي : 639 و 640] .
                      بيان : " السفود " كتنور حديد يشوى بها " والمشربة " بفتح الراء وضمها الغرفة " وتسلق " الجدار تسوره " والجب " استيصال الخصية .
                      10 - الخصال : فيما احتج به أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل الشورى قال نشدتكم بالله هل علمتم أن عايشة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطي قال يا علي اذهب فاقتله فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو اتثبت قال لابل تثبت فذهبت فلما نظر إلى استند إلى حايط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت فقالوا اللهم لا فقال اللهم اشهد . [الخصال 2 : 125 و 126]
                      11 - تفسير علي بن إبراهيم : واما قوله : " إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " فان العامة روت انها نزلت في عايشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة ، واما الخاصة فإنهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عايشة .
                      12 - حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول لما هلك إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حزن عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حزنا شديدا فقالت عايشة ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وأمره بقتله ، فذهب علي إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي [عليه خ ل] باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر [الغضب خ ل] فأدبر راجعا ولم يفتح الباب ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان وأتبعه وولى جريح مدبرا ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره ، فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمى أم أثبت ؟ قال : لا بل أثبت قال : والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال وماله ما للنساء فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت. [تفسير القمي : 453]

                      وعلق عليه ايضا الشيخ المحسني في ج 1 ص 388
                      الباب 1 : عدد اولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحواهم وفيه بعض احوال ام ابراهيم (22: 101) فيه روايات متعددة معتبرتها سندا ما ذكرت برقم 24.

                      والملاحظ ان لا يعتبر سند الروايات التي ذكرها صاحب البحار فتنبه.

                      تعليق


                      • #26
                        وقد ذكر الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال ج 12 ص 302 ـ 303

                        وهي [أي عائشة] ممن رمت مارية القبطية باتفاق العامة والخاصة ، ففي البلاذري : أتي النبي (صلى الله عليه وآله) يوما بإبراهيم وهو عند عائشة فقالت : ما أرى شبها ! فقال : ألا ترين إلى بياضه ولحمه ؟ فقالت : من قصرت عليه اللقاح وسقى ألبان الضأن سمن وابيض [أنساب الأشراف : 1 / 450] .
                        فمن أين نزول آية الإفك لعائشة دون مارية ؟
                        قال القمي في تفسيره : روت العامة أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة . ثم روى عن الباقر (عليه السلام) لما هلك إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) حزن عليه حزنا شديدا ، فقالت عائشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ! فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وأمره بقتله (إلى أن قال) فقال علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجل ولا ما للنساء ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : الحمد لله الذي صرف عنا أهل البيت السوء [تفسير القمي : 2 / 99] .
                        وفي البلاذري : روى الواقدي أن الخصي الذي بعث به المقوقس مع مارية يدخل إليها ويحدثها ، فتكلم بعض المنافقين في ذلك وقال : إنه غير مجبوب وإنه يقع عليها ، فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (إلى أن قال) فألقى الخصي إزاره فإذا هو مجبوب ممسوح (إلى أن قال) فحمد الله النبي على تكذيبه المنافقين بما أظهر من براءة الخصي . . . الخ [أنساب الأشراف : 1 / 450]
                        وذكر ايضا رحمه الله في ج 12 ص 341 ـ 343

                        مارية القبطية مر في " عائشة " قول القمي : إن العامة روت أن آية الإفك (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة . ثم روى عن الباقر (عليه السلام) أن إبراهيم لما هلك وحزن عليه النبي (صلى الله عليه وآله) قالت له عائشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح . . . الخبر كما مر .

                        وروى الاستيعاب عن أنس : أن رجلا كان يتهم بأم إبراهيم ، فقال لعلي (عليه السلام) : إذهب فاضرب عنقه (إلى أن قال) وروى الأعمش هذا الحديث ، وفيه قال علي للنبي (صلى الله عليه وآله) : أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، ثم قال : هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية أهداه معها المقوقس ، وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة . . . الخ .
                        وللمفيد كتاب في هذا الخبر من إطلاق النبي (صلى الله عليه وآله) قتل القبطي بأنه كان لاعتماده على سداد أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسقط تعلق الغلاة والمعتزلة والمفوضة وأصحاب الرأي ومخالفو الملة بالخبر في مقاصدهم [مصنفات الشيخ المفيد : 3 ، خبر مارية القبطية : 16] .

                        وفي البلاذري : كان النبي (صلى الله عليه وآله) معجبا بمارية وكانت بيضاء جميلة جعدة الشعر ، فأنزلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعالية في المال الذي يعرف ب‍ " مشربة أم إبراهيم " وكان يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب ، وكان يطؤها فحملت وولدت ، فقبلتها [أي أدت وظيفة القابلة عند المخاض ووضع الحمل] سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء زوجها أبو رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فبشر بولادتها غلاما سويا ، فوهب له عبدا وسماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم سابعه " إبراهيم " وأمر فحلق رأسه أبو هند البياضي - من الأنصار - وتصدق بزنة شعره ورقا وعق عنه بكبش ودفن شعره في الأرض ، وتنافست الأنصار في إبراهيم أيهم يحضنه وترضعه امرأته (إلى أن قال) وكان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقائح وقطعة غنم ، فكانت مارية تشرب من ألبانها وتسقي ولدها . قالوا : وأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإبراهيم يوما وهو عند عائشة ، فقال : انظري إلى شبهه ، فقالت : ما أرى شبها ، فقال : ألا ترين إلى بياضه ولحمه ؟ فقالت : من قصرت عليه اللقاح وسقى ألبان الضأن سمن وابيض ، وكانت عائشة تقول : ما غرت على امرأة غيرتي على مارية وذلك ، لأنها كانت جميلة جعدة الشعر ، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) معجبا بها ورزق منها الولد وحرمناه [أنساب الأشراف : 1 / 448 - 450] .
                        ومر في عائشة أيضا نزول سورة التحريم (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم) في مارية وحلفه على عدم وطئها ، إرضاء لحفصة أو عائشة .
                        وقال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين ج 1 ص 81 ـ 83

                        قوله تعالى (ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) [ 24 / 11 ] الآية .
                        قال الشيخ علي بن إبراهيم رحمه الله : إن العامة روت أنها نزلت في عائشة ومارية في غزوة بني المصطلق من خزاعة . وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة . روي عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما هلك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزنا شديدا . فقالت عائشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ! فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف . وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل جريح ليفتح الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان فاتبعه فولى جريح مدبرا . فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنى منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته . فإذا ليس له ما للرجال وما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إذ بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمي في النار أم أثبت ؟ فقال : تثبت . فقال : والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال ولا ما للنساء . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت .
                        وفي حديث آخر " فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله له : ما شأنك يا جريح ؟ فقال : يا رسول الله القبط يحبون حشمهم ومن يدخل على أهلهم . والقبطيون لا يستأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لأدخل عليها وأونسها . فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) [ 49 / 6 ] الآية . وقال الشيخ أبو علي رحمه الله : المراد بالإفك ما أفك به على عائشة وصفوان ابن المعطل .
                        وكان سبب نزول الإفك أن عائشة ضاع عقدها في غزاة المصطلق . وكانت قد خرجت من هودجها لقضاء حاجة فرجعت طالبة له . وحمل بعيرها على هودجها ظنا منهم أنها فيه فلما عادت إلى الموضع وجدتهم قد رحلوا . وكان صفوان من وراء الجيش فلما وصل إلى ذلك الموضع وعرفها أناخ بعيره حتى ركبته وهو يسوقه حتى أتى الجيش وقد نزلوا . فجاء رجل من تلك العقبة يشيع في الناس ويقول امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقودها . والله ما نجت منه ولا نجا منها . قال والخطاب في قوله " هو خير لكم " لعائشة وصفوان لأنهما المقصودان بالإفك ولمن شاء ذلك من المؤمنين . ومعنى كونه خيرا لهم أن الله يعوضهم بصبرهم .

                        تعليق


                        • #27
                          مولاي اليتيم
                          بارك الله بك على النقل الذي نقلته والصراحه قد تحصلت عليه بعد ان طالت غيبتك فقمت ببحثي الخاص للتاكد من ماهية هذا الحديث فاسف جدا لاتعابك بهذا النقل والبحث ولكن اعتقد انها فرصه طيبه ليستفاد منه باقي الاعضاء
                          حفظك الله اخا

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة اسد العراق 29
                            مولاي اليتيم
                            بارك الله بك على النقل الذي نقلته والصراحه قد تحصلت عليه بعد ان طالت غيبتك فقمت ببحثي الخاص للتاكد من ماهية هذا الحديث فاسف جدا لاتعابك بهذا النقل والبحث ولكن اعتقد انها فرصه طيبه ليستفاد منه باقي الاعضاء
                            حفظك الله اخا
                            السلام عليكم اخي الكريم
                            كنت قد اعددت الموضوع في نفس اليوم الذي وعدتك فيه

                            لكن ظروف باقي المشاركات حالت بيني وبين ادراجه

                            ولكن هل استطعتم الحصول على توثيق لسند الرواية بصورة قطعية!!

                            وهل هناك شيء تضيفونه

                            مع الشكر الجزيل لكم

                            نسألكم الدعاء

                            تعليق


                            • #29
                              مولاي اليتيم
                              عند البحث في بعض الكتب التي تحوي هذه الروايه وصلت تقريبا الى نفس النتيجه التي وصل اليها جنابكم فقمت بالاتصال باحد الاخوه الاصدقاء من طلبة السيد السيستاني ادام الله ظله العالي وشرح رؤيتي له لهذا الروايه فقال لي :
                              ان هذا الروايه باختلاف لفظها هي محل نظر ولكن الاعم الاغلب عند الشيعه هي صحة المضمون للتهمه فقط اما التفاصيل هي التي تكون محل النظر ونصحني بالبحث عن الروايه بطريق اخر صحيحه من حيث التهمه بعيده من حيث التفصيل
                              والله اعلم
                              و عذرا مره اخرى لاتعابكم مولانا اليتيم

                              تعليق


                              • #30
                                ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ.. ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﺩ. ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ
                                ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﻴﻦ ﺷﻤﺲ :
                                ﻓﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺤﻮﻟﻮﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﻹﻓﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻳﺰﻳﻦ
                                ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻘﺼﺔ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ، ﺇﺫ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ
                                ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻹﺩﺍﻧﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺗﻬﺎﻣﻬﺎ
                                ﻟﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﺃﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ
                                ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﺎ . ﻭﻟْﻨﻘﺮﺃ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻘﻤﻰ ﻓﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ
                                ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : "ﺇِﻥَّ ?ﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺟَﺂﺀُﻭﺍ ﺏِ ? ﻹِﻓْﻚِ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﻣِّﻨْﻜُﻢْ ﻻَ
                                ﺗَﺤْﺴَﺒُﻮﻩُ ﺷَﺮًّﺍ ﻟَّﻜُﻢْ ﺑَﻞْ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَّﻜُﻢْ ﻟِﻜُﻞِّ ? ﻣْﺮِﻯﺀٍ ﻣِّﻨْﻬُﻢْ
                                ﻣَّﺎ ?ﻛْﺘَﺴَﺐَ ﻣِﻦَ ?ﻹِﺛْﻢِ ﻭَ?ﻟَّﺬِﻱ ﺗَﻮَﻟَّﻰ? ﻛِﺒْﺮَﻩُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻟَﻪُ ﻋَﺬَﺍﺏٌ
                                ﻋَﻈِﻴﻢٌ ." ﻗﺎﻝ: " ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: }ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﺍ ﺑﺎﻹﻓﻚ ﻋﺼﺒﺔٌ
                                ﻣﻨﻜﻢ ﻻ ﺗﺤﺴﺒﻮﻩ ﺷﺮًّﺍ ﻟﻜﻢ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ { ﻓﺈﻥ
                                ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭَﻭَﻭْﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻣﺎ ﺭُﻣِﻴَﺖْ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ
                                ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻋﺔ .
                                ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺭَﻭَﻭْﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ
                                ﻭﻣﺎ ﺭﻣﺘﻬﺎ ﺑﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ. ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
                                ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
                                ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻝ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﻜﻴﺮ ﻋﻦ ﺯﺭﺍﺭﺓ،
                                ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ
                                ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻴﻪ
                                ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺰﻧﻚ ﻋﻠﻴﻪ؟
                                ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﺑﻦ ﺟُﺮَﻳْﺞ. ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻋﻠﻴًّﺎ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺬﻫﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
                                ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺴﻴﻒ . ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺮﻳﺞ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ،
                                ﻭﺿﺮﺏ ﻋﻠﻲّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺇﻟﻴﻪ
                                ﺟﺮﻳﺞ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
                                ﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﺄﺩﺑﺮ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ .
                                ﻓﻮﺛﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ
                                ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ ﻭﻭﻟﻰ ﺟﺮﻳﺞ ﻣﺪﺑﺮﺍ.
                                ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺸﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﻫﻘﻪ ﺻﻌﺪ ﻓﻲ ﻧﺨﻠﺔ، ﻭﺻﻌﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ
                                ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ . ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
                                ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﺒﺪﺕ ﻋﻮﺭﺗﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﻣﺎ
                                ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ. ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
                                ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫﺍ ﺑﻌﺜﺘﻨﻲ ﻓﻲ
                                ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﻤﺴﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺑﺮ ﺃﻡ
                                ﺃﺗﺜﺒﺖ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺑﻞ ﺗﺘﺜﺒﺖ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺬﻱ
                                ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ . ﻓﻘﺎﻝ
                                ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ
                                ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ."
                                ﻭﺑﺎﺩﺉ ﺫﻯ ﺑﺪﺀ ﻧﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺘﻰ " ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ"
                                ﻭ" ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ " ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ: ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ،
                                ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﻴﻌﻮﻥ . ﻭﻣﻐﺰﻯ ﺇﻃﻼﻗﻬﻤﺎ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ
                                ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻯ ﺷﺮﺡ، ﻓﻬﻤﺎ ﺗﺘﻜﻠﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ
                                ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
                                ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻓﻰ ﺧﺎﻧﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﻬﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ
                                ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺠﺮﻡ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻗﺬﻑ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﻓﻰ ﻋﺮﺿﻬﺎ. ﻭﺛﺎﻟﺜﺎ ﻻ
                                ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﺑﺪﺍ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺇ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻗﺒﻞ
                                ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺑﺮﻯﺀ، ﺇﺫ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
                                ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺿَﺮّﺓ ﻓﻰ ﺿَﺮّﺗﻬﺎ
                                ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻋﻠﻰّ ﻟﻘﺘﻞ ﺟﺮﻳﺞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ
                                ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺨﺒﺮ. ﻭﺭﺍﺑﻌﺎ ﻛﻴﻒ
                                ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﺟﺮﻳﺞ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺷﺮﻳﻜﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻗﺪ
                                ﺻﺪّﻕ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻧُﺴِﺐ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺭﺍ
                                ﻭﺑﻬﺘﺎﻧﺎ؟ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻳﺘﺮﻳﺚ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺘﺮﻳﺚ ﻓﻰ
                                ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻩ ﺷﺨﺺ ﻭﺃﻗﺮّ ﻣﻦ
                                ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻮﺍﻗﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﺟﻌﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍ
                                ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﻳﺘﻮﺏ ﻭﻻ
                                ﻳﻌﻮﺩ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ.
                                ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻻ ﻳﺮﺗﺎﺡ
                                ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ: ﻟﻮ
                                ﺳﺘﺮﺗﻬﻤﺎ ﺑﺜﻮﺑﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ . ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﻫﻨﺎ ﺇﺫﻥ
                                ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺜﺒﺖ
                                ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻪ، ﺑﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
                                ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻰ
                                ﻋِﺮْﺿﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﺗﺎﻣﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺎﺭﻉ
                                ﺑﻌﻘﺎﺑﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻠﻮﻙ ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
                                ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻓﻰ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻧﺴﻰ ﻣﻠﻔﻘﻮ
                                ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﺑﺎﻫﺎ ﻣﺘَّﻬﻤﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﺒﻤﺎ
                                ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻛﺬﺍﺏ ﺃﺷﺮ؟ ﻓﻜﻴﻒ
                                ﺻﺪّﻕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
                                ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﻘﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﻨﺎﻓﻖ؟ ﺃﻋﻮﺫ
                                ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺳﺘﻠﻌﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
                                ﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ. ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﻣﻰ ﺟﺮﻳﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
                                ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺃﺿﻼﻋﻪ؟ ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ
                                ﺍﻟﺮﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺮ
                                ﺍﻟﻔﻈﻴﻊ؟ ﻭﺃﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺩﺛﺔ
                                ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
                                ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻪ !
                                ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﻗﺼﺔ
                                ﺍﻹﻓﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻣِﺴْﻄَﺢ ﺑﻦ
                                ﺃُﺛَﺎﺛﺔ ﻭﺣَﻤْﻨَﺔ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻠﻮﻝ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﺎ
                                ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
                                ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؟ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ
                                ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻟﻢ ﺗُﺘَّﻬَﻢ ﺃﺻﻼ، ﻭﻣﻦ ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ: ﻣﻦ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﻮ
                                ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺼﺔ ﺍﻹﻓﻚ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗُّﻬِﻤَﺖْ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ؟
                                ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺒﺠّﻞ
                                ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺃﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ
                                ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ ﻛﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻓﺎ ﻟﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ
                                ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﻳﺒﺠّﻠﻮﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻓﻰ ﻋﺮﺿﻬﺎ
                                ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺑﺮﺃﺗﻬﺎ؟ ﺫﻟﻚ
                                ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ ﺍﺗُّﻬِﻤَﺖْ ﻓﻌﻼ ﻓﻰ
                                ﻋﺮﺿﻬﺎ. ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻫﺬﺍ، ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
                                ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﻓﻼ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ
                                ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻏﻴﺮ ﺫﻯ ﺷﺄﻥ؟ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
                                ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ.
                                ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ "ﺍﻟﻨﻮﺭ " ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
                                ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻹﻓﻚ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﺇﻧﻤﺎ
                                ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺿﻤﻴﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
                                ﺍﻟﻤﺘﻬِﻤﻴﻦ ﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻭ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ،
                                ﻻ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﻫﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻛﻤﺎ
                                ﺗﺰﻋﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻵﺛﻤﺔ. ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
                                "ﺯﻋﻴﻢٍ " ﺭﺟﻞٍ ﻻ ﺇﻟﻰ "ﺯﻋﻴﻤﺔٍ" ﺍﻣﺮﺃﺓٍ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ:
                                "ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺗَﻮَﻟَّﻰ ﻛِﺒْﺮَﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﺬﺍﺏٌ ﺃﻟﻴﻢ ." ﺛﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻰ
                                ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻰ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ
                                ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻭﺑﻌﺚ
                                ﻋﻠﻴًّﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻛﻰ ﻳﻘﺘﻞ ﺟﺮﻳﺞ ﺩﻭﻥ
                                ﺗﻮﻓﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﻮﺩ؟
                                ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻤﻰ ﻓﻰ
                                ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇِﻥ ﺟَﺂﺀَﻛُﻢْ
                                ﻓَﺎﺳِﻖٌ ﺑِﻨَﺒَﺈٍ ﻓَﺘَﺒَﻴَّﻨُﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ
                                ﻓﺘﺼﺒﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻧﺎﺩﻣﻴﻦ { ‏( ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ/ 6 ‏) ، ﺇﺫ
                                ﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ: " ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻚ ﻳﺎ ﺟﺮﻳﺞ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ
                                ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﺒﻂ ﻳَﺠُﺒّﻮﻥ ﺣﺸﻤﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ
                                ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻄﻴﻮﻥ ﻻ ﻳﺄﻧﺴﻮﻥ ﺍﻻّ ﺑﺎﻟﻘﺒﻄّﻴﻴﻦ.
                                ﻓﺒﻌﺜﻨﻲ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻷﺩﺧﻞ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺪﻣﻬﺎ ﻭﺃُﻭﻧِﺴﻬﺎ ." ﻭﻫﻮ ﻛﻼﻡ
                                ﻳﺪﺍﺑﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﺇﺫ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ
                                ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻟﻢ ﺟﺎﺀ ﺟﺮﻳﺞ ﻣﻊ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻭﺃﻥ ﺟﺮﻳﺞ
                                ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺪﻡ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺝ
                                ﻭﻳﻘﻀﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ. ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺒﻞ
                                ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺘﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻗﺪﻡ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ
                                ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺟﺮﻳﺞ ﻭﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻧﺎﺩﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ
                                ﻟﻮﻻ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻩ
                                ﻭﺑﺮﺍﺀﺗﻪ ﺑﻮﻗﻮﻋﻪ ﺍﻟﺪِّﺭَﺍﻣِﻰّ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ. ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
                                ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺳﻞ ﺟﺮﻳﺞ ﻫﺬﺍ ﻓﻰ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﺑﻨﺘﻪ،
                                ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺣﺮﺓ، ﺑﻞ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ
                                ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﻻ ﺃﺑﻮﻫﺎ . ﻓﻬﺬﻩ ﺛﻐﺮﺓ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
                                ﺗﺤﻄﻤﻬﺎ ﺗﺤﻄﻴﻤﺎ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﻣﺎﺭﻳﺔ
                                ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﺑﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                                ﻟﺤﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،
                                ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺃﻥ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﺠﺒﻮﺏ
                                ﻛﺠﺮﻳﺞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ؟ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻌﻮﺩ ﺟﺮﻳﺞ
                                ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺣَﻼًّ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻮﻗﻬﺎ
                                ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰٍّ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ
                                ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺃﺑﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﺠﺐ، ﺇﺫ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ،
                                ﻭﺟﺮﻳﺞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻝ ﻣﻜﺜﻪ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ
                                ﻳﻨﺰﻝ، ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ. ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺮﺹ ﺑﻄﻨﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﺃﻭ
                                ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ .
                                ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﻌﻮﺩﻩ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻳﺬﻛّﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﻋﺎﺩﺓً
                                ﻓﻰ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﺇﺫ ﻳﺘﺴﻠﻖ ﺑﺮﺟﺎ ﺃﻭ ﺳﻄﺢ ﺣﺠﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﺃﻋﻠﻰ
                                ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﺻﺎﺭﻳﺔ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﺜﻼ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ
                                ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
                                ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ
                                ﺍﻟﻌﻤﺮ. ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ
                                ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻟﺘﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺸﺎﻫﺪﻭ
                                ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ . ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻤﻰ
                                ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻮﻳﺚ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻀﻰ ﻓﻰ
                                ﻏَﻴّﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺟﺮﻳﺞ ﻋﻠﻰ
                                ﻳﺪ ﻋﻠﻰّ. ﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺑّﺮ ﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﻋﻠﻰّ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ
                                ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﺞ ﻓﻰ ﻫﻮﺝ ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺒﺼﺮ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ
                                ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻟﺸﻰﺀ ﺇﻻ
                                ﻟﻜﻰ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ! ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻰ ﺃﻥ
                                ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻗﺪ ﺟﻬﺰﺕ ﻋﻠﻴًّﺎ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺨﻄﺈ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ
                                ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻝ
                                ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
                                ﻭﺇﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴًّﺎ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ، ﻛﻰ
                                ﻳﻮﻗﻆ ﺿﻤﻴﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﺭﺟﻼ ﺑﺮﻳﺌﺎ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ
                                ﻳُﻘْﺘَﻞ ﻇﻠﻤًﺎ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀً.
                                ﺃﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﺨﻴﻒ ﺍﻟﺬﻯ
                                ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻗﺪ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻭﻳﻊ ﺟﺮﻳﺞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ
                                ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻰ
                                ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻓﺘَﺰْﻫَﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟَﺮّﺍﺀ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
                                ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻻ ﻟﺸﻰﺀ ﺳﻮﻯ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺿﻤﻴﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
                                ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺟﺎﺀ ﻳﻜﺤّﻠﻬﺎ ﻓﺄﻋﻤﺎﻫﺎ !
                                ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
                                ﺍﻷﺛﻴﻤﺔ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺃﺧﻼﻕ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺭﻣﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ ﻃﺒﻘﺎ
                                ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻵﻳﺔ، ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻵﻳﺎﺕ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ
                                ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﺗﺠﻮﺏ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﺴﺎﻥ،
                                ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ،
                                ﻭﺇﻥ ﺫُﻛِﺮَﺕِ "ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ " ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ " ﺑَﺮْﻭ ﺍﻟﻌﺘﺐ " ﻛﻤﺎ
                                ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ، ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻰ
                                ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺋﻰ ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺍﻟﻘﻤﻰ
                                ﻭﺃﺿﺮﺍﺑﻪ ﺇﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﻬﻦ ﺑﻌﺾ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ، ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺣﻔﺼﺔ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔً ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﻔﺎﺭﻭﻕ ﺭﺿﻰ
                                ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ؟
                                ﺛﻢ ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ﻓﻰ ﺟﻤﻠﺘﻨﺎ ﻫﻨﺎ:
                                " ﻭَﻻ ﻳَﺄْﺗَﻞِ ﺃُﻭﻟُﻮ ﺍﻟْﻔَﻀْﻞِ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟﺴَّﻌَﺔِ ﺃَﻥْ ﻳُﺆْﺗُﻮﺍ ﺃُﻭﻟِﻲ
                                ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴَﺎﻛِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﻬَﺎﺟِﺮِﻳﻦَ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ
                                ﻭَﻟْﻴَﻌْﻔُﻮﺍ ﻭَﻟْﻴَﺼْﻔَﺤُﻮﺍ ﺃَﻻ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻥَ ﺃَﻥْ ﻳَﻐْﻔِﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ
                                ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَﺣِﻴﻢٌ " ‏( ﺍﻟﻨﻮﺭ/ 22 ‏)؟ ﺇﻧﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﺮﻑ
                                ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻟﺘﺤﺾّ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻰ
                                ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ
                                ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
                                ﺃﻗﺴﻢ ﻓﻰ ﺣُﻤُﻮّ ﻏﻀﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﺃﻣﺎ
                                ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻳﺔ "ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ " ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﻤﻰ
                                ﻓﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻰ : "ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﺎﺭﻭﺩ ﻋﻦ
                                ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: } ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻞ ﺃﻭﻟﻮﺍ
                                ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﺃﻥ ﻳﺆﺗﻮﺍ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ { ، ﻭﻫﻰ
                                ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ، } ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ
                                ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﻌﻔﻮﺍ ﻭﻟﻴﺼﻔﺤﻮﺍ { ،
                                ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﻌﻔﻮ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﻳﺼﻔﺢ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻠﺘﻢ
                                ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻢ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ: } ﺃﻻ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ
                                ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ {؟ ."
                                ﻭﻫﻮ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﻞ ﺗﻨﻄﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺘﺤﻨﻴﻦ
                                ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ
                                ﺍﻟﺸﺤﺎﺫﻳﻦ، ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ
                                ﺃﺻﻼ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﺁﻝ ﺭﺳﻮﻝ
                                ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺸﺎﻏﺒﻮﻥ ﻣﺴﺘﻔﺰﻭﻥ
                                ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻹﻏﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
                                ﺍﻟﺸﻐﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ. ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ؟
                                ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﺍﻟﺸﻴﻌﻰ ﻳﻤﺰﻕ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﻛﻰ ﻳﺴﻠﻢ
                                ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ،
                                ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ! ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﺁﺧﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺁﻳﺎﺕ
                                ﺍﻹﻓﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ : " ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺜَﺎﺕُ ﻟِﻠْﺨَﺒِﻴﺜِﻴﻦَ
                                ﻭَﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺜُﻮﻥَ ﻟِﻠْﺨَﺒِﻴﺜَﺎﺕِ ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕُ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒِﻴﻦَ
                                ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒُﻮﻥَ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻣُﺒَﺮَّﺀُﻭﻥَ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻟَﻬُﻢْ
                                ﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٌ ﻭَﺭِﺯْﻕٌ ﻛَﺮِﻳﻢٌ " ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻤﺪﻟﺴﻮﻥ
                                ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻛﻞ ﺯﻭﺟﺎﺕ
                                ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﺇﺫ ﺗﻨﻔﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻯ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ
                                ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺎﺕ، ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ
                                ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻃﺎﻫﺮﺍﺕ ﻷﻧﻬﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                                ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X