السلام عليكم
اخواني الكرام
تزداد حيرتي كيف يوفق الموالى فى اتباع اصول المذهب
مع اختلاط اصول الدين و التقيه كما جاء فى
الحدائق الناضره ج 1ص5 المحقق البحراني
وهذا نصه
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١ - الصفحة ٥
الأذهان - ما بلي به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين،
وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين، وتواثب أولئك الكفرة عليه، وقصدهم
بأنواع الأذى والضرر إليه، وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه، وما بلغ
إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية، والاغضاء على كل محنة
وبلية. وحث الشيعة على استشعار شعار التقية، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية،
حتى كورت شمس الدين النيرة، وخسفت كواكبه المقمرة، فلم يعلم من أحكام
الدين على اليقين إلا القليل، لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما قد اعترف بذلك
ثقة الاسلام وعلم الأعلام (محمد بن يعقوب الكليني نور الله تعالى مرقده) في جامعه
الكافي، حتى أنه (قدس سره) تخطأ العمل بالترجيحات المروية عند تعارض
الأخبار، والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم للأئمة الأبرار. فصاروا صلوات الله عليهم
- محافظة على أنفسهم وشيعتهم - يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من
أولئك الأنام، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة وإن لم يكن بها قائل
من المخالفين، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم وأخبارهم وتحدى (٢) سيرهم وآثارهم.
وحيث إن أصحابنا رضوان الله عليهم خصوا الحمل على التقية بوجود قائل من العامه
، وهو خلاف ما أدى إليه الفهم الكليل والفكر العليل من أخبارهم صلوات الله
عليهم، رأينا أن نبسط الكلام بنقل جملة من الأخبار الدالة على ذلك، لئلا
يحملنا الناظر على مخالفة الأصحاب من غير دليل، وينسبنا إلى الضلال والتضليل.
فمن ذلك ما رواه في الكافي (١) في الموثق عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: (سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني،
ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت:يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان، فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لكم. ولو
اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قال:
ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا
وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه).
فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلاف أجوبته عليه السلام في مسألة واحدة
في مجلس واحد وتعجب زرارة، ولو كان الاختلاف إنما وقع لموافقة العامة لكفى
جواب واحد بما هم عليه، ولما تعجب زرارة من ذلك، لعلمه بفتواهم عليهم السلام
أحيانا بما يوافق العامة تقية، ولعل السر في ذلك أن الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين
كل ينقل عن إمامه خلاف ما ينقله الآخر، سخف مذهبهم في نظر العامة، وكذبوهم
في نقلهم. ونسبوهم إلى الجهل وعدم الدين، وهانوا في نظرهم، بخلاف ما إذا
اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم، فإنهم يصدفونهم ويشتد بغضهم لهم ولإمامهم
ومذهبهم، ويصير ذلك سببا لثوران العداوة، وإلى ذلك يشير قوله عليه السلام:
(ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا... الخ).
ومن ذلك أيضا ما رواه الشيخ في التهذيب (١) في الصحيح - على الظاهر - عن سالم
أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع) قال: (سأله انسان وأنا حاضر فقال: ربما دخلت
المسجد وبعض أصحابنا يصلي العصر، وبعضهم : أنا يصلي الظهر؟
فقال:انا أمرتهم
بهذا، لو صلوا على وقت واحد لعرفوا فأخذ برقابهم) وهو أيضا صريح في المطلوب،
إذ لا يخفى أنه لا تطرق للحمل هنا على موافقة العامة، لاتفاقهم على التفريق بين وقتي
الظهر والعصر ومواظبتهم على ذلك
عجبا و الله ......كيف تتصرفون
اخواني الكرام
تزداد حيرتي كيف يوفق الموالى فى اتباع اصول المذهب
مع اختلاط اصول الدين و التقيه كما جاء فى
الحدائق الناضره ج 1ص5 المحقق البحراني
وهذا نصه
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١ - الصفحة ٥
الأذهان - ما بلي به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين،
وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين، وتواثب أولئك الكفرة عليه، وقصدهم
بأنواع الأذى والضرر إليه، وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه، وما بلغ
إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية، والاغضاء على كل محنة
وبلية. وحث الشيعة على استشعار شعار التقية، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية،
حتى كورت شمس الدين النيرة، وخسفت كواكبه المقمرة، فلم يعلم من أحكام
الدين على اليقين إلا القليل، لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما قد اعترف بذلك
ثقة الاسلام وعلم الأعلام (محمد بن يعقوب الكليني نور الله تعالى مرقده) في جامعه
الكافي، حتى أنه (قدس سره) تخطأ العمل بالترجيحات المروية عند تعارض
الأخبار، والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم للأئمة الأبرار. فصاروا صلوات الله عليهم
- محافظة على أنفسهم وشيعتهم - يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من
أولئك الأنام، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة وإن لم يكن بها قائل
من المخالفين، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم وأخبارهم وتحدى (٢) سيرهم وآثارهم.
وحيث إن أصحابنا رضوان الله عليهم خصوا الحمل على التقية بوجود قائل من العامه
، وهو خلاف ما أدى إليه الفهم الكليل والفكر العليل من أخبارهم صلوات الله
عليهم، رأينا أن نبسط الكلام بنقل جملة من الأخبار الدالة على ذلك، لئلا
يحملنا الناظر على مخالفة الأصحاب من غير دليل، وينسبنا إلى الضلال والتضليل.
فمن ذلك ما رواه في الكافي (١) في الموثق عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: (سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني،
ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت:يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان، فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لكم. ولو
اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قال:
ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا
وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه).
فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلاف أجوبته عليه السلام في مسألة واحدة
في مجلس واحد وتعجب زرارة، ولو كان الاختلاف إنما وقع لموافقة العامة لكفى
جواب واحد بما هم عليه، ولما تعجب زرارة من ذلك، لعلمه بفتواهم عليهم السلام
أحيانا بما يوافق العامة تقية، ولعل السر في ذلك أن الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين
كل ينقل عن إمامه خلاف ما ينقله الآخر، سخف مذهبهم في نظر العامة، وكذبوهم
في نقلهم. ونسبوهم إلى الجهل وعدم الدين، وهانوا في نظرهم، بخلاف ما إذا
اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم، فإنهم يصدفونهم ويشتد بغضهم لهم ولإمامهم
ومذهبهم، ويصير ذلك سببا لثوران العداوة، وإلى ذلك يشير قوله عليه السلام:
(ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا... الخ).
ومن ذلك أيضا ما رواه الشيخ في التهذيب (١) في الصحيح - على الظاهر - عن سالم
أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع) قال: (سأله انسان وأنا حاضر فقال: ربما دخلت
المسجد وبعض أصحابنا يصلي العصر، وبعضهم : أنا يصلي الظهر؟
فقال:انا أمرتهم
بهذا، لو صلوا على وقت واحد لعرفوا فأخذ برقابهم) وهو أيضا صريح في المطلوب،
إذ لا يخفى أنه لا تطرق للحمل هنا على موافقة العامة، لاتفاقهم على التفريق بين وقتي
الظهر والعصر ومواظبتهم على ذلك
عجبا و الله ......كيف تتصرفون
تعليق