السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مررت يوما بمدينة غريبة، وجدت في سوقها العام رجلا داخل قفص مقفل!، ورأيت الناس متجمهرين حوله، يضحكون ويصفقون وهم مستأنسون!، فتقدمت لأعرف حقيقة الأمر عن قرب، فوجدت الرجل يمسك بمفاتيح القفص، وقد كانت غاية في الجمال والروعة، وكان يقدم للناس شروحا عن هذه المفاتيح وكيف يمكن أن تفتح الباب بطريقة مذهلة!، وأن هذه المفاتيح طريق لخلاص الإنسان من الأسر!، وبين الفينة والآخرى كان يقدم عروضا بهلوانية بهذه المفاتيح!، فيفرح الناس، ويصفقون، ويقدمون له المأكولات والمشروبات والهدايا القيمة، ثم ينصرفون، ويبقى هو حبيس القفص إلى اليوم التالي!، فتساءلت وقد عصفت بي الدهشة: لم لا يستعمل هذه المفاتيح للخروج من القفص؟!!!..(حكمة من عالم الخيال!)
...
هذا تماما حال من يستعمل آيات القرآن الكريم ليقبض ثمن معيشته ويبقى هو في القفص!، رغم أن آيات القرآن هي مفاتيح الخلاص من قفص الدنيا الضيق نحو الروح الرباني والغيب الإلهي المطلق، فيقوم الشخص بشرح الآيات وكيف أنها مفاتيح لله، ولكنه لا يفتح باب القفص!، ولا يكسر قضبانه!، ويبقى حبيسا له إلى الأبد!، وكل ثمرة حياته تتلخص في ما يعينه ويقويه على البقاء سالما غانما في قفصه الأبدي!..
يا لسخف عقلي!،
كيف هو مولع هكذا بمنطق القفص؟!..
منقول
تعليق