إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

روائع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روائع

    روائع..
    هي من أجمل ما خطه مبدعو قصيدة الحر ..
    أخترت لكم منها :
    (1)
    انشودة المطر ...بدر شاكر السياب
    عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
    عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
    وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
    يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
    كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
    وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
    كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
    دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
    والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
    فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
    ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
    كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
    كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
    وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
    وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
    ودغدغت صمت العصافير على الشجر
    أنشودةُ المطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
    تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
    كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
    بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
    فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
    قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
    لا بدَّ أن تعودْ
    وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
    في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
    تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
    كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
    ويلعن المياه والقَدَر
    وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
    مطر ..
    مطر ..
    أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
    وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
    وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
    بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
    كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
    ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
    وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
    سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
    كأنها تهمّ بالشروق
    فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
    أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
    فيرجعُ الصّدى
    كأنّه النشيجْ :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى .. "
    أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
    ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
    حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
    لم تترك الرياح من ثمودْ
    في الوادِ من أثرْ .
    أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
    وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
    يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
    عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
    " مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وفي العراق جوعْ
    وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
    لتشبع الغربان والجراد
    وتطحن الشّوان والحجر
    رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
    ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
    تغيمُ في الشتاء
    ويهطل المطر ،
    وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
    ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    في كل قطرة من المطر
    حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
    وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
    أصيح بالخليج : " يا خليج ..
    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
    فيرجع الصدى
    كأنَّه النشيج :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى . "
    وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
    على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
    وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
    من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
    من لجَّة الخليج والقرار ،
    وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
    من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
    وأسمع الصدى
    يرنّ في الخليج
    " مطر ..
    مطر ..
    مطر ..
    في كلّ قطرة من المطرْ
    حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعة من الجياع والعراة
    وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
    ويهطل المطرْ ..

    التعديل الأخير تم بواسطة علي الدرويش; الساعة 09-07-2011, 11:20 AM.

  • #2
    (2)
    قمري الحزين ..عبد الوهاب البياتي
    قمري الحزينْ
    البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ
    ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى
    المبحوح عاد
    والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ
    فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟
    والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
    كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
    غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
    إلا بكاءْ
    والقُبَّرَاتْ
    طارت ، فيا قمري الحزين
    الكنز في المجرى دفين
    في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ
    لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد
    والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات
    أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟
    ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟
    أهكذا شمس النهار
    تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟
    -2-
    مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ
    ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام
    وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون
    ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون
    وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ
    وفي بطاقاتِ البريدْ
    مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد
    هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ
    فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا
    وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع
    والليلُ ماتْ
    والمركبات
    عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع
    وسائقوها ميتون
    أهكذا تمضي السنون ؟
    ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
    نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
    فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
    وقطارُنا أبداً يَفُوت

    التعديل الأخير تم بواسطة علي الدرويش; الساعة 09-07-2011, 11:20 AM.

    تعليق


    • #3
      (3)
      النهر العاشق .. نازك الملائكة
      أين نمضي? إنه يعدو إلينا
      راكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُ
      باسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إلينا
      طافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُ
      سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا
      **
      إنه يعدو ويعدو
      وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا
      ماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّ
      إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا
      في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا
      **
      لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّ
      قدماهُ الرّطبتانِ
      تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ
      إنه قد عاث في شرقٍ وغربِ
      في حنانِ
      **
      أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِ
      حولَ أكتافِ المدينهْ?
      إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْ
      ساكبًا من شفَتَيْهِ
      قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ
      **
      ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديما
      إنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا
      وله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَانا
      إنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما
      كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا
      **
      نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِ
      وسنؤويهِ ونمضي
      إنه يتبعُنا في كل أرضِ
      وله نحنُ نصلّي
      وله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ
      **
      إنه الآن إلهُ
      أو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْها?
      إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيها
      إنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُ
      من لنا الآنَ سواهُ?

      التعديل الأخير تم بواسطة علي الدرويش; الساعة 09-07-2011, 11:20 AM.

      تعليق


      • #4
        (4)
        مريم تأتي ..سعدي يوسف
        -1-
        وللحظةٍ غمرتْكَ بالقبلاتِ
        ثم نأت متوجةً بخوصٍ أبيضٍ .
        في أي نهرٍ سوف تنغمس الأناملُ ؟
        أي ماءٍ سوف يبتلّ القميصُ بهِ ؟
        وأيةُ نخلةٍ ستكون مُتّكأً ؟
        وهل يَسَّاقطُ الرُطَبُ الجَنِيّ ؟
        أكان جذعُ النخلةِ المهتزُّ أقصى ما تحاول مريمُ ؟
        الأشجارُ موسيقى ،
        وهذي الشقة البيضاءُ في بيروت ما زالت أمام البحرِ
        تخفق في البعيد مدينة مائية أخرى
        وألمحُ وجه جَدّي : زرقةَ العينين، والكوفية الحمراءَ
        ألمحُ في الحواجز وجهَ مريمَ ،
        في المحاور خطوةَ الملكِ المتوّجِ بالقذيفةِ
        يدخل الرومانُ منتظمين كردوساً ،
        وقوميون يقتتلون في الدكانِ .
        مريمُ في مدينتها ،
        وأنت تراقب الطرقَ البعيدة : هل تجيءُ اليومَ ؟
        كانت عند مزبلة الرصيفِ
        وأوقدتْ نيرانَها ،
        ومضتْ متوجةً بأدخنةٍ ،
        تباركت المدينةْ .
        لهفي عليكَ وأنتَ مشتعلُ
        في الليلِ خلف الساترِ الرملِ
        هل كان ينبض دونك الأملُ
        أم كان يخفق منتأى الخيلِ ؟
        كلما جئتُ بيتاً تذكرتُ بيتا
        كلما كنتُ حيّاً تناسيتُ ميْتا
        غير أن الذي جئتُهُ
        غير ان الذي كنتُهُ
        لم يعدْ لي
        لم يعدْ غيرَ ظِلّ
        وليكنْ !
        إن ظلاً يصيرْ
        خيرُ ما يُرتجى في ظلام المسيرْ
        - 2 -
        لو كنتُ أعرفُ أين مريمُ
        لا تَّبعتُ النجمَ نحو بلادها،
        لكنّ مريمَ خلّفتني في المتاهة منذُ أن رحلتْ
        وقالت : سوف تلقاني إذا أحببتَني .
        في الرمل أبحثُ عن أناملها
        وفي أطلال "عينِ الحلوةِ" السوداءِ عن عينينِ ،
        في باب "الوكالة" أسألُ الشبّانَ : هل مرّتْ ؟
        وبين صحيفةٍ وصحيفةٍ أتسقّطُ الأنباءَ
        في المذياع، أمس، سمعتُ صوتاً : صوتَ مريمَ ؟
        أم تراها تسكن الطلقاتِ
        بين الليلكيّ وبين حيّ السلّمِ المنخوبِ ؟
        بيروتُ التي استندتْ الى أحجارها
        فزّتْ كطير البحرِ ،
        والعشاقُ يمتشقون رشاشاتهم
        والبحرُ يهدأُ
        ينصتُ الأطفالُ للصوتِ المباغتِ ...
        في البعيد حرائق " ،
        والطائراتُ تدورُ في أفقٍ رصاصيٍّ
        لكِ العشاقُ والطلقاتُ ... مريمُ
        تدخلين ، إذن ؟
        تعالي ...
        هذا الفضاءُ نظلُّ نطرقهُ
        حتى نرى في الوحشةِ العَلَما
        حتى يدور الطيرُ نُطلِقُهُ
        نحو النجومِ ليطلق القَسَما
        في البراري فلسطينُ ، في قبّراتِ المخابيءْ
        في الرصاص الكثيفِ
        وفي صيحةِ الراجمةْ
        في الأغاني فلسطين، في الخصلة الفاحمة
        في قميص الشهيدْ
        في حديدٍ يردّ الحديدْ
        في يدٍ
        في زنادْ
        في اقتراب البلادْ
        -3-
        ها نحن، مريمُ ، نرسمُ الطرقاتِ في الليلِ الملبّدِ
        نرصدُ الطلقاتِ تتبعنا
        ونقفز مثل عصفورين مذعورين بين قذيفةٍ وقذيفةٍ
        ها نحن، مريمُ ، نهبط الدرجاتِ نحو الملجأ الليلي ،
        نحصي الطائراتِ مغيرةً
        ونقولُ : آمَنّا ...
        ونمشي ، خلسةً ، للبحرِ
        نجلس خلف أكياس الترابِ
        ونرقب الأمواجَ تهدرُ ، والشبابَ مقاتلينَ ...
        ثيابُهم مخضّرة" كالصخر عند شواطيء المتوسطِ
        انتظري قليلاً ، كي نقول لهم : سلاماً
        كي نباركَ بالدموع سلاحَهم
        كي نمسحَ الخصلاتِ بالماءِ القليلِ
        ونمضغَ الخبزَ المجفف صامتينَ ...
        ومريم ، المرآةُ والرؤيا ،
        بشارةُ أن نموتَ ممجّدينَ
        وأن نعيشَ كما يعيش الرفقةُ البسطاءُ
        مريمُ تسكنُ الميلادَ
        تسكن في الدم العربيّ
        نتبعها ، وتتبعنا
        ولكنا، هنا ، في قسوةِ اللحظاتِ
        ننسج من عباءتها هويتَنا
        وندخلُ في القيامةْ
        في الموقع الحجريّ رايتُنا
        مغروزة في وقفةِ الزمنِ
        سنظل نغرزها ونغرزها
        حتى نفجّرَ نبعةَ الوطنِ
        وليكنْ ما يكونْ
        وليكنْ أن يجيء الجنونْ
        وليكنْ ...
        إننا القادمونْ


        تعليق


        • #5
          (5)
          وتريات ليلية (الحركة الثانية) ...مظفر النواب
          من باع فلسطين وأثرى بالله
          سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
          ومائدة الدول الكبرى ؟
          فإذا أجن الليل
          تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا
          أهلا أهلا أهلا
          من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟
          أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم
          وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
          تكرش حتى عاد بلا رقبة
          أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
          لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
          بين حكومات الكسبة
          القدس عروس عروبتكم
          فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
          ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
          وسحبتم كل خناجركم
          وتنافختم شرفا
          وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
          فما أشرفكم
          أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
          أولاد القحبة
          لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
          إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
          تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
          لا تهتز لكم قصبة
          الآن أعريكم
          في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي
          في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
          أصبحت أحاذر حتى الهاتف
          حتى الحيطان وحتى الأطفال
          أقيء لهذا الأسلوب الفج
          وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي
          يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين
          تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا
          أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم. يا شرفاء المهزومين
          ويا حكام المهزومين
          ويا جمهورا مهزوما
          ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
          ما أوسخنا
          لا أستثني أحدا. هل تعترفون
          أنا قلت بذيء
          رغم بنفسجة الحزن
          وإيماض صلاة الماء على سكري
          وجنوني للضحك بأخلاق الشارع و الثكنات
          ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى
          يا جمهورا في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن
          سنصبح نحن يهود التاريخ
          ونعوي في الصحراء بلا مأوى
          هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟
          هذا وطن أم مبغى ؟
          هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
          ماذا يدعى القصف الأممي على هانوي ؟
          ماذا تدعى سمة العصر و تعريص الطرق السلمية ؟
          ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم
          وشرب الأنخاب مع السافل (فورد) ؟
          ماذا يدعى تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين ؟
          ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد ؟
          ماذا تدعى الجلسات الصوفية قي الأمم المتحدة ؟
          ماذا يدعى إرسال الجيش الإيراني إلى (قابوس) ؟
          وقابوس هذا سلطان وطني جدا
          لاتربطه رابطة ببريطانيا العظمى
          وخلافا لأبيه ولد المذكور من المهد ديمقراطيا
          ولذلك فتسامح في لبس النعل ووضع النظارات
          فكان أن اعترفت بمآثره الجامعة العربية يحفظها الله
          وأحدى صحف الإمبريالية
          قد نشرت عرض سفير عربي
          يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات
          وقدام حفاة (صلالة)
          ولمن لا يعرف الشركات النفطية
          في الثكنات هناك يراجع قدراته العقلية
          ماذا يدعى هذا ؟؟
          ماذا يدعي أخذ الجزية في القرن العشرين ؟
          ماذا تدعى تبرئة الملك المرتكب السفلس ؟
          في التاريخ العربي
          و لا يشرب إلا بجماجم أطفال البقعة
          أصرخ فيكم
          أصرخ أين شهامتكم..؟
          إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات
          فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها
          و الكلبة تحرس نطفتها
          و النملة تعتز بثقب الأرض
          وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
          أهلا..
          القدس عروس عروبتكم
          فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
          ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
          لصرخات بكارتها
          وسحبتم كل خناجركم
          وتنافختم شرفا
          وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
          فأي قرون أنتم
          أولاد قراد الخيل كفاكم صخبا
          خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
          ستشد ضفائرها وتقيء الحمل عليكم
          ستقيء الحمل على عزتكم
          ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
          ستقيء الحمل عليكم بيتا بيتا
          وستغرز أصبعها في أعينكم
          أنتم مغتصبي
          حملتم أسلحة تطلق للخلف
          وثرثرتم ورقصتم كالدببة
          كوني عاقرة أي أرض فلسطين
          كوني عاقرة أي أم الشهداء من الآن
          فهذا الحمل من الأعداء
          ذميم ومخيف
          لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
          يا أمراء الغزو فموتوا
          سيكون خرابا.. سيكون خرابا
          سيكون خرابا
          هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درسا في التخريب !!

          تعليق


          • #6
            (6)
            حياة مع الجرذان ..فاضل عزاوي
            مقرفصين في الظلام
            نأكل من ماعون فوق جريدة مفروشة على الارض
            كانت الجرذان تثب وتطف الطعام من بين اصابعنا
            ثم تقف امام جحورها
            متأهبة لغارة جديدة.
            وفي الليالي الباردة
            كانت تندس بين افخاذنا
            فنرى جرذا عملاقا في غابة
            يجر وراءه فتاة باكية
            مربوطة من عنقها بحبل
            في الصباحات , سامعين البلبل يغرد فوق الشجرة
            كنا نحمل براميل بولنا
            وندلقها في الساقية امام المخفر
            عائدين بالفطور الذي اعدته لنا امرأة شرطي
            ضاجعناها الف مرة في احلامنا
            واذا ما حل المساء
            كانوا ينادون علينا واحدا بعد الاخر
            ويعلقوننا من اكتافنا بالمراوح
            فتتساقط الجرذان
            من طيات ثيابنا و
            معولة تحت السياط .
            بعد سنين او ربما بعد قرون
            التقيت ثانية ذاك الذي خلفته ورائي في غابة الحب:
            كان لا يزال صبيا يافعا يرتدي بيجامته كالعادة.
            رفع راسه وحدق في طويلا
            ثم مضى مسرعا في طريقه.
            اعتقد انه كان قد نسيني في زحمة الحياة.

            تعليق


            • #7
              (7)
              القبلة الاولى ...عبد الرزاق عبد الواحد
              كنتُ أعلمُ كيف سترتجفينْ
              كيف كلُّ مساماتِ جلدكِ تشهقُ مذعورةً
              ثم تَسكنُ مبتلَّةً بالحنينْ..!
              ..
              كنتُ أعلمُ كيف سيصفرُّ وجهُكِ
              يَحمرُّ وجهُكِ
              كيف أصابُعكِ الثَّلجُ
              ينبضْنَ
              تنهضُ فيهنَّ أشرعةٌ لا تَبينْ
              ثم يُبحرنَ ملءَ دمي،
              وفمي
              ..
              مُطبَِقٌ في جنونٍ على شفتيكِ
              وشيئاً فشيئاً
              صَهيلُكِ مُهرَتُهُ تَستكينْ..!
              كنتُ أعلمُ كيف ستنخلعينْ
              من جذوركِ يا زهرةَ الياسمينْ
              وأعلمُ أنَّكِ
              عند انخلاعِكِ
              في كلِّ أوردتي تَنبُتينْ..!

              تعليق


              • #8
                (8)
                على هامش الحرب ...فليحة حسن
                " تلك نجوم "
                يقول الصغير
                على طائرات تمزق وجه السماء
                تقول أخته : " قبل حربين
                كنت أوسد رأسي لصدر حنون
                ما عدت اذكر
                كيف وجدنا عظام القتيل
                وكان أبي
                يدافع عن بعض ارض سراب
                ويسأل ظله ؛
                لمن هي في الأصل ؟ ،
                ...
                تصيح نساء الرماد :
                " تلك بشارات من ضيعوا في ظلام السجون ؛"
                وواحدة تستغيث :
                "لم أجده
                بلا خوذة راح
                وليس له
                ما يفرقه
                سوى قلبه
                كان مثل بلادي
                كبيراً ويصعب حمله ؛
                أعادوا رفات الكثير
                ولم يرجعوه"
                " تلك علامات صبح أفل ؛ "
                تقول التي
                لم تزل للان
                تسوي غطاء السرير
                وتحلم أن سيجيء بواحدة من ليالي الحنين
                تشعل عود الثقاب
                تطفئه
                "تلك بقايا سنين ذوت "
                يردد من عاد للتو :
                " لمن بيع عمري حطب؟
                لنار تسّعر منذ ثلاث وعشرين عاما ً
                بدون انتهاء
                تلك مرايا لعمري النخر ؛ "
                تصيح الطيور :
                وهي تلاحق سرب ( الاباجي )
                " أين النوافذ؟
                أين النوافذ؟
                نريد هواء ؛ "

                تعليق


                • #9
                  (9)
                  طبيعة غاضبة ..بلند الحيدري

                  الليل جاث
                  والظلام مكشر عن نابه
                  والرعد يرعد كلما هتف السناء ببابه
                  فكأن خلف الليل
                  قلبا مل طوال عذابه
                  سئم الدجى والوحشة الرعناء ملء
                  اهابه
                  سئم السكون تعربد الأشباح في محرابه
                  فهوى على الدنيا
                  يربق بها التمرد والسهوم
                  ويصب في خلجاته نوح العواصف والغيوم
                  لم يرحم القمري وهو يثن بين يد الكلوم
                  يستعطف الريح الغضوب
                  ويشتكي الليل الظلوم
                  وبناظريه تأمل دام تقطره الهموم
                  *
                  واطل من قلب الظلام ختام أحلام عذاب
                  يلهو بها قدر وراء السر أضحكته العذاب
                  فالزهرة الحسناء لفت ساعدين
                  على اضطراب
                  ثم انتحت
                  وغفت على لغز ولم تأس جواب
                  أترى تسائل نفسها
                  عما ستلقي في التراب …؟
                  *
                  وهناك يحتاج الدجى المصدور
                  انسان غريب
                  هجر المدينة هازئا
                  بالليل
                  بالريح الغضوب
                  ان هوّ ما في دربه
                  فبقلبه انفرجت دروب
                  أو حطما روضا له
                  فخياله روض قشيب
                  لا الليل بأسره ولا تسمو لدنياه الخطوب
                  *
                  من أنت ..؟
                  يا من ترهب الظلماء خطوته الرهيبة
                  يمشي كما شاءت عصاه
                  كأنها حفظت دروبه
                  تتنفس الأشباح في عينيه حالمة
                  كئيبة
                  لا الليل أرعبها بما يلي
                  ولا خشيت قطوبه
                  من أنت ..؟
                  اني شاعر عمري أعاصير غريبة
                  *
                  فاعصف الأحداث ما شاءت
                  وما شاءت غير
                  ولينقل القمري آهات العرائس والشجر
                  ولتنفجر محمومة الخلجات في الدنيا سقر
                  لا … لن تموت نشائدي مادام في قلبي وتر
                  اني انفجرت من السحاب
                  وجئت من قلب القدر

                  تعليق


                  • #10
                    (10)
                    النهر القديس...باكزة أمين خاكي
                    "إلى كل طفل عربي لا يعرف كيف أغتصب الدخيل مياه نهر الأردن .إلى صغيرتي بسمة رداً على أسئلتها الكثيرة "
                    *
                    أجل روحـي
                    أجل كبـدي
                    فهـذا نهـرنا القديـس يـا بسمة
                    له نغمـة ... له في روحنـا نغمـة
                    . . . . . . . .
                    سأروى من حكايات مع الأيام والدهر
                    حكايا .. طولها عمري
                    هنا فى موطن الزيتون والليمون والعسل
                    هنا في أرضى الخضراء بين السفح والجبل
                    هنا كانت لنا نجمـة
                    تنير الدرب للساري .. كعيني ابنتي بسمة
                    . . . . . . . .
                    هنا في شاطئ النهـر .. على الرمـل
                    بنينـا القصـر تلـو القصـر والقصـر ..
                    من الرمـل ومـا ندرى ...
                    وموجـات تداعبنـا وتضحكنـا وتغرينا
                    نلهـو وسـط وادينـا
                    ويلهـو دهــرنـا فينـا
                    . . . . . . . .
                    هنـا فى الصبـح و العصـر
                    وفىء الكـرم والصفصـاف
                    والسرو يضللنـا
                    ويحمـى سوح ملعبنـا من الشمـس
                    متى عـادت طيـور الـروض للـعش
                    . . . . . . . .
                    فما أحلـى ليالينـا وكف الحب تروينـا
                    فما أحلى ليال الحب والضحكات والأنـس
                    . . . . . . . .
                    وإن تـاهت بنـا الـدربُ
                    عيون الصحب تهدينا الى الدربِ
                    عيون الصحب كالشهب
                    . . . . . . . .
                    وفى الليل مقيت اللون كالرعديد كالـموت
                    صحونا ... وصوت المدفـع المدوي يمزقنـا
                    وأقـدام مدنسـة ...
                    تدوس الأرض والعشب
                    هنـا في أرضنـا الحلـوة ... بوادينـا
                    أيـادٍ كلها نقمـة ولا تدرى عن الرحمة
                    أجـل والله يا بسمـة
                    . . . . . . . .
                    حقـول الكـرمِ والتـين
                    لهيب النـار أخفاها عن العين
                    و أحبـابي ... و أصحـابي !
                    مشوا في الأرض تكوى النار أقداماً بلا هدف
                    بلا أمــل ... بلا مــأوى
                    بلا فيء من الصفصاف و السروة
                    فأيـن الكـرم و السـروة
                    ومـن يـدرى !!
                    ترى جفت ذوائبها وجـف النبع " يا حلوة "
                    . . . . . . . .

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                    يعمل...
                    X