بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
التوبة : 100
الآية الكريمة السابقة ، كثيرا ما يستشهد بها إخواننا السنّة بأنها دليل على علو مكانة الصحابة ، وما أن تحاور أحدهم في قضية صحابي ارتكب إثما مبينا، إلا وقد أتاك بتلك الآية الشريفة ليستشهد بها على أن الصحابة لا يضرهم شيء بعدما رضي الله تعالى عنهم وأعد لهم جنات خالدين!
إن هذا المفهوم له أساس في التفاسير لديهم كتفسير فتح القدير -تفسير فتح القدير ج 2 ص 581-
حيث ذكر أنه أخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن أبي صخر حميد بن زياد قال: قلت لمحمد بن كعب القرظي: أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أريد الفتن، قال: إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، قلت له: وفي أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأون قوله تعالى: "والسابقون الأولون" الآية.
وقد ذهب بعض علماء السنّة إلى أن بُغض أي صحابي زندقة ، وعليه فهم يرون أن الشيعة يرتكبون المعصية بطعنهم في صحابة رسول الله (ص) ، وأنهم يخالفون صريح آية في القرآن الكريم . وفي هذا الصدد يقول ابن كثير: فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان, فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم, ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه, فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم. عياذاً بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة, فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم ؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله, ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون, ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون
-تفسير ابن كثير ج 2 ص 505-
إن علماء السنّة بعد أن اختلقوا تلك الهالة القدسية للصحابة بموجب تفسيرهم للآية السابقة ، كادوا أن يجعلوا لجيل التابعين للصحابة نفس تلك الهالة القدسية لولا وجود كلمة ( بإحسان ) في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ). فلولا ذلك لتوسع علماؤهم في نطاق الهالة القدسية لتشمل إضافة إلى كل من رأى النبي من الصحابة ، أيضا كل من رأى صحابي وفق تعريفهم للتابعين بأنهم الجيل الذي عاصر الصحابة ، إلا أن لفظ ( بإحسان ) قيّد عندهم تلك الهالة القدسية ، وجعل البعض ذلك التقييد مرهون بالمولاة للشيخين والأسرة الأموية ، فذلك هو الاتباع بإحسان في نظرهم !
ويقولون من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان فلا مدخل له في ذلك
-اعتقاد أئمة الحديث ج 1 ص 72-
وعلى الرغم أن علمائهم اتفقوا على أن الآية خاصة بالصحابة والتابعين ، إلا أنهم وقعوا في حيرة وهم يحاولون معرفة فيمن نزلت الآية بالضبط !!
اختلاف علماء السنة في تطبيق الآية :
لقد اختلف علماؤهم أيما اختلاف فيمن هم المعنيون في الآية ، فقد جاء في تفسير فتح القدير أنهم اختلفوا على عدة آراء :
1- "والسابقون الأولون" هم الذين صلوا القبلتين جميعاً.
2- هم أبو بكر وعمر وعلي وسلمان وعمار بن ياسر.
3- هم من أدرك بيعة الرضوان. "والذين اتبعوهم بإحسان" هم من بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة.
4- جميع أصحاب النبي (ص) وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، وشرط على التابعين شرطاً لم يشرطه فيهم.
5- "والسابقون الأولون" إلى قوله: "ورضوا عنه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا لأمتي كلهم، وليس بعد الرضا سخط".
تفسير فتح القدير ج 2 ص 581
وجاء في تفسير البغوي
واختلفوا في السابقين الأولين،
1- هم الذين صلوا إلى القبلتين.
2- هم أهل بدر.
3- هم الذين شهدوا بيعة الرضوان، وكانت بيعة الرضوان بالحديبية.
تفسير البغوي ج 1 ص 87
وجاء في تفسير الطبري
واختلف أهل التأويل في المعني بقوله: " والسابقون الأولون ".
1- فقال بعضهم: هم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، أو أدركوا.
2- هم الذين صلوا القبلتين جميعاً.
وأما الذين اتبعوا المهاجرين الأولين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا لله إسلامهم، وسلكوا مناهجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.
تفسير الطبري ج 6 ص 453
وجاء في تفسير البيضاوي
" والسابقون الأولون من المهاجرين "هم الذين صلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدراً والذين أسلموا قبل الهجرة. "والأنصار" أهل بيعة العقبة الأولى .وكانوا سبعة وأهل بيعة العقبة الثانية وكانوا سبعين .... "والذين اتبعوهم بإحسان" اللاحقون بالسابقين من القبيلتين، أو من اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة.
تفسير البيضاوي ج 1 ص 168
كما تلاحظ أخي الكريم لم يستقر علماء السنّة على رأي واحد ليحددوا بالضبط من هم هؤلاء السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، ومع ذلك يدخلون كل الصحابة ضمن تلك الهالة القدسية حتى لو كان طفلا صغيرا لم يصلي القبلتين ، ولا بايع البيعتين ، ولا شارك في بدر ، وليس له منقبة سوى بغضه لأمير المؤمنين علي عليه السلام كالمسور بن مخرمة ومن على شاكلته ، ناهيك عن رجالهم أمثال الطلقاء والمؤلفة قلوبهم. ومع ذلك يقولون رضي الله عنهم أجمعين أكتعين أبصرين ! ويتوعدون الشيعة بالويل إن هم طعنوا في أحد هؤلاء حتى لو بدّل في دين الله أو جاء بما يلزم غضب الله عليه أو قتل مؤمنا متعمدا !
بحث الأخ : المتقي
فكيف تكفر من يحط عليهم و أنت أساساً ليس لديك تعريف متفق عليه يوضح من هم بالضبط ؟
مذهب عجيب !!!
قال تعالى :
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
التوبة : 100
الآية الكريمة السابقة ، كثيرا ما يستشهد بها إخواننا السنّة بأنها دليل على علو مكانة الصحابة ، وما أن تحاور أحدهم في قضية صحابي ارتكب إثما مبينا، إلا وقد أتاك بتلك الآية الشريفة ليستشهد بها على أن الصحابة لا يضرهم شيء بعدما رضي الله تعالى عنهم وأعد لهم جنات خالدين!
إن هذا المفهوم له أساس في التفاسير لديهم كتفسير فتح القدير -تفسير فتح القدير ج 2 ص 581-
حيث ذكر أنه أخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن أبي صخر حميد بن زياد قال: قلت لمحمد بن كعب القرظي: أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أريد الفتن، قال: إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، قلت له: وفي أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأون قوله تعالى: "والسابقون الأولون" الآية.
وقد ذهب بعض علماء السنّة إلى أن بُغض أي صحابي زندقة ، وعليه فهم يرون أن الشيعة يرتكبون المعصية بطعنهم في صحابة رسول الله (ص) ، وأنهم يخالفون صريح آية في القرآن الكريم . وفي هذا الصدد يقول ابن كثير: فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان, فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم, ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه, فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم. عياذاً بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة, فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم ؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله, ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون, ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون
-تفسير ابن كثير ج 2 ص 505-
إن علماء السنّة بعد أن اختلقوا تلك الهالة القدسية للصحابة بموجب تفسيرهم للآية السابقة ، كادوا أن يجعلوا لجيل التابعين للصحابة نفس تلك الهالة القدسية لولا وجود كلمة ( بإحسان ) في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ). فلولا ذلك لتوسع علماؤهم في نطاق الهالة القدسية لتشمل إضافة إلى كل من رأى النبي من الصحابة ، أيضا كل من رأى صحابي وفق تعريفهم للتابعين بأنهم الجيل الذي عاصر الصحابة ، إلا أن لفظ ( بإحسان ) قيّد عندهم تلك الهالة القدسية ، وجعل البعض ذلك التقييد مرهون بالمولاة للشيخين والأسرة الأموية ، فذلك هو الاتباع بإحسان في نظرهم !
ويقولون من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان فلا مدخل له في ذلك
-اعتقاد أئمة الحديث ج 1 ص 72-
وعلى الرغم أن علمائهم اتفقوا على أن الآية خاصة بالصحابة والتابعين ، إلا أنهم وقعوا في حيرة وهم يحاولون معرفة فيمن نزلت الآية بالضبط !!
اختلاف علماء السنة في تطبيق الآية :
لقد اختلف علماؤهم أيما اختلاف فيمن هم المعنيون في الآية ، فقد جاء في تفسير فتح القدير أنهم اختلفوا على عدة آراء :
1- "والسابقون الأولون" هم الذين صلوا القبلتين جميعاً.
2- هم أبو بكر وعمر وعلي وسلمان وعمار بن ياسر.
3- هم من أدرك بيعة الرضوان. "والذين اتبعوهم بإحسان" هم من بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة.
4- جميع أصحاب النبي (ص) وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، وشرط على التابعين شرطاً لم يشرطه فيهم.
5- "والسابقون الأولون" إلى قوله: "ورضوا عنه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا لأمتي كلهم، وليس بعد الرضا سخط".
تفسير فتح القدير ج 2 ص 581
وجاء في تفسير البغوي
واختلفوا في السابقين الأولين،
1- هم الذين صلوا إلى القبلتين.
2- هم أهل بدر.
3- هم الذين شهدوا بيعة الرضوان، وكانت بيعة الرضوان بالحديبية.
تفسير البغوي ج 1 ص 87
وجاء في تفسير الطبري
واختلف أهل التأويل في المعني بقوله: " والسابقون الأولون ".
1- فقال بعضهم: هم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، أو أدركوا.
2- هم الذين صلوا القبلتين جميعاً.
وأما الذين اتبعوا المهاجرين الأولين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا لله إسلامهم، وسلكوا مناهجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.
تفسير الطبري ج 6 ص 453
وجاء في تفسير البيضاوي
" والسابقون الأولون من المهاجرين "هم الذين صلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدراً والذين أسلموا قبل الهجرة. "والأنصار" أهل بيعة العقبة الأولى .وكانوا سبعة وأهل بيعة العقبة الثانية وكانوا سبعين .... "والذين اتبعوهم بإحسان" اللاحقون بالسابقين من القبيلتين، أو من اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة.
تفسير البيضاوي ج 1 ص 168
كما تلاحظ أخي الكريم لم يستقر علماء السنّة على رأي واحد ليحددوا بالضبط من هم هؤلاء السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، ومع ذلك يدخلون كل الصحابة ضمن تلك الهالة القدسية حتى لو كان طفلا صغيرا لم يصلي القبلتين ، ولا بايع البيعتين ، ولا شارك في بدر ، وليس له منقبة سوى بغضه لأمير المؤمنين علي عليه السلام كالمسور بن مخرمة ومن على شاكلته ، ناهيك عن رجالهم أمثال الطلقاء والمؤلفة قلوبهم. ومع ذلك يقولون رضي الله عنهم أجمعين أكتعين أبصرين ! ويتوعدون الشيعة بالويل إن هم طعنوا في أحد هؤلاء حتى لو بدّل في دين الله أو جاء بما يلزم غضب الله عليه أو قتل مؤمنا متعمدا !
بحث الأخ : المتقي
فكيف تكفر من يحط عليهم و أنت أساساً ليس لديك تعريف متفق عليه يوضح من هم بالضبط ؟
مذهب عجيب !!!
تعليق