بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سينا محمد وآله الطاهرين
هل كان خروج عائشة على أمير المؤمنين سيدنا علي عليه السلام منها أن سيطر عليها غيرها وحركها ، أم ان الأمران قد اجتمعا ، فكان خروجها على إمام زمانها ، وشق عصا المسلمين وإشعال الفتنة الدامية ، وتزعمها جيشا جرارا في مواجهة الإمام العادل علي عليه السلام .
ننقل لكم بعض العبارات والروايات من سلسلة الأحاديث الصحيحية للألباني :
(( ولا نشك في أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله ، ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب ، ولكن الزبير أقنعها بترك الرجوع بقوله : ( عسى الله أن يصلح بك بين الناس ) ، ولا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا ، والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى ، ولا شك أن عائشة هي المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة ، ومنها ندمها على خروجها ، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها ، وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور .
قال الإمام الزيلعي في نصب الراية (4/ 69-70) :
(( وقد أظهرت عائشة الندم كما أخرجه ابن عبدالبر في كتاب الاستيعاب عن ابن أبي عتيق وهو عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق قال ، قالت عائشة لابن عمر : يا أبا عبدالرحمن ! ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟
قال : رأيتُ رجلاً غلب عليك – يعني ابن الزبير ، فقالت : أما والله لو نهيتني ما خرجت . انتهى ))
ولهذا الأثر طريق أخرى ، فقال الذهبي في سير النبلاء (78-79 ) :
(( وروى إسماعيل بن عليه عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال : قالت عائشة : إذا مر ابن عمر فأرنيه ، فلما مر بها قيل لها : هذا ابن عمر ، فقالت : : يا أبا عبدالرحمن ! ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيتُ رجلاً قد غلب عليك ، يعني ابن الزبير . ))
... )) ولكلام الألباني تكملة ، من أرادها فليراجعها في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، المجلد الأول ، القسم الثاني ، حديث رقم 474 ، ص 854 ، ط مكتبة المعارف ، الرياض .
تعليق