إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!
    آن الأوان كي نكشف للشعوب زيف الظَّلَمة ونبيد الظُّلْمة.

    - يا لها من أمة لم تشهد جنازة نبيها ثم انقضت على بيت ابنته ولطمتها وكسرت ظلعها واسقطت جنينها!!

    - كل الأنبياء والملائكة والأولياء والأمم السالفة عرفت حق فاطمة .. إلا هذه الأمة!
    - فليهاجمونا وليحاربونا فسيبقى صوتنا يقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة)!
    - عندما يقع الظلم باسم الدين وتصبح مفاهيم الأمر الواقع منهجية تناقلها الأجيال.. فلا بد حينها من فضح المؤامرة ومدبريها!
    - من الذي قال بأن الوحدة تعني السكوت على الجرائم التي وقعت على الزهراء ؟!
    - ما ذنبنا نحن؟ نحن المظلومون فما بالكم لا تدينون الظالمين؟!
    - نعم.. نلعن الظلمة كما لعنهم الله ورسوله! فما من قداسة لمن لا يستحق القداسة!
    - كيف لنا أن نتناسى ما جرى على الزهراء؟! إذن فلينس كل مظلوم ظلامته وليتخل كل صاحب فضية عن قضيته!
    - أليست مآسينا الحاضرة قد جاءت على انقاض يوم لطموا فيه الزهراء واقتحموا دارها وأحرقوه؟!
    - إدانتنا لظالمي الزهراء هي إدانة لمنهجهم وموقفهم وكل ما آتانا منم وهذا يقتلع جذور مشاكلنا الحالية.
    - لقد صنعوا للأمة أبطالا ورموزا هم في واقعهم شرار خلق الله!
    - أليس (صدام) في نظر البعض بطلا مجاهداً؟! فكذلك ظالموا الزهراء جعلوا في ما مضى!
    - لماذا توعد الإمام الجواد الظالمين وأقسم على إحراقهما؟
    - لماذا يعطى الله لمن يقول مرة واحدة (اللهم إلعن الجبت والطاغوت) سبعين ألف حسنة ويمحو عنه سبعين ألف سنة ويرفعه سبعين ألف درجة؟!


    بعد ما كشف عن بصرة؛ نظر إبراهيم في جانب العرش نورا عظيما، فقال: (إلهي وسيدي ما هذا النور)؟ أتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور محمد صفوتي)!
    سأل إبراهيم ثانية: (إلهى وسيدي أرى نورا إلى جانبه)؟ فأتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور علي ناصر ديني)!
    سأل إبراهيم ثالثة: (إلهي وسيدي أرى نورا ثالثا يلي النورين)؟ فأتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور فاطمة تلي أباها وبعلها... هذا نوري أفضله على جميع الأنبياء)!
    عرف إبراهيم عليه الصلاة والسلام حق فاطمة، وأدرك أنها حجة عليه، فأقر بالإيمان بها والولاية لها. عندها كافأه الله، بتكامل نبوته، ويصعوده رتبة الإمامة، وتفضيله على سائر الأنبياء ما عدا خاتمهم صلى الله عليه وآله... ذلك لأنه عرف حق فاطمة!
    وبعد أزمان؛ يأتي ذلك الرسول الخاتم، سيد الأنام: ليزيح الستار عن جزء من السر المكنون، فيقف ذات يوم معلنا: (خلق نور فاطمة قبل أن تخلق الأرض والسماء... خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم... ما تكاملت النبوة لنبي حتى اقر بفضلها ومحبتها... أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش، نسبح الله، فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا)!.
    وذات يوم: يأتي النبي نداء من رب السماء: يا أحمد! لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)!
    وعندما يجتمع النبي بأهل بيته، تحت كساء يماني، لتبدأ مراسيم تشريف إلهي عظيم، ستتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وستختزنه القلوب قبل العقول، وستردده الألسن في كل مجلس ومحفل طلبا لنزول الرحمة.. في تلك الأثناء؛ يشرق الوحي من رب الأرباب صادعا: (يا ملائكتي ويا سكان سماواتي.. وعزتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء)!
    ويتوجه أمين الله جبرائيل بالسؤال كي تسجّل الإجابة في تاريخ الخلود: (يا رب.. ومن تحت الكساء)؟ فيجيئه جواب العلي الأعلى: (هم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة؛ هم فاطمة وأبوها ويعلها وبنوها)!
    ويقسم الجليل رب العالمين على نفسه بنفسه؛ ويرسلها إلى صفيته وحبيبته، قاطعا عهدا على ذاته، معلنا: (يا فاطمة! وعزتي وجلالي! وارتفاع مكاني! لقد آليت على نفسي من قيل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار)!
    .. فهي المحور وعلة الإيجاد، وهي قطب الأكوان وسيدة الإنس والجان، وهي سبيل النجاة. (على معرفتها دارت القرون الأولى) كما قال صادق الآل صلوات الله وسلامه عليه. هي التي ليس يدانيها أحد، ولا يتقدم عليها أحد، سوى أبيها (صلى الله عليه وآله). أما بعلها فهو كفءٌ، يماثلها في الدرجة والفضل، وإما بنوها فهي سيدتهم وحجة عليهم، إذ يقول مولانا العسكري صلوات الله وسلامه عليه: (نحن حجج الله على الخلق.. وفاطمة أمنا حجة علينا)!
    تحت ولايتها ملكوت السماوات والأرض، ومنها ظهر الوجود، وبيدها صنعته، فقد صدر عن حضرة القدس بيان فيه: (هي فاطمة! وبنورها ظهر الوجود من الفاتحة إلى الخاتمة)!
    ...
    الأنبياء والأولياء، والصالحون والأتقياء، والملائكة وسكان السماوات، وأهل القرون التي خلت، والأقوام التي مضت، كلهم عرفوا حق فاطمة! وأدركوا من تكون فاطمة! وعلموا كيف تحفظ فاطمة!
    .. أمة هذه الأمة!!
    فما عسى المرء أن يقول؟! وما عساه أن يعبّر؟! وكيف له أن ينطق ويصوّر؟! أتراه يتحدث عن الانقلاب والتهديد والوعيد؟! أم تراه يتكلم عن (وإن) وإضرام النار؟! أم عن اقتحام الدار؟! أم عن (المسمار) ؟! أم عن الصفعة واللكزة؟! أم عن الضلع والكسرة؟! أم عن (آذيتنا) وبيت الأحزان؟! أم عن يوم الشهادة والأذان؟
    ويلها! ما فعلت هذه الأمة ببنت نبيها؟! ويحها! كيف أقدمت على ما أقدمت عليه بحقها؟!
    من قبل؛ كان رسول رب العالمين قد كشف عما سيحدث، إذ تقاطرت الدموع - اللآلئ - من عينيه الشريفتين وقال: (... وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربه أجل جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزوجل لملائكته: (يا ملائكتي ويا سكان سماواتيّ! انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة نساء إمائي، قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار)!
    وإني كلما رأيتها؛ ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها! وانتهكت حرمتها! وغصب حقها! ومنعت إرثها! وكسر جنبها! وأسقطت جنينها وهي تنادي: (يا محمداه)!! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعدما كانت في أيام أبيها عزيزة!
    فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة! فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها! وعاقب من غصبها! وذلل من اذلها! وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها! فتقول الملائكة عند ذلك: آمين رب العالمين.
    وفي يوم من الأيام؛ استذكر حفيد الزهراء ما جرى على أمه. كان الرضا صلوات الله عليه جالسا؛ فجاء ابنه الجواد صلوات الله عليه و هو ابن أربع سنين، فجلس، وبينما هما كذلك، وإذا بالجواد يضرب بيده على الأرض، ويرفع رأسه على السماء حزينا!
    سأله أبوه الإمام: (بنفسي أنت.. لم طال فكرك)؟ فاجاب ابنه الإمام: (في ما صنع بأمي فاطمة! أما والله لأخرجنّهما ثم لأحرقنّهما ثم لأذرينّهما ثم لأنسفنهما... في اليم نسفاً)!
    بكى الرضا مما قاله ابنه الجواد، فاستدناه وقبّل ما بين عينيه وقال له: (أنت لها.. أنت لها)! أي الإمامة!
    فما الذي جرى حتى تتوقد نفسا الإمامين الرضا والجواد نارا؟! وما الذي وقع حتى تولد هذا الموقف الحاد والعنيف تجاه قوم السقيفة؟! هل كان لمجرد (اختلاف) أو (قضية شخصية) كما يصوره بعض علماء العامة؟! أم كان لوقوع مصيبة عظمى حرّفت من مسار دين الله وبدلته وانتهكت حرمته؟!
    فلنترك الإجابة للتاريخ.
    استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسموما، وأسرع القوم إلى السقيفة لاهثين، وجرى ما جرى بتخطيط مسبق لإزاحة الخليفة الشرعي عن منصبه، وإقامة نظام الانقلاب السياسي وتم ذلك بينما كانت الزهراء عليها الصلاة والسلام مفجوعة بمصابها بوالدها، وبينما كان صنوه أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام مشغولا بتغسيله وتكفينه ودفنه والصلاة عليه.
    يالها من أمة! لم تشهد حتى جنازة نبيها!! إذ لم يصلِّ على الرسول إلا خليفته وأهل بيته ونفر قليل من أصحابه يتقدمهم الخلص الحواريون. أما أولئك فقد كانوا مشغولين بالتكالب على سلطان الدنيا، فتركوا رسول الله مسجى، وانصرفوا إلى إرساء حكومتهم غير الشرعية، وكان تبريرهم في ذلك؛ أنهم وجدوا - حسب اجتهادهم المزعوم - أن تنصيب الخليفة أولى من دفن الرسول، لأنه (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)! وخشيوا من أن يموت واحد من الناس في تلك الأثناء، أي ما بين وفاة الرسول وتنصيب الخليفة، فيكون قد مات ميتة جاهلية!!
    وبعد ماتم لهم ما أرادوا: بويع الحاكم الانقلابي الذي جاء إلى مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) كالعريس يزفه قومه بالتهليل والتكبير! هذا وجثمان رسول الله لم يوارَ بعد!
    ورمق الخليفة الجديد وصاحبه منزل الزهراء بنظرة اللؤم، حيث كان بنوهاشم وزعيمهم الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما في حال العزاء، وفي حين كان يفترض بالمسلمين أن يتقدموا بواجب التعزية لآل رسول الله، فإنهم تركوهم في مصيبتهم وحدهم، فما اعظمها من مصيبة تبعت مصيبة!
    ولم يكتف الانقلابيون بذلك، فقد علموا بأنه إن لم يبايع علي (عليه السلام) والذين معه فإن حكمهم ما زال مهددا بالانهيار، لأنه بني على أساس إزاحة علي (عليه السلام) ونقض بيعته يوم الغدير، ومادام علي موجودا فمعنى ذلك أنه سيصبح شوكة في خاصرتهم.
    كان لابد من إجباره على البيعة، بأي شكل كان، وهذا ما دفع الانقلابيين إلى أن يرسلوا إليه غير مرّة يطلبون بيعته لإضفاء الشرعية على نظامهم، لقد جاءوه في إحداها وقالوا له: (أجب خليفة رسول الله)! فأجابهم الأمير(عليه السلام): (لسريع ما كذبتم على رسول الله)!
    عندها تبيّن لهم أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأبى البيعة، فكان لابد من اتخاذ قرار المواجهة المسلحة، فقام الثاني بإيعاز من الأول بحشد عدد من أنصار النظام، ممن لا يعرفون لرسول الله حرمة، وجلهم من أبناء الزنا وذوات الرايات!
    حمل هؤلاء معهم مشاعل من نار، وأحاطوا بمنزل الوحي والرسالة، وجمعوا الحطب حوله مهددين بإحراقه إن لم يخرج أهل البيت للمبايعة والرضوخ للحكم الجديد. هنا ظهرت للانقلابيين مفاجأة لم تكن في البال، إذ برزت الزهراء صلوات الله وسلامه عليها رمزا للتحدي، وأعلنت رفضها القاطع للنظام الجائر، وقد أثر هذا الأمر في عدد من المتجمهرين، فعادوا أدراجهم، ولكن ابن صهاك وعدداً من أقرائه السفلة لم يؤثر فيهم الأمر شيئا، فصعدّوا من تهديدهم بكل جرأة ووقاحة!
    يذكر ابن قتيبة وهو من أعاظم علماء السنة في كتابه (الإمامة والسياسة) ص 12: (إن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له: يا أبا حفص.. إن فيها فاطمة! فقال: وإن!!
    فخرجوا فبايعوا إلا عليٌ فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي، حتى اجمع القرآن فوقفت فاطمة عليها السلام على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضرٍ منكم! تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا!
    فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اِذهب فادع لي عليا، فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟! فقال قنفذ: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)!
    فرجع قنفذ فابلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا! فقال عمر الثانية: لا تهمل هذا المتخلف عنك بالبيعة! فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفذ: عد إليه فقل له: أمير المؤمنين يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدى ما أمر به، فرفع على صوته فقال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له!!
    فرجع قنفذ فأدى الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا! ثم قام عمر فمشى في جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة!
    فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر)!!


  • #2
    ولكن ابن قتيبة لا يشرح لنا تفاصيل إخراجهم عليا علي السلام من الدار، وما فعلوه بحق الزهراء (عليها السلام)، ويعرض عنها، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر ما جرى على لسان علماء آخرين من أهل السنة لا يقلون اعتبارا عن ابن قتيبة! (المصادر في ص 14 من هذا العدد).
    وهاهو الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) ينقل عن النظام ما حدث في ص 83 فيقول: (إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها! وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين)!!
    الله أكبر! هكذا أصبحت دار الرسالة تنتهك وتستباح من ابن صهاك وحثالته! وهكذا تضرب الزهراء صلوات الله عليها ويلقى جنينها! ممّن؟! من قوم يشهدون أن أباها رسول الله وخاتم النبيين!!
    هل يتحمل قلبك أيها القارئ مزيدا من التفاصيل؟! خذ هذه.
    كانت الزهراء صلوات الله عليها قبل هجوم الانقلابيين خلف الباب، وقد عصبت رأسها بعصابة، ولم يكن عليهاخمار، فلما هجم القوم لاذت - بأبي وأمي وروحي - خلف الباب لتستر نفسها عن أولئك السفلة، فعصروها عصرة شديدة - واويلاه - وكانت حاملا في شهرها السادس بمحسن (عليه السلام)!
    صرخت الزهراء وصاحت: وا محمداه!! ونبت مسمار كان في الباب في صدرها فأدماها! ولم تستطع الزهراء المقاومة، فانفرج الباب قليلا، وعندما بانت يدها صلوات الله عليها، أخرج الملعون بن الملعون سوطه وضربها فسقطت على الأرض! واقتحم أبناء الزنا الدار يقصدون عليا (عليه السلام)، فحاولت بنت النبي منعهم وصدهم وقالت لهم: (أما تتقون الله! تدخلون عليَّ بيتي وتهجمون على داري! يا أبتاه يا رسول الله لبئس ما خلفك ابن الخطاب وابن أبي قحافة)!! فصفعها السافل على وجهها المقدس ولكزها المنحط الوضيع بمقبض السيف على بطنها ورفسها!! وهنا أجهضت جنينها الشهيد!!
    استنجدت فاطمة صلوات الله عليها بخادمتها فضّة وصاحت: (يا فضة.. إليك فخذيني وإلى صدرك فاسنديني، والله لقد قتلوا ما في أحشائي)!! وأسرعت فضة على مولاتها باكية منتحبة وحملتها إلى الحجرة!
    وسمع صراخها واستغاثتها حيدر الكرار، فجاء كالليث الغضنفر وأخذ بتلابيب ابن صهاك فهزه وصرعه ووجأ أنفه ورقبته وكاد أن يقتله، لولا أن الله تعالى - لحكمته - لم يأذن له، وعندها قال أمير المؤمنين له: (يابن صهاك! والذي كرم محمدا بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق، وعهدا عهده إلي رسول الله لقلعت الذي ما بين عينيك)!!
    ساعتها صاح ابن صهاك بصوت الجبان ينشد النصرة والإغاثة من القوم، فجاءوه ورأوه تحت قدمي أمير المؤمنين، فما كان منهم إلا أن ألقوا حبلا في رقبة ولي الله قاصدين اقتياده إلى زعيم النظام، وكان الولي قادرا على أن ينسفهم نسفا، (لولا كتاب من الله سبق، وعهد من رسول الله) فطاوعهم صلوات الله عليه!
    وارتفعت أصوات النساء الواقفات في الطريق، وعلت أصوات الرجال بالعويل، والجميع يبكي لهول المنظرّ! هذا أمير المؤمنين علي، نفس رسول الله واخوه وصنوه وخليفته على أمته، يقاد بلا كرامة إلى مجلس النظام الجديد الذي كشف في أول أيامه عن استبداده وظلمه، ويرى سلمان المحمدي المنظر، فنفظر قلبه من شدته، ويقول باكيا: (أيصنع ذا بهذا؟! والله لو أقسم على الله لا نطبقت هذه على هذه)!! ويعني سلمان: ايعقل أن يحدث مثل هذا التعدي على خير خلق الله بعد نبيه؟! والله لو أقسم أمير المؤمنين على بن أبي طالب على الله ودعاه لانطبقت المدينة على أهلها!
    ولكن سلمان رضوان الله عليه لم ير الأمير يقسم، لأنه (كتاب من الله وعهد من رسوله).
    مع صيحات النساء، أفاقت الزهراء وفتحت عينيها المقدستين الذابلتين من شدة البكاء على مصيبة أبيها ومصيبة بعلها ومصيبتها بأبي وأمي: فسألت فضة: (أين علي)؟! فأجابتها: (أخذوه للمسجد)!!
    الله أكبر!! ألله أكبر!!
    تنهض الزهراء من فراشها والدماء لم تجف بعد، وتتناسى كل آلامها وأوجاعها، والطعنات التي وجهت لها، فتضع خمارها على رأسها، وتخرج من الدار لتنقذ عليا الذي لم يعد له ناصر يومها غيرها!!
    وجيء بأبي الحسن صلوات الله عليه إلى مجلس الحكم، فقيل له: بايع ابابكر! فقال (عليه السلام): (لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي)!
    فقال له الثاني: إنك لست متروكا حتى تبايع! فنظر إليه أمير المؤمنين نظرة ذكرته بما وقع له على يديه فارتجف من شدتها، وقال الأمير: (احلب حلبا لك شطره! اشدد له اليوم ليردّه عليك غدا! والله لن أبايعكم والبيعة لي فري رقابكم)!! والمقصود من كلامه (عليه السلام): قم ودبر الأمريكي يستلم صاحبك زمام السلطة اليوم، حتى يستخلفك عليها في ما بعد!! وهذا ما وقع فعلا!
    في هذه اللحظات جاءت فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، فرأت ما يحدث لبعلها أمير المؤمنين، فقالت: وا أسفاه عليك يا أبتاه! أو تكل حبيبك أبوا الحسن المؤتمن وأبوا سبطيك الحسن والحسين، ومن ربيته صغيرا وآخيته كبيرا، وأجل أحبائك لديك، وأحب أصحابك إليك، أولهم سبقا إلى الإسلام، ومهاجرة إليك يا خير الأنام، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير)!!
    رمقت الأنظار بنت رسول الله التي أنّت أنّه وهي تقول: (وامحمداه! واحبيباه! وأباه! وا أبا القاسماه! وا أحمداه! واقلة ناصراه! واغوثاه! وا طول كربتاه! وا حزناه! وا مصيبتاه! واسوءَ صباحاه)!
    وأجابها الأول: إن صباحك لصباح سوء!!
    ووقفت الزهراء على جوار قبر أبيها (صلى الله عليه وآله) وخاطبت القوم قائله: (خلوا ابن عمي، فو الذي بعث محمدا أبي بالحق، إن لم تخلوا عنه لأنشرنّ شعري، ولأضعن قميص رسول الله على رأسي، وأصرخنّ إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي، ولا الناقة بأكرم مني، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي).
    وشاهد من كانوا في المسجد أساس حيطانه تقتلع من أساسها!! حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ!! هنا خاطب أمير المؤمنين الزهراء، ودعاها لأن تعود إلى خدرها المنتهك! وطلب الأمير من سلمان رضوان الله عليه أن يأخذها ويرافقها (فو الله لو فعلت لتنطبق السماء على الأرض)!!
    والتزمت الزهراء بوصية أبيها وبعلها، ورافقت سلمان إلى الدار، وبينما هي كذلك، يقول سلمان: (رجعت الحيطان حتى صعدت الغيرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا)!!
    وسمع الثاني نداءً من الزهراء يقول: (أما والله يا ابن الخطاب! لولا أني أكره ان يصيب البلاء من لا ذنب له، لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة)! فارتعد الثاني خوفا وفزعا!!
    ويبقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه في المسجد، وقياديو الانقلاب يحاولون إجباره على البيعة فيأبى، وعندها يقوم الأول بإمرار يده على يد أمير المؤمنين المقبوضة، ويوهم نفسه والانقلابيين أنه قد بايعه!! وتبدأ أبواق السلطة بإشاعة هذا الأمر في كل مكان، فيصيح الموجودون: قد بايع علي!! قد بايع علي!!
    ويكتب أزلام السلطة بذلك إلى رؤساء القبائل والعشائر، وإلى جيش أسامة بن زيد الذي كان في الشام لقتال الروم، ويذكرون أن عليا (عليه السلام) قد بايع أبابكر! فيستغرب الناس في بداية الأمر، لكنهم يقبلون به بعد ما رأوا أنه قد شاع والنتشر حتى توهموا أنها الحقيقة عينها، فيظنون أن الخليفة الشرعي قد تنازل لخليفة آخر، وبهذا حصل النظام الجديد على شرعيته وبقى إلى يومنا هذا! ليس بشكله العيني، وإنما بأشكال مختلفة هنا وهناك!!
    وبعد هذا؛ هم يلوموننا الآن!
    يلوموننا لأننا - حسب دعواهم - ننبش تاريخا قد مضى! يلوموننا لأننا - بزعمهم - نخلق فتنة لا حاجة لنابها! يلوموننا لأننا - في منطقهم - نستحضر قضايا عفا عنها الزمن لنؤجج بها نار الشقاق! يتهموننا ويرشقوننا بوابل من السهام بدعوى أننا نمزق وحدة الأمة!
    كل هذا لأننا أبينا أن نسكت على تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ولم نتناساها، وأبينا إلا أن نكشف مظلومية البتول وندافع عن حقها ونفضح أعداءها، أعداء الله ورسوله. وصرنا بذلك؛ مثيري الفتن ومؤججي نار التعصب وممزقي شمل الأمة!
    فليكن! فإنما موقفنا يستتبع موقف الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي كانت في نظر الزمرة الحاكمة الظالمة، مصدر شق عصا الطاعة والتأليب على خرق الجماعة؟
    إن الزهراء صلوات الله وسلامه عليها؛ بمواقفها الشجاعة وكلماتها الإبائية؛ ترد على هؤلاء الذين يزعقون اليوم، ويرموننا بصنوف التهم. إنها رفضت التنازل عن حق أو إلغاء مبدأ في سبيل وحدة وهمية، كان يمكن لها أن تسكت وترضى، وكان يمكن لبعلها أن يبايع ويقبل، حرصا على (الوحدة)التي تشدق بها أهل السقيفة كما يتشدق بها الجهلاء هذه الأيام. إلا أنهما صلوات الله عليهما سجلا درسا علّم الأجيال أن الوحدة لا تعني الرضوخ للظلم، أو السكوت عن الحق، أو إمضاء الباطل، أو القبول بالأمر الواقع. فما هذه بوحدة حقيقية، إنما هي وحدة وهمية هلامية بنيت على أرضية هشة، هي أرضية المصالح الدنيئة.
    نحن نتساءل: هذا الزخم الهائل من النصوص، الواردة عن أهل بيت الوحي والعصمة صلوات الله عليهم في التبرؤ من الظالمين ولعنهما، ألا يدلل على حقيقة ما؟! ألا يكشف عن أن الله تعالى بنص المعصوم، يدعونا لأن نفضح هذين وننال منهما لما ارتكباه بحق الزهراء والعترة؟! أليس الله أعرف بمصلحة الأمة منا؟! ولو كان في السكوت والتغاضي والتواري مصلحة لكان قد قررها الشارع المقدس، ولكن الشارع أمرنا بأن نستمر في منهجية التبري، الذي هو ركيزة من ركائز الدين، بغيرها لا يستقيم.
    إنهم يقولون: هذه قضايا قد انتهت ولا داعي لذكرها الآن! والمطلوب منا أن ننظر إلى المستقبل وأن نحرص على الوحدة مع الفريق الآخر الذي يعتقد بهذين ويجلهما ويقدسهما!
    ونحن نقول: إن هذه القضايا لم تنته! فنحن اليوم، بما نعيشه من فرقة، وبما نتجرعه من آلام الظلم والجور من السلاطين والحكام، وبما نراه من مظاهر الفساد والإفساد، إنما جاء على خلفية ذلك اليوم الذي ظلمت فيه الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، واستبيحت حرمتها، وأزيح بعلها عن الخلافة الشرعية، ولو كان كل ذلك لم يقع، لكنا الآن في نعيم، نعيش تحت ظل حكم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين، لا جور ولا ظلم ولا استبداد ولا أباطيل ولا تخاريف ولا رجعية ولا جهل!!
    إن آثار السقيفة وإسقاطاتها لم تنته، وهي باقية إلى اليوم، وهاهي الأمة تعيش في خبط ومآسي بسببها، ولو أردنا تغيير حالنا فيتوجب علينا أن نقتلع رمزية الانقلابيين من الأذهان، حتى لا تكون هذه الرمزية سببا في استمرار انتهاج المنهج الذي خطوه لنا، والذي تدفع الأمة - بسبب انقيادها له - ثمنا باهظا أوقعها في ما وقعت فيه الآن.
    يؤكد سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي دام ظله الوارف في كتابه (من فقه الزهراء عليها السلام - الجزء الثالث - المجلد رقم 123 من موسوعة الفقه الكبرى) على ضرورة بيان مظلومية الزهراء وأهل البيت عليهم السلام والنيل من أعدائهم، وهو يرد على من يعتبرون ذلك إشغالا للأمة في الفتنة واستحضارا لأحقاد قد مضت، فيقول حفظه الله: (يجب إحياء ظلامة السيدة الزهراء عليها الصلاة والسلام حتى تكون على مر الأيام غضة طرية لا يعفي عليها الزمن كمصيبة سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام.. لا يقال: ذلك تاريخ قد انقضى! لأنه يقال: التاريخ هو الذي يصنع المستقل، والحاضر تاريخ المستقبل، ومن لا تاريخ له لا جذور له، ولذلك ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم قصة هابيل وقابيل، وغيرها من القصص. قال سبحانه: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب). ولذلك سجلت عليها السلام ظلامتها بقولها: (ونصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشا). ولذلك كان (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لأمرنا عبادة) ولذلك ورد: (من أبكى أو بكى أو تباكى وجبت له الجنة)... فالدعوة إلى إلغاء التاريخ تعد عند العقلاء سفاهة وجهلا إن لم تعد مخططا خبيثا لقطع الأمة عن جذورها ليسهل للمستعمر ابتلاعها... فلماذا نسمع همسات من هنا وأصوات من هنالك تنادي بطمس أهم ملامح التاريخ وأهم منعطف تاريخي وأهم محور في معادلة الصراع الكبرى بين قوى الجاهلية والإيمان، حيث تقول الآية القرآنية الشريفة: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)؟!!
    ولعل أبلغ رد على هؤلاء الانهزاميين التراجعين، الذين يريدون منا أن نسكت على جرائم الظالمين بحق آل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، هو ما كتبه سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي دام ظله في كتابه (في السجن.. كانت مقالات) وهو الكتاب الذي ألفه في زنزانته عندما سجنوه ظلما وعذبوه جورا!!
    يقول السيد المرتضى بعد عرضه لعدد من النصوص الواردة عن الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام في أهمية وضرورة لعن الجبت والطاغوت وأعداء أهل البيت عليهم السلام: (...وربما تعتري الكثيرين حالة حيرة بل تعجب واستغراب، بل ومضات ريب وشك، وربما تطفح على السنة بعضهم تساؤلات، او تنعكس عبر اقلامهم علامات استفهام حقيقي أو استنكاري: أفهل يعقل ذلك؟ أهل يمكن أن يعطي الله لمن يقول كل يوم مرة واحدة: (اللهم العن الجبت والطاغوت)، سبعين ألف حسنة ويمحوعنه سبعين ألف سيئة ويرفع له سبعين ألف درجة؟!
    أهل يمكن أن يعطي الله لمن قرأ زيارة عاشوراء: مئة مليون درجة؟ وما معنى ذلك؟
    وربما يزيد بعض المتنورين)! و(المثقفين)! لماذا (نتعمد) شحن النفوس بـ (العداوة والبغضاء)؟ لماذا نزرع في ضمائر الناس (الإحن والحزازات) ثم نسقيها ونغذيها لتنفجر براكين ثائرة وتتحول إلى أعاصيرها مدمرة؟ لماذا لا نحل (الألفه والرأفة والاخوة والمحبة والصفاء) محل كل ذلك؟ لماذا نؤجج أحقادا تاريخية دفينة؟ ولماذا لا (نتحد) ونكون يداً واحدة على جحافل الأعداء، وجيوش الشرك والضلالة، والاستعمار والاستعباد؟ (...) بادئ ذي بدء نقول: هل في ذلك (تأجيج أحقاد تاريخية، وإثارة أحداث بالية هي بمعزل عن حياتنا الراهنة وعن مآسينا الحاضرة)؟ أم انه (تحديد لـ (قادة الأمة) الحقيقيين، وتعريف بـ (الأسوة والقدوة) التي تطبع بصماتها على حياة الأمم على مر الأزمنة والأعصار)؟ هل في ذلك حديث ممل ومكرر عن (أشخاص من التاريخ الغابر، عاشوا فترة زمنية محددة، وما توا بعدها، ومات معهم كال شيء) أم أنه حديث استراتيجي عن (منهج وفكر وسلوك، ومدرسة متكاملة، تجسدت في هذه الشخصية التاريخية أو تلك)؟ هل أولئك الأفراد أضحوا، مجرد أسطورة تاريخية، و(شخصيات محنطة في متاحف التاريخ ومجاهيله)، أم انهم لا يزالون - عبر أقوالهم وسيرتهم - ملء سمع الناس وأبصارهم وعقولهم، يعايشونهم في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها؟! وهل كان القران الكريم مجانبا جادة الصواب - وأعوذ بالله حتى من مجرد التفكير في ذلك - عندما ركز العدسات على (أئمة الضلال) و(أئمة الهدى والرشاد) وعندما صب لعناته الخالدة على فرعون وقارون وهامان والسامري وقوم لوط وقوم هود وقوم صالح وقابيل ونظائرهم من قبل؟ لماذا ذكر الله (أبا لهب) في القرآن الكريم، وهو الكتاب السرمدي الذي جعله الله منارا ومصباحا لكل الشعوب والأمم على مر التاريخ، و (أبو لهب وامرأته) لم يكونا إلا شخصين متحددين بفترة زمنية خاصة ثم أكل دهر عليه وشرب؟! ولماذا نجد القرآن الكريم يسلط الأضواء على قادة وكبراء وسادة معسكري والإيمان الكفر والهدى والضلال على مر التاريخ وبكثافة؟
    ولماذا نجده - وهو الوسيط بين الرب والخلق - يقوم بعملية دمج لـ (الأشخاص والمناهج) وبعملية تعريف للمنهج عبر الأشخاص وللأشخاص عبر المناهج والربط بينهما؟ (...) إن (بلورة القيم الإنسانية ومعاني الخير والصلاح) في عقول الناس وأنفسهم وعواطفهم ومشاعرهم وضمائرهم وزوايا حياتهم وجوانبها، يتم ويتكامل عبر التركيز على مشاعل الهداية الذين تجسدت فيهم تلك المثل العليا والمعاني السامية، وان استدراج الناس نحو مهاوي الباطل والضلال يتم عبر تسليط الأضواء على أبطال وهميين أو حقيقيين، تمثلت فيهم معاني الشر والضلال. وان (أسوة صالحة) واحدة تصنع أكثر مما يصنعه ألف كتاب وحكمة وعظة. وان (أنموذجا مثالياً فاضلاً) يقود الأمة أو الأمم نحو مدارج الكمال اكثر من عشرات الدراسات والبحوث والخطب! وكان لذلك أن قرن الله تعالى الرسالة بالرسول، والكتاب بالأنبياء والأوصياء، وكان لابد من (القرآن الناطق) إلى (جوار القرآن الصامت) كما قال مولى الموحدين عليه صلوات المصلين. والعكس بالعكس تماما.. فان (عالما ضالا) و(حاكما جائراً) و(فناناً فاسداً)، يؤثر تأثيره الكبير الكبير وربما على حياة أمم على مر الأعصار... وفي الحديث: (إذا فسد العالِم فسد العالَم). ولذلك نجد في عالم اليوم ذلك السيل الجارف من الإعلام وتلك المليارات المتزايدة أبدأ من الأموال والتي تبذل لـ (صناعة ابطال) و(تحت شخصيات) و(مكيجة وجوه) لتسطع. في أعين جمهور البسطاء. شموسا مضيئة، أو الفن والثقافة، أو حتى (عالم الإنسانية). وبذلك، يسهل علينا تفسير تلك التعبيئة الرهيبة التي يقوم بها الاستعمار الشرقي أوالغربي على مرالتاريخ لتسليط مالا يحصى من العدسات والأضواء ولعقد مئات المؤتمرات، ولنصب النصب التذكارية والتماثيل والصور اللامعة حتى على أوراق النقد وطوابع البريد ولكتابة مالا يعد من البحوث والدراسات عن شخصيات من أمثال: جمال عبد الناصر بطل القومية العربية! واتاتورك بطل التقدم والعلمانية! ومحمد رضا بهلوي بطل القفزة الحضارية! ودارون بطل أصالة القرد وحالة البهيمية! ولينين بطل الاشتراكية وحقوق الطبقة الكادحة! ومحمد عبد الوهاب ومحمد علي الباب وكسروي والوردي ونظائرهم. بدرجة! أوباخرى. أبطال المذاهب الضالة والفرق المبتدعة. بل إنهم بدأوا ينحتون للشعوب أبطالا وشخصيات وقدوات من أمثال: هذه المرأة الفاتنة أو ذاك المطرب والموسيقار وغيرهم، من أبطال الأهواء والشهوات والملاهي! إن كل ذلك ما هو إلا عملية (عزل) ذكية وماهرة وحضارية لـ (الشعوب الساذجة الغافلة) عن كل ما يدفعها للتحرر والانطلاق وعن كل ما يشدها للوجه المشرق النقي الروحاني من تاريخها! ولذلك أيضا كان معاوية قد أمر بلعن الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) على سبعين ألف منبر!! ولذلك أيضاَ كان ذلك الحشد الكبير من الأحاديث والروايات والكلمات الدالة تصريحا وتلويحا، وتفسيراً وتأويلا، وباطناً وظاهراً على الموقع الذي يحتله الأول والثاني في تاريخ الحركة الإسلامية، وعلى الدور الذي اضطلعا به، وعلى الزلزال الذي أحدثاه في قلب عالم الرسالة، وعلى الثورة المعاكسة التي قاداها لتحطيم حركة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الصميم، وعلى منهج الظلم والجور والطغيان والاستبداد الذي أرسيا دعائمه، وعلى إحياء (الجاهلية) على انقاض الدين الوليد.

    تعليق


    • #3
      ولذلك، كانت اللعنات المتواترة عبر مئات الروايات من الله والرسل والنبي الأعظم وأئمة آل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على الجبت والطاغوت..
      على الأول والثاني.. على اللذين حللا حرام الله، وحرما حلاله، وهدما بيت النبوة وردما بابه ونقضا أركانه.
      ولذلك كان (التبري) واجبا وفريضة إلهية كبرى من الذين أحيوا وجسدوا دور فرعون وهامان ونمرود وكافة الطغاة الجبابرة على مر التاريخ. لذلك، كانت عملية (الفضح والتعرية) واجبة للذين أنعشا آمال أبي سفيان وأبي لهب، وحققا أهداف الجاهلية، وقادا بذكاء ثورة كثورة السامري على النبي موسى (عليه السلام). إن الأول والثاني و(كذا الثالث وكذلك معاوية ويزيد...) لم يعودا شخصين تاريخيين فحسب، بل انهما كانا ولا زالا تجسيداً حياً وممثلين أكفاء ونماذج استثنائية فريدة، لـ (الاستبداد) و(الأثرة) و(التمايز الطبقي) و(الكذب والدجل والخداع) و(الجهل بأحكام الله بل (تحريف أحكام الله) و(سفك الدماء) و(قتل الأنفس المحترمة) و(مصادرة الأموال) و(هدر الحقوق) و(التجسس) وقبل كل ذلك (محاولة إطفاء نور النبوة وغصب حق من عينه الله والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وتشريد شيعة آل البيت عليهم السلام وقتل رموزهم وقادتهم وأئمتهم) و.. و...
      وذلك أيضا هو السرفي قوله (عليه السلام): اشتد غضب الله.
      وهو السر أيضاً في مجيء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة بتلك الهيئة.
      وهو السر أيضا فيما ذكره الإمام الجواد (عليه السلام) حيث شوهد وهو ينظر إلى السماء باكيا منتحبا، فعند ما سئل قال: (أما والله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا).
      وهو السر أيضاً في النقمة الإلهية التي ستحل بهما بأمر الله عبر خاتم الأوصياء الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف حيث انه صلوات الله عليه سينبش قبرهما ثم يصلبهما ثم يحرقهما حرقاً و...
      ولكن لماذا (ثم يحرقهما حرقا)؟ لماذا الإحراق؟ والى م يرمز؟ وعلى م يدل؟
      ... إن عملية (الإحراق) هذه، هي إحراق ونسف لكل تلك الضلالات التي جسداها، ولتلك الفتن التي أضرما نارها، والظلامات التي ورّثاها. أنها أولا وقبل كل شيء إحراق لفكر شيطاني ومنهج جور وظلم، ومدرسة تحريف، وليس مجرد إحراق لهيكل مادي بال.
      وعندما نتوقف قليلا لنفكر في السر الكامن وراء خلق اله الكون للنار واحراقه المجرمين والجبابرة بنار جهنم، نستكشف ان (الاحراق) هو ذلك العقاب الإلهي العادل للعصاة والطغاة وان ذلك هو ما شروه لأنفسهم في الحياة الدنيا، وربما يكون هو (الأثر الوضعي والعقاب الرباني على احراق باب دار فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
      وإذا عرفنا ذلك عرفنا القيمة الكبرى والدلالات الخالدة والضرورة المصيرية التي تدعو إلى تكرار (اللعن) و(التبري) كل يوم وتركيزهما في الأنفس، حتى تتحول إلى جزء لا ينفك من وجود الإنسان المؤمن وعقله وتفكيره وعواطفه وكوامن ذاته وإذا كان ذلك كذلك، عرفنا السبب الذي يكمن وراء تلك الرواية السجادية الرائعة: (من قال.. اللهم العن الجبت والطاغوت على كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع الله له سبعين ألف درجة).
      ونعرف السبب أيضا وراء العشرات من الروايات الأخرى التي تشهد بأكبر المثوبة على (اللعن والتبري) وهان عندنا هضم وإدراك ان (زيارة عاشوراء) تسبب أن يمنح الله لقارئها مائة مليون درجة وان الله سيكتب لزائره (عليه السلام) بهذه الزيارة ثواب زيارة جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.
      إن التبري من أعداء آل بيت الرسالة ولعنهم هو تبرٍ من (أئمة الضلال) وممن (أسس أساس الظلم والجور) ومن (أعمالهم وأقوالهم ومناهجهم وسيرتهم وسلوكهم) - كما سبق - فلا يهولنّ القارئ الكريم بعدها ذلك الأجر العظيم الذي أعد الله للاعنهم والمتبريء منهم.
      أوليس الله تعالى هو الذي لا تنفد خزائنه؟
      أوليس جل وعلا قد أعد من الثواب الهائل على الكثير من الأعمال التي لا ترقى إلى مستوى (التولي) و(التبري)؟
      أوليس في الجنة (مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)؟
      أوليس عطاء الله سبحانه وتعالى عطاء بغير حساب، وفضلاً لا يمكن لعقولنا المحدودة أن تدرك أبعاده وحدوده وان تسبر أغواره؟
      وإذا كان الله قد منح أحد أنبيائه عطاءاً وسمح له بـ (فامنن أو أمسك بغير حساب).
      وعبارة (بغير حساب) صادرة عن الله الكبير المتعال اللامتناهي المطلق، تستوقفنا عندها كثيراً، فما بالك به جل وعلا إذا اراد أن يثيب على (كلمة) نعم (كلمة) إلا إنها تعبر عن منهج، و (جملة) كجمله (اللهم العن الجبت والطاغوت) لكنها تكشف عن موقف استراتيجي يجعلك في معسكر الشيطان أو في جبهة الرحمن؟
      إن هذه الكلمة ككلمة (لا اله إلا الله) التي هي (خفيفة على اللسان، ثقيلة، في الميزان).
      إنها المقياس الذي رسمه الله لنا.. وكل الصلاة والصيام والحج و... في جانب، والالتزام بمحتوى هذه الجملة ونظائرها في جانب آخر، بل لا قيمة لتلك دون هذه. أو ليس إبليس قد عبد الله ألاف السنين، ووعد الله أن يعبده ألوفا اخرى، لكنه هوى إلى الحضيض لمجرد أن (رفض) أمراً إليها بالسجود لآدم(عليه السلام) ولو ثانية واحدة! إن التبري من أعداء أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم كالتبري من أعداء الرسول (صلى الله عليه وآله)، وان موالاة الأول والثاني والثالث، ومعاوية ويزيد كموالاة أبي سفيان وابي لهب وهبار - ضارب زينب بنت النبي وقاتل سبطه.
      وكما إن عبادة الله ولو لألف سنة لا تنفع ذرة واحدة إذا انطوى القلب على حب،أو قدر من حب أعداء رسل الله، كذلك عبادة الله ولو ألف سنة لا تنفع إذا انعقد الضمير على محبة أعداء أوصياء رسل الله. أوليس (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار)؟ و: (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)؟ وأليس علي (عليه السلام) هو نفس الرسول (صلى الله عليه وآله) بشهادة آية المباهلة وغيرها؟ وأليس الله يرضى لرضا فاطمة ويسخط لسخطها؟ وأليست تلك اليد الأثيمة الخبيثة التي أمتدت لتصفع بحقد لا نظير له، ذلك الوجه الطاهر لبضعة رسول رب العالمين والتي لا يزال دويها يملأ آفاق السماء ويطبق أجواء الأرض، ويغمد قلوب أولياء الله بأسى وحزن لا يحد ولا يوصف. ثم تلك العصرة الشرسة لابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الباب والجدار حتى أسقطت محسنها وظلت تعاني من الجراح والآلام حتى توفاها الله إليه شهيدة راضية مرضية بعد خمسة وسبعين أو تسعين يوما من شهادة أبيها...
      وأوليست تلك الجرائم امتداداً تاريخيا لجريمة قتل قابيل هابيل ولقتل الجبابرة والطغاة أنبياء الله ورسله وأوصياءه على مر التاريخ حتى قتل النبي الأعظم بالسم؟! ألم يسجل الله تعالى في القرآن حادثة قتل قابيل هابيل ثم كثيراً من الأحداث الأخرى؟ لماذا لكي نفرز بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، بين أئمة الهدى وأئمة الضلال، ولكي نتبرأ من هؤلاء ونلعنهم كما لعنهم الله ونتولى أولئك ونتخذهم أسوة كما امرنا الله. وإذا كانت هاتان القضيتان استراتيجيتين في منطق القرآن الكريم، فلماذا يصعب علينا هضم عظيم ما أعد الله على ذلك من الأجر؟ ولماذا (نجتهد) في قبال (النص) وندعو لـ(نسيان الماضي) و(إسدال الستار على جرائم أكبر طغاة شهدهم التاريخ) و(الاحتياط في لعن من لعنهم الله)؟ إن القرآن الكريم مشحون بـ (لعن) العصاة والطغاة والمجرمين والمردة والجبابرة وأئمة الضلال على مر التاريخ، وان الكثير من الآيات ينطبق على الأول والثاني، بشهادة التاريخ ومتواتر الروايات وهذه نماذج سريعة.
      قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين).
      (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).
      (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون).
      (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورؤنك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا).
      (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).
      (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعدلهم عذابا مهينا).
      (والشجرة الملعونة في القرآن).
      وإذا كانت اللعنة الإلهية تحل بواحد ممن تميز بإحدى تلك الخصال و الأعمال فما بالك بمن أصبح مجلي ومركزاً لأكثر تلك المواصفات؟ والأول والثاني والثالث ومعاوية ويزيد و... تنطبق عليهم أكثر تلك المواصفات بشهادة التواريخ - من مصادر العامة والخاصة - وبشهادة متواتر الروايات من طرق الخاصة والعامة أيضاً.
      قال تعالى: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). فهل نحن من اللاعنين؟ أم إننا من المعرضين؟ أم إننا أكثر حرصا على (الوحدة) من الله؟ أم إننا أعرف وأخبر لـ (مصالح الأمة) من الله والملائكة والأنبياء عليهم السلام؟
      أم إن علينا أن نزرع (المحبة والمودة والألفة) في كل مكان أراد الله منا أن نغضب حيث غضب، ونلعن حيث لعن وننتقم كما أراد؟! ولنا أن نرجع عدداً من التساؤلات السابقة على كثير من المعترضين، خاصة الذين رفعوا منهم راية معارضة الحكام الجائرين والطغاة المستبدين كجمال عبد الناصر والسادات والبكر وصدام و شاه ايران ونظائرهم، فلماذا لا (نتفق) مع الحكومة؟ أولنسكت على الأقل ونقبع في زايا بيوتنا؟ ولماذا نقوم بعملية (شق الصف) و(شحن قلوب الناس بالعداوة والبغضاء)؟ ولماذا لا نزرع (المحبة والألفة والاخوة محل (الصراع والشجار والمواجهة)؟ لماذا نفارق (جماعة المسلمين)؟ وقبل كل ذلك لماذا نقوم بعملية (فضح وتشهير عالمية) وفي الأوساط الدولية وعلى مرأى ومسمع من المشركين والملحدين والصهاينة وكبراء معسكري الشرق والغرب، (فضح وتشهير لمن؟
      وفي الجهة الأخرى نجد عملية (مكيجة) رهيبة تجري في الظلام - بل وفي وضوح النهار - للطغاة والجبابرة حتى يظهروا في براءة الطفل وروعة الملائكة.
      نعم هكذا وبهذه الصورة الرائعة والسيرة المشرقة، تظهر - وعلى شاشات التلفزيون وعبر أمواج الراديو وعلى صفحات الجرائد وفي ألف مكان و مكان - شخصية (الحاكم)، (الطاغوت)، (الصنم) وما أحبها من وسيلة، وما أمضاها من أسلحة بيد الطغاة لركوب الموج و(استعمار) الشعب و(استغفاله) ولكي يبقى الحاكم أولا وأخيراً متربعاً على كرسي السلطنة، متوجا بتاج العظمة، ويبده الصولجان والى جانبه أحيانا مسبحة!
      وإذا كان (حكام هذا الزمن وطواغيت هذا العصر) على هذه الشاكلة، فلماذا نغتر بعدها بـ (أبواق) سلاطين الأزمنة الغابرة؟
      كيف نطمئن إلى أقلام مرتزقة لـ (طغاة) حكموا ثلاثة أرباع البسيطة؟
      كيف نركن إلى (علماء) أو (أشباه علماء) على أبواب السلاطين، تملأ أفواههم مدائح أسيادهم وفضائلهم؟ من بعد أن ملأت عقولهم الدنانير ومخيلتهم القصور وا احلامهم المناصب والولايات!
      كيف نستند إلى كلمات أمثال (أبي هريرة، أبي الدرداء، شريح القاضي)، وألف شخص وشخص في التسبيح بحمد الأول والثاني والثالث ومعاوية ويزيد؟! أوليس التاريخ يعيد نفسه؟ أليست تلك سنة الله في الحياة؟ ألم يقل تعالى: (أتواصوا به بل هم قوم طاغون)؟
      ألا يوجد هناك ملايين من البسطاء المغترين بـ (الدعايات البراقة والإعلام المركز) و(عمليات غسيل المخ) الرامية إلى (مكيجة وجود طواغيت هذا العصر)؟ فلماذا لا يكون طواغيت الزمن الغابر كذلك؟! ولماذا لا يكون بغضنا بالنسبة لهم كبغضنا بالنسبة لحكام اليوم)؟!
      ...
      أيها الناس! أيها العالم!
      إنه لا يمكن لأحد أن يحاسب المظلوم على دفاعه عن نفسه، ويتهمه بأنه بذلك يريد الشقاق والفتنة!
      إن الزهراء مظلومة! ولئن كان ظالموها عند البعض مقدسين، فإنهم لا قداسة لهم عندنا! ولو علم هذا البعض ما ارتكبوه وما اقترفوه بحق النبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم: لكانوا السباقين إلى لعنهم والتبرؤ منهم، ولكن العيب في بعضنا الذي يخاف من كشف حقيقتهم للناس، ويحشى من أن نعريهم ونبين وضاعتهم!
      نحن لسنا من هؤلاء الذين يدعون أنهم موالين للزهراء بينما تراهم لا يكتفون بالتغاضي عن جرائم الانقلابيين، وإنما يهاجمون من يتصدى لهذه المهمة! ويرمونه بأقذع أنواع الرمي وأسوئه، تقودهم في ذلك انهزاميتهم التي طالما عهدناها من أمثالهم!
      ليس مهما.. فليهاجمونا! نحن لن نسكت! لا والله لن تذهب دماء الزهراء هدرا! فسنفضح ظالميها وسننتقم منهم ومن كل من يرضى بأفعالهم، ذلك تكليفنا وذلك واجبنا.
      ذات مرّة؛ دخل أحد أصحاب الأئمة على الإمام الصادق (عليه السلام) وقال له: (جعلنى الله فداك يا ابن رسول الله، إني قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في الطريق فأوجع قلبي وبلغ مني)! فاستعلمه الإمام عن الأمر، فأجابه: (رأيت جلوازا (شرطيا)
      يضرب رأس امرأة، ويسوقها على المحبس وهي تنادي با على صوتها، المستغاث بالله ورسوله، فلا بغيثها أحدا)!
      فقال له الإمام (عليه السلام): (ولم فعل بها ذلك)؟ فأجابه الرجل وهو بشار المكاري: (سمعت الناس يقولون أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة فسمعها الجلواز فضربها واقتادها إلى السجن)!!
      احمرت عينا الإمام الصادق (عليه السلام) وبان عليه التأثر الشديد ونزلت من عينيه الشريفتين الدموع حتى ابتل منديله ولحيته وصدره: ثم قال: (يا بشار.. قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله عزوجل ونسأله خلاص هذه المرأة) وأمر الإمام بعض شيعته أن يتوجهوا ألى باب السلطان ولا يبرحوه حتى يأتيهم خبر المرأة.
      وتوجه الإمام إلى مسجد السهلة، وصلى ركعتين، ورفع يده إلى السماء وقال: (أنت الله الذي لا إله إلا أنت) ثم خر ساجدا لا يسمع منه أحد شيئا إلا النفس. ثم رفع الإمام رأسه وقال: (قم يا بشار.. فقد أطلقت المرأة)!
      وعاد الإمام إلى منزله، وبينما هو في الطريق إذ أتاه بعض شيعته الذين أرسلهم إلى باب السلطان، فسألهم الإمام: (ما الخبر)؟ فأجابوا: (قد أطلق عنها)! وسأل الإمام ثانية: (كيف كان إخراجها)؟ فأجابوا كنا واقفين على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ فقالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة. ففعل بي ما فعل!
      فأخرج الحاجب مئتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل!! فأبت أن تأخذها، فلما رأى الحاجب منها ذلك دخل وأعلم صاحبه (الأمير) بذلك، ثم خرج فقال لها: انصرفي إلى بيتك! فذهبت إلى منزلها).
      وعند ما سمع الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام ذلك، أخرج سبعة دنانير وقال لأحد أصحابه: (اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير). فذهب هذا الرجل إلى المرأة وأعطاها الدنانير وأقرأها السلام، فقالت: (بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام)؟! فأجابها الرجل: (رحمك الله.. والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام). فشقت المرأة جيبها ووقعت مغشياً عليها!!
      وصبر الرجل حتى أفاقت، فطلبت منه أن يعيد عليها ما قاله، فأعاد عليها، فغشي عليها ثانية! ثم أفاقت، وتكرر ذلك للمرة الثالثة!
      بعدها قال الرجل: (أبشري.. خذي فهذا ما أرسل به مولانا إليك). عندها أخذت المرأة الدنانير وقالت: (سلوه أن يستوهب أمته من الله، فما أعرف أحدا توسل به إلى الله إلا وأجابه)!
      فرجع الرجل إلى أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام، فأخبره بماطلبته المرأة، فبكى إمامنا صلوات الله عليه ودعا لها!!
      فيامولانا وسيدنا يا أبا عبد الله الصادق.. يا ابن رسول الله.. يا ابن أمير المؤمنين .. يا ابن فاطمة الزهراء.. يا حجة الله على السماوات والأرضين.. إنّا نقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة) فهلا حميتنا من جلاوزة هذا الزمان؟! ومن ظلمة هذا الزمان؟! ومن الكائدين في هذا الزمان؟!
      يا إمامنا وحبيب قلوبنا.. إنهم يريدون لنا التوقف لأننا نلعن ظالميكم! يريدون لهذا الصوت أن يخرس ويصمت! فهل تقبل بذلك يا سيدي؟!
      حاشاك والله!! لا والله لن تذهب دماء الزهراء هدرا!!


      ونسألكم الدعاء.

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك لا بد من فضح من ظلموا و قاتلوا و ناصبوا آل بيت محمد العداء .

        تعليق


        • #5
          وهل انت لست من هذه الامة ام انك تنتسب للعجم ام الترك ام ماذا هذا ناهيك عن عدم قدرتكم اثبات هذه الفعلة ومن كثير من مراجعكم وبمجرد خالفوكم الرأي كفرتموهم كالسيد حسين فضل الله والامين وغيرهم(اصلحكم الله وهداكم)

          ولكن انتظر وقل لي ماذا ستفعل وانت عاجز عن كل شيء لآن الله جعلها خير امة اخرجت للناس فهل تكذب الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الحسين المقتول
            وهل انت لست من هذه الامة ام انك تنتسب للعجم ام الترك ام ماذا هذا ناهيك عن عدم قدرتكم اثبات هذه الفعلة ومن كثير من مراجعكم وبمجرد خالفوكم الرأي كفرتموهم كالسيد حسين فضل الله والامين وغيرهم(اصلحكم الله وهداكم)

            ولكن انتظر وقل لي ماذا ستفعل وانت عاجز عن كل شيء لآن الله جعلها خير امة اخرجت للناس فهل تكذب الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
            لعن الله من ظلم محمد وآل محمد ومن رضي بفعلهم ودافع عنهم عدد الإنس والجن

            ولابارك الله بتلك الأمة التي آذت الله عزوجل في رسوله وآذت الرسول (ص) في عترته
            هجوم من تتولى ثابت عندكم وفي كتبكم
            فتعال معي الى إبن جرير في تاريخه ج2 ص619
            روى بسنده عن عمر بن عبد الرحمن إبن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه
            فأصابه مهتماً الى أن قال قال أبو بكر أجل إني لا آسي على شيئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن
            ووددت أني تركتهن الى أن قال فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة 0
            وإن أردت المزيد زدناك حتى تشبع0

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              ما مصادر قيام (عمر بن الخطاب) بكسر ضلع الزهراء عليها السلام؟

              تعرّضت حادثة الحملة الإجرامية على الزهراء البتول (صلوات الله عليها) إلى محاولات مستميتة من النواصب والمخالفين لطمسها ودفنها، من خلال حذف أو تغييب الروايات الصريحة المنقولة في هذا الشأن. وما كان قيامهم بهذه المؤامرة إلا لأن إبقاء شواهد هذه الحادثة سينسف كل احترام يمكن أن يشعر به المسلم تجاه شخصية عمر بن الخطاب أو أضرابه المشاركين في الحملة الإجرامية عليهم جميعا لعائن الله تترى.

              كمثال على عمليات الحذف والتزوير التي قاموا بها؛ ما نراه اليوم في كتاب (المعارف) لابن قتيبة، فإنك لو رجعت إلى طبعته المتداولة اليوم لوجدت فيها هذه العبارة التي تتحدث عن المحسن الشهيد (صلوات الله عليه) وهي: "أما محسن بن علي، فهلك وهو صغير"! (المعارف ص211).

              لكنك لو رجعت إلى النسخة الأصلية القديمة – التي طمروها – لوجدت فيها بدلا عن تلك العبارة: "أما محسن بن علي ففسد من زخم قنفذ العدوي"! (نقله عن المعارف ابن شهراشوب في مناقب آل أبي طالب ج3 ص352).

              وشتان بين العبارتيْن كما ترى؛ فإن الأصلية معناها أن المحسن (صلوات الله عليه) لم يمت بشكل طبيعي، وإنما أسقطه قنفذ لعنة الله عليه. وأنت خبير بأن نسبة ابن قتيبة سقوط المحسن إلى قنفذ هي محاولة الماكر للتغطية على جريمة الفاعل الأصلي؛ ابن الخطاب. فإن قنفذ لم يكن سوى مشارك في الحملة الإجرامية.

              إلا أنه ومع كل محاولات الطمس والتغييب؛ أفلتت من القوم بعض الروايات والشواهد التي تذكر بصراحة ما وقع من ابن صهاك وعصابته على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإنهم وإنْ حذفوا موارد التصريح؛ بقيت موارد التلميح، كما بقيت آثار هذه الواقعة في التراث الشعري والأدبي، بحيث يشعر كل من يطالع التأريخ أنها واقعة مسلّمة لا يمكن دفعها ولا إنكارها، وأن شيئا ما وقع من القوم الظالمين تجاه الزهراء (عليها السلام) وقد كان فادحا إلى درجة تبرؤها منهم وغضبها عليهم ومقاطعتها لهم ودعائها عليهم في كل صلاة، وهي المواقف التي رووها بكثرة في مصادر شتى.

              وما يهمنا الآن – استجابة لطلبكم - هو ذكر بعض المصادر التي ورد فيها التصريح بجزئية كسر الضلع وإجهاض الجنين، فمنها ما رواه أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي، الذي هو عندهم محدّث الكوفة الحافظ الفاضل الموصوف بالحفظ والمعرفة باعتراف أشهر علمائهم في الرجال وهو الذهبي (راجع ما يذكره فيه في سير أعلام النبلاء ج15 ص676).

              وقد روى ابن أبي دارم: "إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن"!! (ميزان الاعتدال ج1 ص139).

              وبسبب روايته لهذا النص الصريح ارتبك المخالفون فلم يجدوا – كما فعل الذهبي – غير اتهام ابن أبي دارم بالرفض والتشيع آخر عمره بعدما كان مستقيما في البداية على حدّ زعمهم!

              أما إبراهيم بن سيّار النظام فقد روى هو الآخر: "إن عمر ضرب فاطمة يم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"!! (رواه عنه الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ص59 والصفدي في الوافي بالوفيات ج6 ص17).

              ولم يسع زعماء المخالفين تجاه ما رواه النظام إلا التشنيع عليه ووصمه بالضلال وأنه كان معتزليا، مع علمهم بأنهم في كثير من أصولهم يرجعون إلى المعتزلة، وأن النظام كان من الأجلاء عندهم كما هو حال كثير من رموز المعتزلة، ومنهم ابن أبي الحديد وشيخه أبي جعفر الإسكافي الذي قال قولته المشهورة اعتراضا على ما صنعه عمر وتخطئة له: "لمّا ألقت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبّار لأنه روّع زينب فألقت ما في بطنها، فكان لابد أنه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها لحكم بإهدار دم من فعل ذلك"!

              وقد سأله ابن أبي الحديد: "أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أن فاطمة رُوِّعت فألقت محسنا؟ فقال: لا تروه عني ولا تروِ عني بطلانه"! (شرح النهج ج14 ص192).

              ولاحظ هنا أن الإسكافي وابن أبي الحديد كانا ممن يوالي عمر, غاية ما هناك أنهما يخطئانه في بضع أمور هذه واحدة منها، لا يمكن القول أنهما من الشيعة المتعصبين ضده مثلا، كما يرمينا مخالفونا دوما. ولاحظ أيضا أن الإسكافي خشي على نفسه من أن يروي ابن أبي الحديد هذه الحقيقة عنه فطلب منه أن لا يروي عنه لا ثبوته ولا بطلانه! ولاحظ أخيرا أن كلام الإسكافي كان في مقام التعليق لا الرواية، بمعنى أن القضية مشهورة إلى حدّ أنه يستدل على إهدار دم من هاجم فاطمة (عليها السلام) بقضية إهدار نبي الله (صلى الله عليه وآله) دم هبّار (لعنه الله) الذي روّع ابنته زينب (عليها السلام) فأسقطت جنينها. لذا نقول أن آثار هذه الحادثة تجدها في كل مكان، وليس بوسع أحد التغطية عليها كلّها!

              ومن المصادر في شأن ظلامة الصديقة الكبرى أم أبيها فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) أكثر من أن تُحصى إلا بعد الجهد الجهيد. وإليكم بعضا منها على سبيل المثال:

              1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).

              وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).

              2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).

              3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).

              4• ما رواه بن قتيبة الدينوري – الصدوق عندهم كما وصفه ابن حجر – قال: "إن أبا بكر تفقد قوما تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجُنَّ أو لأحرّقنّها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم! تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقا! فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا. قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله! فرجع فأبلغ الرسالة. قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة. فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدّى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله! لقد ادّعى ما ليس له! فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة. فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة"! (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص12).

              5• ما رواه الجويني بسنده عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخبر عما سيجري على ابنته الزهراء (صلوات الله عليها) فقال: "وإني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهكت حرمتها، وغُصب حقها، ومُنعت إرثها، وكُسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية". (فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص34).

              6• ما رواه السيوطي عن ندم أبي بكر على أمره بالهجوم على بيت الزهراء البتول (صلوات الله عليها) حيث قال: "وددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب"! (مسند فاطمة للسيوطي ص34 وروى الخبر عن أبي بكر أيضا الطبراني في المعجم الكبير ج1 ص62 والطبري في تاريخه ج3 ص430 وابن عبد ربّه في العقد الفريد ج2 ص254 وغيرهم كثير).

              فهذه نصوص صريحة في جزئية كسر الضلع وإسقاط الجنين، وسائر جزئيات ومفردات ظلامة الزهراء (صلوات الله عليها) تجدها متنوعة وفي كثير من المصادر.

              والله ولي التوفيق وبهِ نستعين.

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف



                :: أكثر من 30 مصدر سني يثبت هجوم اللعين عمر بن الخطاب على دار الزهراء عليها السلام ::

                1- العقد الفريد ج 2 سقيفة بني ساعدة ص73 ابن عبد ربه الأندلسي
                ومن حديث حذيفة قال: كنَا جلوساً عند رسول اللهّ عظيم، فقال: إني لا أدري ما بقائي فيكم، فاقتدُوا بالذين من بَعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر، واهتدُوا بهَدْي عمار، وما حَدّثكم ابن مسعود فصدقوه. الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر - في والعباس والزبير وسعد بن عُبادة. فأما عليّ والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بَعث إليهم أبو بكر عمرَ ابن الخطاب ليُخرِجهم من بيت فاطمة، وقال له: إِن أبوا فقاتِلْهم. فأقبل بقَبس من نار على أن يُضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمةُ، فقالت: يا بن الخطاب، أجئت لتُحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلتْ فيه الأمة. فخرج علي حتى دخل على أبي بكر فبايعه.

                ====

                2- تاريخ الطبري ج 2 ص 443
                حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لاحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.

                ====

                3- مصنف أبي شيبه ج 8 ص 572
                حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر.

                ====

                4- الإستعاب ج 1 ص 298 لابن عبد البر
                حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن علياً والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رسول الله والله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك، ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن. ثم خرج وجاءوها فقالت لهم: إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وايم الله ليفين بها، فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي. فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر.
                تحريف كلمة من لأحرقن عليكم الى لأفعلن ولأفعلن

                ====

                5- كنز العمال ج 5 ص 651
                عن أسلم أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاورونها ويرجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد أحب إلى من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وايم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب ، فلما خرج عليهم عمر جاؤها قالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم بايعوا لابي بكر.

                ====

                6- الوافي بالوفيات ج 2 ص 227 للصفدي
                عند ذكر إبراهيم بن سيار المعروف بالنظّام المتوفي سنة 231 هجرية قال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المُحسن من بطنها!

                ====

                7- الملل والنحل ج 1 ص 7 للشهرستاني
                وقال النظّام المتوفي سنة231 هجرية فقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها؛ وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.!

                ====

                8- المختصر في أخبار البشر ج 1 ص 107 لأبو الفداء
                وكذلك تخلف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان من بني أمية ثم إن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إِلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها، وقال: إِن أبوا عليك فقاتلهم. فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار، فلقيته فاطمة رضي الله عنها وقالت: إِلى أين يا ابن الخطاب؟ أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة فخرج علي حتى أتى أبا بكر فبايعه، كذا نقله القاضي جمال الدين بن واصل، وأسنده إِلى ابن عبد ربه المغربي.

                ====

                9- منهاج السنة ج 8 ص291
                وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه ثم رأى أنه لو تركه لهم لجاز فإنه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء.

                ====

                10- لسان الميزان ج 1 ص111 لإبن حجر العسقلاني
                قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ بعد أن أرخ موته: كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن!

                ====

                11- ميزان الأعتدال ج 1 ص139 للذهبي وسير أعلام النبلاء ج 15 ص 578
                قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفى الحافظ - بعد أن أرخ موته: كان مستقيم الامر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.!
                وهنا نكته ينبغي الالتفات إليها وهي أن الحافظ ابن حماد الكوفي ذكر أن ابن أبي دارم كان مستقيما عامه دهره وأنه أخذ يروي أحاديث المثالب في أواخر حياته ، ومع ملاحظه أن تاريخ وفاته كان سنه 357 ه ‍يعلم مدى تأثير أجواء القمع والارهاب في كتمان الحقائق . فابن أبى دارم عاصر في أواخر حياته عهد الدولة البويهية وبالتحديد زمن معز الدولة الذي فسح المجال للشيعة للإدلاء بآراءهم . ومثل هذا الجو سمح لابن أبى دارم بذكر حقيقة ما جرى على الزهراء سلام الله عليها في أواخر حياته.

                ====

                12- المعجم الكبير للطبراني ج 1 ص 17
                عَنْ صَالِحِ بن كَيْسَانَ ، عَنْ حُمَيْدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَأَلْتُهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا ، فَقُلْتُ : أَصْبَحْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي عَلَى مَا تَرَى وَجِعٌ ، وَجَعَلْتُمْ لِي شُغُلا مَعَ وَجَعِي ، جَعَلْتُ لَكُمْ عَهْدًا مِنْ بَعْدِي ، وَاخْتَرْتُ لَكُمْ خَيْرَكُمْ فِي نَفْسِي فَكُلُّكُمْ وَرِمَ لِذَلِكَ أَنْفُهُ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لَهُ ، وَرَأَيْتُ الدُّنْيَا قَدْ أَقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلْ وَهِيَ جَائِيَةٌ ، وَسَتُنَجِّدُونَ بُيُوتَكُمْ بِسُوَرِ الْحَرِيرِ ، وَنَضَائِدِ الدِّيبَاجِ ، وَتَأْلَمُونَ ضَجَائِعَ الصُّوفِ الأَذْرِيِّ ، كَأَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ ، وَوَاللَّهِ لأَنْ يَقْدَمَ أَحَدُكُمْ فَيُضْرَبَ عُنُقُهُ ، فِي غَيْرِ حَدٍّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسِيحَ فِي غَمْرَةِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنِّي لا آسَى عَلَى شَيْءٍ ، إِلا عَلَى ثَلاثٍ فَعَلْتُهُنَّ ، وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْهُنَّ ، وَثَلاثٍ لَمْ أفْعَلْهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّي فَعَلْتُهُنَّ ، وَثَلاثٍ وَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُنَّ ، فَأَمَّا الثَّلاثُ اللاتِي وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْهُنَّ : فَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ كَشَفْتُ بَيْتَ فَاطِمَةَ وَتَرَكْتُهُ وأن أَغْلِقَ عَلَيَّ الْحَرْبَ ، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ سَقِيفَةَ بني سَاعِدَةَ كُنْتُ قَذَفْتُ الأَمْرَ فِي عُنُقِ أَحَدِ الرَّجُلَيْنِ : أَبِي عُبَيْدَةَ أَوْ عُمَرَ ، فَكَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكُنْتُ وَزِيرًا.

                ====

                13- تاريخ الطبري ج 2 ص 619
                قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه : أجل إنى لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أنى تركتهن وثلاث تركتهن وددت أنى فعلتهن وثلاث وددت أنى سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الثلاث اللاتى وددت أنى تركتهن فوددت أنى لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد غلقوه على الحرب.

                ====

                14- تاريخ دمشق ج 30 ص 418
                عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق يعوده في مرضه الذي مات فيه : ..... ثم قال‏:‏ أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله عنهن‏ ، فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن‏ :‏ فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق علي الحرب .

                - ص 420 : فأما التي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ.
                - ص 421 : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وأني أغلق على المحارب.
                - ص 422 : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب.

                ====

                15- تاريخ الإسلام للذهبي ج 1 ص 385
                عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، وقد رواه الليث ابن سعد، عن علوان، عن صالح نفسه قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه ......
                ثم قال: أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن، وثلاث لم أفعلهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن: وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وأن أغلق علي الحرب.

                ====

                16- مجمع الزوائد ج 2 ص 353 للهيثمي
                عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه : ..... ثم قال: أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أعلق على الحرب.

                ====

                17- ميزان الأعتدال للذهبي ج 3 ص 109
                العقيلى، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا علوان ابن داود، عن حميد بن عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أبيه، قال: دخلت على أبي بكر أعوده ....
                ثم قال عبدالرحمن : ما أرى بك بأسا والحمد لله، فلا تأس على الدنيا، فوالله إن علمناك إلا كنت صالحا مصلحا.
                فقال: إنى لا آسى على شئ إلا على ثلاث وددت أنى لم أفعلهن: وددت أنى لم أكشف بيت فاطمة وتركته، وأن أغلق على الحرب.
                وددت أنى يوم السقيفة كنت قذفت الامر في عنق أبي عبيدة أو عمر، فكان أميرا وكنت وزيرا.

                ====

                18- المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 11 ص85
                والتلخيص على المستدرك للذهبي ج3 ص 165
                عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قال : قلت : سميته حربا ، قال : « بل هو حسن » فلما ولدت الحسين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قال : قلت : سميته حربا ، فقال : « بل هو حسين » ثم لما ولدت الثالث جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قلت : سميته حربا ، قال : « بل هو محسن » ثم قال : « إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » وقال الذهبي : صحيح رواه اسرائيل عن جده .

                ====

                19- ذخائر العقبي ج 1 ص 119
                ذكر تسميتهما يوم سابعهما عن على رضى الله عنه قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرونى ابني ما سميتموه قلنا حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم قال أرونى ابني ما سميتموه فقلنا سميناه حربا فقال بل هو حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرونى ابني ما سميتموه فقلنا سميناه حربا فقال بل هو محسن ثم قال انما سميتهم بولد هرون شبر وشبير ومشبر. خرجه أحمد وأبو حاتم.

                ====

                20- ذخائر العقبي ج 1 ص55
                (ذكر ولد فاطمة عليها السلام) عن الليث بن سعد قال تزوج على فاطمة فولدت له حسنا وحسينا ومحسنا وزينب وأم كلثوم ورقية فماتت رقية ولم تبلغ، وقال غيره ولدت حسنا وحسينا ومحسنا فهلك محسن صغيرا وأم كلثوم وزينب ولم يتزوج عليها حتى ماتت عليها السلام.

                ====

                21- أنساب الأشراف ج 1 ص252 للبلاذري
                المدائني، عن مسلمة بن محارب، عن سليمان التيمي، وعن ابن عون.
                أن أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة، فلم يبايع. فجاء عمر، ومعه قبس فتلقته فاطمةُ على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب، أتراك محرّقاً علي بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك. وجاء علي، فبايع وقال: كنتُ عزمتُ أن لا أخرج من منزلي حتى أجمع القرآن.

                ====

                22- الذهبي - ميزان الإعتدال - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : 139
                أحمد بن محمد بن السري بن يحيى المعروف ب‍ : إبن أبي دارم : قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي فيما قال : ...... ثم كان في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب . حضرته ورجل يقرأ عليه : إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن!

                ====

                23- الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 15 ) - رقم الصفحة : 578
                قال الحاكم : وقال محمد بن حماد الحافظ ، كان مستقيم الامر عامة دهره ، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسنا!

                ====

                24- الشهرستاني - الملل والنحل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : 57
                إن عمر ضرب بطن فاطمة (ع) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها . وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين (ع).

                ====

                25- اليعقوبي - تاريخ اليعقوبي - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : 126
                وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والانصار قد إجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله ، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج علي ومعه السيف ، فلقيه عمر ، فصارعه عمر فصرعه ، وكسر سيفه ، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت : والله لتخرجن أو لاكشفن شعري ولا عجن إلى الله ! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم
                ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من إبن الخطاب وإبن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها ، انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تنصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر.

                ====

                26- الشيخ محمد فاضل المسعودي - الأسرار الفاطمية - رقم الصفحة : 123
                وقال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة ، حتى ألقت المحسن من بطنها . وعن لسان الميزان : إن عمر رفس فاطمة (ع) حتى أسقطت بمحسن!

                ====

                27- صلاح الدين الصفدي - الوافي بالوفيات - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : 57
                إستدرك على كتاب ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان ، وقد ترجم فيه النظام المعتزلي إبراهيم بن سيار البصري (160ـ 231هـ). وقال: قالت المعتزلة إنما لقب ذلك النظام لحسن كلامه نظما ونثرا ، وكان إبن أخت أبي هذيل العلاف شيخ المعتزلة ، وكان شديد الذكاء ، ونقل آراءه ، فقال : أن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن في بطنها!

                ====

                28- الصفدي - الوافي للوفيات - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : 15
                وقال إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها!

                ====

                29- الطبري - الرياض النظرة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 241 ) - نشر دار الكتب العلمية - بيروت
                فجاء عمر في عصابة ، منهم اسيد بن خصير ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، وهما من بني عبد الأشهل ، فصاحت فاطمة (ع) وناشدتهم الله ، فأخذوا سيفي علي ، والزبير ، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ، ثم أخرجهما عمر يسوقهما!

                ====

                30- إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : 49
                ورأت فاطمة ما صنع عمر . فصرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن ، فخرجت إلى باب حجرتها ، ونادت ، يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله!

                ====

                31- علي الخليلي - أبو بكر بن أبي قحافة - رقم الصفحة : 317
                كما نقل صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف كلمات وعقائد إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام المعتزلي إلى أن قال النظام : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ، وهكذا تجد مما أخرجه البلاذري والطبري وإبن خزاية وإبن عبد ربه والجوهري والمسعودي والنظام وإبن أبي الحديد وإبن قتيبة وإبن شحنة والحافظ إبراهيم وغيرهم تثبت ان عليا وبني هاشم وأخص الصحابة انما بايعوا بعد التهديد وبعد اجبارهم قسرا ، وأن أبا بكر وعمر بالغا بالظلم والقسر لأخذ البيعة.

                ونسألكم الدعاء...~


                تعليق


                • #9
                  اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف.

                  تعليق


                  • #10
                    احسنتم ..وانالنا واياكم شفاعة الزهراء وامها وابيها وبعلها وبنيها...

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة معالج
                      لعن الله من ظلم محمد وآل محمد ومن رضي بفعلهم ودافع عنهم عدد الإنس والجن

                      ولابارك الله بتلك الأمة التي آذت الله عزوجل في رسوله وآذت الرسول (ص) في عترته
                      هجوم من تتولى ثابت عندكم وفي كتبكم
                      فتعال معي الى إبن جرير في تاريخه ج2 ص619
                      روى بسنده عن عمر بن عبد الرحمن إبن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه
                      فأصابه مهتماً الى أن قال قال أبو بكر أجل إني لا آسي على شيئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن
                      ووددت أني تركتهن الى أن قال فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة 0
                      وإن أردت المزيد زدناك حتى تشبع0
                      هنا لايوجد لارفس ولا ضرب وايضا جعلها الله خير امة اخرجت للناس رضيتم ام ابيتم ولو كان لديك المزيد فأريده من علي واولاده رضي الله عنهم
                      وانتم لستم من هذه الامة فمن اي الامم انتم (اريد اجابة)

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم العن امة ابي بكر وامة عمر وامة عائشة وامة معاوية وامة مروان
                        اللهم احفظ امة محمد وال محمد التي نحن نتمي اليها هسة عرفت نحن من اي امة وانتم من اي امة وعرفت الفرق
                        وبعد ما ساكت امسمي نفسه الحسين المقتول ماتكلي منو قتله لو عادي عدكم تقتلون القتيل وتمشون في جنازته

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف.

                          تعليق


                          • #14
                            (( أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!))

                            ممكن نعرف ألاجابة :

                            من هو الذي تريد أن تنتقم منه في الوقت الحالي ؟؟

                            والذي تعتبره مشارك في هذه الجريمة ( الكاذبة ) ؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                              صحيح البخاري: الزهراء تموت غاضبة على أبي بكر وتدفن سراً ليلا حتى لا يحضر جنازتها!








                              ونسألكم الدعاء.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X