البناء في العربية
البناء لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لاتختلف ولا تتحول ولا تتبدل.
والبناء أصل في الحروف، والحروف لاتكون إلا مبنية؛ لأنها تلزم في معناها حالة واحدة لاتتعداها
وظيفتها في الكلام محدودة معينة لايمكن أن تتخطاها أو تحيد عنها وهي أداء المعاني المختلفة ولذلك سميت حروف المعاني.
فالنفي والاستفهام والنداء والظرفية والبيان معانٍ تؤديها حروف موضوعة لأدائها.
فهي إذن وسائل تؤدي هذه المعاني في غيرها من الكلم التي تحتمل أكثر من معنى أو تتحمل دلالات عدة كلما تقلبت بها وجوه الكلام وتغيرت مواقعها من الترتيب.
أما الأفعال فيكثر فيها البناء ويغلب عليها حتى يكاد يكون هو الأصل فيها لان معنى الفعل بوجه عام أدنى ما يكون إلى الثبوت والاستقرار وابعد ما يكون في الغالب عن التصرف والتغيير بل انه يتصرف في ذاته تصرفا يغنيه عن الإعراب...
والفعل لايقع في الكلام إلا مسندا ولا يكون لمعنى أو مكان آخر غير الإسناد وهو من اجل ذلك لا يستحق الإعراب في أكثر أحواله؛ بل إن معناه وموقعه من الكلام يشبه من بعض الوجوه معنى الحرف لأنه يؤديه في سواه ولا يمكن أن يقوم بذاته في أداء معناه.
فإذا قلنا

ولكنّنا إذا قلنا

ويمكن أن نقول بعبارة أخرى إن الفعلية وهي الحدث المقرون بالزمان تشبه أن تكون معنى من المعاني كتلك التي يُدَلُّ عليها بالحروف.