تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بشر النبي ص سمرة بنار الآخرة أو نار الدنيا سلقا بالماء الحار ؟؟
سمرة بن جندب بن هلال الفزاري .
لم أر في حياتي مذهبا يدافع عن المنحرفين والمفسدين دفاعا مستميتا مثل أهل السنة فهؤلاء لا يهمهم حتى تكذيب الرسول ص والقول على لسانه بما لم يقله وتأويل وقلب ولي وطي أحاديثه من أجل الدفاع عن مفسد فاسق مجرم أزهق أرواح العباد بغير حق .
تدل الروايات المستفيضة على أن الرسول ص دخل على بعض الصاحبة وكان عددهم عشرة أو سبعة أو ثلاث . وأشار لهم وقال : آخركم موتا في النار .
هذا الحديث أرعب هؤلاء وأخافهم خوفا شديدا حتى أن أبا هريرة إذا مازحه أحد القوم وقال له مات سمرة ، يُغشى عليه وذلك حينما لم يبق ممن بشرهم النبي ص ، بالنار إلا سمرة وأبا هريرة . وكان ابو هريرة عندما بقي مع سمرة ، كان يتمنى الموت ويقول : ما أحب الموت لي الآن .
سمرة بن جندب الذي يكاد يجمع عليه بأنه من الفساق الذين اهلكوا الحرث والنسل .
سمرة بن جندي الذي قتل ثمانية آلاف من أهل البصرة في أقل من ستة اشهر . والرواية التالية تدلنا على مدى قسوة سمرة على أهل القبلة .
((نقل عن عامر بن أبي عامر ، قال: كنّا في مجلس يونس بن عبيد فقالوا: ما في الأرض بقعة نشفت من الدم مثل ما نشفت هذه ـ يعنون دار الإمارة ـ قُتِلَ بها سبعون ألفاً فسألت يونس، فقال: نعم من بين قتيل و قطيع، قيل من فعل ذلك؟ فقال: «زياد و ابنه وسمرة))
سمرة بن جندي الذي قبل الرشوة من معاوية ليروي أن آية : ((وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الخِصامِ* وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الاََرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ)) نزلت في علي بن ابي طالب عليه السلام .
سمرة الذي رد طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له النبي ص : إنك رجل مضار .
سمرة بن جندب الذي حلل الخمر بعد أن حرمها الله ورسوله . واجتمعت الأمة الإسلامية على تحريم الخمر بعد الرسول ص .
الحديث في سرد مزايا الرجل يطول .
وعلى ضوء ذلك فإن سمرة فاسق ، ولا تنفعه الصحبة ، ولو نفع الصحبة أحد ، لنفعت إمراتي لوط ونوح ، فكان الحكم عليهما : فقيل ادخلا النار مع الداخلين .
الأحاديث :
عن أنس بن حكيم، قال: كنت أمرّ بالمدينة فألقى أبا هريرة فلا يبدأ بشيء حتى يسألني عن سمرة، فإذا أخبرته بحياته فرح، فقال: إنّا كنّا عشرة في بيت فنظر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجوهنا ثمّ قال: آخركم موتاً في النار. فقد مات منّا ثمانية فليس شيء أحبّ إليّ من الموت يعني يموت قبل سمرة حتى لا يذهب إلى النار . راجع الذهبي في ميزان الاعتدال بداية ترجمة سمرة بن جندب .
وفي رواية أخرا عن أوس بن خالد قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة، فقلت لاَبي محذورة في ذلك، فقال: إنّي كنت أنا و هو وأبو هريرة في بيت فجاء النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» فقال: آخركم موتاً في النار، فمات أبو هريرة ثمّ مات أبو محذورة.
وروي عن ابن طاووس وغيره قال النبي لاَبي هريرة وسمرة بن جندب وآخر: «آخركم موتاً في النار» فمات الرجل قبلهما، فكان إذا أراد الرجل أن يُغيض أبا هريرة، يقول: مات سمرة، فيُغشى عليه ويصعق، فمات قبل سمرة.
وهكذا تستفيض الروايات الدالة على أن أحد هؤلاء العشرة أو السبعة أو الثلاث في النار . والطريف في هذا الحديث أن هؤلاء المبشرون بالنار اختلف المؤرخون في تاريخ وفاتهم . فكثير من المؤرخين قدموا وأخروا في تاريخ وفيات هؤلاء مما يجعل الرؤية مشوشة في من هو آخرهم موتا فتمعن .
على كل حال هذه الرواية التي تجعل أبا هريرة يُغشى عليه من شدة الخوف عندما يسمع خبر أن سمرة قبله . يُفهم منها أن الصحابة كانوا يعرفون أن هذه بشرى بالنار يوم القيامة إلى أحد من عناهم النبي في حديثه .
ولكن تعال وانظر إلى ما يفعله أهل السنة بمثل هذه الأحاديث وكيف يتأولونها ويختلقون لها ما يحرف المعنى المراد من رواية النبي ص .
فمن أجل دفع الفهم الصحيح لهذه الرواية عمدوا إلى رواية غريبة أدعوا فيها أن قول النبي لهؤلاء آخركم موتا في النار . ليس نار الآخرة إنما نار الدنيا ، ويجعلون ذلك من دلائل النبوة وإعجازها بأن يخبر النبي بأن آخر هؤلاء النفر سوف يموت في النار أو سلقا في قدر الماء الحار .
فما هذه الرواية ؟
انفرد ابن عبد البر برواية ان سمرة سقط في قدر مملوء ماء حارا يتداوى بها من مرض .روى ذلك بإسناد متصل ولكن العلة في هذا الإسناد هو داود بن المخبر الذي ضعفه القوم ، وبذلك تسقط هذه الرواية . ويبقى سمرة في نار الآخرة كما اخبر الحبيب ص .
رواية البيهقي التي تروي أن آخرهم موتا هو سمرة ولكنه لم يذكر أنه يموت بسبب الحرق أو السلق .
هذا ما يفعلونه بأحاديث النبي ص دفاعا عن القتلة والمجرمين وسفاكي الدماء . ومن مثل سمرة بن جندب .
يكفينا من قول سمرة بعد أن عزله معاوية من ولاية البصرة : لعن الله معاوية والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا.
وما خفي كان أعظم .
مصطفي الهادي
تعليق