زعماء السعودية يواجهون خيارات دبلوماسية صعبة


في مقال نشرته صحيفة القدس العربي للكاتب انغوس مكدوال اشار فيه الى السعودية تصور نفسها منذ زمن بعيد باعتبارها زعيمة طبيعية للعالم العربي.
والكاتب يذكر انه في بعض من أكثر القضايا الحاحا التي تواجه الشرق الأوسط اليوم مثل الدولة الفلسطينية والاضطرابات في اليمن وسورية فإن زعماء السعودية تخلوا عن القيام بدور رائد واغتنام فرصة تغيير المنطقة التي تهزها احتجاجات.
ويصف دبلوماسيون من منطقة الشرق الأوسط الدبلوماسية السعودية منذ زمن طويل بأنها قادرة على التركيز بشدة على قضية واحدة لكنها تفتقر إلى القدرة على متابعة مصالحها عندما تتحول الأنظار إلى قضية أخرى.
و نقل الكاتب مكدوال بان روبرت جوردان وهو سفير امريكي سابق في الرياض 'السعوديون... يفضلون العمل بعيدا عن الأنظار وفي هدوء. ما زالت هذه هي طريقتهم'.
وهناك خلاف قائم حاليا بين السعودية والولايات المتحدة بشأن كيفية الاستجابة للحركات المطالبة بالحرية في العالم العربي ويبدو وكأن السعودية تنازلت عن قدر من القيادة على المستوى الاقليمي إلى تركيا التي اتخذت موقفا قويا ضد (اسرائيل) والرئيس السوري.
وتتحاشي السعودية الاضواء وتنتهج دبلوماسية التمويل كتعهدها بمليارات الدولارات لمصر والسلطة الفلسطينية.
الكاتب يضيف بان مخاوف السعودية تنبع من احتمال سقوط حكامها بعد الثوارت الشعبية التي أتاحت فرصا استراتيجية لخصمها إيران في المنطقة في حين أن الاضطرابات خاصة في اليمن منحت فرصا لتنظيم القاعدة.
وتجلى هذا في البحرين التي تدخلت فيها القوات السعودية في مارس اذار لمساعدة زعماء البلاد في القضاء على المظاهرات المطالبة بالإصلاح .
ويشعر السعوديون بالاستياء بالفعل من الولايات المتحدة لإخفاقها في منع الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك الذي اعتبروه حليفا قويا في مواجهة إيران.
ويعاني الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود وهو في الثمانينات من العمر من متاعب صحية ولا يمكنه العمل طوال اليوم في حين ان ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ال سعود يتلقى العلاج في الخارج.
وثالث أكبر شخصية في العائلة المالكة هو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ال سعود وله ثقله في السياسة الخارجية لكنه يعاني أيضا من مشاكل صحية ولديه نهج مختلف في بعض القضايا الدولية خاصة عن سياسة وزير الخارجية المحنك الأمير سعود الفيصل الذي لديه هو الآخر متاعبه الصحية.
وعلى الرغم من أن كلا من الملك عبد الله ووزير الخارجية الأمير سعود أيدا الطلب الذي تقدم به الفلسطينيون لاعلان دولة فلسطينية لكن ذلك كان في شكل بيانات تصدر للصحفيين ولم يقم أي منهما بقراءة البيان بنفسه مما ربما يكون مؤشرا على أنهم لا يضغطون بشكل كاف في هذا الموقف.
وكان كل ما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز هو أن الرياض ستنضم إلى دول أخرى تأييدا للطلب الفلسطيني.
المصدر
مقالات ذات صلة
السعودية تهدد الولايات المتحدة ( هنا )
تعليق