تويت
لا لتكريس الاستبداد/ مقالة عن معاوية لكاتب ليبي/6_6_2011
أسامة الفيتوري: عاجل للشيخ المبروك الفسي: لا لتكريس الاستبداد
أسامة الفيتوري
لعل من قائل ان هذا الوقت ليس وقتا ملائما لطرح مثل هذه القضايا، والوقت الان وقت تعاضد ورص للصفوف.. وما إليه من كلام قد يجد موقعا في نفوس وقلوب بعضنا، ولكن كلامي للشيخ الفسي هو من باب التنبيه وداخل في اطار النقد البناء.
لقد استمع لك – يا شيخ الفسي – جمع من الليبيين وأنت تلقي خطبة صلاة الجمعة يوم الجمعة الماضية في ساحة التحرير ببنغازي، وطالما اعجبنا اسلوبك في الحديث سواء في خطبك أو في وسائل الاعلام الذي يتميز بالهدوء والتركيز والفائدة، رغم أنني آخذ عليك الاغراق في استجلاب الشواهد من السيرة النبوية الشريفة ودواوين الحديث الشريف، ومحاولاتك أن تجعل من فهمك الذي تطرحه لحدث أو قول منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم هو الفهم الصحيح الذي لا يصح غيره، والحقيقة أن الشيخ الفسي لا لوم عليه فهو ربيب المدرسة الفقهية الكلاسيكية التي طالما عانينا منها طويلا واكتوينا بنارها، رغم أن مفكري ليبيا كانوا من السباقين في نقد هذه العقلية وتبيان مخاطرها، كما رأينا في كتابات المفكر الليبي الصادق النيهوم والمفكر الاسلامي العلامة أحمد القطعاني وغيرهم وغيرهم.
أقول : استمعنا الى خطبة الشيخ الفسي في ميدان التحرير وهو يلقي مواعظه ويستخلص لنا الدروس من السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي، ولكنه وقع من حيث لا يعلم في المحظور، فهو يلقي خطبة كان من المفترض أن تؤكد على تمسك الليبيين بمكتسبات ثورتهم، ولكن سوء قراءته وفهمه للتاريخ، وربما تكلس مفهوم تقديس السلف في ذهنه جعله يقول غير الحقيقة، حيث انتقد اذاعة بنغازي المحلية التي انتقدت اول نموذج للاستبداد في تاريخ الاسلام، وهو نموذج (معاوية بن ابي سفيان) !!!! لماذا لأن معاوية هذا كان كاتبا للوحي !!.
سبحان الله يا شيخ الفسي، ربما تنطلي هذه الاكاذيب على غيرنا، أما نحن فلا وألف لا، أتعرف لماذا يا شيخ؟ لأننا عشنا ويلات وبلاوي الاستبداد بحذافيره وكل جزيئات وتفاصيله طيلة 42 سنة، وحتى وان صحت مثل هذه المنقبة المكذوبة الموضوعة فلا يمكننا أن نعفي ونسامح اول من وضع أسس الاستبداد والانقلابات في تاريخنا الاسلامي بدعوى أنه كتب وحيا أو غيره من المناقب.
ان المتتبع الواعي لتاريخنا ليرى بوضوح أن كل مشاكلنا اليوم، وكل محننا وإحننا ومصائبنا تسير طويلا ثم تصب في النهاية عند هذا المعاوية، نعم مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها ترجع لفترة حكم معاوية المستبد، الذي دشن عصور الانقلابات وتوريث الحكم، لقد كنا ننعم بحياة رخاء وهناء طيلة حكم الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم : الصديق الأكبر والفاروق وذي النورين والامام علي، ألم يصح عندك – يا شيخ الفسي وعند شيوخك – قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا)؟
لو احتفظت بقناعاتك لنفسك ما سألناك وما ناقشناك، ولكن أن تحاول فرض قناعاتك هذه العرية عن الصحة على الناس، وتحاول التدليل عليها بمثال مضحك وهو انه كاتب للوحي فهذا مالا نحبه منك، فقد كنا نحسن الظن بك وبقراءتك الصحيحة لوقائع التاريخ، ولو وقع منك الخطأ في القراءة – هذا ان اعتبرناه خطأ وليس مجاراة ومحاكاة لشيوخك – في موضع آخر لغفرناه لك، أما أن تكرس للاستبداد الذي اكتوينا بناره سنينا عجافا، بدفاعك عن اول مستبد واول من وضع اسس وقواعد الانقلابات وتوريث الحكم لابنه قاتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي كان من اشهر تبعاتها ونتائجها استباحة حرمات مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقعة الحرة الشهيرة التي اغتصبت فيها الف امراة في المدينة المنورة، ودكت سنابك خيول جيوش الامويين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وربطت داخل المسجد النبوي... اننا والله لن نغفر لك هذا الخطأ إلا ان تعتذر وترجع وتعلن رجوعك، والا لن نتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع بالذات... والسبب انك لمست فينا جرحا غائرا – يا شيخ الفسي – ونكأت آلاما، ألم تعلم بأن ابناء ليبيا ليسوا في غفلة عن تاريخهم وانهم يحسنون قراءته ويعون دروسه جيدا جيدا جيدا.
متى كان معاوية كاتبا للوحي وهو من مسلمة الفتح، وكلنا يعرف أنه لم يبقى من الوحي سوى (اليوم أكملت لكم دينكم) فماذا كتب هذا المعاوية من الوحي؟ لابد وانك قرأت في دواوين الحديث الشريف – وانت المتخصص – احاديث تروى عن معاوية هذا يقول فيها (ما بال أقوام يقولون... و قد كنا مع رسول الله و لم نشهد ذلك...) متى كان مع رسول الله وقد اسلم قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟!! أنت تعلم جيدا ان قضية معاوية قتلت بحثا ودرسا وهي قضية خاسرة لمن يتشبث بالدفاع عنه فقط لأن تلك الاحاديث اوردها البخاري اول مسلم او غيره ممن أهال عليهم اعلام مدرسة الفقه الكلاسيكية اكيالا من التبجيل لحد التقديس الذي جعلهم يهابون اعادة النظر فيما خرجوه من آثار واحاديث حتى وان صادمت العقل أو النص القرآني الذي لا عصمة لسواه.
اعيد القول: لو كان أخطا الشيخ الفسي في غير هذا الموضع لغفرنا له وتغافلنا عن خطأه، ولكن أن يخرج علينا خطيبا وواعظا امام الالاف الليبيين ليستدعي من التاريخ نموذج – واي نموذج – ليكرس به الاستبداد وتوريث الحكم والانقلابات، فلا وألف لا، ولن نرجع عن حملتنا حتى يرجع وهو ظننا فيه.
أسامة الفيتوري – كاتب وصحفي
http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/9632
أسامة الفيتوري
لعل من قائل ان هذا الوقت ليس وقتا ملائما لطرح مثل هذه القضايا، والوقت الان وقت تعاضد ورص للصفوف.. وما إليه من كلام قد يجد موقعا في نفوس وقلوب بعضنا، ولكن كلامي للشيخ الفسي هو من باب التنبيه وداخل في اطار النقد البناء.
لقد استمع لك – يا شيخ الفسي – جمع من الليبيين وأنت تلقي خطبة صلاة الجمعة يوم الجمعة الماضية في ساحة التحرير ببنغازي، وطالما اعجبنا اسلوبك في الحديث سواء في خطبك أو في وسائل الاعلام الذي يتميز بالهدوء والتركيز والفائدة، رغم أنني آخذ عليك الاغراق في استجلاب الشواهد من السيرة النبوية الشريفة ودواوين الحديث الشريف، ومحاولاتك أن تجعل من فهمك الذي تطرحه لحدث أو قول منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم هو الفهم الصحيح الذي لا يصح غيره، والحقيقة أن الشيخ الفسي لا لوم عليه فهو ربيب المدرسة الفقهية الكلاسيكية التي طالما عانينا منها طويلا واكتوينا بنارها، رغم أن مفكري ليبيا كانوا من السباقين في نقد هذه العقلية وتبيان مخاطرها، كما رأينا في كتابات المفكر الليبي الصادق النيهوم والمفكر الاسلامي العلامة أحمد القطعاني وغيرهم وغيرهم.
أقول : استمعنا الى خطبة الشيخ الفسي في ميدان التحرير وهو يلقي مواعظه ويستخلص لنا الدروس من السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي، ولكنه وقع من حيث لا يعلم في المحظور، فهو يلقي خطبة كان من المفترض أن تؤكد على تمسك الليبيين بمكتسبات ثورتهم، ولكن سوء قراءته وفهمه للتاريخ، وربما تكلس مفهوم تقديس السلف في ذهنه جعله يقول غير الحقيقة، حيث انتقد اذاعة بنغازي المحلية التي انتقدت اول نموذج للاستبداد في تاريخ الاسلام، وهو نموذج (معاوية بن ابي سفيان) !!!! لماذا لأن معاوية هذا كان كاتبا للوحي !!.
سبحان الله يا شيخ الفسي، ربما تنطلي هذه الاكاذيب على غيرنا، أما نحن فلا وألف لا، أتعرف لماذا يا شيخ؟ لأننا عشنا ويلات وبلاوي الاستبداد بحذافيره وكل جزيئات وتفاصيله طيلة 42 سنة، وحتى وان صحت مثل هذه المنقبة المكذوبة الموضوعة فلا يمكننا أن نعفي ونسامح اول من وضع أسس الاستبداد والانقلابات في تاريخنا الاسلامي بدعوى أنه كتب وحيا أو غيره من المناقب.
ان المتتبع الواعي لتاريخنا ليرى بوضوح أن كل مشاكلنا اليوم، وكل محننا وإحننا ومصائبنا تسير طويلا ثم تصب في النهاية عند هذا المعاوية، نعم مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها ترجع لفترة حكم معاوية المستبد، الذي دشن عصور الانقلابات وتوريث الحكم، لقد كنا ننعم بحياة رخاء وهناء طيلة حكم الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم : الصديق الأكبر والفاروق وذي النورين والامام علي، ألم يصح عندك – يا شيخ الفسي وعند شيوخك – قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا)؟
لو احتفظت بقناعاتك لنفسك ما سألناك وما ناقشناك، ولكن أن تحاول فرض قناعاتك هذه العرية عن الصحة على الناس، وتحاول التدليل عليها بمثال مضحك وهو انه كاتب للوحي فهذا مالا نحبه منك، فقد كنا نحسن الظن بك وبقراءتك الصحيحة لوقائع التاريخ، ولو وقع منك الخطأ في القراءة – هذا ان اعتبرناه خطأ وليس مجاراة ومحاكاة لشيوخك – في موضع آخر لغفرناه لك، أما أن تكرس للاستبداد الذي اكتوينا بناره سنينا عجافا، بدفاعك عن اول مستبد واول من وضع اسس وقواعد الانقلابات وتوريث الحكم لابنه قاتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي كان من اشهر تبعاتها ونتائجها استباحة حرمات مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقعة الحرة الشهيرة التي اغتصبت فيها الف امراة في المدينة المنورة، ودكت سنابك خيول جيوش الامويين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وربطت داخل المسجد النبوي... اننا والله لن نغفر لك هذا الخطأ إلا ان تعتذر وترجع وتعلن رجوعك، والا لن نتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع بالذات... والسبب انك لمست فينا جرحا غائرا – يا شيخ الفسي – ونكأت آلاما، ألم تعلم بأن ابناء ليبيا ليسوا في غفلة عن تاريخهم وانهم يحسنون قراءته ويعون دروسه جيدا جيدا جيدا.
متى كان معاوية كاتبا للوحي وهو من مسلمة الفتح، وكلنا يعرف أنه لم يبقى من الوحي سوى (اليوم أكملت لكم دينكم) فماذا كتب هذا المعاوية من الوحي؟ لابد وانك قرأت في دواوين الحديث الشريف – وانت المتخصص – احاديث تروى عن معاوية هذا يقول فيها (ما بال أقوام يقولون... و قد كنا مع رسول الله و لم نشهد ذلك...) متى كان مع رسول الله وقد اسلم قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟!! أنت تعلم جيدا ان قضية معاوية قتلت بحثا ودرسا وهي قضية خاسرة لمن يتشبث بالدفاع عنه فقط لأن تلك الاحاديث اوردها البخاري اول مسلم او غيره ممن أهال عليهم اعلام مدرسة الفقه الكلاسيكية اكيالا من التبجيل لحد التقديس الذي جعلهم يهابون اعادة النظر فيما خرجوه من آثار واحاديث حتى وان صادمت العقل أو النص القرآني الذي لا عصمة لسواه.
اعيد القول: لو كان أخطا الشيخ الفسي في غير هذا الموضع لغفرنا له وتغافلنا عن خطأه، ولكن أن يخرج علينا خطيبا وواعظا امام الالاف الليبيين ليستدعي من التاريخ نموذج – واي نموذج – ليكرس به الاستبداد وتوريث الحكم والانقلابات، فلا وألف لا، ولن نرجع عن حملتنا حتى يرجع وهو ظننا فيه.
أسامة الفيتوري – كاتب وصحفي
http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/9632
تعليق