إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إعترافات إمرأة دافئة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعترافات إمرأة دافئة

    (1)
    رحيل
    قبل أن يقفل باب منزله كتب لها بطاقة تبتسم إلى الله تركها معلقة على الجدار. أريد أن أرحل قبل أن يسري إيقاعَ صوتكِ في جسدي فيطاردني، ليوقظ إحساس الحياة في مكامني،فصمتُ أعضائي مهدد بالخطر... أريدك في حياتي ثورة من حجر، أريد أن اجتث كياني لأني لا استطيع أن افلت من قبضة الحب..
    دهشة
    فرِحَ كثيراً لأنه اخيراً استطاع أن يمحو اسمها من ذاكرته.. وسّرَ أكثر عندما نسي تفاصيل جسدها..وتنفس بعمق لإدراكه الشديد أنها لن تعود إلى كيانه من جديد.. استلقى بارتياح على كرسيه الهزاز وتناول الجريدة التي أمامه يطالع أخبار الدنيا بهدوء.. فتفاجئ عندما رأى صورتها تختفي وراء السطور وأن رائحتها تعطّر الكلمات وان صوتها ينبثق من حناجر الأخبار.. دُهشَ لأنه اخفق في محوها عن الوجود لأنها كتبت في دفتر حياته بالحبر السري...
    امرأة في كل مكان
    ماذا حل به؟ أين يمكنه أن يهرب منها؟ لقد دوّخته هذه المرأة! يفتح عينيه في الصباح فيراها مبتسمة له، فيصرف نظره عنها فتغيب. يغتسل، فيشعر بها تذوب في يديه وبين أصابعه كقطعة الصابون، فيهرب منها. يمسك فرشاته فيحس بها تتغلغل في خصلات شعره، ثم يهرب أكثر ..يرتدي قميصه فيجدها في أزراره تختبئ منه تحت الأنسجة. يسرع إلى عمله، البحر عن يمينه والسماء فوقه تظلّل هذا العالم المترامي.. رآها تنير بنورها بين المساحة المتبقية بين السماء والأرض. ثم تختفي! تنفس بعمق ظناً منه أنها رحلت لأنها استسلمت إلى يأس المحاولات..
    وعندما جلس في مكتبه متناولاً جريدته الصباحية محتسياً فنجان قهوته الساخن مطالعاً الأخبار ذهل عندما احتضنت السطور فمسك الجريدة بقوة،قلبها بين يديه ليضعها في الجارور.. لكنه تفاجئ أنها تنتظره هناك بخفة... عبثاً ضاعت محاولاته نحو الفرار منها.. تيقن أنه رجل كوّره الحب من أرق، وإنها امرأة من زئبق....
    (2)
    على فراش الموت

    أغرورق قرص الشمس في مكامن المحيط، وفي ذلك الكوخ الخشبي الذي يعانق الساحل قال لها كلاماً كثيراً، على سريرٍ مخملي دافئ...
    أحبكِ.. وسأبقى على عهد الحب الذي بيننا وفياً.. واطمئني يا حبيبتي لن أخون الميثاق وسأكون أبد الدهر محط ثقتكِ .. أعدكِ.. أعدكِ.. أنتِ لي وأنا لكِ..
    آآآآآآآآه ...
    لفظت أنفاسها الأخيرة وفي حشرجة الموت وساعاتها المتتالية المسرعة نحو السماء، انتفض هاتفه النقال فإذ برسالة قصيرة تبعث إليه:
    "حبيبي.. أنا مشتاقة إليك.. انتظرك في نفس المكان وفي نفس الموعد!"
    قرار فاشل

    ذات مرة فكر .. فكر.. فكر.. ثم قرّر!
    أن يعاملها بإنسانية وينظر إليها كإنسان، يأخذ برأيها ويحترم أفكارها ويشاركها أمسياتها ويبادلها مشاعرها ويستمع إليها.. وعندما انحدر الليل من جبال السماء كالكرة الثلجية فقدت الكلمات إيقاعها وخبت حرارة نارها واكتشف فشل قراره انه يعاملها بشيطانية الشهوة من جديد..
    مجرد حلم

    انتظرت إلى أن يتوشح الليل العتمة، وتنام عيون الناس، تسللت بخفة وسحر متناهيين إلى بيته الذي يختفي وراء الأشجار وتحدثا طويلاً عن الحب، ذابت في أحضانه كقطعة جليد لتتساقط عليه كحبات المطر واحدة تلو الأخرى وعندما مدت أصابعها إلى واقعها الممرغ بالرغبات مشحوناً بشهوة متأججة، توهجت أنوارٌ اقتحمت عينيها، فأيقنت أنها في حلم..
    (3)
    حرية العبادة

    رغمَ أنها تبتلتْ في محرابِ الدياناتِ كلها..
    واعتكفَتْ..
    وتهجدَتْ..
    ونذرَتْ..
    إلا أنها لم تَجدْ غير ذلك المكان لتمارسَ بِه حرّية العبادة..
    رحيل

    سلاماااااااات..
    سلاماااااااات..
    بدأت تُدرك انشغاله عنها تاركاً لها مساحات متضائلة من وقعِ كلماتِه تعتاش على فتاتها، ما هو إلا تمرينٌ على رحيلٍ متباطئ ينساب من تحت قدميها حبٌ إن رأته الشمسُ ذاب...
    عودة

    وَقفَتْ عِندَ مَعبرِ شفتيه
    تنتظرُ مِنه إشارة دخول...
    ولمّا باتَ الانتظارُ طويلاً
    لوّحَ لها في الأفق البعيد بانشغالِهِ
    فعادت أدراج الرياح
    تَجُرُ ذيولَ الرّغبة...
    فضة وذهب

    لم تُصدّق أنهُ رجلٌ من فضة..
    إلا حينما اخترق السمعَ إلى صَمتها
    واسترق النظر إلى ليلها
    فعلّق فيلق شرف على نهديها وأعترف..
    بأنها امرأةٌ من ذهب...
    باب المعبد

    لا.. لَم يكُن وَرِعاً.
    ولَم يكُن تقياً..
    لكن عِندَ بابِ المعبد مارَس كل طقوس الحب..
    وأدى فرائضه كلها عن حاضر...
    سنبلة

    كانَ حُبه لها بَيدرَ حنطةٍ وسنابل
    تتمايلُ سنبلةً على خاصرتي الريح
    تشرُدُ كالطريدة خوفاً من المناجل
    وعلى حجر الرحى دار الزمان قاسياً
    فذرّى كيانها..
    بعيداً عن منطقة الغربال...
    انعطاف حاد

    تَمهلتْ عندَ كيانِه..
    وأعطتْ حق الأولوية لمشاة دربِه
    ثم تَوقفتْ عندَ أعضائِه
    لأنَ الإشارة، مشغولٌ حمراء!!
    فانعطفتْ بطريقٍ أحادي الاتجاه..
    لئلا يسفر هذا اللقاء عن كثيرٍ من الجرحى
    وقتيلٌ عند معبر الحب...

    (4)
    مشط عاجي



    تمعنت في شعره الأشعث
    فاستلت من حقيبة جلدٍ فاخرة
    مشطاً عاجياً
    وراحت تغلغله في البصيلات
    مشطت له ذكرياته
    باعدت خصلاته يميناً وشمالاً
    وأدخلت بشمسها نوراً يضيء مساحات مظلمة
    واقتلعت من ذاكرته
    نساء وذكريات شائبات......

    تمازج


    عطران فاخران
    تمازجا بانسجامٍ وعنفوان
    على معابر الحب
    انطلقت
    تغريدة شفتين
    لامرأةٍ على محيط خصرها ألقاب الزمان
    ولرجلٍ عاشق ولهان

    قلم


    منذ أن بزغ التاريخ فجراً على مولدها
    عبئ محبرته من وحيها
    وراح يكتب لها ما جادت به قريحته
    وفوق سطح النص
    غمرها...
    مارست الحب معه بانفعالية مدهشة
    وتوغلت في ما وراء السطور حباً
    لكنها لم تتوخ أن تحمل من سوائله
    كلمات وكلمات......
    ولما جاءها المخاض،
    أنجبت من الكلمات مواليد ذكوراً وإناثاً.....

    عثور


    بينما كانت تنفض الغبار عن أيامها
    عثرت على ذكريات قديمة
    بين طيات كتاب متهرئ الجلد
    وحروفه المضيئة باتت واهية
    فقررت أن تعيد ترتيبه!
    رتبته، وأرشفته، وفهرسته، وعنونته، وأعادت تراكيب نصوصه
    وشكلت قطعاً مهجورة لم تصلها علامات ترقيم
    وقلبت صفحات فارغات مذيلات بتواقيع أخريات....

    للكاتبه الرائعه عناق مواسي
    ملاحظه قمت ببتر أجزاء من الأعترافات لتخطيها حدود الجرأة


    التعديل الأخير تم بواسطة ~علوية الهوى~; الساعة 22-09-2011, 01:59 AM.

  • #2

    جميلة هذه السطور وهذه الآخيلة البسيطة و العميقة ...
    أعتقد انها (اعادة قراءة ) في سطور نزار قباني بجمالية نثرية ومساحة أوسع..
    يخيل ألي انها قد شربت (منقوشة الزعتر) و(تزوجتك ايتها الحرية) و (الاوراق السرية لعاشق قرمطي)
    كالماء الساخن ففاض منها بخار كلماته لتعيد صياغتها بأسلوب حداثي مطرز بالنقوش وينساب بسهولة .
    أن هذه الاعترافات هي مكامن محظورة لا تقربها الاناث في كشفها لا في جلسات المعالجة
    وعند المخبر السري ..ولا يفضحها الا كبير ..وأي كبير غيرك يا قباني !
    :
    رائعة أختنا العلوية الهوى على هذا النقل المميز والرائع والمقتبس
    ولي عودة للوقوف على أحرف هذه اللوحة الفنية الجميلة ..

    تعليق


    • #3
      اختي علوية الهوى السلام عليكم..
      سلمت يداك وما خطه قلمك من الروائع الجميلة ومعانيها العميقة اللطيفة ودام تألقك المميز

      تعليق


      • #4
        الاخت العزيزة علوية الهوى ....شــــــــــــــــــــــــــــكرا

        تعليق


        • #5
          مـآششـآء الله ...

          يسسسسلمووو خيتي أققوى شششششي ...

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
          ردود 119
          18,093 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
          استجابة 1
          100 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
          استجابة 1
          71 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
          ردود 2
          156 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
          استجابة 1
          160 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          يعمل...
          X