أنا الحزن .. ياليــــــل .. أنا الحزنُ
أنا من أسقطت أمطارها على جسدي المزنُ
أنا قارعة الطريق التي تسكع بها الفتية
...
أنا الحزنُ .. يا ليــــل .. أنا الحزنُ
أنا من خيَّم على أفراحكم .. وأكثرتُ عليكم
الخفق والطعنُ ..
أنا البليـــــد صاحب القهرُ ..
وأنيس من لا أنيسُ لهُ في لُجّة القبرْ
أنا سارق أبـــاء اليتامى .. ومُرملَ الأيامى
أنا الأفكار ألتي تجوب عقول الحيارى ..
أنا الحزنُ .. يا ليـــل .. أنا الحزنُ
أنا من ساعدتُ في أحتلال أراضيكــــم
وهدّمتُ ضياعكم ..
وسبيتُ نسائكـــم ..
وما أكتفيتَ ولا نامتْ لي عينُ..
أنا المستحيـــــــــلُ .. أنا الصـــــــــــبرُ
أنا من قطف من نخليكم التمرُ
أنا من يميتُ أطفالكمْ ... ويسرق ضحكاتهمْ
أنا الملثم .. بقناعِ صنعتهُ بيدي ..
من ورقِ السفرجلِ ورصعتهُ بالأشواك ..
سأقنعُ نفسي .. حتى أقتنع أنني السامريُّ
واعيثُ بكم .. رغم طيبة القلبْ
التي قتلها الورد ..
فويلي .. وويلكِ أنى رميتنيِ يارحىْ
أنا الحزنُ .. يا ليـــل .. أنا الحزنُ
أنا الذي سرقتُ من العشاق همساتــــهم
ونازعت الأحباب في لوعاتهم ..
حتى غدتْ حياتهم قفرُ ..
وتطفلتُ على النوافــــذُ .. والأبــــواب
في شتاء البرد .. وفي صيفِ الحرْ
أنا الحزنُ .. يا ليـــل .. أنا الحزن..
أنا الذي منع وصولِ المساعدات لكم
يا شعبي ..
أنا الغرابُ الذي نعقَ فوقكم .. في هجرتي
حتى كان نعيقي .. سبباً في جفاف ذلك النهر
أنا الحزنُ .. يادمعة العيون ..
التي سقطت في حضن أمي ..
أنا يا أبي .. تجعدات وجهكَ الشاحبْ
أنا الوهنُ الذي أصابكِ ياجدتي ..
أنا ياحبيبتي .. العمرُ .. الذي سار ..
في طرقاتِ العذابَ طويلاً ..
بعد ما أزْهَقْتنِـــــيِ .. بالهــــــــجرِ..
حتى أصبحتْ بساتيني .. صحارى
أنا الحزنُ .. ياليـــل .. أنا الحزنُ
أنا الحزنُ .. ياليـــل .. أنا الحزنُ
بقلمي .. بتاريخ ماقبل ايام ..
تعليق