إن المتأمل في نصوص الشرع المطهر يجد انها قد حرمت كل مافيه ضرر على الانسان في دينه ودنياه، قال تعالى في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( ويحل لهم الطيبات ويحرم على الخبائث) ، وقال رسول الله (ص): " لا ضرر ولا ضرار" ، فالمسلم منهي عن فعل ما يضره مما لم يأذن به الله .
ونحن اذا تأملنا هذا الحب_ الذي نحن بصدد الحديث عنه _ فأننا سنجد أنه يكاد يكون ضررا محضاً لا نفع فيه ، سوى مجرد أحلام وأوهام ، ومتعة قصيرة زائلة ، يعقبها هم وغم ، وآلام لا تنقطع ، وذل لا يفارق صاحبه ، إلا أن يتدركه الله برحمه منه ، كما قال الشاعر :
مساكين أهل الحب حتى قبورهم عليها غبار الذل بين المقابر
وكل كائن حي مفطور على حب ما ينفعه ، واجتناب ما يؤذيه ويضره ، إلا أن الإنسان على وجه الخصوص _ على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل _ حين يغلبه هواه ،تنطمس فطرته ، وتعمى بصيرته ، فيترك ما ينفعه ،ويلهث في البحث عما يضره ، فينحط بذلك عن مستوى البهيمه ، وهذا هو حال المخدوعين بوهم الحب ، نسأل الله السلامة والعافيه..
من قال إن هذا الحب وهم ؟!
لست أنا الذي قال ذلك ، وأنما هم أهل الحب أنفسهم الذين جربوه واكتووا بناره وعذابه ، هم الذين قالو ذلك ، وإليك شيئاً من أقوالهم وعترافاتهم :
تقول أحداهنّ :
" أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري ، تعرفت على شاب أثناء دراستي الجامعية (!) كانت الظروف(!) كلها تدعونا لكي نكون معا رغم أنه ليس من بلدي ، تفاهمنا منذ الوهلة الأولى ، ومع مرور الأيام توطدتّ العلاقة بحيث أصبحنا لا نطيق فراقاً (!) ، وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى بلده ، وعدت الى أسرتي ، واستمر اتّصالنا عبر الهاتف والرسائل ، ووعدني بأنه سيأتي لطلب يدي عندما يحصل على عمل ، وبالطبع وعدته بالأنتظار . لم أفكر أبدا بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثيره لبدأ حياة جديده مع آخر !!
عندما حصل على عمل اتصل بي ليخبرني أنه آت لطلب يدي ، وفاتحت أهلي بالموضوع (((( متى كانت الفتاة هي التى تفاتح أهلها بموضوع زواجها ؟! فرحم الله الحياء وأهله ، لقد قضت عليه وسائل الأعلام المختلفه منذ زمن إلا ما رحم ربي ))))، وأنا خائفه من رفضهم ، ولكنهم لم يرفضوا (!) ... سألني أبي فقط إن كان أحد من أهله سيأتي معه ، ولمّا سألته عن ذلك تغيّر صوته ، وقال : إنّه قادم في زيارة مبدئية ... شيء ما بداخلي أقنعني بأنّه لم يكن صادقاً .. وأتى بالفعل ، وليته لم يأت ((((لم تذكر ما تمّ بينها وبينه لمّا أتى ، وأنا على يقين بأنه قد نال منها أغلى ما تملك إن لم يكن فعل ذلك من قبل )))) ، لأنه عاد الى بلده وانقطعت اتصالاته ، وكلما اتصلت به تهرب مني ، الى أن كتبت له خطابا ، وطلبت منه تفسيراً ، وجاءني الرد الذي صدمني ، قال : " لم أعد أحبّك ، ولا أعرف كيف تغير شعوري نحوك ، ولذلك أريد إنهاء العلاقة " ...!!
أدركت كم كنت مغفلة وساذجة لأنني تعلقت بالوهم ستّ سنوات .. ماذا أقول لأهلي ؟ أشعر بوحدة قاتلة ، وليست لدي رغبة في عمل أي شيء...." إلى أخر ما ذكرت .. فتأملو قولها : "تعلقت بالوهم ست سنين " فهو الشاهد .
وتقول أخرى :
" إنني فتاة في العشرين ، لم أكن أؤمن بشيْ اسمه الحبّ_ وما زلت _ ولا أثق بأي شابّ، بل كثيراً ما كنت أنصح صديقاتي وأحذّرهنّ من فخاخ الحب الزائف الذي لم أستطع أن أمنع نفسي من الوقوع فيه .. نعم ، وقعت فيه ..
كان ذلك في مكان عام .. شابّ يلاحقني بنظراته، ويحاول أن يعطيني رقم هاتفه ، فخفق قلبي له بشدة (((( بهذه السرعة خفق قلبها لشاب لا تعرفه!!فياله من قلب أحمق )))) وشعرت بانجداب إليه (!)وأنه الفارس الذي ارتسمت صورته في خيالي ورأيته في أحلامي .. وكـنه قد لاحظ مدى خجلي وترددي ، فأعطى الرقم لصديقتي ، وتحدثنا طويلا (!) .. فكان مهذباً جداً ((((لابد أن يكون مهذبا جداً ، وإلا كيف سيتمكن من افتراس الضحية؟ ))))، وكنت صريحة وصادقة معه ..
وشيئاً فشيئاً صارحني بحبه(!) ، وطلب منّي الخروج معه .. رفضت في البداية ، وأفهمت أنّي لست مستعدة لفقد ثقة أهلي ، والتنازل عن مبادئي وأخلاقي التى تمنعني تجاوز الحدود الى رسمتها لنفسي .. لكنّه استطاع إقناعي ، ويبدو أنّ الحب أعماني فلم أميز الصحّ من الخطأ .. وخرجت معه((((هذة هي الخطوة الأولى لإيقاع الفريسة في الشباك . وهي القاتلة. ))))، فكانت المرة الأولى في حياتي ، وصارحته برأيي فيه وفي أمثاله من الشباب ، فلم يعجبه كلامي ، وسخر مني ، بل اتهمني بتمثيل دور الفتاة الشريفة ، وأشبعني تجريحاّ((((هذه هي نهاية الحب!!! ))))، وكان اللقاء الأول والأخير ، فقد قررت التضحية بحبي من أجل كرامتي ولكنه احتفظ بكتاب يتضّمن أشعارا ومذكّرات لي كتبتها بخطي ، ووقعتها باسمي ، وقد رفض إعادتها لي ..."
وتقول ثالثة في خاطرة لها :
" الأحلام تبقى أمامي ، والأوهام تنبت في قلبي ، والكلمات التى اخترتها لا تكتب، لكنّها توجد في فكري وأحاسيسي ، حكاية فيها كلّ المعاناة التى أعيشها اليوم ، منذ أن افتقدت الثقة ،ومنذ أن أصبح الحبّ وهماً ومأساة أهرب منها أو أتجاهلها .. الحبّ_ يا حبيبتي _ لا يعترف بالحذر أو الخوف منه ، فأما أن تطرق أبواب الحبّ وتوهم نفسك أنك تحب، وإما أن تهرب منه أو تتجاهله.." . ففي هذه العبارات تصريح واضح بأن الحب ماهو إلا وهم ومأساة .
[COLOR=red]يتبع[هل نحن بحاجة إلى هذا الحبّ]
ونحن اذا تأملنا هذا الحب_ الذي نحن بصدد الحديث عنه _ فأننا سنجد أنه يكاد يكون ضررا محضاً لا نفع فيه ، سوى مجرد أحلام وأوهام ، ومتعة قصيرة زائلة ، يعقبها هم وغم ، وآلام لا تنقطع ، وذل لا يفارق صاحبه ، إلا أن يتدركه الله برحمه منه ، كما قال الشاعر :
مساكين أهل الحب حتى قبورهم عليها غبار الذل بين المقابر
وكل كائن حي مفطور على حب ما ينفعه ، واجتناب ما يؤذيه ويضره ، إلا أن الإنسان على وجه الخصوص _ على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل _ حين يغلبه هواه ،تنطمس فطرته ، وتعمى بصيرته ، فيترك ما ينفعه ،ويلهث في البحث عما يضره ، فينحط بذلك عن مستوى البهيمه ، وهذا هو حال المخدوعين بوهم الحب ، نسأل الله السلامة والعافيه..
من قال إن هذا الحب وهم ؟!
لست أنا الذي قال ذلك ، وأنما هم أهل الحب أنفسهم الذين جربوه واكتووا بناره وعذابه ، هم الذين قالو ذلك ، وإليك شيئاً من أقوالهم وعترافاتهم :
تقول أحداهنّ :
" أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري ، تعرفت على شاب أثناء دراستي الجامعية (!) كانت الظروف(!) كلها تدعونا لكي نكون معا رغم أنه ليس من بلدي ، تفاهمنا منذ الوهلة الأولى ، ومع مرور الأيام توطدتّ العلاقة بحيث أصبحنا لا نطيق فراقاً (!) ، وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى بلده ، وعدت الى أسرتي ، واستمر اتّصالنا عبر الهاتف والرسائل ، ووعدني بأنه سيأتي لطلب يدي عندما يحصل على عمل ، وبالطبع وعدته بالأنتظار . لم أفكر أبدا بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثيره لبدأ حياة جديده مع آخر !!
عندما حصل على عمل اتصل بي ليخبرني أنه آت لطلب يدي ، وفاتحت أهلي بالموضوع (((( متى كانت الفتاة هي التى تفاتح أهلها بموضوع زواجها ؟! فرحم الله الحياء وأهله ، لقد قضت عليه وسائل الأعلام المختلفه منذ زمن إلا ما رحم ربي ))))، وأنا خائفه من رفضهم ، ولكنهم لم يرفضوا (!) ... سألني أبي فقط إن كان أحد من أهله سيأتي معه ، ولمّا سألته عن ذلك تغيّر صوته ، وقال : إنّه قادم في زيارة مبدئية ... شيء ما بداخلي أقنعني بأنّه لم يكن صادقاً .. وأتى بالفعل ، وليته لم يأت ((((لم تذكر ما تمّ بينها وبينه لمّا أتى ، وأنا على يقين بأنه قد نال منها أغلى ما تملك إن لم يكن فعل ذلك من قبل )))) ، لأنه عاد الى بلده وانقطعت اتصالاته ، وكلما اتصلت به تهرب مني ، الى أن كتبت له خطابا ، وطلبت منه تفسيراً ، وجاءني الرد الذي صدمني ، قال : " لم أعد أحبّك ، ولا أعرف كيف تغير شعوري نحوك ، ولذلك أريد إنهاء العلاقة " ...!!
أدركت كم كنت مغفلة وساذجة لأنني تعلقت بالوهم ستّ سنوات .. ماذا أقول لأهلي ؟ أشعر بوحدة قاتلة ، وليست لدي رغبة في عمل أي شيء...." إلى أخر ما ذكرت .. فتأملو قولها : "تعلقت بالوهم ست سنين " فهو الشاهد .
وتقول أخرى :
" إنني فتاة في العشرين ، لم أكن أؤمن بشيْ اسمه الحبّ_ وما زلت _ ولا أثق بأي شابّ، بل كثيراً ما كنت أنصح صديقاتي وأحذّرهنّ من فخاخ الحب الزائف الذي لم أستطع أن أمنع نفسي من الوقوع فيه .. نعم ، وقعت فيه ..
كان ذلك في مكان عام .. شابّ يلاحقني بنظراته، ويحاول أن يعطيني رقم هاتفه ، فخفق قلبي له بشدة (((( بهذه السرعة خفق قلبها لشاب لا تعرفه!!فياله من قلب أحمق )))) وشعرت بانجداب إليه (!)وأنه الفارس الذي ارتسمت صورته في خيالي ورأيته في أحلامي .. وكـنه قد لاحظ مدى خجلي وترددي ، فأعطى الرقم لصديقتي ، وتحدثنا طويلا (!) .. فكان مهذباً جداً ((((لابد أن يكون مهذبا جداً ، وإلا كيف سيتمكن من افتراس الضحية؟ ))))، وكنت صريحة وصادقة معه ..
وشيئاً فشيئاً صارحني بحبه(!) ، وطلب منّي الخروج معه .. رفضت في البداية ، وأفهمت أنّي لست مستعدة لفقد ثقة أهلي ، والتنازل عن مبادئي وأخلاقي التى تمنعني تجاوز الحدود الى رسمتها لنفسي .. لكنّه استطاع إقناعي ، ويبدو أنّ الحب أعماني فلم أميز الصحّ من الخطأ .. وخرجت معه((((هذة هي الخطوة الأولى لإيقاع الفريسة في الشباك . وهي القاتلة. ))))، فكانت المرة الأولى في حياتي ، وصارحته برأيي فيه وفي أمثاله من الشباب ، فلم يعجبه كلامي ، وسخر مني ، بل اتهمني بتمثيل دور الفتاة الشريفة ، وأشبعني تجريحاّ((((هذه هي نهاية الحب!!! ))))، وكان اللقاء الأول والأخير ، فقد قررت التضحية بحبي من أجل كرامتي ولكنه احتفظ بكتاب يتضّمن أشعارا ومذكّرات لي كتبتها بخطي ، ووقعتها باسمي ، وقد رفض إعادتها لي ..."
وتقول ثالثة في خاطرة لها :
" الأحلام تبقى أمامي ، والأوهام تنبت في قلبي ، والكلمات التى اخترتها لا تكتب، لكنّها توجد في فكري وأحاسيسي ، حكاية فيها كلّ المعاناة التى أعيشها اليوم ، منذ أن افتقدت الثقة ،ومنذ أن أصبح الحبّ وهماً ومأساة أهرب منها أو أتجاهلها .. الحبّ_ يا حبيبتي _ لا يعترف بالحذر أو الخوف منه ، فأما أن تطرق أبواب الحبّ وتوهم نفسك أنك تحب، وإما أن تهرب منه أو تتجاهله.." . ففي هذه العبارات تصريح واضح بأن الحب ماهو إلا وهم ومأساة .
[COLOR=red]يتبع[هل نحن بحاجة إلى هذا الحبّ]