السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال :
لا تقولوا هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله عز وجل ، لا يجئ ولا يذهب ، وإنما يجئ ويذهب الزائل ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن ، جعله الله تعالى مثلا وعيدا .
عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام :
لا تقولوا رمضان ، فإنكم لا تدرون ما رمضان ؟
فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى :
(شهر رمضان ) .
عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه كان يقول لبنيه
إذا دخل شهر رمضان : فاجهدوا أنفسكم فيه ، فان فيه تقسم الأرزاق ، وتوقت الآجال ويكتب وفد الله الذين يفدون عليه ، وفيه ليلة القدر التي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه خطب الناس آخر يوم من شعبان فقال :
أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة شهر يزاد فيه في رزق المؤمن ، من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبة من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجراه شئ .
فقال بعض القوم :
يا رسول الله صلى الله عليه وآله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، فقال صلى الله عليه وآله :
يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمر أو شربة ماء ، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها .
وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، وأعتقه من النار .
واستكثروا فيه من أربع خصال :
خصلتان ترضون بهما ربكم ، وخصلتان لاغنى بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم ، فشهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه ، وأما اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة ، تعوذون به من النار....وعنه صلى الله عليه وآله أنه صعد المنبر فقال :
آمين ، ثم قال : أيها الناس إن جبرئيل استقبلني فقال :
يا محمد من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه فمات فأبعده الله ، قل :
آمين فقلت : آمين .
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال :
من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلا أن يشهد عرفة .
وعن علي عليه السلام أنه قال :
صوم شهر رمضان جنة من النار .
عن عبد الله ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال :
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان أمر الله تبارك وتعالى سبعة من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكوكيائيل وشمشائيل وإسماعيل ودرديائيل عليهم السلام مع كل ملك منهم لواء من نور ، وسبعون ألفا من الملائكة .
مع جبرئيل لواء من نور يضرب في السماء السابعة ، مكتوب على ذلك اللواء لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، طوبى لامة محمد ينادون بالاسحار بالبكاء والتضرع ، أولئك هم الآمنون يوم القيامة ، وفي يد كوكيائيل لواء من نور يضرب في السماء الرابعة مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله طوبى لامة محمد صلى الله عليه وآله يتصدقون بالنهار ويقومون في الليل بالدعاء والاستغفار ، ينظر الله إليهم ويرضى عنهم ، وفي يد شمشائيل لواء من نور يضرب في السماء الثالثة مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله طوبى لامة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله صيامهم جنة من النار ، وفي يد إسماعيل لواء من نور يضرب في السماء الثانية مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله ، يجوزون الصراط يوم القيامة كالبرق الخاطف ، وفي يد درديائيل لواء من نور يضرب في السماء الدنيا مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم يا أمة محمد أبشروا بالنعيم الدائم ، وجوار الرحمن وجوار محمد عليه السلام وجوار الملائكة .
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان ، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه .
فليس من عبد يصلي في ليلة منه إلا كتب الله عز وجل له بكل سجدة ألف وخمسمائة حسنة ، وبنى له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء لها سبعون ألف باب لكل باب منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء ، وكان له بكل سجدة سجدها من ليل أو نهار شجرة يسير الراكب فيها مائة عام فإذا صام أول يوم من شهر رمضان غفر له كل ذنب تقدم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان ، وكان كفارة إلى مثلها من الحول ، وكان له بكل يوم يصومه من شهر رمضان قصر له ألف باب من ذهب واستغفر له سبعون ألف ألف ملك ، تأتي غدوة إلى أن توارى بالحجاب .
عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
من صام رمضان ثم حدث نفسه أن يصوم إن عاش ، فان مات بين ذلك دخل الجنة ، وما نفقة إلا ويسأل العبد عنها إلا النفقة في شهر رمضان صلة للعباد ، وكان كفارة لذنوبهم ، ومن تصدق في شهر رمضان بصدقة مثقال ذرة فما فوقها إذا كان أثقل عند الله عز وجل من جبال الأرض تصدق بها في غير رمضان ، ومن قرأ آية في رمضان أو سبح كان له من الفضل على غيره كفضلي على أمتي ، فطوبي المن أدرك رمضان ثم طوبى له .
فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما طوبى ؟
قال عليه السلام : أخبرني جبرئيل عليه السلام أنها شجرة غرسها الله بيده تحمل كل نعيم خلقها الله عز وجل لأهل الجنة وإن عليها ثمارا بعدد النجوم كل ثمرة مثل ثدي النساء تخرج في كل ثمرة منها أربعة أنهار :
ماء وخمر وعسل ولبن ، وسعة كل نهر ما بين المشرق والمغرب ، و عرضه ما بين السماء إلى الأرض ، ومن صلى ركعتين في رمضان يحسب له ذاك بسبع مائة ألف ركعة في غير رمضان فان العمل يضاعف في شهر رمضان فقيل :
يا رسول الله صلى الله عليه وآله كم يضاعف ؟
قال : أخبرني جبرئيل عليه السلام قال : تضاعف الحسنات بألف ألف ، كل حسنة منها أفضل من جبل أحد ، وهو قوله تعالى :
" والله يضاعف لمن يشاء " .
قال الراوندي :
قوله صلى الله عليه وآله في هذا الحديث " إنها شجرة غرسها الله بيده "
أراد به - والله أعلم - أحدثها بقوته كما قال الله تعالى " والسماء بنيناها بأيد " أي أحدثناها بقوة ، والقوة هي القدرة .
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي أبي طالب عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صام شهر رمضان فاجتنب فيه الحرام والبهتان رضي الله عنه وأوجب له الجنان .
عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
من صلى في شهر رمضان في كل ليلة ركعتين يقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات - إن شاء صلاهما في أول ليل ، وإن شاء في آخر ليل - والذي بعثني بالحق نبيا إن الله عز وجل يبعث بكل ركعة مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات ، ويمحون عنه السيئات ، ويرفعون له الدرجات ، وأعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبة .
عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال وقد دنا رمضان :
لو يعلم العبد ما في رمضان ، لود أن يكون رمضان السنة فقال رجل من خزاعة :
يا رسول الله !
وما فيه ؟
فقال صلى الله عليه وآله :
إن الجنة لتزين لرمضان من الحول إلى الحول ، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبت الريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة ، فتنظر حور العين إلى ذلك ، فيقلن :
يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقربهم أعيننا وتقر أعينهم بنا .
فما من عبد صام رمضان إلا زوجه الله تعالى من حور العين في خيمة من درة مجوفة ، كما نعت الله سبحانه في كتابه " حور مقصورات في الخيام " على كل واحدة منهن سبعون ألف حلة ليست واحدة منها على لون الأخرى و يعطى سبعين ألفا من الطيب ليس منها طيب لون آخر ، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوتة حمراء ، متوشحة من در عليها سبعون فراشا بطائنها من إستبرق وفوق سبعين سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة بيد كل وصيفة منهن صفحة من ذهب فيها لون من طعام ، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من حسنات .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 93 - ص 341 & ص 376