ان منشأ القول بذلك روايات زعمت دعاء النبي له
بذلك وقد اجاب عن ذلك السيد جعفر العاملي
في الصحيح في السيرة ج3 ص181 ـ
هل عز الاسلام بعمر حقا ؟
! وتذكر الروايات :
أن الاسلام قد عز بعمر وأنه " صلى الله عليه وآله وسلم "
قد دعا الله أن يعز الاسلام به
بل لقد ذهبت بعض الروايات إلى اعتبار عمر من الجبارين في الجاهلية ،
حيث إنه حين أشار على أبي بكر :
أن يتألف الناس ويرفق بهم
، قال له أبو بكر : " رجوت نصرك ،
وجئتني بهذا لأنك جبار في الجاهلية،
خوار في الاسلام الخ ".
. ونحن نشك في صحة ذلك بل نجزم بعدم صحته
، وذلك للأمور التالية :
ألف : إن الاسلام إذا لم يعز بأبي طالب شيخ الأبطح ،
وبحمزة أسد الله وأسد رسوله
، الذي فعل برأس الشرك أبي جهل ما فعل ،
وإذا لم يعز بسائر بني هاشم أصحاب العز والشرف والنجدة
، فلا يمكن أن يعز بعمر الذي كان عسيفا ( أي مملوكا مستهانا به ) مع الوليد بن المغيرة إلى الشام.
لا سيما وأنه لم يكن في قبيلته سيد أصلا،
ولم تؤثر عنه في طول حياته مع النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " أية مواقف شجاعة ، وحاسمة ،
بل لم نجد له أية مبارزة ،
أو عمل جرئ في أي من غزواته
، رغم كثرتها وتعددها
. بل لقد رأيناه يفر في غير موضع،
كأحد،
وحنين وخيبر حسبما صرح به الجم الغفير من أهل السير
، ورواة الأثر
، كما سيأتي إن شاء الله تعالى
. ومن الطريف هنا ما رواه الزمخشري ،
من أن أنس بن مدركة كان قد أغار على سرح قريش في الجاهلية ؟ فذهب به
، فقال له عمر في خلافته
: لقد أتبعناك تلك الليلة ؟ فلو أدركناك؟
. فقال: لو أدركتني لم تكن للناس خليفة.
والخلاصة :
انه لا يمكن أن يعز الاسلام بعمر
، الذي لم يكن له عز في نفسه ، ولا بعشيرته ،
ولا شجاعة يخاف منها .
ب - إننا سواء قلنا :
إن عمر قد أسلم قبل الحصر في الشعب أو بعده ،
فإن الامر يبقى على حاله
، لأننا لم نجد أي تفاوت في حالة المسلمين قبل وبعد إسلام عمر ، ولا لمسنا أي تحول نحو الأفضل بعد إسلامه
، بل رأينا : عكس ذلك هو الصحيح
، فمن حصر المشركين للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والهاشميين في الشعب ،
حتى كادوا يهلكون جوعا ،
وحتى كانوا يأكلون ورق السمر ،
وأطفالهم يتضاغون جوعا . إلى تآمر على حياة النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " .
ثم بعد وفاة أبي طالب رحمه الله لم يستطع
" صلى الله عليه وآله وسلم
" دخول مكة بعد عودته من الطائف إلا بعد مصاعب جمة
، لم نجد عمر ممن ساعد على حلها
. هذا كله عدا عن الاذايا الكثيرة
التي كان أبو لهب يوجهها للنبي باستمرار .
ج - وفي صحيح البخاري وغيره حول اسلام عمر :
عن عبد الله بن عمر قال : بينما عمر في الدار خائفا ،
إذ جاءه العاص بن وائل السهمي
. إلى أن قال : فقال : ما بالك ؟
قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت
. قال : لا سبيل إليك
. بعد أن قالها أمنت .
ثم ذكر إرجاع العاص الناس عنه .
وأضاف الذهبي قول عمر : فعجبت من عزه. فمن يتهدده الناس بالقتل
، ويخاف ، ويختبئ في داره
، فإنه لا يكون عزيزا ولا يعز الاسلام به .
غير أنه هو نفسه قد ارتفع بالاسلام ،
وصار له شخصية وشأن ، كما سنرى
. هذا عدا عن الروايات القائلة :
إن أبا جهل هو الذي أجار عمر.
وعلى هذا فقد كان الأجدر :
أن يدعو النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بان يعز الاسلام بمن يجير عمر ، والذي يعجب الناس من عزته ،
لا بعمر الخائف ، والمختبئ في بيته .
د - والغريب هنا :
أن أحد الرجلين اللذين دعا لهما النبي
صلى الله عليه وآله وسلم "
وهو أبو جهل يضربه حمزة رضوان الله عليه بقوسه أمام الملأ من قومه
، فيشجه شجة منكرة ، ولا يجرؤ على الكلام
، ثم يقتل في بدر في أول وقعة بين المسلمين والمشركين .
والرجل الاخر
وهو عمر بن الخطاب يكون على خلاف توقعات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "
ولا يستجيب الله دعاءه فيه ، حيث لم يعز الاسلام به
، كما رأينا .
مع أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يقول : "
ما سالت - ربي - الله - شيئا إلا أعطانيه "
بل لقد كانت النتيجة عكسية ،
حيث يذكر عبد الرزاق :
( أنه لما جهر عمر بإسلامه اشتد ذلك على المشركين
فعذبوا من المسلمين نفرا ).
ه - لا بأس بالمقارنة بين نعيم بن عبد الله النحام العدوي
. وبين عمر بن الخطاب العدوي ؟
فقد أسلم نعيم قبل عمر ، وكان يكتم إسلامه ،
ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة ،
لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم . فقالوا :
" أقم عندنا على أي دين شئت
، فوالله لا يتعرض إليك أحد الا ذهبت أنفسنا جميعا دونك"
. ويقول عروة عن بيت نعيم هذا :
" ما أقدم على هذا البيت أحد من بني عدي " أي لشرفه
. أما عمر ، فإن رسول الله أراد في الحديبية أن يرسله إلى مكة ؟ ليبلغ عنه رسالة إلى أشراف قريش ، تتعلق بالامر الذي جاء له ؟
فرفض ذلك وقال : "
إني أخاف قريشا على نفسي ،
وليس بمكة من بني عدي أحد يمنعني ثم أشار على النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " بأن يرسل عثمان بن عفان.
و - لقد خطب ابن عمر بنت نعيم النحام ، فرده نعيم
، وقال : " لا أدع لحمي تربا " وزوجها من النعمان بن عدي بن نضلة فنعيم يربأ بابنته عن أن تتزوج بابن عمر ،
ويرى ذلك تضييعا لها ! ! .
ز - وفي زيارة عمر للشام أيام خلافته خلع عمر خفيه
، ووضعهما على عاتقه
، وأخذ بزمام ناقته ،
وخاض المخاضة فاعترض عليه أبو عبيدة
، فاجابه عمر بقوله : "
إنا كنا أذل قوم ؟ فأعزنا الله بالاسلام ،
فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله" ،
وفي نص آخر عنه : "
إنا قوم أعزنا الله بالاسلام ، فلن نبتغي العز بغيره"
. احتمال أن يكون مقصوده هو ذل العرب وعزهم لا خصوص بني عدي. بعيد ؟
لأنه قد عنف أبا عبيدة على مقولته تلك بأن غير أبي عبيدة لو كان قال ذلك لكان له وجه
، أما أن يقوله أبو عبيدة العارف بالحال
والسوابق فإنه غير مقبول منه. هذا بالإضافة إلى ما سيأتي مما يدل على ذل بني عدي ، فانتظر .
ح - وقال أبو سفيان للعباس في فتح مكة ،
حينما كان يستعرض الألوية ؟ فرأى عمر ، وله زجل : " يا أبا الفضل، من هذا المتكلم؟ قال: عمر بن الخطاب . قال : لقد - أمر - أمر بني عدي بعد - والله - قلة وذلة .
فقال العباس : يا أبا سفيان
، إن الله يرفع من يشاء بما يشاء ،
وإن عمر ممن رفعه الاسلام" .
ط - تقدم قول عوف بن عطية :
وأما إلا لأمان بنو عدي وتيم حين تزدحم الأمور فلا تشهد لهم فتيان حرب ولكن أدن من حلب وعير و
في رسالة من معاوية لزياد بن أبيه يذكر
فيها أمر الخلافة يقول : "
ولكن الله عز وجل أخرجها من بني هاشم وصيرها إلى بني تيم بن مرة :
ثم خرجت إلى بني عدي بن كعب
وليس في قريش حيان أذل منهما ولا أنذل الخ ...
ي - وقال خالد بن الوليد لعمر :
" إنك ألامها حسبا . وأقلها عددا وأخملها ذكرا .
. إلى أن قال له : لئيم العنصر ما لك في قريش فخر . قال فاسكته خالد
وبحمزة أسد الله وأسد رسوله
، الذي فعل برأس الشرك أبي جهل ما فعل ،
وإذا لم يعز بسائر بني هاشم أصحاب العز والشرف والنجدة
، فلا يمكن أن يعز بعمر الذي كان عسيفا ( أي مملوكا مستهانا به ) مع الوليد بن المغيرة إلى الشام.
لا سيما وأنه لم يكن في قبيلته سيد أصلا،
ولم تؤثر عنه في طول حياته مع النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " أية مواقف شجاعة ، وحاسمة ،
بل لم نجد له أية مبارزة ،
أو عمل جرئ في أي من غزواته
، رغم كثرتها وتعددها
. بل لقد رأيناه يفر في غير موضع،
كأحد،
وحنين وخيبر حسبما صرح به الجم الغفير من أهل السير
، ورواة الأثر
، كما سيأتي إن شاء الله تعالى
. ومن الطريف هنا ما رواه الزمخشري ،
من أن أنس بن مدركة كان قد أغار على سرح قريش في الجاهلية ؟ فذهب به
، فقال له عمر في خلافته
: لقد أتبعناك تلك الليلة ؟ فلو أدركناك؟
. فقال: لو أدركتني لم تكن للناس خليفة.
والخلاصة :
انه لا يمكن أن يعز الاسلام بعمر
، الذي لم يكن له عز في نفسه ، ولا بعشيرته ،
ولا شجاعة يخاف منها .
ب - إننا سواء قلنا :
إن عمر قد أسلم قبل الحصر في الشعب أو بعده ،
فإن الامر يبقى على حاله
، لأننا لم نجد أي تفاوت في حالة المسلمين قبل وبعد إسلام عمر ، ولا لمسنا أي تحول نحو الأفضل بعد إسلامه
، بل رأينا : عكس ذلك هو الصحيح
، فمن حصر المشركين للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والهاشميين في الشعب ،
حتى كادوا يهلكون جوعا ،
وحتى كانوا يأكلون ورق السمر ،
وأطفالهم يتضاغون جوعا . إلى تآمر على حياة النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " .
ثم بعد وفاة أبي طالب رحمه الله لم يستطع
" صلى الله عليه وآله وسلم
" دخول مكة بعد عودته من الطائف إلا بعد مصاعب جمة
، لم نجد عمر ممن ساعد على حلها
. هذا كله عدا عن الاذايا الكثيرة
التي كان أبو لهب يوجهها للنبي باستمرار .
ج - وفي صحيح البخاري وغيره حول اسلام عمر :
عن عبد الله بن عمر قال : بينما عمر في الدار خائفا ،
إذ جاءه العاص بن وائل السهمي
. إلى أن قال : فقال : ما بالك ؟
قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت
. قال : لا سبيل إليك
. بعد أن قالها أمنت .
ثم ذكر إرجاع العاص الناس عنه .
وأضاف الذهبي قول عمر : فعجبت من عزه. فمن يتهدده الناس بالقتل
، ويخاف ، ويختبئ في داره
، فإنه لا يكون عزيزا ولا يعز الاسلام به .
غير أنه هو نفسه قد ارتفع بالاسلام ،
وصار له شخصية وشأن ، كما سنرى
. هذا عدا عن الروايات القائلة :
إن أبا جهل هو الذي أجار عمر.
وعلى هذا فقد كان الأجدر :
أن يدعو النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بان يعز الاسلام بمن يجير عمر ، والذي يعجب الناس من عزته ،
لا بعمر الخائف ، والمختبئ في بيته .
د - والغريب هنا :
أن أحد الرجلين اللذين دعا لهما النبي
صلى الله عليه وآله وسلم "
وهو أبو جهل يضربه حمزة رضوان الله عليه بقوسه أمام الملأ من قومه
، فيشجه شجة منكرة ، ولا يجرؤ على الكلام
، ثم يقتل في بدر في أول وقعة بين المسلمين والمشركين .
والرجل الاخر
وهو عمر بن الخطاب يكون على خلاف توقعات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "
ولا يستجيب الله دعاءه فيه ، حيث لم يعز الاسلام به
، كما رأينا .
مع أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يقول : "
ما سالت - ربي - الله - شيئا إلا أعطانيه "
بل لقد كانت النتيجة عكسية ،
حيث يذكر عبد الرزاق :
( أنه لما جهر عمر بإسلامه اشتد ذلك على المشركين
فعذبوا من المسلمين نفرا ).
ه - لا بأس بالمقارنة بين نعيم بن عبد الله النحام العدوي
. وبين عمر بن الخطاب العدوي ؟
فقد أسلم نعيم قبل عمر ، وكان يكتم إسلامه ،
ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة ،
لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم . فقالوا :
" أقم عندنا على أي دين شئت
، فوالله لا يتعرض إليك أحد الا ذهبت أنفسنا جميعا دونك"
. ويقول عروة عن بيت نعيم هذا :
" ما أقدم على هذا البيت أحد من بني عدي " أي لشرفه
. أما عمر ، فإن رسول الله أراد في الحديبية أن يرسله إلى مكة ؟ ليبلغ عنه رسالة إلى أشراف قريش ، تتعلق بالامر الذي جاء له ؟
فرفض ذلك وقال : "
إني أخاف قريشا على نفسي ،
وليس بمكة من بني عدي أحد يمنعني ثم أشار على النبي
" صلى الله عليه وآله وسلم " بأن يرسل عثمان بن عفان.
و - لقد خطب ابن عمر بنت نعيم النحام ، فرده نعيم
، وقال : " لا أدع لحمي تربا " وزوجها من النعمان بن عدي بن نضلة فنعيم يربأ بابنته عن أن تتزوج بابن عمر ،
ويرى ذلك تضييعا لها ! ! .
ز - وفي زيارة عمر للشام أيام خلافته خلع عمر خفيه
، ووضعهما على عاتقه
، وأخذ بزمام ناقته ،
وخاض المخاضة فاعترض عليه أبو عبيدة
، فاجابه عمر بقوله : "
إنا كنا أذل قوم ؟ فأعزنا الله بالاسلام ،
فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله" ،
وفي نص آخر عنه : "
إنا قوم أعزنا الله بالاسلام ، فلن نبتغي العز بغيره"
. احتمال أن يكون مقصوده هو ذل العرب وعزهم لا خصوص بني عدي. بعيد ؟
لأنه قد عنف أبا عبيدة على مقولته تلك بأن غير أبي عبيدة لو كان قال ذلك لكان له وجه
، أما أن يقوله أبو عبيدة العارف بالحال
والسوابق فإنه غير مقبول منه. هذا بالإضافة إلى ما سيأتي مما يدل على ذل بني عدي ، فانتظر .
ح - وقال أبو سفيان للعباس في فتح مكة ،
حينما كان يستعرض الألوية ؟ فرأى عمر ، وله زجل : " يا أبا الفضل، من هذا المتكلم؟ قال: عمر بن الخطاب . قال : لقد - أمر - أمر بني عدي بعد - والله - قلة وذلة .
فقال العباس : يا أبا سفيان
، إن الله يرفع من يشاء بما يشاء ،
وإن عمر ممن رفعه الاسلام" .
ط - تقدم قول عوف بن عطية :
وأما إلا لأمان بنو عدي وتيم حين تزدحم الأمور فلا تشهد لهم فتيان حرب ولكن أدن من حلب وعير و
في رسالة من معاوية لزياد بن أبيه يذكر
فيها أمر الخلافة يقول : "
ولكن الله عز وجل أخرجها من بني هاشم وصيرها إلى بني تيم بن مرة :
ثم خرجت إلى بني عدي بن كعب
وليس في قريش حيان أذل منهما ولا أنذل الخ ...
ي - وقال خالد بن الوليد لعمر :
" إنك ألامها حسبا . وأقلها عددا وأخملها ذكرا .
. إلى أن قال له : لئيم العنصر ما لك في قريش فخر . قال فاسكته خالد
تعليق