بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن والاه واللعنة الدائمة على أعدائهم وغاصبي حقوقهم
هل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتحل عن الدنيا ـ روحي فداه ـ مسموما؟؟!!!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن والاه واللعنة الدائمة على أعدائهم وغاصبي حقوقهم
هل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتحل عن الدنيا ـ روحي فداه ـ مسموما؟؟!!!
الجواب:
هناك نظريات متعددة لأغلب مفكري المسلمين حول (كيفية) ارتحال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن الدنيا!!
وإن أغلب علماء الشيعة والسنة يعتقدون انه صلى الله عليه وآله وسلم مات متأثرا بـ (سم) دس إليه ، وأدى أثر ذلك (السم) الى شهادته روحي فداه!!
روى الحاكم النيشابوري العالم المعروف عند اهل السنة في كتابه المعتبر المستدرك على الصحيحين:
ثنا داود بن يزيد الأودي قال: سمعت الشعبي يقول: والله لقد سم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وسم أبو بكر الصديق وقتل عمر بن الخطاب صبرا وقتل عثمان بن عفان صبرا وقتل علي بن أبي طالب صبرا وسم الحسن بن علي وقتل الحسين بن علي صبرا رضي الله عنهم فما نرجو بعدهم.
الحاكم النيسابوري، ابو عبدالله محمد بن عبدالله (المتوفى 405 هـ)، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص61، ح4395، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت الطبعة: الأولى، 1411هـ ـ 1990م.
ثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي أنه قال: ماذا يتوقع من هذه الدنيا الدنية وقد سم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وسم أبو بكر الصديق وقتل عمر بن الخطاب حتف أنفه وكذلك قتل عثمان وعلي وسم الحسن وقتل الحسين حتف أنفه.
حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عبد الرَّزَّاقِ ثنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عن عبد اللَّهِ بن مُرَّةَ عن أبي الأَحْوَصِ عن عبد اللَّهِ قال : لأَنْ أَحْلِفَ تِسْعاً ان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم قُتِلَ قَتْلاً أَحَبُّ الي من أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً انه لم يُقْتَلْ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيداً.
1 ـ الصنعاني، ابوبكر عبد الرزاق بن همام (المتوفى 211هـ)، المصنف، ج5، ص269، ح9571، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1403هـ؛
2 ـ الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى 230هـ)، الطبقات الكبرى، ج2، ص201، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛
3 ـ الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى 241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج1، ص408، ح3873؛ ج1، ص434، ح4139، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر؛
4 ـ ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى 774هـ)، البداية والنهاية، ج5، ص227، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت؛
5 ـ ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى 774هـ)، السيرة النبوية، ج4، ص449، وفقا لبرنامج الجامع الكبير؛
6 ـ السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفى 911هـ)، الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والاصول والنحو والاعراب وسائر الفنون، ج2، ص141، تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م.
2 ـ الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى 230هـ)، الطبقات الكبرى، ج2، ص201، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛
3 ـ الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى 241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج1، ص408، ح3873؛ ج1، ص434، ح4139، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر؛
4 ـ ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى 774هـ)، البداية والنهاية، ج5، ص227، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت؛
5 ـ ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى 774هـ)، السيرة النبوية، ج4، ص449، وفقا لبرنامج الجامع الكبير؛
6 ـ السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفى 911هـ)، الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والاصول والنحو والاعراب وسائر الفنون، ج2، ص141، تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح [يعني: صحيح البخاري] .
الهيثمي، ابوالحسن علي بن أبي بكر (المتوفى 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9، ص34، الناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي ـ القاهرة، بيروت 1407هـ.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [يقصد: البخاري ومسلم] ولم يخرجاه [أي: لم ينقلاه].
ومن علماء الامامية اعلى الله مقامهم الشريف ، فقال شيخنا المفيد رضوان الله تعالى عليه:
رسول الله صلى الله عليه وآله محمد بن عبد الله... وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر....
الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (المتوفى 413 هـ)، المقنعة، ص456، تحقيق و نشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم، الطبعة: الثانية، 1410 ه
محمد بن عبد الله [صلى الله عليه وآله وسلم] ... وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة.
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى 460هـ)، تهذيبالأحكام، ج6 ص2، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، الناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،1365 ش.
محمد بن عبد الله [صلى الله عليه وآله وسلم] ... وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقينا من صفر سنة عشرين من الهجرة.
الحلي الأسدي، جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر (المتوفى 726هـ)، تحرير الأحكام، ج2 ص118، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) ـ قم، الطبعة: الأولى، 1420 ه
إن هذا الأمر بقي غامضا كغيره من الامور الاخرى المهمة في زوايا حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي بقي يحيطها الغموض مع الاسف!!
يقول محمد بن اسماعيل البخاري في الصحيح:
قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول في مَرَضِهِ الذي مَاتَ فيه يا عَائِشَةُ ما أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الذي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي من ذلك السُّمِّ.
البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى 256هـ)، صحيح البخاري، ج4، ص1611، ح4165، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب مَرَضِ النبي (ص) وَوَفَاتِهِ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987.
فكيف يمكن لسم يعطي مفعوله بعد اربع سنوات؟!! مضافا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم بأن اللحم الذي اراد أن يأكل منه كان مسموما ولم يأكل منه!!
قال ابن كثير الدمشقي:
وفي صحيح البخاري «عن ابن مسعود قال: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل» يعني بين يدي النبي وكلمه ذراع الشاة المسمومة وأعلمه بما فيه من السم
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى 774هـ)، البداية والنهاية،ج 6، ص286، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت.
ولكننا نرى من جانب آخر أن محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم وكثير من كبار اهل السنة ، تحدثوا وقالوا:
قالت عَائِشَةُ : لَدَدْنَاهُ [تعني: سقيناه الدواء عنوة] في مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ، فلما أَفَاقَ قال: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي ، قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ، فقال: لَا يَبْقَى أَحَدٌ في الْبَيْتِ إلا لُدَّ وأنا أَنْظُرُ ، إلا الْعَبَّاسَ فإنه لم يَشْهَدْكُمْ.
البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى 256هـ)، صحيح البخاري، ج4، ص1618، ح4189، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب مَرَضِ النبي (ص) وَوَفَاتِهِ؛
ج5، ص2159، ح5382، كِتَاب الطِّبِّ، بَاب اللَّدُودِ؛
ج6، ص2524، ح6492،كِتَاب الدِّيَاتِ، بَاب الْقِصَاصِ بين الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ في الْجِرَاحَاتِ؛
ج6، ص2527، ح6501، بَاب إذا أَصَابَ قَوْمٌ من رَجُلٍ هل يُعَاقِبُ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987؛
النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى 261هـ)، صحيح مسلم، ج4، ص1733، ح2213، كِتَاب السَّلَامِ، بَاب كَرَاهَةِ التَّدَاوِي بِاللَّدُودِ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
ج5، ص2159، ح5382، كِتَاب الطِّبِّ، بَاب اللَّدُودِ؛
ج6، ص2524، ح6492،كِتَاب الدِّيَاتِ، بَاب الْقِصَاصِ بين الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ في الْجِرَاحَاتِ؛
ج6، ص2527، ح6501، بَاب إذا أَصَابَ قَوْمٌ من رَجُلٍ هل يُعَاقِبُ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987؛
النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى 261هـ)، صحيح مسلم، ج4، ص1733، ح2213، كِتَاب السَّلَامِ، بَاب كَرَاهَةِ التَّدَاوِي بِاللَّدُودِ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذه الرواية:
(قوله لددناه) أي جعلنا في جانب فمه دواه بغير اختياره وهذا هو اللدود.
العسقلاني، احمد بن علي بن محمد بن حجر (المتوفى هـ852)، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8 ص112، باب مرض النبي (ص) ، الناشر : دار المعرفة ـ بيروت، الطبعة الثانية بالاوفسيت.
وهنا لدينا بعض التساؤلات من اخواننا أهل السنة ونتمنى أن نسمع منهم الاجابة:
1 ـ لماذا أقدمت عائشة وكل الأشخاص الحاضرين على سقي الدواء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على رغم نهيه عن ذلك؟!! ألم يقل القرآن الكريم:
وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. سورة الحشر / 7.
2 ـ لماذا تقايس عائشة نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم بغيره من المرضى؟!! ألم يقل القرآن الكريم في حقه:
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَْوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْى يُوحَى. سورة النجم / 3 و 4.
فماذا اعتقدت أن كل مريض حتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب سقي الدواء؟!!
فهل نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم مثل غيره لا يدرك أي شيء له جيد وأي شيء لا يصلح له؟!!
ولعلها تريد تكرار وتأكيد ما قاله ممن حضر عنده صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب (القلم والورقة) ونسبوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم الهذيان (الهجر)؟؟!!
والأعجب من ذلك أنهم نقلوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد أن أفاق ، أمر جميع من حضر ـ وشهدوا سقي الدواء له عنوة ـ أن يشربوا من ذلك الدواء ، واستثنى عمه العباس الذي لم يكن شاهدا؟!!!
فلماذا يعاقب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجميع دون استثناء؟!!
وقد قال القرآن الكريم:
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. سورة الأنعام / 164 و سورة الأسراء /15 و سورة فاطر 18 و سورة الزمر / 7.
على ما تقدم يجب علينا البكاء طويلا لمظلومية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل كل أحد غيره!!! الذي ـ روحي فداه ـ كان أكثر الناس مظلومية بين امته وحتى في بيته صلوات الله وسلامه عليه وآله!!!
وفقكم الله تعالى
تعليق