هذه مقتطفات من كتاب (لقد شيعني الحسين) للمستبصر ادريس الحسيني يحلل فيه حادثة مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب..
وقد اشار الى هذا الراي الشيخ الدكتور احمد الوائلي ايضا في احدى محاضراته..اقراوا و تاملوا الحقائق العجيبة الغريبة التي يذكرها الكاتب!!!...
الواقع إن عمر ابن الخطاب كان يطوف يوما في السوق، وإذا به يلقى أبا لؤلؤة فقال: يا أمير المؤمنين، أعدني على المغيرة بن شعبة، فإن علي خراجا كثيرا.
قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان كل يوم. قال: وأيش صناعتك؟ قال:
نجار، نقاش حداد. قال: فما أرى خراجك كثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت! قال:
نعم. قال، فاعمل لي رحى قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالشرق والمغرب!.
ثم انصرف عنه، فقال عمر: لقد أوعدني العبد الآن) (89)
هذا الوجه الأول للمشهد التآمري
أما الوجه الثاني، قال ابن الأثير: (ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الغد جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين، أعهد فإنك ميت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال أجده في كتاب التوراة قال عمر (الله! إنك) لتجد عمر ابن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصفتك وأنك قد فني أجلك. قال، وعمر لا يحس وجعا! فلما كان الغد جاءه كعب فقال: بقي يومان فلما كان الغد جاء كعب فقال: مضى يومان وبقي يوم. فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا استوى كبر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس. الخ) (90).
إن الذي ورث غباء الأولين والآخرين، لا يمكن أن تجتاز عليه هذه الحيلة!!!
وقد اشار الى هذا الراي الشيخ الدكتور احمد الوائلي ايضا في احدى محاضراته..اقراوا و تاملوا الحقائق العجيبة الغريبة التي يذكرها الكاتب!!!...
الواقع إن عمر ابن الخطاب كان يطوف يوما في السوق، وإذا به يلقى أبا لؤلؤة فقال: يا أمير المؤمنين، أعدني على المغيرة بن شعبة، فإن علي خراجا كثيرا.
قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان كل يوم. قال: وأيش صناعتك؟ قال:
نجار، نقاش حداد. قال: فما أرى خراجك كثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت! قال:
نعم. قال، فاعمل لي رحى قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالشرق والمغرب!.
ثم انصرف عنه، فقال عمر: لقد أوعدني العبد الآن) (89)
هذا الوجه الأول للمشهد التآمري
أما الوجه الثاني، قال ابن الأثير: (ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الغد جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين، أعهد فإنك ميت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال أجده في كتاب التوراة قال عمر (الله! إنك) لتجد عمر ابن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصفتك وأنك قد فني أجلك. قال، وعمر لا يحس وجعا! فلما كان الغد جاءه كعب فقال: بقي يومان فلما كان الغد جاء كعب فقال: مضى يومان وبقي يوم. فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا استوى كبر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس. الخ) (90).
إن الذي ورث غباء الأولين والآخرين، لا يمكن أن تجتاز عليه هذه الحيلة!!!
فهل هذا يجري بالاتفاق! كيف يقول أبو لؤلؤة ذلك، فيجد كعب الأحبار ينتظر عمر ليقول له ما قال!! لماذا لم يأته قبل ذلك بأشهر أو عشرة أيام أو خمس حتى يقول له قد بقي لك كذا وكذا، إذا كانت أوصاف عمر كما رآها في التوراة ثابتة وقديمة، كما قرأها قبل البعثة وبعدها. الظاهر أن كعبا هذا كان يرقص على الحبال، لذلك أراد أن يثبت نفسه في المجتمع، بأنه من أهل الأسرار، وصاحب الكشوف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(89) - ابن الأثير - الكامل - (ص 49 ج 2).
(90) - نفس المصدر (ص 50).
ليلتف حوله المسلمون. وإلا فأين يوجد عمر ابن الخطاب في التوراة، وفي أي سفر من أسفاره، تقرأه الآن. وكيف يتسنى للتوراة التي أنزلها له أن تحوي أخبارا عن عمر. والقرآن المهيمن على الكتب والناس والدهور، لم يفهم منه كبار الصحابة إن عمر سيقتل بعد ثلاث أيام؟ إنها اللعبة! ولما طعن عمر ابن الخطاب، دخل عليه كعب الأحبار فلما رآه عمر قال:.
توعدني كعب ثلاثا أعدها * ولا شك أن القول ما قال لي كعب (91)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(89) - ابن الأثير - الكامل - (ص 49 ج 2).
(90) - نفس المصدر (ص 50).
ليلتف حوله المسلمون. وإلا فأين يوجد عمر ابن الخطاب في التوراة، وفي أي سفر من أسفاره، تقرأه الآن. وكيف يتسنى للتوراة التي أنزلها له أن تحوي أخبارا عن عمر. والقرآن المهيمن على الكتب والناس والدهور، لم يفهم منه كبار الصحابة إن عمر سيقتل بعد ثلاث أيام؟ إنها اللعبة! ولما طعن عمر ابن الخطاب، دخل عليه كعب الأحبار فلما رآه عمر قال:.
توعدني كعب ثلاثا أعدها * ولا شك أن القول ما قال لي كعب (91)
وما بي حذار الموت إني لميت * ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب
كان ذلك الاتفاق والصدفة كما فهم عمر ابن الخطاب. لأنه تولى منصبا لا تسنده فيه حنكة ولا عصمة. ولم يكن مثل علي (ع) الذي كان يعلم بموته كما ورد في الأثير من دون أن يحتاج إلى راهب من أهل الكتاب يعلمه بذلك (92). وكذلك اقتضت سنة التاريخ أن يكون عمر ابن الخطاب، ضحية خفته، وتسمنه حقا ليس له. إذ لم يعرف من يصلح للأمة ومن لم يصلح لها. ثم مات بالقوة التي مهد لها بجهله بخفايا الأمور. إنه لا يعلم حتى، إن الرسول صلى الله عليه وآله قد مات؟!
فكيف يعرف عن مسائل السماء، كما أدرك ذلك يعسوب المؤمنين! ولو راجعنا الملفات التاريخية طرا، لاستطعنا إدراك مدى الحرص الذي بداه زعماء الانتهازية الذين مهدوا لحكم عثمان. وكانوا معروفين لدى الملأ.
لقد كان عمرو بن العاص أحد دواهي العرب من المساهمين في المؤامرة ن وكذلك المغيرة بن شعبة كما سبق ذكره. وتورطهم في العملية كانت له أسبابه الخفية، والتي اكتشفت فيما بعد، وهو التخطيط الأموي، لقلب معادلة الخلافة. واستمالتها إليهم. ذكر أبو علي مسكويه في (تجارب الأمم) (93) وقد كان
____________
(91) - ابن الأثير - الكامل -.
(92) - ولست أدري لماذا لم يخبر كعب الإمام علي (ع) عن موته ويكشف له عن الغيب اللهم إلا أنه يعلم أن عليا (ع) أعلم بالستورات منه!.
(93) - تجارب الأمم أبو علي مسكويه الرازي (320 - 421) (ج 1 ص 264) دار سروش للطباعة والنشر) طهران (1322 ش - 1987 م).
جاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والقوم في البيت يتشاورون (أي بخصوص الخلافة بعد مقتل عمر) فجلسا بالباب، فحصبهما (94) سعد وأقامهما.
فتحصبهما، لم يكن اعتباطيا، وفلتة تلقائية. فالرجلان من أدهى العرب كما تقدم، ومن عملاء الأمويين. ثم أن رمي (سعد) لهما بالحصباء دليل على أن أمرهما ليس عاديا.
وهكذا كانت قصة التبييت لمقتل عمر ابن الخطاب، الذي بالغ في مودته للفئات الأموية وصفات الإيمان (95) رغم ما كانوا يلقونه منه من قسوة عابرة. حيث كان عماله من أمثال، سمرة بن جندب، وعاصم بن قيس، والحجاج بن عتيك ونافع بن الحرث، وأبو هريرة، ومعاوية، وابن العاص، والمغيرة بن شعبة، ويزيد بن أبي سفيان. وكان قد توصل إلى أنهم نهبوا الأموال، وكدسوها بعد أن كانوا فقراء، مثل أبي هريرة، لما قال له عمر علمت أني استعملتك على البحرين، وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف وستمائة دينار (96) ومع ذلك لم يقم عليه الحكم الشرعي، بل اكتفى بمقاسمتهم الأموال. وكان من الواجب أن يحاكمهم على هذا الاختلاس، ويعزلهم، ولكنه لم يفعل ذلك، والتاريخ يروي عكس هذا. ظل أمثال أبي هريرة ومعاوية وابن العاص وغيرهم من الطلقاء، أمراء إلى آخر أعمارهم.
ولعل هذا هو السر. فعمر ابن الخطاب سواء أكان سطحيا في اختياراته أو ذكيا فيها. فإنه كان قاصدا في الابقاء عليهم في هذه الإجارات. وذكر بن أبي الحديد في شرح النهج، أنه قيل لعمر: إنك استعملت يزيد بن أبي سفيان، وسعد بن العاص، وفلانا وفلانا من المؤلفة قلوبهم من الطلقاء وأبناء الطلقاء.
وتركت أن تستعمل عليا والعباس والزبير وطلحة؟! فقال: أما علي فانبه من
____________
(94) - حصبهما: رماهما بالحصباء.
(95) - رأيي إن الأمويين كانوا أذكياء ومخططين بارعين. لقد أدركوا مدى ضعف عمر بن الخطاب، لما لجأ على مودتهم وتأليفهم دون الآخرين!.
(96) - أقول، لعله ربح في (اللوطو) ما يكفيه غناء في حياته بعد الفقر والحاجة!!.
ذلك، وأما هؤلاء النفر من قريش فإني أخاف أن ينتشروا في البلاد فيكثروا فيها الفساد). والواقع هو أن عمر ابن الخطاب كان حريصا على أن يراهم على مقربة منه، وحتى لا يذيع أمرهم في الأصقاع الأخرى، وإلا كيف يجعلهم ضمن الستة المرشحين للخلافة بعده أليس ممكن أن يؤدي ذلك إلى فساد عريض؟!.
لقد وفق التيار الأموي في تحقيق جزء من مخططه الهدام. ونجح في توقعاته، لما أثبت عثمان خليفة. وكان (المغيرة بن شعبة) قد قام خطيبا لما انصرف عثمان إلى بيت فاطمة بنت قيس. فقال: (يا أبا محمد، الحمد لله الذي وفقك، ما كان لنا غير عثمان. وعلي جالس) (97).
فملخص القضية إن عمر راح ضحية قشريته السياسية، إذ ركز على علي (ع) وشيعته، وأرخى اللجام للزمرة الأموية. ومكن لها فكان أن تطور نفوذهم بحيث اقتضى أن يعزل عمر عن الخلافة، لصالح مرشحهم (عثمان) وتدبير العملية. كان بواسطة مجموعة عناصر مشبوهة، منهم (المغيرة بن شعبة) قاتل سعد بن عبادة، وهو بذلك اكتسب خبرة في التصفية الجسدية للسياسيين المعارضين، إذ يعتبر أول منفذ لعملية الاغتيال السياسي تلك. وعمر ابن الخطاب قتل بخنجر (أبي لؤلؤة) (مولى) (المغيرة بن شعبة).
وملف (المغيرة) هذا فيه بعض الفواصل المشبوهة. بدأت وانتهت كالتالي:.
1 - عزله عمر عن البصرة بعد أن شهد عليه بالزنا.
2 - كان على علاقة وثيقة بالأمويين.
3 - أبو لؤلؤة، مولاه!.
4 - هو قاتل (سعد بن عبادة) حسب بعض الروايات.
5 - هو الذي أتى يتلصص على المرشحين بعد مقتل عمر كما تقدم.
____________
(97) - أبو علي مسكويه (تجارب الأمم (ج 1 ص 288).
- هو صاحب الخطبة أعلاها.
7 - تولى الإمارة في زمن معاوية وكان عميلا له على الكوفة.
8 - رجل زان بشهادة عمر، ومسرف يحب المال فقد كان أول من رشى في الإسلام، ومن إسرافه أن تزوج أكثر من ألف امرأة - مع التطليق حسب صاحب (أسد الغابة).
9 - إنه أحد دهاة العرب الأربعة!.
ثم ماذا بعد؟.
إن عبيد الله بن عمر، راح ينتقم لأبيه. وقتل أبا لؤلؤة وقتل معه أناسا براء، مثل جفينة - رجل نصراني - كان من أهل الحيرة وظهيرا لسعد بن مالك. ثم قتل الهرمزان، فضربه بالسيف. وقال الهرمزان: لا إله إلا الله. ثم أخذه سعد بن أبي وقاص، وحبسه في بيته وأخذ سيفه، ثم أحضره عند عثمان (98) فاستشار عثمان من كان حوله وقال: (أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق!
فقال علي: أرى أن تقتله. وقال عمرو بن العاص إن الله قد أعفاك، أن يكون هذا الحدث، ولك على المسلمين سلطان. فقال عثمان: أنا وليه وقد جعلتها دية وأحتملها في مالي (99).
والملاحظ إن عثمان كان في أجواء الحدث. ورأى أن يطوي هذا الملف، لاغيا كل الأحكام الإسلامية. وهو يعلم أن أقضى الناس وأعلمهم بشرع الله علي (ع) قد قضى بقتله. ولقد أراد الإمام علي (ع) أن يقيم عليه الحد أثناء خلافته. ففر عبيد الله بن عمر إلى معاوية بالشام. وذلك دليلا على أن عثمان كان متجاوزا لحكم شرعي خطر، تجاه عبيد الله.
____________
(98) - التاريخ الكامل لابن الأثير (ج 2 ص 75).
(99) - ذكر اليعقوبي أن عبيد الله قتل أبا لؤلؤة وابنته وامرأته.
وروى بعضهم عنه أنه قال: يغفر الله لحفصة، فإنها شجعت عبيد الله على قتلهم. وذكر أن عثمان قال له: يا عدو الله قتلت رجلا مسلما، وصبية طفاة، وامرأة لا ذنب لها! قتلني الله إن لم أقتلك، فلما ولي رده إلى عمرو بن العاص.
تتوضح الرؤية أكثر، من خلال حضور عمرو بن العاص، كشفيع لعبيد الله، وإقناع عثمان بالعفو عنه. بعد أن تبين الحكم الحقيقي فيه في قضاء الإمام علي (ع).
فالتدبير لقتل عمر بن الخطاب، لم يكن بذلك البساطة التي رواها التاريخ المطرز. وإنما هي نتيجة لمخطط مدروس، يمكن رمقه من خلال التحولات التي جرت فيما بعد ذلك..
تعليق