كوني له فاطمة.... يكن لكِعلياً
إن استدراك اللبنات الأساسية التي نمقتهاالزهراء (عليها السلام) لتشييد ذلك البيت النموذجي بكل ما تحمله إيماضات الكمال منعلو وسمو ورفعة ووضعها نصب العين يقلب الفوضى والخلافات في البيوت الخاوية علىمآسيها إلى عالم رائع يشار إليه بالبنان.
فالبيت الزوجي الذي رعته البتول (عليها السلام) في بساطة عيش وعظمة زهد كان أمثل روضة تزهر فيها النبتة الإمامية وأطهر رقعة تنتميإليها المسيرة النبوية لما أولت أم أبيها من حضن مليء بالحب والإعانة والرحمةالمنقطعة لبعلها علي (عليه السلام) مقننة الاريحية والبسمة والخلق والمبادئ صكوكاًللسعادة الزوجية وجوهراً للحياة بما هو أسمى من القصور المنيفة والأموال الطائلةوالزخارف التي تعج بالخلافات ورداءة العيش.
لقد أدركت الزهراء (عليها السلام) بنت أعظم مخلوق على وجه الخليقة العلاج الناجعلمرض العصر الحديث في البيوت الخاملة والمكتنزة فصولاً من الترف والنزوح عن حسنالتبعل، بجر الرحى وكسح المنزل، بمجول اليد واسوداد الكسوة، ضاربة أعراف المرأةالعصرية المتعنتة بالسلالة الثرية والدلال في كنف الأب عرض الحائط، فأيهن كدلالفاطمة؟ وأيهن كغنى فاطمة؟ وأيهن أعرق نسباً وأرقى سلالة من فاطمة؟ والتي لو تشابهتنساء الأرض بها لفضلت النساء فيها على الرجال.
هكذا أقرت الزهراء (عليها السلام) عين حياتها الزوجية بطيبالمعاشرة ورحابة الطلة وبسمة الثغر وعظمة الحنان والرأفة ودوام الإمتداح حتى أصبحتبلسماً لجراحات علي (عليها السلام) وطباً لأحزانه وأتعابه كما قال عنها (عليهاالسلام): (ولقد كنت أنظر إليها، فتنجلي عني الغموم والأحزان بنظرتيإليها).
وأبدت (عليها السلام) فصلاً من الرعاية اللانظير لها والمراعاةالعظيمة في حقبة من سغب العيش وانعدام المقدر في صمت مزجته ربيبة السماء (ع) بحلاوةالحياء مخاطبة زوجها الأمير (عليه السلام): (يا أبا الحسن إني لأستحي من إلهي أنأكلف نفسك ما لا تقدر عليه) ، ولولا التفاتة علي (عليه السلام) لطالت مداراتهاعليها السلام ولبلغ قحط المأكول في بيت فاطمة لأكثر من يومين قاحلين.
فالإلتفات إلى الزهراء (ع) كزوجة وأم عطوفةوامرأة رسالية متكاملة في إطار (القدوة) والتأسي، وإلا فوصول البشر لحقيقة وكنهفاطمة ذلك الكيان القدسي والعبقري المنقطع النظير... مستحيل لا متناهي.
تعليق