ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذا الموضوع ...و لكني قررت أخيرا كتابته وذلك بعد أن تصفحت عدد كبير من المشاراكات في منتديات و مواقع أخرى تخص هذا الموضوع و كذلك نظرا لتداعياته الاجتماعية الخطيرة
و حتى لا أعرض عليكم الموضوع بصيغة جافة و مصطلحات قد لا توصل الفكرة المناسبة سوف أحكي لكم تجربتي الشخصية و التي تعبر عن هذا الموضوع :
المشكلة الأساسية مع الوالد الكريم ....أنا أحبه و أحترمه و هو شخص متدين لا أراه الا و هو يتوضأ و يصلي و يقرأ القرأن الكريم و صلاة الليل و لا يدع دعاء من أدعية مفتاح الجنان الا و قرأة و حتى أنه يأم الناس في الصلاة الجماعة في المسجد الذي يصلي به حين غياب السيد المسؤول عن الصلاة .......يعني بالمختصر شخص متدين و ليس له كلام سوى الأحاديث الشريفة وفتاوى العلماء و مناقب أهل البيت عليهم السلام
لكنه من ناحية أخرى و أثناء معاملته معنا كأهل بيته يميل الى الصرامة و يصبح حاد الطباع و كثير الأوامر و الويل لمن يخالفه و لو بنظرة الى درجة أنه بين الأمر و الأمر يوجد أمر ...هههه لقد حطم الرقم القياسي في اصدار الأوامر لدرجة أني أعتقدت أني أخدم في الجيش و أحيانا يصاحب هذه الأوامر بالصراخ و لكن ما يحز في نفسي هو أني مهما تفانيت في اطاعة أوامره فهو لا يعجبه شيء و لا يقدر مجهودي بل يطالبني بالمزيد ...و لا يقيم وزن لمشاعر أي شخص من أمي و أخواني بما فيهم أنا
طبعا هو ليس وحش كاسر مثل بعض الناس فالشهادة لله لا يبخل علينا بالمأكل و الملبس....الخ و لكن خليكم معي لأشرح لكم الباقي ....
أبي طبيب يعني مثقف و الله فاتحها عليه مثل ما بقولوا و لكنني أستغرب بعض تصرفاته يعني مثلا :
- لا يحب أن يذهب في نزهات و عطل بحجة أنه يتعطل عن الصلاة أو الشغل واذا حدث و ذهبنا في مشوار رجع غاضبا و لا أحد يعرف السبب
- هو لا يزيد مصروفي بحجة أنه سوف تتفسد أخلاقي .....و كأنني ولد صغير
المهم يا أخوان لن أطيل عليكم فقد وصلت الفكرة .....و مع ما تقدم فهذا لم يؤثر على علاقتي به بل و كانت علاقة حب و احترام و كان قدوتي في الحياة و مثلي الأعلى .
و أستمرت الأمور على هذا النحو الى أن حصلت على الشهادة الثانوية و كان مجموعي ممتاز يخولني الدخول الى أعلى الاختصاصات و الهندسات و لكني للأسف أعاني من مرض وراثي في الشبكية العين و نظري ضعيف و كنت أعاني من مشاكل كثيرة أثناء الدراسة كنت أجد الحل لها لكني عند دخولي الحياة الجامعية لم أتمكن من حل هذه المشاكل و تنقلت من فرع الى أخر حتى أستقريت على فرع نظري الدراسة فيه قليلة ...طبعا كنت غير مقتنع فيه و لكني قلت أجرب ...و مع بداية السنة الأولى و تجدد المتاعب السابقة في الدراسة نظرا لضعف بصري و أقتناعي أني عند تخرجي لن يرضى أي شخص في توظيفي نظرا لعلتي... فكرت كثيرا الى أن توصلت الى حل فقلت لنفسي لماذا لا أبدأ مشروع خاص بنفسي و هكذا أكون قد سترت عيبي و توكلت على اللله و الله خير الرازقين و ان من بلاني لن ينساني .... و هكذا قررت مفاتحة الموضوع مع والدي .... كي يساعدي في بدء هذا المشروع و ضمن امكانياته و على سبيل الدين اذ قلت لنفسي ليس لدي الحق أن أخذ المال لنفسي دون أن أرجعه ....وفعلا فاتحت الموضوع مع والدي وقلت له ما ذكرت سابقا بشأن مشاكل التوظيف و ما أعاني منه من علة فقال لي : ان شاء الله ولكن ماذا عن الدراسة
قلت له سوف أحاول التوفيق بين الدراسة و العمل و لكن العمل أهم فما فائدة الدراسة اذا لم أعمل بعدها ...فوعدني خيرا .... وبعد فترة من الزمن فتحت معه الموضوع مرة ثانية فأخذ يماطل اليوم و غدا .....الى أن أكتشفت أنه لا يريد وضع المال معي بل فضل الغريب عليي و حين فاتحته بالموضوع تصادمنا أنا و هو .........و مررنا في فترة قطيعة ثم بعد ذلك تكفل الزمن بتصحيح الأوضاع بيننا و قد وعدني خيرا مشترطا علي أن أنهي دراستي الجامعية و أنه سوف يساعدني بكل ما يستطيع و يملك بعد تخرجي و أنا لم يكن بيدي حيلة فرضخت للأمر الواقع و وضعت ثقتي به و قلت لنفسي من غير المعقول أن يتخلى والدي العزيز عني ...اذ أنه أقرب شخص الى الانسان والده و من غير المنطقي أن يضر الشخص ابنه و أكملت دراستي الجامعية بالرغم من كل الصعاب عازما على أن أنهي دراستي في أقرب وقت و في ظروف نفسية صعبة جدا اذ كنت أرى رفاقي و أصحابي قد شقو طريقهم في الحياة و أصبح لديهم الشقق و السيارات و كانوا يشقون مستقبلهم - اللهم لا حسد- ويجدون ثمرات تعبهم بمساعدة أباءهم في الوقت الذي كنت فيه لا أملك قرش و لم أضع حجرا واحدا في بناء مستقبلي و كنت أواسي نفسي قائلا : غدا يفرجها الله حين يوفي أبي بوعده
وبعد تخرجي حدث ما كنت أخشاه....فقد تملص أبي من كل الوعود التي قطعها لي و قال لي أذهب و شق طريقك في الحياة بنفسك فأنا لا أملك ما أساعدك فيه طبعا كانت الصدمة و الطعنة التي جاءتني من أقرب الناس لي و كنت أعلم أني لم أطالبه بشيء لا يقدر عليه ولكن كل مافي الأمر أنه غير مستعد لاستثمار قرش واحد معي
فذهبت أطرق الأبواب علي أجد من يساعدني أو يوظفني فحدث ما كنت أخشاه أيضا فلم يقبل أحد توظيفي نظرا لضعف بصري و أرتميت في المنزل كالبعير الأجرب عاطل عن العمل لا أملك شيئا في هذه الحياة ونفسيتي محطمة و فقدت الأمل في كل شيء
وقد أوشكت الأن على الدخول الى العقد الثالث من عمري و ما زلت على نفس الحال السابق و كلما أفتح الموضوع مع والدي أحتد و صرخ و غضب ......فأدركت ان الكلام معه لم يعد يجدي نفعا فقد جربت كل الوسائل معه ولكنه لم يقتنع
فقلت لنفسي عليك بالسكوت و الصوم عن الكلام و هذا الذي حدث فنحن لا ندخل مع بعضنا بأي حديث أو كلام مطلقا فقط ألقي عليه التحية عند دخولي أو دخوله الى المجلس تفاديا لأي مشاكل من أي نوع و لا شيء أكثر من ذلك .
هنا أجد نفسي في موقف حرج ...فالله تعالى أمرنا ببر الوالدين لكن مما سبق والدي من طراز خاص و أخاف أن أعصي الله سبحانه بعدم كلامي معه و لكن اذا تكلمت رجع الى الصراخ و الغضب .....قسما بالله شي يحير
و بصراحة لم أحد معجبا بأبي في قرارة نفسي وهذا أيضا له تداعيات خطيرة ....فكيف أحب شخص تسبب في ضررري....نفسيا و ماديا...........لا حول ولا قوة الا بالله
قسما بالله خايف أطلع من هالحياة لا دنيا و لا أخرة.....هل أنا عاق بوالدي؟....أراءكم يا أخوان؟
طبعا هي مشكلة يعاني منها كثير من الناس و لكن الخجل يمنعهم من ذكرها .....وهي مشكلة خطيرة كثير على المجتمعات ....اذا الأب المتدين المثقف خلا ولاده ينفرو منه فماذا ترك للانسان الجاهل
و حتى لا أعرض عليكم الموضوع بصيغة جافة و مصطلحات قد لا توصل الفكرة المناسبة سوف أحكي لكم تجربتي الشخصية و التي تعبر عن هذا الموضوع :
المشكلة الأساسية مع الوالد الكريم ....أنا أحبه و أحترمه و هو شخص متدين لا أراه الا و هو يتوضأ و يصلي و يقرأ القرأن الكريم و صلاة الليل و لا يدع دعاء من أدعية مفتاح الجنان الا و قرأة و حتى أنه يأم الناس في الصلاة الجماعة في المسجد الذي يصلي به حين غياب السيد المسؤول عن الصلاة .......يعني بالمختصر شخص متدين و ليس له كلام سوى الأحاديث الشريفة وفتاوى العلماء و مناقب أهل البيت عليهم السلام
لكنه من ناحية أخرى و أثناء معاملته معنا كأهل بيته يميل الى الصرامة و يصبح حاد الطباع و كثير الأوامر و الويل لمن يخالفه و لو بنظرة الى درجة أنه بين الأمر و الأمر يوجد أمر ...هههه لقد حطم الرقم القياسي في اصدار الأوامر لدرجة أني أعتقدت أني أخدم في الجيش و أحيانا يصاحب هذه الأوامر بالصراخ و لكن ما يحز في نفسي هو أني مهما تفانيت في اطاعة أوامره فهو لا يعجبه شيء و لا يقدر مجهودي بل يطالبني بالمزيد ...و لا يقيم وزن لمشاعر أي شخص من أمي و أخواني بما فيهم أنا
طبعا هو ليس وحش كاسر مثل بعض الناس فالشهادة لله لا يبخل علينا بالمأكل و الملبس....الخ و لكن خليكم معي لأشرح لكم الباقي ....
أبي طبيب يعني مثقف و الله فاتحها عليه مثل ما بقولوا و لكنني أستغرب بعض تصرفاته يعني مثلا :
- لا يحب أن يذهب في نزهات و عطل بحجة أنه يتعطل عن الصلاة أو الشغل واذا حدث و ذهبنا في مشوار رجع غاضبا و لا أحد يعرف السبب
- هو لا يزيد مصروفي بحجة أنه سوف تتفسد أخلاقي .....و كأنني ولد صغير
المهم يا أخوان لن أطيل عليكم فقد وصلت الفكرة .....و مع ما تقدم فهذا لم يؤثر على علاقتي به بل و كانت علاقة حب و احترام و كان قدوتي في الحياة و مثلي الأعلى .
و أستمرت الأمور على هذا النحو الى أن حصلت على الشهادة الثانوية و كان مجموعي ممتاز يخولني الدخول الى أعلى الاختصاصات و الهندسات و لكني للأسف أعاني من مرض وراثي في الشبكية العين و نظري ضعيف و كنت أعاني من مشاكل كثيرة أثناء الدراسة كنت أجد الحل لها لكني عند دخولي الحياة الجامعية لم أتمكن من حل هذه المشاكل و تنقلت من فرع الى أخر حتى أستقريت على فرع نظري الدراسة فيه قليلة ...طبعا كنت غير مقتنع فيه و لكني قلت أجرب ...و مع بداية السنة الأولى و تجدد المتاعب السابقة في الدراسة نظرا لضعف بصري و أقتناعي أني عند تخرجي لن يرضى أي شخص في توظيفي نظرا لعلتي... فكرت كثيرا الى أن توصلت الى حل فقلت لنفسي لماذا لا أبدأ مشروع خاص بنفسي و هكذا أكون قد سترت عيبي و توكلت على اللله و الله خير الرازقين و ان من بلاني لن ينساني .... و هكذا قررت مفاتحة الموضوع مع والدي .... كي يساعدي في بدء هذا المشروع و ضمن امكانياته و على سبيل الدين اذ قلت لنفسي ليس لدي الحق أن أخذ المال لنفسي دون أن أرجعه ....وفعلا فاتحت الموضوع مع والدي وقلت له ما ذكرت سابقا بشأن مشاكل التوظيف و ما أعاني منه من علة فقال لي : ان شاء الله ولكن ماذا عن الدراسة
قلت له سوف أحاول التوفيق بين الدراسة و العمل و لكن العمل أهم فما فائدة الدراسة اذا لم أعمل بعدها ...فوعدني خيرا .... وبعد فترة من الزمن فتحت معه الموضوع مرة ثانية فأخذ يماطل اليوم و غدا .....الى أن أكتشفت أنه لا يريد وضع المال معي بل فضل الغريب عليي و حين فاتحته بالموضوع تصادمنا أنا و هو .........و مررنا في فترة قطيعة ثم بعد ذلك تكفل الزمن بتصحيح الأوضاع بيننا و قد وعدني خيرا مشترطا علي أن أنهي دراستي الجامعية و أنه سوف يساعدني بكل ما يستطيع و يملك بعد تخرجي و أنا لم يكن بيدي حيلة فرضخت للأمر الواقع و وضعت ثقتي به و قلت لنفسي من غير المعقول أن يتخلى والدي العزيز عني ...اذ أنه أقرب شخص الى الانسان والده و من غير المنطقي أن يضر الشخص ابنه و أكملت دراستي الجامعية بالرغم من كل الصعاب عازما على أن أنهي دراستي في أقرب وقت و في ظروف نفسية صعبة جدا اذ كنت أرى رفاقي و أصحابي قد شقو طريقهم في الحياة و أصبح لديهم الشقق و السيارات و كانوا يشقون مستقبلهم - اللهم لا حسد- ويجدون ثمرات تعبهم بمساعدة أباءهم في الوقت الذي كنت فيه لا أملك قرش و لم أضع حجرا واحدا في بناء مستقبلي و كنت أواسي نفسي قائلا : غدا يفرجها الله حين يوفي أبي بوعده
وبعد تخرجي حدث ما كنت أخشاه....فقد تملص أبي من كل الوعود التي قطعها لي و قال لي أذهب و شق طريقك في الحياة بنفسك فأنا لا أملك ما أساعدك فيه طبعا كانت الصدمة و الطعنة التي جاءتني من أقرب الناس لي و كنت أعلم أني لم أطالبه بشيء لا يقدر عليه ولكن كل مافي الأمر أنه غير مستعد لاستثمار قرش واحد معي
فذهبت أطرق الأبواب علي أجد من يساعدني أو يوظفني فحدث ما كنت أخشاه أيضا فلم يقبل أحد توظيفي نظرا لضعف بصري و أرتميت في المنزل كالبعير الأجرب عاطل عن العمل لا أملك شيئا في هذه الحياة ونفسيتي محطمة و فقدت الأمل في كل شيء
وقد أوشكت الأن على الدخول الى العقد الثالث من عمري و ما زلت على نفس الحال السابق و كلما أفتح الموضوع مع والدي أحتد و صرخ و غضب ......فأدركت ان الكلام معه لم يعد يجدي نفعا فقد جربت كل الوسائل معه ولكنه لم يقتنع
فقلت لنفسي عليك بالسكوت و الصوم عن الكلام و هذا الذي حدث فنحن لا ندخل مع بعضنا بأي حديث أو كلام مطلقا فقط ألقي عليه التحية عند دخولي أو دخوله الى المجلس تفاديا لأي مشاكل من أي نوع و لا شيء أكثر من ذلك .
هنا أجد نفسي في موقف حرج ...فالله تعالى أمرنا ببر الوالدين لكن مما سبق والدي من طراز خاص و أخاف أن أعصي الله سبحانه بعدم كلامي معه و لكن اذا تكلمت رجع الى الصراخ و الغضب .....قسما بالله شي يحير
و بصراحة لم أحد معجبا بأبي في قرارة نفسي وهذا أيضا له تداعيات خطيرة ....فكيف أحب شخص تسبب في ضررري....نفسيا و ماديا...........لا حول ولا قوة الا بالله
قسما بالله خايف أطلع من هالحياة لا دنيا و لا أخرة.....هل أنا عاق بوالدي؟....أراءكم يا أخوان؟
طبعا هي مشكلة يعاني منها كثير من الناس و لكن الخجل يمنعهم من ذكرها .....وهي مشكلة خطيرة كثير على المجتمعات ....اذا الأب المتدين المثقف خلا ولاده ينفرو منه فماذا ترك للانسان الجاهل
تعليق