بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك يا أبا الحسن
سلام الله عليك حياً وميّتاً
في حياتك كنت مثالاً يحتذى.. وبعد شهادتك ورّثت شيئاً مما عندك لأتباعك.. فسلام الله عليك سيدي ومولاي .
لكن .. هل حافظ ويحافظ الاتباع على وصيتّك ؟
لقد أقرّ المخالف بصفاتك وصفات من اتّبعك.. فهل لا تزال هذه الصفات لصيقة بنا نحن من ندّعي اتباعك ؟!
إلهي كن لنا عوناً على تحمّل هذه المسؤولية ..
قال ابن ابي الحديد المعتزلي في وصف علي عليه السلام :
وأما سجاحة الأخلاق ، وبشر الوجه ، وطلاقة المحيا ، والتبسم: فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه ، قال عمرو بن العاص لأهل الشام : أنه ذو دعابة شديدة .
وقال علي عليه السلام في ذاك : عجبا لابن النابغة ! يزعم لأهل الشام أن في دعابة ، وأني امرؤ تلعابة ، أعافس وأمارس!
وعمرو بن العاص إنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله له لما عزم على استخلافه : لله أبوك لولا دعابة فيك ! إلا أن عمر اقتصر عليها ، وعمرو زاد فيها وسمجها.
قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه : كان فينا كأحدنا ، لين جانب ، وشدة تواضع ، وسهولة قياد ، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه .
وقال معاوية لقيس بن سعد : رحم الله أبا حسن ، فلقد كان هشا بشا ، ذا فكاهة .
قال قيس : نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يمزح ويبتسم إلى أصحابه ، وأراك تسر حسوا في ارتغاء ( مثال يضرب لمن يظهر أمراً ويريد غيره ) ، وتعيبه بذلك ! أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى ، تلك هيبة التقوى ، وليس كما يهابك طغام أهل الشام ! .
وقد بقي هذا الخلق متوارثا متناقلا في محبيه وأوليائه إلى الآن ، كما بقي الجفاء والخشونة والوعورة في الجانب الآخر ، ومن له أدنى معرفة بأخلاق الناس وعوائدهم يعرف ذلك .
(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص26)
إلهي.. وفّقتنا لمعرفتك ومعرفة نبيك ومعرفة وليك بقدرنا، فوفّقنا لأن نحمل الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض من حملها !
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
سلام الله عليك يا أبا الحسن
سلام الله عليك حياً وميّتاً
في حياتك كنت مثالاً يحتذى.. وبعد شهادتك ورّثت شيئاً مما عندك لأتباعك.. فسلام الله عليك سيدي ومولاي .
لكن .. هل حافظ ويحافظ الاتباع على وصيتّك ؟
لقد أقرّ المخالف بصفاتك وصفات من اتّبعك.. فهل لا تزال هذه الصفات لصيقة بنا نحن من ندّعي اتباعك ؟!
إلهي كن لنا عوناً على تحمّل هذه المسؤولية ..
قال ابن ابي الحديد المعتزلي في وصف علي عليه السلام :
وأما سجاحة الأخلاق ، وبشر الوجه ، وطلاقة المحيا ، والتبسم: فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه ، قال عمرو بن العاص لأهل الشام : أنه ذو دعابة شديدة .
وقال علي عليه السلام في ذاك : عجبا لابن النابغة ! يزعم لأهل الشام أن في دعابة ، وأني امرؤ تلعابة ، أعافس وأمارس!
وعمرو بن العاص إنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله له لما عزم على استخلافه : لله أبوك لولا دعابة فيك ! إلا أن عمر اقتصر عليها ، وعمرو زاد فيها وسمجها.
قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه : كان فينا كأحدنا ، لين جانب ، وشدة تواضع ، وسهولة قياد ، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه .
وقال معاوية لقيس بن سعد : رحم الله أبا حسن ، فلقد كان هشا بشا ، ذا فكاهة .
قال قيس : نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يمزح ويبتسم إلى أصحابه ، وأراك تسر حسوا في ارتغاء ( مثال يضرب لمن يظهر أمراً ويريد غيره ) ، وتعيبه بذلك ! أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى ، تلك هيبة التقوى ، وليس كما يهابك طغام أهل الشام ! .
وقد بقي هذا الخلق متوارثا متناقلا في محبيه وأوليائه إلى الآن ، كما بقي الجفاء والخشونة والوعورة في الجانب الآخر ، ومن له أدنى معرفة بأخلاق الناس وعوائدهم يعرف ذلك .
(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص26)
إلهي.. وفّقتنا لمعرفتك ومعرفة نبيك ومعرفة وليك بقدرنا، فوفّقنا لأن نحمل الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض من حملها !
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق