إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف نفرح بالعيد؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نفرح بالعيد؟

    كيف نفرح بالعيد؟

    قبل أن نجيب كيف نفرح في يوم عيدنا، لا بد لنا أن نحدد الإجابة عن سؤال مهم يسبقه ويترتب عليه وهو:

    لماذا نحن نفرح في يوم عيدنا؟

    سؤال نراجع به مفهوم الفرح في يوم العيد والباعث له، ذلك أن كثيراً من الناس يفرح في يوم عيده وهو لم يحدد السبب لهذا الفرح، ومنهم من يفرح لأسباب ليست باعثة للفرح.
    والحقيقة أن يوم العيد يوم فرح وسرور شرعاً وعرفاً؛ لما حصل لنا فيه من خير عظيم وزال عنا فيه شر كثير حيث سبقه شهر رمضان، تلك المرحلة الزمنية الفاضلة المباركة الذي جعلها الله تعالى فرصة عظيمة واسعة للمسلمين للتخلص من أوزارهم وآثامهم ومضاعفة أجورهم، فيعم القلوب في هذا العيد ـ ومثله عيد الأضحى الذي يأتي بعد الوقوف بعرفة ـ فرحة كبرى، إذ بلوغ رمضان نعمة كبرى على من أدركه وقام بحقه، فيفرح المسلمون في أيام العيد راجين فضل ربهم ورضوانه كما قال ربنا جل وعلا {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس.
    ولذا قد قيل: ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالعاقل يفرح بلهوه وهواه، والمؤمن يفرح بقربه من مولاه.
    وبهذا المفهوم الصحيح لمعنى فرحة العيد ستبدو ملامح فرحنا في ذلك اليوم مظهرا من مظاهر العبادة والعمل بشكر الله جل وعلا والثناء عليه واللهج بذكره، ومن ذلك التكبير ليلة العيد إلى الصلاة كما قال تعالى {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة. وكذلك أداء صلاة العيد، كل ذلك من الشعائر العظيمة ومن علامات شكر النعمة.
    ومن مظاهر الفرح والاحتفاء بيوم العيد ذلك الجو المفعم بالتواصل والتزاور والتكافل وبذل الصدقات وتبادل التهاني والعبارات الجميلة، الأمر الذي يترك أعظم الأثر في نفوس من يرى هذه الصورة المشرقة في مجتمع المسلمين. ومن ملامح ذلك الفرح التجمل ولبس أحسن الثياب تأسياً بالنبي صلى الله عليه و اله وسلم.
    ومن أجمل ما اكتسى به المتجمل في يوم عيده هو صفاء القلب ونقاؤه بالعفو والتسامح ونبذ العداوة والشحناء، راجين بذلك تمام عفو الله وصفحه في يوم يرجع فيه أقوام بعفو الله ورحمته كما ولدتهم أمهاتهم.
    ونصيحة أخيرة بالحذر من مظاهر الفرح بغير الحق التي يكون فيها مخالفة أمر الله والوقوع في معاصيه، وكذلك الاستغراق في اللهو واللعب والسهر الذي يفوت على كثير من الناس أداء الفرائض وتجر إلى مفاسد عظيمة؛ مما يخشى على من فعل ذلك الدخول في الوصف الذي ذم الله به أهل النار بقوله تعالى {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (51) سورة الأعراف. وكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم وصحائفهم، وما علموا أن من علامات قبول العمل الاستمرار على طاعة الله والبعد عن معاصيه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (27) سورة المائدة.

  • #2
    لابد أن تفرح!

    إن المتأمل ليعجب من الطريقة التي يسيّـر بها ديننا الإسلامي الحنيف حياتنا وسلوكياتنا وعلاقتنا وجميع أمور حياتنا، فالأمس كان صياما إلزاميا لا يمكن الإفطار به إلا بعذرٍ شرعي، واليوم إفطار إلزامي يحرم فيه الصيام! عجيب فعلاً هذا النظام الصارم الذي لا يقبل الاجتهاد، وفي الوقت نفسه يعطي فسحة لمن لا يستطيع الصيام أن يعوضه بيومٍ آخر، أما يوم العيد فلا مجال فيه للمساومة والاجتهاد والأمور واضحة.

    ولكن لمَ لا نفكر في الأسباب الداعية إلى ذلك؟ ولماذا كان الأمس نقيض اليوم من حيث التشريع؟ ولماذا يختلف عنه؟ ربما لو سألت فناناً تشكيلياً أو مصمماً لقال لك: ضع هذه اللون هنا ولا تضع نفس اللون في المكان المجاور له؛ لأن اللون سوف يفقد قيمته ويضيع، ولابد من وجود ألوان أخرى يبرز بعضها بعضاً ويحدث بينها تمازج فتعطي المكان شكلاً مختلفاً ورونقاً جميلاً.

    وهذا ما سيلاحظه من يتأمل في يوم العيد؛ فهو أشبه ما يكون بحرف أو حافة أو بروز وسط مكان مطلي بلون واحد، وحين تطلي ذاك البروز بلون آخر يعطيك منظراً خلاباً يسبي الألباب، ويظهر بين اللونين تمازجٌ فريد، ويساعد كلٌ منهما الآخر في البروز. ولو ألغيت أحد اللونين، أو طليت المكان باللون نفسه لافتقد المكان جماله.

    وهذا بالضبط ما سيحدث لو صمنا يوم العيد، حيث ستختفي قيمة اللوحة الرمضانية المجملة بنقش العيد الذي يعطيها جاذبية وقيمة فنية عالية، تشعر من يشاهدها بمهارة وإبداع من رسمها وأبرزها في هذه الصورة. ولو صمنا هذا اليوم لكان ذلك سبباً في فقدان هذا اليوم قيمته؛ لأنه امتزج بما قبله ولم يختلف عنه ليعطي المشاهد فكرة واضحة عن الأبعاد الحقيقية للصورة وحدودها الفعلية التي تنتهي إليها.

    والفكرة هنا لا تقتصر على الإمساك عن الصيام، بل تتعداه إلى ما هو أعمق وأكبر وأوسع من المعاني العظيمة التي لا يمكن حصرها، وعلى رأسها بالطبع إظهار الفرح والأنس، وأنه أحد جوانب هذا الدين العظيم، وكأن الشارع يقول لنا:

    لابد أن تفرحوا بعد إتمامكم لشهر الصوم وإحيائكم ليله بالقيام، وحرصكم على اغتنام ما فيه من فرص، خاصة ليلة القدر التي ستشهد لكم وقد أوجبت عليكم أن تفرحوا؛ لأني أعددت لكم من الأجر والمثوبة التي لو علمتم قدرها لما أهمكم أمرٌ بعدها، وما هذا اليوم إلا رمزا بسيطا للفرح الأبدي ـ بإذن الله - فأنتم حرمتم أنفسكم وهجرتم ما تحبون من أجلي، فها هي رحماتي تتنزل عليكم وأمنعكم في هذا اليوم من أن تحرموا أنفسكم من أي شيء أبحته لكم.

    وحتى وسط ما نحن فيه من ذلٍ وانكسار وهوان وحروب وصراعات، إلا أنه يحق لنا أن نفرح ونسر بهذا اليوم الذي شرعه لنا ربنا رحمة بنا وكناية عن رضاه عنا، وإننا والله لو عشنا هذا اليوم واستشعرنا عظمته لكان ذلك كافياً لأن يخرجنا مما نحس به من غم وحزن وقنوط على أحوال أمتنا، فمن صير حالنا من صيام إلى إفطار، قادر بحوله وقوته على تبديل حالنا من ضعف إلى قوة ومن ذلٍ إلى عزة.

    ولكن كما أننا حين أقبل الشهر الفضيل استعدينا له بالجملة، واستعددنا لكل يوم فيه وتهيأنا لكل عبادة قمنا بها وبعد ذلك سألنا الله المعونة. فالعزة والقوة واستعادة السيادة تحتاج كلها لأشخاص يفكرون بهذه الطريقة، ويعلمون أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإن نحن أخذنا بأسباب النصر والتمكين أقسم أن الله لن يخذلنا، وإني على يقين أني لن أحنث في قسمي!
    وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
    ردود 119
    18,092 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
    استجابة 1
    100 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
    استجابة 1
    71 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
    ردود 2
    154 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
    استجابة 1
    160 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    يعمل...
    X