إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أسئلة حرجة ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسئلة حرجة ...


    السلام عليكم ورحمة الله

    هذا الموضوع سنفتحه بإذن الله لعرض بعض الأسئلة والتي توصف بوجهة نظري بالحرجة لكونها تمثل بعض التناقضات وتُجلي بعض المفاهيم السلبية المترسبة في الأذهان...وبإّذن الله سنعمل علي توقع الإجابات وعرض ما يشوب تلك الإجابات من شبهات والرد عليها في محاولة لتبسيط الأفكار للجميع..

    السؤال الأول:

    -لماذا يستطيع المسلمون بكل اتجاهاتهم وطوائفهم التعايش في بلاد الغرب، بينما يفشل المسلمون في إيجاد سلام مجتمعي مع مخالفيهم في بلادهم؟


  • #2
    يوجد في بعض الدول الغير مسلمة مساجد يصلي فيها الشيعي والسني في مسجد واحد كما راينا في مقاطع اليتيوب متعايشون مع بعض وفي الدول المسلمة لايحصل التقارب وتعايش بين المذاهب وفي الغرب لطوائف والمذاهب من الاسلام نجد في بعض الدول في الغرب يتعايشون ويتعاونون مع بعض كمثل ليبرالية علمانية صوفية اباضية شيعة كلهم يتعايشون مع بعض وفي الدول الاسلامية نجد كل طائفية لوحدها وتعايش وتقارب صعب بينهم
    واذا يحصل فقط تعايش وتقارب لافراد لا لطوائف
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد55; الساعة 27-09-2011, 11:36 PM.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو جهاد المصري


      السؤال الأول:

      -لماذا يستطيع المسلمون بكل اتجاهاتهم وطوائفهم التعايش في بلاد الغرب، بينما يفشل المسلمون في إيجاد سلام مجتمعي مع مخالفيهم في بلادهم؟


      هناك علاقات صداقة وتجارية وحتى نسبية بين السنة والشيعة في الغرب ولكن لاتزال للاسف حزازيات في النفوس والسبب هو الاعلام والاموال السعودية القذرة
      الانسان المسلم في الغرب لايسعى ليكون رئيسا او وزيرا هناك كي يفجر صراع بين هذا وذاك ويصعد على كتف هذا ويستغل نفوذ ذاك
      ببساطة يريد ان يعيش حياة هادئة بسيطة يربي اطفاله ويجمع بعض المال لحلم العودة لبلاده يوما

      علما ان الوهابية في السنوات الاخيرة استطاعت السيطرة على الكثير من مساجد السنة وتحويلها الى منابر لعداء الاخر وتكفيره واصبحوا يتصيدون صغار السن من شباب السنة وتحويلهم للوهابية .في الغرب

      اما
      في الدول العربية مثلا

      على سبيل المثال مصر

      لا اعتقد توجد مشاكل كبيرة بين السنة والشيعة
      بل ان الازهر السني يعترف بالمذهب الجعفري كمذهب خامس
      المشكلة في مصر قائمة مع الوهابية حصرا ومشاكل هؤلاء تمتد الى كل ما هو غير وهابي , وتشمل الاقباط ايضا والدلائل كثيرة وانت مصري وتعرفها
      والشيعة عموما اقلية في البلدان العربية وغير متواجدين الا ماندر في بعضها لذا ليست هناك مشكلة واضحة وظاهرة للعيان

      اما في العراق
      فالاحتكاك بين السنة والشيعة كبير ولم يتفجر الا خلال سني الاحتلال الامريكي
      وهذه مسألة طويلة الشرح
      الا ان الدوافع السياسية والامريكان وراؤها وكذلك اعراب الخليج والوهابية وراؤها
      والقاعدة كانت من الوهابية فهؤلاء لايتعايشون مع احد

      في لبنان
      الاحتكاك الطائفي شمل الجميع
      حتى ان الشيعي قاتل الشيعي
      وكذلك السنة والدروز والمسيحيين قاتلوا بعضهم البعض
      كما تقاتلوا مع غيرهم

      الدين الحقيقي هو الذي يدفع الناس لعبادة الله
      اما الاديان المحورة فهي التي تدفع الناس لعبادة الناس كالوهابية مثلا

      يعبدون ال سعود ويفصلون الفتاوى والاحكام حسب مصالحهم

      مشكلتنا اليوم باختصار اسمها الوهابية

      تعليق


      • #4
        مشكور

        تعليق


        • #5
          كل الشكر للأخوة الزملاء الذين أثروا هذا النقاش بمفاهيم وأفكار..

          ولكن أحب أن أبدي إعجابي بكلمة أخي عقيل هذه
          الدين الحقيقي هو الذي يدفع الناس لعبادة الله
          اما الاديان المحورة فهي التي تدفع الناس لعبادة الناس
          كل الشكر لك أخي الكريم، أري أن هذه مشكلة فهم تنتج في الغالب عن عدم إدراك لقيمة الآخر في الوجدان الإنساني، وأن الإسلام حثنا علي قبول الآخر بنفس قيمة حثه علي التسامح والمحبة.

          تعليق


          • #6
            بقلم / أبو جهاد المصري

            أزمة عربية في مقابل أزمة غربية

            فكرة عدم تعايش المسلمين مع غيرهم في مجتمعاتهم ليست مطلقة ، فكما نري نماذج سيئة هناك أيضا نماذج حسنة وفي المحصلة يتسم الإنسان العربي بالسماحة، ولكن هناك فارق بين السماحة وقبول الآخر فالسماحة تأتي من فكرة التنازل أو الصفح والعفو، أما فكرة قبول الآخر تأتي من فكرة الحقوق وهناك فارق بين الفعل بخلفية حقوقية وبين فعل آخر به نوع من الوصاية...

            وهذه القسمة العقلية بين السماحة وقبول الآخر كثيرا ما تجد خلطا من الإسلاميين وبالتالي من العوام وهذا سبب من أسباب الصدامات الفكرية وأحيانا البدنية التي تشهدها الساحة العربية...

            هناك قِيم إنسانية مشتركة تجمع بين الناس وهي الحد الذي تستهدفه دعاوي التقريب والتعايش، ومن أهم هذه القيم الإنسانية هي العدل والمساواه ،ومن سبل الحصول عليها هي عملية الإندماج بين العاملين الروحي والثقافي وقيادة الشعوب وهويتهم، بالإضافة إلي ترسيخ فكرة قبول الآخر بجميع مقوماتها لدي الأجيال حاضرا ومستقبلا...لأنه ولا شك فالإضطرابات مع الآخر في العالم العربي تنتج في العادة من فكرة الوصاية التي تعد أكبر عامل لنزع الحقوق وتَخيل العداء..

            بالتأكيد إن من أبرز الشواهد التي أثرت علي الوعي العربي والإسلامي في الغرب هو طبيعة تلك المجتمعات التي رضيت بالتعايش وقبول الآخر منذ زمن بعيد، أي قبل عصر ما يسمي لدينا "بصدمة الحداثة" وبالتالي فليس من المستغرب أن نجد أقواما راحلة تأتي علي تلك المجتمعات وتتصف بما يوصفون به، إذا المشكلة هي ثقافية بامتياز والأهم من ذلك أن تلك الصفات التي يوصف بها الإنسان الغربي هي بالأصل مكتسبة هذا لأن تاريخ أوربا في الحروب المذهبية والسياسية ثابت...

            علي جانب آخر فكثيرا ما يعزو أصحاب فكرة الفصل الكامل بين الدين والدولة تلك الأزمة العربية إلي صحة أفكارهم التي تقضي بضرورة الفصل لرفاهية الشعوب وعيشها بسلام، فهم يرون كما يبدو بأن الوصاية الدينية علي المواطن ستُنتج مواطنين منافقين يعملون في السر ما يخافون إعلانه وبالتالي نزع القيم الحضارية منه وبدلا من إنتاج أفكار تدعو إلي المواجهة والصراحة أنتجت بدلا منها أفكار تدعو إلي الخوف والرهبة...ربما تكون الفكرة ناقصة بعد ولكن هذا حسب استقرائي لبعض أفكارهم في هذا الصدد..

            ومناقشة ذلك تتطلب نوع من الجرأة والصراحة فحقيقة الفصل الكامل بين الدين والدولة كمفاهيم واستراتيجيات هي عملية معقدة للغاية ربما تضر المجتمعات المتدينة-كالمجتمع المصري علي سبيل المثال-هذا لأن القيم العلمانية لم تصل بمفهومها الرخو كما وصلت بمفهومها الصلب المعادي للدين، وهذا يعود بالأصل إلي نزعة الغلو والتشدد التي اجتاحت المنطقة العربية في العقود الخمسة الأخيرة، الأمر الذي أنتج لدينا أفكارا معادية للحداثة وللعلمانية بإطلاق، وتناسي المعادون بأن فكرة تنظيم الشعائر الإسلامية في بلاد الغرب دون الاصطدام مع القيم العلمانية هو الذي أنتج هذا التعايش، فكان من الطبيعي جدا أن تصطدم تلك الشعائر مع بعضها داخل مجتمعات تعادي العلمانية بشكل مطلق رغم أنها تؤمن بكثير من القيم التي بُنيت عليها تلك العلمانية دون أن تفهم مصادرها كنتيجة طبيعية لنزعة التشوية والاستعداء..

            ومن تأتي ضرورة التعريف الصحيح بالعلمانية ومفاهيمها في محاولة لفهم واقع غاب عنا نتيجة اختلاف ثقافي معرفي ،وبهذه المناسبة أحيل القارئ الكريم إلي كتاب"العلمانية" للدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله، فهو من أفضل من تحدث في هذا الشأن بتوسع عقلاني يتسم بالاستدلال والمنطقية، وفيه سنقف علي حل هذه المعضلة والتي اختصرها فضيلة الدكتور في تقسيم العلمانية إلي علمانية جزئية وهي من صميم الثقافة الإسلامية، والأخري علمانية شاملة وهي ليست فقط ضد الدين بل أيضا ضد البشرية..

            الخلاصة في هذا الشأن أن وجود مجموعة متشددة من المسلمين لا تقبل الآخر ولا تدعو للتعايش معه ليست حجة إنما هي حالة لا يٌقاس عليها في ظل مجتمع يتصف بالسماحة والقيم الأخلاقية أكثر من غيره، وإن كانت القضية بها نوع من طلب الفهم والعلم فهما وإن تأخرا قليلا ولكنهما حتما سيظهران بعد طول غيبة....

            المصدر/ مدونتي ميدان الحرية والعدالة

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو جهاد المصري


              كل الشكر لك أخي الكريم، أري أن هذه مشكلة فهم تنتج في الغالب عن عدم إدراك لقيمة الآخر في الوجدان الإنساني، وأن الإسلام حثنا علي قبول الآخر بنفس قيمة حثه علي التسامح والمحبة.
              الدين لله والوطن للجميع

              يقول الامام علي عليه السلام

              الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق

              مشكلتنا في العالم العربي اليوم

              هي الانظمة

              في العراق كنا نعاني من نظام صدام كثيرا ويعزو الكثير هذا الامر لطائفية صدام ومذهبيته
              لكن الحقيقة ان صدام لم يكن طائفيا او مذهبيا
              ولكنه استغلها ليبقى ولو وجد وسيلة اخرى لاستغلها وتشبث بها ايضا
              لانه ببساطة كل وجوده هو سلطته ومصالحه
              ونرى ان هذا الصدام اساء للشيعة بقدر ما اساء للكرد السنة في العراق
              ومن ثم اساء للسنة العرب ومشاكله معهم حتى انهم كفروه .
              الا انه تحول بقدرة قادر الى شهيد بعد اعدامه من قبل الوهابية ووعاظ السلاطين والدافع ايضا سياسي ومن قبل الانظمة لغاية لاتخفى عليكم !!

              النظام المصري والسعودي والليبي واليمني وغيرهم مما ابتلينا بهم
              يمارسون ظلمهم وسرقاتهم واذلالهم لشعوبهم
              وهم ظاهرا يشتركون معهم في نفس المذهب
              مجازا نقول ان سنيا يظلم سنيا

              اليوم في العراق
              حزب الدعوة الحاكم المحسوب على الشيعة
              يمارس الظلم على الشيعة بقدر ما يمارسه على غيرهم
              وهذا العراق يضج اليوم بشيعته وسنته وغيرهم حيث يعانون من فساد هذا الحاكم وحزبه المأجور

              خلاصة القول اخي الكريم

              من الظلم ان ننسب هذه الانظمة المستبدة التي اذاقتنا الويلات الى دين او مذهب
              فقد مارست ظلمها علينا جميعا بعدالة وانصاف !
              ولم تفرق بيننا في هذا الامر

              وكل من يريد ان يطبل للطائفية او المذهبية او يحرك ما سكن هنا وهناك
              فلاشك عندي انه اما جاهل مغرور او عميل مأجور

              كنت فيما سبق اكتب بنفس طائفي اتحيز فيه للشيعة ضد السنة (الظلمة )
              لكن التجربة التي نعيشها اليوم والحقائق التي لمسناها وعايشناها
              جعلتني اعيد النظر والموقف

              واتمنى ان اكون انسانا منصفا ينظر للمسيحي وحتى اليهودي الذي لايكن الكراهية والعداء لي وحتى من لايملك دينا لكنه يملك ما تعارف عليه البشر من ادمية
              على انه نظير لي بالخلق واحترم جميع حقوقه وانسانيته واتعامل معه بروح الاسلام العظيم
              حتى يأتي الله بأمره

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
                الدين لله والوطن للجميع

                يقول الامام علي عليه السلام

                الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق

                مشكلتنا في العالم العربي اليوم

                هي الانظمة

                في العراق كنا نعاني من نظام صدام كثيرا ويعزو الكثير هذا الامر لطائفية صدام ومذهبيته
                لكن الحقيقة ان صدام لم يكن طائفيا او مذهبيا
                ولكنه استغلها ليبقى ولو وجد وسيلة اخرى لاستغلها وتشبث بها ايضا
                لانه ببساطة كل وجوده هو سلطته ومصالحه
                ونرى ان هذا الصدام اساء للشيعة بقدر ما اساء للكرد السنة في العراق
                ومن ثم اساء للسنة العرب ومشاكله معهم حتى انهم كفروه .
                الا انه تحول بقدرة قادر الى شهيد بعد اعدامه من قبل الوهابية ووعاظ السلاطين والدافع ايضا سياسي ومن قبل الانظمة لغاية لاتخفى عليكم !!

                النظام المصري والسعودي والليبي واليمني وغيرهم مما ابتلينا بهم
                يمارسون ظلمهم وسرقاتهم واذلالهم لشعوبهم
                وهم ظاهرا يشتركون معهم في نفس المذهب
                مجازا نقول ان سنيا يظلم سنيا

                اليوم في العراق
                حزب الدعوة الحاكم المحسوب على الشيعة
                يمارس الظلم على الشيعة بقدر ما يمارسه على غيرهم
                وهذا العراق يضج اليوم بشيعته وسنته وغيرهم حيث يعانون من فساد هذا الحاكم وحزبه المأجور

                خلاصة القول اخي الكريم

                من الظلم ان ننسب هذه الانظمة المستبدة التي اذاقتنا الويلات الى دين او مذهب
                فقد مارست ظلمها علينا جميعا بعدالة وانصاف !
                ولم تفرق بيننا في هذا الامر

                وكل من يريد ان يطبل للطائفية او المذهبية او يحرك ما سكن هنا وهناك
                فلاشك عندي انه اما جاهل مغرور او عميل مأجور

                كنت فيما سبق اكتب بنفس طائفي اتحيز فيه للشيعة ضد السنة (الظلمة )
                لكن التجربة التي نعيشها اليوم والحقائق التي لمسناها وعايشناها
                جعلتني اعيد النظر والموقف

                واتمنى ان اكون انسانا منصفا ينظر للمسيحي وحتى اليهودي الذي لايكن الكراهية والعداء لي وحتى من لايملك دينا لكنه يملك ما تعارف عليه البشر من ادمية
                على انه نظير لي بالخلق واحترم جميع حقوقه وانسانيته واتعامل معه بروح الاسلام العظيم
                حتى يأتي الله بأمره
                أنحني وأرفع لك القبعه على هذه المشاركه

                تعليق


                • #9
                  مثال لابد من ذكره كي تتضح الصورة اكثر

                  يوم كانت ايران ترزح تحت حكم الشاه العميل الغربي
                  كانت علاقتها جيدة بالانظمة العربية
                  ولم تكن توصف بالصفوية والرافضية
                  اما بعد مجئ نظام معاد للغرب عام 79
                  تحولت الى صفوية ورافضية وذات اطماع توسعية
                  وينظر لها على انها شر وسرطان لابد من استئصاله !!
                  بينما تحول الكيان الصهيوني اليوم الى جار للانظمة العربية تسعى لعقد اتفاقيات سلام وتعايش وجوار معه !!

                  وانت تعلم ان شاه ايران المقبور كان قد قضى ايامه الاخيرة معززا مكرما في ضيافة انور السادات .

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سنيه علوية الهوى
                    أنحني وأرفع لك القبعه على هذه المشاركه
                    حياكي الله

                    وشكرا على المجاملة اللطيفة

                    لكني لم اسمع رايك بما كتب في هذا الموضوع

                    تعليق


                    • #11
                      حيا الله الأخ عقيل وأشكرك شكرا جزيلا علي ما تفضلت به..

                      أختم هذا السؤال بمقال الأستاذ محمد بن جماعة فقد ناقش الفكرة ولكن بزاوية أخري غير التي طرحتها..


                      التكفير والهوية والمواطنة

                      شاركت في الأسبوع الفارط في مؤتمر "دراسة ظاهرة التكفير" المنعقد بالمدينة المنورة. وكانت فرصة طيبة للاطلاع على عدد من البحوث المتعلقة بالموضوع.. وكان الموضوع الذي شاركت به بعنوان " التكفير وأثره في تصور الهوية في الخطاب الإسلامي المعاصر". واقترحت في البحث رؤيةَ مفهوم التكفير من زاوية علم الاجتماع السياسي، في إطار علاقة هذا المفهوم بمفاهيم الانتماء والهوية والمواطنة.

                      فقد شهد العالم الإسلامي والساحة الدولية، بعد مرحلة التحرر من الاستعمار الحديث، حالة من عدم الاستقرار ما زالت مستمرة للآن، نتيجة تفكك الدولة العثمانية، ونشوء واقع عربي وإسلامي جديد على أساس هويات وطنية مختلفة.. وأدى ذلك إلى تغيير عميق في مفهوم الأمة، وفي علاقة الدين بالدولة. ولذلك فإن النقاشات الدائرة حاليا حول تشكيل الهوية على ضوء التاريخ فقط، توحي بأنه ربما يكون الأمر أشبه بمن يحاول تربيع الدائرة. فبقدر ما يفيد الإرث التاريخي للأمة (أي أمة) في تعريف أو صياغة مفهوم (النحن)، فإن الماضي الجماعي يظل عرضة للقراءة المختلفة، تارة لاعتبارات سياسية، وتارة أخرى لاعتبارات دينية أو ثقافية.

                      ولئن كان ظهور الجماعات الإسلامية التي تتبنى العمل المسلح تحت مسمى (الجهاد في سبيل الله)، في العالم العربي عموما، كردة فعل على قيام أنظمة حكم علمانية على أنقاض الاستعمار، فإن عوامل ظهورها في بعض البلدان الإسلامية كانت مختلفة تماما، حيث كان للفتاوى الدينية الداعمة لجهاد المحتل السوفييتي الشيوعي في أفغانستان، ثم في حرب البوسنة والهرسك، أثر رئيسي في نشأة ما أصبح يعرف بـ(السلفية الجهادية)، التي بدأت متجهة نحو عدو لا خلاف في وصفه بالعدو بين مختلف التوجهات الإسلامية، لتجد نفسها، بعد عودة (المجاهدين العرب) إلى أوطانهم، في صدام وتناقض مع نفس المجتمع الذي خرجت منه، بسبب تبني مقولات الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامية، على أساس تكفيرها والاستدلال على ذلك بمفاهيم الحاكمية والردة والولاء والبراء وغيرها.

                      وقد انطلقت في هذا البحث من تعريف للهوية من المنظور الاجتماعي كونها "خاصية مميزة يمتلكها فرد، أو يشترك في امتلاكها جميع أفراد مجموعة مّا أو شريحة اجتماعية مّا"، مبينا أن الفرد ليس له هوية واحدة، بل عدة هويات في نفس الوقت، مثل الهوية الجنسية والعرقية والثقافية والدينية والجغرافية وغيرها.. وأشرت إلى أن بعض سمات الهوية لا تصبح ذات قيمة إلا في سياق محدد، أو تحت ظرف خاص، تأخذ فيه معناها الكامل، حين تندرج ضمن "تفاوض اجتماعي" تُتَّخذ فيه هذه السمات كعلامات لرسم الحدود والفوارق بين الجماعات، وتبرير الانتماء والاصطفاف أو الاستبعاد.

                      ثم بَنَيْتُ البحث على خمسة أفكار أساسية أوجزها في ما يلي:

                      الفكرة الأولى: أن جميع سمات الهوية أو جميع الهويات تتفاعل فيما بينها ويتأثر بعضها ببعض، ولا يمكن دراستها منفردة أو مستقلة. وتحدثت عما يسمى بالسمات الفارقة أو الهويات الأساسية لدى الفرد. فالهوية تتركب من عدد كبير من السمات (Identity Markers)، يختلف ترتيبها من حيث الأهمية. وبعض هذه السمات تشكل للهوية مصادرها الأولى التي تملي سلوكيات الفرد وردود فعل الآخرين تجاهه. وهذه السمات الفارقة لدى فرد مّا تتشكل عبر ظروف خاصة أو أحداث تاريخية أو عوامل اجتماعية خارجية، ثم تكتسب أهمية لدى الفرد بالتراكم. والتراكم (Overlap) يعني أن يكون أثر التشابك بين سمتين أو أكثر ضعيفا أو شبه منعدم، مع وجود بعض الهويات فوق بعض، وأسبقية بعضها في الزمن أو القيمة. ومثال الهويات التي تعلو على أخرى: الهوية الإسلامية فوق العربية عند الإسلاميين العرب، والعكس عند القوميين العلمانيين العرب. ومثال الهويات التي تسبق أخرى زمنيا: الهوية العربية سابقة زمنيا على الإسلامية. أما التزاحم (Intersection) فيعني أن تؤثر إحدى السمات في الأخرى، أو تشحنها وتغذيها بمعنى إضافي. وقد يؤدي هذا التزاحم إما لإنشاء ترابط قوي بين سمتين أو أكثر، أو لإنشاء سمة جديدة مركّبة، تختلف عن السمتين الأصليتين التين ساهمتا في نشوءها.

                      وقد يتغير ترتيب أهمية هذه الهويات، فتصبح ثانوية بعد أن كانت أساسية، أو العكس، نتيجة اختيارات الفرد أو تكيفه مع الأوضاع الاجتماعية والثقافية. ومثال ذلك: أن يتخلى الفرد عن معتقداته الدينية بعد أن كان متدينا، أو يعود إلى التدين بعد أن عاش فترة من الإلحاد أو عدم الالتزام الديني. ومثال آخر: أن ينتقل رجل من دولة بوروندي (في إفريقيا)، مثلا، للحياة لاجئا سياسيا في بلد غربي (فرنسا مثلا). فقبل هذا الانتقال إلى سياق اجتماعي جديد، يكون انتماؤه القبلي (إلى التوتسي أو الهوتو) أكثر أهمية من لون بشرته، بسبب الواقع القبلي المتأزم هناك، وأيضا لأن البشرة السوداء مشتركة بين الجميع وليست محددا هاما في مسار التفاوض أو الصراع الاجتماعي. أما بعد هجرته إلى فرنسا، فإنه يجد نفسه في مجتمع ذي أغلبية بيضاء، فيتولد لديه وعي مختلف بلون بشرته السوداء، فيصبح اللون سمة رئيسية من سمات هويته، في حين يصبح الاعتبار القبلي أقل أهمية ما كان عليه في السابق.

                      الفكرة الثانية: تطرقت فيها بالتفصيل لمفهوم الهوية الدينية ومراحل تشكلها عبر التطور العمُري والمعرفي للفرد، وأكدت على أن النصوص الدينية (كالقرآن والسنة بالنسبة للمسلمين) توفر جملة من العلامات والسمات الفارقة للهوية الدينية، غير أن الأفراد والجماعات قد يختلفون في تمثل هذه الهوية الدينية وتمسكهم بها بمقدار اختلاف فهمهم وإدراكهم لهذه العلامات، وبمقدار استصحاب هذه العلامات، بعضها أو كلها، في واقعهم.

                      ثم تحدثت عن العلاقة بين الهوية الدينية ورؤية العالم أو "الرؤية الكونية" (Worldview) التي يُقصَد بها: النموذج التفسيري لفهم طبيعة المشكلات القائمة في الحياة. وأكدت على أهمية دراسة ومقارنة "رؤى العالم" لما توفره من أدوات تتجاوز نقائص الدراسة التجزيئية لموضوعات الدين. كما أكدت على أهمية دراسة الدين من خلال البحث العميق في المشاعر والأحاسيس والأفكار التي يولّدها لدى الناس فيتحركون على أساسها.

                      الفكرة الثالثة: تحدثت فيها عن التكفير كمصطلح مقابل لمفهوم "الإيمان" الذي يمثل جوهر كل دين، وكون التكفير أداة ضرورية لترسيخ ثقة الجماعة المؤمنة في دفاعها عن الحق. وهو رَسْمٌ للخط الفاصل بين الهوية المميزة التي تحددها الجماعة لنفسها، وما عداها من الفئات الخارجة عن دائرتها.. وبينت أن رهانات التكفير في الإسلام الأول لم تخرج في عمومها عن دائرة تأكيد الحق كما قرره القرآن، وبالتالي تسفيهِ المنكرين للرسالة وإدانتهم. ثم جاءت الفتنة الكبرى لتشكل منعرجا خطيرا، حين تحولت وصمةُ الكفر من وسيلة للتمييز بين الجماعة المسلمة ومن سواها، إلى سلاح لتقسيم نفس الجماعة بين "مسلمين حقيقيين" وآخرين لا يُقْبَل إسلامهم، حتى وإن نطقوا بالشهادة والتزموا بالطاعات. ومع الارتباط التدريجي بين النزاع حول الحق والباطل والنزاع حول السلطة السياسية، تحول التكفير إلى أداة لإسكات أو إلغاء الخصوم الفكريين والسياسيين، من خلال تأويل الرأي الآخر والحكم عليه من موقع امتلاك الحق والحقيقة.

                      الفكرة الرابعة: ركزت فيها على علاقة الهوية بالعنف. وذكرت أن الإحساس بالهوية والشعور بالانتماء مهمّ في حياة الفرد، لكونه مبعث ثقة بالنفس ووعي بالذات وبالقواسم المشتركة مع الآخرين. غير أن هذا الإحساس بوسعه أن يؤدي في نفس الوقت إلى الخوف من الآخر وكراهيته. وشعورُ التضامن الذي يتولد من الانتماء لجماعة مّا يمكن أن يغذّي التنافر بينها وبين الجماعات الأخرى، وقد يتطور أكثر لينشئ استعدادا للمواجهة والعداء، وربما المقاتلة. وعادة ما يحصل هذا نتيجة طمس الانتماءات المتعددة، والقواسم المشتركة مع الآخر، واختزال الفرد في إطار هوية واحدة أو انتماء واحد، ليس بالضرورة على أساس سوء نية، وإنما في أغلب الأحيان بسبب تشوش المفاهيم أو الانتقائية في المفاهيم.

                      أما الفكرة الخامسة والأخيرة: فتتعلق بالهوية الجماعية والمواطنة، وبينت فيها أهمية مفهوم (الهوية الوطنية) كأداة قوية لتنظيم الجماعة السياسية وتوحيدها. بشرط توفير الإمكانيات الضرورية للنخبة الثقافية والسياسية كي تصوغ مشروعا وطنيا جامعا في إطار العمق الاستراتيجي للدولة، وعلى أساس الأدوات المتوفرة لديها كالفضاء الجغرافي، والموروث الثقافي والتاريخي المشترك.

                      وختمت بالتأكيد على أن مشاريع بناء الهوية الوطنية يمكن أن تفشل لعدة أسباب أهمها: القمع السياسي، وتسلط الأغلبية على الأقلية، والتمييز بين الأفراد والجماعات اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وعدم توفير الحماية اللازمة لحقوق الأفراد والأقليات الوطنية. ولعل هذا ما يفسر جزئيا بروز ظاهرة "الهوية بلا مواطنة" (أو الهوية العابرة للحدود)، التي تجعل من الانتماءات التنظيمية والحركية والإيديولوجية والمذهبية فوق اعتبارات المواطنة.

                      ولا يمكن تجاوز هذه التحديات إلا بتكريس ثقافة المواطنة الحقيقية، القائمة على مبادئ الكرامة والحرية، والعدالة والمساواة، والتوزيع العادل للثروة، وحق المواطنين في اختيار حكامهم، والفصل بين السلطات.

                      تعليق


                      • #12
                        في نظري ربما بعض العوامل قد ساعدت على عدم التعايش هذا
                        1- البعد المكاني والعزلة وأقصد ان عندنا في بلادنا مدن وقرى
                        شيعية خالصة ومدن وقرى سنية خالصة فهذا التقسيم في ان هناك مناطق للشيعة و مناطق اخرى للسنة هو ما يجعل هناك احساس بالاختلاف كثيرا ..فالعزلة المكانية تتبعها عزلة نفسية ..ولعل المناطق التي فيها اختلاط واندماج بين الشيعة والسنة يكون التعايش فيها اكثر وفيها تقبل للاخر اكثر ..
                        2-عدم اعتيادنا على الحوار والنقاش وتبادل الاراء لمدد طويلة جدا..زمن طويل مر على المسلمين لم يعتادوا فيها على الحوار وتبادل الاراء والاختلاف ..أما الحوارات الان فهي وليدة اللحظة ونحتاج الى فترة طويلة نختلف ونختلف ونختلف الى ان نعتاد على الاختلاف ويصبح الاختلاف و تعدد الاراء شئ اعتيادي ..يصبح شئ مقبول اجتماعيا عندنا ..لانه لازال حتى هذه اللحظة الاختلاف غير مقبول اجتماعيا

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                        استجابة 1
                        10 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                        ردود 2
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X