X
-
قصائد مختارة للشاعر غازي الحداد
التعديل الأخير تم بواسطة الكرام الكاتبون; الساعة 16-08-2011, 07:07 AM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
السلام عليكم
ساعرض بعض قصائد الشاعر الكبير غازي الحداد
ونبدأ بقصيدة قمري وهي من افضل القصائد في مدح الامام علي
قمريٌ أنتَ أم أنتَ القمر ......... قُم تكلم فبِكَ أحتارَ النظر
هكذا فِيكَ جمالٌ هكذا ............ تُوصِلُ القلبَ إلى حد الخطر
خَفَقَانٌ واضَطَرابٌ حَمِلُوا ........... حُسَنَ مَمَدُوحي إذا مِتُ الوُزر
في الليالي البِيضِ قَد قَابلتهُ .... وَعُيوني سألَت أينَّ القمر
هاجمَ الليلَ بوجهٍ مُشرقٍ .......... وعلى الليلِ سنا الوجهِ أنتصر
يا حنانٌ سمِحٌ في خُلقهِ ........... قُلي ما أنَتَ وهل أنَتَ بشر
تَنزعُ الأرَوَاحَ مِن أجسادها ........ دونَ أن تَتَرُكَ عيناك أثر
طرفُكَ السَّامجُ في بهمتِهِ .......... يَسرُقُ الرَوحَ فمن يدري الخبر
أنا والحُبُ كوَرَدٍ والندى ......... كُلُ صُبحٍ رَشحُهُ فيها أستقر
أنا والعُشقُ كعينٍ في المدى ...... سَافرت بين سرابٍ وَمَدَر
أنا وَالوَدُ كَقَطرٍ يَرَتَجِي ......... نَبَتَتَ الزيتُونَ مِن فَوقِ الحَجر
أو نَخيلٍ سامقٍ يشكُو الظمَى ....... أو كغصنٍ دابلٍ فيه ثمر
أو كشمسٍ حُرمِت أَشَراقَهَا .......... أو كنجمٍ تائهٍ وقتَ السَّحر
من تُرى يعلمُ إني والهٌ .......... فيداوينَي إذا الليلُ خَدَر
من تُرى يعلمُ إني عاشقٌ .......... كُلما يُسألُ وصلاً يُنتَهر
من تُرى يعلمُ أني مُتَعَبٌ .......... أنَهكَ الليلَ معي طُولَ السهر
ضحكاتي بسماتي موقفي ........... كُلَ قولٍ من فمي يُخفي الأثر
تَعشقُ البحرَ دمُوُعِي إذ لهَا ....... بينَ موج المِلحِ فيه مُستتَر
يَعشقُ العقلَ جُنُوني إذ لهُ ........ سبلٌ لَلِخلِ تَهدَى لوَ غَدر
ليسَ لي في العَيشِ قَصدٌ ومُنى ...... غيرَ من أهَوى فموتي لو هَجر
ولقد طُفتُ على حَضَرتِهِ............ صامتاٌ أُرسَلُ قولي بالنظر
با أميرٌ حُبُه في خاطري .......... حالهُ جَمراً وَجَمراً بل سقر
يا عليُ الذاتِ يا أولهَا ......... أعظمياتٍ وأعَلاَهَا أخُر
خُذُ حُرُوفي مُسكباتٍ مِن دَمي ........ ثُم صَيّرهَا لِنَعَلَيكَ مَدَر
خُذ بياني واقداً من لهفتي ....... ثم صيرهُ مديحاً للحجر
حجرٌ مَس ضَرِيَح المُرتضى ........... أُهدهِ عُمري وشعري والفكر
غَابطُ غازي نِعالاً دَقُهَا ........... في ثرى صَحَنِكَ بالفَجرِ نقر
كيف لا والملأُ الأعلى بهِ .......... زاحمت بالسعي أخيارَ البشر
كُلما تُشرف أمَلاكُ السما .......... خَدماً أرسَلَها رَبُ القَّدر
لعليٍ وعليٌ سِرهُ ................. فَوقَ سَاقِ العَرشِ باللوحِ سَطر
وَلهُ في كُلِ نجمٍ سابحٍ ............ آيةُ كُبرى وَبَالنورِ صِوّر
وإلى كُلِ بَليغٍ مُصقَعٍ ............. عن بليغِ القولِ مِنهُ مُنحَدر
بطلٌ ألوى على الموتِ يداً ........ لو يزيغُ الموتُ مِنهَا لنعَصر
كُلّمَا يَطَعنهُ الدّهرُ قَناً .......... سُنها في سابغِ الصَّبرِ إنكسر
قُل كفى هذا أميرٌ عندهُ .......... ينحني رأسُ عَتيقٌ وَعُمَر
وهُمَا من خيرةِ اللهِ وَمَا ......... وَجَدا فوقَ عليٍ مُفتخَر
كَذَبٌ هذا وموسى المصطفى ......... وعليٌ هو هارُونُ الخَبر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............. جَيشُ طهَ يومَ بَدرٍ ما أنتصر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............. لَعلا دِينُ ابَنَ وَدٍ وَانتَشر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ............. ما لبنتِ المُصطفى كفؤٌ نظر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............. يأسَ الأشَهادُ مِن دَفعِ سَقر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............. ما دَنى المِيعَادُ وانَشقَ القمر
كَذَبٌ هذا ولولاهُ فَما ............. خَلقَ اللهُ على الأرضِ بشَر
يا أميرٌ لو دَعَى نَجم السمَّا ....... وهو في سابِعِ أُفقٍ لحَضر
وَلَو اسَتوقفَ من أملاكِها .......... زُمراً أوقَفها اللهُ زُمَـر
لا تَظِنوا كَفَرَ العَبدُ إذَا …………………….قلتُ هذا فأنا صَعبُ الفِكر
فَلَكُ الجبارِ لو قال لهُ .......... حيدرٌ قِفَ عن مَسارٍ مَا أعتذر
ولو إسَتكشَفَ خافي عِلمهُ .......... سيدُ الأملاكِ جِبريلَ إنبَهر
ولو إسَتَوعَبَ ما يعلمهُ ........... صَدَرُ إسرافيلَ ذي الصُورِ إنفجر
مَا على حَيدرَ إلا أحمدٌ............ وعلى أحمدَ رَبٌ لِلقَدر
قَد سمَا الفضلُ فَجَازَ المُرتَضى ..... واستوى عِندَ النبي فَاستَقر
هَوَ من أدبهُ من عَلمهُ ............ والذي عَلمَ أسمى وأغر
إذ هُما إثنانِ عن ثالِثَهم ........ عَجِزت أرحامُ نِسوانِ البشر
حَيدَرٌ غنى فُؤادي حَاَءهَا .......... وَصَغى عَقلي إليها فَسَكَر
يَنجَلي هَمّي إذا مَا قِيَل لي ....... في هواهُ أبنُ زَينبَ قَدَ كَفر
وتَراني غَيرَ أني لا أرى .......... سابِحٌ في بحرهِ بين الدُرَر
وتَراني غَيرَ أني لا أرى .......... غَاصَ قلبي في هواهُ وانغمر
وَنتَزى طرفي إلى رَوَضَتهِ .......... فَرأى أعَجَبَ مَا يُغري البَصَر
إذَ رَأى الوَلَدَانَ وَالحُورَ بها ..... طَائِفاتٍ بكُؤوسٍ وثَمر
يَنثرونَ الدُرَ نَظمَاً سَاقِطَاً ........ في جِنَانٍ مِثَل ديِمَاتِ المطر
يَتَسابَقنَ بَأخنَاسَ الرَّنى .......... فيُملنَ الرُّوحَ مَا مَال الحِوَر
وتَصافَفَنَ غَواريِ البَهى ........... نَاظِريَن لِحَبيبٍ مُنتَظر
فَسألتُ الحُورَ من تَنتَظروا ........ وإلى مَن كُلُ هذا مُدَّخر
فَأجَابوا لِمُحبي المُرتضى ......... للذي حَبَ عَلياً وشَكر
حيدرٌ أفرَدَهُ اللهُ لَهُ ............ ليكُن سَيفَ قضاءٍ وقدر
قَد كَفَتَهُ ضَربةٌ في غَزوةٍ .......... عَملُ الثقَلِينِ فِيها مُختَصر
رَجَلٌ مِن فَرطِ مَا يَطَغى بهِ ......... في الوغى لو نَظَرَ الصَّخر إنفَطر
وَلَو إسَتَنجَدَ حَيداً مُدَرِعاً ......... قَلبَهُ رُعَباً مِن الَدُرَعِ ظَهر
مُدَرعاً لا لو دَعَى رَضَوى لهُ ........ لتَهاوى بينَ عَينيهِ وَخَر
قُل لِمَن يَمدحُ قَدرَ المُرتضى ....... في هواهُ خُذ مِن الشُركِ حَذر
فهَو من فَوق المَلاَ إذ أنهُ ........ واقعٌ بَيَن الإلهِ والبَشر
أمَا لو كَانَ سَوياً بَشراً ............. ما لهُ قُرُصُ ذكاءٍ قَدَ سدر
أما لو كَانَ سَوياً بَشراً ............. ما لهُ عن اللطمةِ والضلعِ صبر
ولما نادى الأمينُ في السمَا ...... لا فَتى إلا علي والفاروقُ فَـر
أما لو كَانَ سَوياً بَشراً ……………… ما إلى تَجهِيز سلمانَ حَضَر
وَلَما انَشقَت إلى فاطمةٍ .......... لِتَلدهُ الكَعبةُ وهي حَجر
وَلَما مَد ذُرَاعَاً مِن تُقَى .......... وعليهِ عَسكُرِ اللهِ عَبَر
وَلَما بل وَلَما بل وَلَما .......... لا أراهَا تَنتَهي أو تُختَصر
فهوَ خَيرُ الخَلقِ بَعِدَ المُصطفى ..... خيرُ من صام وصلى وذكر
- اقتباس
- تعليق
-
انا هنا
وهي مدح الامام علي عليه السلام ايضا ...
أنـا هـنـا أدهــسُ التاريخَ فــي خـلـدي
أنـا هنـا واقـف للـرصـد كالـوتـدِ
أنـا هنـا أتقصـى الأمــر منـفـرداً
ومـا تقصيـتُ أمـراً غيـر منـفـردِ
أن هنا أفـرض الإحساس مُدكِـــراً
وكل ما في حنايا القلـب طـوع يـدي
فلـن أمـوت وعقـلُ الدَهـرِ يدخلنـي
قريحتـي تعبـت والقـول مـنـه زدي
فقلـتُ يـا دهـرُ إن العيـشَ خاطـرةٌ
ترطبـت مـن فـم الأحـلام بالنـكـدِ
فقـال زدنـي , فقلـتُ العيـش ملتحـدٌ
ونقلت المـوت مـن لحـدٍ إلـى لحـدِ
أرى اللذين علـى هـذه الحيـاة فنـوا
فما أرى من ضجيج الأرض مـن أحـدِ
أبـوك أنـت ورحـم المـوت والدكـم
نزلتـم ساعـة فــي هيـئـة الـولـدِ
وأنـت فـي ذلـك التثـمـال أرنـبـةٌ
والموت يربـض فيـه ربضـة الأسـدِ
زماننـا واحـدٌ والأمـسُ فيـه غــدٌ
وجلـة اللـيـل والإشــراق للـعـددِ
فلسـتُ ممـن يـرى مـاضٍ ومقتبـل
ماضيكم حاضـر والأمـس بعـد غـدِ
أن هنـا أنظـر الماضـي بعيـن غـدٍ
وأكشـف الستـر عـن بوابـة الأمـدِ
أراقـبُ الركـبَ أرجـو منـه مسألـةً
ما النـصُّ مـا قصـة التبليـغ بالقتـدِ
مـا الحـق أنـي أرى الدنيـا مفرقـةً
أحزابُ تمسـك بالأخـرى مـن الكبـدِ
هـذا يـقـول عـلـي ذاك لا عـمـر
وامسهـم طـال بالتشتـيـت والنـكـدِ
وقـد علمـت بـأن الـنَّـص بلّـغـهُ
يـوم الغديـر رسـولُ الواحـدِ الأحـدِ
وأوقفُ الركبَ فـي ذاك المكـانِ وقـد ْ
قام النبـيُّ بـه يدعـوا لـذي الرمـدِ
من كنت ُمولاهُ لا مولـىً إليـه سـوى
هـذا الـذي تنظـروه ُعالـيـا بـيـدي
تقـاربَ النـورُ مـن طــهَ ونائـبـهِ
وقيل يا شمـسُ عـن واديهمـا ابتعـدي
وأدخلـوهُ عـروس العـهـد مبتهـجـاً
في خيمة النصر بيـن السعـد والحسـدِ
يا خيمة العهـد فيـك المرتضـى عمـدٌ
لقد رجحـت سجـاف العـرش بالعمـدِ
يا خيمة العهـد فيـك المرتضـى ملـكٌ
ياليـت هدهـد سلمـان إليـه هــدي
لانـه ملـك فـي رحــب مملـكـةٍ
فيهـا سليـمـان ممـلـوك ولــم أزدِ
بـخٍ بـخٍ وعظـام الـدهـر واقـفـةٌ
لديـك مـا بيـن مـذهـول ومرتـعـدِ
بـخٍ بـخٍ وأبـو حفـص يـداه علـى
يديّكَ شَـدّتْ وهـزّت مرفـقَ العَضـدِ
فمـا الـذي جعـل الميعـاد مختلـفـاً
وبـدّ ل الـوزن والإقـبـال بالـصـددِ
حتـى وصلـتَ أيـا تـاريـخ أمتـنـا
لمنـزل النصـر والميـعـاد بالمـسـدِ
أبـا العدالـة يـا فــاروق عقدتـهـا
أراك من عين أخوانـي هـدى الصمـدِ
عدلت حتى قضيـت التـرب مضجعـه
مأمـلا بـسـلاح الـعـدل للـرصـدِ
أبـا الفتوحـات مـا كانـت جحافلهـا
تسيـر لــولا رؤاك الـفـذ بالـمـددِ
لا أتقّـي أبـداً فـي قولـتـي وأنــا
عـن التشيـع فـي ماقلـت لـم أحِـدِ
أن التشـيـع ديـــن الله مسـلـكـهُ
حـراً يـعـود إذا مــا رد بالسـنـدِ
فالقادسيـة يـا سـعـد ويــا عـمـرُ
الفرس تعـرف معناهـا علـى الأمـدِ
والقدس أنت كسرت القيـد عـن يدهـا
ومصـر فيهـا قتلـت الكفـر بالأحـدِ
أردت شرعيـة الإنجـاز يـا عـمـرُ
فرحـت تبنـي علـى التفريـق بالرتـدِ
ونحـن شرعـيـة الـقـرآن غايتـنـا
وغير ما نـص فيـه الذكـر لـم نـرد
فمـا سمعنـا صليـلاً أنـت مصـدرهُ
ومـا سمعنـا قتيـلاً مـن يديـك ردي
ومـا علمنـا لـواء الفـتـح تحمـلـه
علـى يـديـك ولا بــدر ولا أحــدِ
وما علمنـاك عنـد المصطفـى رحبـاً
فلست هارون مـن موسـى وذا الرمـدِ
ومـا ارتضـاك قريـناً حـلّ بضعتـهُ
ولا خــل ُّالتـآخـي أو يــداً لـيـدِ
فأيـن غـاب علـيٌّ فــي خلافتـكـم
وأيـن موقفـه مــن دفــة البـلـدِ
قـد كـان أول مهـيـوبٍ بصـارمـهِ
معلـم بالطعـان الحمـر فـي الجـلـدِ
قـد كـان أول مـقضـي بحكمـتـه
فـي المعضـلات وبالتمويـه والعـقـدِ
سـاد الـورى والنبـيّ الطهـر سـوّدهُ
بـأرث علـم وعلـم واســع الأمــدِ
فتـى كـذا سمـة السـادات فـي يـده
لأي شـيء بـأرض الله لــم يـسـدِ
بـنـو أمـيـة بالأمـصـار والـيـة
بالحكـم تقضـي وحبـل الله بالصـفـدِ
كـذا تواريخنـا خـوضٌ كحاضـرنـا
وأمسنـا يـقـدم الأحــداث لـلأبـدِ
فمـا أتيـت بشـيء فـيـه مختـلـفٌ
فقـد نظمـت يقيـن الأمـر بالسـنـدِ
ردّوا علـيّ لمـاذا فـاطـم ٌغضـبـتْ
علـى الخليفـة يـا عـذال معتـقـدي
ردّوا علـي ّلمـاذا فاطـمٌ دفـنـت
في ليلةٍ بدرهـا ثـوب المحـاق سـدي
مـن المحـاق بتـول النسـك أم عمـر
أم ذا هـراء أجيبـو يـا ذوي الرشـدِ
هـل تحسبونـا تشيّعـنـا لأضـرحـةٍ
أم تربة فوقهـا نهـوي إلـى الأحـدي
أن التشيـّع نقـضُ الظـلـم ِمنطـقـهُ
فلـم تجـد جعفـريّاً غـيـر منتـقـدِ
إن التشـيـّعَ ذر الـقــاع غـايـتـهُ
يغـوصُ للـدر بيـن الملـح والـزبـدِ
أين السفينـة فـي القـرآن لـم عدلـتْ
عن صاحب المصطفى في الغار والعضدِ
ردوا علـيّ أشـورى فـي سقيفتكـم ؟
والسيّـف رشَّـح حكّامـاً إلـى البلـد
أهكـذا الإنتخـابُ الـحـرّ مسلـكـهُ
رئيـس حـزب ورأي غيـر متـحـدِ
أيحكمُ الشعب والنـواب مـا حضـرت
مـن آل طـه أصـول الديـن والعـددِ
أيـن البـلاد وأيـن الكادحـون وهـل
شاورتم الشعـب فـي حكامـه الجـددِ
فـإن أجبتـُم رضينـا والرضـى سلـمٌ
وإن عجزتـم فأنتـم أخوتـي ويــدي
نـرد لعبـنـا وبالتـاريـخ إن لعـبـت
بيـن الأحبـة تحلـوا لعـبـة الـنـرَدِ
أقلـب إن اسطتـع رأيـي أننـي ثمـلٌ
فــلا سبـيـل لتبـديـدٍ ولا فـنــدِ
أحـسُّ إنَّ عـلـيٌّ سـالـكٌ بـدمـي
بل أنه الروح في قلبـي وفـي جسـدي
أمـي التـي علمتـني حـبـّهُ لـغـدِ
مـا غيرهـا لـي أستـاذ بـذي البلـدِ
ورنَّمـتْ لـي بنـي حــبَّ حـيـدرةً
يمطـرك لـو فـي جحيـم الله بالبـردِ
أمـي التـي علمتنـي أنــهُ رجــلٌ
لولاه ما ظلـت الخضـراء مـن أحـدِ
بنـي مـن قلـبـه يـهـدى لحبـهـم
فمـا لغيـر فراديـس الجنـان هــدي
في الحشر يمسـك جنـات الهنـا بيـد ٍ
عنـد الحسـاب ونيـران اللظى بيـدِ
والـحـوض يـاولـدي وردٌ لشيعـتـهِ
أهـل الـولاء ومـن عـداهُ لـم يـردِ
عـلـيٌ عـلـيٌ بالصـبـاحِ دعائـهـا
ياكاشف الكرب ياذخـري ويـا سنـدي
يا خائـض الغمـرات السـود يافرجـاً
عن وجه طـه بيـوم الطعـن والطـردِ
أغـث محبـيـك فالدنـيـا مزلـزلـةٌ
عليهـم ياسريـع الـغـوث والنـجـدِ
فعلمتنـي بـأن أدعــو بحـيـدرةٍ
في النائبات وقالـت أدعـوا يـا ولـدي
أمـي التـي علمتنـي فـي مشاهدكـم
لثـم التـراب فصـار اللثـم معتقـدي
أنتـي أنـا وأنـا أنتـي فـلا فــزعٍ
قـري بقبـرك يـا أمــاه واتـئـدي
لقـد تقدمـت حتـى قيـل ذا صـلـف
وقـد تأخـرت حتـى قيـل لـم يجـدِ
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
وهذه قصيدة نصرة الجواد
في الامام الحسين عليه السلام على وزن ملحمة الدمستاني ( احرم الحجاج )
(1)
خَطَفَ المُهْرُ بِراعيهِ جَموحا لا يَريضْ
أشْمَسَا تَبدو عَليهِ حُمْرَةُ الَدَمِ رَحيضْ
وهْوَ في كُرْبوُسِهِ يُلْحَظُ كالصَقرِ المَهيضْ
يُستَهاجُ النَزفُ مِنء قُرحَتِهِ بالرفَتينْ
أو كَشَمسٍ حالها الكَسفُ إلى حالِ النَقيضْ
أو كَنجمٍ أشعَلَ الدَمُ بأرجاهُ وميضْ
وَلَهُ مِنْ ألَمِ السَهمِ لَحيضٌ وغَميضْ
وغِمارُ الدَمِ يجري خاضِبا نورَ الجَبينْ
وَعَليهِ مُفردا جاشَ السَفوحُ والحَضيضْ
وَهوَ ضامٍ يَنشقُ الواهِجَ مِنْ حَرِ الرَميضْ
حائِرا أيَ جَمومِ الفيضِ بالكَفِ يَغيضْ
ليسَ يدري أيَ جُرحٍ يَحتَويهِ باليدين
(2)
عَمَدَ الطِرفُ إلى تَلٍ على الوادي السَحيقْ
ثُم سَوى عِطفَهُ والسِرجُ بالتَلِ لَصيقْ
عَلَهُ يَهوي الذي مِنْ فَوقِهِ مَهواً رَفيقْ
ثًم لا يوُغِلُ فيهِ ناشِبٌ بالجنبتينْ
وَحُسينٌ فَوقَهُ بالنَزفِ يُغضي ويَفيقْ
وَلَهُ صَوتُ أثيرٍ بزفيرٍ وشهيقْ
يشبَهُ البَدَرُ ولكن في مُحاقٍ مِنْ عَقيقْ
وسنا طَلعتهِ فيهِ كَومضاتِ اللُجينْ
وَتَجلى وجهُ طِهَ بِمُحياهُ الطَليقْ
شاخِصا طَرفا بِهِ مِن جَدهِ ذاتِ البَريقْ
وهوى مُنهَدِما كالرُكنِ بالبيتِ العَتيقْ
وَاستوى طُوفانُهم جيشا عَليهِ فِرقتينْ
فإلى الطَعنِ فَريقٌ وإلى الضربِ فَريق
وبِهِ دَفْقُ جِراحاتٍ كَميزابٍ دفيقْ
وَهَوَ مِنْ حَرِ الضما في عينهِ الأُفقِ يضيقْ
ويُناديهم ألا هل مِنْ نَصيرٍ لي مُعين
(3)
مُذْ رآهُ المُهرُ مَغلوبا من الإعياءِ وانْ
وَسِنانٌ يَطعَنُ الكاشِحُ مِنْهُ بالسِنانْ
مِنْ ضَماهُ يابِسا يُخرِجُ للرِيحِ اللِسانْ
آمِلا في هبةٍ مِن روحِها يَندى الوَتينْ
والضُبا والنَصلُ في خاصِرهِ مُختَلِفانْ
كُلما يَخنُقُ جُرحٌ جَدَّ بِالطَعناتِ ثانْ
وبِهِ سَهمٌ تَعدى صَدرهُ نَحوَ الجَنْانْ
أبصرت عيناهُ مِن إيغالهِ نورَ اليقينْ
وَعليهِ تضربَ الخيلُ حِصارا مِن جُرانْ
وهو يشكو مِن أُوامٍ حاجبا عنهُ العِيانْ
وبِهِ شَّبّ رَميضَ الأرضِ في ذاكَ المكانْ
وَهوَ مِن حُرقَتِهِ يُلوي على الكَثْبِ اليدينْ
قامَ عَنهُ ذائداً يَرمَحُ بالرِجلِ الحِصانْ
ثُم يأتيهِ ويُدلي بينَ كَفيهِ العِنانْ
وَيُحني رأسهُ مِن دَمِهِ الجاري بِقانْ
وجَنوحا يَسرَحُ الظِلَّ على جِسمِ الحُسين
عَينَهُ في عينهِ يُفضي إليهِ بالحنانْ
مِثلَ مَنْ يدعوهُ قُم يا مَن إلى الخَلقِ الأمانْ
ويُخلي خَدهُ فوقَ جِراحاتِ الطِعانْ
بِنحيبٍ أفزعَ الأملاك في العَرشِ المَكينْ
وجرى دوحاً عليهِ صاهلا بالدورانْ
باحثا عن عَمَدِ الشمسِ على الوجهِ المُصانْ
وارتِصادا لِمُغيرٍ لأذى راعيهِ دانْ
فرسٌ ألحقهُ الطبعُ بأنصارِ الحُسين
(4)
عندها لم يبلغُ السِبطُ لما شاءَ مَرام
لا يُطِقْ أن يتمدى مُسدلا كيفَ القِيام
ليسَ يقوى أن يُميلَ الخدَّ عن حرِ الرُغام
في جلالٍ مِن مهابٍ بالمدالي سِركين
واقدُ الهيمِِ لضيَ القلبِ مِن نارِ الأوام
و أنبجاسٌ بحشاهُ لينابيعِ السِهام
وعلى غُرتهِ البيضاءِ وبالدم وِسام
كاحلا من سيلهِ الجاري سوادَ الناضرين
أبلغَ الطُرفَ بهِ ما إن لأهليهِ السلام
فعدى يجمعُ رَحْبَ الأرضِ طياً للخِيام
قائمَ الذيلِ لضوحَ العَصْمِ قد عَضَّ اللِجام
خاليَ السِرجِ جموحَ الروضِ شَبَّ الحاجبين
خاطفا بالنقعِ كالبَرقِ إذا شَقَّ الغَمام
وعلى صَهوتهِ من راشِقِ السَهمِ حِجام
ويُنادي بصهيلٍ الظُلامُ الظُلام
قَتَلَتْ أُمةُ طِهَ سِبطَها البَّر الأمين
جِئتُ عن مَصرَعِهِ يَجثوا عَليهِ ابنُ اللئام
مُوغِلا في وَدَجيهِ بالثرى حَدَّ الحُسام
فَتطالعنَ مِن الأستارِ أعراضَ الكِرام
وَتَجارينّ وَراءَ الطُرفِ شَذواً بالحَنين
وَهوَ كالبُرنوقِ قَد طارَ لَهُ سِربُ حَمْام
كُلما حاطَن عليهِ راغَ مِن بينٍ وحام
ما سِوى زَينَبَ يَبغي لِيوليها الزِمام
وَيُعَزيها على ما كانَ مِن أمرِ الحُسين
(5)
وأتى زينَبَ واستحرم جاثٍ كالكلي
ناكِسٍ هامَتَهُ خَجلانَ مِن بِنتِ علي
قادي العينينِ مَلويا بِسِرجٍ مائِلِ
لابِسا مِن عَلَقِ الدَمِ وِشاحا لليَدين
خاطبَتهُ بأفتجاعٍ أينَ خَلَّفتَ الولي
أينَ خَلَّفت الذي في يَومِ كَربي موئلي
لا تَقُل لي خُتِمَ الذَبحُ بِذَبحِ الكامِلِ
وَارتَمى بين صهيرٍ وهَجيرٍ واقِدين
صاديَ الأحشاءِ مَفصولا بطَعنٍ فيصلي
خَاضِبا مِن حُمْرَةِ الهَامش بيَاضَ المِسحَلِ
عافِرا تَحتَ ظِلالِ مِن وَشيجِ الذابلِ
صَوبَ النَبلُ بِهِ حَتى مِشاشَ الراحَتينْ
لا تَقُل لي نَتَفَ العُصفورَ ريشَ الأجدلِ
أو تَوارت بِلُهاةِ الحوتِ شَمسُ الأملِ
وانطفى بينَ الضُبى نُورِ الأغَّرِ الأجملِ
لا تَقُل صَدَّهُ عني مُشرأبٌ مِن رُدين
قال قَد داهَمَكِ الرُزءَ فَصَبرا حوقلي
وأستعدي لِسِباءِ القَومِ بَعدَ الكافِلِ
وأجمعي شَملَ اليتامى بِالبِدارِ العاجِلِ
قٌبلَ أن يُصبِحَ مِنكِ الصَونُ للقومِ رهين
شَبكت مِن فزعٍ بالرأسِ عَشر الأنمُلِ
وارتخى مِن هَجمةِ الحُزنِ سَواءَ الكاهِلِ
ثُم نادت بِنداءٍ هَدَّ رُكنَ الرُسُلِ
واقشَّعرت غُلَةُ العَرشِ حَبيبي يا حُسين
(6)
هَجَمت ثائِرةُ الخَيلِ على آلِ الوَقار
وأهالتْ شُعَّلَ النارِ عَليها بِالسِتار
فَتصارخنَ نِساءٌ حاضِناتٌ للصِغار
مَلجأي يا زينبٌ قولي مِن النيرانِ أين
نَهَضت ذاهِلةُ القَلبِ وفي الأذيالِ نار
نَحو خِدرِ العابِدِ السجادِ تسأل ما الخِيار
يا ابنَ صوني بَعدهُ آلَ لِكفيكَ القَرار
ما الذي نَصنَعَهُ يا من إلى العُبادِ زين
قال وَلوا عَمتي أوجُهَكم وَجهَ القِفار
فَتفارْرْنّ فِزاعا في قيامٍ وعِثار
قُلَّبا تَقتَلِبَ العادي مُلائا وخِمار
فإذا أجردها السِترَ تَوارت باليدين
وعلى عاتِقها مِن أثرِ السوطِ احمرار
تتمَنى مِن حياءِ النَفسِ أن يُمحى النهار
وأيادي القومِ تَسطوا فوقَ عِقدٍ وسِوار
بينِ ضُرِ النارِ والسَلبِ بِفكِ الضررين
وبِثِقلٍ زُحزِحت زَينبُ للتَلِ المُشار
وَقفت مِن طَرفَ الوادي تَصيحُ المُستجار
يا ابن أُمي إن يَكُن أرجأكَ الموتُ انتظار
قُم أغِثنا مالنا غَيرُكَ واليٍ يا حُسين
قامَ وأنكبَ مِن الضَعفِ على وَجهِ الخَبار
كَّرَ بالنهضةِ فأرتَدَ عَفيرا بانكسار
قال يا زينبُ عودي وأقبلي مِني اعتذار
سَتَرينَ اليوم ما قَدَّر ربي رأي عين
ثُم نادى يا أُولي الغَدرِ ويا أهلَ الشنار
إن كَفرتُم بالمعادِ و الرِسالاتِ جِهار
راجعوا احسابَكُم إن كُنتمُ عُربا نِجار
واتركوا رحليَ وأتوا مُهجتي بالضاربين
وأبعُدوا عَن حَرَمي ما دُمتُ حيا باحتضار
صاحَ شِمرٌ حاصِروهُ واتركوا سَلبَ الدِمار
فهوَ حُرَ النَفسِ والحُرَ مِن العَرضِ يَغار
واهجُموا مِن بعد أن يُلقى ذبيحَ الودجين
(7)
صَدَرَت زينبُ بالأحزانِ عن ذَروا الأكم
تَنذبُ العِزَ الذي كانَ مُقيما وانصرم
والسِراجُ المُزهِرَ الوَضاءَ في غَسقِ الظُلَّم
قَمرٌ أحلى جَمالا من بُزوغَ القَمرين
أينَ مِن بعدي حُسينا ملجأي و المُعتَصم
كان لي سورا حصيناً فتداعى و أنهَدَم
عَظُمَ الصَدعُ مِن الرُزءِ فَعَّزَ المُلتأم
بِبلايا تُلبسَ الوِلْدانَ شَيبَ الوالِدين
و اعتراها طَيفُ ذِكرى بِخيالِ المُستَهم
ذكَرت مقدَمها والرَكبُ مَعهودُ الذِمم
أظعنت والضَيغمُ العباسُ بالظعنِ ألتزم
وعلى مَحملها رَفَ لِواهُ باليدين
يَزهَرُ الرَكبُ بِهِ أُنساً إذا الثَغرُ أبتسم
ومشت تحرُسها مِن هاشمٍ أُسدُ الأجم
ولذا هودجها تجثوا حيائا كالخَدم
ولها عن حاجةٍ تُقضى بِشوقِ السائِلين
أمستُ اليومَ تَصُكَ الراحَ وجدا ونَدم
مِن ثَلاثٍ كَبِدا حرى وعينٌ لَم تَنم
بينَ قومٍ طُويت حِقدا على آل الكَرم
أظهرت ما كانَ يَخفى يومَ بَدرٍ وحُنين
أبعدُ الأشياءِ عن طينتِها معنى الشِيم
تأملُ الصَخرَ ولا تأملُ فيها مُرتَحَم
رَجعت لللاتِ والعُزى وَتَقديسِ الصَنَم
يَمَمَّت آلَ أُميٍ وَزيادٍ قبلتين
وَعليها الضيمُ والهَيمُ وذو الغِلِ هَجَم
ليسَ تدري أينَ تأوي باليتامى والحَرم
هذهِ خِلخالُها بالضَربِ والعَدوِ أنفصم
هذهِ منهوبةُ القِرطِ سَفوحُ الأُذُنين
هذهِ مدمعها والدَم بالخَدِ أنسجم
هذهِ تَدفعُ سِلما للنجاةِ المُغتنم
هذهِ من حَرةِ الصوتِ تلوت بالألم
وعليها أثرُ التلويع فوق العاتقين
هذهِ واثِبةٌ عن جِمرةٍ تحتَ القَدم
وأُوارِ النار أضرى بالذِيولِ وألتهم
هذهِ تسحَبُ طِفلا عالِقا بين الخِيم
وتُنادي آهش واذُلاهُ مِن بعدِ الحُسين
(8)
لستُ أدري فاديا كالسبطِ الإسلامِ فاد
فاحِصا ينزعُ بالروحِ على حَرِ الوِهاد
جائِدا بالنفسِ مِن سهمٍ وغولٍ بالنفاد
حائرا في نزعِهِ مِن قَلبهِ بالقبضتين
وعِليهِ تَزحًفُ الراياتُ جُندا كالجراد
وهوَ فيهِم شَعرةٌ بيضاءَ في الكَبشِ السواد
مُقسما بالجَدِ أنَ القلبَ مَفطورا وصاد
بهجيرٍ لثلاثٍ لم يذق طَعَمَ المَعين
فأتاهُ شاهِرا شِمراً حديدا بالحِداد
يضربُ الثَغرَ الذي قَبلهُ خَير العِباد
فَتَجارى الدَمُ مِن بينِ ثَناياهُ البُرْاد
وجثا في صَدرهِ مُنتَعِلا بالقَدمين
فَرجاهُ السِبطُ حَلا للثامٍ بانعِقاد
فجلا وجها كوجهِ الكَلبِ باللعنةِ باد
أبقعا أبرصَ كالخِنزيرِ أو في القُبحِ زاد
قالَ ما أخطأ جَدي فيكَ عن وصفٍ مُبين
فاستشاطَ الفاجِرُ العاقِرُ غيضا وعِناد
وَعدى يَرفِس رُكنَ الدينِ والقُطبَ العِماد
قالِبا جُثمانَهُ وجها إلى وجهِ المِداد
وعلاهُ مِن قفاهُ ذابِحا نَحرَ الحُسين
فألتظى مِن حُرقةِ الذَبحِ كَمقدوحِ الزِناد
و استوى مِن تَحتهِ مِن كَثرةِ الدَمِ نَجاد
وبرى الرأسَ وعَلاهُ على ذَروةِ حاد
فأمالت أهلها الأرضُ كمَطروق السَفين
وقِياما ضَجت الأملاكُ في السَبعِ الشِداد
بنِداءٍ قَد عَلت في الأرضِ أعلامُ الفَساد
وتوارى بالورى ذَبحا صَحيحَ الإعتِقاد
عظَمَ الله إليكَ الأجرَ يا جَدَ الحُسين
(9)
وَمَشت زينبَ تَطويَ بالحَشى أمراً عظيم
مِثلَ ذو النونِ مشى بالهَمِ والقَلبُ مُليم
وَسَحابُ العَسكَرُ المُمتدِ يَدْوي بالهَزيم
فَرجت مُلتَحَمَ الجَيشِ بِسَعيِ الفُرجَتين
وأتت جِسمَ أخيها وهوَ مَصروعٌ حَطيم
وَجَدَتهُ ما بِهِ عُضوٌ مِن الضَربِ سَليم
عاِئِباً يَشبَهُ مَمزوقا مِن الذِكرِ الحَكيم
ودمٌ من آيةِ التطهيرِ بين الدَفتين
آخِدَا مِنَ قَلبهِ السَهمُ مكانا بالصَميم
جُثةً لا رأسَ فيها وحشاً داويٍٍ هَضيم
وَعليهِ تَجنَحُ الورقاءَ مَدا وضَميم
بهديلٍ مُفجعٍ يَشبَه نَوحَ الفاقِدين
وَشُعوبٌ ساكبٌ مِنهُ بِنزفٍ مُستَديم
لاوياً مُجتَمعا من حَرةِ الذَبحِ الأليم
قابِضا بالقَبضةِ اليُمنى على السَهمِ المُقيم
وبيُسراهُ على جَنبٍ هَشيمٍ وَطَعين
رَفَعت جُثتَهُ مِما يَلي النَحرَ الكَريم
ثُم نادت يا إلهي يا عَفُوُ يا حَليم
اِغفِر الذَنبَ لِمن والى حُسينا يا رَحيم
وتَقَبل قُرُباتُ الآلِ مِن دَمِ الحُسين
(10)
ثُم صاحَت كَيفَ يرمي غُصنَك الغَضَ الذُبول
يا أخي والحالُ مِنكَ للثرى كَيفَ تَحول
وأبوكَ وزنَةُ القِسطِ وميزانُ العُقول
وتُناغيكَ بَتولَ النُسكِ بالبطنِ جَنين
وعلى مَهدِكَ للروحِ صُعودٌ ونُزول
ولكَ فضلٌ بِهِ خَيرَ النَبيينَ يَقول
هو مِني وأنا مِنهُ كَجِزءٍ مِن شُمول
فحُسينٌ هو مِني و أنا مِنهُ حُسين
كيفَ تبقى عافِرا مُلتزما حَرَ الذَلول
وإلى جُثمانِكَ العاري مِنَ التُربِ سُدول
لو أتاحَ الدَهرُ لي عِندَك للموتِ حُلول
لَغَسَلتُ المَنحرُ الفَوارَ بالدمعِ السَخين
وأُعزيكَ إلى أن يَقتُل النفسَ الأكول
أو أكُن طَعما بِذا الوادي إلى الوَحشِ الأكول
ويقولُ الناسُ عَني هذهِ أشجى ثَكول
هّذهِ زَينبُ ماتت بالأسى عِندَ الحُسين
يا أخي ما بِكَ صُنعي بِحَنوطٍ أو غَسول
لا رِجالٌ لي بَقت ما غَيرَ رباتِ الحُجول
بَعدكَ ما أنجرَ مِنها ضافيا سِترَ الذيول
دُفنت بالرُزءِ والمُرزي لها غيرُ دَفين
ثُم نادت إن هذي الروحُ في صَدرِ الرسول
جَهزوهُ إن يَكُن فيكم بَقايا مِن أُصول
فأجابتها عُلوجٌ رَكِبوا صُعرَ الخُيول
وأجالوها عِنادا فَوقَ أضلاعِ الحُسين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الغبار انجلى
في وصف كربلاء وبيان حال اهل البيت والانصار
الغُبارُ انجَلى .. عَن سَماءِ كَربَلا
إذا الحُسينُ واقِف .. وللدُموعِ ذارِف
مُنادِياً وَاوِحدَتَاه مُنادِياُ وَاغُربَتاه
نُصرَةُ آلِ المُصطَفَى مَبادِئُ القُرآن
حَقٌ وعَدلٌ مُطلِقٌ حُرِيَةَ الإنسان
قَد زَيَنَت سيوُفهُم مفارِقُ الفُرسان
َفصَّيرَتها شَفَقاً مُختلِطُ الألوان
ثم ارتََدَت رِماحُُهُم مِن حِليةِ الرُهبان
مِن أََسوَدٍ مُفَصَلٌ مِن أَكبُدِ الشُجعان
ومِن نُحوُرِ خَصمِهِم تَدَفَقَت غُدران
بأَسيُفٍ في حَدِها عَزائِمِ الإيمان
قَد أََرسَلَت لُحومَهم لِخافِقِ الغُربان
فَنالَها مِن قَبلِ أن يَحُلَ بالتُربان
لكِنَما نُدرَتها وكِثرةُ الذؤبان
قَد أَتعَبَتها والظَما جيشٌ مِن الخُذلان
فَصُرعَت وخَلَفَت سِبطََ الهُدَى حيّران
ظََمآنَ يُبصِرُ المَدى مِن الظََما دُخَان
وهوَ سٌلطانُ الوَرى ولهُ فَرضُ الوَلاء
بالمَوقِفِ المُشَرِف ,, حِسُ الضَميرِ يعرِف
نِدَاءَهُ واوِحدَتاه ,, نِدَاءَهُ واغُربَتاه
ما بينَ الفِ جُثَةٍ لناصِبٍ حَقير
مَشى الحُسينُ باحِثاً عَن عُصبَةِ الغَدير
وعِندَ تَلَةِ الإبَا بِحَرَةِ الهَجير
رَأى إماماً ساجداً اذا بهِ زُهَيّر
بِقُربِه جَنازَةٌ مَنظَرُها مُثير
رائِحَةُ القُرآنُ مِنها تَملَأُ الأَثير
ورَأسُهُ مُجَرَّحٌ وضِلعُه كَسير
هذا مُرَتِلُ الكِتابِ شَّيخُنا بُرَيّر
ومُسلِمُ بنِ عَوسَجٍ يُطرِبُهُ الصَرير
لذَاك خَرَ ضَاحِكاً وَوَجهُهُ مُنير
وابنُ هِلالٍ جُرحُهُ بِوَجهِهِ غَزِير
اذ لَم يََكُن عِندَ اللِقا بِوَجهِهِ يُدير
والحُرُ كانَ هائِجاً بالأَبلَقِ المُغير
لذاكَ صارَ َرأسُهُ نِصفَين بِالوَتير
شَدَ لَهُ عِصَابَةً سِبطُ الهُدَى البَشير
فأًصبَحَت تاجاً لَهُ وأَصبَحَ الأَمير
حَتى غُلامَ التُركِ ذَاك الفَارِسِ الصَغير
حَطََ الحُسَينُ خَدَهُ بِخَدِهِ العَفير
أو وَهَبٍ مِن قُومِ عيسى مُعرِسٍ النَظير
جاءَ يُدَاوِي قَلبَهُ بِقَلبِهِ الكَبير
وَكُلِما مَشى قليلاً يَلتَقِي نَصير
مُحتَضِناً صارِمَهُ للعِزَةِ يُشير
هُنا هُناك هاهُنا مَُقدَسٌ جَزير
ما كانَ يُرضيهِ بِلا تَقطيعِهِ المَصير
فَكُلُ ما كانَ غَلا أَبلوهُ في أَرضِ البَلا
فِداءٍ للحُسين نَسلِ الهُدَى الأَمين
مُنادِياً وَاوِحدَتاه .. مُنادِياً واغُربَتاه
توَجُعٌ سَرَبَهُ الهَواءُ بِالأَلَم
وفَحصَةٌ ضَعيفَةٌ في التُربِ بِالقَدَم
كأنَهَا فَحصَةُ شَيخٍ هَدَهُ الهَرَم
تَمنَعُهُ أَن يَستَغيثَ عِزَةُ الكَرَم
كَأَنَهُ ضارَبَ حتى سَيفُهُ انثَلَم
واضَعَفَ الظَما والشِيبُ قُوَةَ الهِمَم
أَقسَمَ إلا للمَنونِ بِالوَغى نَعَم
ولا وُرودَ غيرَها كَدراءَ بالرَغَم
يَبدو سَعيداً ثَغرُهُ بِجُرحِهِ ابتَسَم
كأنَما يُعدي الصَليلُ سَمعُهُ نَغَم
يَبدو عنيداً كُلُ عضوٍ عِندَهُ انفَصَم
يَبدو وَفياً راكِزاً بِقَلبِهِ العَلَم
يَبدو عَزيزاً لَم تَمُت بِنَفسِهِ الشِيَم
يُوصي بآلِ المُصطَفى بآخرِ الَنسَم
يَعرِفُ هذا يومَهُ وضَربَةُ الأصَم
عَلَمَهُ الخُضرُ أَبو الحُسين بالقِدَم
هَبَ الحُسينُ يَقتَفي مَعالِمَ الشِمَم
إذا حَبيبٌ يَلتَوي بِلاهِبٍ ودَم
نادى حَبيبي فَانتَشى حَبيبُ وابتَسَم
كَأنَما يَسبَحُ فِي الجَناتِ بالنِعَم
صوتُ الحُسين رَدَهُ حَياً مِنَ العَدَم
وَضَاحَ مِن إشراقه سُمي أبو القُسَم
والحُزنُ هَزَ كَربَلا ,, حَتى خِيامِ الفُضَلا
وابنُ النَبيِ وَدَع حَبيبَ وهوَ يَدمَع
مُنادِياً واوِحدَتاه .. مُنادِياً واغُربَتاه
خَلفَ التُخومِ مَلَكٌ مُضطَرِبُ الأَنوار
كَأَنَهُ يَلثِمُ شَيئاً يَشبَهُ الأَسفار
كَسِفرِ أَيوبٍ مُشع ٍ أَو هُدَى المُختار
كَنجمَةٍ فوقَ الثَرى أو قَمَرٍ مُنهار
تَتَضِحُ الرُؤيا قَليلاً في مَدى النُظار
السِبطُ فوقَ جُثَةٍ قَطَعَها البَتار
يَبدو وَحولَهُ العِدى بِجَحفَلٍ دَوار
قِطَعَةَ نورٍ أَشرَقَت في ظُلمَةِ الأَسحار
أخي عَليكَ حَسرَتي بِخاطِري كَالنار
يَداكَ والرَأسُ عَلَيَ تُشمِتُ الفُجار
أخي قَطَعتَ حِيلَتي فَحارَت الأَفكار
أخي قَصَمتَ فَقرَتي يا مُهجَةَ الكَرار
أخي فمَن لرايَتي بِقَسطَلٍ ثَوَار
أخي ومَن لِعَيلَتي مِن هَجمَةِ الأَشرار
آهٍ فَجَاوَبَ الصَدى ,, آهٌ مِنَ الأَستار
واكافِلاهُ آهُ وايُتماهُ وا مِغوار
أعقَبَها هَروَلَةٌ لِرُكَضٍ عُثَار
عَلى الوُجُوهِ بالفَلا تَتطَلِبُ الأَخبار
قَامَ لَها يَرُدُهَا خُزانَةُ الأَسرار
والدَمعُ جَفَ بالظَما فانسَكَبَت أَنوار
رُدَوا وعُدوا لِلسِبا فِي غُربَةِ الأَسفار
ماتَ الكَفِيلُ والحِمَى وانهَدَتِ الأَسوار
ماتَ الكَفيلُ والحِمَى عَلى الفُرَاتِ بالظَما
وابنُ النَبِيِ حائِر يَرُدُ بالحَرائر
مُنادِياً واوِحدَتاه .. مُنادِياً واغُربَتاه
الشَمعُ جَامِدٌ عَلَى أَعمِدَةِ الخَيمات
والدَمُ جَامِدٌ عَلَى جَسّامِ بِالوَجنات
كَأنَ صوتَ أنةٍ تَتبَعُهَا أَنَات
مِن خَيمَةٍ دُونَ الخِيامِ فَوقَها زينات
كَأنَ صوتَ حَرَةٍ نُورِيَةِ الهَيبات
كأَنَها زَعِيمَةٌ أَنفاسُها آيات
تَقُولُ لا يَا سُكنَةُ لا تَضرِبي الرَاحَات
جَسَامُ رَاحَ دَاعِياً لِفَارِسِ المَسنات
رايَتَنَا بِكَفِهِ تُنَكِسُ الرَايَات
لا يَستَوِي كَفِيلُنا لا يَحضُرُ الفَرحَات
صَغيرَتي نَامِي بِقَلبِي هَدِئِي الرُوعَات
فَإنَهُ مَعَ الكَفِيلِ بالخِضَابِ آت
ما أَكمَلَت إلا و ضَجَت بالخَبَا العَمَات
هذا الحُسينُ حَامِلاً مُعَرِسَ الحَسرَات
مُنَادِياً يا زَينَبٌ يارَبةَ الثَكلات
قُومِي أَتَى عَرِيسُكُم بِأَفجَعِ الزَفَات
أَتَى عَرِيسُ كَربَلا ,, مُقَطَعاً مُفَصَلا
إلى القُلوبِ نَازِع,, وللحُسينِ فاجِع
مُنادِياً واوِحدَتاه .. مُنادِياً واغُربَتاه
مَشَى بِوَهجَةِ الفَلا يُؤَذِنُ القَتلَى
والنورُ مِن أَجسادِها يَكثُرُ بِالأَحلَى
فَتىً كَأَنَ وَجهُهُ صَيَرَهُ المُولى
لِكي يَقولَ لِلوَرى إنِي أَنا الأَعلَى
يَرسِمُ مِن صُورَتِهِ للمُصطَفَى مِثلَ
عَزَ عَلى ناظِرِهِ أَن يُوجِدَ الفَصلَ
وإن نَزا بِسيفِهِ مُشتَهِياً صَولا
أوصَت كَتائِبُ العِدى بِمالِها الأَهلَ
حَارَت بِهِ مُرتَجِزاً فَاختَلَفَت قَولا
جَمعٌ يَراهُ المُرتَضى جَمعٌ يَرى الشِبلَ
وكُلَما شَكَت بِهِ شَكَ بِها النَصلَ
حَتى إذا حَزَ بِها أيقَنَت القتلَ
فَهَل عَلِمتُم لأَبٍ كَالأَكبَرِ نجلا
وهَل عَرِفتُم قَبلَهُ إلى السَمَا نَسلا
كَلا وما أَكَثرُ قَولَ الحَقِ في كَلا
لا كالحُسينِ صَابِراً أو حَاصِداً فَضلا
إذ ليسَ مِثلُ ثَكلِهِ بَينَ الوَرَى ثَكلا
فَقِيدَهُ كَانَ لِحُسنِ شَمسِنا عَصلا
كُلُ الرَزايَا والبَلايَا حَرُهَا يُسلى
إلا رَزَايا كَربَلا تَسمُو عَلى المَسلى
إلا رَزَايا كَربَلا فَاجِعَةً إلى المَلا
ما لِلوَرى رَزِية ,, كَيومِ الغَاضِرِية
لا كَالنِدا واوِحدَتاه ,, لا كَالِندا واغُربتَاه
هُناكَ شَيءٌ مُبهَمٌ عَلى يَدِ الحُسَين
يَلمَعُ فِي شَمسِ الفَلا كَقِطعَةِ اللُجَين
يَضُمُهُ بِقَلبِهِ كَأَنَهُ اليَقين
يَشُمُهُ كَأنَهُ عَبيرُ الخَالِدين
أَجلاهُ وِسطَ لَفَةٍ أَمامَ الناصِبين
إذا بِهِ طِفلٌ رَضيعٌ ذَابِلَ الوَتِين
مِنَ الظَما جَامِدٌ جَمادَ المَيِتين
مِثلٌ هِلالٍ ناشِئٍ مِن قَبلِ ليلَتين
غافٍ يُريكَ وَجهُهُ مُحَمَدَ الأَمين
أو ما تَشاءُ فَاتَخِذ جَمالَ المُرسَلين
بُلوا لَظَى فُؤادِهُ وَلو بِقَطرَتين
مُنذُ ثَلاثٍ لَم َيذُق مِن بارِدِ المَعين
ساجٍ بِحِجرِ أُمِهِ سُجوَ اليائِسين
مِنَ السِقَاءِ واللِوَاء والعَمِ واليَدَين
إن خِفتُمُ أَن اَرتَوي خُذُوهُ وَاثِقين
إني وَصَحبِي نَلتَقِي بِالله ظَامِئين
فَافتَرَقَت جُموعَهُم بِالرَأي فِرقَتَين
إحداهُما قَد صَدَمَت رَحمَةَ آخَرِين
مَذهَبُها الحِقدُ عَلى الهُداةِ الطَيِبين
فَليَخضَعوا أو الظَما لِلمَوتِ صَاغِرين
فَاستَلَ اِبنُ كَاهِلٍ حَرمَلَةُ اللَعِين
سَهماً رَمَى نَحرَ الرَضِيعِ بَينَ العَسكَرَين
مَا إن أَحَسَ حَرَهُ اِنتَفَضَ الجَنِين
فَلَ القِمَاطَ وَارتَمَى فِي عُنُقِ الحُسَين
رَمَى الحُسَينُ لِلسَما بِكَفِهِ الحَزِين
دِمَاءَهُ مُشتَكِياً لِرَبِ العَالَمِين
يَا مَليكَ أَمرِنَا خُذ للرِضَا مِن دَمِنا
وَارأَف بِحالِ عَبدٍ ظَامٍ جَريحٍ فَردٍ مُنَادِياً وَاوِحدَتَاه وَدَاعِياً وَاغُربَتَاه
الأَرضُ فِيهَا هَزَةٌ والرِيحُ عَاصِفَة
وَفِي السَمَاءِ نَجمَةٌ حَمراءُ صَادِفَة
كَأَنَها مِمَا تَرَى فِي الأَرضِ آسِفَة
كَأَنَهَا مِن حُمرَةِ الأَنوارِ ذَارِفَة
تَرقَبُ حَالَ امرَأَةٍ بِالتَلِ وَاقِفَة
تَندُبُ شَمساً بِالثَرى بِالدَمِ نَازِفَة
إن كُنتَ حَياً يَا أَخَي فَالخَيلُ زَاحِفَة
عَلَى خِيَامٍ مَا بِهَا سِترٌ لِكَاشِفَة
تَقُولُ نَجمَةُ السَمَا لِلسِبطِ وَاصِفَة
قَامَ ثَلاثاً فَهَوَى وَالرُوحُ شَارِفَة
فِي قَلبِهِ ذُو شُعَبٍ شَطرَينِ نَصَّفَه
مِنَ الحَصَاةِ غِرَةُ السُجُودِ تَالِفَة
فِي حَلقِهِ سَهمٌ عَلَى الوَرِيدِ كَلَّفَه
فِي وَجهِهِ مِن دُمَلِ الجِرَاحِ ناتفة
خَاصِرَةٌ مَطعُونَةٌ وَالضَربُ أَضعَفَه
وَكُلَمَا صَاحَ الظَمَا الطَعنُ أَسعَفَه
وَزَينَبٌ بِالرَبوَةِ عَلَيهِ هَاتِفَة
وَهوَ يُنَادِيهَا اِرجِعِي لِنَجدِ الخَائِفَة
رَدَت إذا النِيرانُ بِالخَيماتِ قَاصِفَة
وَالُنسوَةُ مِنَ الظَمَا وَالخَوفِ نَاشِفَة
تَعدُو وَلكِن عَدوَةَ الصَبُورِ هَادِفَة
إلى عَليلٍ أَلَمُ البَلاءِ أَنحَفَه
مَا صُنعُنَا أَنتَ هُنا زَعيمُ الطَائِفَة
فَقَالَ فُروا عَمَتِي فَأَنتِ العَارِفَة
ولِلحُسينِ أَنَةٌ الظَمآنِ عَازِفَة
وَالشِمرُ فَوقَ صَدرِهِ قَد حَطَ مَوقِفَه
مُمَكِناً مِنَ القَفَا بِالنَحرِ مُرهَفَة
بَرَى الكَريمَ ثُمَ فَوقَ الرُمحِ طَرّفَه
اللـــــــــــــــــــــــه اكبـــــــــــــــــــــــــــــر
فَارتَجَ وَادِي كَربَلا حَتى السَماواتِ العُلا
فابنُ النَبِيِ يُذبَح وبِالهَجِيرِ يُطرَح
مُنادِياً وَاوِحدَتاه .. مُنادِياً واغُربَتاه
الغبارُ انجلى .. عن سماءِ كربلا
إذا الحسينُ واقِف .. وللدموعِ ذارِف
مُنادِياً وَاوِحدًتاه مُنادِياً وَاغُربَتاه
حُسين وَاحُسَيناه
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الاوداج تتحدى
هذه القصيدة القاها غازي في مسابقة شاعر الحسين عام 2010 وقد ابكت الحاضرين
ما بالورى بطلٌ تَحَدَّى
بحبائلِ الأوداجِ حَدَّا
حتى حَشَاهُ تجبرتْ
وأذلتِ الرمحَ الـمُسَدَّا
أفنى الفناءَ وما فنى
والسيفُ والسَيَّافُ أرْدَى
ظامٍ ترفَّعَ أن يُضَامَ
فأنْزَلَ الودجين وِرْدَا
وحبى الثناءَ معطَّرا
وتبوأتْ ذكراه خُلْدَا
بل كلما كُتبتْ دماه
تأججَ التأريخُ وَقْدَا
والْـتَـاحَ في صدرِ الكرامةِ
درُّهُ الدومويُّ عِقْدَا
وأقامَ في ذروى العلى
فَرْدَاً كما قتلوه فَرْدَا
نَشَقَ الفِخارَ كذي الفقار
فِرِنْدُهُ ما حلَّ غِمْدَا
وامتدَّ في حُقَبِ الزمانِ
فكان أطولَ منه مَدَّا
كالنورِ وَدَّعَ بالمساءِ
مضمخا شيحاً ورندَّا
كالطيرِ أبكرَ بالرحيلِ
لكي يلاقي الفجر أندى
كالشمسِ تأفلُ كي تعودَ
وتُلْبِسَ الأيامَ جِدَّا
كالكونِ لو بلغتْ يدٌ
أخْراه موسعُهُ أمدَّا
وتغربتْ مهجُ الكرام
لما رأتْ في العزِّ بُعْدَا
كالنحلِ ينأى في الجبال
ليصنعَ الرحَقَاتِ شَهْدَا
كالنخلِ حتى لو قضى
عطشا سما هاما وخدَّا
كالحُبِّ عينُكَ لا تراه
ويملاءُ الأرواحَ بَرْدَا
إما تُوَدُّ أو اسْتُقيل
الأجرُ ممن عاف وِدَّا
إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ
في الورى أما وجدَّا
إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ
واقف لضيمِ ضِدَّا
إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ
قلبُهُ سهما تحدى
تظما وأنت الحاملاتُ
الوِقْرُ تستسقيكَ ثَمْدَا
وأنت خامسُ خمسةٍ
لبِسَتْ جلالَ الله بُرْدَا
جلَّ الإلهُ عن الشريكِ
وجلَّها كفؤا ونِدَّا
وأبوك مَنْ ذهلَ العقولَ
فكان معبودا وَعَبْدَا
قد كان ضيغمَ ربِّهِ
يوم استخارَ اللهُ جُنْدَا
يدُهُ يدُ اللهِ التي
مَثُلَتْ لنا كفا وزَنْدَا
وبضربةٍ كانت له
أعمالُ كلِّ الخلقِ رِفْدَا
ولا فتى كانت كتابا
مُنْزَلا نسخوه حِقْدَا
إذ ضاق بالقومِ الحسامُ
مِنَ السما لأبيكَ يُهْدَى
ذي اللبدتين أبي الشبول
وأنت منه ورثْتَ لُبْدَا
يومَ استطالَ الطعنُ كنت به
على الأكبادِ أجْدَى
في يومِ نازلةٍ تُثَغِّمُ
مِنْ نباتِ الشيبِ وِلْدَا
وَلِوَاكَ في كفِّ الذي
خَلَقَ الوفا بدءً وَعَوْدَا
حرٌّ تحررَ بالبصيرةِ
والهدى فتحرَّ رُشْدَا
والحُبُّ إنْ يكُ للحسينِ
يُبَدِّلُ الآلآمَ رَغْدَا
فالماءُ بين يديه
يُلْقيه مواساةً وَزُهْدَا
ما ظنَّ عبَّادُ السما
بظماه يقوى أنْ يَرُدَّا
حتى رأتْه فوق ما
حسِبَتْ وفاءً مُسْتَبِدَّا
لمَّا تقحَّمَت الصفوفُ
وأطبقتْ بشرا وجُرْدَا
مدَّ اليدين إلى الظبا
قربى وللزهراءِ وِدَّا
وجثى وسَبَّحَ بالعيونِ
مُعَقِّبا بالهامِ وِرْدَا
وهوى سجودا للحسينِ
وكفُّهُ سَبقَتْهُ سَجْدَا
فأتاه مفترشا دماه
وملتظى الكثبانِ مَهْدَا
وَجَدَ اللواءَ بصدرِهِ
والكفُّ قد أعياه وِجْدَا
ورمى بقاياه عليه
فَهَبَّ مضطربا وَرَدَّا
ينوي العِنَاقَ إلى أخيه
بلا يدينِ فَمَدَّ زَنْدَّا
فتقاطرتْ زُمَرُ الملائكِ
مِنْ ظلالِ العرشِ وَفْدَا
لِتُعَطِّرَ الملكوتَ مما
أزهرتْ كفاهُ وَرْدَا
وتُظِلَّ أعظمَ فاديٍ
من فوقه أغلى مُفَدَّى
وتكونَ للساقي لدى الساقي
بما شَهِدَتْهُ شُهْدَا
هذا أبو الفضلِ الوفيِّ
وأحفظُ الأبطالِ عَهْدَا
هذا الذي قُطِعَتْ يداه
وضمَّ بالزندينِ بَنْدَّا
هذا الذي شَرِبَ الظما
وحشاهُ مِنْ شفتيهِ أصْدَى
هذا الذي مَلَكَ الفراتَ
وعن نداءِ الجوفِ صدَّا
هذا الذي حَفَرَ العيونَ
إلى رضيعِ السبطِ وِرْدَا
وأمانةٌ مِنْ رأسهِ
المفضوخِ للأيتامِ أدَّى
هذا الذي فقدتْ به
الحوراءُ ملتجأً وَسَدَّا
وتصارختْ أهلُ الخيامِ
اليومَ عزَّ حِمَاً وذَوْدَا
هذا الذي منه الحسينُ
مشى بلا جَلَدٍ مُهَدَّا
ومن الجنائزِ للرواكزِ
بين مِرْوَاحٍ وَمَغْدَى
نَضَّوا الجلودَ من الهجيرِ
وأُلْبِسوا الإدماءَ جِلْدَا
ناداهم والروحُ قد
بلغتْ ولمْ يتلقى رَدَّا
أَبُنَيَّ ما أهملتَ لي
طِرْفا ولا سِرْجا مُشَدَّا
أَبُنَيَّ ما عودتني
بصوائِحِ الدعواتِ صَدَّا
يا مَنْ سناهُ لو تغيبُ
الشمسُ أشرقَ كي يَسُدَّا
واصطادَ مِنْ وادي الجمالِ
غزالةَ العلياءِ صيدَا
أَبُنَيَّ ما فَرَسَتْ لك
الرائونَ بالأبراج سُعْدَا
فرأتْكَ منجدلا على
البوغاءِ ضافِ الجَرْحِ قَدَّا
وَتَبَصَّرَتْ فإذا النبيُّ
بجسمِكَ المُلقى تمدَّا
وهويتَ في جسدٍ تجلى
فيه أهلُ البُرْدِ فَرْدَا
يا واقدَ الشجرِ المباركِ
في سطورِ النورِ وَقْدَا
أنت الضياءُ لناظري
فبلا ضياءٍ كيف أُهْدَى
ما مِثْلُ فَقْدِكَ بالورى
إذ ليس مثلُ البدرِ فَقْدَا
آهٍ على الدنيا العفا
والعيشُ لا أرجوه نَكْدَا
مَنْ لي بفتيةِ كربلا
صرعى وقد شُهِّرْنَ عَدَّا
كمليحِ وجهٍ لائحٍ
أستافُ مِنْ خديهِ وَرْدَا
جسَّامُ والجسمُ الذي
أبلى مناصرةً ونَجْدَا
ما كان الإ المجتبى
وَسْمَاً وقائمةً وقِدَّا
متقربا في سَمْتِهِ
كتَقَرُّبِ المصقولِ غِمْدَا
فلكَ الهناءُ بما هنا
وبما وهبْتَ العزَّ وِلْدَا
أعطى فما أعطى القليلَ
وما ببذلِ النفسِ أكْدَى
فمذ بلغْتُ به الخيامَ
تفجرتْ كمدا ووجْدَا
مَتَلَفِّعَا كَفَنا كما
يتلفعُ العريسُ بُرْدَا
فَجَعَ النساءَ خضابُهُ
وَطِلاهُ في كفي تَهَدَّى
لا تُنْزِلوه نداءُ رملى
فالثرى يُصْليه وَقْدَا
والطعنُ قد جَلَدَ القِوى
فتزيدُهُ الرمضاءُ جَلْدَا
مدُّوا إليه نواظري
والقلبُ تحت الجرحِ وِسْدَا
لا تدفنوه معرِّسا
إلا معي كفنا وَلَحْدَا
بلُّوا حشاه معَطَّشا
واسقوه من عينيَّ وِرْدَا
مروا به حول الخيام
بزفة الأفراحِ هَوْدَا
وترفقوا عندي إذا
ما النعشُ في كبدي تعدَّى
وبحضنِ زينبَ أنزلوه
فقد تعوَّدَ فيه رَقْدَا
وادعوا سكينةَ كيْ تراهُ
فإنها ترجوه عَوْدَا
لا ترقبوا الأبطالَ لو رحلوا
عن الأهلينَ وَفْدَا
فهُمُ رجالُ الصدقِ في
القرآنِ والموفونَ عَهْدَا
لأنهم يترصدون الموتَ
بالهيجاءِ رصْدَا
حيثُ المنيةُ تَلْهَمُ
الأرواحَ ينتقلون قَصْدَا
ولذاكَ قد كشفوا الصدرورَ
إلى سِنَانِ الرمحِ عَمْدَا
ولأنَهُمْ قد أبصروا
بمصارعِ الأحرارِ مجْدَا
ولأنَهُمْ زرعوا هناك
فأوسَموا الثمراتِ حصْدَا
ولأنَهُمْ متمردون على
الخنا فأتوه مُرْدَا
ولأنَهُمْ وجدوا البقاءَ
على هوانِ النفسِ فَقْدَا
ولأنَهُمْ عقدوا مع
الزهراءِ يومَ الدارِ عَقْدَا
أنْ يثأروا لضلوعِهَا
وللطمةِ الخَدِّ المُفَدَّا
مِمَّنْ صحيفتُهُ كرقعةِ
وجهِهِ المشؤومِِ سَوْدَا
مِنْ مارجِ الشيطانِ
ممشوجٌ مُخَاتَلةً وكَيْدَا
وبناجذٍ مُشْرَى أعانَ
بلوكةِ الأكبادِ هِنْدَا
حتى أتتْ كَبِدَ البتولِ
وأوغَلَتْ ناباً مُحَدَّى
وَرَمَتْ حشاً للمجتبى
متجرِّعَاً سُمَّا لِجُعْدَا
وَهَوَتْ بمزدلفِ الهياجِ
بدورُها طعناً وقَدَّا
ورقى على صدرِ الحسينِ
بنعلِهِ الممسوخُ قِرْدَا
ورموه ميدانَ الوجيفِ
وموطأَ الرَّمَكِ المُعَدَّى
حتى تَكَسَّرَ صدرُهُ
وتفردتْ أعضاهُ فَرْدَا
والأرضُ مادتْ إذ رواسيها
بكتْ رجفا ومَيْدَا
وتلثمتْ شمسُ الضُحى
من عِثْيَرِ السوداءِ رِبْدَا
وبدتْ على الإفقِ النجومُ
بِحُمْرةِ النحرِ المُنَدَّى
ومَشَتْ أسارى ترتجي
مخْدومةُ الأملاكِ عَبْدَا
أنْ لا يَخُبَّ اليَعْمُلاتِ
ولا يَجُدَّ السَيرَ وَخْدَا
وأنْ يَكُفَّ الشَتْمَ عن
آبائِها ويكُفَّ جَلْدَا
وأنْ يَرُدا مُلائةً
سُلِبَتْ من الشرفِ المُبَدَّى
وأنْ يَحِلَّ الربْقَ مِنْ
أعناقِها ويَفُكَ قَيْدَا
وأنْ يُؤَاوي للعليلِ
فقد ذوى جَهْدا وَجُهْدَا
وأنْ يخلي الأمهاتِ
الثُكلَ يَسْتَوْدِعْنَ وِلْدَا
وأنْ يريضَ بها ترى
ضَرِجَاً بلا رأسٍ مُمَدَّا
وتشُمَّ نحْرَاً فائحا
مسْكا بما يُدْمي وَنَدَّا
وَتُخَضِّبَ الأعجالَ حتى
يورِدَ التخْضِبُ خَدَّا
وتُظِلَّهُ عن صَيْهَدٍ
أوْرى له عَظْماً وَجِلْدَا
وتُمِيلَ جَنْباً ما جفا
صَهْرا ولمْ يَتَجَافَ صَلْدَا
حتى اكتوى جثمانُهُ
بِصَياخِدٍ يَقْدَحْنَ زَنْدَا
فيا عليُّ أميةٌ أوفتْكَ
في أبْناكَ نَقْدَا
بالعَاسِلاتِ الشائِلاتِ
إلى الرؤوسِ جَزَتْكَ رَدَّا
شمسٌ على هذا وذا
قمرٌ بِخَسْفَتِهِ تَهَدَّى
ولهمْ رضيعٌ رأسُهُ
مُتَفَتِّحٌ بالرمحِ وَرْدَا
وبنحرِهِ نَفَذَ السنانُ
فكان حاملةً ومَهْدَا
كعقيقةٍ حمراءَ أزْهَى
لونُهَا الدمويُّ نَجْدَا
فلمْ تُخَلِّ ناظرا
عنها بما لَمَعَتْ مُصَدَّا
لو كان قلبُكَ جَلْمَدٌ
أو كنتَ بالصَدْعَاتِ طَوْدَا
لانهدَّا ركنُكَ يا عليُّ
وخرَّ منك الصبرُ هَدَّا
ولو تَجَلَّتْ زينبٌ
بحبالِها لَصُعِقْتَ وَجْدَا
تحدو على زَيَّافَةٍ
همَّاً ومسْغَبَةً وَسَهْدَا
وفي قصورِ المترفَينَ
عفافُكَ المقصورُ يُبْدَى
لو خِلْتَهُمْ مُتَحَشِّدينَ
بطوقةِ الأغلالِ حَشْدَا
كي لا يُكَبوا يا عليُّ
إذا وَلِيُّ الحبلِ شَدَّا
يتخافقونَ مِنْ العَيَا
خَفْقَ القطا رَفَّا وَمَدَّا
حُمْرُ العيونِ كأنما
أوصِبْنَ بالحَدَقَاتِ رَمْدَا
أشجى حنينا من حنينِ
النيبِ والورْقاءِ نَشْدَا
متواعدينَ مع البكاءِ
فما خَلَفْنَ الدمْعَ وَعْدَا
مستصرخينَ مناصبَ الهاماتِ
فوقَ الصُعْدِ صُعْدَا
مستبدلينَ قلائِدَ الأجيادِ
بعد السَّلْبِ صَفْدَا
طَوْقٌ عليها مِنْ خؤونِ
العينِ والموصوفِ وَغْدَا
وضعوا الكفوفَ على الرؤوسِ
أسىً وللتلويعِ صَدَّا
خَوْدٌ بِمِعْصَمِهَا الحديدُ
كما تَقَلَّدَ جِيدَ غَيْدَا
كانت لِرُوحِكَ سلوةُ
الدنيا وبالقلبِ السُّوَيْدَا
ضُرِبَتْ وَأَتْقَنَتِ ابتذالَ
النوحِ والتَّعْدِيدَ عَدَّا
قمْ يا عليُّ فذي بناتُكَ
تنتخيكَ أبا وجدَّا
مِنْ شيبةِ الحمدِ الوقورِ
وأحمدِ البطحاءِ حَمْدَا
بابُ الحوائجِ يا عليُّ
ومِنْ يديكَ الجودُ يُجْدَى
أيطيبُ نومُكَ بالسلامِ
وتُسْلِمُ الحوراءَ لُدَّا
أولسْتَ أعتى ضارِباً
وأخفَّها غوثاً ونَجْدَا
أولسْتَ جدَّاعَ الأنوفِ
وأقْطَعَ الأسيافِ حَدَّا
أولسْتَ خواضَ الغمارِ
وَمُضْوِها بَرْقَاً ورَعْدَا
أولسْتَ مفترسَ الأسودِ
إذا تحاشا الأُسْدُ أُسْدَا
أولسْتَ مُضْرِمَ خَبْوَةِ
الأكبادِ واليافوخِ وَقْدَا
فأين خَلَّفْتَ الذراعَ
العبْلَ والبأسَ الأشَدَّا
وتلك ذؤبانُ الغَضَا
سَلَبَتْكَ ماجدةً ومجْدَا
وَرَمَتْ بنيكَ بلا قبورٍ
مصطلينَ هجيرَ بَيْدَا
فاصْفَحْ فإنَّ اللائِمَ المألومَ
مِنْ ألمٍ تعدَّى
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
سلمى اقيمي ليالي انسنا طربا
هذه القصيدة في حب اهل البيت وتطرق الى المشككين في اصل الشيعة بالبحرين
ومنها اخذت توقيعيوهي قصيدة رائعة احب الاستماع اليها
سلمى أقيمي ليالي أُنسنا طربا،،،،،، واحشي المسامع وقراً يمنع العتبا
وندّلي لفتى كأس الهوى عتِقاً،،،،،، يعب من غليهِ في راحِكِ الحببا
زيديه من خدر تيمٍ بعد صحوته،،،،، فبعدها حرّم التلعاب والنخبا
واستوثقي العهد منه تحت نشوته ،،،، فإن أفاق فؤاد العاشق انقلبا
يؤتيك واحدة العشّاق ساجعةً،،،،، ما كان طرفة يأتيها إذا رغبا
في درة فوق ساق العرش سابحة،،،،،، ما كان يقوى لها ذو مرةٍ طلبا
حتى كأن ضياء الشمس أودية،،،،،، من سلسبيلٍ على إشراقها انسكبا
ناهيك أن صميم العرش مزدهرٌ،،،،،، مما تشع ولو ذلك احتجبا
كأنما السبع أرضٌ تحت رفعتها،،،،، كأنها لبست في كعبها الشهبا
وقد دنا جبرئيلٌ من بوارقها،،،،،، إذا بإسم علي فوقها كتبا
وفوقه مُدَّ نورٌ لابن آمنةٍ ،،،،، وساترٌ عن جميع الخلق قد ضُرِبا
ما للملائك عجْبٌ في جبلتها،،،،، وحولها ملئت أعطافها عجبا
سمي ّ هارون: فيك الفضل متخذٌ،،،،، سبيله من مقام المنتهى سربا
لا يقربنّ بليغٌ ما يوائمكم،،،،، إلا إذا منطق الرحمن قد وهبا
أو أنه حاجبٌ سراً بخلوته،،،،، وقد رأى منه وحي الله مقتربا
أو أن روحاً من الأنوار مَدّ له،،،،، إلى بلوغ مراقي مدحكم سببا
أبا الحسين: إذا حطّت رواحلكم،،،،، في معرس الجود جاء المجد مكتسبا
أو إنْ على لُحَب الأفضال قد طرقت،،،،، أقدام أطفالكم حطت بمن ركبا
صغيركم ضمّ في عينيه هيبتكم،،،،، فكلما قام فخراً لحظه انتسبا
وقال إن لنا جد بخدمته،،،،، أعطى الإله إلى جبريله الرتبا
وجدةً طأطأت هاماً لرفعتها،،،،، من أسقط الهز في أحضانها الرطبا
إن شابه الحقُّ سحباً في مقاصده،،،،، فحيدر الريح تزجي تلكم السحبا
فتى إذا شعشع الإشراق مبتسماً،،،،، فتلك بسمته تُهدى لمن صَحِبا
أو ادّعى البدرُ منه يوم مولده،،،، أشد من وجهه نوراً فقد كذبا
من حبه خلق الرحمن جنته،،،،، من بغضه خلق النيران والحطبا
أيُّ الفوارس في الدنيا أتاح له،،،،، ربُّ البرية من تصنيعه عضبا
إلاّك يا صول الرئبال مجتمعاً،،،،، بما يطيله صيدَ الأفق لو طلبا
فيا أرومة عزٍّ عن أصالتها،،،،، تفرّع العز يوم الطف مختضبا
بأيِّ رحمٍ إليك الفضل منتسبٌ،،،،، إن كان شبلك عباسٌ إليه أبى
ذات الفضيلة.. ذات العلم .. ذات هدى،،،،، ذات البطولة... ذات االحلم ...ذات إبا
أوقفْ ضميرك حيث الحق في رجلٍ،،،،، أفشى بأفضاله الإحسان والأدبا
هذا عليٌّ إذا نادت غوائثهُ،،،،، إلى أمينيه أوحى الله أنْ أجِبا
لو كان صاحب طه ليل معرجهِ،،،،، لكان حيث تراخى الروح مقتربا
توهمت غيره الصدّيق أمتنا،،،،، وكل من عاش وهماً عاش مستلبا
قالوا إلى غيره الفاروق قلت لهم،،،،، بغير مهرٍ لذات الحسن قد خطبا
هل نازعاه على علمٍ فقر لهم؟،،،،،، أو قبله آمنا؟؟؟؟ أو في الوغى ضربا؟؟؟
فأيُّ صحب رسول الله لو طُرِحت،،،،، مناقب الفضل حازت نفسه الغلبا
فأيهم كان هاروناً بموقعه؟؟؟،،،،،، من فضل طه ومنه العلم قد شربا؟؟؟
وأيهم في مبيت الموت فديتُه،،،،،، وحوله تعقد الأسيافُ معتصبا؟؟؟
وأيهم حلّ منه النفس مبتهلاً،،،،، حتى عشى نوره القسيس فاضطربا؟؟؟
وأيهم شدّ في أحد معاقده،،،، يحمي النبيَّ؟؟؟... ومن هذا الذي هربا؟؟؟
وأيهم بالتآخي فوق سابقةٍ،،،،،، خليلَ نفسٍ إلى خلواته انتخبا؟؟؟
بخيبرٍ أيهم أُعطي كرامته؟؟؟،،،،، وأيهم بلواء الفتح قد ندبا؟؟؟
وأيهم قال فيه بالغدير ألا،،،،، من كنتُ مولاه فليأخذ بذا عقبا؟؟؟
أليس ذاك عليٌّ؟؟؟!!! أم بكم حَوَلٌ،،،،، يريكم غيره في وضعه انتصبا
أنِخْ ذلولَك لم يحظى بفاطمةٍ،،،،، لو لم يكن فوق فضل العالمين ربى
فتىً له ضربةٌ عدلٌ موازنها ،،،،، لكل حسنٍ إلى الثقلين قد حُسِبا
ولو تنفّس في ليل المبيت على،،،،، ذنوب أمة طه غفْرُها وجبا
له من الدرأةِ الحُسنى سماحُ يد ٍ ،،،،، لو مسّت الشوكَ تُنْمي فوقه العنبا
وكان من خمسةٍ ألوى بنجدتها،،،،، أبو البرية حتى يدفعَ الغضبا
بإسمه ابن شيث في عذولته،،،،، جرى على ذروة الطوفان مستربا
يقينه لو خليل الله أدركه،،،،، لما إلى رؤية الإحياء قد طلبا
أو كان هز العصا كالجان في يده،،،،، لأبطل السحر مسروراً وما هربا
أو أمُّهُ دون عذراء الورى قصدت،،،،، بيتَ القداسة شوقاً ذيلها اجتذبا
ونعثلٌ لا أضاع الله رشدكم،،،،، تفضلون على هذا فوا عجبا
والله كل الذي ضمت سقيفتكم،،،،، لو أنصفوه لشموا تحته التربا
هذا كلام الذي هاجت خواطره،،،،، في ترب نعلك لا خوذاً ولا كعبا
أبا الحسين: إذا مرت قوافلكم،،،،، على الصراط كبرقٍ شقّق السحبا
تناولوا عالقاً شدّت أنامله،،،،، حسنى هواكم ولولاها لما نشبا
وكان ذا قلمٍ في وجه ناصبكم،،،،، يسطر الموت إذ في حبكم كتبا
لو كان حبُّكم ناراً لطاب لنا،،،،، عيشَ الهناء بأحمى حرِّها لهبا
والظلمُ في حبكم شهد وظالمنا،،،،، من الحماقة زاد العاشق السَّغِبا
تميزون وتقصونا لمذهبنا،،،،، كأننا من بقايا المارقين سبا
تميزون وتقصونا لمذهبنا،،،،، كأننا من بقايا المارقين سبا!!!
وحقُّنا بين أيديكم يُطاف به،،،،، في جفنةِ الحقدِ مبذولاً ومنتَهَبا
من كل مجتلبِ الأصقاع ميزتهُ،،،،، عداوةٌ لبني المختار قد نصبا
ونحن فخر أوال في حضارتها،،،،، ونحن أعلى بني عربانها نسبا
لنا شمائل عبد القيس في كرمٍ،،،،، ومن ربيعة طابت ريحنا حسبا
ونحن جمر الغضا لو شئت مسجرَهُ،،،،، لا تحسبنّه من تحت الرماد خبا
والهاشميون نورٌ بين أعيننا،،،،، نرعى بحبهم للمصطفى قربا
هويةُ الأرضِ في أعراقنا رسختْ،،،،، وأنبتت من دماناالنخلَ والرطبا
ولم يربِّ الهوى فينا لوائفها،،،،، حتى استطالت وقالت لستم عربا!!!
كأنما عيّر البازيَّ ذو سُحَلٍ،،،،، لما رآه بقيدٍ لست مختلِبا!!!
البازي: الصقر
ذو سحل: طائفة الزرواحف (السحلية)
أو مثلما قال مطليٌّ على جربٍ،،،،، إلى صحيحٍ أرى في جسمك الجربا!!!
(الجمل الذي يصاب بالجرب يُطلى بنوع من الدواء ويُعزل خوف انتقال العدوى)
في ظلمةِ الليل والآساد خادرةٌ ،،،،، يبصبص الهر من قُدّامِها الذنبا!
فهذه شِيَمُ الدنيا ومنطِقُها،،،،، يعدو على حوزةِ الأحرار منقلبا
تعيب في أصلنا يا من على حجرٍ،،،،، من العروبة نالت أمُّكَ اللقبا
هذا التعدي أصلٌ في سوالفكمْ،،،،، والأصل لو بان – قالوا – يُبطل العجبا
يقول المثل: (إذا عُرف السبب بطل العجب)
آوت طريد رسول الله وانتبذت،،،،، ذا لهجةِ الصدق مهضوماً ومحتسِبا
آوت مروان طريد الرسول ونفت أبا ذر صاحبه!!
ومات في غربة التقوى وطفلتهُ،،،،، حيرى تخاطب في تجهيزه الكثبا
فأنت أنت أبو ذر بذات أذىً،،،،، ما دام عثمان فوق الأمرِ منتصبا
لا ينقمون عليكم غير لزمتكم،،،،، أطيابَ قد خصّها الرحمنُ وانتجبا
دعوا لهم حبَّهم واسروا بحبِّكُمُ،،،،، عند الصباح هواكم يدركُ الغلبا
ستبصرون على حوض النبي غداً،،،،،، لكمْ علياً بكأسِ الفوز مرتقبا
و لا ينال الظمى من نال شربته،،،،،، يعود والماء لا يثري به رغبا
بين الجزاءين فاروقاً به انقسمت،،،،،، أهل الموازين إنْ أمناً وإن رهبا
روح من الله يأتي كل مصطرخٍ ،،،،،، بإسمه في لظى النيران لو ندبا
وسيفه طبع عزرائيل طوّعه،،،،،، إليه فر الذي من حدِّه هربا
كنزلةٍ من قضاء الله ضربته،،،،،، فهل سمعتَ قضاءاً بالنزول نبا؟!
إذا أُسِرّ يريك النشر مبتسماً،،،،،،إذا أُغيظ يريك الحشر محتربا
خليّ مجنٍ.. دروعاً من مهابته،،،،،، بلحظهِ يقرعُ الأسيافَ والقصبا
من يوم خيبر إسرائيل ترهبه،،،،،، وكان حقاً لها أن تحذر النوبا
حتى أتاها الخميني برايته،،،،،، من حيث ما نجّم الحاخام واحتسبا
أبو الفضيلين روح الله ما عرفتْ،،،،،، صهيون إلا به الويلاتِ والكُرُبا
رمى بأطرافها حزباً تميُّزُه،،،،،، من حيدرٍ يوم دحو الباب قد دربا
حتى غدا جيشُها الطاغي بآلته،،،،،، ما بين صولات حزب المرتضى لُعَبا!
و قد تفايض قاني النصر من يده،،،،،، وفي سواعد شعب المقدس انسكبا
إذا بأطفال قدس الله من حممٍ،،،،،، ترمي فتحرقُ أفّاكاً ومغتصبا
فيا لغدرتها من أمةٍ رزحتْ،،،،،، في مرفأ الوهن تشدو بالذي ركبا
كنا وكان لنا مجدٌ وأشرعةٌ،،،،،، فوق الصواري تصدُّ البحر مضطربا
لنا طلولٌ على المقراة شاهدةٌ ،،،،،، أنا انتهينا فرحنا نندب الخَرِبا
وقد تساقط من عبسٍ عناترها،،،،،، تحت المخلخل من هزاته جنبا
حتى قريش تخلّت عن مضاربها،،،،،، سكرى وشارون من أعراضها احتلبا!!
فيا فلسطين لا تعلي لنجدتنا،،،،،، صيحاتِ غوثٍ لتلقى مسمعاً خشبا
نادي علياً يريكِ من عجائبه،،،،،، في جيش صهيون عند المقدس العجبا
فما تثلم ذو الحدين في يده،،،،،، لازال منتذراً يوفي لمن ندبا
فمن له اليوم عهدٌ في ولايته،،،،،، للخامنائي هذا العهد قد وجبا
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
شهيدنا الحسين
هذه القصيدة قالها بعد اعدام الطاغية هدام وهذا المقطع هو من افضل المقاطع فهو يتحدث عن جرم صدام بقتله الشهيدين الصدر الاول والصدر الثاني ويتحدث في المقطع عن بعض مناقبهم
لو لم يكن قدى أتى مجازر النهريـن
لكان يكفيه جُرماً قتلـه الصدريـن
مُفترعيـن أبـا فاطمـة غصنيـن
مجلّليـن بهـاء أبــي السبطـيـن
مرتزأين أذى مكسـورة الضلعيـن
مستمليـن بـلاء كربـلا بُرديـن
وفي سماء التُقى قد أشرقـا شمسيـن
وفي سمـاء الهـدى تألقـا بدريـن
أولهـم عالـم بنشـأة التكـويـن
مفكـرُ وفقيـه بعلـوم الـديـن
ورائـد مُلـهّـم للأقتصاديـيـن
وناقض هـذا إلحـاد الشيعوعييـن
مشتقراً ناهـض الحجـة والتبييـن
وفيلسوف تخطّى حكمـه الماضيـن
وأختـه نبـأ أدمـى العراقيـيـن
من الحيا ظلمها عنه نغُـض العيـن
والآخر صـادق مـن الحوارييـن
من فتية عرفوا حق أبـي الحسنيـن
منتشـق هممـاً مـن الحُسينييـن
منقطع الظبا مـن نسـل ثورييـن
بشيبة تزدهي نوراً علـى الشطيـن
مثل حبيب الإبى شيـخ الفدائييـن
من الجُفاة بجنـح الليـل للجنبيـن
من الكُماة لدى مُقتـرع السيفيـن
فما لكم قد رحمتم واجب التلعيـن
الغـارق بخطايـاه إلـى القرنـيـن
وما لكم قد أقمتـم محفـل التأبيـن
وتلطمون علـى صـدام محزونيـن
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق