إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب التوهم ( توهم حال أهل النار ، وتوهم حال أهل الجنة ) للحارث المحاسبي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب التوهم ( توهم حال أهل النار ، وتوهم حال أهل الجنة ) للحارث المحاسبي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    العنوان كتاب التوهم
    المؤلف الحارث المحاسبي

    كتاب التوهم
    ( توهم حال أهل النار ، وتوهم حال أهل الجنة )
    للحارث المحاسبي أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي



    رابط القراءة << اضغط هنا >>
    http://www.saaid.net/book/9/2295.doc

    رابط التحميل << اضغط هنا >>

    http://www.saaid.net/book/9/2295.zip

  • #2
    من الكتاب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الواحد القهار ، العظيم الجبار ، الكبير المتعال ، الذي جعلنا للبلوى والاختبار ، وأعد لنا الجنة والنار ، فعظم لذلك الخطر ، وطال لذلك الحزن لمن عقل وادَّكر ، حتى يعلم أين المصير ، وأين المستقر ، لأنه قد عصى الرب وخالف المولى ، وأصبح وأمسى بين الغضب والرضا ، لا يدري أيهما قد حل ووقع له ، فعظم لذلك غمّه ، وطال لذلك حزنه ، واشتد كربه ، حتى يعلم كيف عند الله حاله . فإلى الله فارغب في التوفيق ، وإياه فسل العفو عن الذنوب ، وبه فاستعن في كل الأمور .
    فعجبتُ كيف تقرُّ عينك ، أو كيف يزايل الوجل والإشفاق قلبك ، وقد عصيتَ ربك واستوجبتَ بعصيانك غضبه وعقابه ، والموت لا محالة نازلٌ بك ، بكربه وغصصه ونزعه وسكراته ، فكأنك قد نزل بك وشيكاً سريعاً .
    فتوهم نفسك وقد صُرعتَ للموت صرعةً لا تقوم منها إلا إلى الحشر إلى ربك ، فتوهَّم نفسك في نزع الموت وكربه وغصصه وسكراته وغمه وقلقه ، وقد بدأ الملَك يجذب روحك من قدمك ، فوجدتَ ألم جَذْبه من أسفل قدميك ، ثم تدارك الجذب واستحثَّ النزع ، وجُذبت الروح من جميع بدنك ، فنشطتْ من أسفلك متصاعدةً إلى أعلاك ، حتى إذا بلغ منك الكرب منتهاه ، وعمت آلام الموت جميع جسمك ، وقلبك وجلٌ محزون مرتقب منتظر للبشرى من الله عز وجل بالغضب أو الرضا ، وقد علمتَ أنه لا محيص لك دون أن تسمع إحدى البشريين من الملَك الموكَّل بقبض روحك .
    فبينا أنت في كربك وغمومك وألم الموت بسكراته وشدة حزنك لارتقابك إحدى البشريين من ربك ، إذ نظرتَ إلى صفحة وجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ، ونظرتَ إليه مادًّا يده إلى فيك ليخرج روحك من بدنك ، فذلتْ نفسك لمَّا عاينتَ ذلك وعاينتَ وجه ملك الموت ، وتعلق قلبك بماذا يفجأك من البشرى منه ، إذا سمعت صوته بنغمته : أبشر يا ولي الله برضا الله وثوابه ، أو أبشر يا عدو الله بغضبه وعقابه ، فتستيقن حينئذ بنجاتك وفوزك ، ويستقر الأمر في قلبك ، فتطمئن إلى الله نفسك ، أو تستيقن بعطبك وهلاكك ، ويحل الإياس قلبك ، وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ، فيلزم حينئذ غاية الهمِّ والحزن أو الفرح والسرور قلبَك ، حين انقضتْ من الدنيا مدتك ، وانقطع منها أثرُك ، وحُملتَ إلى دار من سلف من الأمم قبلك .
    فتوهم نفسك حين استطار قلبك فرحاً وسروراً ، أو مُلئ حزناً وعَبرة ، بفترة القبر وهول مطلعه ، وروعة الملكين وسؤالهما فيه عن إيمانك بربك ، فمثبت من الله جل ثناؤه بالقول الثابت أو متحيِّر شاكٌّ مخذول .
    فتوهم أصواتهما حين يناديانك لتجلس لسؤالهما إياك ليوقفاك على مسائلتهما ، فتوهم جلستك في ضيق لحدك ، وقد سقطت أكفانك على حقويك ، والقطنة من عينيك عند قدميك .
    فتوهم ذلك ثم شخوصك ببصرك إلى صورتهما وعظم أجسامهما ، فإن رأيتَهما بحسن الصورة أيقن قلبك بالفوز والنجاة ، وإن رأيتَهما بقبح الصورة أيقن قلبك بالهلاك والعطب .
    فتوهم أصواتهما وكلامهما بنغماتهما وسؤالهما ، ثم هو تثبيت الله إياك إن ثبَّتك ، أو تحييره إن خذلك .
    فتوهم جوابك باليقين أو بالتحيُّر أو بالتلديد والشك ، وتوهم إقبالهما عليك إن ثبتك الله عز وجل بالسرور وضربهما بأرجلهما جوانب قبرك بانفراج القبر عن النار بضعفك . ثم توهم النار وهي تتأجج بحريقها ، وإقبالها عليك بالقول ، وأنت تنظر إلى ما صرف الله عنك فيزداد لذلك قلبك سروراً وفرحاً ، وتوقن بسلامتك من النار بضعفك .
    ثم توهم ضربهما بأرجلهما جوانب قبرك ، وانفراجه عن الجنة بزينتها ونعيمها وقولهما لك : يا عبد الله ، انظر إلى ما أعدَّ الله لك ، فهذا منزلك وهذا مصيرك .
    فتوهم سرور قلبك وفرحك بما عاينت من نعيم الجنان وبهجة ملكها ، وعلمك أنك صائر إلى ما عاينت من نعيمها وحسن بهجتها .
    وإن تكن الأخرى فتوهم خلاف ذلك كله من الانتهار لك ، ومن معاينتك الجنة وقولهما لك : انظر إلى ما حرمك الله عز وجل ، ومعاينتك النار وقولهما لك : انظر إلى ما أعدَّ الله لك ، فهذا منزلك ومصيرك . فأعظم بهذا خطراً ، وأعظم به عليك في الدنيا غمًّا وحزناً ، حتى تعلم أي الحالتين في القبر حالك ، ثم الفناء والبلاء بعد ذلك ، حتى تنقطع الأوصال ، فتفنى عظامك ، ويبلى بدنك ، ولا يبلى الحزن أو الفرح من روحك ، متطلعاً للقيام عند النشور إلى غضب الله عز وجل وعقابه ، أو إلى رضا الله عز وجل وثوابه ، وأنت مع توقع ذلك معروضة روحك على منزلك من الجنة أو مأواك من النار ، فيا حسرات روحك وغمومها ، ويا غبطتها وسرورها .
    حتى إذا تكاملت عدة الموتى ، وخلت من سكانها الأرض والسماء ، فصاروا خامدين بعد حركاتهم ، فلا حسَّ يُسمع ، ولا شخص يُرى ، وقد بقي الجبار الأعلى كما لم يزل أزلياً واحداً منفرداً بعظمته وجلاله ، ثم لم يفجأ روحك إلا بنداء المنادي لكل الخلائق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك ومنهم .
    فتوهم كيف وقع الصوت في مسامعك وعقلك ، وتفهَّم بعقلك بأنك تُدعى إلى العرض على الملك الأعلى ، فطار فؤادك وشاب رأسك للنداء ، لأنها صيحة واحدة بالعرض على ذي الجلال والإكرام والعظمة والكبرياء .
    فبينا أنت فزع للصوت إذ سمعت بانفراج الأرض عن رأسك ، فوثبت مغبراً من قرنك إلى قدمك بغبار قبرك ، قائماً على قدميك ، شاخصاً ببصرك نحو النداء ، وقد ثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة وهم مغبرون من غبار الأرض التي طال فيها بلاؤهم .

    تعليق


    • #3
      فتوهم ثورتهم بأجمعهم بالرعب والفزع منك ومنهم . فتوهم نفسك بعُريك ومذلتك وانفرادك بخوفك وأحزانك وغمومك وهمومك في زحمة الخلائق ، عراة حفاة ، وهم صموت أجمعون بالذلة والمسكنة والمخافة والرهبة ، فلا تسمع إلا همس أقدامهم والصوت لمدة المنادي ، والخلائق مقبلون نحوه ، وأنت فيهم مقبل نحو الصوت ، ساعٍ بالخشوع والذلة . حتى إذا وافيت الموقف ازدحمت الأمم كلها من الجن والإنس عراة حفاة ، قد نزع المُلك من مملوك الأرض ولزمتهم الذلة والصغار ، فهم أذل أهل الجمع وأصغرهم خلقة وقدراً بعد عتوهم وتجبُّرهم على عباد الله عز وجل في أرضه .
      ثم أقبلت الوحوش من البراري وذُرى الجبال منكسة رؤوسها لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلائق ، ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتها ولا خطية أصابتها . فتوهم إقبالها بذلها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور . وأقبلت السباع بعد ضراوتها وشهامتها ، منكسة رؤوسها ذليلة ليوم القيامة حتى وقفت من وراء الخلائق بالذل والمسكنة والانكسار للملك الجبار . وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها خاشعة لذل العرض على الله سبحانه ، فسبحان الذي جمعهم بعد طول البلاء ، واختلاف خلقهم وطبائعهم ، وتوحش بعضهم من بعض ، قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور .
      حتى إذا تكاملت عدة أهل الأرض من إنسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وأنعامها وهوامها ، واستووا جميعاً في موقف العرض والحساب ، تناثرت نجوم السماء من فوقهم ، وطمست الشمس والقمر ، وأظلمت الأرض بخمود سراجها وإطفاء نورها . فبينا أنت والخلائق على ذلك إذ صارت السماء الدنيا من فوقهم ، فدارت بعظمها من فوق رؤوسهم وذلك بعينك تنظر إلى هول ذلك ، ثم انشقت بغلظها خمسمائة عام فيا هول صوت انشقاقها في سمعك ، ثم تمزقت وانفطرت بعظيم هول يوم القيامة ، والملائكة قيام على أرجائها وهى حافات ما يتشقق ويتفطر ، فما ظنك بهول تنشق فيه السماء بعظمها ، فأذابها ربها حتى صارت كالفضة المذابة
      تخالطها صفرة لفزع يوم القيامة ، كما قال الجليل الكبير : ﴿ فكانت وردةً كالدهان ﴾ و ﴿ يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن ﴾ .
      ( قال المفسرون : إن المهل هي الفضة المذابة يخالطها صفرة ، وإن العهن هو الصوف المنفوش . وقوله : ﴿ وردة كالدهان ﴾ كلون الفرس الورد ) .
      فبينا ملائكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين إلى الأرض للعرض والحساب ، وانحدروا من حافتيها بعظم أجسامهم وأخطارهم وعلو أصواتهم بتقديس الملك الأعلى الذي أنزلهم محشورين إلى الأرض بالذلة والمسكنة للعرض عليه والسؤال بين يديه .
      فتوهم تحدرهم من السحاب بعظيم أخطارهم وكبير أجسامهم وهول أصواتهم وشدة فرقهم ، منكسين لذل العرض على الله عز وجل
      1

      تعليق


      • #4
        للرفع...............

        تعليق


        • #5
          موفقين

          تعليق


          • #6
            شكرا للمرور العطر غيوم

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
            ردود 2
            12 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            يعمل...
            X