السلام عليكم
أجل.. تجرأ الظالمون على حُرمة الإمامة،
وهي وريثة النبوّة،
قد نهض بها أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام يقيم العدل ويقطع أيدي الظلم،
ويثبّت دعائم الإسلام،
ويرفع لواء الحقّ الإلهيّ.
وطالما أشار النبيّ صلّى الله عليه وآله،
وأشاد بخليفته الحقّ من بعده، ودعا له ولمَن والاه،
ودعا على كلِّ مَن عاداه،
حتّى رُوي عنه صلّى الله عليه و آله أنّه
قال: «عادى الله مَن عادى عليّاً»
(1) .
كما رُوي أنه صلّى الله عليه وآله
قال له: «أنت منّي وأنا منك»
(2) .
وبكى صلّى الله عليه وآله يوماً،
فقال له الإمام عليّ عليه السّلام: يا رسول الله، ما يبكيك ؟
! قال: ضغائن في صدور رجال عليك، لن يُبدوها لك إلاّ من بعدي
. فسأله: بسلامةٍ من ديني ؟ قال صلّى الله عليه وآله:
نعم، بسلامةٍ من دينك(3) .
وكان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قد ثبّت الحقائق
ورفعها أمام أعين الجميع،
حجّةً شامخةً أسطع من الشمس في رابعة النهار،
وحقيقة بيّنةً لا يجحدها إلاّ مبغض ظلوم.
. حيث قال كما رووا موجّهاً خطابه الشريف إلى وصيّه،
ومُسمِعاً هذه الأمّة حاضرها وغائبها على مدى الدهر:
«يا عليّ، مَن قتلك فقد قتلني، ومَن أبغضك فقد أبغضني
، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنَفْسي،
وروحُك من روحي، وطينتك من طينتي.
وإنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلقك من نوره، واصطفاني واصطفاك،
فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة
، فمَن أنكر إمامتَك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليّ، أنت وصيّي ووراثي،
وأبو ولْدي وزوج ابنتي، أمرُك أمري
، ونهيك نهيي. أُقسم بالذي بعثني بالنبوّة، وجعلني
خيرَ البريّة إنّك لًحُجة الله على خلْقه، وأمينُه على سرّه
وخليفة الله على عباده.»
(4)
لكن القُساة والمعاندين لم يرتدعوا
عن أن يمدّوا يد الغدر والبغي إلى حرم الله الأقدس
، فيجهّزوا له كلّ خبثهم، ويشحذوا له كلّ بغضهم،
ويُعدّوا له سيفاً سميماً لا يتورّع عن
أن يضرب هامة الإمامة في محراب الله تبارك وتعالى
، فتسيل الدماء الزاكية على أرض بيت الله في الكوفة،
وتُفجع العوالم بفقدها حبيبَ رسول الله وصفيَّه..
عليّاً أمير المؤمنين صلَواتُ الله عليه،
ويشعر حين ذاك كلُّ اليتامى والأرامل أنّهم فقدو الأب الرّؤوم،
والملاذَ الرحوم،
بل أحس المسلمون والمؤمنون بحقيقة اليُتْم
، أدركوها بآلامها ومراراتها.
---
1 . أُسد الغابة، لابن الثير 154:2.
وذكره ابن حجر في الإصابة 91:2 القسم 1
، و المتّقي الهندي في كنز العمّال 152:6.
2 . صحيح البخاري كتاب الصلح. وسنن البيهقيّ 5:8.
وخصائص الإمام عليّ عليه السّلام، للنسائيّ ص 5.
وصحيح الترمذيّ 299:2...
3 . تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي 398:12.
كنز العمّال 408:6. مجمع الزوائد، للهيثميّ 118:9.
4 . ينابيع المودة، للشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ 53:1.
تعليق