إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    السَقّيفة وفَدكُ



    لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
    المتوفى ـ 323هـ



    رابط :


    http://www.m-alhassanain.com/kotob/a...5/08/index.htm

    http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/15/book_59/main.htm






    السقيفة وفدك الجوهري

  • #2
    احسنتم ومشكورللموضوع...

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4


        كتاب: السقيفة وفدك
        تأليف: ابي بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي
        تقديم وجمع وتحقيق: الدكتور الشيخ محمد هادي الاميني
        اصدار: مكتبة نينوى الحديثة
        عدد الصفحات: 150

        صفحة الكتاب
        http://www.narjes-library.com/2014/1...-post_926.html

        اضغط لتنزيل الكتابPDF

        لقراءة الكتاب TEXT
        http://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=1350

        http://www.m-alhassanain.com/kotob/a...5/08/index.htm

        او اضغط هنا او هنا

        تعليق


        • #5
          اننا نقرأ أسماء الآلاف من العلماء، والرواة، والأدباء، ولا نجد بين أيدينا شيئا من آثارهم، كما اننا نطالع أسماء لكثير من التصانيف والموسوعات، ولا أثر لها في خزائن الكتب، ومهم على سبيل المثال، أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي، فقد كان كثير العلم والرواية والأدب. وصاحب مدرسة ومكتبة وحوزة في البصرة وبغداد... يجتمع إليه الأدباء والمحدثون وينقلوا ويسجلوا ما يمليه عليهم، أو يستمع الى قراءة كتبه ومؤلفاته سنين طويلة... ولابد لعالم كهذا تصانيف وكتب ورسائل جمة... غير أن لم يحفظ التاريخ لنا منه كتاب ولا رسالة ولا ورقة... مع العلم كما سنوقفك عليه من أن مؤلفاته كانت متداولة وموجودة الى القرن السابع الهجري، وموضع عناية المحققين، والمصنفين ، بحيث اتخذوها من المراجع الهامة، وحسبوها من المصادر الأسلامية أو الأدبية الحية. قال عز الدين ابن أبي الحديد عنه: وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث، كثير الأدب، ثقة، ورع، أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه مصنفاته (شرح نهج البلاغة ١٦: ٢١).
          ان هذه الجملة على اختصارها، ان دلت على شيء فانما تدل على وجود مصنفات لأبي بكر الجوهري... في شتى المواضيع ومختلف البحوث... غير أن التاريخ لم يحتفظ لنا بشيء منها، حتى أن بعضا من المحققين والمتتبعين رغم البحث والتتبع في كافة مظان خزائن المخطوطات العربية أعلن أن كثيرا من الكتب التي أصبحت من عداد التراث العربي المفقود، لا تزال عناوينها ومقتبسات منها محفوظة في سائر المؤلفات، منها مثلا كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري (الغارات ١: عو ـ المقدمة ـ ط ايران سنة ١٣٩٥هـ تحقيق وتقديم المرحوم العلامة مير جلال الدين الحسيني الارموي المحدث. ويقع في مجلدين ٣٧٢ + ٧٤٩).
          وإذا ما تصفحنا بعض المعاجم والمراجع الأدبية والتاريخية ، لوجدناها زاخرة بروايات وأحاديث تحدث بها أبو بكر الجوهري، أو أملاها على المؤلفين، ومنها مؤلفات أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، وأبي عبيدة محمد بن عمران المرزباني، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري الخراساني، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم.
          ولما كانت أحاديث وروايات الجوهري، مبثوثة في طيات الكتب والمعاجم وتعتبر بحق نصوصا تاريخية وأدبية، أخذت على نفسي جمعها ولمها من ثنايا الكتب وجعلها في كتب خاصة مستقلة باسمه، مع ذكر المراجع التي نقلت وأخذت منها فكانت مؤلفاته كما يلي:
          مؤلفات الجوهري:
          تقع تصانيف الجوهري وتنقسم على جوانب شتى، وبحوث مختلفة من التاريخ، والأدب، والحديث، والتفسير، وكانت على النحو التالي:
          أ ـ أخبار الشعراء:
          جمعت فيه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر الجوهري، من أحاديث وأخبار الشعراء في كتابيه ـ الأغاني ـ و ـ مقاتل الطالبيين ـ.
          ب ـ السقيفة وفدك:
          ويحتوي على جميع النصوص التي ذكرها ابن أبي الحديد، في كتابه ـ شرح نهج البلاغة ـ عن كتاب السقيفة لأبي الجوهري، حسب ما كانت في خزانة كتبه من نسخة، وكذا نسخة اخرى منه نسخة، كذا نسخة اخرى منه في مكتبة بهاء الدين أبي الحسن علي الاربلي البغدادي صاحب كتاب ـ كشف الغمة ـ.
          ج ـ مآخذ العلماء على الشعراء:
          ويضم ما ذكره أبو عبيد الله محمد المرزباني، في كتابه ـ الموشح ـ عن أبي بكر الجوهري، وهي مآخذ كتبها الجوهري، الى المرزباني، وهي مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر... واسأل الله جل شأنه... التوفيق والصحة والعون والعمر... في اخراج الجميع وطبعه ونشره انه ولي التوفيق.
          هذا وحدثني الفقيه آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي... انه شاهد في مكتبة المرحوم العلامة الشيخ محمد السماوي النجفي كتابا لأبي بكر الجوهري، في علوم القرآن، وفي الأغاني أحاديث وروايات قرآنية جاءت عن الجوهري، تثبت هذا الرأي.
          مشايخه في الرواية:
          يروي أبو بكر الجوهري ، في كتابه عن رجال أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وصدقهم ، كما ترجمت لهم أصحاب المعاجم واثنوا عليهم ، وترجموا لهم وذكروهم بالتقدير والاكبار ، وهم من كبار الشيوخ وفطاحل السنة ، لأن المؤلف كان يستقصي في وضع تأليفه الأحاديث من منابعها السليمة ، ويتوخى الأخبار عن مصادرها الموثوقة الشافية حسب اعتقاده وعلمه ، وان أتى فيه ما يخالفه الحقيقة والواقع في بعض الأحايين ، فذكر أحاديث وأخبار مباينة للحق الصراح ، ولذلك أشرنا إليها في الهوامش ، وترجمنا رجال السند ، وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم ، لتمتاز الأحاديث الصحيحة من السقيمة ، والمعتمدة من المختلفة ، ولينتقى التاريخ عن المختلقات والموضوعات ، ويصفى من الشبه والضلالات.
          ان التاريخ ينبغي أن يتطهر من زلات الميول والعواطف ، ويتجرد عن الأهواء والاتجاهات الطائفية والسياسية ، ويتنزه عن الهوى والأهواء ، والحب والتقليد الذي تبيد في صعيده الحقائق ، وتتلاشى في ظلاله الواقع ، كل ذلك لئلا يذهب الحق جفاء ، وما يفسد الناس ويضلهم فيمكث.
          لقد روى المؤلف ... في كتابه هذا عن نفر عرفوا بالصدق ، والعدل ، والثقة ، وكثيرا ما نجده في نقله الحديث يبتدأه بقوله : أخبرنا ، حدثني ، حدثنا ، أنبأنا ، وما أكثرهم مشايخه في الرواية ، بيد أنه كثير النقل والرواية عن :
          أ ـ عمر بن شبة :
          أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد بن رائطة بن أبي معاذ النميري البصري النحوي الأخباري البغدادي المتوفى ٢٦٢ (الشذرات ٢ : ١٤٦. الغدير ١ : ٩٤. النديم : ١٢٥. تهذيب التهذيب ٧ : ٤٦ وفيه مات سنة اثنتين ومأتين وهو تصحيف. تاريخ بغداد ١١ : ٢ ٨. تهذيب الاسماء ٢ : ١٦. معجم الأدباء ١٦ : ٦. تذكرة الحفاظ ٢ : ٩. بغية الوعاة : ٣٦١. هدية العارفين ١ : ٧٨. وفيات الأعيان ٣ : ٤٤. العبر ١ : ٣٦٢. البداية والنهاية ١١ : ٣٥).
          روى عن أبيه وعمر بن علي المقدمي ، ومسعود بن واصل ، وعبيد بن الطفيل ، وعبد الوهاب الثقفي ، وحسين الجعفي ، وأبي داود الطيالسي ، وابي اسامة ، وبشر بن عمر الزهراني ، وابن مهدي ، والقطان ، وأبي أحمد الزبيري ، وأبي عامر العقدي ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وأبي بدر شجاع بن الوليد ، وأبي عاصم ، والأصمعي ، وعبد الوهاب الخفاف وعفان ، وعلي بن عاصم ، وقريش بن أنس ، وغندر ، وابن أبي عدي ، ومعاذ بن معاذ ، ومعاوية بن هشام القصار ، والوليد بن هشام القحذمي ، وأبي زيد الأنصاري ، ومسلم بن ابراهيم ، فمن بعدهم.
          وروى عنه ، ابن ماجة ، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي ، وأحمد بن يحيى البلاذري ، وابن أبي الدنيا ، وأبو نعيم بن عدي ، وابن صاعد ، وابن أبي حاتم ، واسماعيل بن العباس الوراق ، وأبو الحسن علي بن عيسى الوزير ، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، وأحمد بن اسحاق بن بهلول ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأبو العباس السراج ، ومحمد بن زكريا الدقاق ، والحسين بن اسماعيل المحاملي ، ومحمد بن أحمد الأثرم ، ومحمد بن مخلد الدوري.
          قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب ، وقال الدارقطني ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مستقيم الحديث وكان صاحب أدب وشعر وأخبار ، ومعرفة بأيام الناس. وقال الخطيب : كان ثقة عالما بالسير وأيام الناس. وله تصانيف كثيرة وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى ، وقال المرزباني في معجم الشعراء : أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة. وقال مسلمة : ثقة انبأنا عنه المهرواني ، وقال محمد بن سهل : روايته ، كان اكثر الناس حديثا وخبرا ، وكان صدوقاً ذكياً نزل بغداد عند خراب البصرة (تهذيب التهذيب ٧ : ٤٦).
          ب ـ محمد بن زكريا الغلابي :
          أبو جعفر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري الجوهري الاخباري ، وقيل : أبو عبد الله مات سنة ٢٩٨ (الشذرات ٢ : ٢٠٦. تنقيح المقال ٣ : ١١٧. النجاشي : ٢٤٤. تأسيس الشيعة : ٢٣٤ ، ٢٥٢. ميزان الاعتدال ٣ : ٥٥. هدية العارفين ٢ : ٢٣. ايضاح المكنون ٢ : ٢٨٦ ، ٢٨٩ ، ٣ ٩ ، ٣٤٨ ، ٥٤ ، ٧١٤. جامع الرواة ٢ : ١١٤. النديم : ١٢١).
          كان هذا الرجل وجها من وجوه أصحابنا بالبصرة ، وكان اخباريا واسع العلم ، وصنف كتبا كثيرة ، له كتب منها : الجمل الكبير ، والجمل المختصر ، وكتاب صفين الكبير ، وكتاب صفين المختصر ، مقتل الحسين (ع) ، كتاب النهر ، كتاب الأجواد ، كتاب الواقدين ، مقتل أمير المؤمنين (ع) ، أخبار زيد ، أخبار فاطمة (ع) ، كتاب الخيل ، قال النديم : كان ثقة صادقا ، روى عن عبد الله بن رجاء الغداني وطبقته ، قال ابن حبان : يعتبر بحديثه ، وقال السيد الصدر : أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري ، امام أهل السير والآثار والتاريخ والأشعار.
          وما جاء في الشذرات من تقييد وفاته ٢٩ ه‍ بعيد عن الصحة ، والصواب ما ذكرناه.
          ج ـ يعقوب بن شبية :
          أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري المتوفى ٢٦٢ (تاريخ بغداد ١٤ : ٢٨١. تذكرة الحفاظ ٢ : ١٤١. البداية والنهاية ١١ : ٣٥. النجوم الزاهرة ٣ : ٣٧. الشذرات ٢ : ١٤٩. كشف الظنون : ١٦٧٨. هدية العارفين ٢ : ٣٥٧. ايضاح المكنون ٢ : ٤٨٢. طبقات الحفاظ : ٢٥١).
          الحافظ أحد الأعلام ، وصاحب المسند المعلل ، سمع علي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وعفان بن مسلم ، ويعلي بن عبيد ، ومعلى بن منصور ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبا النضر هاشم بن القاسم ، واسور بن عامر ، وأبا نعيم ، وقبيصة بن عتبة ، ويحيى بن أبى بكر ، وحسينا المروزي ، ومسلم بن ابراهيم ، وأبا الوليد الطيالسي ، ومحمد بن كثير ، وأبا مسلمة التبوذكي ، وأبا أحمد الزبيري ، واحوص بن جواب ، وخلقا كثيرا من أمثالهم.
          روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب ، ويوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول ، وكان ثقة ، سكن بغداد وحدث بها وصنف ، كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبيض المسند ونقله ، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار ، وكان من فقهاء البغداديين على قول مالك ، ومن كبار أصحاب أحمد بن المعدل ، والحارث بن مسكين ، وأخذ عن عدة من أصحاب مالك ، وكان من ذوي السرور ، كثير الرواية والتصنيف.

          د ـ أحمد بن منصور الرمادي :
          أبو بكر احمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي المتوفى ٢٦٥ (تهذيب التهذيب ١ : ٨٣. تاريخ بغداد ٥ : ١٥١. ميزان الاعتدال ١ : ١٥٨. معجم البلدان ٣ : ٦٦. الشذرات ٢ : ١٤٩. طبقات الحفاظ : ٢٥١).
          حافظ ثقة سمع عبد الرزاق بن همام ، وابا النضر هاشم بن قاسم ، وزيد بن الحباب ، ويزيد بن أبي حكيم ، وأبا داود الطيالسي ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن اسحاق السيلحيني ، وأسود بن عامر ، ومعاذ بن فضالة ، وعلي بن الجعد ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن القاسم بن حكام ، والقعني ، ونعيم بن حماد المروزي ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وحرملة بن يحيى ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواء ، وعبد الملك بن ابراهيم الجدي ، وأبا عاصم النبيل ، وعفان بن مسلم ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن الحماني ، وأحمد بن حنبل ، وهناء بن السري ، وهارون بن معروف ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وهشام بن عمار ، ورحيما وغيرهم من أهل العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، ومصر ، وكان قد رحل واكثر السماع والكتابة وصنف المسند.
          كان أثبت من أبي بكر بن أبي شبية ، قال الدارقطني : أحمد بن منصور الرمادي ثقة ، توفي سنة ٢٦٥ ، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة ، وصلى عليه ابراهيم بن أرملة الأصبهاني (تاريخ بغداد ٥ : ١٥١).
          هـ ـ مغيرة بن محمد المهلبي :
          أبو حاتم مغيرة بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأزدي المتوفى ٣٧٨ (تاريخ بغداد ١٣ : ١٩٥. النديم : ١٢١).

          كان أديباً اخبارياً ثقة ، حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، ومسلم بن ابراهيم الأودي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وعبد الغفار بن محمد الكلابي ، وعمر بن عبد الوهاب الرماحي ، والنضر بن حماد المهلبي ، وهارون بن موسى الفروي ، والنصر بن محمد الأودي ، وسليمان الشاذكوني ، واسحاق بن ابراهيم الموصلي ، روي عنه هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات ، ومحمد بن خلف بن المرزبان ، ويوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول ، ومحمد بن يحيى الصولي ، وغيرهم وهو من أهل البصرة ، ورد بغداد وحدث بها وقال : دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما ، قال فقال : انتسب ، فقلت انا المغيرة بن محمد فقال :
          قتل المغيرة بعد طول تعرض**للقتل بين أسنة وصفائح

          قال : فغمزني سيف حاجبه ، فقال لي أجبه ، قال فقلت : والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد ـ وكان يزيد حاضرا ـ حين يقول :
          فاحلف حلفه لا أتقيه**بخبث في اليمين ولا ارتياب
          لوجهك أحسن الخلفاء وجها**وأسمحهم يدين ولا أحابي


          قال : فجعل يردد الشعر حتى حفظه واجازني بسبعة آلاف درهم (تاريخ بغداد ١٣ : ١٩٥ ).
          و ـ أبو بكر الوزان :
          أبو بكر أحمد بن اسحاق بن صالح بن عطاء الوزان البغدادي المتوفى ٢٨١ (تاريخ بغداد ٤ : ٢٨).
          حدث ببغداد وسر من رأى ، عن مسلم بن ابراهيم الفراهيدي ، والربيع بن يحيى الاشناني ، وقرة بن حبيب القنوي ، وهريم بن عثمان ، وخالد بن خداش ، وعلي بن المديني ، وسعد بن محمد الحرمي ، وحبذل بن والق وغيرهم ، قال الدارقطني : صدوق لا بأس به. مات بسر من رأى يوم السبت في أول يوم من المحرم سنة ٢٨١.
          وله غير هؤلاء من المشايخ الثقات الذين يروي المؤلف عنهم ، وقد ترجمنا لهم حسب ما جاء في مطاوي الكتاب في الهوامش.

          تلاميذه في الرواية :
          كما أخذ أبو بكر الجوهري ، عن مشايخ الحديث والرواية ، ومن الذين أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وضبطهم ، كذلك يحدثنا التاريخ ان نفرا من المحدثين وشيوخ الأدب والشعر والتاريخ قد أخذوا عنه ، وضعوا على ضوء أحاديثه ورواياته مؤلفاتهم وكتبهم ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على تضلع الجوهري وصدقه ووفور علمه وعبقريته ، وانه كان من كل صوب وحدب ، ويأخذون عنه ويسجلون ما يلقيه عليهم من أخبار وحكايات شتى ، وأحاديث مختلفة وقضايا متنوعة في التاريخ والحديث والأدب ، ولم يأت في كل هذه بما ينكر عليه.
          لقد تخرج من مدرسة أبي بكر الجوهري ... رجال حفظوا التراث الاسلامي بثقافتهم ، وخلفوا ورائهم ثروة فكرية ضخمة ، ومناعة علمية حية ، بحيث أصبحوا من كبار المؤلفين الذين عرفتهم اللغة العربية خلال القرون المتطاولة ، لأن كل واحد منهم كان ذا شخصية ثقافية متعددة الجوانب ، كثيرة المعارف ، ويكفينا للتعريف بشخصيته العلمية مؤلفاته التي أصبحت ضالة كل أديب وعالم ومؤرخ وباحث ، وأقوله بصراحة : أن المؤلفين منذ القرن الرابع الهجري الى الآن عيال في التاريخ والأدب ، على كل واحد تلاميذ مدرسة الجوهري.
          وهنا يجدر الاشارة الى بعض من تلاميذه في الرواية لنقف على مدى حيوية

          الشيخ الجوهري ، الثقافية ومناعته الفكرية التي أخرجت أمثال هذا الرعيل من العلماء ، فراحوا يثبتون روايتهم عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري في مؤلفاتهم.
          ١ ـ أبو الفرج الأصبهاني :
          أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمان بن مروان بن عبد الله بن مروان المعروف بالحمار ، آخر خلفاء الدولة الأموية في الشام ، ابن محمد بن مروان بن الحكم بن ابي العباس بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي الاصبهاني ، البغدادي المتوفى ٣٥٦ (ترجمة في : معجم المؤلفين ٧ : ٧٨. الكنى والألقاب ١ : ١٣٨. ريحانة الأدب ٧ : ٢٣٦. جامع الرواة ٢ : ٤٠٩. معالم ٧العلماء : ١٢٨. تاريخ آداب اللغة ٢ : ٥٩١. مجالس المؤمنين ١ : ٥٦. نسمة السحر ٢ ـ خ ـ. سفينة البحار ٢ : ٣٥٣).
          فاضل علمه محيط ما وجد له قاف ، قد جمع الأدب له من طريق هو نزهة الخليع ونفس ذات عفاف ، فكتبه سلوة المهموم ، وعلى أغانيه خوافق القلوب تحوم ، وله شعر يستعير منه النسيم اللطف ، ويعلم من عكف عليه انه جامع الظرف ، وأخذ عن كثير من العلماء يطول عددهم ، وكان بحرا في أخبار الناس وأيام العرب وأنسابهم ، وأحوال الشعراء الجاهليين والمخضرمين والمولدين.
          وحكى عن الصحاب بن عباد ، انه كان في أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها ، فلما وصل إليه كتاب ـ الاغاني ـ لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها (نسمة السحر ج ٢ ـ حرف العين ـ خ ـ.).
          له تآليف مستملحة منها : الأغاني ، القيان ، الآماء الشواعر ، الديارات ، دعوة التجار ، أخبار مجظة البرمكي ، مقاتل الطالبيين ، الحانات ، آداب الغرباء.
          أخذ أبو الفرج ، عن أبي بكر الجوهري ، ونقل وروى عنه الكثير وتخرج عليه
          وهذا ما نجده واضحا في كتابيه الأغاني ومقاتل الطالبيين ، فكثيرا ما يقول : حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، أو أخبرنا الجوهري ، وهذه العبارات جاءت من المجلد الأول ص ١٧ من الأغاني ، وتكررت في جميع مجلداته الى المجلد الأخير وآخرها ص ١٨١ من المجلد العشرين.
          أما في مقاتل الطالبيين (طبع النجف سنة ١٣٨٥ تقديم المرحوم الاستاذ كاظم المظفر) فقد روي عن الجوهري ، ونقل عنه في اكثر صفحات كتابه ونجده ص ١٧١ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٢٤١ ، ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، ٢٦٨ ، ٢٦٩.
          وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن أبا الفرج كان ملازما لمجلس الجوهري ، يسجل ما يمليه في شيت الجوانب التاريخية والأدبية ، ولعله استفاد من أبي بكر ... اكثر مما استفاد من غيره ، والغريب جدا أن مصنف فهارس كتاب الأغاني (طبع ليدن عام ١٣١٨) لم يذكر اسم أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، في فهرست أسماء الرجال والنساء والقبائل ، مع كثرة ما ورد في مجلدات الأغاني.
          ٢ ـ أبو عبيد الله المرزباني :
          أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بين عبيد الله المرزباني الكاتب الخراساني الأصل البغدادي المولد ، والمتوفى ٣٨٥ (اخبار السيد الحميري : ٧ ـ ٩).
          كان صاحب أخبار ورواية للآداب ، ثقة في الحديث صادق اللهجة ، واسع المعرفة كثير المساع ، صنف كتبا كثيرة مستحسنة في فنون ، وكان ما بين لحاف ودواج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده ، وكان عضد الدولة البويهي يجتاز على داره فيقف ببابه حتى يخرج إليه فيسلم عليه ، وكان أبو علي الفارسي (أبو علي الحسن بن احمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي النحوي المتوفى ٣٧٧ ، فار س ميدان العلم والأدب ، والذي ينسل الى فضله من كل حدب ، وكان امام وقته في علم النحو) يقول : هو من محسني الدنيا.
          ان كافة أصحاب المعاجم والسير ، ترجمت للمرزباني ونصت على صدقه وتوثيقه وصحة ما يكتبه ويرويه ، وله تصانيف كثيرة في أخبار الشعراء وشعرهم ومنها : أخبار الشعراء المشهورين والمكثرين من المحدثين ، وأنسابهم وأزمانهم ، أولهم بشار بن برد وآخرهم ابن المعتز. أخبار أبي تمام. أخبار ابي مسلم الخراساني. أخبار البرامكة من ابتداء أمرهم الى انتهائه. أخبار عبد الصمد بن المعدل الشاعر. أشعار النساء. أشعار الجن. الأنوار والاثمار فيما قيل في الورد ، والنرجس ، وجميع الأنوار من الشعر. الرياض في اخبار المتيمين من الشعراء لجاهليين ، والمخضرمين ، والاسلاميين ، والمحدثين.
          كتاب الأزمنة ، كتاب الأوائل في أخبار الفرس القدماء ، الموشح فيما انكره العلماء على بعض الشعراء من كسر ولحن وعيوب الشعر. أخبار السيد الحميري (طبع في النجف عام ١٣٨٥ / ١٩٦٥ ويقع في ٧١ صفحة). المفيد في أخبار الشعراء وأحوالهم في الجاهلية والاسلام ، ودياناتهم ونحلهم ، أخبار النحاة. معجم الشعراء. أخبار الغناء والأصوات. أخبار المتكلمين. أخبار أبي حنيفة وأصحابه. شعر يزيد بن معاوية. كتاب التهاني. كتاب المراثي. كتاب التعازي. المديح في الولائم والدعوات والتراب. أخبار الأولاد والزوجات والأهل. أخبار الزهاد. شعراء الشيعة (لخصة السيد الأمين صاحب أعيان الشيعة ، وطبع في النجف سنة ١٣٨٨ / ١٩٦٨ ويقع في ١٣٥ صفحة). ملوك كندة. أخبار الأجواء.
          الى غير هذا من الكتب والرسائل ، وقد استفاد في وضعه التآليف هذه من حوزة شيخه واستاذه أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، كما صرح بذلك في كتابه الموشح مآخذ العلماء على الشعراء في عدة انواع من صناعة الشعر (طبع بالقاهرة عام ١٩٦٥ تحقيق علي محمد البجاوي) في عدة صفحات منها ص ٢٨ ، ٤٧ ، ٥٧ ، ٦٤ ، ٨٠ ، ٨٢ ، ٨٩ ، ١٠١ ، ١٠٧ ، ١٠٨ ، ١٦٣ ، ١٧١ ، ١٧٧ ، ١٨٨ ، ١٩٢ ، ٢٠٨ ، ٢١٤ ، ٢١٦ ، ٢١٧ ، ٢٢٤ ، ٢٢٦ ، ٢٥٢ ، ٢٥٦ ، ٢٦١ ، ٢٦٣ ، ٢٨٠ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ٢٩٨ ، ٣١٩ ، ٣٢٦ ، ٣٢٩ ، ٣٣٨ ، ٣٤٠ ، ٣٤٤ ، ٣٥٤ ، ٣٧٥.
          ففي ، هذه الصحائف نجد المرزباني ، يصرح باسم الجوهري ، ونقله وروايته عنه ، ويقول في بعض الأحايين : كتب الي أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، فبالاضافة الى الرواية يبدو ان كانت بينهما مراسلات أدبية ، يسأله المرزباني عن قضايا تتعلق بالشعر والشعراء وأخبارهم ، وهذا دليل على علو كعب لجوهري في الأدب والنقد ، واطلاعه الواسع على كتب الأدب ، واللغة ، والنحو ، والنقد.
          ٣ ـ أبو أحمد العسكري :
          أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن اسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري الخراساني المتوفى ٣٨٢ (معجم المؤلفين ٣ : ٢٣٩. ويضاف الى مصادره ، الكنى والألقاب ١ : ١٨٢. الأنساب : ٣٩. خزانة الأدب ١ : ٩٧. ذكر اخبار اصفهان ١ : ٢٧٢ ريحانة الأدب ٤ : ١٣٦. قاموس الاعلام ٤ : ٣١٥٣. راهنمادي دانشوران ٢ : ١٧. دائرة المعارف وجدي ٦ : ٤٣٦. تاريخ آداب اللغة ٢ : ٦١٦. الاعلام ٢ : ٢١١. نوابغ الرواة : ٨٨).
          كان أحد الأئمة في الأدب والحفظ. وكان رواية للأخبار والنوادر متوسعا في ذلك ، وفي التصريف في أنواع العلوم ، والتبحر في فنون الفهوم ، سمع ببغداد ، والبصرة ، واصبهان ، وغيرها من أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن دريد ، ونفطويه ، وغيرهم واكثر وبالغ في الكتابة واشتهر في الأفاق بالدراية والاتقن ، وانتهت إليه رياسة التحديث والاملاء للآداب والتدريس ، بقطر خوزستان ، ورحل إليه الأجلاء ، روى عنه أبو عيم الاصبهاني ، وأبي سعد الماليني وغيرهما.
          وكان الصاحب بن عباد ، الوزير الأديب المشهور يود الاجتماع به ولا يجد إليه سبيلا ، فقال لأميره مؤيد الدولة بن بويه ، ان معسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج الى كشفها بنفسي فاذن له في ذلك. فلما أتاها توقع ان يزوره أبو أحمد العسكري فلم يزره ، فكتب الصاحب إليه :

          ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم**ضعفنا فلم نقدر على الوخدان
          أتيناكم من بعد أرض نزوركم**وكم منزل بكر لنا وعوان
          نسائكم هل من قرى لنزيلكم**بملء جفون لا بملء جفان
          وكتب مع هذه الأبيات شيئا من النثر ، فجاد به أبو أحمد عن النثر ، بنثر مثله وعن هذه الأبيات بالبيت المشهور :

          أهم بأمر الحزم لو استطيعه**وقد حيل بين العير والنزوان
          فلما وقف الصاحب على الجواب ، عجب من اتفاق هذا البيت له ، وقال : والله لو علمت انه يقع له هذا البيت لما كتبت إليه على هذا الروى.
          وهذا البيت لصخر بن عمرو بن الشريد ، أخي الخنساء وهو من جملة أبيات ، فقد كان صخر هذا حضر محاربة بني أسد ، فطعنه ربيعة بن ثور الاسدي ، وامه وزوجته سليمى تمرضانه ، فضجرت زوجته منه فمرت بها امه فسألتها عن حاله فقالت : ما هو حى فيرجى ، ولا ميت فينسى ، فسمعها صخر فأنشد :

          أرى أم صخر لا تمل عيادتي ** وملت سليمى مضجعي ومكاني
          وما كنت أخشى ان اكون جنازة **عليك ومن يغتر بالحدثان
          لعمري لقد نبهت من كان نائما**وأسمعت من كانت له اذنان
          وأي امرئ ساوى بأم حليلة** فلا عاش الا في شقي وهوان
          أهم بأمر الحزم لو استطيعه **وقد حيل بين العير والنزوان
          فللموت خبر من حياة كأنها **معرس يعسوب برأس سنان
          ه تصانيف منها : البديعية. التصحيف ، الحكم والأمثال. ديوان شعر. الزواجر. المنطق. راحة الأرواح. المختلف والمؤتلف. وغير ذلك. ولد أبو احمد العسكري شوال ٢٩٣ ومات من ذي الحجة ٣٨٢. وأخذ وتتلمذ على ابي بكر الجوهري ، وسمع منه وكتب عنه الكثير واعترف به في تصانيفه وأقر على وثقاته وضبطه ، فقال في كتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص ٤٥٧ ما نصه :
          وقرأت على أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكان ضابطا صحيح العلم.
          ٤_ أبو القاسم الطبراني :
          أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير الطبراني اللخمي المتوفى ٣٦٠ (طبع بالقاهرة عام ١٩٦٥ تحقيق علي محمد البجاوي). من كبار الحفاظ ، رحل في طلب الحديث من الشام الى العراق ، والحجاز ، واليمن ، ومصر ، وغيرها من الأمصار الأسلامية ، وسمع الكثير وعدد شيوخه الف شيخ ، ويقال له مسند الدنيا ، يروي عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وله مصنفات اشهرها المعاجم الثلاثة : الكبير ، والأوسط ، والصغير ، الدعاء في مجلد كبير ، دلائل النبوة ، الأوائل ، تفسير القرآن كبير.
          أخذ من طائفة كبيرة من العلماء وقرأ عليهم ومنهم الجوهري ... فقد روى عنه وأخذ منه كما صرح بذلك في المعجم الصغير ١ : ٥٩.
          ولد بطبرية الشام سنة ٢٦٠‍ وسكن اصبهان الى ان توفي بها سنة ٣٦٠ ودفن قرب حمة الدوسي الصحابي ، وصلى عليه أبو نعيم صاحب حلية الأولياء ، وكان له سنة وعشرة أشهر ، وكان ثقة صدوقا ، واسع الحفظ بصيرا بالعلل والرجال والأبواب ، كثير التصانيف ، وأول سماعه في سنة ٢٧٣ بطبرية المنسوب إليها ، ثم رحل الى البلدان ، وقال ابن ناصر الدين : هو مسند الآفاق ثقة له المعاجم الثلاثة المنسوبة إليه ، وكان يقول عن الأوسط هو روحي لأنه تعب عليه.

          تعليق


          • #6
            كتاب السقية وفدك :
            لم يحتفظ التاريخ لأبي بكر الجوهري البغدادي البصري ، كتابا غير مؤلفه ـ السقيفة وفدك ـ وكأن التاريخ أهمل هذا العالم المحدث ، مع وفور علمه وجهاده الفكري ، وألقاه في زاوية الخمول والنسيان ، فلم يتوجه نحوه أصحاب المعاجم ، ولم يتقرب الى حوزته رجال البحث والتحقيق ، ولذلك لم نجد له في ثنايا المعاجم تراجم شافية ودراسات ضافية ، ولعل كتابه هذا كان الباعث في خموله وخموده.
            ومهما يكن من أمر ، فقد أهمله رجال الحديث والدراية ، مع علمهم بوجوده وكونه من الرواة والمحدثين ، فنجد مثلا ابن حجر العسقلاني ... عندما يترجم في كتابه تهذيب التهذيب (تهذيب التهذيب ٧ : ٤٦) لواحد من شيوخ الجوهري ، وهو أبو زيد عمر بن شبة المتوفى ٢٦٢ يذكر الرواة عنه فيقول : روى عنه ... وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ... ولم يترجم له في حرف الألف من معجمه ، ولا في الكنى والألقاب من كتابه.
            مع العلم أن أبا بكر الجوهري ... كان في الرعيل الأول من طبقة المحدثين والرواة الذين أفرد لهم ابن حجر ، وغيره في كتبهم تراجم وافية ، وعقد لهم صفحات الثناء والتقدير ، وقد سارت بذكره الركبان وكانت له حلقات حديث ودراية وأدب في الكوفة ، والبصرة ، وبغداد.
            وكان على شاكلته الحافظ أبي أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، المتوفى عام
            ٤٦٣ فلم يترجم له في تاريخه ، مع ترجمته لتلميذ الجوهري ابي الفرج الاصفهاني (تاريخ بغداد ١١ : ٣٩٨) علي بن الحسين صاحب الأغاني ، ومطالعته لكتاب الأغاني ، ومقاتل الطالبيين و ... واعترافه بهذه التصانيف التى وقعت إليه ، وفيهما الكثير من عبارات : حدثني أحمد بن عبد العزيز الجوهري ... ومن هنا يحق لنا أن نطالب بالدقة والاتقان في البحث والتأليف في التأريخ ، لأنها اولى مراحل التأليف ، ودراسة حياة الرجال من أهم ركائز البحث ... ولعل للخطيب البغدادي ... وزميله ابن حجر ... عذرا ورأيا محترما في عدم ذكرهم الجوهري :

            لعل لها عذرا وأنت تلوم** وكم لائم قد لام وهو مليم
            ن التاريخ لم يعهد لأبي بكر ... كتابا غير ـ السقيفة وفدك ـ وكان متداولا وموجودا وموضع المطالعة والمراجعة حتى القرن السابع الهجري ، إلا انه فقد بعد هذا التاريخ ، ولم نجد اشارة في الفهارس إليه وهذا ما اعترف وصرح به :
            أ ـ عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن ابي الحديد المعتزلي المدائني ، الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر ، شارح نهج البلاغة والمتوفى ٦٥٥ فقد كانت لديه نسخة من الكتاب ، واكثر النقل عنه فقال : وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، في السقيفة وفدك ، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث ، كثير الأدب ، ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه. مصنفاته (شرح ابن ابي الحديد ١٦ : ٢١٠).
            وقال ايضا : وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين (شرح ابن ابي الحديد ٢ : ٦٠).

            ب ـ بهاء الدين أبو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي البغدادي المتوفى ٦٩٣ (ترجمته في : الكنى والألقاب ٢ : ١٨. فوات الوفيات ٢ : ٦٦. الوافي ١٢ : ١٣٥. كشف الظنون : ١٤٩٢ ، ١٩٣٩. ايضاح المكنون ١ : ١٨. الفوائد الرضوية ١ : ٣١٤. هدية العافين ١ : ٤٧. روضات الجنات ٤ : ٣٤١. امل الآمل ٢ : ١٩٥. تأسيس الشيعة : ١٣. الذريعة ١٨ : ٤٧. ريحانة الأدب ١ : ١٢٥. الغدير ٥ : ٤٤٦) العالم الفاضل المحدث الثقة الشاعر الأديب المنشئ ، جامع الفضائل والمحاسن ، كان ذا ثروة وشوكة اشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة ، له كتب منها ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة (طبع في العراق وايران ولبنان) نقل في كتابه عن كتاب الجوهري فقال : وحيث انتهى بنا القول الى هنا فلنذكر خطبة فاطمة (ع) فإنها من محاسن الخطب وبدايعها ، عليها مسحة من نور النبوة ، وفيها عبقة من أرج الرسالة ، وقد أوردها المؤالف والمخالف ، ونقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبة ، تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور ، قرأت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة ...
            وقال ايضا في كتابه : هذه الخطبة نقلتها من كتاب السقيفة ، وكانت النسخة مع قدمها مغلوطة فحققتها من مواضع آخر (كشف الغمة ١ : ٤٩٢ ، ٤٧٩ ط ايران).
            ان النصوص هذه ان دلت على شيء ، فإنما تدل على وجود الكتاب الى القرن السابع الهجري ، كما حدثنا عنه ابن ابي الحديد ، والأربلي ... ولما كان الكتاب هذا تراثا فكريا إسلاميا ، وسندا تأريخيا كثر النقل عنه بالواسطة لعدم وجوده ، واعتمد على ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه. لذلك كانت في رغبة ملحة وبواعث جمة في اخراج وافراز هذه النصوص ، من شرح النهج ، وجمعه وأخرجه في كتاب خاص.
            فقد سبرت شرح النهج في طبعته الجديدة (طبع القاهرة سنة ١٣٧٨ تحقيق السيد محمد أبو الفضل ابراهيم) من المجلد الأول الى آخر مجلده ونقلت ما ذكره ابن أبي الحديد ، عن كتاب السقيفة وفدك ، مع الاشارة في الهامش الى المجلد والصفحة ، وترجمت لمشايخه وللرواة ، وادعمت أحاديثه بمصادر ومراجع اخرى ، في الحديث والتاريخ ، ومنحت كل رواية رقما بالتسلسل ، مع افراز كل رواية من اختها الى وضع فهارس فنية في آخره ، وكان من توفيق الله وتسديده أن اخرج الكتاب بهذا النهج الذي تراه.
            وحين وقف على عملي هذا بعض العاملين في حقل التاريخ والتحقيق قابلوني بالتشجيع والتقدير ، وحفزوني على انهائه واتمامه لافتقار المكتبة العربية إليه.
            ان الكتاب هذا وإن لم يكن بكامل كتاب ـ السقيفة وفدك ـ وبتمامه ، إلا انه جزء منه ، والذى حفظه لنا ابن ابي الحديد ، وسجله على صفحاته كتابه القيم ـ شرح نهج البلاغة ـ ولعل التاريخ يكشف القناع في المستقبل عن وجود نسخة منه ، وليس ذلك على الله بعزيز.
            فالشكر لله سبحانه على منحه التوفيق ... وله الحمد والمنة على ما أسداه من العناية ، ولله شأنه الحمد أولا وآخرا.
            مصادر ترجمة الجوهري :
            لم تكن لأبي بكر الجوهري في المعاجم ترجمة ضافية ، ولا لمحة عن حياته ، ولا اشارة إلى تاريخه ، لذلك كانت حياته غامضة ، وأحواله مبهمة لم يكشف التاريخ عنها القناع بصورة باتة ، بيد أننا نجد في بعض المعاجم ، اشارة عابرة إليه والاكتفاء بذكر اسمه وتأليفه ، مع اليقين انه كان في الرعيل الأول من الذين احترمتهم الخاصة والعامة ، وأذعنت لحيويته العلمية الشيعة والسنة ، ونقل الرواة عنه الكثير من القضايا ، بحيث ابتنوا على ثقافته ، مؤلفاتهم في الحديث والأدب.
            وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الغموض إكتنف حياة هذا العيلم منذ حياته ولم يبق لنا غير كلمات عن حياته ، كما اشار إليها ابن ابي الحديد من انه عالم محدث كثير الأدب ، ثقة ورع ، أثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه منصفاته.
            ومهما يكن من أمر ، فالثبت الفهرسي التالي يضم بعض المراجع التي اقتصرت على ذكر اسمه ، ونقلت عن مؤلفاته الأحاديث والأخبار ، وهو مرتب حسب الحروف :

            أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين العاملي ٩ : ٣ ط صيدا
            الأغاني / أبو الفرج علي بن الحسين الاصفهاني ١ : ١٧ ط بولاق
            الأوراق / ابو بكر محمد بن يحيى الصولي : ٦٤ ط لبنان ١٩٧٩
            تنقيح المقال / الشيخ عبدالله المامقاني ١ : ٦٤
            تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ٧ : ٤٦٠ ط حيدر آباد
            جامع الرواة / الميرزا محمد علي الأردبيلي ١ : ٥٢.
            جلاء العيون / السيد عبدالله شبر ١ : ٢٠٢ ط النجف
            جنة العاصمة / السيد حسن مير جهاني الاصفهاني : ٢٦٦ ط ايران
            حققة جاويدان / الشيخ محمد باقر ملبوني : ٥٣
            دستور معالم الحكم / القاضي محمد بن سلامة : ١٩٩.
            راهنماي دانشوران / السيد علي اكبر البرقعي ١ : ١٧٩ ط قم
            روضات الجنات / السيد محد باقر الخوانساري
            الذريعة / الشيخ آغا بزرك الطهراني ١٢ : ٢٠٦
            شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد المعتزلي ١٦ : ٢١٠ ط القاهرة
            شرح ما يقع فيه التصحيف / أبو احمد الحسن بن عبد الله العسكري : ٤٥٧
            الصراط المستقيم / البياضي الشيخ زين الدين ٣ : ٧
            طبقات أعلام الشيعة / ٤٥ الشيخ آغا بزرك : ٢٨
            الغدير / الشيخ عبد الحسين الأميني ٨ : ٣٠١
            فدك / السيد محمد حسين القزويني : ١٤٦
            الفهرست / الشيخ الطوسي : ٣٠
            قاموس الرجال / الشيخ محمد تقي التستري ١ : ٣٥٥ ط ايران
            كشف الغمة / أبو الفتح الاربلي ١ : ٤٧٩ ـ ٤٩٢ ط النجف
            المجالس السنية / السيد الأمين ٢ : ٩٤
            معالم العلماء / رشد الدين ابن شهر اشوب : ١٨ ط ايران
            المعجم الصغير / أبو القاسم الطبراني ١ : ٥٩
            مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الاصفهاني : ١٧١ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١
            ملكة اسلام / الشيخ خليل كمره اي : لغته فارسية
            الموشح / أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني : ٦٤١ ط مصر الفهرست
            النص والاجتهاد / السيد عبد الحسين شرف الدين : ١٠٦ ط ١٣٨٦
            هدية الأحباب / الشيخ عباس القمي : ٣٥ ط النجف
            عقيدة الجوهري :
            ما يتركه العالم والأديب ، على صفحة الوجود من اثر فكري وجهود علمي نثرا أو شعرا ، فإنه ترجمان عن اتجاهاته الدينية ، والاجتماعية ، والسياسية ، لان العالم أو الأديباو الناثر والشاعر ، يعكس معتقداته وأحاسيسه في أثره ، والتأليف مرآة صافية تعبر عما نحن بصدد التحدث فيه ، وبالكتاب نقف على ما في أعماق قلب مؤلفه من خواطر ، وعقائد ومبادئ ، وما هو عليه منها ، وعلى ضوء هذا المعيار الفكري ، نتوصل الى عقيدة الجوهري ... المبثوثة في خلال سطور كتابه ـ السقيفة وفدك ـ والمشعشعة على صفحات تأليفه.
            ان أبا بكر الجوهري ... جمع في كتابه أحاديث وروايات مخالفة للشيعة الامامية ... ومتباينة لمعتقداتها الأسلامية الصريحة الواضحة ... ومتضادة لسيرتها النبوية المركزة ... دون ان يتناول الحديث أو الرواية بالنقاش والرد ، كما ستطالعها في الكتاب ، فهو اذن من علماء السنة ولا شك في ذلك ، بالاضافة الى ان ذكر حديث أو اخبار موافقة لمفاهيم الشيعة ، لم يكن دليلا على تشيع الرجل.
            هذا ولدينا مصادر تثبت عدم تشيعه ومخالفته له كما أن مشايخه الذين تلقف عنهم الحديث والعلم والأدب ليس فيهم من عرف بالتشيع ، أو كان شيعيا حتى يظهر أثره في نفس الجوهري بوضوح على اني تصفحت جميع المواضيع الخاصة به من جميع وجوهها فلم أجد للتشيع أي أثر فيه أو مجال ضيق يمكن به نسبته إليه ... ولذلك يمكن القول ان لا شك ولا تردد من كونه مخالفا للشيعة كما صرحت به النصوص التاريخية. ومنها :
            أ ـ ابن أبي الحديد ، فقد جعل كتاب الجوهري ـ السقيفة وفدك ـ من امهات مصادر كتابه ـ شرح نهج البلاغة ـ ونقل الكثير الكثير من تأليفه ، مع انه قال في مقدمة شرحه في الفصل الأول من ـ فدك ـ : الفصل الأول ، فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم ، لا من كتب الشيعة ورجالهم ، لأنا مشترطون على أنفسنا ألا نحفل بذلك ، وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، في السقيفة وفدك ، وما وقع من الاختلاف والاضطراب ، عقب وفاة النبي صلى الله علية وآله ، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث كثير الأدب ، ثقة ورع ، أثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته (شرح ابن ابي الحديد ١٦ : ٢١٠).
            ب ـ أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي البغدادي المتوفى ٦٩٣‍ ، فهو أيضا نقل خطبة فاطمة الزهراء (ع) من كتاب الجوهري ... وقال قبل ذكره الخطبة : وقد أوردها المؤالف والمخالف ونقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبة ، تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور ، وقرأت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة روى عن رجاله من عدة طرق (كشف الغمة ١ : ٤٨٠).
            ج ـ السيد عبد الله بن محمد رضا بن محمد بن أحمد بن علي الشبر الحسيني المتوفى ١٢٤٢ هجري ، قال في كتابه : وروى عن العامة والخاصة بأسانيد عديدة عنها (ع) انها خطبت هذه الخطبة العظيمة في ملأ من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، رواها من العامة أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وابن أبي الحديد وغيرهما (جلاء العيون ١ : ٢٠٢).
            د ـ الشيخ عبد الله بن الشيخ حسن بن المولى عبد الله المامقاني المتوفى ١٣٥١ قال : بل ظاهر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة كون الرجل عاميا وكون كتابه في السقيفة نافعا لهم ، قال في الكلام على فدك في الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم ، لا من كتب الشيعة ورجالهم لأنا مشترطون على انفسنا أن لا نحفل بذلك وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وهو عالم محدث كثير الادب ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته ، انتهى ، فإنه صريح في انه من ثقاة المخالفين وعلمائهم (تنقيح المقال ١ : ٦٤).
            فهذه الكلمات صريحة على أن الجوهري ، من علماء العامة وثقاتهم وفي المعاجم الكثير من أمثال هذه العبارات ، بيد أن بعضا من أصحاب التراجم والتاريخ نسبه الى التشيع وذلك لعدم وقوفه على كتاب ـ السقيفة ـ وأول من التبس عليه الأمر وظنه من الشيعة ورجالهم ، شيخ الطائفة الطوسي محمد بن الحسن بن علي المتوفى ٤٦٠ رضي الله تعالى عنه ... فقد ذكر في فهرسته الذي جمع فيه جماعة من شيوخ الشيعة من أصحاب الحديث ، وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول فقال : أحمد بن عبد العزيز الجوهري له كتاب السقيفة (فهرست الشيخ : ٣٠).
            ثم تبعه رشيد الدين محمد بن علي بن شهراشوب السردي البغدادي الحلبي المتوفى ٥٨٨ فذكره في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا فقال : أحمد بن عبد العزيز الجوهري له السقيفة (معالم العلماء : ١٨).
            واعتمد الآخرون على ما جاء في المصدرين السالفين ـ الفهرست ومعالم العلماء ـ وحسبوه شيعيا من دون الوقوف على كتابه ومطالعته.
            والغريب ان بعضا من المؤلفين مع تردده وشكه في عقيدته ، يفرد له ترجمة خاصة في كتابه ويجعله من أعيان الشيعة ، أو من طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع الهجري ، وأنا لا استطيع اتخاذ ما ذكره الشيخ الطوسي رحمة الله وبركاته عليه ... وتفرده به نصا ودليلا على تشيعه ، مع وجود كتابه الناطق على عكس ما ذهب إليه الشيخ الطوسي.
            هذا ما توخيت بيانه للحق ، وتبيانه للحقيقة وما انتهى إليه علمي القاصر الضعيف ... باختصار ولو قصدنا التفصيل لطال المقام والمقال ...
            وفاة الجوهري :
            أسلفنا القول أن لم تكن في المعاجم ترجمة لأبي بكر الجوهري. فحياته مجهولة تكتنفها الغموض والجهل ، حتى عام وفاته إلا انه يعتبر من الذين عاشوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين غير أن أبا بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول تكين الطولي الشطرنجي الكاتب المعروف والمتوفى بالبصرة سنة ٣٣٥ / ٣٣٦ قال : وفيها ـ اي سنة ٣٢٣ ـ توفي أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، صاحب عمر بن شبة بالبصرة ، لخمس بقين من شهر ربيع الآخر.


            هذا والذي ينبغي الاشارة إليه في نهاية الحديث أن أبا بكر الجوهري دخل ميدان الأدب والحديث والتفسير عناية وحرصا منه على صيانة التراث الفكري الاسلامي ... منذ شبابه ومنذ الوقت الذي كان يتدرج على طريق العلم بين البصرة وبغداد ، ونجد هذه العناية والاهتمامات منه وضاحة أشد الوضوح في تصانيفه التي اشير إليها ، وظلت ماثلة على صفحات المراجع العلمية والأدبية.



            محمد هادى الأميني
            السقيفة وفدك

            تعليق


            • #7
              قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ج10 ص 710
              أحمد بن عبد العزيز الجوهري: هو من رجال الشيعة المجهولين، أورده الطوسي في "الفهرست" (36/ 100) . وقال:
              "له كتاب السقيفة".
              ولم يزد على ذلك شيئاً، فدل على أنه غير معروف لديهم؛ فضلاً عن غيرهم من أهل السنة؛ فقد قال في "المقدمة" (ص 2) :
              ".. فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول؛ فلا بد من أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح، وهل يعول على روايته أم لا؟ ... ".
              قلت: ومن هذا تعلم جهل عبد الحسين الشيعي حتى برجال مذهبه! فيحتج بحديث الجوهري هذا؛ وهو غير معروف عندهم، فضلاً عمن فوقه ممن لا يعرفون أيضاً!
              ومن الترجمة السابقة؛ تعلم أن كتاب "السقيفة" هو من كتب الشيعة التي لا يعتمد عليها عندنا. وقد علق عليه السيد محمد صادق آل بحر العلوم بقوله:
              "ينقل عن كتاب "السقيفة" هذا كثيراً: ابن أبي الحديد المعتزلي في "شرح نهج البلاغة"؛ مع نسبته لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري؛ فراجع".
              قلت: وعن ابن أبي الحديد الشيعي؛ نقله عبد الحسين؛ كما صرح بذلك عقب الحديث، مع تدليسه على القراء وإيهامه إياهم أن مؤلف "السقيفة" هو من أهل السنة! كما يظهر ذلك لمن أمعن النظر في المراجعة (91) ، وجوابه عليها في المراجعة التي بعدها!


              1 - ترديد الألباني في وثاقة الجوهري لم يأت من فراغ، لأنه يعلم الحق ويعاند فيه، فالقضية رواية يستند لها الشيعة، فلا بد أن يكون لدى الألباني وأمثاله مثل هذا الموقف من الجوهري.

              2 - والجوهري ليس البغدادي المستور المقصود عند الذهبي.
              فأبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بصري أخباري لغوي، شيخ الطبراني وراوية عمر بن شبة، ذُكر في مئات الأسانيد - وغالبها في الأخبار- ولا يروى كتاب "أخبار المدينة المنورة" إلا من جهته.
              روى عن عمر بن شبة، وزكريا بن يحيى المنقري، وأحمد بن إسحاق بن صالح، ومحفوظ بن المفضل بن عمر، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبي يعلى، ومحمد بن القاسم بن مهرويه.
              روى عنه أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الله الضبي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وعثمان بن محمد العثماني، وأبو الحسن محمد بن الحسن بن شيبان، وأحمد بن محمد بن يعقوب الأنطاكي، وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الرقيع، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن خلف الدوري الوراق الرافضي، وأبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي، والعسكري، ومحمد بن عمران المرزباني.

              كتب السيد سامي العسكري (عالم شيعي): روى عنه أبو هلال العسكري في كتابه الاوائل قريبا من ثمانين خبرا، وروى عنه ابو الفرج في كتابه الاغاني اكثر من مائتي رواية. هذا ويعتبر السيد بعض ما ورد عنه في شرح نهج البلاغة من الموضوعات.

              قال أبو بكر الصولي في "أخبار الراضي بالله والمتقي لله" سنة 323: وتوفي أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب عمر بن شبة البصرة لخمس بقين من شهر ربيع الآخر.

              ليس له ترجمة، وليس هو بالمجهول ومع ذلك تحاشته الكتب..

              ذكره أحد المتأخرين (
              أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري) في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ج1 ص 128:
              [*] أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري.
              يأتي - إن شاء الله تعالى - في: أحمد بن محمد بن عبد العزيز.

              ج1 ص 168
              [193] أحمد بن محمد بن عبد العزيز أبو بكر الجوهري البصري صاحب عمر بن شبة.
              حدث عن: عمر بن شبة.
              وعنه: أبو القاسم الطبراني في " معاجمه "، وذكره المزي في " تهذيبه " (5/ 44).
              قلت: يحتمل أن يكون هو المترجم في " تاريخ بغداد " (5/ 44)، وتاريخ الإسلام (25/ 87). أحمد بن محمد بن عبد الله أبو بكر الجوهري البصري، حدث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، قال الذهبي: مستور. ويحتمل أن يكون هو المترجم في " فهرست الطوسي " (36/ 100)، أحمد بن عبد العزيز أو بكر الجوهري، قال الألباني في " الضعيفة " (10/ 719 / 4972): هو من رجال الشيعة المجهولين. والله أعلم.
              * قلت: (مجهول).

              3 - كتاب السقيفة ليس من كتب الشيعة لقول ابن ابي الحديد في شرح النهج, الجزء 4, الصفحة 78, طبعة مصر في الفصل الأول, في الكلام على فدك:" فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم, لا من كتب الشيعة ورجالهم, لأنا مشترطون على أنفسنا أن لا نحفل بذلك, وجميع ما نورده في هذا الفصل, من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة وفدك..

              4 -
              قال عنه السيد الخوئي في ج2 ص142:
              أحمد بن عبد العزيز الجوهري: له كتاب السقيفة, ذكره الشيخ. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج, الجزء 4, الصفحة 78, طبعة مصر في الفصل الأول, في الكلام على فدك:" فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم, لا من كتب الشيعة ورجالهم, لأنا مشترطون على أنفسنا أن لا نحفل بذلك, وجميع ما نورده في هذا الفصل, من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة وفدك..., قال: وأبو بكر الجوهري هذا عالم, محدث, كثير الأدب, ثقة, ورع, أثنى عليه المحدثون, ورووا عنه مصنفاته ".
              أقول: صريح كلام ابن أبي الحديد: أن الرجل من أهل السنة, ولكن ذكر الشيخ له في الفهرست: كاشف عن كونه شيعيا, وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته, إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد, ولا سيما مع الاطمئنان بأن توثيقه يبنى على الحدس والاجتهاد, أو على توثيق من لا يعتد بقوله
              .

              ونقول: السيد الخوئي رحمه الله لم يقطع بكونه شيعيا، والعبارة واضحة، حيث أشار رحمه الله بأن صريح كلام ابن ابي الحديد يشير الى أنه سني، لكنه يستدرك القول بأن ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله له في فهرسه (كاشف) على كونه شيعيا (وسنبين أن هذا الكشف ضعيف)، ثم أن الإمام الخوئي رحمه الله ناقش في وثاقة الجوهري وليس في كونه سنيا أم شيعيا، حيث قال: (على كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد، ولاسيما مع الاطمئنان بأن توثيقه يبنى على الحدس والاجتهاد، أو على توثيق من لا يعتد بقوله) وحيث أن ابن ابي الحديد نقل عن الجوهري كثيراً، ووثّقه مكرّراً، وقال: عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع أثنى عليه المحدثون ورووا عنه.. وقال في موضع آخر: هو من الثقات الأُمناء عند أصحاب الحديث.. وفي موضع ثالث: هو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين.. راجع شرح نهج البلاغة: 2 /60 و 16 /210، 234. وبملاحظة مشايخه وتلاميذه المتقدم ذكرهم يتبين توقف السيد في وثاقته لما بيّنه من سبب.

              5 - لم يصرّح الشيخ الطوسي بأن الجوهري شيعيا، ومجرد ذكره في كتابه لا يدل على ذلك، وليست الجهالة الى ما يراه الألباني (أحمد بن عبد العزيز الجوهري: هو من رجال الشيعة المجهولين، أورده الطوسي في "الفهرست" (36/ 100) . وقال:"له كتاب السقيفة". ولم يزد على ذلك شيئاً، فدل على أنه غير معروف لديهم؛ فضلاً عن غيرهم من أهل السنة)، أمّا عن أهل السنّة فيكفينا ما أورده ابن ابي الحديد، ويكفينا إكثار الرواية عنه في كتب القوم كما بيناه أعلاه.
              وأمّا ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله له بالقول (له كتاب السقيفة) ويسكت، فنقول وعلى الله التكلان:
              فهرستات الشيعة المعروفة هي:
              1 ـ الفهرست، للنديم، المتوفّى سنة 380 هـ.
              2 ـ الرجال، للنجاشي، المتوفّى سنة 450 هـ.
              3 ـ الفهرست، للشيخ الطوسي، المتوفّى سنة 460 هـ.
              4 ـ معالم العلماء، لابن شهرآشوب، المتوفّى سنة 588 هـ.
              5 ـ الفهرست، لمنتجب الدين، المتوفّى سنة 700 هـ.
              استوعبت هذه الفهارس سبعة قرون هي القرون الاَغنى في حركة التأليف في شتّى العلوم.
              ولهذه الكتب نقاط تعتبر مميزات منهجية، واخرى يمكن كشفها بالبحث والمقارنة، منها:

              الف: تميّز النديم بذكر أسماء الكتب التي ينسبها إلى أصحابها دائماً، فيما اعتمد النجاشي والطوسي طريقة غريبة في ذِكر بعض الكتب؛ إذ يذكران اسم المصنِّف ثمّ يكتفون بالقول: «له كتاب» دون أن نعرف شيئاً عن هذا الكتاب، وقد وقع هذا في كتابيهما كثيراً.

              ب: أدرج الشيخ الطوسي خاصّة، والنجاشي بدرجة أقلّ، أسماء بعض المصنّفين ـ ومن بينهم مؤرّخين ـ ليسوا من الشيعة؛ لمجرّد أنّهم صنّفوا كتاباً في أهل البيت عليهم السلام، يظهر فيه الحبّ والنصرة، فيما أهملا ذِكر مؤرّخ كبير لا شكّ في تشيّعه، كاليعقوبي مثلاً، وتفرّد النديم بنسبة الواقدي إلى التشيّع، وقد أهمل النجاشي والطوسي ذِكره، والاَرجح أنّ الصواب معهما دون النديم.

              ج: معظم الكتب التي ذكرها النجاشي والطوسي ومنتجب الدين ذكروا لها أسانيد كاملة تدلّ على روايتهم إيّاها، أو اطّلاعهم عليها، وهذا أثر توثيقي فائق الاَهمّية، فإذا كانت هذه الكتب مفقودة الآن، فهي ـ آنذاك ـ مشهورة عندهم، وقفوا عليها بأنفسهم، أو رووها كاملة.

              وبالجمع بين ألف وج ينتج أن كلام الشيخ الطوسي رحمه الله (له كتاب السقيفة) يدل على وجود هذا الكتاب لديه أو اطلاعه عليه.
              وللاستزادة حول هذا الموضوع راجع كتاب الاستاذ الدكتور صائب عبدالحميد (معجم مؤرخي الشيعة) ص265.

              6 - ذكره الشيخ حاتم الشريف في كتابه (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس) ( ج 3 / ص120 - الحاشية رقم 3) قال:
              أحمد بن عبد العزيز الجوهري، أبوبكر.
              كنت قد قيدت - قديما - توثيقا له، استخرجته من غير مظنته، بعد أن لم أجد له ترجمة، فالحمد لله تعالى!
              قال عنه أبو أحمد العسكري في (التصحيف والتحريف) (ص 457): "كان ضابطا صحيح العلم".
              ولما ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (16 /210) كتاب: (السقيفة وفدك وما وقع من الاختلاف والاضطراب عقب وفاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم) لأحمد بن عبد العزيز الجوهري، وصفه بأنه من أهل الحديث وأنه ليس من الشيعة، وقال عنه: "هو عالم محدث كثير الأدب ثقة ورع وأثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته".

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X