عظم الله اجوركم واجورنا في ذكرى شهادة الامام موسى الكاظم عليه السلام ( 25 رجب ) راهب آل محمد ونحن نعيش في هذه الذكرى ما احرانا ان نقتدي بسيرته وننهل من هذا النبع الصافي العذب لانه من الثقلين اللذان يعصمان المتمسك بهما من الضلالة وسيرة هذا الامام العظيم مليئة بالدروس والعبر ولكن هناك درس يهمنا جميعا في هذا المنتدى الحواري المبارك وخصوصا الموالين وهو كيفية اصلاح الامام الكاظم عليه السلام لاحد النواصب من ولد عمر بن الخطاب والحكاية هي:
الحسن بن محمد، عن جده، عن غير واحد من أصحابه ومشايخه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبه إذا رآه، ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وزجرهم، وسأل عن العمري فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه، فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا، فتوطأه عليه السلام بالحمار، حتى وصل إليه، ونزل وجلس عنده، وباسطه وضاحكه، وقال له: كم غرمت على زرعك هذا ؟ قال: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن تصيب ؟ قال: لست أعلم الغيب قال له: إنما قلت كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال: أرجو أن يجئ مائتا دينار.
قال: فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاثمائة دينار، وقال هذا زرعك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو قال: فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه فتبسم إليه أبو الحسن وانصرف، قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا له: ما قضيتك ؟ قد كنت تقول غير هذا قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه وخاصمهم، فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري: أيما كان خيرا ما أردتم ؟ أم ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم، وكفيت به شره، و ذكر جماعة من أهل العلم أن أبا الحسن عليه السلام كان يصل بالمأتي دينار إلى الثلاثمائة وكان صرار موسى مثلا.
بحار الانوار ج48 ص102
وروى الخطيب البغدادي نفس القصة بإسناده عن يحيى بن الحسن ـ وذكر لي غير واحد من أصحابنا ـ أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليّاً، قال: وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي، وزجرهم أشدّ الزجر، وسأل عن العمري فذكر له أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا، فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟
قال له: مائة دينار،
قال: فكم ترجو أن يصيب؟
قال: أنا لا أعلم الغيب،
قال: إنّما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه؟
قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار
قال: فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال: هذا زرعك على حاله قال: فقام العمري فقبّل رأسه وانصرف،
قال: فراح إلى المسجد فوجد العمري جالساً، فلّما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته
قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصتّك؟ قد كنت تقول خلاف هذا.
قال: فخاصمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج.
قال: فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين ارادوا قتل العمري: أيّما كان خير، ما أردتم، أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار
تاريخ بغداد: ج 13 ص 28.
وروى الذهبي في سير اعلام النبلاء نفس الحكاية ثم قال يحيى هذا: حدثنا إسماعيل بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله البكري، قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا فقلت، لو أتيت موسى بن جعفر فشكوت إليه، فأتيته بنقمي (1) في ضيعته، فخرج إلي، وأكلت معه، فذكرت له قصتي فأعطاني ثلاث مئة دينار.
ثم قال يحيى: وذكر لي غير واحد، أن رجلا من آل عمر كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا، وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله، فنهاهم، وزجرهم.
وذكر له أن العمري يزدرع بأرض، فركب إليه في مزرعته، فوجده، فدخل بحماره، فصاح العمري لا توطئ زرعنا.
فوطئ بالحمار حتى وصل إليه، فنزل عنده وضاحكه.
وقال: كم غرمت في زرعك هذا ؟ قال: مئة دينار.
قال: فكم ترجو ؟ قال: لا أعلم الغيب وأرجو أن يجبيئني مئتا دينار.
فأعطاه ثلاث مئة دينار.
وقال: هذا زرعك على حاله.
فقام العمري فقبل رأسه وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
وجعل يدعو له كل وقت.
فقال أبو الحسن لخاصته الذين أرادوا قتل العمري: أيما هو خير ؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار ؟ قلت، إن صحت، فهذا غاية الحلم والسماحة.
سير اعلام النبلاء ج6 ص272
تعليق