بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمداً كثيراً واعوذ به من شر نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي.
يتصارع على ارض العراق معسكران:
الأول: قوى الاحتلال التي جاءت لتحقق مصالح ستراتيجية لها حسبتها وفق المعلومات الاستخباراتية التي وصلتها وأعدت لذلك مشروعاً ذا حلقات ومراحل يولد السابق منها اللاحق ويبقى الأصل واحداً.
الثاني: خليط غير متجانس ايدلوجياً ضم 1الصداميين والمنتفعين من وجودهم الذين يحلمون بالعودة إلى التسلط واستعباد الشعب والاستئثار بثرواته وسوقه إلى الحروب والمقابر الجماعية والمعتقلات والتخلف والجهل وضم التكفيريين والطائفيين الذين غاظهم وأشعل نار حقدهم ارتفاع صوت الحق على ارض المقدسات وهم الذين حاولوا كبته وخنقه قروناً ويخافون ظهوره لانه يهدد كياناتهم المبنية على الخداع والتضليل والتشويه وتحمس لدعم هؤلاء عدد من الدول الإقليمية الشقيقة للعراق في الدين والعروبة خافوا انبعاث الشعب العراقي وانطلاقته نحو الحرية مما سيدفع شعوبهم إلى التأسي به فسعت إلى افشال حركته أو انهم ارادوا حماية بلدانهم وشعوبهم من جرائم الإرهابيين فزينوا لهم (الجهاد) على ارض الرافدين رغم امتلاء بلدانهم بالقوات الامريكية أو انهم ارادوا ان يصنعوا من اشلاء اطفال العراق ونسائه الابرياء وحلاً يعرقل العجلة الامريكية عن الوصول اليهم فاجتمع كل هؤلاء على الاستخفاف بدماء العراقيين وحقوقهم الانسانية في الحياة الآمنة المستقرة.
في هذه الحرب الظالمة كان تكليف الشعب العراقيشرعاً وعقلاً هو1 الاحتفاظ بقوتهم البشرية والمادية(عدم التبرع للميليشيات والمشاركة للقتال معهم او ما شابه)2وعدم زجها في هذه المحرقة3 واستثمار أجواء هذه المواجهة وتداعياتها 1لنشر الوعي2وتوسيع مساحة العمل الاسلامي المبارك 3ومداواة جراح العراقيين4واعادة بناء البلد5واصلاح بنيته الفكرية6والاخلاقية7والاجتماعية7والاقتصادية8ومعالجةالفساد الضارب باطنابه، وهو الموقف الذي نبهنا الامة اليه قبل ان تطأ اقدام المحتل ارض العراق حينما تصاعدت حمى التهديدات بغزو العراق وانقسمت القيادات العراقية(من تلك القيادات) بين من يدعو إلى مقاومة المحتل الكافر وان كان في ذلك نصرة لصدام المجرم واطالة لعمره وبين من يدعو إلى التعاون مع المحتل الكافر الذي اعلنها حرباً صليبية على الاسلام من باب دفع الافسد بالفاسد ونبهنا إلى خطأ كلا الموقفين رغم ان مثل هذا الحياد الايجابي كان يكلفنا حياتنا في ظل النظام الجائر الذي اعلن (لا حياد في الحرب فمن لم يكن معنا فهو ضدنا) والكل يعرف ما هو تصرف جلاوزة صدام فيمن يحسبونه ضدهم لكننا اتخذنا ذلك الموقف واعلناه حماية للمؤمنين وحرصاً عليهم وهم الثلة المؤمنة خلاصة جهاد وجهود ودماء وتضحيات علمائنا الابرار وشبابنا الرسالي.
لذلك ما اسرع ما تهاوى الطاغوت بالشكل المذل المهين الذي فاجأ العالم وهذا الموقف مأخوذ من سيرة أئمتنا الطاهرين وعلمائنا الصالحين فقد مر مثله في عهد الامام الصادق (عليه السلام) خلال الصراع بين العباسيين والامويين وفي عهد الامام الرضا (عليه السلام) حين تنازع الاخوان المأمون والأمين على الملك وفي عهد الفيلسوف الفقيه الخواجه نصير الدين الطوسي والمحقق الحلي حين اسقط المغول الخلافة العباسية المتهرئة.
وظل ذلك هو الموقف(موقف الشيخ) من مواجهة هذين المعسكرين التي امتدت بصيغ جديدة واعطت لنفسها صيغاً من المشروعية لايهام السذج ودفعهم وقوداً للمعركة ولكن الحرب هي هي لم تتغير اهدافها وان اختلفت آلياتها فاصبحت سيارات مفخخة تستهدف المساجد والشعائر الحسينية وتجمعات الاطفال وحزاماً ناسفاً يتفجر وسط طابور الناخبين الذين اصطفوا ليصوتوا للحرية والانعتاق من عبودية الطواغيت واغتيالات طالت علماء الدين ورموز الفكر والاساتذة الجامعيين والادارات الكفوءة ويسمون كل ذلك (مقاومة)(مقاومت الارهابيين للمحتل بهذه الطريقة)تتبجح بها وسائل الاعلام المأجورة والحاقدة.
وبقيت المرجعية الرشيدة على موقفها الحكيم ففي الوقت الذي استمرت فيه بمطالبتها باحترام ارادة الشعب العراقي واعادة سيادته اليه وتمكينه من ممارسته لحقوقه المشروعة عبر الاليات المتنوعة لم تنجر إلى المحرقة التي يريد ان يؤججها المعسكر المقابل الذي لا يقل جريمة ووحشية وغدراً عن قوات الاحتلال.
وتوج هذا العمل المبارك بهزيمة المعسكرين حيث انصاع المعسكر الأول لمطلب المرجعية في اجراء انتخابات عامة حرة نزيهة يتمكن فيها الشعب من اختيار ممثليه الذين يعبرون عن ارادته بالرغم من مماطلة هذا المعسكر وتسويفه تحت ذرائع امنية وتقنية لانه كان يريد للعراق ان يخضع لمشروعه الذي جاء به اما الانتخابات فانها ستُظهر انتماء هذا الشعب للإسلام وللمرجعية الرشيدة وسيحول العلاقة من تبعية مذلة إلى علاقة ندية تقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعد ان اثبت الشعب وعيه وقدرته على التكيف على احدث التجارب السياسية وانضجها وابداها بالشكل الذي اذهل العالم وهزم المعسكر الثاني حيث كشف زيف مقاومته المزعومة وظهر انه عدو الشعب وانه لا يريد الخير له مما جعل اركانه يتبرأون علناً من هذه المقاومة المزيفة ويطالبون باشراكهم بالعملية السياسية التي لم يمنعهم منها احد بل حرموا انفسهم عتواً ومكابرة. وثبت ان هؤلاء (المقاومين) بجهلهم وسوء تصرفهم يديمون الاحتلال ويطيلون عمره لانهم يخلقون المبررات لوجوده بسوء الاوضاع الامنية ونحوها كما كان يفعل صدام المجرم حينما وفر فرصة لم تكن تهتدي اليها قوى الاستكبار بالتواجد في المنطقة بخلقه الازمات والحروب والعدوان على الدول الجارة وتهديد امن واستقرار المنطقة.
بعكس المقاومة السلمية الحكيمة للمرجعيةالرشيدة والحضور الفاعل المستمر للجماهير الواعية في الساحة فانها سحبت كل المبررات لتسلط القوى الاجنبية هذا التلاحم العتيد بين المرجعية والامة الرسالية هو الذي حقق ذلك الانتصاروبقيت نشوته حتى ايام عاشوراء حين عززته الجماهير بنصر آخر لا يقل عنه عظمه وزهواً بتلك المشاركة المنقطعة النظير في الشعائر الحسينية في كربلاء وسائر المدن العراقية حيث بدا للعالم الانتماء الحقيقي لهذا الشعب من خلال تلك السيول العارمة التي انطلقت في موكب النصرة (عزاء طويريج) مهرولة لتلبي صرخة ابي عبد الله الحسين (هل من ناصر) المدوية منذ اربعة عشر قرناً وستبقى ما بقيت امة جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد خرج للاصلاح فيها وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسير بسيرة جده وابيه صلوات الله عليهما فاهدافه
(عليه السلام) باقية وحركته مستمرة ما دام موضوعها قائماً وكان اكثر المشاركين من الشباب الذين راهن الغرب على انسياقهم في اطروحاته البعيدة عن الاسلام فوجدهم في طليعة المتبنين للمشروع الاسلامي المبارك والمتحمس للدفاع عنه وتفاجأ الاعداء اكثر حين رأى تلك المشاركة المهيبة لطلاب وطالبات جامعات بغداد والمستنصرية في مواكب الوعي الطلابي حيث ازدهرت بجلالهم شوارع بغداد عاصمة الحضارة الاسلامية.
محمد اليعقوبي
12 محرم 1426هـ
يتصارع على ارض العراق معسكران:
الأول: قوى الاحتلال التي جاءت لتحقق مصالح ستراتيجية لها حسبتها وفق المعلومات الاستخباراتية التي وصلتها وأعدت لذلك مشروعاً ذا حلقات ومراحل يولد السابق منها اللاحق ويبقى الأصل واحداً.
الثاني: خليط غير متجانس ايدلوجياً ضم 1الصداميين والمنتفعين من وجودهم الذين يحلمون بالعودة إلى التسلط واستعباد الشعب والاستئثار بثرواته وسوقه إلى الحروب والمقابر الجماعية والمعتقلات والتخلف والجهل وضم التكفيريين والطائفيين الذين غاظهم وأشعل نار حقدهم ارتفاع صوت الحق على ارض المقدسات وهم الذين حاولوا كبته وخنقه قروناً ويخافون ظهوره لانه يهدد كياناتهم المبنية على الخداع والتضليل والتشويه وتحمس لدعم هؤلاء عدد من الدول الإقليمية الشقيقة للعراق في الدين والعروبة خافوا انبعاث الشعب العراقي وانطلاقته نحو الحرية مما سيدفع شعوبهم إلى التأسي به فسعت إلى افشال حركته أو انهم ارادوا حماية بلدانهم وشعوبهم من جرائم الإرهابيين فزينوا لهم (الجهاد) على ارض الرافدين رغم امتلاء بلدانهم بالقوات الامريكية أو انهم ارادوا ان يصنعوا من اشلاء اطفال العراق ونسائه الابرياء وحلاً يعرقل العجلة الامريكية عن الوصول اليهم فاجتمع كل هؤلاء على الاستخفاف بدماء العراقيين وحقوقهم الانسانية في الحياة الآمنة المستقرة.
في هذه الحرب الظالمة كان تكليف الشعب العراقيشرعاً وعقلاً هو1 الاحتفاظ بقوتهم البشرية والمادية(عدم التبرع للميليشيات والمشاركة للقتال معهم او ما شابه)2وعدم زجها في هذه المحرقة3 واستثمار أجواء هذه المواجهة وتداعياتها 1لنشر الوعي2وتوسيع مساحة العمل الاسلامي المبارك 3ومداواة جراح العراقيين4واعادة بناء البلد5واصلاح بنيته الفكرية6والاخلاقية7والاجتماعية7والاقتصادية8ومعالجةالفساد الضارب باطنابه، وهو الموقف الذي نبهنا الامة اليه قبل ان تطأ اقدام المحتل ارض العراق حينما تصاعدت حمى التهديدات بغزو العراق وانقسمت القيادات العراقية(من تلك القيادات) بين من يدعو إلى مقاومة المحتل الكافر وان كان في ذلك نصرة لصدام المجرم واطالة لعمره وبين من يدعو إلى التعاون مع المحتل الكافر الذي اعلنها حرباً صليبية على الاسلام من باب دفع الافسد بالفاسد ونبهنا إلى خطأ كلا الموقفين رغم ان مثل هذا الحياد الايجابي كان يكلفنا حياتنا في ظل النظام الجائر الذي اعلن (لا حياد في الحرب فمن لم يكن معنا فهو ضدنا) والكل يعرف ما هو تصرف جلاوزة صدام فيمن يحسبونه ضدهم لكننا اتخذنا ذلك الموقف واعلناه حماية للمؤمنين وحرصاً عليهم وهم الثلة المؤمنة خلاصة جهاد وجهود ودماء وتضحيات علمائنا الابرار وشبابنا الرسالي.
لذلك ما اسرع ما تهاوى الطاغوت بالشكل المذل المهين الذي فاجأ العالم وهذا الموقف مأخوذ من سيرة أئمتنا الطاهرين وعلمائنا الصالحين فقد مر مثله في عهد الامام الصادق (عليه السلام) خلال الصراع بين العباسيين والامويين وفي عهد الامام الرضا (عليه السلام) حين تنازع الاخوان المأمون والأمين على الملك وفي عهد الفيلسوف الفقيه الخواجه نصير الدين الطوسي والمحقق الحلي حين اسقط المغول الخلافة العباسية المتهرئة.
وظل ذلك هو الموقف(موقف الشيخ) من مواجهة هذين المعسكرين التي امتدت بصيغ جديدة واعطت لنفسها صيغاً من المشروعية لايهام السذج ودفعهم وقوداً للمعركة ولكن الحرب هي هي لم تتغير اهدافها وان اختلفت آلياتها فاصبحت سيارات مفخخة تستهدف المساجد والشعائر الحسينية وتجمعات الاطفال وحزاماً ناسفاً يتفجر وسط طابور الناخبين الذين اصطفوا ليصوتوا للحرية والانعتاق من عبودية الطواغيت واغتيالات طالت علماء الدين ورموز الفكر والاساتذة الجامعيين والادارات الكفوءة ويسمون كل ذلك (مقاومة)(مقاومت الارهابيين للمحتل بهذه الطريقة)تتبجح بها وسائل الاعلام المأجورة والحاقدة.
وبقيت المرجعية الرشيدة على موقفها الحكيم ففي الوقت الذي استمرت فيه بمطالبتها باحترام ارادة الشعب العراقي واعادة سيادته اليه وتمكينه من ممارسته لحقوقه المشروعة عبر الاليات المتنوعة لم تنجر إلى المحرقة التي يريد ان يؤججها المعسكر المقابل الذي لا يقل جريمة ووحشية وغدراً عن قوات الاحتلال.
وتوج هذا العمل المبارك بهزيمة المعسكرين حيث انصاع المعسكر الأول لمطلب المرجعية في اجراء انتخابات عامة حرة نزيهة يتمكن فيها الشعب من اختيار ممثليه الذين يعبرون عن ارادته بالرغم من مماطلة هذا المعسكر وتسويفه تحت ذرائع امنية وتقنية لانه كان يريد للعراق ان يخضع لمشروعه الذي جاء به اما الانتخابات فانها ستُظهر انتماء هذا الشعب للإسلام وللمرجعية الرشيدة وسيحول العلاقة من تبعية مذلة إلى علاقة ندية تقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعد ان اثبت الشعب وعيه وقدرته على التكيف على احدث التجارب السياسية وانضجها وابداها بالشكل الذي اذهل العالم وهزم المعسكر الثاني حيث كشف زيف مقاومته المزعومة وظهر انه عدو الشعب وانه لا يريد الخير له مما جعل اركانه يتبرأون علناً من هذه المقاومة المزيفة ويطالبون باشراكهم بالعملية السياسية التي لم يمنعهم منها احد بل حرموا انفسهم عتواً ومكابرة. وثبت ان هؤلاء (المقاومين) بجهلهم وسوء تصرفهم يديمون الاحتلال ويطيلون عمره لانهم يخلقون المبررات لوجوده بسوء الاوضاع الامنية ونحوها كما كان يفعل صدام المجرم حينما وفر فرصة لم تكن تهتدي اليها قوى الاستكبار بالتواجد في المنطقة بخلقه الازمات والحروب والعدوان على الدول الجارة وتهديد امن واستقرار المنطقة.
بعكس المقاومة السلمية الحكيمة للمرجعيةالرشيدة والحضور الفاعل المستمر للجماهير الواعية في الساحة فانها سحبت كل المبررات لتسلط القوى الاجنبية هذا التلاحم العتيد بين المرجعية والامة الرسالية هو الذي حقق ذلك الانتصاروبقيت نشوته حتى ايام عاشوراء حين عززته الجماهير بنصر آخر لا يقل عنه عظمه وزهواً بتلك المشاركة المنقطعة النظير في الشعائر الحسينية في كربلاء وسائر المدن العراقية حيث بدا للعالم الانتماء الحقيقي لهذا الشعب من خلال تلك السيول العارمة التي انطلقت في موكب النصرة (عزاء طويريج) مهرولة لتلبي صرخة ابي عبد الله الحسين (هل من ناصر) المدوية منذ اربعة عشر قرناً وستبقى ما بقيت امة جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد خرج للاصلاح فيها وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسير بسيرة جده وابيه صلوات الله عليهما فاهدافه
(عليه السلام) باقية وحركته مستمرة ما دام موضوعها قائماً وكان اكثر المشاركين من الشباب الذين راهن الغرب على انسياقهم في اطروحاته البعيدة عن الاسلام فوجدهم في طليعة المتبنين للمشروع الاسلامي المبارك والمتحمس للدفاع عنه وتفاجأ الاعداء اكثر حين رأى تلك المشاركة المهيبة لطلاب وطالبات جامعات بغداد والمستنصرية في مواكب الوعي الطلابي حيث ازدهرت بجلالهم شوارع بغداد عاصمة الحضارة الاسلامية.
محمد اليعقوبي
12 محرم 1426هـ
تعليق