السلفية والمراقد الشريفة
من بين التهم التي يوجهها السلفية لاتباع اهل البيت عليهم السلام بشكل خاص واتباع المذاهب الاسلامية الاخرى بشكل عام هي الوقوع في الشرك , ومن بين الاسباب التي يتبجحون بها زيارة مخالفيهم لمراقد ائمة المسلمين وقبور الصالحين والتبرك بتلك المشاهد والمراقد الشريفة ويستدل السلفية على اتهامهم للمسلمين بالوقوع في الشرك بآيات قرآنية يفسرونها بحسب فهمهم ويرفضون النقاش بتاتا" بأي فهم أو تفسير يخالف ما يذهبون إليه حتى وإن امتلك الطرف الآخر ما يستحق الوقوف عنده حول ما يذهبون اليه, والادهى والأمر أنهم لم يكتفوا بالاحتفاظ برأيهم لانفسهم بل استخدموا كل ما أوتوا من قوة في محاولة لاجبار كل من يخالفهم الرأي بالقبول بفتاويهم وتأويلاتهم وفهمهم , ومن الاساليب التي اتبعوها هي هدم بعض تلك المراقد والمشاهد الشريفة كما حصل في البقيع بل وتجاوز الامر ذلك ووصل ببعضهم الى تفخيخ جسده وتفجير نفسه بوسط من يزور تلك المراقد والمشاهد بحجة أن المنفعة لا تطلب إلا من الله مباشرة والتبرك بتلك المراقد التي تحوي تلك الاجساد الطاهرة يعتبر شرك وردة عن الاسلام يستحق فاعلها القتل والعياذ بالله.
ولكن دعونا نأخذ جولة سريعة وقصيرة في من يدعي المتطرفون أنهم يستقون العلم من مناهلهم ولتكن في امهات كتبهم المعتبرة
صحيح البخاري:
أخرج البخاري في كتاب الشروط في قصة صلح الحديبية: أنه كان إذا تنخم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أخذ الصحابة نخامته ودلكوا بها وجوههم وأجسادهم وهو ينظر إليهم، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.( 1 )
عدة اسئلة تبحث عن اجابة هنا:
لماذا لم يطلب الصحابة المنفعة من الله سبحانه وتعالى مباشرة؟
لماذا لجأ الصحابة لنخامة رسول الله صلى الله عليه وآله ليدلكوا بها وجوههم وأجسادهم راجين بذلك التنفع بها لجلب البركة؟
لماذا لجأ الصحابة لبقايا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله بل ويقتتلون على تلك البقايا راجين من منها التنفع بالبركة؟
أليس هذا بدليل على أن جسد النبي صلى الله عليه وآله وآثاره تجلب النفع وإلا لماذا فعل الصحابة مافعل بحضرته؟
صحيح مسلم:
"عن أسماء بنت أبي بكر قالت: هذه جُبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طَيَالِسَة كسروانية، لها لبنة ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضي يستشفون. ( 2 )
وهنا عدة اسئلة تنتظر الاجابة ايضا":
عجيب..ألم يقل الله سبحانه وتعالى "وإذا مرضت فهو يشفين"؟
ألم يقل الله سبحانه وتعالى "ادعوني أستجب لكم"؟
فلماذا لجأ الصحابة والتابعين لجبة رسول الله صلى الله عليه وآله لطلب المنفعة منها ؟
فهل يجوز طلب المنفعة والاستشفاء بجبة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله ارتداها ولا يجوز طلب ذلك من صاحبها وممن جلب لها البركة بملامستها لجسده الطاهر روحي له الفداء؟
ابن حجر,الذهبي , وغيرهما:
أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فحلق رأسه، وابتدر الناس جوانب شعره، فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي، إلا رزقت النصر. أي ببركة شعر النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ البوصيري رواه أبو يعلى بسند صحيح وقال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح ( 3 )
السؤال:
هذا خالد بن الوليد يعتقد بأن شعر النبي صلى الله عليه وآله في حياته ومماته يجلب النصر فهل أشرك خالد بن الوليد بالله ؟
أي منطق هذا الذي يقبل أن نطلب النصر أو نستعين بشعر لنحقيق نصرا" ونحرم طلب ذلك من صاحب الشعرة ..؟؟!!!
الامام أحمد بن حنبل:
جاء في كتاب العلل والسؤلات لعبد الله بن احمد بن حنبل :سألت ابي (والسائل عبدالله بن احمد )
عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عزوجل فقال لا بأس بذلك ( 4 )
السؤال الذي يطرح نفسه:
هل اشرك الامام احمد بن حنبل عندما اجاز التقرب لله تعالى بمس وتقبيل قبر رسول الله صلى الله عليه وآله كما يفعل المسلمون بمنبره صلى الله عليه وآله ؟
قولوا لنا يامن هدمتم مراقد ومشاهد ائمتنا عليهم السلام واستبحتم دمائنا هل اشرك الصحابة بالله عندما طلبوا المنفعة من شعر وعرق وبقايا ماء للوضوء أو من جبة تركها رسول الله صلى الله عليه وآله؟
أين المتنطّع المنكر على الصحابة والتابعين وعلى أئمة المذاهب ذلك ؟
1 – صحيح البخاري ج 3 ص 172
2 – صحيح مسلم ج 6 ص 140
3 – المستدر للحاكم النيسابوري ج 3 ص 299 , مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 349 , فتح الباري ج7 ص 79 , المصنف ج 4 ص 75 , سير الاعلام للذهبي ج 1 ص 374
4 – العلل والسؤلات ج 2 ص 492
من بين التهم التي يوجهها السلفية لاتباع اهل البيت عليهم السلام بشكل خاص واتباع المذاهب الاسلامية الاخرى بشكل عام هي الوقوع في الشرك , ومن بين الاسباب التي يتبجحون بها زيارة مخالفيهم لمراقد ائمة المسلمين وقبور الصالحين والتبرك بتلك المشاهد والمراقد الشريفة ويستدل السلفية على اتهامهم للمسلمين بالوقوع في الشرك بآيات قرآنية يفسرونها بحسب فهمهم ويرفضون النقاش بتاتا" بأي فهم أو تفسير يخالف ما يذهبون إليه حتى وإن امتلك الطرف الآخر ما يستحق الوقوف عنده حول ما يذهبون اليه, والادهى والأمر أنهم لم يكتفوا بالاحتفاظ برأيهم لانفسهم بل استخدموا كل ما أوتوا من قوة في محاولة لاجبار كل من يخالفهم الرأي بالقبول بفتاويهم وتأويلاتهم وفهمهم , ومن الاساليب التي اتبعوها هي هدم بعض تلك المراقد والمشاهد الشريفة كما حصل في البقيع بل وتجاوز الامر ذلك ووصل ببعضهم الى تفخيخ جسده وتفجير نفسه بوسط من يزور تلك المراقد والمشاهد بحجة أن المنفعة لا تطلب إلا من الله مباشرة والتبرك بتلك المراقد التي تحوي تلك الاجساد الطاهرة يعتبر شرك وردة عن الاسلام يستحق فاعلها القتل والعياذ بالله.
ولكن دعونا نأخذ جولة سريعة وقصيرة في من يدعي المتطرفون أنهم يستقون العلم من مناهلهم ولتكن في امهات كتبهم المعتبرة
صحيح البخاري:
أخرج البخاري في كتاب الشروط في قصة صلح الحديبية: أنه كان إذا تنخم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أخذ الصحابة نخامته ودلكوا بها وجوههم وأجسادهم وهو ينظر إليهم، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.( 1 )
عدة اسئلة تبحث عن اجابة هنا:
لماذا لم يطلب الصحابة المنفعة من الله سبحانه وتعالى مباشرة؟
لماذا لجأ الصحابة لنخامة رسول الله صلى الله عليه وآله ليدلكوا بها وجوههم وأجسادهم راجين بذلك التنفع بها لجلب البركة؟
لماذا لجأ الصحابة لبقايا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله بل ويقتتلون على تلك البقايا راجين من منها التنفع بالبركة؟
أليس هذا بدليل على أن جسد النبي صلى الله عليه وآله وآثاره تجلب النفع وإلا لماذا فعل الصحابة مافعل بحضرته؟
صحيح مسلم:
"عن أسماء بنت أبي بكر قالت: هذه جُبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طَيَالِسَة كسروانية، لها لبنة ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضي يستشفون. ( 2 )
وهنا عدة اسئلة تنتظر الاجابة ايضا":
عجيب..ألم يقل الله سبحانه وتعالى "وإذا مرضت فهو يشفين"؟
ألم يقل الله سبحانه وتعالى "ادعوني أستجب لكم"؟
فلماذا لجأ الصحابة والتابعين لجبة رسول الله صلى الله عليه وآله لطلب المنفعة منها ؟
فهل يجوز طلب المنفعة والاستشفاء بجبة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله ارتداها ولا يجوز طلب ذلك من صاحبها وممن جلب لها البركة بملامستها لجسده الطاهر روحي له الفداء؟
ابن حجر,الذهبي , وغيرهما:
أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فحلق رأسه، وابتدر الناس جوانب شعره، فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي، إلا رزقت النصر. أي ببركة شعر النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ البوصيري رواه أبو يعلى بسند صحيح وقال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح ( 3 )
السؤال:
هذا خالد بن الوليد يعتقد بأن شعر النبي صلى الله عليه وآله في حياته ومماته يجلب النصر فهل أشرك خالد بن الوليد بالله ؟
أي منطق هذا الذي يقبل أن نطلب النصر أو نستعين بشعر لنحقيق نصرا" ونحرم طلب ذلك من صاحب الشعرة ..؟؟!!!
الامام أحمد بن حنبل:
جاء في كتاب العلل والسؤلات لعبد الله بن احمد بن حنبل :سألت ابي (والسائل عبدالله بن احمد )
عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عزوجل فقال لا بأس بذلك ( 4 )
السؤال الذي يطرح نفسه:
هل اشرك الامام احمد بن حنبل عندما اجاز التقرب لله تعالى بمس وتقبيل قبر رسول الله صلى الله عليه وآله كما يفعل المسلمون بمنبره صلى الله عليه وآله ؟
قولوا لنا يامن هدمتم مراقد ومشاهد ائمتنا عليهم السلام واستبحتم دمائنا هل اشرك الصحابة بالله عندما طلبوا المنفعة من شعر وعرق وبقايا ماء للوضوء أو من جبة تركها رسول الله صلى الله عليه وآله؟
أين المتنطّع المنكر على الصحابة والتابعين وعلى أئمة المذاهب ذلك ؟
1 – صحيح البخاري ج 3 ص 172
2 – صحيح مسلم ج 6 ص 140
3 – المستدر للحاكم النيسابوري ج 3 ص 299 , مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 349 , فتح الباري ج7 ص 79 , المصنف ج 4 ص 75 , سير الاعلام للذهبي ج 1 ص 374
4 – العلل والسؤلات ج 2 ص 492
تعليق