العجيب في الامر ان القوم لايقرون بان الهجرة فضيلة وليست فقط مقارنتها بالولادة فالمسألة ليست مقارنة فضائل فلان مع علان بل المسألة لماذا هناك اشياء تكون لاصحابها فضيلة والفضائل الحقيقة ليست فضيلة!!!
هذا هو الهدف من هذه المقارنة البسيطة.
و ما علاقة هجرة أبي بكر في هذا الموضوع بالذات حتى تأتي على ذكرها؟؟
ام أن قلبك لم يستحمل ذكر علي بن أبي طالب بخير؟؟
أما و أنك جئت تتفلسف على أمير المؤمنين بان هجرة أبي بكر فضيلة فوالله إنها إلى المثلبة أقرب..
أولا: نسب الله النصرة إلى نفسه و لو كان الذي في الغار مع رسول الله فيه خيرا لنسب الله النصرة له..
ثانيا: "ثاني اثنين" إخبار عن عدد و أي فضيلة في ذلك؟؟ قال تعالى: "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ "..
فلا أدري هل عدة الكلب مع أصحاب الكهف فضيلة له أم لهم؟؟
ثالثا: "إذ يقول لصاحبه"...و أي فضيلة في ذلك؟؟ يقول تعالى: "قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا"..
و قال لمشركي قريش بخصوص رسول الله : "و ما صاحبكم بمجنون"..و قال: "ما ضل صاحبكم و ما غوى"..فالصحبة تجوز بين المؤمن و الكافر و بالتالي فلا فضيلة في ذلك..
رابعا: "لا تحزن" و هي هنا إما نهي و تقريع أو تطمين...فإن كانت نهي و تقريع كانت مثلبة و إن كانت تطمين كان أبوبكر عبئا على رسول الله و ما كان ناصرا..
بل لعل اللفظ إلى التقريع أقرب إذا ما قرناه بما رواه البخاري في صحيحه: "حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم فقلت: يا نبي الله لو أن أحدهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما)). في (باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة) .
و "اسكت" ليس فيها تطمين أبدا بل هي لفظ تقريع..
خامسا: "إن الله معنا"...فإنها لا تشمل أبابكر ابتداءا بل لحوقا فالمعية معية نصرة و المنصور هنا هو رسول الله
و ليس أبو بكر و أما الأمان الذي يلحق أبابكر فهو مصداق قوله تعالى: "و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم"..
سادسا: و هي الطامة بأن أنزل الله السكينة على رسول الله و ما أنزلها على أبي بكر في حين أنه ما أنزل
الله السكينة على رسوله و كان معه مؤمنين إلا و أنزل السكينة عليهم جميعا!
كما في قوله تعالى: "ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا"...بينما في الغار ما أنزل الله سكينته إلا على رسول الله !!
أعود و أقول: اللهم لا تجعلنا ممن يحسد أهل بيت نبيك على ما آتيتهم من فضلك
افهم من هذا ان الله تعالى لو لم يذكر مسألة السكينة فستكون فضيلة عظيمة
اليس هذا ماتريد قوله؟
لانك تعلق الفضل فقط لان السكينة لم تذكر في حقه حسب زعمك
اليس كذلك؟
واما مسألة الكعبة فكلامي حول الاختيار من الله حسب زعمك
فهناك كانت اصنام داخلها فلايقال ان الولادة اختيار من الله لفلان او علان لانه حصل داخلها.
حاول ان تفهم لماذا انا ذكرت كلامي.
تعليق