إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التوكل بحسن الظن والإضطرار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوكل بحسن الظن والإضطرار

    السلام عليكم ورحمة والله وبركاته ،،،

    بعد التحية والتقدير - يرى الإنسان نفسه في مواضع كثيرة منها الحسن ومنها الذي لا يرجو لنفسه أن يكون فيها حيث أن الثابت في كل الأحوال والباقي على كل حال هو مسألة الثبات على المبدأ الأساسي الذي يرجى منه كل الرجاء - كل من فينا تجده في أمر ليس بما هو بمبتغاه أو موقف أو صورة أو حتى يرى فيها نفسه بأنه قد وقع الظلم عليه وتجرحت ملامح شخصيته ووضعيته لدى فئة من الخلق يهمهم أمره - الأمر الذي يجعلنا في كل حين وحال أن يكون الشعار لدينا هو الثابت في الضراء والسراء وكما قال أمين الله في أرضه عليه السلام لصفات ذكر فيها المؤمن لربه :

    يجب في الله بفقه وعلم ، ويقطع في الله بحزم وعزم ، لايخرق به فرح ، ولايطيش به مرح ، مذكّر العالم ، معلّم الجاهل ، لايتوقع له بائقة، ولايخاف منه غائلة، كل سعيأ خلص عنده من سعيه ، وكل نفس أصلح عنده من نفسه ، عالم بعيبه ، متشاغل بغمّه ، لايثق بغير ربه ، غريب وحيد فريد ، يحب في الله ، ويجاهد في الله ، ليتبع رضاه ، ولاينتقم لنفسه بنفسه ، ولا يؤاتي في سخط ربه.

    مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصدق ، مؤازر لأهل الحق ، عون للغريب ، أب لليتيم ، بعل للأرملة ، حفيّ بأهل المسكنة ، مرجو لكل كريمة ، مأمول لكل شدة ، هشاش بشاش ، ليس بعبّاس ولا بجسّاس ، صليب كظّام بسام ، دقيق النظر، عظيم الحذر، لا يبخل وإن بُخل عليه صبر ، عقل فاستحيى وقنع فاستغنى ، حياؤه يعلو شهوته ، ووده يعلو حسده ، وعفوه يعلو حقده ، لاينطق بغير صواب .


    وفيه ما قال :

    تراه بعيداً كسله ، دائماً نشاطه ، قريباً أمله ، قليلاً زللـه ، متوقعاً أجله ، خاشعاً قلبه ، ذاكراً ربه ، قانعة نفسه ، نزراً أكله ، منفياً نومه ، سهلاً أمره ، حزيناً لدينه ، ميتة شهوته ، كظوماً غيظه ، صافياً خلقه ، آمناً جاره ، ضعيفاً كبره ، قانعاً بالذي قدّر له ، متيناً صبره ، محكماً أمره ، كثيراً ذكره ، يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، و يتجر ليغنم ، لاينصت للخبر فيفجر به ، ولا يتكلم الخبرعلى من سواه ، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لاخرته ، وأراح الناس من نفسه ، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو المنتصر له ، بُعده مما تباعد منه بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبراً ولاعظمة، ولا دنوه خديعة ولا مكرآَ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، وهو إمام لمن بعده من أهل البر.


    وعليه هذه نبذات تخص موضوعنا بشكله الأساسي :

    1- حسن الظن بالله:

    حسن الظن بالله من شعب معرفة الله تعالى، والله تعالى يعطي عباده بقدر حسن ظنهم به، ويقينهم بسعة رحمته وكرمه.

    في الحديث القدسي: «انا عند ظن عبدي بي، فلا يظن بي إلاّ خيراً»[109].

    وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «ادعوا الله، وانتم موقنون بالاجابة»[110].

    وروى ابن فهد الحلي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة»[111].

    واوحى الله تعالى الى موسى: «ما دعوتني ورجوتني فإني سامع لك»[112].

    عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: «إذا دعوت فأقبل بقلبك، وظنّ حاجتك بالباب»[113].

    وفي الحديث القدسي: «انا عند ظنّ عبدي بي فلا يظن بي الاّ خيراً»[114].

    وعن الامام الصادق(عليه السلام): «فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الاجابة»[115].

    وعن الصادق(عليه السلام): «إذا دعوت فاقبل بقلبك، وظنّ حاجتك بالباب»[116].

    وفي مقابل ذلك القنوطُ عن رحمة الله، وعن اجابة الدعاء، وهو من اسباب ابتعاد الانسان عن رحمة الله، فقد يدعو الانسان فيؤخر الله تعالى الاجابة لامر يعود إليه بالصلاح، ولا يعرفه، ويعرفه الله فيسوء ظنه بالله تعالى، ويقنط من رحمته عزشأنه، فيحجبه هذا القنوط واليأس عن رحمة الله.

    عن الامام الصادق(عليه السلام): «لا يزال العبد بخير ورجاء ورحمة من الله عزّوجلّ، مالم يستعجل، فيقنط، ويترك الدعاء. وقيل له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاجابة»[117].

    وعن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: «قلت لابي الحسن(عليه السلام): جعلت فداك، إني قد سألت الله الحاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من ابطائها شيء، فقال: يا أحمد، إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك. اخبرني عنك لو أني قلت لك قولاً كنت تثق به منّي، فقلت له: جعلت فداك، إذا لم اثق بقولك فبمن اثق، وأنت حجة الله على خلقه؟ قال: فكن بالله اوثق، فإنك على موعد من الله عزّوجلّ. أليس الله يقول: (وإذا سألكَ عِباديْ عَنّي فإنّي قَريبٌ اُجيبُ دعوةَ الداعِ إذا دعانِ)وقال:

    (لا تَقنَطوا مِنْ رَحمةِ اللهِ)، وقال: (واللهُ يعِدُكُم مَغفِرةً مِنهُ وفَضْلاً)فكن بالله اوثق منك بغيره، ولا تجعلوا في انفسكم إلاّ خيراً فإنّه لغفور لكم»[118].

    وعن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام): قال: «إن العبد إذا عجل فقام لحاجته (يعني انصرف عن الدعاء ولم يطل في الدعاء، والوقوف بين يدي الله طالباً للحاجة) يقول الله عزّوجلّ: أما يعلم عبدي أني انا الله الذي اقضي الحوائج؟!»[119].

    وعن هشام بن سالم عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: «كان بين قول الله عزّوجلّ: (قَد اُجيبَتْ دَعوتُكما) وبين اخذ فرعون أربعون عاما»[120].

    وعن اسحاق بن عمّار قال: «قلت لابي عبدالله: يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر؟

    قال: نعم، عشرين سنة»[121].



    2 ـ الاضطرار الى الله:

    ولابدّ في الدعاء أن يلجأ الانسان الى الله تعالى، لجوء المضطر الذي لا يجد من دون الله عزّوجلّ من يرجوه ومن يضع فيه ثقته ورجاءه، فإذا توزع رجاء الانسان في الله تعالى وغيره من عباده، لم ينقطع إلى الله حق الانقطاع، ولم يجد في نفسه حالة الاضطرار إلى الله، وهو شرط اساسي في استجابة الدعاء.

    عن امير المؤمنين في وصيته لمحمّد بن الحنفية: «وبالاخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتد الفزع فالى الله المفزع»[122].

    ففي حالة الاضطرار ينقطع رجاء الانسان عن كل أحد، ويفزع الى الله حق الفزع، ولا يكون له رجاء إلاّ عند الله عزّوجلّ.

    وروي أن الله اوحى الى عيسى(عليه السلام):

    «ادعني دعاء الحزين الغريق، الذي ليس له مغيث. يا عيسى، سلني ولا تسأل غيري، فيحسن منك الدعاء ومني الاجابة»[123].

    وروي عن الامام الصادق(عليه السلام):

    «وإذا أراد احدكم أن لا يسأل ربّه شيئاً إلاّ اعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلاّ عند الله عزّوجلّ، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلاّ اعطاه»[124].

    مأخوذ


    نهج البلاغة

  • #2
    سلام عليكم

    الأخ الكريم نهج البلاغة

    لك التحية و التقدير على هذا الطرح الجميل و هو درس من دروس العلم و المعرفة أتمنى لك كل التوفيق.

    تحياتي

    نصير المنتظر

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X