بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائم.
السلام عليك ايها الموالى المقدس شهيد الجمعة وعلى نجليك الشهدين.
لقد غرست فيبنا وفي المجتمع والانسانية قيم اخلاقية وسلوك شرعيا ودنيا وثورة في نفوسنا ضد الظلم والطغيان والاستكبار العالمي المجرم في حق الشعوب المستضعفة ..وكنت ايضا اذبت في الله ذوبانا .ووالله سرت على نهج جدك ابا عبد الله الحسين عليه السلام..حتى ركبت سفينة النخاة فهنيئا لكم مولانا..
وهذا الموضوع المنقول هو ذوبان المولىالمفدس محمد الصدر في الله..ان..
الارتباط بالله تعالى هو أساس السموِّ والارتقاء والتكامل، فبهذا الارتباط تصبح الأفكار والأعمال والنشاطات متجهة إلى غاية مقدّسة، ولهذا الارتباط دور إيجابي في تثبيت العقول والقلوب على المنهج الإلهي السليم، وهو وسيلة لاستشعار الرقابة الإلهية ومراعاتها عند الإقدام على أيّ عمل وممارسة، ومراعاتها في بداية العمل الجهادي ومنتصفه ونهايته، من أجل معرفة مدى قربه وبعده عن مصدر الهداية ومصدر القوة.
فكان الشهيد دائم العلاقة مع الله تعالى من خلال عبادته المندوبة، وسهره في الدعاء والبكاء، وكذلك في العلاقة العملية، بمعنى ذكر الله تعالى في كل شيء، وفي كلّ عمل يقوم به أو ممارسة يمارسها.
وفي ذلك ذكر >أحد المقرَّبين من السيد محمد باقر الصدر أنّ المرحوم الحجّة السيد محمد صادق الصدر جاء إلى السيد محمد باقر الصدر شاكياً له ولده السيد محمد الصدر، لا من عقوق، ولا جفاء، ولا قصور أو تقصير، بل من كثرة عبادته وسهره في الدعاء والبكاء حتى أوشك على اتلاف نفسه<([1]).
فكان& دائم الارتباط بالله تعالى في سكناته وحركاته، وفي مشاريعه وممارساته العملية، بمعنى أنه لا يتخذ قراراً إلا بعد معرفة قربه من الله تعالى، ويجعل تقييم وتقويم الأعمال مرتبطاً بمدى قربها لله تعالى.
وكان يشكر الله تعالى في كل نجاح، ويراه توفيقاً من الله تعالى، وليس لفاعله فضل أو دور، فالنجاح لديه هو توفيق الهي بعد أن يكون الإنسان مؤهَّلاً له من خلال ترتيب مقدماته، فقد عبّر& عن نجاح صلاة الجمعة قائلاً: >الحمد لله والشكر، الحمد لله والشكر، في الحقيقة هذا حسن توفيق ربّي، وليس من أحد من المخلوقين ولا منّي ولا من غيري، هذا بفضل الله سبحانه وتعالى... وللهمّة التي وجدت عند المؤمنين، وبالشعور في الحقيقة بالمسؤولية التي وجدت عند المؤمنين بقي هذا الشعار المقدّس<([2]).
فقد ربط النجاح بالرعاية الإلهية والتي ارتبط بها بالشكر، فشكر الله تعالى على النجاح من شأنه أن يستمدَّ العون منه تعالى في جميع الأحوال.
وقد اعتبر& صلاة الجمعة نعمة إلهية كبيرة تحتاج إلى الشكر العملي الواقعي المجسّد بتحمل المسؤولية، فوجّه الأنظار إلى أنّ الشكر العملي بعد الشكر باللسان هو الراجح والمطلوب، لكي يكون الشكر عملياً وحركياً.
قال&: >أنا حسب فهمي، أننا الآن في نعمة كبيرة جداً، وكل نعم الله كبيرة، ونعمه لا تحصى ولا تعدّ }وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا{([3]).
نعمة كبيرة جدّاً في إقامة هذا الموسم المقدّس الطيّب، إلا أنّ الشيء الذي ينبغي الالتفات إليه من قبلكم جميعاً وغيركم أيضاً، أننا ينبغي أن نكون على مستوى مسؤولية شكر هذه النعمة، وأداء حقّها، أمام الله سبحانه وتعالى<([4]).
وقد أكّد في أكثر من خطاب على تحويل الشكر من الشكر باللسان بعد تمامه إلى الشكر بممارسات عملية، وساق أمثلة على ذلك، ومنها: حينما نقول: >شكراً لله< نحن نشكر الله، لكنّ هناك أساليب أخرى للشكر أكيداً، ليس منها فقط قول >شكراً لله<، بل الشيء الرئيسي لشكر الله، هو كون الفرد المؤمن على مستوى المسؤولية بالنسبة إلى النعمة.
مثلاً الإنسان يكون له ربح كثير، إذن فما هو مستوى المسؤولية في هذا الصدد؟ أن يتصدَّق به على المحتاجين، ويقضي حاجة المؤمنين، ونحو ذلك من الأمور<([5]).
وفي مقام علاقته بالله تعالى كان متعالياً على ذاته، فلم يجعل لها قيمة، بل مثّلها بالأنبوب الذي يحمل الماء، لكي يربّي الأمة على الارتباط بالمفاهيم والقيم المقدَّسة قبل الارتباط بالأشخاص، فقال >أنا أوفق أن أقول كلمتي، ويُوفَّق الآخرون أن يفهموا ما أقول، وليس لأجلي يفهمون ما اقول، وإنما لأجل مذهبهم، ولأجل أنفسهم، ليس أكثر، وإنّما أنا وساطة من قبيل أنبوب يلقى فيه الماء من اتجاه ويخرج من الاتجاه الآخر، ليس أكثر من ذلك، وإنّما النفع الحقيقي لله أولاً، وللمعصومين سلام الله عليهم ثانياً... كثير من الظروف لم يكن لي يد فيها إطلاقاً، إنّما الله تعالى وفق لها ووجدت، وإنّما بالصدفة تقارن وجود السيد محمد الصدر مع وجودها<.
ووجَّه العقول والقلوب إلى دور التسديد الإلهي في إصلاح النفس، ولم يتخذ الموعظة المركوزة في الأذهان التي يتصور من خلالها الكثير منّا، بأنَّ الواعظ هو إنسان مستقيم، وإنّ الموعظّة مختصّة بأفراد معنيين، ويتصور بعض الوعّاظ بأنهم على مستوى موعظتهم، ممّا قد يولِّد شعوراً بالغرور والتكبر عند هذا البعض، ولكنّ الشهيد& كان يعظ نفسه قبل غيره، فهو مجرد ناقل للموعظة كما يصوّرها؛ ليعظ نفسه والآخرين، وفي ذلك قال: >أعظكم ونفسي بتقوى الله، لا أعظكم فقط لأنني أنا إنسان جيّد وأنتم غير جيدين.
لا، أوّل من ينبغي أن يكون إنساناً جيداً، وهو فعلاً غير جيد هو السيد محمد الصدر... لماذا؟ لأنّ الإخطبوط ـ وهو النفس الإمارة بالسوء ـ متلبسة من حدّ الرأس إلى أسفل القدم، فكيف يكون جيداً، إلاّ بتسديد من الله، وتوفيق من الله، لو أوكلت إلى نفسي فشلت بالآن واللحظة، وصرت أنجس الخلق على الإطلاق<([6]).
وعبّر عن الجمعة باللسان الناطق باسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، وليس لسانه الشخصي، وفي هذا الصدد قال&: >إنّ صلاة الجمعة تفيد المجتمع، وتحل مشاكله، وتذلل صعوباته، وتدفع إلى تقويم انحرافاته... الجمعة هي اللسان الناطق باسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، وهداية الناس أجمعين، كائناً ما كان خطيب الجمعة... نسمع منهم الحقَّ وندفع بهم الباطل<([7]).
وكان من ارتباطه بالله تعالى محاربته للنفس؛ لتكون في خدمة منهجه في الحياة، فكلُّ ما تتعرض له في سبيل الله تعالى مقبول، ولذا قال: >أنا أتحمّل الذلّة في سبيل الله، وفي سبيل نصرة المذهب<([8]).
([1]) نبذة مختصرة عن حياة الشهيد السيد محمد الصدر: 18، مؤسسة الرضا، قم، 1419هـ.
([2]) منهج الصدر: 128.
([3]) سورة النحل: 18.
([4]) الجمعة الأولى، الخطبة الأولى.
([5]) منهج الصدر: 72.
([6]) الجمعة الخامسة، الخطبة الثانية.
([7]) الجمعة السادسة، الخطبة الأولى.
([8]) منهج الصدر: 156.
والحمدلله رب العالمين منقول
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائم.
السلام عليك ايها الموالى المقدس شهيد الجمعة وعلى نجليك الشهدين.
لقد غرست فيبنا وفي المجتمع والانسانية قيم اخلاقية وسلوك شرعيا ودنيا وثورة في نفوسنا ضد الظلم والطغيان والاستكبار العالمي المجرم في حق الشعوب المستضعفة ..وكنت ايضا اذبت في الله ذوبانا .ووالله سرت على نهج جدك ابا عبد الله الحسين عليه السلام..حتى ركبت سفينة النخاة فهنيئا لكم مولانا..
وهذا الموضوع المنقول هو ذوبان المولىالمفدس محمد الصدر في الله..ان..
الارتباط بالله تعالى هو أساس السموِّ والارتقاء والتكامل، فبهذا الارتباط تصبح الأفكار والأعمال والنشاطات متجهة إلى غاية مقدّسة، ولهذا الارتباط دور إيجابي في تثبيت العقول والقلوب على المنهج الإلهي السليم، وهو وسيلة لاستشعار الرقابة الإلهية ومراعاتها عند الإقدام على أيّ عمل وممارسة، ومراعاتها في بداية العمل الجهادي ومنتصفه ونهايته، من أجل معرفة مدى قربه وبعده عن مصدر الهداية ومصدر القوة.
فكان الشهيد دائم العلاقة مع الله تعالى من خلال عبادته المندوبة، وسهره في الدعاء والبكاء، وكذلك في العلاقة العملية، بمعنى ذكر الله تعالى في كل شيء، وفي كلّ عمل يقوم به أو ممارسة يمارسها.
وفي ذلك ذكر >أحد المقرَّبين من السيد محمد باقر الصدر أنّ المرحوم الحجّة السيد محمد صادق الصدر جاء إلى السيد محمد باقر الصدر شاكياً له ولده السيد محمد الصدر، لا من عقوق، ولا جفاء، ولا قصور أو تقصير، بل من كثرة عبادته وسهره في الدعاء والبكاء حتى أوشك على اتلاف نفسه<([1]).
فكان& دائم الارتباط بالله تعالى في سكناته وحركاته، وفي مشاريعه وممارساته العملية، بمعنى أنه لا يتخذ قراراً إلا بعد معرفة قربه من الله تعالى، ويجعل تقييم وتقويم الأعمال مرتبطاً بمدى قربها لله تعالى.
وكان يشكر الله تعالى في كل نجاح، ويراه توفيقاً من الله تعالى، وليس لفاعله فضل أو دور، فالنجاح لديه هو توفيق الهي بعد أن يكون الإنسان مؤهَّلاً له من خلال ترتيب مقدماته، فقد عبّر& عن نجاح صلاة الجمعة قائلاً: >الحمد لله والشكر، الحمد لله والشكر، في الحقيقة هذا حسن توفيق ربّي، وليس من أحد من المخلوقين ولا منّي ولا من غيري، هذا بفضل الله سبحانه وتعالى... وللهمّة التي وجدت عند المؤمنين، وبالشعور في الحقيقة بالمسؤولية التي وجدت عند المؤمنين بقي هذا الشعار المقدّس<([2]).
فقد ربط النجاح بالرعاية الإلهية والتي ارتبط بها بالشكر، فشكر الله تعالى على النجاح من شأنه أن يستمدَّ العون منه تعالى في جميع الأحوال.
وقد اعتبر& صلاة الجمعة نعمة إلهية كبيرة تحتاج إلى الشكر العملي الواقعي المجسّد بتحمل المسؤولية، فوجّه الأنظار إلى أنّ الشكر العملي بعد الشكر باللسان هو الراجح والمطلوب، لكي يكون الشكر عملياً وحركياً.
قال&: >أنا حسب فهمي، أننا الآن في نعمة كبيرة جداً، وكل نعم الله كبيرة، ونعمه لا تحصى ولا تعدّ }وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا{([3]).
نعمة كبيرة جدّاً في إقامة هذا الموسم المقدّس الطيّب، إلا أنّ الشيء الذي ينبغي الالتفات إليه من قبلكم جميعاً وغيركم أيضاً، أننا ينبغي أن نكون على مستوى مسؤولية شكر هذه النعمة، وأداء حقّها، أمام الله سبحانه وتعالى<([4]).
وقد أكّد في أكثر من خطاب على تحويل الشكر من الشكر باللسان بعد تمامه إلى الشكر بممارسات عملية، وساق أمثلة على ذلك، ومنها: حينما نقول: >شكراً لله< نحن نشكر الله، لكنّ هناك أساليب أخرى للشكر أكيداً، ليس منها فقط قول >شكراً لله<، بل الشيء الرئيسي لشكر الله، هو كون الفرد المؤمن على مستوى المسؤولية بالنسبة إلى النعمة.
مثلاً الإنسان يكون له ربح كثير، إذن فما هو مستوى المسؤولية في هذا الصدد؟ أن يتصدَّق به على المحتاجين، ويقضي حاجة المؤمنين، ونحو ذلك من الأمور<([5]).
وفي مقام علاقته بالله تعالى كان متعالياً على ذاته، فلم يجعل لها قيمة، بل مثّلها بالأنبوب الذي يحمل الماء، لكي يربّي الأمة على الارتباط بالمفاهيم والقيم المقدَّسة قبل الارتباط بالأشخاص، فقال >أنا أوفق أن أقول كلمتي، ويُوفَّق الآخرون أن يفهموا ما أقول، وليس لأجلي يفهمون ما اقول، وإنما لأجل مذهبهم، ولأجل أنفسهم، ليس أكثر، وإنّما أنا وساطة من قبيل أنبوب يلقى فيه الماء من اتجاه ويخرج من الاتجاه الآخر، ليس أكثر من ذلك، وإنّما النفع الحقيقي لله أولاً، وللمعصومين سلام الله عليهم ثانياً... كثير من الظروف لم يكن لي يد فيها إطلاقاً، إنّما الله تعالى وفق لها ووجدت، وإنّما بالصدفة تقارن وجود السيد محمد الصدر مع وجودها<.
ووجَّه العقول والقلوب إلى دور التسديد الإلهي في إصلاح النفس، ولم يتخذ الموعظة المركوزة في الأذهان التي يتصور من خلالها الكثير منّا، بأنَّ الواعظ هو إنسان مستقيم، وإنّ الموعظّة مختصّة بأفراد معنيين، ويتصور بعض الوعّاظ بأنهم على مستوى موعظتهم، ممّا قد يولِّد شعوراً بالغرور والتكبر عند هذا البعض، ولكنّ الشهيد& كان يعظ نفسه قبل غيره، فهو مجرد ناقل للموعظة كما يصوّرها؛ ليعظ نفسه والآخرين، وفي ذلك قال: >أعظكم ونفسي بتقوى الله، لا أعظكم فقط لأنني أنا إنسان جيّد وأنتم غير جيدين.
لا، أوّل من ينبغي أن يكون إنساناً جيداً، وهو فعلاً غير جيد هو السيد محمد الصدر... لماذا؟ لأنّ الإخطبوط ـ وهو النفس الإمارة بالسوء ـ متلبسة من حدّ الرأس إلى أسفل القدم، فكيف يكون جيداً، إلاّ بتسديد من الله، وتوفيق من الله، لو أوكلت إلى نفسي فشلت بالآن واللحظة، وصرت أنجس الخلق على الإطلاق<([6]).
وعبّر عن الجمعة باللسان الناطق باسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، وليس لسانه الشخصي، وفي هذا الصدد قال&: >إنّ صلاة الجمعة تفيد المجتمع، وتحل مشاكله، وتذلل صعوباته، وتدفع إلى تقويم انحرافاته... الجمعة هي اللسان الناطق باسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، وهداية الناس أجمعين، كائناً ما كان خطيب الجمعة... نسمع منهم الحقَّ وندفع بهم الباطل<([7]).
وكان من ارتباطه بالله تعالى محاربته للنفس؛ لتكون في خدمة منهجه في الحياة، فكلُّ ما تتعرض له في سبيل الله تعالى مقبول، ولذا قال: >أنا أتحمّل الذلّة في سبيل الله، وفي سبيل نصرة المذهب<([8]).
([1]) نبذة مختصرة عن حياة الشهيد السيد محمد الصدر: 18، مؤسسة الرضا، قم، 1419هـ.
([2]) منهج الصدر: 128.
([3]) سورة النحل: 18.
([4]) الجمعة الأولى، الخطبة الأولى.
([5]) منهج الصدر: 72.
([6]) الجمعة الخامسة، الخطبة الثانية.
([7]) الجمعة السادسة، الخطبة الأولى.
([8]) منهج الصدر: 156.
والحمدلله رب العالمين منقول
تعليق