
المصدر: كتاب الإفادة في تاريخ أئمة السادة للسيّد يحيى بن الحسين الحسني الزيدي (340 ـ 424 هـ)
المؤلِّف: السيِّد يحيى بن الحسين الحسني الزيدي: هو يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله حمدًا طيّبًا مباركًا كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وصلى الله على مولانا محمد المبعوث إلى الثقلين بشيرا ونذيرا وعلى آله الطيّبين الطاهرين الهداة المهديين حجج الله على العالمين
كتاب الإفادة في تاريخ أئمة السادة يعدّ من أمهات وأصول كتب تاريخ أئمة الزيدية، وهو مصدر معتمد ـ بلا خلاف بين علماء الشيعة الزيديّة ـ رجع إليه المؤلّفون والمحقّقون قديمًا وحديثًا، وتضمّن حقائق لا تتوفر في كثير من المراجع، كضبط تواريخ الأئمة مولداً ودعوة ووفاة، وذكر أولادهم، وأنسابهم، وأسماء أمهاتهم، ومواضع قبورهم، وما يتصل بذلك
وفيما يلي، سنذكر القسم الذي خصّصه السيّد يحيى بن الحسين الحسني للإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام:
الإمام الحسن بن علي عليه السلام
هو: أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان أمير المؤمنين علي صلوات اللّه عليه همَّ حين ولد بأن يسميه: حَرْباً، وقال: (كنت رجلاً مِحْرَاباً فهممت حين ولد الحسن بأن أسميه حربا، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله حسنا)، وسماه أيضا سيداً، فقال: (ابني هذا سيد). وأمه: فاطمة ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله، تُكَنَّى: أم أبيها، وأمها خديجة، وتكنى: أم هند ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. ولد: عليه السلام بالمدينة، للنصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة عام أُحُد بعد الوقعة، وعَقَّ عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله كبشاً في اليوم السابع، ورُوِيَ كبشين، وأمر بحلق شعره وتصدق بوزنه فِضَّة على المساكين، وقد ذكر آل الحسن عليه السلام أنَّه ولد لسبعة أشهر.
صفته عليه السلام
كان يشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله من أعلاه من عند رأسه إلى سرته، وكان أبيض اللون، حَسَن الوجه، فصيح اللسان، وقال النبي صلى اللّه عليه وعلى آله فيه: (له هيبتي وسؤددي).
بيعته عليه السلام
بويع له ـ صلوات اللّه عليه ـ يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، بعد دفن أمير المؤمنين علي عليه السلام، وبعد أن صعد المنبر فخطب خطبته المشهورة، ولما فرغ منها قام عبد اللّه ابن العباس بين يديه يدعو النَّاس إلى بيعته ويأخذها عليهم. وأسرع النَّاس إلى بيعته، فبايعه: قيس بن سعد بن عبادة، وسليمان بن صُرَد الخزاعي، والمسيب بن نَجَبَة الفزاري، وسعد بن عبد اللّه الحنفي، وحجر بن عدي الكندي، وعدي بن حاتم، ووردت عليه بيعة أهل مكة والمدينة وسائر الحجاز والبصرة واليمامة والبحرين، وزاد عليه السلام المقاتِلَةِ حين وقوع البيعة مائة مائة فتبعه الخلفاء على ذلك، وهو أصل ما يسمى الآن: مال البيعة.
مدة خلافته عليه السلام
كانت بيعته يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، واضطرته الحوادث المشهورة، والموانع المعروفة ـ من خذلان أكثر أصحابه له، واستئمان صاحبُ جيشه إلى معاوية ـ إلى اعتزال الأمر ومصالحة معاوية، وتقرر ذلك غُرَّة ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين. وكانت مدة خلافته عليه السلام خمسة أشهر وأياماً، وقد رُوِيَ أن ذلك تقرر في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين، وعلى هذا القول تكون مدة الخلافة ستة أشهر وأياما.
أولاده عليه السلام
الحسن بن الحسن وهو الحسن الثاني، وأمه خولة بنت مَنْضُور بن زَبَّان الفزاري، وكان وصي أبيه ووالي صدقته، وزيد بن الحسن وأمه أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة من ولد الحارث بن الخزرج، وعمرو، والقاسم، وأبو بكر، قتلا بالطف مع عمهما، وعبد اللّه، قتل بالطف، وعبد الرحمن، والحسين الأثرم، وطلحة وهو طلحة الجود، ذكره محمد بن حبيب في الطلحات المعدودين في الأجواد، وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللّه التيمي، وإسماعيل، ويعقوب، ومحمد، وجعفر، وحمزة، لأمهات أولاد، فهؤلاء أربعة عشر ابناً. العقب منهم لاثنين: الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وانقرض اثنان منهم، وهما: عمرو بن الحسن، والحسين الأثرم بن الحسن، وقد اتصل عقبهما إلى أوائل أيام بني العباس ثم انقرض، والباقون دَرَجُوا. والبنات ثمان: فاطمة، وأم عبد اللّه، وزينب، وأم الحسن، وأم الحسين، وأم سلمة، ورقية، وفاطمة الصغرى. أعقبت منهن أم عبد اللّه لأم ولد، وكانت عند علي بن الحسين عليهما السلام، فولدت له: حسنا وحسينا الأكبر دَرَجا، ومحمد الباقر، وعبد اللّه ابني علي بن الحسين.
عماله عليه السلام
عماله: عمال أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما، وكاتبه: عبيد اللّه بن أبي رافع كاتب أبيه صلوات عليه. والنافذ على مقدمته عند خروجه لحرب معاوية: عبيد اللّه بن العباس، وعقد لقيس بن سعد لواء وضمه إليه، وقال لعبيد اللّه: إن أُصِبْتَ فقيسٌ على الجيش، فإن أصيب قيس فسعيد بن قيس الهمداني. والذين أنفذهم لاستنفار النَّاس: معقل بن قيس الرياحي، وشريح بن هانئ الحارثي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وخليفته على الكوفة حين خرج عنها لحرب معاوية: المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأمره باستحثاث النَّاس وإشخاصهم إليه.
مقتله عليه السلام ومبلغ عمره وموضع قبره
سَمَّته امرأته جعدة بنت الأشعث باحتيال من معاوية عليها ووعده لها أنَّه يزوجها من يزيد، وبذل لها مائة الف درهم، فَوَفَى بالمال ولم يف بالتزويج، وقد كان سُقِيَ السُّمَّ ثلاث مرات. وتوفي بالمدينة وله سبع وأربعون سنة، وقيل: ست، وقيل: خمس، سنة إثنتين وخمسين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة تسع وأربعين، إختلفوا في تاريخ موته حسب اختلافهم في مبلغ عمره. وكان أوصى بأن يدفن إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله إلاّ أن يخشى وقوع نزاع أو قتال في ذلك. فلما كان من مروان وغيره ـ من المنع من ذلك ـ ما كان، دُفِنَ بالبقيع، وقبره عليه السلام ظاهر هناك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيِّبين الطَّاهرين
مسك الختام:
اللهمَّ صلّ على مولانا محمَّد وآله الطيِّبين الطَّاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ المجتبى ابْنِ سَيِّدِ النَّبِيّينَ وَابْنِ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى ـ صلّى الله عليه وآله ـ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صفي الله وابن صفيّه، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمين اللهِ وَابْن أمينِهِ، أشْهَدُ أنَّكَ الإمامُ الزَّكِي الْهادِي الْمَهْدِي، عِشْتَ رشيدًا مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهيداً مسموماً، وَأشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرتَ بالمعرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحسَنَةِ، وَجاهَدْتَ فِي سبيل اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقين، فجزاك الله تعالى عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء وأشرف الجزاء، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ أفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ.
الحَمْدُلله، وَصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحمةُ الله تعالى وَبَرَكاتُهُ

روى الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني (رضوان الله تعالى عليه) في الكافي:
علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير الأزدي، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله الصّادق عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصلاة عليّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق.
الحديث صحيح الإسناد ورجاله ثقات

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد
كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ بارك على محمّد وآل محمّد
كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ ترحـم على محمّد وآل محمّد
كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ تحـنن على محمّد وآل محمّد
كما تحننت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ وسـلم على محمّد وآل محمّد
كما سلمت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير الأزدي، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله الصّادق عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصلاة عليّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق.
الحديث صحيح الإسناد ورجاله ثقات

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد
كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ بارك على محمّد وآل محمّد
كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ ترحـم على محمّد وآل محمّد
كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ تحـنن على محمّد وآل محمّد
كما تحننت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
اللهمّ وسـلم على محمّد وآل محمّد
كما سلمت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد
تعليق