إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تفنيد فضائل ابو بكر التي ذكرها عبد الرحمن بن عبد الخالق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفنيد فضائل ابو بكر التي ذكرها عبد الرحمن بن عبد الخالق

    الحلقة الأولى:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا الرسول الاكرم ابي القاسم المصطفى الامجد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
    اما بعد
    فقد قرات مقالا كتبه عبد الرحمن بن عبد الخالق في فضائل ابي بكر, واستغربت مما ذكر فيه. فكل ما ذكره في فضائل ابو بكر لا يقبل , بل وباطل ايضا. وسنفند ما ذكره عبد الرحمن بن عبد الخالق بإذن الله مع العلم ان عبد الرحمن بن عبد الخالق قد فند بنفسه بعض الاحاديث فلا ندري كيف ابقى تلك الاحاديث في كتابه بعد ان فندها هو بنفسه.
    على كل حال
    سنقتطف بعض المقاطع من مقالته ومن ثم نرد عليها بإذن الله. وستعلم بعد ردنا على مقالة المدعو عبد الرحمن بن عبد الخالق بان ابو بكر ليس له اي فضائل تذكر.

    نبدا بالتفنيد ولله الحمد ومنه التوفيق

    قال عبد الرحمن بن عبد الخالق:
    " فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
    كتبه عبدالرحمن بن عبدالخالق- الكويت في 22 شعبان سنة 1408 هـ
    " أبو بكر الصديق
    نسبه:
    هو عبدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ابن لؤي القرشي التيمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ابنة عم أبيه. "
    .....
    " بعض مآثره:
    ...............فكان أول رجل يدخل الإسلام، وأسلم بدعوته رجال كثيرون منهم عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف."
    تعليق:
    سنقسم كلام عبد الرحمن بن عبد الخالق الى مقطعين.
    الاول: ذكر اول من اسلم من الصحابة
    والثاني: هل اسلم عثمان بن عفان وطلحة بسبب ابو بكر ام لا .
    واذا ثبت اسلام هؤلاء الصحابة قبل أبو بكر فان الحديث المذكور في اسلام الكبار من الصحابة على يد ابو بكر باطل.
    الاول:
    قول عبد الرحمن بن عبد الخالق بان ابو بكر كان اول رجل دخل الاسلام باطل من عدة وجوه:
    1- اول من اسلم هو علي بن ابي طالب سلام الله عليه وخديجة
    المستدرك على الصحيحين : (ج/ص: 3/572)
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    ذكر مناقب: أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه-.
    6121/1719- فحدثنا بشرح هذا الحديث الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسن بن علي بن زياد السري، حدثنا حامد بن يحيى البلخي بمكة، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
    كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة، وهو يشتم علي بن أبي طالب، والناس وقوف حواليه إذ أقبل سعد بن أبي وقاص، فوقف عليهم، فقال:
    ما هذا؟
    فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب.
    فتقدم سعد، فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال:
    يا هذا، علام تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟
    وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في غزواته؟
    ثم استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال:
    اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك، فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك.
    قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته، فرمته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغه، ومات.
    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. (ج/ص: 3/572)‏

    المستدرك على الصحيحين : المجلد الثالث.
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    ذكر إسلام أمير المؤمنين: علي -رضي الله تعالى عنه-.
    4663/261- أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم -رضي الله تعالى عنه- قال:
    إن أول من أسلم مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-.
    هذا حديث صحيح الإسناد، وإنما الخلاف في هذا الحرف، أن أبا بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- كان أول الرجال البالغين إسلاما، وعلي بن أبي طالب تقدم إسلامه قبل البلوغ.‏

    المستدرك على الصحيحين : المجلد الثالث.
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    ذكر مناقب: أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله تعالى عنه-.
    5963/1561- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا حسين بن عطية، حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن ابن عباس قال:
    قال أبو موسى الأشعري:
    إن عليا أول من أسلم مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
    هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
    والغرض من إخراجه: براءة ساحة أبي موسى من نقص علي، ثم رواية ابن عباس عنه.‏

    2- ثاني من اسلم هو زيد بن حارثة الدليل:
    ‏معجم الطبراني الكبير - للإمام الطبراني-
    باب الزاي. زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي. استشهد يوم مؤتة في سنة ثمان.
    حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ثنا عبد الملك بن هشام ثنا زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحاق قال أسلم زيد بن حارثة بعد علي رضي الله تعالى عنه فكان أول من أسلم بعده‏

    مجمع الزوائد - للحافظ الهيثمي ج 9- ص 447
    - 37 كتاب المناقب.
    69 باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه.
    15508- وبسنده عن ابن عباس قال: أسلم زيد بن حارثة بعد علي، فكان أول من أسلم بعده.
    ص.447‏

    3- ثالث من أسلم هو سعد بن ابي وقاص
    ‏صحيح البخاري، للإمام البخاري الجزء 2.
    66 - كتاب فضائل الصحابة.
    15 - باب: مناقب سعد بن أبي وقاص، الزهري، وبنو زهرة أخوال.
    3520/3521 - حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا هاشم بن هاشم، عن عامر ابن سعد، عن أبيه قال:
    لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.
    [ش (ثلث الإسلام) ثالث من أسلم أولا من الرجال الأحرار].
    (3521) - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا ابن زائدة: حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول:
    سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام. تابعه أبوأسامة: حدثنا هاشم.
    [3645]‏

    4 و 5 - رابع وخامس من اسلم هو ابو ذر الغفاري أو عمرو بن عبسة:
    ‏المستدرك على الصحيحين - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري المجلد الثالث.
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    ذكر مناقب: أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه-.
    5459/1057- حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا عبد الله بن الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك بن الوليد، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر قال:
    كنت ربع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع.
    أتيت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقلت: السلام عليكم يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.‏

  • #2
    ‏المستدرك على الصحيحين - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري. (ج/ص: 3/69)‏
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    4418/16- حدثنا الحاكم الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء، أخبرني عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، حدثنا محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة -رضي الله تعالى عنه- قال:
    أتيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أول ما بعث وهو بمكة، وهو حينئذ مستخف، فقلت:
    ما أنت؟
    قال: (أنا نبي).
    قلت: وما النبي؟
    قال: (رسول الله).
    قلت: آلله أرسلك؟
    قال: (نعم).
    قلت: فيما أرسلك؟
    قال: (أن تعبد الله، وتكسر الأصنام، وأن تصل الأرحام).
    قلت: نِعم ما أرسلك به، فمن تبعك على هذا؟
    قال: (عبد وحر) -يعني: أبا بكر وبلالا-.
    وكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام، قال:
    فأسلمت، وقلت:
    اتبعك يا رسول الله، قال:
    (لا، ولكن الحق بقومك، فإذا أخبرت أني قد خرجت، فاتبعني).
    هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
    وقد تابع أبا سلام على روايته، ضمرة بن حبيب، وأبو طلحة الراسبي، وشداد بن عبد الله أبو عمار.
    أما حديث ضمرة وأبي طلحة: (ج/ص: 3/69)‏

    (تعليق صغير على من قال بان المقصود بالحر والعبد هو ابو بكر وعمر)
     أقول: تفسير معنى عبد وحر بابو بكر وبلال باطل محض فلماذا لا تفسر تلك الكلمة بزيد بن حارثة وعلي بن ابي طالب؟
     ولكن نترك تفسير معنى كلمة عبد وحر لإبن كثير
    قال ابن كثير في كتابة البداية والنهاية (ج/ص: 3/ 43). ما يليى:
    ويقال: إن معنى قوله عليه السلام ((حر وعبد)) اسم جنس، وتفسير ذلك: بأبي بكر، وبلال فقط فيه نظر، فإنه قد كان جماعة قد أسلموا قبل عمرو بن عبسة، وقد كان زيد بن حارثة أسلم قبل بلال أيضاً، فلعله أخبر أنه ربع الإسلام بحسب علمه، فإن المؤمنين كانوا إذ ذاك يستسرون بإسلامهم، لا يطلع على أمرهم كثير أحد من قراباتهم، دع الأجانب، دع أهل البادية من الأعراب والله أعلم. (ج/ص: 3/ 43).

    البداية والنهاية
    ‏ *** وجدت في: الجزء الثالث.
    فصل أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم.
    ذكر إسلام أبي ذر رضي الله عنه.
    ال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زُميل سماك بن الوليد، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر قال:
    كنت ربع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    هذا سياق مختصر. (ج/ص: 3/ 46).
    وقال البخاري: إسلام أبي ذر: حدثنا عمرو بن عباس، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن المثنى عن أبي حمزة، عن ابن عباس.
    قال: لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء.
    فاسمع من قوله، ثم ائتني، فانطلق الآخر حتى قدمه، وسمع من كلامه، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاماً ما هو بالشعر.
    فقال: ما شفيتني مما أردت.
    فتزود وحمل شنة فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، اضطجع فرآه علي، فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح.
    ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه فمرَّ به علي، فقال: أما آن للرجل يعلم منزله، فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي مثل ذلك، فأقام معه فقال: ألا تحدثني بالذي أقدمك؟
    قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت.
    ففعل فأخبره.
    قال: فإنه حق وإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، وإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع من قوله وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري)).
    فقال: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلا صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم قام فضربوه حتى أضجعوه، فأتى العباس فأكب عليه فقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجارتكم إلى الشام.
    فأنقذه منهم.
    ثم عاد من الغد بمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه هذا لفظ البخاري.
    6- سادس من اسلم هو الخباب بن الارت
    ‏المستدرك على الصحيحين: للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري:المجلد الثالث.
    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
    ذكر مناقب: خباب بن الأرت.
    5636/1234- أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنا إسماعيل بن عتبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه قال:
    سمعت كردوسا يقول:
    إن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة، فكان سدس الإسلام.‏

    معجم الطبراني الكبير، للإمام الطبراني
    باب الخاء.
    خباب بن الأرت.
    حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه قال سمعت كردوسا يقول إن خبابا أسلم سادس ستة كان سدس الإسلام‏

    7- كل قريش علمت بان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان رسولا ولكن ابو بكر لم يكن يعلم بذلك. واليك الدليل
    البداية والنهاية ج3- ص 38
    فصل: أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم.
    قال يونس عن ابن إسحاق: ثم إن أبا بكر الصديق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا؟
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلى إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته)).
    وقرأ عليه القرآن، فلم يقر ولم ينكر.
    فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق.

     اقول: ونستفيد من هذا الحديث ان الكثير من قريش علموا ببعثة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قبل ابو بكر . ونحن نستفسر مَن الذي أخبر أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يسب الهتهم وان هناك رسولا قد ظهر؟ فرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قطعا لم يخبره بذلك قبل هذا اللقاء؟ ولماذا لم يبتدء رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بأبو بكر قبل سؤال واستفسار ابو بكر
     ثانيا: نعلم من هذا الحديث ان ابو بكر لم يكن بهذا القرب من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم – كما يزعم البعض- والا لكان اول من علم بخروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
     ثالثا: نعلم من هذا الحديث ان ابو بكر كان عابدا للاصنام.
     رابعا: لا ادري من اين جاء ابو بكر بكلماته هذه "تركك الهتنا" أكان ابو بكر يظن ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والعياذ بالله كان يعبد او يؤمن بالهته؟
    4- اسلم قبل ابو بكر اكثر من خمسين رجلا
    تاريخ الطبري ج: 1 ص: 540
    حدثنا ابن حميد قال حدثنا كنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن سعد قال قلت لأبي أكان أبو بكر أولكم إسلاما فقال لا ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاما

    أقول: قد أوردنا من الادلة بما فيه الكفاية على ان ابو بكر لم يكن باول من علم بظهور رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وبرهنا ايضا ان الكثير من الصحابة اسلموا قبله.
    الثاني:
    كيف يقال بانه أسلم بدعوته أناس كثيرون منهم عثمان بن عفان وطلحة, والزبير, سعد بن أبي وقاص, وعبدالرحمن بن عوف , مع ان هناك احاديث تقول بان عثمان بن عفان وطلحة بن عبيدالله اسلما دون تدخل من ابي بكر. ولقد اوردنا الكثير من الاحاديث المؤيدة لما نقول. وسنورد اسلام عثمان بن عفان وطلحة من كتاب تاريخ المدينة المنورة:
    ( ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه صفحة 954-955 ) ( 3 ) :
    قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال : خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن العوام ، فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرض عليهما الاسلام وقرأ عليهما القرآن ، وأنبأهما بحقوق الاسلام ، ووعدهما الكرامة من الله ، فآمنا وصدقا ، فقال عثمان : يا رسول الله قدمت حديثا من الشام ، فلما كنا بين معان ( 1 ) والزرقاء ( 2 ) فنحن كالنيام إذا مناد ينادينا : أيها النيام هبوا فإن أحمد قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك.

    الطبقات الكبرى لإبن سعد: (ت: 230 هجرية) ج: 3 ص: 55
    ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه
    قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن العوام فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا فقال عثمان يا رسول الله قدمت حديثا من الشام فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام إذا مناد ينادينا أيها النيام هبوا فإن أحمد قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك وكان إسلام عثمان قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم
    وفي كتاب عثمان بن عفان ذو النورين لمحمد رضا
    " الفصل الاول: حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه
    وفي طبقات ابن سعد: قال عثمان : يا رسول اللَّه قدمت حديثاً من الشام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام إذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبّوا فإن أحمد قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك."


    وذكر إبن ابي شيبة في مصنفه ان عثمان بن عفان كان رابع من اسلم ولم يذكر ان ابو بكر كان له دخل في إسلامه
    مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 338
    10 إسلام عثمان بن عفان
    36596 حدثنا أبو بكر قال حدثنا زيد بن حباب عن أبي لهيعة قال أخبرني يزيد بن عمرو المعافري قال سمعت أبا ثور الفهمي يقول قدم علينا عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر عثمان فقال أبو ثور فدخلت على عثمان وهو محصور فقال إني لرابع الإسلام

    وقد ذكرنا سابقا ان سعد كان ثلث الاسلام. ولم يذكر في حديث اسلامه ان ابو بكر كان السبب في ذلك.

    تعليق


    • #3
      الحلقة الثانية

      وقال عبد الرحمن بن عبد الخالق:
      " وأسلم الصديق وهو من أغنى قريش، ومات ولم يترك ديناراً ولا درهماً، وإنما أنفق ماله كله في سبيل الله، اعتق سبعة أعبد كلهم يعذب في الله منهم بلال، وعامر بن فهيرة، ونذيرة، والنهدية، وجارية عمر بن المؤمل.
      وكانت خلافته من أعظم بركات الله على الأمة، فقد اجتمعت الأمة عليه، وقضى على فتنة الردة، وادعاء النبوة، ووجه قوى المسلمين جميعاً نحو فارس والروم، فكان الفتح والنصر المبين، فرضي الله عنه ولعن شانئيه ومبغضيه."
      تعليق:
      سنقسم قول عبد الرحمن بن عبد الخالق الى عدة مسائل:
      المسالة الاولى:
      من أين لابو بكر هذه الاموال الطائلة فحتى وهو في المدينة لم نعلم كيف كان يحصل على الاموال؟ واين كانت تجارته؟ وبماذا كان يتاجر؟
      ولكن الغريب في الامر ان ابو بكر مع كل امواله الطائلة المزعومة عندما امر بدفع صدقة عند مناجاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يدفعها لا هو ولا احد من كبار الصحابة غير علي سلام الله عليه.
      والاغرب من هذا ان ابو بكر مع كل امواله الطائلة تلك لم نسمع انه قد تبرع بأموال لتجهيزه جيش العسرة. واليك الدليل على عدم دفع ابو بكر وباقي الصحابة للصدقة عندما امروا بها:

      يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(12)سورة المجادلة (58 ) - ترتيب النزول 105 مدنيه
      -- تفسير الطبري
      القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر}
      يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله, إذا ناجيتم رسول الله, فقدموا أمام نجواكم صدقة تتصدقون بها على أهل المسكنة والحاجة {ذلك خير لكم} يقول وتقديمكم الصدقة أمام نجواكم رسول الله صلى الله عليه وسلم, خير لكم عند الله {وأطهر} لقلوبكم من المآثم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
      26168 حدثني محمد بن عمر, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا, فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارا فتصدق به, ثم أنزلت الرخصة في ذلك.

      خصائص علي ج: 1 ص: 161
      52 ذكر النجوى وما خفف بعلي عن هذه الأمة
      152 أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال حدثنا قاسم الجرمي عن سفيان عن عثمان وهو ابن المغيرة عن سالم عن علي ابن علقمة عن علي قال لما أنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة المجادلة 12 قال رسول الله لعلي مرهم أن يتصدقوا قال بكم يا رسول الله قال بدينار قال لا يطيقون قال فنصف دينار قال لا يطيقون قال فبكم قال بشعيرة فقال له رسول الله إنك لزهيد قال فأنزل الله تعالى أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم إلى آخر الآية وكان علي يقول بي خفف عن هذه الأمة

      -- تفسير القرطبي
      فيه ثلاث مسائل
      الثالثة: روى الترمذي عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت "يأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة" سألته قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ترى دينارا) قلت لا يطيقونه. قال: (فنصف دينار) قلت: لا يطيقونه. قال: (فكم) قلت: شعيرة. قال: (إنك لزهيد) قال فنزلت: "أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات" [المجادلة: 13] الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه, ومعنى قوله: شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب.

      المسألة الثانية:
      في أعتاق أبو بكر لهؤلاء العبيد!:– وسنرد على هذه المسألة عند الرد على قول عبد الرحمن بن عبد الخالق ان سبب نزول الاية الشريفة وسيجنبها الاتقى هو اعتاق ابي بكر للعبيد, فترقبه.

      المسالة الثالثة:
      قولة: كانت خلافته من أعظم البركات على الامة ؟
      أقول: لماذا؟ ما هو السبب الذي جعل خلافة ابو بكر من اعظم البركات على الامة.؟
      هل مخالفة اقوال الرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم وترك حملة اسامة بن زيد – التي لعن المتخلف عنها- والرجوع الى المدينة والتكالب على الخلافة وتهديد الناس بالقتل وحرق باب بيت الزهراء وسلب حق اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وارسال قادة الجيوش الذين قتلوا المسلمين يعتبر بركة على الامة؟ وهو الذي سن للمسلمين اجتهد فأخطأ.
      اما عن كشفه بيت فاطمة فقد اعترف ابو بكر بهذا الامر بنفسه . فقد ذكر الطبراني في معجمه الكبير:
      ‏معجم الطبراني الكبير، الإصدار - للإمام الطبراني - (ج1/ص 63)‏
      حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا سعيد بن عفير حدثني علوان بن داود البجلي عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت فاستوى جالسا فقلت أصبحت بحمد الله بارئا فقال أما اني على ما ترى وجع وجعلتم لي شغلا مع وجعي جعلت لكم عهدا من بعدي واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ورأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الأذري كأن أحدكم على حسك السعدان ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا ثم قال أما اني لا آسي على شيء الا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق علي الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا ووددت اني حيث كنت وجهت خالد بن الوليد الى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا والا كنت ردءا أو مددا وأما اللاتي وددت أني فعلتها فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه يكون شر الإطار إليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاة السلمي لم أكن أحرقه وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد الى الشام وجهت عمر الى العراق فأكون قد بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل وأما لثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ووددت أني سألته عن العمه وبنت الأخ فإن في نفسي منهما حاجة (1/ 63)‏

      ---- وفي هذا الحديث ايضا مصائب كبرى منها ان الصحابة لم يكونوا راضين عن تنصيب عمر بن الخطاب خليفة عليهم. وحتى مع انهم اشاروا عليه بغيره لكنه ابى ورفض. (فأين الشورى في تنصيب عمر)
      ونستخلص من هذا الحديث ايضا حسد وتكالب الصحابة (ليس كلهم) على الخلافة كما وصفهم ابو بكر بذلك.

      ** أما في مسألة فدك
      فقد ذكر البخاري في صحيحه:
      ‏الجزء الثالث.
      67 - كتاب المغازي. 36 - باب: غزوة خيبر.
      3998 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:
      أن فاطمة عليها السلام، بنت النبي صلى الله عليه وسلم، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خبير، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة، انما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال). وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي، والله لآتيهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي، فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا، حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال، فلم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر، فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر وتشهد علي، فعظم حق أبي بكر، وحدث: أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا، فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا. فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريبا، حين راجع الأمر المعروف.
      [ر: 2926]
      [ش (فوجدت) من الموجدة وهي الغض، وحصل ذلك لها على مقتضى البشرية، ثم سكن بعد ذلك لما علمت وجه الحق. (فهجرته) لم تلتق به. (يؤذن) يعلم. (وجه) عذر في عدم مبايعته، لاشتغاله ببنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلية خاطرها. (استنكر..) رآها متغيرة وكأنها تنكر عليه. (كراهية لمحضر عمر) أي مخافة أن يحضر عمر رضي الله عنه معه، وإنما كره ذلك لأن حضوره قد يكثر المعاتبة. (لم ننفس) لم نحسدك على الخلافة. (استبددت) من الاستبداد، وهو الاستقلال بالشيء، أي لم تعطنا شيئا من الإمارة أو الولاية، ولم تأخذ رأينا فيها. (بالأمر) بأمر الخلافة. (فلم آل) أقصر. (عذره) قبل عذره. (قريبا) قريبين منه ومجيبين له ومقدرين. (راجع الأمر المعروف) أي رجع إلى ما هو حق وخير ومطابق لشرع الله عز وجل، ووافق الصحابة رضي الله عنهم بالمبايعة للخلافة].‏

      --- وفي هذا الحديث ايضا دلالة على ان عليا سلام الله عليه احتج على ابو بكر وانكر بيعته.

      ** اما ترك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة حملة اسامة بن زيد مخالفين بذلك اوامر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد ذكره الكثير من العلماء في كتبهم ولكن نكتفي بمصدرين.

      الطبقات الكبرى ج: 4 ص: 66
      قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا العمري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله وإنهما لخليقان لها أو كانا خليقين لذلك فإنه لمن أحب الناس الي وكان أبوه من أحب الناس الي الا فاطمة فأوصيكم بأسامة خيرا قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حنش قال سمعت أبي يقول استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو بن ثماني عشرة سنة

      تعليق


      • #4
        تابع الحلقة الثانية
        ابو بكر وعمر في حملة اسامة بن زيد


        تاريخ دمشق لابن عساكر الجزء : 8 الصفحة : 60
        أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا المؤمل بن الحسن نا أحمد بن منصور نا أبو النضر هاشم بن القاسم نا عاصم بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله استعمل أسامة بن زيد على جيش فيهم أبو بكر وعمر فطعن الناس في عمله فخطب النبي الناس ثم قال قد بلغني أنكم قد طعنتم في عمل أسامة وفي عمل أبيه قبله وإن أباه لخليق للإمارة وإنه لخليق للأمرة يعني أسامة وإنه لمن أحب الناس إلي فأوصيكم به


        المسألة الرابعة:
        قوله: اجتمعت عليه الامة الإسلاميه؟
        اقول هذا مما يضحك الثكلى.
        تخلف عن بيعة ابو بكر علي والزبير وبعض الصحابة وسعد بن ابي عبادة الذي قال عمر في حقه اقتلوا سعدا قتله الله.
        وقد اسلفنا ان ابو بكر قال وددت اني لم اكشف بيت فاطمة وان عليا وفاطمة والزبير لم يبايعوا ابا بكر.
        أقول: لم يبرهن احد على ان الامة الاسلامية اجمعت على خلافة ابو بكر؟
        بعض الصحابة رفضوا دفع الزكاة لابو بكر لانهم لم يعتبروه الخليفة الشرعي. سعد بن عبادة لم يبايع. وفاطمة الزهراء ام ابيها رفضة امامة الصديق وماتت وهي واجدة عليه. والامام علي احتج على ابو بكر بانه استبد بالخلافة. فاين الاجماع؟
        عمر كان يقول ان اسامة كان اميرا عليه وعلى ابو بكر. فكيف من كان مأمورا يصبح امرا. وكيف بمن كان محكوما يصبح حاكما؟
        ثم كيف اجتمعت الامة عليه وهذا ابن الخطاب يقول:
        كانت خلافة ابو بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوها.
        فكيف تجمتع الامة الاسلامية على شخص كأبو بكر ثم يقول عمر من عاد إلى مثل ما اجتمعت عليه الامة الاسلامية فاقتلوه.!!!


        ‏مسند الإمام أحمد. للإمام أحمد ابن حنبل
        المجلد الأول. حديث السقيفة.
        حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا إسحق بن عيسى الطباع حدثنا مالك بن أنس حدثني ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس أخبره أن:
        -عبد الرحمن بن عوف رجع الى رحله قال ابن عباس: وكنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف فوجدني وأنا أنتظره وذلك بمنى في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن عوف أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن فلانا يقول لو قد يموت عمر رضي الله عنه بايعت فلانا فقال عمر رضي الله عنه: إني قائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم قال عبد الرحمن فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم وإنهم الذين يغلبون على مجلسك إذا قمت في الناس فأخشى أن تقول مقالة يطير بها أولئك فلا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ولكن حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة وتخلص بعلماء الناس وأشرافهم فتقول ما قلت متمكنا فيعون مقالتك ويضعونها مواضعها فقال عمر رضي الله عنه: لئن قدمت المدينة سالما صالحا لأكلمن الناس في أول مقام أقومه فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة وكان يوم الجمعة عجلت الأرواح صكة الأعمى فقلت لمالك: وما صكة الأعمى قال: إنه لا يبالي أي ساعة خرج لا يعرف الحر والبرد ونحو هذا فوجدت سعيد بن زيد عند ركن المنبر الأيمن قد سبقني فجلست حذائه تحك ركبتي ركبته فلم أنشب أن طلع عمر رضي الله عنه فلما رأيته قلت: ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة ما قالها عليه أحد قبله قال: فأنكر سعيد بن زيد ذلك فقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل أحد قبله فجلس عمر رضي الله عنه على المنبر فلما سكت المؤذن قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس فإني قائل مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن وعاها وعقلها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن لم يعها فلا أحل له أن يكذب علي إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب وكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل لا نجد آية الرجم في كتاب الله عز وجل فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله عز وجل فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو الحبل أو الإعتراف ألا وإنا قد كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
        لا تطروني كما أطرى عيسى بن مريم عليه السلام فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله وقد بلغني أن قائلا منكم يقول لو قد مات عمر رضي الله عنه بايعت فلانا فلا يفترن امرؤ أن يقول أن بيعة أبي بكر رضي الله عنه كانت فلتة ألا وإنها كانت كذلك ألا وإن الله عز وجل وقى شرها وليس فيكم اليوم من تقطع اليه الأعناق مثل أبي بكر رضي الله عنه ألا وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عليا والزبير ومن كان معهما تخلفوا في بيت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت عنا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون الى أبي بكر رضي الله عنه فقلت له: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذي صنع القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين فقلت: والله لنأتينهم فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا هم مجتمعون وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت: من هذا فقالوا: سعد بن عبادة فقلت: ما له قالوا: وجع فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله وقال: أما بعد فنحن أنصار الله عز وجل وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة منكم يريدون أن يخزلونا من أصلنا ويحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبو بكر رضي الله عنه: على رسلك فكرهت أن أغضبه وكان أعلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى سكت فقال: أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره مما قال غيرها وكان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه إلا أن تغير نفسي عند الموت فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فقلت لمالك: ما معنى أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب قال: كأنه يقول أنا داهيتها قال وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعدا فقلت: قتل الله سعدا وقال عمر رضي الله عنه: أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أقوى من مبايعة أبي بكر رضي الله عنه خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نتابعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد فمن بايع أميرا على غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا بيعة للذي بايعه تغرة أن يقتلا قال مالك: وأخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقياهما عويمر بن ساعدة ومعمر بن عدي قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب أن الذي قال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب الحباب بن المنذر.‏

        (((( والغريب في الامر هو ان تخلف الانصار عن البيعة وتخلف علي والزبير وغيره في بيت فاطمة – واجتماع المهاجرين الى ابو بكر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
        ولماذا يجتمع المهاجرون الى ابو بكر؟ وعلام اجتمعوا؟
        وكم شخصا كان الذين اجتمعوا؟
        واجتماعهم هذا ان دل على شيئ فهو يدل على انهم كانوا يدبرون امرا ما.
        وهم الذين كان من المفروض ان يكونوا في حملة اسامة بن زيد. فماذا كانوا يدبرون؟ وكيف يدبرون وهم محكومون؟؟؟؟))))

        هذا بالاضافة الى ان اكثر المسلمين في بقاع الارض لم يبايعوا ابو بكر الا ان يقال ان ما حصل يوم السقيفة من مبايعة عمر وابو عبيدة لأبو بكر يعتبر اجماعا عند عبد الرحمن بن عبد الخالق.

        تعليق


        • #5
          الحلقة الثالثة:

          قال عبد الرحمن بن عبد الخالق:
          " فضائل الصديق أبي بكر رضي الله عنه تعالى
          أفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلاهم منزلة، وأكبرهم كرامة، وأعظمهم منة على المسلمين هو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ونبدأ بشهادة الله سبحانه وتعالى له، ثم بشهادة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، ثم بشهادة الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة."
          أ- شهادة الله لأبي بكر الصديق:
          شهد الله سبحانه وتعالى للصديق أنه كان الصاحب الوحيد والناصر الوحيد لرسول الله بعد الله سبحانه وتعالى، فقد مدح الله نفسه في القرآن أنه نصر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأخرجه من بين ظهراني الكفار عندما أرادوا قتله، أو حبسه، أو طرده ونفيه واختاروا قتله أخيراً فأنجاه الله وأخرجه من بين ظهورهم آمناً معافى. قال تعالى: {وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} فكان من مكره سبحانه وتعالى بالكفار أن أخرج النبي محمداً مهاجراً من مكة إلى المدينة والكفار يحيطون به من كل جانب ولا ناصر له من الأصحاب والمسلمين إلا رجل واحد فقط، لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العصيب قال تعالى حاضاً المؤمنين على نصر رسوله: {الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}. فأثبت الله هنا كرامة الصديق وأنه كان الناصر الوحيد لرسوله يوم عز الناصر، وقل النصير، وأنه أعني الصديق، كان حزيناً أن يبصر الكفار موقع الرسول صلى الله عليه ولسم فيضيع الدين فيبشره النبي بأن الله معهما يرعاهما ويكلأهما. ومعية الله هنا ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، والصديق {لا تحزن إن الله معنا} وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق أقرها الله وأثبتها في كتابه الكريم، ناهيك أن أسرة الصديق كلها كانت في هذا اليوم العصيب في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم فأسماء بنت أبي بكر هي التي توصل الطعام لهما في الغار، وعبدالرحمن ابن الصديق هو الذي يغدو بسرحه عليهما ويتسمع لهما الأخبار ومال الصديق ورحائله هي التي حملت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، والصديق هو المؤنس الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى، وهذه منقبة ليست بعدها منقبة وكرامة كل كرامة هي دونها ولا شك، ويكفي هذه الكرامة أن الله أثبتها في كفاية وجعلها قرآناً يتلى إلى آخر الدنيا.


          تعليق:
          سنقسم كلام عبد الرحمن بن عبد الخالق في مقاله السابق الى عدة فقرات.

          الفقرة الاولى: في اسباب نزول الايات التي اوردها عبد الرحمن بن عبد الخالق
          الفقرة الثانية: قوله بالمعية

          الفقرة الثالثة: مساعدة اسرة الصديق كاسماء بن ابي بكر وعبد الرحمن ابن الصديق للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم.

          الفقرة الرابعة: أموال أبو بكر التي حملت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.

          الفقرة الاولى:
          قوله عز وجل: وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين – الأية هي في سورة الانفال النازلة بعد قصة الغار بعدة سنوات. ولا ندري ما دخل ابو بكر في هذه القصة – قصة اخراج الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مكة؟
          قوله عز وجل: الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا – هي في سورة التوبة النازلة في السنة التاسعة او العاشرة من الهجرة.
          لو تفحصنا الاية الاولى والثانية لخلصنا بعدة نتائج

          النتيجة الاولى: ان القران عندما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكره لوحده ولم يذكر معه احد.

          النتيجة الثانية: ان المشركين اخرجوا الرسول ايضا لوحده فلم تذكر الاية بان المشركين اخرجوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وابا بكر. ولكن الاية تذكر وجود شخصين في الغار - لاحقا.
          فهل الشخص الثاني كان ابو بكر؟ ام ان الشخص الثاني كان دليل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ وهل قول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لابو بكر – ان كان لابو بكر – كان في الغار ام خارجه؟
          وسنناقش هذا لاحقا في نفس هذا الرد ايضا.
          وقول عائشة انه لم ينزل فينا شيئ من القران الا الذي انزل في عذرها لخير دليل على انه لا فضل لابو بكر في الاية التي استدل بها عبد الرحمن بن عبد الخالق – على فرض ان الايات نزلت في ابو بكر كما يدعون-.
          ‏صحيح البخاري، للإمام البخاري : الجزء الثالث. 68 - كتاب التفسير.
          318 - باب: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين} /17/.
          4550 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال:
          كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني}. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري.
          [ش (على الحجاز) أميرا على المدينة. (استعمله) جعله عاملا له، أي أميرا من قبله. (يذكر يزيد..) يثني عليه ويبين حسن اختيار معاوية رضي الله
          عنه له. (شيئا) يسيئه ويقدح فيما يدعو إليه، وقيل: إنه قال له: سنة هرقل وقيصر، أي اتبعتم طريقتهما في إسناد الملك لأولاد المالكين، وخالفتم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، إذ إنهم لم يفعلوا ذلك. (فلم يقدروا) على إخراجه من بيتها وامتنعوا من دخوله إعظاما لشأنها. (فينا) آل أبي بكر وبنيه رضي الله عنهم. (عذري) أي براءتي مما اتهمني به أهل الإفك، وتعني ما نزل بشأنها من آيات في سورة النور، من قوله تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم}.. إلى قوله تعالى: {أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم} /النور: 11 - 26/ ].‏
          النتيجة الثالثة: الاية في سورة التوبة "الا تنصروه فقد نصره الله....." تتكلم عن تقاعس المسلمين عن الخروج للحرب والله عز وجل يذكرهم بان الله عز وجل نصر رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما كان وحيدا. وهذا توبيخ لهم وقد كان في الحملة ابو بكر, فالتوبيخ لاحق به ايضا. وإليك ما ذكر الطبري في تفسيره
          جامع البيان عن تأويل آي القرآن: للإمام الطبري: الجزء العاشر.
          سورة الأنفال: القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض}. الآي

          12991 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض} أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وبعد الطائف، وبعد حنين. أمروا بالنفير في الصيف حين خرفت النخل، وطابت الثمار، واشتهوا الظلال، وشق عليهم المخرج.
          حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض}.. الآية، قال: هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وحنين، وبعد الطائف أمرهم بالنفير في الصيف، حين اخترفت النخل، وطابت الثمار، واشتهوا الظلال، وشق عليهم المخرج. قال: فقالوا: منا الثقيل، وذو الحجة، والضيعة، والشغل، والمنتشر به أمره في ذلك كله. فأنزل الله: {انفروا خفافا وثقالا} [التوبة: 41]
          وقوله: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة}
          يقول جل ثناؤه، أرضيتم بحظ الدنيا والدعة فيها عوضا من نعيم الآخرة وما عند الله للمتقين في جنانه؟
          {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة} يقول: فما الذي يستمتع به المتمتعون في الدنيا من عيشها ولذاتها في نعيم الآخرة والكرامة التي أعدها الله لأوليائه وأهل طاعته {إلا قليل} يسير.
          يقول لهم: فاطلبوا أيها المؤمنون نعيم الآخرة وترف الكرامة التي عند الله لأوليائه بطاعته، والمسارعة إلى الإجابة إلى أمره في النفير لجهاد عدوه.‏
          اقول: ..... المعروف ان علي سلام الله عليه قد تركه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في المدينة ولذلك فإن التوبيخ والتقاعس المذكور في الايات لم يصل عليا سلام الله عليه. والمعروف ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لعلي ذلك الوقت " انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي. لا ينبغي ان اذهب إلا وانت خليفتي – كما اسلفنا في حديث من مسند احمد"
          وكي لا يقول قائل ان المقصود بالمتقاعسين هم المنافقين فنقول ان المخاطب في هذه الاية هم المؤمنون وليس المنافقون. لقوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا .....
          التعديل الأخير تم بواسطة المعتمد في التاريخ; الساعة 17-01-2003, 08:00 AM.

          تعليق


          • #6
            ثم كيف يكون الناصر الوحيد لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو أبو بكر مع ان الاية تقول ألا تنصروه ( ايها الصحابة , وابو بكر داخل فيها) فقد نصره الله.
            فأين موقع أبو بكر من هذه الاية التي استدل بها عبد الرحمن بن عبد الخالق انها تقول أن الناصر الوحيد لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الله عز وجل وبعد الله هو ابو بكر.
            فنحن لم نقرا اية تقول الا تنصروه فقد نصرهما الله؟ اللهم الا ان يقال ان الاية نسخت والعياذ بالله.
            ثم ان الله عز وجل قال: )إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160)
            وقال عز وجل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
            وهذا لعموم المسلمين.
            ولكن الغريب في الامر ويحق لنا اخي القارئ ان نستغرب لماذا هذه النصرة - التي يتكلم عنها عبد الرحمن بن عبد الخالق والتي اورد لها حديثا - كانت غائبة يوم احد , يوم كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عند هروبهم يقول: )إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (آل عمران:153) واين كانت نصرة ابو بكر لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم روحي فداه.
            وهذه النصرة التي يتكلم عنها عبد الرحمن بن عبد الخالق لماذا كانت غائبة يوم الخندق عندما قال الله عز وجل: )إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10) .
            وهذ النصرة التي يتكلم عنها عبد الرحمن بن عبد الخالق لماذا لم تتحقق يوم خيبر يوم اعطي ابو بكر الراية لفتح حصن خيبر؟ الم يقل الله عز وجل ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم؟ فلماذا لم ينتصر؟ فهل مسألة النصرة مزاجية عن ابو بكر وعند عبد الرحمن بن عبد الخالق؟ متى شاء ابو بكر نصر ومتى شاء سكن؟

            مسند إبن أبي شيبة ج6 صفحة 367
            32080 حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال ونصف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل فقال الناس لعبد الرحمن لو قلت لأبيك فإنه يسهر معه فسألت أبي فقلت إن الناس قد راوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه قال وما ذاك قال يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا فهل سمعت في ذلك شيئا فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده فسمر عنده فقال يا أمير المؤمينن إن الناس قد تفقدوا منك شيئا قال وما هو قال تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا قال وما يا ابا ليلى بخيبر قال قلت بلى والله قد كنت معكم قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار فأرسل إلي فدعاني فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا فتفل في عيني وقال اللهم أكفه الحر والبرد قال فما آذاني بعد حر ولا برد

            ولنرجع الى نصرة ابو بكر للرسول في الهجرة:
            وهل كان الرسول بحاجة الى نصرة في هجرته من مكة الى المدينة.؟ وهل طلب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من احد ان ينصره في هجرته؟ ام انه خرج متخفيا لا يعلم بخروجه احد الا علي بن ابي طالب سلام الله عليه (كما تذكر الروايات) الذي نام مكانه وفداه بنفسه.
            فمن اين جاءت نصرة ابو بكر لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ وكيف وبأي شكل كانت نصرة ابو بكر للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
            وابو بكر كان بحاجة الى من ينصره وكان من المفتونين قبيل الهجرة الى المدينة المنورة ولذلك هاجر الى الحبشة قبل هجرته الى المدينة ولكن رجع ولم يكمل هجرته الى الحبشة. وقد ذكر هجرة ابو بكر الاولى الى الحبشة ابن هشام في سيرته والبخاري في صحيحه.
            سيرة ابن هشام ج1 ص 250-252
            دخول أبى بكر في جوار ابن الدغنة ورد جواره عليه
            قال ابن إسحاق : وقد كان أبوبكر الصديق رضى الله عنه ، كما حدثنى محمد بن مسلم ـ ابن شهاب ـ الزهرى عن عروة عن عائشة رضى الله عنهما ، حين ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الاذى ، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما رأى ـ قد ـ استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فأذن له ، فخرج أبوبكر مهاجرا ، حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين، لقيه ابن الدغنة ( 1 ) ، أخو بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد الاحابيش .
            قال ابن إسحاق : والاحابيش : بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، والهون بن خزيمة بن مدركة ، وبنو المصطلق من خزاعة .
            قال ابن هشام : تحالفوا جميعا ، فسموا الاحابيشـ لانهم تحالفوا بواد يقال له الاحبش بأسفل مكةـ للحلف . ويقال : ابن الدغينة ( 1 ) .
            قال ابن إسحاق : حدثنى الزهرى عن عروة ـ بن الزبير ـ عن عائشة رضى الله عنها قالت : فقال ابن الدغنة : أين يا أبا بكر ؟ قال : أخرجنى قومى وآذونى ، وضيقوا على ، قال : ولم ؟ فوالله إنك لتزين العشيرة ، وتعين على
            النوائب ، وتفعل المعروف ، وتكسب المعدوم ، ارجع فأنت في جوارى .
            فرجع معه ، حتى إذا دخل مكة قام ابن الدغنة فقال : يا معشر قريش ، إنى قد أجرت ابن أبى قحافة ، فلا يعرضن له أحد إلا بخير . قالت : فكفوا عنه .
            قالت : وكان لابى بكر مسجد عند باب داره في بنى جمح ، فكان يصلى فيه ، وكان رجلا رقيقا ، إذا قرأ القرآن استبكى . قالت : فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لما يرون من هيئته . قالت : فمشى رجال من قريش إلى ابن الدغنة ، فقالوا ـ له ـ : يابن الدغنة ، إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا !
            إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به محمد يرق ـ ويبكى ـ وكانت له هيئة ونحو، فنحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم ، فاته فمره أن يدخل بيته
            فليصنع فيه ما شاء . قالت : فمشى ابن الدغنة إليه فقال له : يا أبا بكر ، إنى لم أجرك لتؤذى قومك ، إنهم قد كرهوا مكانك الذى أنت فيه ، وتأذوا بذلك منك ، فادخل بيتك ، فاصنع فيه ما أحببت ، قال : أو أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله ؟ قال : فاردد على جوارى ، قال : قد رددته عليك . قالت : فقام ابن الدغنة فقال : يا معشر قريش ، إن ابن أبى قحاطة قد رد على جوارى فشأنكم بصاحبكم .
            قال ابن إسحاق : وحدثنى عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد قال : لقيه سفيه من سفهاء قريش ، وهو عامد إلى الكعبة ، فحثا على رأسه ترابا . قال : فمر بأبى بكر الوليد بن المغيرة ، أو العاص بن وائل . قال : فقال
            أبوبكر : ألا ترى ـ إلى ـ ما يصنع هذا السفيه ؟ قال : أنت فعلت ذلك بنفسك .
            قال : هو يقول : أى رب ، ما أحلمك ! أى رب ، ما أحلمك ، أى رب ، ما أحلمك !

            صحيح البخاري للإمام البخاري: الجزء الثاني.
            44 - كتاب الكفالة.
            4 - باب: جوار أبي بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعقده.
            2175 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير:
            أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
            وقال أبو صالح: حدثني عبد الله، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي قد إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي. قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج، فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلادك، فارتحل ابن الدغنة، فرجع مع أبي بكر، فطاف في أشراف كفار قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق. فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وآمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا. قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بالصلاة، ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز، فكان يصلي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم، فقالوا له: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، وإنه جاوز ذلك، فابتنى مسجدا بفناء داره، وأعلن الصلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فأته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك، فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة: أبا بكر، فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. قال أبو بكر: إني أرد لك جوارك، وأرضى جوار الله. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أريت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين). وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة، وتجهز أبو بكر مهاجرا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي). قال أبو بكر: هل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: (نعم). فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر.

            ‏**** وفي هذا الحديث عدة مصائب. سنذكرها لاحقا عند التكلم عن اعتقاء ابو بكر للعبيد, وسنستخلص منها ايضا تاخر اسلام عمر بن الخطاب الى ما قبل اشهر من هجرة ابو بكر للمدينة وهذا ما سيتبين من حديث هجرة ابو بكر الاولى .
            فكيف من كان بحاجة الى نصرة ينصر غيره. وفاقد الشيئ لا يعطيه.

            ثم هل الرسول صلى الله عليه واله وسلم في هجرته طلب من أبو بكر أن ياهجر معه؟ أم أن أبو بكر لم يعلم بخروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل ان عليا سلام الله عليه اخبره بخروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلحق ابو بكر برسول الله صلى الله عليه واله وسلم.؟
            فلو كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الذي طلب من أبو بكر ان يصحبه في هجرته من مكه الى المدينة لقلنا ان هذه منقبة لابو بكر. ولكن إذا كان أبو بكر هو الذي لحق برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فليس في هذا منقبة لابو بكر. ولكن نقول ان الانسان يتشرف بصحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقد تشرف الكثير من الخلق برؤية وصحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى واله وسلم.

            تعليق


            • #7
              وسنبين بحديث صحيح السند ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يطلب من ابو بكر ان يهاجر معه. وسنبين ايضا ان ابو بكر لم يكن يعلم بان الرسول سيهاجر او متى كان الرسول سيهاجر. وسنبين ان عليا سلامالله عليه هو الذي اخبر ابو بكر بان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد خرج. وسنبين ان ابو بكر هو الذي لحق برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
              الدليل:
              مسند أحمد حديث رقم: 2903
              حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّاد (1)ٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة(2)َ حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ(3) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ(4) قَالَ إِنِّي لَجَالِسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ(5) إِذْ أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ فَقَالُوا يَا أَبَا عَبَّاسٍ إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا وَإِمَّا أَنْ يُخْلُونَا هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَلْ أَقُومُ مَعَكُمْ قَالَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَحِيحٌ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى قَالَ فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا فَلَا نَدْرِي مَا قَالُوا قَالَ فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ وَيَقُولُ أُفْ وَتُفْ وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ وَقَعُوا فِي رَجُلٍ :
              - قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا يُخْزِيهِ اللَّهُ أَبَدًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنْ اسْتَشْرَفَ قَالَ أَيْنَ عَلِيٌّ قَالُوا هُوَ فِي الرَّحْلِ يَطْحَنُ قَالَ وَمَا كَانَ أَحَدُكُمْ لِيَطْحَنَ قَالَ فَجَاءَ وَهُوَ أَرْمَدُ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ قَالَ فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ
              - قَالَ ثُمَّ بَعَثَ فُلَانًا بِسُورَةِ التَّوْبَةِ فَبَعَثَ عَلِيًّا خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ قَالَ لَا يَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ
              - قَالَ وَقَالَ لِبَنِي عَمِّهِ أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ وَعَلِيٌّ مَعَهُ جَالِسٌ فَأَبَوْا فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ فَتَرَكَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَأَبَوْا قَالَ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
              - قَالَ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ
              - قَالَ وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
              - قَالَ وَشَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ قَالَ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ نَائِمٌ قَالَ وَأَبُو بَكْرٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمُونٍ فَأَدْرِكْهُ قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ قَالَ وَجَعَلَ عَلِيٌّ يُرْمَى بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يُرْمَى نَبِيُّ اللَّهِ وَهُوَ يَتَضَوَّرُ قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِي الثَّوْبِ لَا يُخْرِجُهُ حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ فَقَالُوا إِنَّكَ لَلَئِيمٌ كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِيهِ فَلَا يَتَضَوَّرُ وَأَنْتَ تَتَضَوَّرُ وَقَدْ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ
              - قَالَ وَخَرَجَ بِالنَّاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ أَخْرُجُ مَعَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ لَا فَبَكَى عَلِيٌّ فَقَالَ لَهُ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي
              - قَالَ وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي
              - وَقَالَ سُدُّوا أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ فَقَالَ فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ
              - قَالَ وَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِيٌّ
              - قَالَ وَأَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ هَلْ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَخِطَ عَلَيْهِمْ بَعْدُ
              قَالَ وَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ حِينَ قَالَ ائْذَنْ لِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ أَوَكُنْتَ فَاعِلًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدْ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم.ْ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ.

              (((((((((((جرح وتعديل لحديث 2903 في مسند احمد)))))))))))))
              5- عبدالله بن عباس : صحابي ورتبتهم أعلى مراتب العدالة
              4- عمرو بن ميمون: (العجلي :ثقة),( إبن حبان :ثقة), (النسائي: ثقة), (يحي بن معين :ثقة)
              3- يحي بن سليم (أبو أجلح): (محمد بن سعد: ثقة ), (أبو حاتم الرازي: صالح الحديث لا بأس به ), (إبن حبان : ثقة ), (النسائي: ثقة )
              2- وضاح بن عبد الله (أبو عوانه): (محمد بن سعد: ثقة صدوق), (أبو حاتم الرازي: ثقة), (يعقوب بن شيبه:ثبت صالح الحفظ صحيح الكتاب), (عفان بن مسلم: صحيح الكتاب, ثبت)
              1- يحيى بن حمادمحمد بن سعد: ثقة), (أبوحاتم الرازي: ثقة) , (العجلي: ثقة), (الذهبي: ثقة)

              الفقرة الثانية: قوله بالمعية:
              وقال عز وجل: )هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4)
              وهذه الاية ليست مختصة باناس دون اناس بل كل الناس. فاي فضل لابو بكر في الاية الشريفة " لا تحزن ان الله معنا"؟
              وقال عز وجل: )وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16) وسورة قاف والاية مكية. فكيف غاب هذا الامر عن ابو بكر.
              اذا كان هناك شيئ يستشف من الاية فهو عدم معرفة ابو بكر بان الله هو خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
              قوله عز وجل " )مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) " .
              الله عز وجل في هذه الاية الشريفة اثبت المعية للصحابة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فاي شرف لابو بكر في كونه مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
              وهل الكون مع الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعني دخولك الجنة وانك لن ترتكب خطأ؟
              ام ان المسألة كما قال عز وجل: فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شره يره.
              وهل كونك مؤمنا يعني انك معصوم فلا تخطئ ابدا وانك بكونك مؤمنا تدخل الجنة ؟ ام ان هناك شيئا اخر مع الايمان يجب تحققه كي يدخل الانسان الجنة؟
              قال عز وجل: )أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:3)

              لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هذا: هل ان هذه المعية تنفع ام لا تنفع؟
              لو نظرنا الى الاية المذكورة في سورة الفتح والايات التي ذكرناها لعلمنا ان الجواب موجود فيها ايضا.
              فإن الله عز وجل وعد الذين امنوا وعملوا الصالحات من هؤلاء الصحابة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مغفرة واجرا عظيما.
              وام الذي يؤمن ويبغي في الارض الفساد فما جزاؤه؟
              واما الذي لا يؤمن ولا يعمل صالحا منهم فما جزاؤه؟
              وهل نسي ابو بكر ان الله معه فاحتاج الاخير الى ان يذكره رسول الله صلى الله عليه وعلى اله بذلك؟

              الفقرة الثالثة: مساعدة اسرة الصديق كاسماء بن ابي بكر وعبد الرحمن ابن الصديق للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
              -- تاريخ دمشق لابن عساكر
              الجزء : 42 الصفحة : 67
              1-" أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الحوهري أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني نا أحمد بن عبد الرحمن بن سراج ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني نا عباد بن ثابت حدثني سليمان بن قرم حدثني عبد الرحمن بن ميمون أبو عبد الله حدثني أبي عن عبد الله بن عباس أنه سمعه يقول
              أنام رسول الله عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار فجاء أبو بكر يطلب رسول الله فأخبره علي أنه قد انطلق فاتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليا وجعلوا يدمونه فلما أصبحوا إذا هم بعلي فقالوا أين محمد قال لا علم لي به فقالوا قد أنكرنا تضررك كنا نرمي محمدا فلا يتضرر وأنت تضرر وفيه نزلت هذه الاية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله

              2- قال ونا ابن شاهين نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني نا أحمد بن يوسف نا محمد بن يزيد النخعي نا عبيد الله بن الحسن حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده رافع قال عبيد الله بن الحسن وحدثني محمد بن عبيد الله بن علي بن ابي رافع عن ابيه عن جده عن أبي رأفعت قال عبيد الله بن الحسن وحدثني محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع
              أن عليا كان يجهز النبي حين كان بالغار ويأتيه بالطعام واستأجر له ثلاث رواحل للنبي ولأبي بكر ودليلهم ابن أريقط وخلفه النبي فخرج إليه أهله فخرج وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه وما كان يؤتمن عليه من مال فأدى أمانته كلها وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال إن قريشا لن يفقدني ما رأوك فاضطجع علي على فراشه فكانت قريش تنظر إلى فراش النبي فيرون عليه رجلا يظنونه النبي حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا لو خرج محمد خرج بعلي معه فحبسهم الله عز وجل بذلك عن طلب النبي حين رأوا عليا ولم يفقدوا النبي وأمر النبي عليا أن يلحقه بالمدينة فخرج علي في طلبه بعدما أخرج إليه أهله يمشي من الليل ويكمن من النهار حتى قدم المدينة فلما بلغ النبي قدومه قال ادعوا لي عليا قيل يا رسول الله لا يقدر أن يمشي فأتاه النبي فلما راه النبي اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما فتفل النبي في يديه ثم مسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما علي حتى استشهد "

              تعليق


              • #8
                بعد الايات الدالة على ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج منفردا. وهذا الحديث الذي يقول بان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج منفردا وان ابو بكر هو الذي لحق به يعلم انه لا فضل يذكر لابو بكر في هذا الشان.
                أما قول الشيخ بأن مال الصديق ورحائله هي التي حملت الرسول صلى الله عليه واله وسلم إلى المدينة فهذا أيضا كذب. فان الحديث الذي ذكره ابن عساكر يذكر ان عليا هو الذي كان يزود رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلم يكن يعلم بخروج الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا علي. والسر اذا خرج عن الاثنين ذاع.
                وإذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يخبر احدا, وان عليا هو الذي قال لابو بكر اين كان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم, فهل اذاع ابو بكر سر ومكان الرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
                فهل رجع ابو بكر- بعد ان قال له علي سلام الله عليه ان الرسول قد هاجر- الى عائلته واخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
                ايعقل ان ابو بكر اخبر عائلته بمكان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى احتاج الامر الى ان تذهب اسماء بالطعام وابنه عبد الرحمن بالاخبار؟
                اكان من الصعب ان يفعل هذا الامر شخص واحد؟
                ثم ان عبد الرحمن ابن ابي بكر كان كافرا ذلك الوقت. وعبد الرحمن هذا هو الذي حاول قتل ابيه يوم بدر. فكيف يثق ابو بكر بإعطاء مكان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى ابنه الكافر.
                واذا كانت عائلة ابو بكر تزود الرسول بالطعام فلماذا احتاج ابو بكر الى ان يذهب ويبحث عن لبن – حسب الاحاديث.
                مما ذكرنا نخلص بنتيجة واحدة وهي ان الفضائل المنسوبة لابو بكر وعائلته هي من نسج النواصب ولا صحة لاي منها.

                واليك ما ذكره الحاكم النيسابوري في مستدركه في شأن عبد الرحمن بن ابي بكر.
                ‏المستدرك على الصحيحين، للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري:المجلد الثالث. -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
                ذكر مناقب: عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنهما-.
                6004/1602- حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفرج، حدثنا محمد بن عمر قال:
                وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق لم يزل على دين قومه في الشرك، حتى شهد بدرا مع المشركين، ودعا إلى البراز، فقام إليه أبوه أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- ليبارزه، فذكر:
                أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لأبي بكر: (متعنا بنفسك).
                ثم إن عبد الرحمن أسلم في هدنة الحديبية، وكان يكنى: أبا عبد الله، ومات سنة ثلاث وخمسين، في إمارة معاوية بن أبي سفيان.
                وكان لعبد الرحمن ولد، يقال له: أبو عتيق، ويقال لولده: بنو أبي عتيق.‏

                هل كانت اسماء بنت ابو بكر وابنه عبد الرحمن او عبدالله بن ابي بكر يزودون الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالطعام والمعلومات ام ان الاحاديث في هذا الشأن موضوعة؟
                ذكر الطبري في تاريخه والطبراني في معجمه حديثان يذكران فيما عدم معرفة ال ابو بكر ومكة بمكان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
                تاريخ الطبري ج: 1 ص: 570
                حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثت عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا ابنة أبي بكر قلت لا أدري والله أين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت ثم انصرفوا ومكثنا ثلاث ليال لا ندري أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات من الشعر غناء العرب والناس يتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول
                جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
                هما نزلاها بالهدى واغتدوا به فأفلح من أمسى رفيق محمد
                ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
                قالت فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة وكانوا أربعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة وعبدالله بن أرقد دليلهما

                المعجم الكبير ج: 7 ص: 105
                6510 حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني ثنا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده قال ثم لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة معه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها يا أم معبد هل عندك من لبن قالت لا والله وإن الغنم لعازبة قال فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت قالت شاة خلفنا الجهد عن الغنم قال أتأذنين في حلابها قالت والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه عللا بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فملأه فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها ثم المساء قال لها يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازبة فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاءة مليح الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صحل غصن بين غصنين لا تشنأه من طول ولا تقتحمه من قصر لم تعلوه ثجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا نطق فعليه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها مفند له أصحاب يحفون به إذا أمر تبادروا أمره وإذا نهى انتهوا ثم نهيه قال هذه صفة صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس
                جزى الله خيرا والجزاء بكفة رفيقين قالا خيمتي أم معبد
                هما نزلا بالبر وارتحلا به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
                فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد
                وأكسى لبرد الحال قبل ابتذاله وأعطى برأس السائح المتجرد
                ويهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد

                السيرة النبوية لإبن هشام: ج: 3 ص: 10-12
                حديث الهجرة إلى المدينة
                قال ابن إسحاق فحدثني من لا أتهم عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة وأما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها قالت فلما رآه أبوبكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر
                فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عني من عندك فقال يا رسول الله إنما هما ابتتاي وما ذاك فداك أبي وأمي فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة قالت فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قالت فوالله ما شعرت فط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا فاستأجرا عبدالله بن أرقط رجلا من بني الدئل بن بكر وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو وكان مشركا يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهم لميعادهما
                من علم بامر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق ولم يعلم فيما بلغني بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا علي ابن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شيءيخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم
                في الغار قال ابن إسحاق فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج أتى أبا بكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمدا إلى غار بثور جبل بأسفل مكة فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبدالله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما يأتيهما ثم إذا أمسى في الغار وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما

                تعليق


                • #9
                  وذكر الطبري الحديث بتمامه فقال:
                  تاريخ الطبري ج: 1 ص: 569-570
                  وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبدالله بن الحصين التميمي قال حدثني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي قالت كان رسول الله لا يخطئه أحد طرفي النهار أن يأتي بيت أبي بكر إما بكرة وإما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله بالهجرة وبالخروج من مكة من بين ظهراني قومه أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله هذه الساعة إلا لأمر حدث قالت فلما دخل تأخر أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر فقال رسول الله أخرج عني من عندك قال يا نبي الله إنما هما ابنتاي وما ذاك فداك أبي وأمي قال إن الله عز وجل قد أذن لي بالخروج والهجرة فقال أبو بكر الصحية يا رسول الله قال الصحبة قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي من الفرح ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتاي كنت أعددتهما لهذا فاستأجرا عبدالله بن أرقد رجلا من بني الديل بن بكر وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو وكان مشركا يدلهما على الطريق ودفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما ولم يعلم فيما بلغني بخروج رسول الله أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر فأما علي بن أبي طالب فإن رسول الله فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس وكان رسول الله وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عند رسول الله لما يعرف من صدقه وأمانته فلما أجمع رسول الله للخروج أتى أبا بكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمدا إلى غار بثور جبل بأسفل مكة فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبدالله بن أبي بكر أن يسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما إذا أمسى بالغار وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما فأقام رسول الله في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر وجعلت قريش حين فقدوه مائة ناقة لمن يرده عليهم فكان عبدالله بن أبي بكر يكون في قريش ومعهم ويستمع ما يأتمرون به وما يقولون في شأن رسول الله وأبي بكر ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى في رعيان أهل مكة فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا فإذا غدا عبدالله بن أبي بكر من عندهما إلى مكة اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه حتى إذا مضت الثلاث وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجرا ببعيريهما وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بسفرتهما ونسيت أن تجعل لها عصاما فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس فيها عصام فحلت نطاقها فجعلته لها عصاما ثم علقتها به فكان يقال لأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين لذلك فلما قرب أبو بكر الراحلتين إلى رسول الله قرب له أفضلهما ثم قال له اركب فداك أبي وأمي فقال رسول الله إني لا أركب بعيرا ليس لي قال فهو لك يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال لا ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به قال كذا وكذا قال قد أخذتها بذلك قال هي لك يا رسول الله فركبا فانطلقا وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة مولاه خلفه يخدمهما بالطريق

                  (( تعليق:من أين جاء عبد الله بن أبي بكر وأين كان؟
                  وذكر ابن هشام في سيرته ان الرسول صلى الله عليه و على اله وسلم عندما دخل بيت ابا بكر في طريقه للهجرة لم يكن في البيت غير عائشة وأسماء بنت أبي بكر. ولكننا نرى ان ابا بكر تكلم مع ابنه عبد الله وامره بأن يسترق لهما الاخبار من قريش مع العلم ان عبد الله لم يكن في بيت ابو بكر ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يذكر لاحد طريق هجرته. والغريب في الامر قول إبن إسحاق حدثني من لا أتهم!!!!
                  اكان يصعب على إبن اسحاق ان يذكر لنا هذا الرجل الذي لا يتهمه؟
                  والاغرب من هذا ان يذكر الطبري اسم الرجل الذي لم يتهمه ابن اسحاق بدون ذكر ابن اسحاق لاسمه.
                  والامر الاخر هو ان رسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد ان عزم على الهجرة خرج من بيت أبو بكر مع ابو بكر واستأجرا دليلا وراحلتين في وضح النهار – والمشركين يبحثون عنهما –
                  والاغرب من هذا ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم دخل بيت ابو بكر من ا لباب وخرج من الخوخة في ظهر البيت ثم نزل إلى الارض!!!!!! فعلٌ غريب فعلا.)))



                  وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ان الزبير بن العوام تزوج اسماء بنت أبي بكر وهاجر الى الهجرتين. ولم يذكر احد ان الزبير قدم إلى مكة ثم هاجر الى المدينة. ولماذا لم تهاجر اسماء معه؟؟؟
                  البداية والنهاية ج: 5 ص: 344
                  " ومنهم رضي الله عنهم الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أبو عبد الله الأسدي أحد العشرة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض وحواري رسول الله وابن عمته صفية بنت عبد المطلب وزوج أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه روى عتيق بن يعقوب بسنده المتقدم أن الزبير بن العوام هو الذي كتب لبني معاوية بن جرول الكتاب الي أمره به رسول الله أن يكتبه لهم وروى ابن عساكر باسناد عن عتيق به أسلم الزبير قديما رضي الله عنه وهو ابن ست عشرة سنة ويقال ابن ثمان سنين وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها"




                  الفقرة الرابعة: مساعدة ابو بكر للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بأمواله؟
                  بالنسبة لاموال ابو بكر, اقول واكرر, لا ندري من اين جاءت تلك الاموال. ولا ندري كيف واين صرفها ابو بكر.
                  فلو نظرنا في القران الكريم لعلمنا ان ابو بكر وباقي الصحابة عندما امروا بالانفاق لم ينفقوا. ولقد ذكرنا لكم سابقا الاية الشريفة)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة:12) وقلنا بان الوحيد الذي تصدق للمناجاة هو علي بن ابي طالب.
                  والان نذكر اية اخرى, لنرى اين كانت اموال اؤلئك الصحابة الذين ذكر بانهم يملكون ثروات طائلة كابو بكر وعمر وعثمان.
                  قال عز وجل: )وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)
                  وسبب نزول هذه الاية ذكره الطبري في تأويله:
                  جامع البيان عن تأويل آي القرآن. للإمام الطبري
                  الجزء العاشر. سورة الأنفال.
                  القول في تأويل قوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}.
                  القول في تأويل قوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}
                  يقول تعالى ذكره ولا سبيل أيضا على النفر الذين إذا ما جاؤوك لتحملهم يسألونك الحملان ليبلغوا إلى مغزاهم لجهاد أعداء الله معك يا محمد، قلت لهم: لا أجد حمولة أحملكم عليها.
                  {تولوا} يقول: أدبروا عنك، {وأعينهم تفيض من الدمع حزنا} وهم يبكون من حزن على أنهم لا يجدون ما ينفقون ويتحملون به للجهاد في سبيل الله.
                  13284 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب وغيره، قال جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه، فقال: "لا أجد ما أحملكم عليه" فأنزل الله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم}... الآية، قال: هم سبعة نفر من بني عمرو بن عوف: سالم بن عمير، ومن بني واقف: حرمي بن عمرو، ومن بني، مازن بن النجار: عبد الرحمن بن كعب، يكنى أبا ليلى، ومن بني المعلى: سلمان بن صخر، ومن بني حارثة: عبد الرحمن بن يزيد أبو عبلة، وهو الذي تصدق بعرضه فقبله الله منه، ومن بني سلمة: عمرو بن غنمه، وعبد الله بن عمرو المزني.‏
                  ---- فهل عجز اولئك الصحابة الثلاثة بأموالهم الطائلة عن تجهيز سبعة نفر؟ عجيب فعلا.
                  ولكن تعال معي وانظر الى من انفق بضع دراهم فزكاه الله عز وجل في انفاقه هذا.
                  قال عز وجل: )الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:274)
                  وفي اسباب نزول هذه الاية نذكر ما قاله ابن كثير:
                  تفسير ابن كثير
                  وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا يحيى بن يمان عن عبدالوهاب بن مجاهد عن ابن جبير عن أبيه قال: كان لعلي أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية" وكذا رواه ابن جرير من طريق عبدالوهاب بن مجاهد وهو ضعيف لكن رواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب وقوله "فلهم أجرهم عند ربهم" أي يوم القيامة على ما فعلوا من الإنفاق في الطاعات "ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" تقدم تفسيره.
                  سبحان الله. علي سلام الله عليه ينفق اربعة دراهم فتنزل الايات في مدحه. ورجل كابو بكر وعمر وعثمان يجهزون الجيوش وووووو فلا ينزل فيهم شيئ؟ فهل كانوا ينفقونها رئاء الناس ام لم يكونوا اغنياء أم كانوا يملكون اموالا ولكن لا يصرفونها.

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                  ردود 2
                  12 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X