مقال بقلم الكاتب والباحث محمد صادق الحسيني //
وكالة فارس : ثمة شئ ما في الافق القريب يعد للمنطقة انطلاقا من جنس مؤامرات لعبة الامم و حروب المخابرات ومن لا يصدق فليقرأ ما يلي:
- مفاجأة اعلان التلويزيون التركي تي آر تي وصحيفة الزمن التركية عن اعتقال المخابرات الايرانية لزعيم حزب العمال الكردستاني التركي مراد كاراليان .
- اعلان الحزب مسؤوليته عن تفجير خط الانابيب الذي ينقل الغاز الايراني لانقرة مترافقا مع اعلان انتهاء مدة الهدنة مع حكومة اردوغان ما دامت تبقي على زعيمها الاول عبد الله اوجلان في السجن وتحميلها مسؤولية ذلك لحزب العدالة والتنمية !
-الاعلان عن زيارة مفاجئة للرئيس التركي عبد الله غول الى المملكة العربية السعودية في اطار التشاور حول الازمة السورية في ظل تازم شديد للعلاقات السعودية السورية وسحب سفراء خليجيين من دمشق .
- الاعلان عن محادثات هاتفية لاوباما مع العاهل السعودي لاحظوا ( تتعلق بايران والمقاومة وعملية السلام ) تحت سقف الحدث السوري ما يدفع بالمشهد التركي بقوة الى واجهة الاحداث بدلا من المشهد السوري الذي لطالما حاولت تركيا ان توظفه في سياسة اليد التركية العليا في المشهد الاقليمي .
انها حروب المخابرات الدولية والاقليمية اذن التي قد ترتد سلبا على انقرة , فاذا كان صحيحا ان الحليف الامريكي ظل طوال السنين الماضية حاضنا للفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني وهو يقوم بالاعمال الارهابية ضد القوات الايرانية من شرطة وحرس ثوري وجيش ومدنيين انطلاقا من الاراضي العراقية , حتى وصل به الامر مؤخرا للمطالبة في الدخول الى الاراضي الايرانية الا ان التقارير القادمة من كردستان العراق تفيد بان حكومة اقليم كردستان ابدت معارضة شديدة لذلك وكذلك الرئيس جلال الطالباني ناهيك عن حكومة المالكي وذلك طمعا بالتجارة البينية المتزايدة بين الاقليم والعراق من جهة وايران من جهة اخرى .
من جهتها فان حكومة المالكي ورغم علاقاتها الودية والايجابية مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية فانها تبدي امتعاضا متزايدا مما تسميه "بمحاولات اعادة السياسة العثمانية المتعالية تجاه العرب" على حد قول مسؤوليين ايرانيين زاروا المالكي مؤخرا وقد سمعوا منه امتعاضا متزايدا بعد التعاطي التركي الصلف مع الازمة السورية وابداء المالكي كل الاستعداد للوقوف الى جانب حكومة الرئيس بشار الاسد ضد محاولات ركوب موجة الحراك السوري الداخلي من قبل الائتلاف الغربي التركي .
ويعلل العراقيون هذا الموقف في حوارهم مع الامريكيين بان القادم في مرحلة ما بعد الاسد فيما لو سمحنا بالتعاطي التركي ان ياخذ مداه هو نوع من الحكم اقرب ما يكون الى حكم القاعدة والمتطرف و التكفيري ما يجعلنا نتذكر مرحلة الزرقاوي في العراق . والكلام للمسؤولين العراقيين الذين يبدون حماسا متزايدا لقيام توافق استراتيجي مع دمشق في المرحلة المقبلة .
وقد يكون هذا الشعور اضافة الى مجموعة من التوافقات الثنائية والمتعددة التي تشمل ايران ايضا في مجال الطاقة وغيرها هو ما دفع باحد كبار الكتاب العرب ليفشي على لسان وزير خارجية خليجي استعداد بلاده لخوض حرب ضد العراق وايران حتى لو ادى ذلك الى تقسيم العراق كما ورد على لسان الزميل جهاد الخازن وهو امر يثير العجب والاستغراب بعد كل تلك التجارب المرة التي مرت بها المنطقة ولا يريد احد الاعتبار بها .
وفي هذا السياق يقطع مسؤول ايراني كبير رفض الكشف عن هويته بانه لم يبق امام انفرة بل وحتى من "تمون" عليهم من اطراف المعارضة التركية سوى "التوسل" لطهران للدخول على خط الازمة السورية لايجاد "حل تسووي" يستبعد العنف والتدخل الاجنبي بعد ان خرجت الامور عن السيطرة الاقليمية واصبحت اوراق التصعيد العنفي وعسكرة الحراك السوري الورقة الاخطر بيد الغرب ما يجعل احتمال انتشار الحريق واتساعه ليشمل كافة الساحات على حد سواء كما نقل على لسان رمز اسلامي تقليدي دولي حليف لتركيا زار ايران مؤخرا بعيدا عن الانظار وطلب تدخل طهران العاجل بعد اختلاط اوراق اللعبة وتحول مشاريع الحل الاقليمي الى مشاريع ازمة حقيقية بدأت تلقي بآثارها السلبية على الجميع .
طهران من جهتها لا تزال تعتبر االمسألة السورية قضية داخلية بين معارضة مطالبة باصلاح مشروع وطرح حكومي مبدأي للحل تقيمه اطراف المعارضة السورية نفسها والتي لوحدها الحق في تقييم مدى جدية هذا الحل ولا يحق لاحد من الخارج ان يوظف ذلك في اطار مشاريع دولية او اقليمية لاسيما اذا ما اريد من ورائه ان يختطف سوريا من محور المقاومة او ينقلها من ضفة الى اخرى .
ذلك لان اي خروج على تقاليد وبروتوكولات عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى والاجتهاد "بان هذا الشأن الداخلي لهذه الدولة او تلك هو شأن داخلي لدولة اخرى ايضا" سيدخل المنطقة في "الفوضى الامريكية الخلاقة" وعندها فان طهران لن تترك اصدقائها او اشقائها او حلفائها الاستراتيجيين لقمة سائغة تؤكل في غفلة من الزمن , وهو ما اعلم به كافة الاطراف المعنية او المتورطة في مثل هذا التعاطي المتخبط , وتم ابلاغ الجميع بان التعاطي المضاد سيكون حازما وسريعا ولن يتأخر وسيكون على مستوى الحدث ومفاجئا للجميع .
هذا كما ابلغت طهران خصمها اللدود اي "الشيطان الاكبر" عن طريق طرف اوروبي متقلب حرص على حمل رسائل متناقضة من جانب الامريكيين حول ما يجري من تحضيرات اطلسية او غربية للمنطقة بحجة "الربيع العربي" كما يسمونه بان ايران سوف لن تسمح لاي طرف ايا كانت حججه الاقتراب من محور المقاومة والممانعة تحت اي ظرف كان , وان اي تصعيد غير متعارف في الضغوط سيعني الاقتراب من الرد الشامل الذي تفرون منه وتنصحون الكيان الصهيوني بعدم الاقتراب منه .
مصادر مطلعة على مطابخ صناعة القرار في اعضاء جبهة المقاومة والممانعة تفيد بان الوقت لا يزال متاح امام الاطراف المتورطة بتهييج الرأي العام في المنطقة باتجاه الحروب الطائفية او المذهبية او الاهلية من خلال ركوب موجة الحراك الاصلاحي العربي او الصحوة الاسلامية , للتوقف عن محاولات مصادرة او قرصنة هذا الحراك الجماهيري الثوري في هذا البلد او ذاك قبل فوات الاوان لان هذا من نوع اللعب بالنار بل من لعب القمار , اما التمادي في خلاف ذلك فسيعني فيما يعني اشتعال جبهات لم تخطر ببال احد وستكون المفاجآت من نوع لعبة الشطرنج والتي قد تنتهي بخطوة "كش ملك " على حد احد المتخصصين الايرانيين في الشؤون العبرية .
مغامرات انقرة ولاعب الشطرنج الايراني


وكالة فارس : ثمة شئ ما في الافق القريب يعد للمنطقة انطلاقا من جنس مؤامرات لعبة الامم و حروب المخابرات ومن لا يصدق فليقرأ ما يلي:
- مفاجأة اعلان التلويزيون التركي تي آر تي وصحيفة الزمن التركية عن اعتقال المخابرات الايرانية لزعيم حزب العمال الكردستاني التركي مراد كاراليان .
- اعلان الحزب مسؤوليته عن تفجير خط الانابيب الذي ينقل الغاز الايراني لانقرة مترافقا مع اعلان انتهاء مدة الهدنة مع حكومة اردوغان ما دامت تبقي على زعيمها الاول عبد الله اوجلان في السجن وتحميلها مسؤولية ذلك لحزب العدالة والتنمية !
-الاعلان عن زيارة مفاجئة للرئيس التركي عبد الله غول الى المملكة العربية السعودية في اطار التشاور حول الازمة السورية في ظل تازم شديد للعلاقات السعودية السورية وسحب سفراء خليجيين من دمشق .
- الاعلان عن محادثات هاتفية لاوباما مع العاهل السعودي لاحظوا ( تتعلق بايران والمقاومة وعملية السلام ) تحت سقف الحدث السوري ما يدفع بالمشهد التركي بقوة الى واجهة الاحداث بدلا من المشهد السوري الذي لطالما حاولت تركيا ان توظفه في سياسة اليد التركية العليا في المشهد الاقليمي .
انها حروب المخابرات الدولية والاقليمية اذن التي قد ترتد سلبا على انقرة , فاذا كان صحيحا ان الحليف الامريكي ظل طوال السنين الماضية حاضنا للفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني وهو يقوم بالاعمال الارهابية ضد القوات الايرانية من شرطة وحرس ثوري وجيش ومدنيين انطلاقا من الاراضي العراقية , حتى وصل به الامر مؤخرا للمطالبة في الدخول الى الاراضي الايرانية الا ان التقارير القادمة من كردستان العراق تفيد بان حكومة اقليم كردستان ابدت معارضة شديدة لذلك وكذلك الرئيس جلال الطالباني ناهيك عن حكومة المالكي وذلك طمعا بالتجارة البينية المتزايدة بين الاقليم والعراق من جهة وايران من جهة اخرى .
من جهتها فان حكومة المالكي ورغم علاقاتها الودية والايجابية مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية فانها تبدي امتعاضا متزايدا مما تسميه "بمحاولات اعادة السياسة العثمانية المتعالية تجاه العرب" على حد قول مسؤوليين ايرانيين زاروا المالكي مؤخرا وقد سمعوا منه امتعاضا متزايدا بعد التعاطي التركي الصلف مع الازمة السورية وابداء المالكي كل الاستعداد للوقوف الى جانب حكومة الرئيس بشار الاسد ضد محاولات ركوب موجة الحراك السوري الداخلي من قبل الائتلاف الغربي التركي .
ويعلل العراقيون هذا الموقف في حوارهم مع الامريكيين بان القادم في مرحلة ما بعد الاسد فيما لو سمحنا بالتعاطي التركي ان ياخذ مداه هو نوع من الحكم اقرب ما يكون الى حكم القاعدة والمتطرف و التكفيري ما يجعلنا نتذكر مرحلة الزرقاوي في العراق . والكلام للمسؤولين العراقيين الذين يبدون حماسا متزايدا لقيام توافق استراتيجي مع دمشق في المرحلة المقبلة .
وقد يكون هذا الشعور اضافة الى مجموعة من التوافقات الثنائية والمتعددة التي تشمل ايران ايضا في مجال الطاقة وغيرها هو ما دفع باحد كبار الكتاب العرب ليفشي على لسان وزير خارجية خليجي استعداد بلاده لخوض حرب ضد العراق وايران حتى لو ادى ذلك الى تقسيم العراق كما ورد على لسان الزميل جهاد الخازن وهو امر يثير العجب والاستغراب بعد كل تلك التجارب المرة التي مرت بها المنطقة ولا يريد احد الاعتبار بها .
وفي هذا السياق يقطع مسؤول ايراني كبير رفض الكشف عن هويته بانه لم يبق امام انفرة بل وحتى من "تمون" عليهم من اطراف المعارضة التركية سوى "التوسل" لطهران للدخول على خط الازمة السورية لايجاد "حل تسووي" يستبعد العنف والتدخل الاجنبي بعد ان خرجت الامور عن السيطرة الاقليمية واصبحت اوراق التصعيد العنفي وعسكرة الحراك السوري الورقة الاخطر بيد الغرب ما يجعل احتمال انتشار الحريق واتساعه ليشمل كافة الساحات على حد سواء كما نقل على لسان رمز اسلامي تقليدي دولي حليف لتركيا زار ايران مؤخرا بعيدا عن الانظار وطلب تدخل طهران العاجل بعد اختلاط اوراق اللعبة وتحول مشاريع الحل الاقليمي الى مشاريع ازمة حقيقية بدأت تلقي بآثارها السلبية على الجميع .
طهران من جهتها لا تزال تعتبر االمسألة السورية قضية داخلية بين معارضة مطالبة باصلاح مشروع وطرح حكومي مبدأي للحل تقيمه اطراف المعارضة السورية نفسها والتي لوحدها الحق في تقييم مدى جدية هذا الحل ولا يحق لاحد من الخارج ان يوظف ذلك في اطار مشاريع دولية او اقليمية لاسيما اذا ما اريد من ورائه ان يختطف سوريا من محور المقاومة او ينقلها من ضفة الى اخرى .
ذلك لان اي خروج على تقاليد وبروتوكولات عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى والاجتهاد "بان هذا الشأن الداخلي لهذه الدولة او تلك هو شأن داخلي لدولة اخرى ايضا" سيدخل المنطقة في "الفوضى الامريكية الخلاقة" وعندها فان طهران لن تترك اصدقائها او اشقائها او حلفائها الاستراتيجيين لقمة سائغة تؤكل في غفلة من الزمن , وهو ما اعلم به كافة الاطراف المعنية او المتورطة في مثل هذا التعاطي المتخبط , وتم ابلاغ الجميع بان التعاطي المضاد سيكون حازما وسريعا ولن يتأخر وسيكون على مستوى الحدث ومفاجئا للجميع .
هذا كما ابلغت طهران خصمها اللدود اي "الشيطان الاكبر" عن طريق طرف اوروبي متقلب حرص على حمل رسائل متناقضة من جانب الامريكيين حول ما يجري من تحضيرات اطلسية او غربية للمنطقة بحجة "الربيع العربي" كما يسمونه بان ايران سوف لن تسمح لاي طرف ايا كانت حججه الاقتراب من محور المقاومة والممانعة تحت اي ظرف كان , وان اي تصعيد غير متعارف في الضغوط سيعني الاقتراب من الرد الشامل الذي تفرون منه وتنصحون الكيان الصهيوني بعدم الاقتراب منه .
مصادر مطلعة على مطابخ صناعة القرار في اعضاء جبهة المقاومة والممانعة تفيد بان الوقت لا يزال متاح امام الاطراف المتورطة بتهييج الرأي العام في المنطقة باتجاه الحروب الطائفية او المذهبية او الاهلية من خلال ركوب موجة الحراك الاصلاحي العربي او الصحوة الاسلامية , للتوقف عن محاولات مصادرة او قرصنة هذا الحراك الجماهيري الثوري في هذا البلد او ذاك قبل فوات الاوان لان هذا من نوع اللعب بالنار بل من لعب القمار , اما التمادي في خلاف ذلك فسيعني فيما يعني اشتعال جبهات لم تخطر ببال احد وستكون المفاجآت من نوع لعبة الشطرنج والتي قد تنتهي بخطوة "كش ملك " على حد احد المتخصصين الايرانيين في الشؤون العبرية .