بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذا الطول..
أما بعد
فإن العقاب والعذاب والترهيب هو الدافع والجناح الآخر الذي يلزم الانسان بالاستقامة بعد ان تدعوه اليها الرغبة بالثواب الجزيل..
ونستعرض ههنا شيئاً بسيطاً مما أثر عن آل بيت النبوة عليهم السلام في الوعد والوعيد وصفة النار ..
وإمامنا القائل في وصف المتقين في نهجه: وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة. صبروا أياما قصيرة أعقبتهم راحة طويلة. تجارة مربحة يسرها لهم ربهم. أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها ..(نهج البلاغة ج2 ص161)
والبداية بقول أبي بصير للإمام الصادق عليه السلام: يا بن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا !
فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرائيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجئ وهو مبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا ؟
فقال : يا محمد قد وضعت منافخ النار .
فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل ؟
فقال : يا محمد إن الله عز وجل امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت ونفخ عليها الف عام حتى احمرت ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ولو ان حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل .
فبعث الله اليهما ملكا فقال لهما: إن ربكما يقرؤكما السلام ويقول قد آمنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : فما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل مبتسما بعد ذلك.
ثم قال : إن أهل النار يعظمون النار وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم وان أهل جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد وأعيدوا في دركها هذه حالهم وهو قول الله عز وجل: "كلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون" .
ثم تبدل جلودهم جلودا غير الجلود التي كانت عليهم.
فقال أبو عبد الله عليه السلام حسبك يا أبا محمد ؟
قلت: حسبي حسبي !
(تفسير القمي ج2 ص81)
اللهم أعذنا بحق محمد وآل محمد.. ولنا عودة بإذن الله
شعيب العاملي
والحمد لله غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذا الطول..
أما بعد
فإن العقاب والعذاب والترهيب هو الدافع والجناح الآخر الذي يلزم الانسان بالاستقامة بعد ان تدعوه اليها الرغبة بالثواب الجزيل..
ونستعرض ههنا شيئاً بسيطاً مما أثر عن آل بيت النبوة عليهم السلام في الوعد والوعيد وصفة النار ..
وإمامنا القائل في وصف المتقين في نهجه: وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة. صبروا أياما قصيرة أعقبتهم راحة طويلة. تجارة مربحة يسرها لهم ربهم. أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها ..(نهج البلاغة ج2 ص161)
والبداية بقول أبي بصير للإمام الصادق عليه السلام: يا بن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا !
فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرائيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجئ وهو مبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا ؟
فقال : يا محمد قد وضعت منافخ النار .
فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل ؟
فقال : يا محمد إن الله عز وجل امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت ونفخ عليها الف عام حتى احمرت ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ولو ان حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل .
فبعث الله اليهما ملكا فقال لهما: إن ربكما يقرؤكما السلام ويقول قد آمنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : فما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل مبتسما بعد ذلك.
ثم قال : إن أهل النار يعظمون النار وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم وان أهل جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد وأعيدوا في دركها هذه حالهم وهو قول الله عز وجل: "كلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون" .
ثم تبدل جلودهم جلودا غير الجلود التي كانت عليهم.
فقال أبو عبد الله عليه السلام حسبك يا أبا محمد ؟
قلت: حسبي حسبي !
(تفسير القمي ج2 ص81)
اللهم أعذنا بحق محمد وآل محمد.. ولنا عودة بإذن الله
شعيب العاملي
تعليق