إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

البيان الختامي للمؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية - لندن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البيان الختامي للمؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية - لندن

    البيان الختامي للمؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية - لندن

    (البيان الختامي)
    المؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية – لندن
    (الصحوة الاسلامية العالمية ومشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية)
    يوم السبت 1/10/2011م المصادف 3 ذي القعدة 1432هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(سورة آل عمران: 103).
    إنّ الصحوة الاسلامية التي نعيشها نحن المسلمين في أغلب بقاع العالم الاسلامي هي من أيام الله، فبعد عقود الألم والمعاناة تترسم اليوم في آفاق العالم الاسلامي بشائر مستقبل واعد يحمّلنا مسؤولية أكبر من أجل تمكين العدل والحرية ونشر قيم الاسلام السمحاء بين المسلمين بل بين الانسانية جمعاء. لقد أريد لهذه الأمة ان تختلف وتتنازع وتأكل الفتن وجودها، لكن الأمر لم يفت على العلماء الواعين ومفكري الأمة حرّاسها الأمناء، ولم تتحقق أحلام الاعداء المريضة باستئصال وجود الأمة الحضاري الاسلامي والانساني.
    لقد بات ضرورياً العمل بجد لتحقيق التقارب بين المسلمين سعياً لتعزيز مقومات الوحدة الإسلامية في ظل التداعيات السريعة والمؤثرة للتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية في الدخل والخارج، ولعلّ الفتن التي تعصف بهذه الأمة من خارجها تقتضي الوقوف أمامها طويلاً لمعالجة أسبابها وتمكين الأمة من مواجهتها لصدّ هذه الافتراءات وفضـح الأساليب المضلّلة.
    إنّ هذه التحديات والاخطار تُلزمنا التسريع في تفعيل الأساليب العملية لتحقيق التقارب بين المسلمين ونسيان نقاط التدابر والاختلاف وتجاوزها.
    ولعل الأصوات المنادية بوحدة المسلمين وتقاربهم والجهود المبذولة من أجل درء الاخطار والتئام شمل الأمة الى جانب عوامل أخرى، هي وراء هذا الظهور لبشائر الصحوة الاسلامية في عالمنا الاسلامي، بل خارجه أيضاً.
    وحين يتجلى الأمر بهذه الصورة نجد أنفسنا جميعنا نحن المسلمين أمام مسؤولية مشروع الوحدة والتقريب لنواجه هذه التحديات بفكر منفتح ومواقف صلبة وقيم توحيدية من أجل سعادة الانسان في كل مكان ومن خلال سيادة قيم التقريب وتجاوز الأطر والقيود التي أثقلت كاهل هذه الأمة دهوراً وهي ليست بحاجتها، فاليوم تتطلع هذه الصحوة الاسلامية العالمية لمواقف الانفتاح والتلاقي وعدم إقصاء الآخر، ولترسم قاعدة عامة بيننا اننا نختلف لنتكامل لا لنتخاصم.
    إنّ المؤتمرات الأربعة للتقريب بين المذاهب الإسلامية والتي انعقدت في لندن بدعوة من المركز الاسلامي في انجلترا على مدى السنوات الأربع الماضية كانت قد عالجت مسائل هامة وضرورية متعلقة في أصل التقريب وضرورته ونصرة القرآن الكريم والنبي الاكرم (ص) وكون التقريب تكريماً للانسان وتعزيزاً للوحدة الإسلامية وكذلك دوره في نهضة الأمة وبناء مستقبلها.

    واليوم انعقد المؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية في لندن بدعوة من المركز الاسلامي في انجلترا بتاريخ 3 ذي القعدة 1432هـ المصادف 1/10/2011 تحت عنوان: (الصحوة الاسلامية العالمية ومشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية)، وبحضور العلماء والمفكرين والنخب المؤمنة والمثقفة. ومن خلال الابحاث والاوراق والمداخلات التي أرسلت إلى المؤتمر تم تناول الموضوعات ذات العلاقة بهذا العنوان حيث أثاروا في احاديثهم ومداخلاتهم وملاحظاتهم الكثير من المسائل الضرورية في جدلية العلاقة بين الصحوة الاسلامية العالمية ومشروع التقريب والوحدة بين المسلمين ومختلف التداعيات، وقد ثبتوا عدداً من القرارات والتوصيات والمقترحات نذكرها كما يلي:

    1- انّ مشروع الوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية بعد كل هذه السنوات من العمل والتواصل والجهود المبذولة في هذا الطريق بات مشروعاً حيوياً قوياً في تحديد مستقبل العالم الاسلامي، والتقريب هو انتصار الروح الاسلامية وخروجها من التشتت والتناقضات التي لا تخدم الصالح العام. فمن غير المقبول ان تستمر الفرقة وحالة التيه بعد كل الذي أصاب المسلمين من ضعف واخفاقات، وليس بمقدور احد تجاوز هذا المشروع الذي أكّد عليه القرآن الكريم والسنة المشرفة ومنطق الحاجة في الدفاع عن قيم هذا الدين والأمة بعد أن أحاطت بنا التحديات من كل جهة و مكان. ولابد ان يسعى كل بمقدار جهده في تحقيق هذا المشروع والدفاع عنه.
    انّ الوحدة الإسلامية كمشروع حضاري عبارة عن التعاون بين اتباع المذاهب الإسلامية على أساس المباديء الإسلامية المشتركة الثابتة والأكيدة، واتخاذ موقف موحّد من أجل تحقيق الأهداف والمصالح العليا للأمة الإسلامية، والموقف الموحّد تجاه أعدائها مع احترام التزامات كل مسلم تجاه مذهبه عقيدة وعملاً.

    2- للأمن الفكري دور مؤثر في تعزيز التقريب بين المذاهب الاسلامية وان البحث عن السلام والأمن الفكري غاية سامية لم يحتكرها فرد أو عصر بذاته، وللوصول اليها علينا السعي الجاد بتحرير تفكيرنا من سيطرة عواطفنا ونبذ التعصب الفكري الذي يغذي أهواءنا لا عقولنا. ولابد من ازالة كل المعوقات التي تحجم فكرنا كالجهل والتعصب والغلو والفقر وقداسة الذات والاستبداد بكل ألوانه، ولا نتخذ من الأشخاص أصناماً تعبد ولا من التوجهات والسياسات والايدلوجيات أدياناً تزهق في سبيلها أرواح الأبرياء لمجرد مخالفتهم لهؤلاء الأشخاص أو لتلك التوجهات والانتماءات.

    3- تلعب السياسة الدولية دوراً كبيراً في تأجيج الأكاذيب ضد الاسلام وهناك جهات تمويل كبيرة لهذه الحملات الكاذبة ضد الاسلام والمسلمين ووصفهم بما ليس فيهم وابقاء الاسلام خاملاً لا يصل بأهله الى مراكز القوة والنفوذ في العالم وإبعاده عن الاقتراب من المراكز التي تتحكم في الاقتصاد الدولي، كما لا نعفي أثر أعمال بعض المسلمين في تكوين ظاهر الكراهية في الإسلام (إسلاموفوبيا)، ورغم هذا وذاك ينبغي تكثيف جهود الدول والمنظمات والجامعات الإسلامية لمقاومة هذه الظاهرة بكافة الوسائل، ومن خلال وسائل الاعلام المنفتح وتصحيح المناهج الدراسية وتنظيم حملات قوية تعبرّ عن روح الاسلام وتشرح حقائقه لكل الناس.

    4- من أهم مسؤوليات علماء الاسلام في الوقت الراهن العمل على إثراء حركة الصحوة الاسلامية وعمقها الحضاري الاسلامي وتوعية جماهير الأمة بالمخاطر الحقيقية لمؤامرات ودسائس الاستكبار الغربي، وما دامت الأمة بحاجة إلى نهضة حقيقية ترتقي الى مدارج التقدم فهذا يقتضي منا تنمية وعي الأمة بمشروع التقريب وذلك بإمدادها بموارد تشريعية قادرة على التجديد والابداع تماشياً مع روح العصر وبأبداع أصيل يمكّن الأمة من أن تعيش بكرامة وسؤدد بما يضمن مصالح الدنيا والآخرة بتحقيق مقاصد الشريعة الاسلامية.

    5- انسجاماً مع الفقرة السابقة التي تضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا في دعم هذه الصحوة الاسلامية العالمية فأن المؤتمرين يحيّون بافتخار هذه الصحوات المباركة والتحركات الشبابية المخلصة ومطالبتها باظهار الصورة الحضارية للدين الاسلامي بعيداً عن الخلافات التي تضعف صفوفهم، ويباركون للأمة هذا الوعي التغييري، وإن المطالبة بالحقوق حق تكفله الشريعة والقانون والاعراف الانسانية، ومن أجل ان تحقق الصحوة الاسلامية أهدافها لابد من الالتزام بسلمية هذه الاحتجاجات والوقوف بحزم أمام من يسعى لجرّها إلى العنف أو الاستقواء بالخارج الذي سوف لا يأتي إلا بالمآسي والآلام والاحتلال الغاشم هو احتلال للعقل قبل الارض والثروة. كما يدين المؤتمر كل أشكال العنف والقتل من أية جهة صدرت. ان عصر الصحوة كفيل بأن تتغير أحوال هذه الأمة باتجاه استقلالها وحفظ سيادتها وإرادتها، ولابد من اخراج الاحتلاليين لهذه البلدان الاسلامية ومنعهم من الخوض في دمائنا وتفرقتنا وتشتيت صفوفنا.

    6- ان وحدة الكلمة والمواقف كفيلة بإخراج الأمة من نفقها المظلم الذي تعيشه الآن بفعل سياسات الهيمنة والتسلط، وان مشروع الوحدة والتقريب يسهم الى حد كبير في بناء الأسس السليمة للقاء والعمل المشترك للنهوض بهذه الأمة والارتفاع بها وخلاصها من أعدائها. وبدون ذلك فإن التهديدات والاطماع بثروات هذه الأمة ستبقى خنجراً في الخاصرة لا تنتزعها إلا وحدة الكلمة والتراص والتقارب ومن هنا يكتسب مشروع التقريب والوحدة الاسلامية قوته ليحمل مبررات وجوده دليلاً ومرشداً ومنبهاً لأيّ اختلاف تنشغل به الأمة عن تحقيق أهدافها الكبرى.

    7- يؤكد المؤتمرون على ضرورة متابعة قرارات هذا المؤتمر والمؤتمرات الأربعة السابقة لما تضمنت من مشاريع عمل حقيقية وخطاب تقريبي وحدوي مؤثر وهادئ ومن هنا يمكن ان تقترح لجنة متابعة دائمة لهذه القرارات يتولى المركز الاسلامي في انجلترا متابعة اعدادها بمشاركة من يرغب عن طريق وضع ورقة وآليات لعمل هذه اللجنة الدائمة لمتابعة قرارات المؤتمر وتنظيم المؤتمر القادم.

    8- يشيد المؤتمرون بالخطوة العملية التي أطلقها مؤتمر الصحوة الاسلامية الذي عقد مؤخراً في طهران بالتوعية لمواجهة مخططات التقسيم وتجزئة العالم الاسلامي وهدر ثرواته وإنشاء مجمع عالمي للصحوة ويؤكدون على ضرورة متابعتها وتفعيلها لما يحيط بالأمة من تحديات جسام وفرض ارادة وهيمنة وتفريق لصفوف المسلمين والتدخل الخارجي في بلدان العالم الاسلامي، وصولاً الى شرق أوسطي جديد مهيمن عليه مسلوب الارادة والثروات، فالمسؤولية عامة لا تعدو أحداً بعد ان اختار الاعداء غزو عقول الأمة وتفريق صفوفها واختراقها من الداخل مما يتسبب بالفتن الكثيرة والخطيرة على مستقبل هذه الأمة.

    9- ان الفتنة الطائفية المقيتة التي يدعم قواعدها جهال الأمة وقوى الاستكبار العالمي انما يؤسس لها الاعداء بالتشجيع على سياسة التكفير وإقصاء الآخر وبإشاعة التمييز بكل صوره بين ابناء البلد الواحد والمدينة الواحدة، والطعن في المقدسات واهانة الرموز باستخدام مختلف الوسائل المتاحة لديهم وما أكثرها وأعقدها، فإن المؤتمرين ينظرون الى هذه الفتنة بأنها سلاح خبيث يريد النيل من وحدتنا وإضعاف قوتنا وتعويق حركة الأمة للحيلولة دون بناء نفسها وتهيئة ابنائها وتعليمها وتطوير اقتصادها، وان الواجب الشرعي يقتضي الوقوف صفاً واحداً ضد هذه السياسة المقيتة ولابد من فضحها وإفشالها في خطابنا للأمة وفي مشاريعنا وبرامجنا.

    10- الاعلام لم يعد كالسابق فهو الماكنة التي تسحق وتغيّر اتجاهات الرأي العام عند الناس وبإمكانه التضليل وتمرير المشاريع اللئيمة لما لهذا الاعلام من قدرات وامكانات هائلة، علينا ان نتوقف ونتدبر في كل ما يثيره هذا الاعلام الغربي والحليف له متدبرين قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)(سورةالحجرات:6) وبدون ذلك فان تأثيرات هذا الاعلام اللئيم سوف لا تتوقف عند حد ولابد من إدانتها وفضحها.

    11- خطابنا الاسلامي للأمة والجماهير والعالم لابد ان ينطلق من الثوابت التوحيدية والقيم الدينية العليا، وأن ينطلق من خلال رؤية اسلامية ثاقبة ليمتاز بالتحدي للمخططات المعادية وبالهدوء والرحمة والتسامح من اجل بناء صفوف هذه الأمة لمواجهة التحديات التي يطلقها اعداء هذه الأمة في كل وقت ومكان.

    12- فلسطين القضية الكبرى للمسلمين بل لكل المستضعفين في كل العالم هي مثال المظلومية للانسان الذي يدافع عن حقه قبال سياسة الارهاب المنظم والمقنن لصالح الاستكبار والمحتلين ويهيب المؤتمرون بضرورة الوقوف الى جانب أصحاب هذه القضية العادلة والانتصار لها والدفاع عنها بل كل قضايا المسلمين العادلة في كل بقعة ومكان، ويحيي المؤتمرون المقاومة البطلة في لبنان وفلسطين.

    13- يقترح المؤتمرون الدعوة إلى عقد مؤتمر ينظمه أصحاب المؤتمرات التقريبية في العالم، ويدعى اليه بعض قادة الدول الاسلامية وكبار المسؤولين وأصحاب الوسائل الاعلامية المؤثرة وقيادات الصحوة الإسلامية ويعرض فيه جميع التوصيات التي أقرتها مؤتمرات التقريب للانطلاق بمشروع عملي للوحدة الاسلامية. وذلك دعماً لطموحات هذه الجهود التوحيدية المنطلقة صوب جبهة عريضة من القيم السمحاء والمواقف التي من شأنها تنمية الطاقات التوحيدية والارتقاء بالأمة في مشاريع البناء والتكنولوجيا والتطوير والوحدة.
    كما اقترح المؤتمرون ان تقام مناسبات واحتفالات وصلوات مشتركة بين آن وآخر، يشارك فيها المسلمون على اختلاف مذاهبهم. ومن دواعي التقريب أيضاً إقامة مجلس إسلامي أعلى من حكماء الطائفتين الكبريتين في الاسلام وظيفته فضّ أي نزاع أو اختلاف يمكن ان يقوم بين الطائفتين، أفرادهم وهيئاتهم وحكوماتهم، بحيث يكون له الكلمة الأخيرة في هذه النـزاعات.

    14- واخيراً كلمة شكر ووفاء لكل القائمين على هذا المشروع التقريبي في كل مكان والذي يعدّ انجازاً في طريق صحوة هذه الأمة، كما يشكر المؤتمرون الإخوة الاعلاميين الذين يساهمون في تغطية هذه الأعمال ويناشدون فيهم رسالة الوعي الاعلامي الذي يخدم الأمة ويوقظها على التحديات ويصونها من الأخطار.
    والله الموفٍّق والمستعان، والى لقاء قادم بإذن الله تعالى.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    المؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية-لندن
    1/10/2011م الموافق 3 ذي القعدة 1432هـ

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد











    وللمزيد يمكنكم مراجعة موقع المركز الاسلامي في انكلترا ( هنا )

    مشاهد فيديو من المؤتمر ( هنا )
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      كلمة رئيس المركز الاسلامي في انجلترا
      سماحة الشيخ المعزي في المؤتمر الدولي الخامس
      للتقريب بين المذاهب الاسلامية - لندن


      دور الوحدة الاسلامية في الصحوة الاسلامية

      بسم الله الرحمن الرحيم

      المقدمة:
      الصحوة الاسلامية ليست ظاهرة عابرة اليوم، انما هي قضية تتعلق بالعقود الأخيرة، فالتطورات الأخيرة في العالم العربي ادهشت العالم كله.
      وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا اخيرا تطورات، أدت الى انقلاب في الهيكلية السياسية والاجتماعية في بعض الدول الاسلامية.
      اشتعلت هذه الثورات بشرارة من تونس اوائل شباط 2011، واخذت ابعادها تتوسع بهروب الطاغية بن علي من هذا البلد. كما أن سقوط الرئيس المصري حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من الحكم، كان نقطة ارتكاز في هذه الثورات الشعبية مما وسع نطاقها حتى وصلت الى الدول العربية في الخليج الفارسي ودول شمال افريقيا.
      ان بعض هذه الثورات لم تنجح حتى اليوم، وهناك محاولات من الغرب وبعض الأنظمة الحاكمة بدعم هذه الاحتجاجات من خلال تحركات واسعة، أو حتى اختراقها في بعض البلدان المستهدفة لتدمير الحكومات المعنية، الا أن مجموع هذه التطورات تبين نهضة شعبية عظيمة لا نظير لها في المنطقة بعد الثورة الاسلامية في ايران.
      نوعية هذه التطورات أدت الى أن ينظر اليها المحللون من وجهات نظر مختلفة حيث اختلفت مسمياتها وقد سمّاها البعض بالنهضات الشعبية، والبعض الآخر بالصحوة الشعبية والبعض بالصحوة أو النهضة الاسلامية.
      اما النقطة الهامة في هذا المجال هي تأكيد الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين والاجتماعيين على دور الثورة الاسلامية والاقتداء بقيمها من قبل الشعوب. ولم يستطع حتى الاعلام الغربي والسياسة الغربية التستّر على ذلك.

      الصحوة الاسلامية:
      الصحوة الاسلامية ظاهرة اجتماعية تعني الانعتاق والنجاة من الاستبداد والاستعمار والسعي للحصول على الكرامة الانسانية، والاستقلال السياسي، والاقتصادي، والفكري واداء الدور الاسلامي باعتبار المسلمين" افضل أمة للشعوب" كما علّمهم القرآن الكريم، وفي النهاية تبيين واظهار الهوية الاسلامية في كل مجالات الحياة.

      جذور وعوامل الصحوة الاسلامية:
      1- دخول الجيل الجديد بمواصفاته الثورية الى ساحة الصراع، حيث أصبح يدرك جذور الاسباب الحقيقية للتأخر العلمي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات، خاصة في المجالين الفكري والثقافي.
      2- الوعي والانتباه الى الوحدة الدينية وأسس الانسجام الايديولوجي والفهم الصحيح لاستراتيجية القوى المعادية والاستكبار لايجاد الفجوة في العالم الاسلامي.
      3- الاحداث الموقظة والمنبهة، في المنطقة والعالم، لاسيما ازمة فلسطين، 11 أيلول، احتلال العراق وافغانستان، استراتيجية الحرب الايديولوجية للغرب بمحورية أميركا بهدف السيطرة على العالم الاسلامي، كان لها اثر ملحوظ في الصحوة الاسلامية.
      4- تنمية وتطوير الاتصالات ووسائل الاعلام وتكامل طرق تبليغ الاسلام والدعاية له.
      5- كما تعتبر الثورة الاسلامية عاملا هاما في الصحوة الاسلامية وتلعب دورا هاما في نهضة الشعوب المسلمة وصحوتها.
      أخرجت الثورة الاسلامية، العالم الاسلامي من الانزواء والسكون بشكل عملي ومحسوس بعد عقود. وكانت الطاقة التي انطلقت من الثورة بمثابة محرك لكل التحركات والنهضات الاسلامية، وايقظت الشعوب المسلمة وعرّفتها بحقوقها وقدراتها من جهة، وابطلت من جهة أخرى وهم عدم انهزام نسر الاستبداد واخطبوط الاستعمار والامبريالية. وهذا أدى الى أن تعيد الشعوب المسلمة " الجرأة والثقة بنفسها"، كما ساعدت الثورة الاسلامية التي انطلقت من الدين ذاته، في احياء وتجديد الحياة الاسلامية في ايران والعالم.
      كان للثورة الاسلامية دور أساس في استمرار الحركات والتيارات الاسلامية المعاصرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وتتفق كل المحافل السياسية في العالم من اصدقاء ايران واعدائها والمنافسين والدول المعادية على هذه الحقيقة وهذا الواقع.

      الوحدة الاسلامية:
      أن الدول الاسلامية اليوم بحاجة ماسة الى الوحدة أكثر من أي وقت مضى. وبما أن الاعتداء على العالم الاسلامي مستمر مثل: (احتلال فلسطين، والتدخل العسكري في ليبيا والبحرين والتدخل السياسي في سوريا ومصر) يثير ذلك احياء موضوع الأمة الاسلامية الواحدة ليكون مفتاح الحل.
      تستطيع الوحدة الاسلامية أن تبين القدرة وجلالة الاسلام، وقدرة المسلمين وتكون عاملا للسيطرة على الدول الكبرى الظالمة وطرح وجهات النظر الاسلامية.
      حسب تعاليم القرآن الكريم أن الناس موحدون في أصل خلقتهم، لأن ربهم خلقهم من نفس واحدة (كان الناس أمة واحدة)، وتعتبر هذه الوحدة في الخلق أساساً لتشكيل الأمة الواحدة. وقد أشارت الآيات القرآنية إلى ان وحدة الأمة البشرية الواحدة تلاشت لاسباب من ضمنها الظلم، والحسد، والنـزاعات لحب الدنيا، وعدم التوفيق في الامتحان الالهي، والفرقة، ووساوس الشيطان، وأمام ذلك يطرح القرآن الكريم استراتيجيات: الأخوة، والمودة، والرحمة، والرأفة، والفضيلة والسلام في ظل دين الاسلام المقدس لإعادة هذه الوحدة المفقودة.
      المسلمون اخوة في الاسلام، فان الأمة الاسلامية مجتمع يتشكل من اشخاص تربط بينهم علاقة أخوية وجميعهم يعتقدون ويؤمنون بالاسلام.
      نعم تستخدم في الثقافات الأخرى، عبارات مختلفة للتعبير عن مفهوم المجتمع مثل: الشعب، الناس، الفرقة، الطائفة، القبيلة، العشيرة، القوم، الشريحة، الطبقة، العرق، والمجتمع.
      لكن الاسلام اختار عبارة "الأمة" بدلا من كل هذه العبارات لتسمية مجتمعه البشري، ويتابع الاسلام اهدافاً خاصة من خلال هذه التسمية. الأمة في التعبير القرآني تطلق على مجموعة موحدة في الدين والمذهب والزمان والمكان والمشتركات الانسانية الأخرى.
      بما أن هذه العبارة تشابه عبارة المجتمع التي نستخدمها اليوم، لكنها تختلف عن هذه العبارة اختلافا كبيرا لا نستطيع تجاهله، فالمجتمع في تعبير علم الاجتماع هو مجموعة منظمة من الاشخاص،يعيشون مع بعض على أرض مشتركة ويوفرون حاجاتهم الأساسية والرئيسية في التعاون مع بعض كمجموعات وفرق ويتمايزون عن المجتمعات الأخرى باشتراكهم الثقافي والموحد باعتبارهم مجتمعاً واحداً.
      لكن الأمة تتشكل من اتباع دين خاص أو اتجاه خاص، بسبب تشابههم ووحدتهم في نوع خاص من العمل أو المنهج الفكري. على أساس هذا التعريف تستطيع الأمة أن تكون أساساً منظمة اجتماعية واسعة تحمل في طياتها كل البشرية.
      نستنتج من تعاريف القرآن وتعاليمه، أن المقصود بالأمة الاسلامية أنها مجموعة كبيرة أو صغيرة من الناس تكون تحت نطاق قيادة وارشاد وهداية مشتركة وتسير نحو هدف موحد.
      يمتاز هذا المجتمع المثالي في القرآن بمواصفات خاصة، عن المجتمعات الأخرى. تعتبر المواصفات والميزات الدينية الأصل والأساس في تشكيل الأمة الاسلامية. بعبارة أخرى تتحقق الواجبات والرسالة الاسلامية في اطار مجموعة تسمى الأمة وليس غيرها.
      وفي الواقع أن الأمة الاسلامية لم تستقر في حدود جغرافية خاصة، بل تطلق على مجموعات تتجاوز الجغرافيا تطيع الأوامر الالهية، وتقبل رسالة نبي واحد.
      وفي هذا المجتمع لم تكن الاختلافات العرقية والقومية هي الأساس، بل المعيار هو التفوق بالتقوى والطاعة (ان أكرمكم عند الله اتقاكم).
      الفكر السياسي الاسلامي يستخدم عبارة الأمة بدلا من عبارة الشعب. وفي هذا الاطار يسمى المجتمع الذي يعيش فيه المسلمون بالأمة، بعنوان، أن الاسلام هو العامل الوحيد للعضوية في هذا المجتمع ، والشروط الأخرى التي تشكل الشعب والوطنية لها دور تكميلي في الاسلام. يعتبر الاسلام العقيدة المحور الأساس في الحياة. وهذا المبدأ مع مبدأ الوحدة ينظم الحياة الاجتماعية، والتعاون بين الناس في المجتمع الاسلامي.
      بينما الثقافة والفكر الغربي يعتبر العرق، واللغة، والتاريخ، والحدود الجغرافية هي المفاهيم التي يتشكل الشعب على أساسها.

      نظرية الأمة الواحدة:
      يعتبر القرآن الكريم تشكيل الأمة الواحدة برنامجاً شاملاً وعالمياً لتحقيق الحكومة العالمية الواحدة. ولتحقيق هذا الهدف بشّر في الأديان المختلفة بظهور مصلح لآخر الزمان، حيث يؤسس هذه الأمة العالمية.
      ويرتبط تحقيق تشكيل هذه الأمة، بالوحدة، والوحدة هي نتيجة الايمان والعقيدة.
      للوحدة أهمية كبيرة في المجتمع الاسلامي وذلك لأن الاسلام يؤسس للأمة العالمية على أساس الوحدة بين البشر، والوحدة التي تحصل من طريق حب البشر لبعضهم، والاحترام لحقوق الانسان، والأخوة والمساواة بينهم، وتمهد لتحقيق مصالح المسلمين وعباد الله كافة.
      الوحدة الاسلامية الآن ضرورة لا مفر منها، وترتبط بمصير المسلمين في الساحة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
      الوحدة تعني تشابه وتلاقي المصالح والأهداف. المصالح والأهداف عبارتان أساسيتان في انسجام ووحدة كل مجموعة. فان الوحدة التي تتضمن اركاناً وأسساً اسلامية، أي تتابع مصالح وأهداف اسلامية، تسمى الوحدة الاسلامية.
      الوحدة الاسلامية تعني ايجاد نوع من الاتحاد والتشابه بين المصالح والأهداف.
      الذين يعبدون رباً واحداً، ولهم نبي واحد يسمى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتاب واحد يسمى القرآن الكريم، ويعملون لهدف واحد مشترك وهو السعادة البشرية والوصول الى القرب الالهي، يكون لهم أهداف ومصالح مشتركة، ويبذلون كل جهدهم للوصول الى تلك الأهداف.
      فلهذا يسمّي النبي الأكرم (ص) المسلمين بـ"اليد الواحدة" مقابل الآخرين. والمقصود من وحدة الأمة الاسلامية هو أن المسلمين بمثابة شخص واحد :«ذمة المسلمين واحدة يسعی بها ادناهم، و هم يد علی من سواهم» المسلمون إذن يد واحدة.
      ولهذا يعتبر التوحيد، والنبوة، والكتاب السماوي ( القرآن المجيد) اركان وأسس وحدة الأمة الاسلامية، ولا تتشكل وحدة الأمة الاسلامية دون وجود هذه الأركان الثلاثة.
      والمقصود من الوحدة والأخوة الاسلامية التي جاءت في المصادر والنصوص الدينية، هي الوحدة التي تهدي الناس الى رب واحد وهدف واحد.
      وحدة الأمة الاسلامية تحصل فقط من طريق جمع الناس تحت راية التوحيد الاسلامي ومتابعة القرآن والعترة والسنة، وهذا جانب من جوانب الفكر الاسلامي. ولم تتحقق الوحدة من خلال الضغط، مثل ضغوط الحكام، أوالمصالح الارضية، والاقتصادية وغيرها، بل تتحقق من خلال البنية الايديولوجية.
      والاسلام لا يشيد بالوحدة لذاتها، بل أن الوحدة التي يكرمها الاسلام هي وحدة تدور محور الحق والمبادئ الانسانية المتعالية وعلى أساس العزة.
      وتعني الوحدة الاسلامية أن الطوائف المذهبية كافة تجتمع على أساس دين الاسلام، ولتحقيق هذا الأمر ليس بالضرورة أن تترك كل طائفة مذهبها، أوتختار كل الطوائف مذهباً واحداً.
      لأن هذا الأمر ليس ضرورياً، ولا حتى ممكناً، بل يستطيع المسلمون أن يتحدوا ويشكلو الوحدة الاسلامية على أساس العناصر الدينية المشتركة.
      وطريق الوصول الى هذا الهدف هو أن المسلمين عليهم أن يوسعوا نظرتهم في المسائل الخاصة بالأمة الاسلامية، ويفكروا بما وراء الحدود المذهبية، والوطنية، واللغوية، وغيرها ويقدموا مصالح الاسلام والمسلمين على المصالح الجزئية والشخصية.

      أهمية الوحدة وتجنب الخلافات:
      يهتم القرآن الكريم اهتماما خاصا بقضية الوحدة الاسلامية. فيذكّر بالنتائج الايجابية للوحدة من جهة، ويحذّر من النتائج السلبية للخلافات من جهة أخرى.
      تدعو آية «واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا» (آل عمران/103) المسلمين كافة الى الوحدة وتجنب الخلافات، وهي من ضمن الآيات التي تدعو المسلمين الى التقوى الالهية في بدايتها. ومن هنا نستنتج هذه النقطة بأن ايجاد الوحدة وحفظها في المجتمع الاسلامي يعتبر من مظاهر التقوى الاجتماعية والسياسية، كما أن ايجاد التوتر والنزاع يخالف التقوى الالهية. والآية نفسها تذكر بحالتين أن الوحدة والانسجام تعتبران من النعم الالهية. ومن الطبيعي أن الخلاف والنـزاع يعتبران نقمة وعذاباً الهياً. ويذكّر القرآن الكريم في آية أخرى بأنواع العذاب الدنيوي والأخروي ويقول: «او يلبسکم شيعاً ويذيقُ بعضکم بأس بعض»(انعام/65)
      يعتبر الخلاف من أسوأ انواع العذاب للمجتمع الانساني حيث أن له نتائج وتبعات سيئة داخلية وخارجية.
      النتائج الداخلية هو أنه من المحتمل أن تشتعل نار الحرب والنزاع في ذلك المجتمع ويحرق كل كيانهم.
      كما يقول القرآن الكريم: «وکُنتم علی شفا حفرة من النار فانقذکم منها» (آل عمران/103)
      والنتائج الخارجية للخلافات هو أن المجتمع يضعف ويخسر قدرته ويكون عاجزا وضعيفا وفاشلا أمام الآخرين:، «ولا تنازعوا فتفشلو و تذهب ريحکم» (انفال/46). تعبير «تذهب ريحکم» فيها اشارة ظريفة الى أن المجتمع يخسر اعتباره وهيبته بالنـزاع والخلاف كما يخسر قدرته.

      استراتيجية الوحدة الاسلامية:
      يقدم القرآن الكريم استراتيجيات وطرقاً كثيرة لتحقيق الوحدة الاسلامية وحفظها، وأهم هذه الطرق هي:

      الف)الاعتماد على العناصر الدينية المشتركة:
      الطريق الأساس لوصول المجتمع الى الوحدة الداخلية هو الاعتماد على العناصر والمبادئ المشتركة. ويعتبر القرآن العامل الديني هو أهم العوامل ولا يسبقه عامل آخر.
      فلهذا يعتبر الكتاب السماوي الطريق الأول للوحدة، الاعتماد على العوامل الدينية المشتركة. يعتبر هذا العامل فاعلا ليس على مستوى الأمة الاسلامية فحسب، بل على مستوى كل الاديان السماوية: «قل يا اهل الکتاب تعالوا الی کلمة سواء بيننا و بينکم ألّا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئاً» (آل عمران/64)، هذه الآية تتحدث عن أهل الكتاب، لكن رسالتها لا تخصهم فحسب، بل تقدم مشروعاً شاملا للتعامل مع الآخرين.
      على أساس هذا المشروع يستطيع المسلمون أن يشكلوا الوحدة في المجالات المختلفة.
      على النطاق الواسع يستطيع المسلمون أن يتحدوا مع كل الأديان السماوية على أساس الاعتقاد بالله والايمان بدين الهي.
      وفي النطاق المحدود تستطيع المجتمعات الاسلامية أن تجتمع وتتحد على أساس المشتركات الدينية الكثيرة وبحفظ الهوية المذهبية لها.
      لا يتعارض النقاش والحوار حول القضايا المختلفة والتي تختلف الآراء حولها، مع مشروع الوحدة الاسلامية بل يلعب ذلك دوراً هاماً في انجاحه، وتصبح الوحدة عميقة ومستمرة حين ترافقها المعرفة، وتكون الوحدة عمياء حين تحصل بغليان المشاعر. والجدير بالذكر لابدّ أن تكون هذه الحوارات متصفة بالعقلانية والاحترام المتبادل.

      ب) اصالة القيم الاسلامية:
      من المواضيع الهامة التي تطرح في قضية الوحدة الاسلامية هو موضوع الأقارب والغرباء.
      يعتبر القرآن أن العلاقة الدينية هي المعيار الوحيد للقرابة ، وليس العلاقة الوطنية واللغوية والعرقية وليس حتى العلاقة الأبوية. وكلما كانت هذه العلاقة المعنوية والروحية أقوى ازداد معيار القرابة.
      ووفقا لهذا المبدأ الأساس والعام، قد اعتبر نبي الاسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا ذر الغفاري وسلمان الفارسي من آله، وفي المقابل، اعتبر الله أن ابن نوح من الأجانب والغرباء، وتجاهل علاقته الأبوية: "يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح". (هود /46).

      ج) ايجاد الوحدة الداخلية:
      أن الوحدة والانسجام لابدّ تكون مستمرة حينما تنشأ من داخل الانسان، ويتفق ذلك مع التقمص العاطفي. بعبارة أخرى أن الوحدة الظاهرية والخارجية تستمر وتصبح عملية حينما تنشأ من الوحدة الباطنية والداخلية، وان كانت غير هذا فأنها سرعان ما تزول وتكون عابرة ودونما أثر.

      تحقيق الوحدة من منظور الصحوة الاسلامية:

      الصحوة هي حركة شاملة لاعادة الاسلام الى هويته وطبيعته، بعد قرون من انزواء المسلمين وهزائمهم، ويعتقد العلماء والمفكرون والمثقفون في العالم الاسلامي، أن احياء الاسلام لا يمكن الا بالعودة الى أصالة الاسلام بواسطة المسلمين، وفي نفس الوقت احترام الانجازات البشرية الحديثة. وعلى هذا الاساس فأن الصحوة الاسلامية في القرن الأخير أدت الى يقظة المسلمين ووعيهم بالدين، وعودتهم الى الأحكام الاسلامية واسترجاع العزة الاسلامية في العالم.
      يعتبر احياء الوحدة الاسلامية من الانجازات الهامة للصحوة الاسلامية، لأن التفرق وتشتيت الأفكار والآراء والمذاهب الاسلامية من الآفات الاساسية للمجتمعات الاسلامية.
      منذ القرن الرابع حتى اليوم كتب الكثير من الكتب أو اغلب الكتب الهامة عند المسلمين على أساس التطرف والانحياز لفكرة اسلامية خاصة به واهمال الافكار الاسلامية الأخرى، دون أن تفتح طريقا للوحدة والتسامح بين المسلمين.
      وعلى الساحة العملية كانت الاوضاع أسوأ من هذا، لأن الحروب المتوالية التي حدثت بين اتباع المذاهب الفكرية الاسلامية المختلفة، سلبت الفرصة من المسلمين للتنمية وحركية المسلمين وتبليغ دينهم. ويعتبر مبدأ الانصاف في الحقوق من المبادئ الأساسية في الوحدة من منظور الصحوة الاسلامية.
      وليتجنب العلماء في كل مذهب التطرف، وإنْ اقترف أحد اتباع مذهبهم خطأ يتعارض مع مبادئ الوحدة ويمس بها، يجب على العلماء ادانته بشكل رسمي، وأن المصداقية هامة جدا في هذا الأمر، لأن العمل غير المصداقي ستتعكز عليه العناصر المتطرفة حتى يضروا باتباع المذهب الآخر.
      قال الله سبحانه:
      (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطاً مستقيماً)(سورة النساء: 175).
      والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

      الشيخ المعزي
      (رئيس المركز الاسلامي في انجلترا)

      تعليق


      • #4
        النهضه الأسلاميه
        1- محاربه المتطرفين والتبرء منهم في الطرفين
        2- الوقوف ضد الظالم ايا كان مذهبه
        3- وقف التكفير ونبذ روايات لم يأمربها ألأمام علي في اللعن والمظلوميه؟
        4- وقف الحملات الأعلاميه والدعويه واستبدالها
        بالحوار المتكافء والحضاري.
        5- وضع عقيده الوحده الأسلاميه وما يأمره الله في قرآنه بألأعتصام والأخوه فوق كل شىء ونفض عقائد البراء بين المسلمين وتحويلها الى اعداء الأسلام ؟
        6- تأييد كل ما يوحد ألأمه في العباده والزواج والسياسات العامه الأقتصاديه والأجتماعيه الخ.
        8- تشريع آليات تحل مشاكل الطوائف وألأقليات
        بشكل مشترك ومتكافء

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة @وراء الحقيقة @
          النهضه الأسلاميه
          1- محاربه المتطرفين والتبرء منهم في الطرفين
          2- الوقوف ضد الظالم ايا كان مذهبه
          3- وقف التكفير ونبذ روايات لم يأمربها ألأمام علي في اللعن والمظلوميه؟
          4- وقف الحملات الأعلاميه والدعويه واستبدالها
          بالحوار المتكافء والحضاري.
          5- وضع عقيده الوحده الأسلاميه وما يأمره الله في قرآنه بألأعتصام والأخوه فوق كل شىء ونفض عقائد البراء بين المسلمين وتحويلها الى اعداء الأسلام ؟
          6- تأييد كل ما يوحد ألأمه في العباده والزواج والسياسات العامه الأقتصاديه والأجتماعيه الخ.
          8- تشريع آليات تحل مشاكل الطوائف وألأقليات
          بشكل مشترك ومتكافء
          1- هل تبرأتم من الحذيفي التكفيري النجس والذي تهجَّمَ أمس في خطبة الجمعة بالحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة على المذهب الشيعي ومعتقداته ،وقال ان أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم براء من عقائد الشيعة.وجاء ذلك على خلفية الاشتباكات التي حدثت بين رجال الأمن والمدنيين في بلدة العوامية بمحافظة القطيف(شرق المملكة).
          وقال الحذيفي في خطبة الجمعة أن أهل البيت والصحابة الأجلاء براء من عقيدة الشيعة وهي أن الإمام محمد بن الحسن العسكري أي الإمام المهدي المنتظر(عج)،وهناك الأدلة الكثيرة المنكرة لتلك العقيدة الباطلة.
          وأضاف الشيخ الحذيفي "بأن الشيعة الروافض يتصرفون ويتحركون بإسم ابو صالح وثوراتهم لأجله وهو معدوم لم يولد أصلا".
          واسترسل إمام الحرم النبوي الشريف بالهجوم العنيف على المواطنين السعوديين الشيعة،والذي أسماهم بالروافض،واستخدم الحذيفي العديد من عبارات التحريض وزع الكراهية والفتن التي تفكك لحمة الوطن الواحد .
          وختم الحذيفي خطبته الأولى بطلب من علماء المسلمين في مؤتمراتهم ورابطة العالم الإسلامي بمعالجة مشاكل المسلمين وإدانة العمل التخريبي الذي حدث في العوامية بمحافظة القطيف.

          2-نحن الذي لعنهم الله نلعنهم ولايختلف اثنان ان من ظلم آل البيت واذى رسول الله يستحقون اللعن
          3- ليس مايامر به الله تعالى في قرآنه الكريم بل وما يأمر به رسوله العظيم في سنته ايضا
          وفي الختام اذا اراد المسلمون التوحد وبناء الامة الاسلامية الواحدة هذا لايحصل الا اذا جمعهم الاسلام الصحيح الذي وحد القبائل المتناحرة والمختلفة وكون منهم امه واحدة تحت راية رسوله الكريم

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
          ردود 2
          9 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X