(( رسالة من ضابط مباحث ســلولي ))
نص الرسالة :
الأخ الكريم الشيخ /....................... سلمه الله تعالى ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ،،
أتاسف منك لعدم التوقيع على هذه الرسالة وكتابتها بجهاز الكمبيوتر لأسباب لا شك أنك تعرفها .. الا أن الذي دفعني لكتابتها هو تهجمكم الدائم على جهاز المباحث ووصفكم العاملين فيه بأوصاف لا أريد أن أتطرق لها في رسالتي هذه ولكنها في مجملها مؤذية للمشاعر .. وقد عقدت العزم أن أوجه لكم رسالتي هذه لأقدم لكم نبذة بسيطة عن جهاز المباحث الذي لا تعرفون منه الا الوجه الأسود بالنسبة لكم وهو أشد سوادا بالنسبة لنا ومن وصل إلى هذا الجهاز من الضباط ليس له خيار التراجع عنه .
عزيزي الشيخ / فلان ..
قبل مايقارب العشرين عاما تخرجت من الكلية الأمنية برتبة ملازم وكنت من المتفوقين في الكلية وقد عينت في جهاز المباحث ولم أتمالك نفسي حينها من الفرحة العارمة لما سمعته من دور هذا الجهاز في حفظ الأمن الداخلي للبلد .. وهذا ما يروج عن جهازنا إلى اليوم .. وباشرت عملي حسب قرار التعيين وبقيت سنة في هذا الجهاز بدون عمل ( أي أنني لم أكلف بأي عمل ) وقد عرفت فيما بعد أن تلك الفترة كانت فترة تقييم وأني كنت طوال تلك السنة تحت المراقبة .
مضت السنة وبدأت أتولى بعض المسئوليات الخفيفة تحت إمرة بعض الزملاء الأقدم مني وقد شاهدت من المآسي والظلم والتعذيب ما تشيب له الرؤس فتقدمت إلى رئيسي طالبا منه نقلي إلى قطاع آخر غير ( المباحث العامة ) فقال بالحرف ( هوه دخول الحمام زي الخروج منه ) ثم أردف قائلا : ( بما أنك قد وصلت إلى هذه المرحلة فلا سبيل إلى النقل من الجهاز لأسباب ستعرفها فيما بعد ) .. ثم طلب منى العودة إلى مكتبي ونسيان الموضوع وأثناء عملي نشأت بيني وبين بعض الأفراد علاقات صداقة .. وبعضهم كان قديما في الخدمة وقد سمعت منهم قصص يشيب لهولها الولدان .. فأطلعت بعضهم على رغبتي في ترك العمل في المباحث حتى لو أدى ذلك إلى إستقالتي من العمل الحكومي نهائيا . فطلب مني أحدهم وكان من أهل الجنوب أن أتجنب الكلام في هذا الموضوع في الوقت الحاضر فاستغربت لذلك لأني الضابط الوحيد والبقية هم من الأفراد ..فلماذا طلب مني السكوت ..؟؟
أشغلني طلب ذلك الفرد .. وكنت أتحين الفرصة للخلوة به .. وفي اليوم الثاني صباحا وأنا متوجه إلى عملي وقبل الوصول إلى الإدارة قابلت هذا الفرد في الشارع في سيارته فأشرت له بيدي أن يتوقف فتوقف ونزل سلم على فطلبت منه أن يركب .. وعندما ركب سألته هل أفطر أم لا .. فقال لا فأنا مستلم من البارح ولم أنم وأرغب في الذهاب إلى البيت فقلت له أريدك في موضوع هام جدا فقال أعرف .. أنت تريد أن تسألني عن أمس ولماذا طلبت منك عدم الكلام في موضوع ترك العمل فقلت له نعم .. فقال ببساطة لأن ( فلان ) الجالس معنا مكلف بمراقبتك .. فقلت له بتعجب أنا ..؟؟ قال نعم أنت .. وليه الغرابة ..؟؟ الا تعلم أن الجهاز كله مسلط بعضه على بعض .. وأن الكل يراقب الكل .. فأنت ما تزال ضابطا لم يمضي على تعيينك الا القليل أما أنا فقد تجاوزت خدمتى الثلاثين عاما .. ورغم محدودية معرفتنا بالقضايا فقد عرفنا الكثير .. ونحن أيها الضابط في فرق المداهمات لا نعرف أين نحن متجهين ..؟ ولا نعرف الشخص المقبوض عليه ..؟؟ نحن فقط ننفذ الأوامر .. وأحيانا نتلقى الأوامر من أشخاص مجهولين لا نعرفهم لا ندري من أين يأتون أو لأي جهة ينتمون ..؟؟ فقط توجه لنا الآوامر بتنفيذ ما يطلب منا فقط ..!! وبالأمس عندما تحدثت عن رغبتك في ترك العمل في الإدارة ذكرتني بـالعميد /( فلان ) فقد أوكل اليه التحقيق مع شخص ما واقتنع ببراءته وطلب إطلاق سراحه .. فجاءت الأوامر أن عليه أن يدينه بأي تهمة وأن ينتزع منه إعترافا بذلك .. وحيث أن ذلك المتهم كان إنسانا مثقفا خلوقا طلب العميد إعفاءه من التحقيق معه وإسناد القضية لزميل آخر ..إلا أن طلبه رفض وطلب منه تنفيذ ذلك بالأمر العسكري فأعتذر عن ذلك .. وقال لهم إذا كنتم مصرين على ذلك أرجو نقلي من هذا الجهاز .. ورفض طلبه أيضا .. فما كان منه إلا أن أبلغهم أنه لن يداوم في هذه الإدارة مرة أخرى ويطلب إعفاءه من العمل الرسمي .. وبقي الرجل في بيته لا يحضر للدوام .. وبعد مضي ما يقارب خمسة عشر يوما كلفت من مدير الإدارة بالذهاب إلى بيت العميد وإبلاغه أن الموافقة قد صدرت على نقله من الجهاز وعليه أن يحضر لتسليم عهدته وإستلام قرار النقل .. وفعلا ذهبت اليه وأبلغته بذلك فشكرني ووعدني بنقلي معه إلى موقع عمله الجديد ..
في اليوم التالي حضر هذا العميد وكان متهللاً فرحا يسلم على الجميع بوجه طلق وبشاشة ظاهرة .. وصعد إلى مكتب المدير .. وبعد برهة من الوقت خرج مع المدير سويا في سيارة واحدة ولا ندري أين ذهبا ..؟؟ و مضى ذلك اليوم ولم يعد العميد لأخذ سيارته .. وقد رأينا المدير حضر قبل نهاية الدوام والعميد ليس معه .. وفي اليوم التالي سمعنا قصة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع وهي أن العميد ( فلان ) سقط من الدرج على وجهه فجاء لسانه بين فكيه فقطع وقد نقل إلى المستشفى ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ لسانه .. !! وقد عرفنا فيما بعد أن قطع لسانه كان عملا مدبرا لمنعه من الحديث أو الكلام عن الجهاز أو ما يجري فيه .
وهناك المقدم ( فلان ) طلب نفس الطلب فتوفي في حادث سيارة غامض وهناك العقيد ( فلان ) يقال أنه تكلم في أحد المجالس بما لا يليق ووجدوه ميتا في مكتبه بعد أن زاره شخصان من خارج الجهاز وسجلت الوفاة ( أزمة قلبية حادة ) والرجل لا يعاني من أي مرض في قلبه ولم يعرف عنه ذلك أبدا ..!! والقصص في ذلك كثيرة .. وأذكر لك قضية النقيب) فلان ) الذي أرسل للأمير/ نايف رسالة عن الأوضاع في الجهاز وكان هذا النقيب متدينا خلوقا طيب المعشر .. وفي ليلة من الليالي وكان مستلما في الإدارة ( ضابط خفر ) حضر الينا بعض الأشخاص بملابس مدنية وخرج النقيب معهم ولم يعد للعمل أو لبيته منذ ذلك اليوم .. ولا أحد يدري عنه إلى الآن .. رغم أن والداه .. يسألان عنه بشكل مستمر .. وآخر المطاف كلف الجهاز بإحضار والديه وزوجته وكتب عليهم تعهد بعدم السؤال عنه مرة أخرى وعليهم أن يعتبروه ميتا ... الخ الخ !!
أخي الكريم الشيخ / فلان ..
بعد كلام ذلك الفرد معي في بدية عملي في هذا الجهاز بدأت أدقق في الأمور بشكل مختلف فقد قلت لنفسي لعله يبالغ فيما ذكره لي أو لعله وبتوجيه من شخص ما.. يريد أن يصرفني عما أفكر فيه من ترك العمل .. ولكني ركزت إهتمامي لأتأكد من صحة ما ذكره لي لأن ذلك يعني عدم الأمان والعيش في ظل قلق دائم .. وقلت لنفسي لو صح كلامه فهاذا
يعني أنني أعمل في جهاز عصابة وليس جهازا لحفظ الأمن الداخلي .. ومع مرور الأيام وتقدمي في الرتب وجدت أن ما قاله ذلك الفرد ليس الا نقطة في بحر فالمناصب الهامة والحساسة تسند إلى السفلة والدنيئين ومعظم قيادات هذا الجهاز ليست من المجتمعات القبيلية وهم يضربون الشعب ببعضه البعض وبعض هذه القيادات تتلاعب بوزير الداخلية كيفما شاءت فيضحكون عليه ببعض التقارير الغير صحيحة وأحيانا يخرجونه من بيته الساعة الثالثة فجرا بحجة ( إحتياطات أمنية ) وبعد أن يخرجوه من بيته على وجه السرعة يجلسون يتضاحكون على ما فعلوه في وزير الداخلية وأهم وزير في الدولة السعودية .. ثم يجلسون يتحدون بعضهم البعض في إخراج الأمير الفلاني أو الوزير الفلاني أو المسؤل الفلاني من بيته وتركه يدور في الشوارع لمدة ساعة أو ساعتين وأحيانا أكثر وفي أوقات متأخرة من الليل .. ويجلسون هم يتندرون على ذلك .
لقد حاولت مرارا وتكرارا أن أصلح بعضا من أوضاع هذا الجهاز بحكم مسؤليتي الحالية ولكن لم أستطع وفي نفس الوقت لا أستطيع ترك الجهاز ففي مرة من المرات وفي أحد الإجتماعات مع وزير الداخلية قال لنا .. أنتم يا رجال المباحث لا تستقيلون ولا تتقاعدون .. ومن يرغب في ترك العمل لأي سبب فعليه أن يموت ..!!
إنا أتفق معك أن هذا الجهاز قد سخر لخدمة أمن الأسرة وجعل سيفا مسلطا على رقاب الناس وأعلم أن الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء قد أهينوا وعذبوا على يد جهلة وسفلة من جهازنا ولكن ماذا بيدي أن أفعل فأنا لا أملك من أمري شيئا بل إنني مهدد في نفسي وفي أسرتي .. وعلى ذكر التهديد في الأسرة أذكر لك قصة أحد زملائنا حيث
تكلم مع الخصيفان بخصوص قضية الدحلان حيث أمر الخصيفان أن تحرر له شهادة براءة وأن يكتب للمقام السامي خطاب يمجد الدحلان ويشيد بإخلاصه ووطنيته .. وعندما أحضرت مسودة ذلك الخطاب للخصيفان وكان ذلك الزميل جالسا عنده عرض عليه الخطاب وسأله عن رأيه فيه فأنتفض الزميل بعد القراءة وقال له يا طويل العمر ملف الدحلان عندنا من أسوأ الملفات فكيف أصبح ملاكا بهذا الشكل .. فغضب منه الخصيفان وطلب منه أن يسلم نفسه اليوم الثاني لمباحث تبوك .. فحاول الزميل إفهامه أن الموضوع لا يستدعي وأنه أظهر وجهة نظره من خلال التقارير عن الدحلان وليس رأيا شخصيا .. فأصر الخصيفان على موقفه وقد حاولنا التدخل لإصلاح الوضع فلم نستطع .. وفي لحظة غضب توجه الزميل إلى مكتب الخصيفان وقال له سأذهب خصيصا لمقابلة الأمير عبدالله وأشرح له كذب ما كتبتوه عن الدحلان وأنه كذا وكذا ..فرد عليه الخصيفان بكلمة واحده ( أظن أنك ستكون مشغولا بالعزاء ) ولم يفهم الزميل ولم نفهم نحن ذلك الا في اليوم الثاني عندما توفي إبن ذلك الزميل وعمره 18 عاما ومعه أربعة من زملائه في حادث سير ( قد يكون مدبرا) !؟
أخي الكريم الشيخ / فلان ..
أنت وغيرك من الناس تعيشون في أمان تحسدون عليه ووالله الذي لا إله الا هو أننا نعيش الرعب أشكالا وألوانا .. وانت وغيرك مع إحترامي لكم لا تستطيعون أن توفروا لنا ملاذا آمنا ولا تستطيعون أن تحمونا .. نحن أناس تعساء قدر لنا أن نعمل في هذا الجهاز القذر .. فإين الطريق ..؟؟ أنني أحاول منذ أن عملت في هذا الجهاز ألا أحقق في قضية أو أقود مداهمة .. ولكنني أدرك أنني مذنب وإني أستغفر الله وأسأله أن يرحمني وينقذني من هذا الهوان الذي أعيشه .. فوالله ياشيخنا العزيز أني أعاني من نظرات الإحتقار والإزدراء التي أواجهها حتى من أفراد أسرتي ومجتمعي الذي يعرفني .. ووالله أننا نعاني من تأنيب الضمير .. أنا وبعض من أثق بهم من الزملاء .. ولكن .. ماذا نحن فاعلون..؟؟ ولا أخفيك أن هناك الكثير من حثالة المجتمع المصابين ببعض العقد النفسية والإجتماعية قد وجدوا في هذا الجهاز ما ينشدون .. فانطلقوا من خلاله يسومون الناس سوء العذاب البرئ والمذنب على حد سواء .. بمباركة من الحكومة وخصوصا وزير الداخلية ولعلم الجميع فليس لدينا في المباحث العامة ( مذنب ) بالمعنى الحرفي للكلمة .. ومعظم السجناء لدينا مواطنين أحسن منا في إنتمائهم وإخلاصهم لوطنهم وتكاد تكون جريمتهم أنهم تكلموا في نظام الحكم أو طالبوا بإصلاح ما .. أو محاسبة مسئول ما ..؟؟ أو أعترضوا على أمر ما ..؟؟
ختاما أتمنى من الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ولعلي في هذه الرسالة قد أوضحت لك بعضا مما نعانيه في هذا الجهاز ولعلك تجد لنا فيه بعض العذر ووالله أننا بحاجة إلى مساعدتكم لنا ولزملائنا ونحن بحاجة إلى دعواتكم لنا لينتقذنا الله من هذا المستنقع الآسن الذي وجدنا أنفسنا فيه دون معرفة أو رغبة منا حفظكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخوكم / فلان بن فلان ؟؟ ( أحد منسوبي المباحث العامة ) ؟؟
(( منقول )) ............( من موقع نشرة أخبار العدل ) !؟
-----------------------------------------------------------
هذا أفضل بيتين شعر تناسب< المباحث > للشاعر .. ( القحطاني )
ردي الأصل لوشفته صفا لك ******** ترى الأنذال عشرتها مصايب .
ويضحكلك وهو جالس قبالك ******** وليّا من صد في أمره عجايب .
----------------------------------------------------------
نص الرسالة :
الأخ الكريم الشيخ /....................... سلمه الله تعالى ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ،،
أتاسف منك لعدم التوقيع على هذه الرسالة وكتابتها بجهاز الكمبيوتر لأسباب لا شك أنك تعرفها .. الا أن الذي دفعني لكتابتها هو تهجمكم الدائم على جهاز المباحث ووصفكم العاملين فيه بأوصاف لا أريد أن أتطرق لها في رسالتي هذه ولكنها في مجملها مؤذية للمشاعر .. وقد عقدت العزم أن أوجه لكم رسالتي هذه لأقدم لكم نبذة بسيطة عن جهاز المباحث الذي لا تعرفون منه الا الوجه الأسود بالنسبة لكم وهو أشد سوادا بالنسبة لنا ومن وصل إلى هذا الجهاز من الضباط ليس له خيار التراجع عنه .
عزيزي الشيخ / فلان ..
قبل مايقارب العشرين عاما تخرجت من الكلية الأمنية برتبة ملازم وكنت من المتفوقين في الكلية وقد عينت في جهاز المباحث ولم أتمالك نفسي حينها من الفرحة العارمة لما سمعته من دور هذا الجهاز في حفظ الأمن الداخلي للبلد .. وهذا ما يروج عن جهازنا إلى اليوم .. وباشرت عملي حسب قرار التعيين وبقيت سنة في هذا الجهاز بدون عمل ( أي أنني لم أكلف بأي عمل ) وقد عرفت فيما بعد أن تلك الفترة كانت فترة تقييم وأني كنت طوال تلك السنة تحت المراقبة .
مضت السنة وبدأت أتولى بعض المسئوليات الخفيفة تحت إمرة بعض الزملاء الأقدم مني وقد شاهدت من المآسي والظلم والتعذيب ما تشيب له الرؤس فتقدمت إلى رئيسي طالبا منه نقلي إلى قطاع آخر غير ( المباحث العامة ) فقال بالحرف ( هوه دخول الحمام زي الخروج منه ) ثم أردف قائلا : ( بما أنك قد وصلت إلى هذه المرحلة فلا سبيل إلى النقل من الجهاز لأسباب ستعرفها فيما بعد ) .. ثم طلب منى العودة إلى مكتبي ونسيان الموضوع وأثناء عملي نشأت بيني وبين بعض الأفراد علاقات صداقة .. وبعضهم كان قديما في الخدمة وقد سمعت منهم قصص يشيب لهولها الولدان .. فأطلعت بعضهم على رغبتي في ترك العمل في المباحث حتى لو أدى ذلك إلى إستقالتي من العمل الحكومي نهائيا . فطلب مني أحدهم وكان من أهل الجنوب أن أتجنب الكلام في هذا الموضوع في الوقت الحاضر فاستغربت لذلك لأني الضابط الوحيد والبقية هم من الأفراد ..فلماذا طلب مني السكوت ..؟؟
أشغلني طلب ذلك الفرد .. وكنت أتحين الفرصة للخلوة به .. وفي اليوم الثاني صباحا وأنا متوجه إلى عملي وقبل الوصول إلى الإدارة قابلت هذا الفرد في الشارع في سيارته فأشرت له بيدي أن يتوقف فتوقف ونزل سلم على فطلبت منه أن يركب .. وعندما ركب سألته هل أفطر أم لا .. فقال لا فأنا مستلم من البارح ولم أنم وأرغب في الذهاب إلى البيت فقلت له أريدك في موضوع هام جدا فقال أعرف .. أنت تريد أن تسألني عن أمس ولماذا طلبت منك عدم الكلام في موضوع ترك العمل فقلت له نعم .. فقال ببساطة لأن ( فلان ) الجالس معنا مكلف بمراقبتك .. فقلت له بتعجب أنا ..؟؟ قال نعم أنت .. وليه الغرابة ..؟؟ الا تعلم أن الجهاز كله مسلط بعضه على بعض .. وأن الكل يراقب الكل .. فأنت ما تزال ضابطا لم يمضي على تعيينك الا القليل أما أنا فقد تجاوزت خدمتى الثلاثين عاما .. ورغم محدودية معرفتنا بالقضايا فقد عرفنا الكثير .. ونحن أيها الضابط في فرق المداهمات لا نعرف أين نحن متجهين ..؟ ولا نعرف الشخص المقبوض عليه ..؟؟ نحن فقط ننفذ الأوامر .. وأحيانا نتلقى الأوامر من أشخاص مجهولين لا نعرفهم لا ندري من أين يأتون أو لأي جهة ينتمون ..؟؟ فقط توجه لنا الآوامر بتنفيذ ما يطلب منا فقط ..!! وبالأمس عندما تحدثت عن رغبتك في ترك العمل في الإدارة ذكرتني بـالعميد /( فلان ) فقد أوكل اليه التحقيق مع شخص ما واقتنع ببراءته وطلب إطلاق سراحه .. فجاءت الأوامر أن عليه أن يدينه بأي تهمة وأن ينتزع منه إعترافا بذلك .. وحيث أن ذلك المتهم كان إنسانا مثقفا خلوقا طلب العميد إعفاءه من التحقيق معه وإسناد القضية لزميل آخر ..إلا أن طلبه رفض وطلب منه تنفيذ ذلك بالأمر العسكري فأعتذر عن ذلك .. وقال لهم إذا كنتم مصرين على ذلك أرجو نقلي من هذا الجهاز .. ورفض طلبه أيضا .. فما كان منه إلا أن أبلغهم أنه لن يداوم في هذه الإدارة مرة أخرى ويطلب إعفاءه من العمل الرسمي .. وبقي الرجل في بيته لا يحضر للدوام .. وبعد مضي ما يقارب خمسة عشر يوما كلفت من مدير الإدارة بالذهاب إلى بيت العميد وإبلاغه أن الموافقة قد صدرت على نقله من الجهاز وعليه أن يحضر لتسليم عهدته وإستلام قرار النقل .. وفعلا ذهبت اليه وأبلغته بذلك فشكرني ووعدني بنقلي معه إلى موقع عمله الجديد ..
في اليوم التالي حضر هذا العميد وكان متهللاً فرحا يسلم على الجميع بوجه طلق وبشاشة ظاهرة .. وصعد إلى مكتب المدير .. وبعد برهة من الوقت خرج مع المدير سويا في سيارة واحدة ولا ندري أين ذهبا ..؟؟ و مضى ذلك اليوم ولم يعد العميد لأخذ سيارته .. وقد رأينا المدير حضر قبل نهاية الدوام والعميد ليس معه .. وفي اليوم التالي سمعنا قصة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع وهي أن العميد ( فلان ) سقط من الدرج على وجهه فجاء لسانه بين فكيه فقطع وقد نقل إلى المستشفى ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ لسانه .. !! وقد عرفنا فيما بعد أن قطع لسانه كان عملا مدبرا لمنعه من الحديث أو الكلام عن الجهاز أو ما يجري فيه .
وهناك المقدم ( فلان ) طلب نفس الطلب فتوفي في حادث سيارة غامض وهناك العقيد ( فلان ) يقال أنه تكلم في أحد المجالس بما لا يليق ووجدوه ميتا في مكتبه بعد أن زاره شخصان من خارج الجهاز وسجلت الوفاة ( أزمة قلبية حادة ) والرجل لا يعاني من أي مرض في قلبه ولم يعرف عنه ذلك أبدا ..!! والقصص في ذلك كثيرة .. وأذكر لك قضية النقيب) فلان ) الذي أرسل للأمير/ نايف رسالة عن الأوضاع في الجهاز وكان هذا النقيب متدينا خلوقا طيب المعشر .. وفي ليلة من الليالي وكان مستلما في الإدارة ( ضابط خفر ) حضر الينا بعض الأشخاص بملابس مدنية وخرج النقيب معهم ولم يعد للعمل أو لبيته منذ ذلك اليوم .. ولا أحد يدري عنه إلى الآن .. رغم أن والداه .. يسألان عنه بشكل مستمر .. وآخر المطاف كلف الجهاز بإحضار والديه وزوجته وكتب عليهم تعهد بعدم السؤال عنه مرة أخرى وعليهم أن يعتبروه ميتا ... الخ الخ !!
أخي الكريم الشيخ / فلان ..
بعد كلام ذلك الفرد معي في بدية عملي في هذا الجهاز بدأت أدقق في الأمور بشكل مختلف فقد قلت لنفسي لعله يبالغ فيما ذكره لي أو لعله وبتوجيه من شخص ما.. يريد أن يصرفني عما أفكر فيه من ترك العمل .. ولكني ركزت إهتمامي لأتأكد من صحة ما ذكره لي لأن ذلك يعني عدم الأمان والعيش في ظل قلق دائم .. وقلت لنفسي لو صح كلامه فهاذا
يعني أنني أعمل في جهاز عصابة وليس جهازا لحفظ الأمن الداخلي .. ومع مرور الأيام وتقدمي في الرتب وجدت أن ما قاله ذلك الفرد ليس الا نقطة في بحر فالمناصب الهامة والحساسة تسند إلى السفلة والدنيئين ومعظم قيادات هذا الجهاز ليست من المجتمعات القبيلية وهم يضربون الشعب ببعضه البعض وبعض هذه القيادات تتلاعب بوزير الداخلية كيفما شاءت فيضحكون عليه ببعض التقارير الغير صحيحة وأحيانا يخرجونه من بيته الساعة الثالثة فجرا بحجة ( إحتياطات أمنية ) وبعد أن يخرجوه من بيته على وجه السرعة يجلسون يتضاحكون على ما فعلوه في وزير الداخلية وأهم وزير في الدولة السعودية .. ثم يجلسون يتحدون بعضهم البعض في إخراج الأمير الفلاني أو الوزير الفلاني أو المسؤل الفلاني من بيته وتركه يدور في الشوارع لمدة ساعة أو ساعتين وأحيانا أكثر وفي أوقات متأخرة من الليل .. ويجلسون هم يتندرون على ذلك .
لقد حاولت مرارا وتكرارا أن أصلح بعضا من أوضاع هذا الجهاز بحكم مسؤليتي الحالية ولكن لم أستطع وفي نفس الوقت لا أستطيع ترك الجهاز ففي مرة من المرات وفي أحد الإجتماعات مع وزير الداخلية قال لنا .. أنتم يا رجال المباحث لا تستقيلون ولا تتقاعدون .. ومن يرغب في ترك العمل لأي سبب فعليه أن يموت ..!!
إنا أتفق معك أن هذا الجهاز قد سخر لخدمة أمن الأسرة وجعل سيفا مسلطا على رقاب الناس وأعلم أن الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء قد أهينوا وعذبوا على يد جهلة وسفلة من جهازنا ولكن ماذا بيدي أن أفعل فأنا لا أملك من أمري شيئا بل إنني مهدد في نفسي وفي أسرتي .. وعلى ذكر التهديد في الأسرة أذكر لك قصة أحد زملائنا حيث
تكلم مع الخصيفان بخصوص قضية الدحلان حيث أمر الخصيفان أن تحرر له شهادة براءة وأن يكتب للمقام السامي خطاب يمجد الدحلان ويشيد بإخلاصه ووطنيته .. وعندما أحضرت مسودة ذلك الخطاب للخصيفان وكان ذلك الزميل جالسا عنده عرض عليه الخطاب وسأله عن رأيه فيه فأنتفض الزميل بعد القراءة وقال له يا طويل العمر ملف الدحلان عندنا من أسوأ الملفات فكيف أصبح ملاكا بهذا الشكل .. فغضب منه الخصيفان وطلب منه أن يسلم نفسه اليوم الثاني لمباحث تبوك .. فحاول الزميل إفهامه أن الموضوع لا يستدعي وأنه أظهر وجهة نظره من خلال التقارير عن الدحلان وليس رأيا شخصيا .. فأصر الخصيفان على موقفه وقد حاولنا التدخل لإصلاح الوضع فلم نستطع .. وفي لحظة غضب توجه الزميل إلى مكتب الخصيفان وقال له سأذهب خصيصا لمقابلة الأمير عبدالله وأشرح له كذب ما كتبتوه عن الدحلان وأنه كذا وكذا ..فرد عليه الخصيفان بكلمة واحده ( أظن أنك ستكون مشغولا بالعزاء ) ولم يفهم الزميل ولم نفهم نحن ذلك الا في اليوم الثاني عندما توفي إبن ذلك الزميل وعمره 18 عاما ومعه أربعة من زملائه في حادث سير ( قد يكون مدبرا) !؟
أخي الكريم الشيخ / فلان ..
أنت وغيرك من الناس تعيشون في أمان تحسدون عليه ووالله الذي لا إله الا هو أننا نعيش الرعب أشكالا وألوانا .. وانت وغيرك مع إحترامي لكم لا تستطيعون أن توفروا لنا ملاذا آمنا ولا تستطيعون أن تحمونا .. نحن أناس تعساء قدر لنا أن نعمل في هذا الجهاز القذر .. فإين الطريق ..؟؟ أنني أحاول منذ أن عملت في هذا الجهاز ألا أحقق في قضية أو أقود مداهمة .. ولكنني أدرك أنني مذنب وإني أستغفر الله وأسأله أن يرحمني وينقذني من هذا الهوان الذي أعيشه .. فوالله ياشيخنا العزيز أني أعاني من نظرات الإحتقار والإزدراء التي أواجهها حتى من أفراد أسرتي ومجتمعي الذي يعرفني .. ووالله أننا نعاني من تأنيب الضمير .. أنا وبعض من أثق بهم من الزملاء .. ولكن .. ماذا نحن فاعلون..؟؟ ولا أخفيك أن هناك الكثير من حثالة المجتمع المصابين ببعض العقد النفسية والإجتماعية قد وجدوا في هذا الجهاز ما ينشدون .. فانطلقوا من خلاله يسومون الناس سوء العذاب البرئ والمذنب على حد سواء .. بمباركة من الحكومة وخصوصا وزير الداخلية ولعلم الجميع فليس لدينا في المباحث العامة ( مذنب ) بالمعنى الحرفي للكلمة .. ومعظم السجناء لدينا مواطنين أحسن منا في إنتمائهم وإخلاصهم لوطنهم وتكاد تكون جريمتهم أنهم تكلموا في نظام الحكم أو طالبوا بإصلاح ما .. أو محاسبة مسئول ما ..؟؟ أو أعترضوا على أمر ما ..؟؟
ختاما أتمنى من الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ولعلي في هذه الرسالة قد أوضحت لك بعضا مما نعانيه في هذا الجهاز ولعلك تجد لنا فيه بعض العذر ووالله أننا بحاجة إلى مساعدتكم لنا ولزملائنا ونحن بحاجة إلى دعواتكم لنا لينتقذنا الله من هذا المستنقع الآسن الذي وجدنا أنفسنا فيه دون معرفة أو رغبة منا حفظكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخوكم / فلان بن فلان ؟؟ ( أحد منسوبي المباحث العامة ) ؟؟
(( منقول )) ............( من موقع نشرة أخبار العدل ) !؟
-----------------------------------------------------------
هذا أفضل بيتين شعر تناسب< المباحث > للشاعر .. ( القحطاني )
ردي الأصل لوشفته صفا لك ******** ترى الأنذال عشرتها مصايب .
ويضحكلك وهو جالس قبالك ******** وليّا من صد في أمره عجايب .
----------------------------------------------------------
تعليق