لقد كانت جميع الأديان والمذاهب تنعم بالأمن والاستقرار إلا شيعة أهل البيت (عليهم السلام) فقد صبت عليهم السلطات الاموية والعباسية جميع ألوان القسوة والعذاب، وقد سئل الإمام أبو جعفر الباقر فقيل له:
كيف أصبحت؟
فأجاب بمرارة وألم:
(أصبحت برسول الله (صلى الله عليه وآله) خائفا و أصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه وآله آمنين)(2).
وقال ايضا (ع) (وقتلت شيعنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب أو هدمت داره)(2).
إن الأعياد الإسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد عادت مأتما على أهل البيت (عليهم السلام) وأحزانا، وذلك لشدة مالا قوه من حكام عصورهم من القتل والسجن والتنكيل,لقد كان الاتهام بالتشيع في العصر الأموي مما يستوجب النقمة والبطش من المسؤولين, فقد روي المؤرخون أن الاتهام بالكفر والزندقة والمورق من الدين أهون من الاتهام بالتشيع وبلغ الأمر أن من يسلم من العلويين على شخص يعرضه إلى التنكيل والبطش من قبل السلطة. ويحدثنا الرواة أن إبراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه علوي فسلم عليه، فقال له إبراهيم: تنح عني لا تشط بدمي(3).
وبلغ من عداء الأمويين للعلويين أنهم عهدوا إلى ولاتهم وعمالهم بقتل كل مولود يسمى عليا، ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل، وجعل يقول: لا أجعل في حل من سماني عليا فإن اسمي عُلى ـ بضم العين ـ(4).
ولقد كانت محنة الشيعة في العصر الأموي شاقة وعسيرة فقد واجهت أعنف المشاكل وأقساها, وكذلك واجهت نفس الدور في العصر العباسي, ومن تلك الصور المفجعة أنه إذا أراد شخص الكيد لأحد والانتقام منه دس إليه من يرميه بالتشيع فتصادر أملاكه وتنهال عليه العقوبات حتى يظهر البراءة من الرفض(5),وعلى أي حال فقد أمعنت السلطات الحاكمة في العصر الأموي والعباسي في قتل شيعة أهل البيت والتنكيل بهم، فزياد بن أبيه تتبع الأبرار من الشيعة فقتلهم تحت كل حجر ومدر فقطع أرجلهم وأيديهم وسمل عيونهم، وصلبهم على جذوع النخل، والسفاح الإرهابي الحجاج بن يوسف الممسوخ قتل في أيام حكمه من الشيعة مائة وعشرين ألفا، وتوفي في سجونه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألف امرأة عارية مجردة من الثياب، وقال فيه النجيب الشريف عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).
وفي العصور المتأخرة واجهت الشيعة أعنف المشاكل وأقسى الضربات فقد أشاع المجرم السلطان سليم القتل في شيعة أهل البيت بواسطة فتوى أحد فقهاء الضلال والفساد(6). ويقول الإمام شرف الدين إن الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة ووجوب قتلهم، فقتل من جراء ذلك عشرات الألوف من شيعة حلب وغيرهم، وتشرد من سلم من شيعة حلب حتى لم يبق بها شيعي واحد، و كان التشيع فيها راسخا ومنتشرا(7).
ويجدر بنا أن نذكر رسالة أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى أهالي نيسابور يعزيهم فيها على ما جرى عليهم من الظلم والجور لتشيعهم، وقد حكت هذه الرسالة بصدق وأمانة المظالم الفظيعة التي عانتها الشيعة منذ أقدم العصور. وهذه بعض فصولها:
(سمعتم أرشد الله سعيكم، وجمع على التقوى أمركم ما تكلم به السلطان الذي لا يتحامل إلا على العدل، ولا يميل إلا على جانب الفضل، و لا يبالي أن يمزق دينه إذا رقا دنياه، ولا يفكر من أن يؤخر رضا الله إذا وجد رضا الله.
(رسالة الخوارزمي لاهالي النيسابور)
ونحن أصلحنا الله وإياكم عصابة لم يرض الله لنا الدنيا، قد أخرنا للدار الآخرة، ورغب بنا عن ثواب العاجل, فأعد لنا ثواب الآجل، وقسمنا قسمين: قسم مات شهيدا، وقسم عاش شريدا، فالحي يحسد الميت على ما صار إليه، ولا يرغب بنفسه عما جرى عليه، قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الحدور...وهذه مقالة أسست على الحق، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة، فإذا كنا شيعة أئمتنا في الفرائض والسنن، ومتبعي آثارهم في كل قبيح وحسن فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن).
واستمر الخوارزمي برسالته وقال:
وحكت هذه الكلمات ما عانته السادة العلويين من صنوف القتل من الأمويين والعباسيين .. ويستمر الخوارزمي في ذكر النكبات التي لاقتها الشيعة وأسيادهم العلويون:
(قادتهم ـ أي العلويين ـ الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية فسخت نفوسهم من هذه الدار الفانية، ولم يشربوا كأسا من الموت إلا شربها شيعتهم وأوليائهم، ولا قاسوا لونا من الشدائد إلا قاسه أنصارهم وأتباعهم).
وهكذا اصبح حال كل شيعي من الحكام اظالمين الامويين والعباسيين بخوف وذل وبطش وسفك دماء,يرى الليل نهار ويرى النهار ليلا والتاريخ مثل هذة الماسي عميق ومظلم ولاينتهي لان هؤلاء الظلمة ضربوا اروع واشنع الامثلة من الكفر والظلم فاقت جميع التواريخ العالمية بشتى الاديان والمذاهب.
وهكذا اصبحت التقية ضرورة قصوى افتاها الائمة عليهم السلام لحفظ النفس وحفظ الشيعة وسلامة السنة النبوية الحقيقية والولاء العلوي الاصيل لولا التقية لما وجد الاسلام والشيعة .
ومن هذا الجزء القليل من تاريخ الشيعة والاضطهاد وهنا الجواب لمن يسال ويستهزا بالشيعة بانهم لم يقوموا بفتوحات اسلامية وانهم لم يفعلوا اي شيء لخدمة الاسلام.
(لاحول ولا قوة الا بالله)
1-ميزان الاعتدال 4/160
2-شرح ابن أبي الحديد 3/15
3-تأريخ بغداد 6/127
4-تهذيب لتهذيب 7/319
5-الدرر الكامنة 2/43
6-ساطع البلاد العربية والدولة العثمانية (ص 40).
7-الشيعة والحاكمون (ص 187).
كيف أصبحت؟
فأجاب بمرارة وألم:
(أصبحت برسول الله (صلى الله عليه وآله) خائفا و أصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه وآله آمنين)(2).
وقال ايضا (ع) (وقتلت شيعنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب أو هدمت داره)(2).
إن الأعياد الإسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد عادت مأتما على أهل البيت (عليهم السلام) وأحزانا، وذلك لشدة مالا قوه من حكام عصورهم من القتل والسجن والتنكيل,لقد كان الاتهام بالتشيع في العصر الأموي مما يستوجب النقمة والبطش من المسؤولين, فقد روي المؤرخون أن الاتهام بالكفر والزندقة والمورق من الدين أهون من الاتهام بالتشيع وبلغ الأمر أن من يسلم من العلويين على شخص يعرضه إلى التنكيل والبطش من قبل السلطة. ويحدثنا الرواة أن إبراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه علوي فسلم عليه، فقال له إبراهيم: تنح عني لا تشط بدمي(3).
وبلغ من عداء الأمويين للعلويين أنهم عهدوا إلى ولاتهم وعمالهم بقتل كل مولود يسمى عليا، ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل، وجعل يقول: لا أجعل في حل من سماني عليا فإن اسمي عُلى ـ بضم العين ـ(4).
ولقد كانت محنة الشيعة في العصر الأموي شاقة وعسيرة فقد واجهت أعنف المشاكل وأقساها, وكذلك واجهت نفس الدور في العصر العباسي, ومن تلك الصور المفجعة أنه إذا أراد شخص الكيد لأحد والانتقام منه دس إليه من يرميه بالتشيع فتصادر أملاكه وتنهال عليه العقوبات حتى يظهر البراءة من الرفض(5),وعلى أي حال فقد أمعنت السلطات الحاكمة في العصر الأموي والعباسي في قتل شيعة أهل البيت والتنكيل بهم، فزياد بن أبيه تتبع الأبرار من الشيعة فقتلهم تحت كل حجر ومدر فقطع أرجلهم وأيديهم وسمل عيونهم، وصلبهم على جذوع النخل، والسفاح الإرهابي الحجاج بن يوسف الممسوخ قتل في أيام حكمه من الشيعة مائة وعشرين ألفا، وتوفي في سجونه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألف امرأة عارية مجردة من الثياب، وقال فيه النجيب الشريف عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).
وفي العصور المتأخرة واجهت الشيعة أعنف المشاكل وأقسى الضربات فقد أشاع المجرم السلطان سليم القتل في شيعة أهل البيت بواسطة فتوى أحد فقهاء الضلال والفساد(6). ويقول الإمام شرف الدين إن الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة ووجوب قتلهم، فقتل من جراء ذلك عشرات الألوف من شيعة حلب وغيرهم، وتشرد من سلم من شيعة حلب حتى لم يبق بها شيعي واحد، و كان التشيع فيها راسخا ومنتشرا(7).
ويجدر بنا أن نذكر رسالة أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى أهالي نيسابور يعزيهم فيها على ما جرى عليهم من الظلم والجور لتشيعهم، وقد حكت هذه الرسالة بصدق وأمانة المظالم الفظيعة التي عانتها الشيعة منذ أقدم العصور. وهذه بعض فصولها:
(سمعتم أرشد الله سعيكم، وجمع على التقوى أمركم ما تكلم به السلطان الذي لا يتحامل إلا على العدل، ولا يميل إلا على جانب الفضل، و لا يبالي أن يمزق دينه إذا رقا دنياه، ولا يفكر من أن يؤخر رضا الله إذا وجد رضا الله.
(رسالة الخوارزمي لاهالي النيسابور)
ونحن أصلحنا الله وإياكم عصابة لم يرض الله لنا الدنيا، قد أخرنا للدار الآخرة، ورغب بنا عن ثواب العاجل, فأعد لنا ثواب الآجل، وقسمنا قسمين: قسم مات شهيدا، وقسم عاش شريدا، فالحي يحسد الميت على ما صار إليه، ولا يرغب بنفسه عما جرى عليه، قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الحدور...وهذه مقالة أسست على الحق، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة، فإذا كنا شيعة أئمتنا في الفرائض والسنن، ومتبعي آثارهم في كل قبيح وحسن فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن).
واستمر الخوارزمي برسالته وقال:
وحكت هذه الكلمات ما عانته السادة العلويين من صنوف القتل من الأمويين والعباسيين .. ويستمر الخوارزمي في ذكر النكبات التي لاقتها الشيعة وأسيادهم العلويون:
(قادتهم ـ أي العلويين ـ الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية فسخت نفوسهم من هذه الدار الفانية، ولم يشربوا كأسا من الموت إلا شربها شيعتهم وأوليائهم، ولا قاسوا لونا من الشدائد إلا قاسه أنصارهم وأتباعهم).
وهكذا اصبح حال كل شيعي من الحكام اظالمين الامويين والعباسيين بخوف وذل وبطش وسفك دماء,يرى الليل نهار ويرى النهار ليلا والتاريخ مثل هذة الماسي عميق ومظلم ولاينتهي لان هؤلاء الظلمة ضربوا اروع واشنع الامثلة من الكفر والظلم فاقت جميع التواريخ العالمية بشتى الاديان والمذاهب.
وهكذا اصبحت التقية ضرورة قصوى افتاها الائمة عليهم السلام لحفظ النفس وحفظ الشيعة وسلامة السنة النبوية الحقيقية والولاء العلوي الاصيل لولا التقية لما وجد الاسلام والشيعة .
ومن هذا الجزء القليل من تاريخ الشيعة والاضطهاد وهنا الجواب لمن يسال ويستهزا بالشيعة بانهم لم يقوموا بفتوحات اسلامية وانهم لم يفعلوا اي شيء لخدمة الاسلام.
(لاحول ولا قوة الا بالله)
1-ميزان الاعتدال 4/160
2-شرح ابن أبي الحديد 3/15
3-تأريخ بغداد 6/127
4-تهذيب لتهذيب 7/319
5-الدرر الكامنة 2/43
6-ساطع البلاد العربية والدولة العثمانية (ص 40).
7-الشيعة والحاكمون (ص 187).
تعليق