سلام عليكم
في خضم الحرب الشعواء علينا , وجب توضيح عدة أمور وخاصة لأخوتي العراقيين .
حزب البعث
من المعلوم ان حزب البعث الذي اسسه ميشال عفلق انقسم الى سوري وعراقي , واقول انقسم لانه بالفعل كذلك , وما دفن ميشال عفلق بالعراق الا دليل على ذلك.
فقد سيطر عدد من السياسيين السوريين والعراقيين على هذا الحزب , وبصريح العبارة قام كل طرف بجرّ الحزب وقولبته للوصول الى السلطة في القطر الذي يحويه , وبما ان منطلقات الحزب تؤسس لذلك فقد استفاد القوم منها ايما استفادة.
لكن الواضح جدا هو التنافر الذي حصل لا حقا , بل ان طرفي الحزب كانا متناقضين تماما , رغم اشتراكهما بالقمع وتفعيل القدرات الامنية , ويكفينا ملاحظة ان الرئيس حافظ الاسد رحمه الله لم يقارب او يصادق المقبور صدام حسين طوال فترة حكمه.
نعلم ان حاكم حزب البعث دكتاتور قطعا , لكن الرئيس الاسد كان الدكتاتور الجيد الايجابي , الذي حول سوريا من غابة الى دولة , واقام لها الجيش الوطني العقائديي , ودعم حركات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي , على عكس صدام حسين الذي جرّ الخراب الى العراق المقدس , وفتت جيشه البطل في حروب استنزاف لامنفعة منها اطلاقا , وتحول الى شرطي الخليج في المنطقة.
العراق
بعد سقوط الطاغية اصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات , وهذا منطقي جدا اذا نظرنا الى تناحر دول المنطقة , فسارعت سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد الى دعم المقاومة السنية في العراق , لانها وحسب الظاهر كانت الوحيدة المطروحة على الساحة , وهذا طبيعي ومبرر اعتمادا على نهج القيادة السورية , اضافة الى انه يقطع الطريق على السعودية اللاهثة وراء قمع التشيع وتحويل العراق الى تابع , فقامت سوريا بارسال السلاح , وفتحت الباب للسوريين الذين يريدون مقارعة الاحتلال ودربتهم, لكن مقاومة العراق وجهت اقوى طعنة للقيادة السورية وللشعب العراقي.
فقد اشترت السعودية واميركا المقاومة العراقية بحفنة دولارات , ومن ثم قامت هذه المجموعات بتنفيذ دورها السعودي , من قتل للشيعة وتشريدهم , باسلحة وقادة سوريين , مما قلب الدور السوري الى مفسد محارب لشعوب المنطقة , وحين يقول اي اخ عراقي ان المجموعات المسلحة التي دربتها سوريا هي وراء التمرد الحاصل فيها , لا اعتب عليه او الومه.
سوريا
بعد ان تم تشويه صورة الدولة السورية قامت السعودية وبتخطيط امريكي بضخ وابل من الطائفية لمدة سنوات , اذ ان عزل العراق عن سوريا , والامتداد السلفي للداخل , يهز اركان الدولة منطقيا , وبالتالي اي فورة سلفية يمكن لها ان تسقط الحكم , مما يؤدي الي تقسيم المنطقة , من لبنان الى ايران , الى كيانات طائفية او عرقية .
الا ان غباء منفذي الخطة فضحهم , فقد كان الشعار المطروح ومنذ اليوم الاول في المظاهرات طائفيا بحتا , ففي درعا قالوا (لا ايران لا حزب الله بدنا مسلم يخاف الله_ أو بدنا نقاتل عدو الله) , ثم (العلوية في التابوت والمسيحية ع بيروت ) , الى ادعاء وجود 3000 مقاتل من حزب الله في درعا , اضافة الى الحرس الثوري الايراني الذي هاجم المسجد العمري وحرق القرآن وكتب على الجدران عبارات فارسية , وكل ذلك في الايام الاولى .
وهذه المهزلة تفيد التالي :
حزب الله هو قوة عظمى يقاتل على امتداد واسع من دير الزور الى مصراته وتونس وافغانستان والصين وربما المريخ.
ايران ليست دولة لان حرسها الثوري لا يكتفي بقتل السنة وانما يفضح نفسه بكتابة (خوش آمديد) على جدران المسجد العمري.
وهذه الفورة السلفية فاشلة باذن الله , بذكاء وحنكة الرئيس الاسد , وبالوعي الوطني لغالبية الشعب السوري.
البحرين
هذا البلد الصغير حجما العظيم قدرا , تعرض لحرب طائفية ممنهجة لمدة طويلة من الزمن , من تجنيس للسنة الى تنكيل بالشيعة , الى تحويله الى ماخور الخليج ضربا لقدسية النظرة الى التشيع.
حتى ثار الاحرار فبانت خباثة السلطة , فاستقدام درع الجزيرة الذي لم نشاهده يوم استغاثت غزة , كان فعلا مقززا بكل صوره , من شعارات الجنود السعوديين (لا رافضة بعد اليوم) , الى كتاباتهم على الجدران بعد تدميرها (احفاد عمر قادمون) الى حرق المصاحف وهدم المساجد والحسينيات الى المداهمات والقتل والاعتقال , كل ذلك لن يشفع لهم , وستبقى ارض صعصعة عصية على الاحتلال السلفي , وباذن الله سنشهد النصر القريب المؤزر.
الفورات العربية:
عمليا لا ثورة الا في البحرين وتونس, اما الجاري في الدول الاخري فهي فورات , فتونس حقيقة ثارت بداية الا ان التفاف السلفية وامريكا على الثورة واضح , بل قد بدأ في الاسبوع الثاني من الاحداث حتى اليوم , والتونسيون يجاهدون الآن لدفع هذا التحرك الخطير.
أما مصر فمؤامرة الجيش والقيادة الامريكية واضحة , فمعلوم ان الشعب المصري لن يرضى بالتوريث , لذلك سارعت امريكا الى اقالة مبارك واقامة عمر سليمان , مما جعل مبارك يحرق ورقة استلام سليمان ردا على الامريكيين.
لست انتقد الشعب الشريف الذي ثار , بل لو كنت بينهم لتشرفت بان اكون منهم , لكن هل رأى أحد أي منشق من الجيش ليقف مع مبارك؟ لا لواء ولا فيلق ولا سرية ولا فرد مستفيد مع مبارك؟؟؟
والحال في ليبيا كارثي , فتسليح الفوار كان غريبا حقا وسريعا , وضربات الناتو التي تستهدف الطرف الاقوى مريبة , فتارة يضرب القذافي وتارة يضرب الفوار , والى ان تنتهي البنية التحتية الليبية , والى ان يستنزف المخزون النفطي نحن متفرجون.
محاولة اغتيال علي عبد الله صالح سعودية بامتياز , ودعمهم له سعودي بامتياز , فالسعودية تتعلم من الناتو , ويلي اختشوا ماتوا.
في خضم الحرب الشعواء علينا , وجب توضيح عدة أمور وخاصة لأخوتي العراقيين .
حزب البعث
من المعلوم ان حزب البعث الذي اسسه ميشال عفلق انقسم الى سوري وعراقي , واقول انقسم لانه بالفعل كذلك , وما دفن ميشال عفلق بالعراق الا دليل على ذلك.
فقد سيطر عدد من السياسيين السوريين والعراقيين على هذا الحزب , وبصريح العبارة قام كل طرف بجرّ الحزب وقولبته للوصول الى السلطة في القطر الذي يحويه , وبما ان منطلقات الحزب تؤسس لذلك فقد استفاد القوم منها ايما استفادة.
لكن الواضح جدا هو التنافر الذي حصل لا حقا , بل ان طرفي الحزب كانا متناقضين تماما , رغم اشتراكهما بالقمع وتفعيل القدرات الامنية , ويكفينا ملاحظة ان الرئيس حافظ الاسد رحمه الله لم يقارب او يصادق المقبور صدام حسين طوال فترة حكمه.
نعلم ان حاكم حزب البعث دكتاتور قطعا , لكن الرئيس الاسد كان الدكتاتور الجيد الايجابي , الذي حول سوريا من غابة الى دولة , واقام لها الجيش الوطني العقائديي , ودعم حركات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي , على عكس صدام حسين الذي جرّ الخراب الى العراق المقدس , وفتت جيشه البطل في حروب استنزاف لامنفعة منها اطلاقا , وتحول الى شرطي الخليج في المنطقة.
العراق
بعد سقوط الطاغية اصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات , وهذا منطقي جدا اذا نظرنا الى تناحر دول المنطقة , فسارعت سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد الى دعم المقاومة السنية في العراق , لانها وحسب الظاهر كانت الوحيدة المطروحة على الساحة , وهذا طبيعي ومبرر اعتمادا على نهج القيادة السورية , اضافة الى انه يقطع الطريق على السعودية اللاهثة وراء قمع التشيع وتحويل العراق الى تابع , فقامت سوريا بارسال السلاح , وفتحت الباب للسوريين الذين يريدون مقارعة الاحتلال ودربتهم, لكن مقاومة العراق وجهت اقوى طعنة للقيادة السورية وللشعب العراقي.
فقد اشترت السعودية واميركا المقاومة العراقية بحفنة دولارات , ومن ثم قامت هذه المجموعات بتنفيذ دورها السعودي , من قتل للشيعة وتشريدهم , باسلحة وقادة سوريين , مما قلب الدور السوري الى مفسد محارب لشعوب المنطقة , وحين يقول اي اخ عراقي ان المجموعات المسلحة التي دربتها سوريا هي وراء التمرد الحاصل فيها , لا اعتب عليه او الومه.
سوريا
بعد ان تم تشويه صورة الدولة السورية قامت السعودية وبتخطيط امريكي بضخ وابل من الطائفية لمدة سنوات , اذ ان عزل العراق عن سوريا , والامتداد السلفي للداخل , يهز اركان الدولة منطقيا , وبالتالي اي فورة سلفية يمكن لها ان تسقط الحكم , مما يؤدي الي تقسيم المنطقة , من لبنان الى ايران , الى كيانات طائفية او عرقية .
الا ان غباء منفذي الخطة فضحهم , فقد كان الشعار المطروح ومنذ اليوم الاول في المظاهرات طائفيا بحتا , ففي درعا قالوا (لا ايران لا حزب الله بدنا مسلم يخاف الله_ أو بدنا نقاتل عدو الله) , ثم (العلوية في التابوت والمسيحية ع بيروت ) , الى ادعاء وجود 3000 مقاتل من حزب الله في درعا , اضافة الى الحرس الثوري الايراني الذي هاجم المسجد العمري وحرق القرآن وكتب على الجدران عبارات فارسية , وكل ذلك في الايام الاولى .
وهذه المهزلة تفيد التالي :
حزب الله هو قوة عظمى يقاتل على امتداد واسع من دير الزور الى مصراته وتونس وافغانستان والصين وربما المريخ.
ايران ليست دولة لان حرسها الثوري لا يكتفي بقتل السنة وانما يفضح نفسه بكتابة (خوش آمديد) على جدران المسجد العمري.

وهذه الفورة السلفية فاشلة باذن الله , بذكاء وحنكة الرئيس الاسد , وبالوعي الوطني لغالبية الشعب السوري.
البحرين
هذا البلد الصغير حجما العظيم قدرا , تعرض لحرب طائفية ممنهجة لمدة طويلة من الزمن , من تجنيس للسنة الى تنكيل بالشيعة , الى تحويله الى ماخور الخليج ضربا لقدسية النظرة الى التشيع.
حتى ثار الاحرار فبانت خباثة السلطة , فاستقدام درع الجزيرة الذي لم نشاهده يوم استغاثت غزة , كان فعلا مقززا بكل صوره , من شعارات الجنود السعوديين (لا رافضة بعد اليوم) , الى كتاباتهم على الجدران بعد تدميرها (احفاد عمر قادمون) الى حرق المصاحف وهدم المساجد والحسينيات الى المداهمات والقتل والاعتقال , كل ذلك لن يشفع لهم , وستبقى ارض صعصعة عصية على الاحتلال السلفي , وباذن الله سنشهد النصر القريب المؤزر.
الفورات العربية:
عمليا لا ثورة الا في البحرين وتونس, اما الجاري في الدول الاخري فهي فورات , فتونس حقيقة ثارت بداية الا ان التفاف السلفية وامريكا على الثورة واضح , بل قد بدأ في الاسبوع الثاني من الاحداث حتى اليوم , والتونسيون يجاهدون الآن لدفع هذا التحرك الخطير.
أما مصر فمؤامرة الجيش والقيادة الامريكية واضحة , فمعلوم ان الشعب المصري لن يرضى بالتوريث , لذلك سارعت امريكا الى اقالة مبارك واقامة عمر سليمان , مما جعل مبارك يحرق ورقة استلام سليمان ردا على الامريكيين.
لست انتقد الشعب الشريف الذي ثار , بل لو كنت بينهم لتشرفت بان اكون منهم , لكن هل رأى أحد أي منشق من الجيش ليقف مع مبارك؟ لا لواء ولا فيلق ولا سرية ولا فرد مستفيد مع مبارك؟؟؟
والحال في ليبيا كارثي , فتسليح الفوار كان غريبا حقا وسريعا , وضربات الناتو التي تستهدف الطرف الاقوى مريبة , فتارة يضرب القذافي وتارة يضرب الفوار , والى ان تنتهي البنية التحتية الليبية , والى ان يستنزف المخزون النفطي نحن متفرجون.
محاولة اغتيال علي عبد الله صالح سعودية بامتياز , ودعمهم له سعودي بامتياز , فالسعودية تتعلم من الناتو , ويلي اختشوا ماتوا.

تعليق