إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قصة أصحاب الفيل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة أصحاب الفيل

    قصة أصحاب الفيل
    في عام 535 الميلادي أعلن ابرهة الحبشي حاكم اليمن استقلاله عن امبراطورية الحبشة .
    و راح أبرهة الحبشي يتصرّف كامبراطور يفكّر في توسيع رقعة بلاده باحتلال أراضي الغير .
    و في تلك الفترة كان الصراع بين امبراطورية فارس و امبراطورية الروم على أشدّه .
    و كان الرومان يشجعون أبرهة و يعزّزون العلاقات معه ، أما الفرس ، فكانوا يدعمون النصارى المعارضين لحكم ابرهة و يدعمون أيضاً اليهود في اليمن .
    و قد كان لليهود دورّ في سقوط اليمن بأيدي الاحباش ، ذلك إنهم كانوا يحرّضون ذو نؤاس على اضطهاد نصارى نجران مما دفع بالحبشة الى ارسال قوّات لاحتلال اليمن .
    " القليس " :
    فكّر أبرهة الحبشي بانه قد يستطيع التوغل في الحجاز و السيطرة على الطريق البرّي للتجارة و بالتالي الاتصال بامبراطورية الروم .
    الرومان كانوا يشجّعون على ذلك ، لانه يمكن تعزيز نفوذهم في مناطق متاخمة لامبراطورية الفرس .

    لهذا كانوا يرسلون المبشّرين لنشر النصراينة ، و فكّر ابرهة الحبشي ببناء أكبر كنيسة في المنطقة ، و كان الهدف من ذلك اجتذاب انظار العرب و صرفهم عن الحج الى الكعبة و تنصيرهم .
    انتهى البناء من الكنيسة الكبرى ، و دعا العرب الى زيارتها ، و لكنّ قوافل العرب ظلّت تتجه الى الكعبة المقدّسة .
    و أعلن ابرهة الحبشي إنّه سيدّمر الكعبة ، و هكذا عبأ قوّاته يتقدّمها فيل إفريقي مدّرب .
    غادر أبرهة صنعاء على رأس جيش جرّار باتجاه مكّة .
    و قد حاولت بعض القبائل العربية في اليمن و اطرافها عرقلة تقدّم الاحباش ، و لكنها منُيت بالهزيمة ، و هكذا كان الجيش الحبشي يتقدم باتجاه مكّة لاحتلالها و تدمير الكعبة .
    كان الجيش الحبشي يستولي على كل ما يصادفه ، و عندما وصل قريباً من مكّة ، وجد في أحد الأودية إبلاً لعبد المطلب بن هاشم فصادرها .

    وصلت انباء الحملة العسكرية الى مكة ، فغادرها السكّان الى قمم الجبال ، لم يبق في المدينة سوى عبد المطلب جدّ سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) .
    للبيت ربّ يحميه :
    كان سيد مكة قد نصح السكان بإخلاء المدينة حتى لا يتعرّضون الى عدوان الجنود الاحباش .
    كان عبد المطلب رجلاً مهاباً ، و هو الذي حفر بئر زمزم و ذلك سنة 540 ميلادية ، و منذ ذلك الوقت و الناس يعظّمونه و يؤيّدون زعامته .
    توجه عبد المطلب الى الكعبة يتضرّع الى الله لحماية بيته العتيق ، ثم هتف بصوت مؤثر :
    ـ لا همّ إنّ المرءُ يمنع رِحْله فأمنع رحالك !
    إنّ كل انسان يدافع عن بيته إذا ما تعرّض للعدوان ، يا ربّ فأحم بيتك من عدوان الاحباش .
    وصلت قوّات الأحباش مشارف مكّة ، فعسكرت هناك استعداداً لاحتلالها .
    سأل ابرهة عن زعيم مكّة فأخبروه ان زعيمها شيخ يدعى عبد المطلب من نسل ابراهيم الخليل .
    طلب ابرهة مقابلته ، و انطلق رجل حميري ، و جاء الى عبد المطلب ، قال له :
    ـ إنّ الملك يقول إنّه لم يأت للحرب ، و أنما جاء لهدم الكعبة فقط ، فاذا لم يقاوموا الجيش فلن يتعرّض الجنود لأهل مكة .
    أجاب عبد المطلب :
    ـ إننا أيضاً لا نريد الحرب ، و لسنا قادرين على مقاومة جيش الحبشة . . .
    و أشار عبد المطلب الى الكعبة و قال :
    ـ هذا بيت الله الحرام ، و بيت خليله ابراهيم ، و أن الله هو وحده يستطيع أن يحمي بيته . . اننا لا نملك جيشاً للدفاع .
    قال المبعوث :
    ـ اذا لم تكن لديكم نوايا للحرب ، فان الملك يودّ مقابلتك و انطلق عبد المطلب الى خارج مكة لمقابلة ابرهة الحبشي .
    كان ابرهة جالساً على سرير المُلك و قد فُرش له سجاد ثمين .
    عندما رأى ابرهةُ عبد المطلب دخلتَ الهيبةُ في قلبه و نهض له باحترام و استقبله بحفاوة ، و اجلسه معه على السرير ، و راح يحادثه مؤكداً أنه لم يأت إلاّ لهدف واحد هو هدم الكعبة .
    التفت ابرهة الى المترجم و قال :
    ـ اسأله هل لديه حاجة ؟!
    قال عبد المطلب :
    ـ ان الجيش قد صادر مئتي بعير لي ، و أنا اطالب باعادتها . عندما سمع ابرهة الترجمة نظر الى عبد المطلب نظرة فيها استصغار و قال :
    ـ عندما رأيتك هبتك ، و لكن عندما تحدثت زهدت فيك . . أتطلب مني إعادة إبلك ، و تترك بيتاً تقدّسه أنت و آباؤك ؟!
    نظر عبد المطلب الى ابرهة و أجاب :
    ـ انا ربّ الأبل . . أمّا البيت فله ربّ يحميه .
    قال ابرهة ساخراً ؟
    ـ لا أظن ذلك .
    قال عبد المطلب بايمان راسخ :
    ـ سوف نرى .
    شعر ابرهة بالانزعاج فنهض منهياً المقابلة ، و نهض عبد المطلب عائداً الى الكعبة ، فأمسك بحلقة الباب المقدس و هزّها بقوة و قال باكياً :
    ـ يا الهي ان كل إنسانٍ يدفع العدوان عن بيته ، فادفع يا ربّ العدوان عن بيتك .
    الهجوم :
    في الساعات الأولى من الصباح بدأ جيش الأحباش بالتقدم نحو الكعبة ، و كان الفيل الأبيض يتصدّر الزحف في مهمة تدمير الكعبة .
    كان ابرهة يراقب تقدّم قوّاته التلال سوف يحيل الكعبة التي يقدّسها العرب الى أنقاض .
    كانت الفكرة أن يبدأ الفيل بزعزعة البناء وبدء الضربة الأولى ثم ينهال عليها الجنود بالمعاول و الحراب .
    كان أهل مكّة يراقبون من فوق الجبال المشرفة ما يجري في الوادي .
    كانوا يتطلعون بأسى الى بيت بناه ابراهيم الخليل .
    و كان عبد المطلب أكثر الناس حزناً و فجيعة .
    تجّار مكة كانوا أيضاً يشعرون بالحزن ، و لكن خوفاً على مصالحهم الشخصية ، لأن مكّة قد اصبحت منذ زمن بعيد مركزاً تجارياً هامّاً .
    و كان عبد الله بن عبد المطلب في رحلة الى الشام ، و قد ترك زوجته آمنة في بيت عبد المطلب ، إنّها الآن مع أهالي مكة و هي تفكر في جنينها المبارك .
    تمرّد الفيل :
    أصبح الفيل الأبيض قريباً من الكعبة ، فجأة وقع شيء عجيب ، إنّ الفيل لا يطيع قائده ، توقف !
    إنه يحاول التراجع و الانسحاب ، القائد يلهب ظهره بالسياط و لكن دون جدوى .
    ابرهة القائد العام يراقب حائراً ما يجري ، أطلق صيحة غاضبة ، و قائد الفيل يفعل المستحيل لكي يتقدم بالفيل صوب الكعبة ، و لكن الفيل لا يتقدّم خطوة واحدة !
    و حدث شيء آمر أعجب برك الفيل ، و أصبحت مهمة القائد مستحيلة جداً ، لقد تمرّد الفيل و لم يعد يمكن السيطرة عليه .
    لو كانت لأبرهة ذرّة من الايمان لفكّر لماذا يفعل الفيل ذلك رغم السياط اللاهبة ؟!
    و لكنّ أبرهة مغرور و لا يفكّر إلاّ بأطماعه التوسعية و السيطرة .

    القصف الجهنّمي :
    فجأة ظهر في الأفق سوادٌ يشبه الغيوم لم يكن غيوماً ، كانت أسراب من الطيور . . طيور الابابيل تحمل حجارة من سجيل .
    حجارة تشبه الجمر في شدّة اشتعالها .
    حلقت الطيور فوق الجيش الحبشي ، و بدأت قصفها الجهنّمي !
    كانت هجمات الطيور على شكل اسراب متتابعة كل سِرْب يلقي حمولته و يمضي ليأتي سرب آخر و يقصف .
    حدثت فوضى بين الجنود ، و كانت القذائف تصيب أهدافها بدقّة ، و كان المعتدون يتساقطون كالذباب .
    كان عبد المطلب يراقب ما يجري و قد غمرته حالة من الخشوع و كانت عيناه تشعّان إيماناً . . إنها قدرة الله .
    ألهب ابرهة ظهر حصانه بالسياط و كانت الأبابيل تلاحقه بقذائفها الحارقة .
    وصل ابرهة عاصمته صنعاء ، و لكنه سقط من فوق حصانه عند بوابتها ، و كانت عيناه جاحظتين ، تعكسان احساسه بالرعب .
    العصف المأكول :
    جاء عبد المطلب الى الكعبة و راح يتأمّل المنطقة المحيطة بالكعبة و قد تحوّلت الى ساحة لمعركة رهيبة تكتظ بالاجساد المحترقة .
    ميلاد الشمس :
    ما كاد عبد المطلب يبشر أهل مكّة بنجاة الكعبة من التدمير و انتقام الله من المعتدين ، حتى بشر بميلاد صبي مبارك ، لقد انجبت آمنة صبياً .
    تهلّل وجه عبد المطلب بالفرح ، لقد حمى الله بيته ، و أنجبت آمنة صبياً مباركاً .
    احتضن عبد المطلب حفيده و قال :
    ـ سمّيته محمداً .
    تعجّب الناس و تساءلوا :
    ـ لماذا سميته هذا الاسم !
    قال عبد المطلب :
    ـ ليكون محموداً في السماوات و الأرض .
    عام الفيل :
    عاد أهل مكّة الى منازلهم فرحين ، و اتجه عبد المطلب الى الكعبة ليطهرها من رجس المعتدين .
    و انتشرت الانباء بين القبائل العربية ، و زادت قداسة الكعبة لدى العرب .
    و سمّى الناس ذلك العام عام الفيل ، و هو العام الذي ولد فيه سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) .
    و بعد حوالي 40 سنة و عندما أصبح عمر سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) أربعين سنة ، و هبط جبريل يبشره بالرسالة ، كانت سورة الفيل من أوائل السور التي ذكّرت أهل مكّة بعام الفيل :
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ }[1] .
    الحنيفية :
    كان عبد المطلب يدين بالحنيفية و هي دين جدّه ابراهيم الخليل .
    و عندما انقذ الله سبحانه الكعبة ، من عدوان الأحباش ، عرف الناس قدر عبد المطلب و وجاهته عند الله سبحانه .
    عبد المطلب لم يتوسل الى الاصنام ، لم يتوسل الى هبل و اللات و العزى ، لقد تضرّع الى الله سبحانه فقط .
    الله سبحانه استجاب دعاءه و انزل عذابه على المعتدين .

    التجارة :
    أصبحت مكّة مركزاً تجارياً هاماً ، و كانت قوافل قريش تنطلق في رحلات تجارية الى الشام في الصيف ، و الى اليمن في فصل الشتاء .
    و كان تجار قريش يسيرون آمنين من غارات القبائل ، و كل ذلك يعود الى الكعبة التي يقدّسها العرب جميعاً .

    و عندما بعث سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) ذكر الله سبحانه فضله في انقاذ الكعبة من العدوان و الدمار ، كما ذكر فضله في رحلات قريش الآمنة قال تعالى :
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    { لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }[2] .
    و اليوم أصبحت الكعبة شعاراً للتوحيد ، و رمزاً لاتحاد المسلمين كلّ المسلمين .
    و عندما نتوجه في صلاتنا اليومية الى الله سبحانه علينا أن نتذكر الكعبة ، بيت الله الحرام . . البيت الذي بناه إبراهيم و إسماعيل .

    علينا أن نعرف انّه رمز قوّتنا ، و رمز عزّتنا .
    الكعبة لؤلؤة الاسلام .
    الكعبة قلب العالم الاسلامي و قبلة المسلمين في كل مكان .


    [1] سورة الفيل ( 105 ) ، الأيات : 1 ـ 5 .
    [2] سورة القريش ( 106 ) ، الآيات : 1 ـ 4 .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    اللهم عجل لوليك الفرج
    واهلك احفاد ال اميه وابرهه الحبشي من ال سعود الذي يسعون في الارض فسادا .
    ويريدون اليوم هدم اضرحه ال محمد عليهم السلام
    للبيت رب يحميه للاضرحه المقدسه رب يحميها .
    شكرا لك ...وفقك الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X