إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال توجهنا به الى الفقهاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال توجهنا به الى الفقهاء




    سؤال توجهنا به الى الفقهاء
    هناك سؤال مهم جدا في عالم الفقاهة، توجهنا به الى علماء عصرنا، ولم اجد جوابا شافيا لحد هذه اللحظة، وكل الأجوبة هي اجوبة باردة لا ترقى لأن تكون جوابا علميا واستدلالا صناعياً، ولكنني أملك جوابا لعله يكون شافيا جداً، واظن أنه لم يسبقني اليه أحد على ما ببالي، وكيف ما كان فأنا سأعرض الجواب بعد أن يتعمق السؤال في أذهان بعض فضلائنا وطلبتنا وإخواننا وربما يتوجهون به الى من يظنون به حسن الظن، واذا طلبوا مني الجواب بعد ان يعجزوا......
    وحاصل السؤال:
    في مسألة: في ما اذا مات الفقيه، فأجمع الفقهاء انه لا يجوز البقاء على تقليده الا بالإجازة من المجتهد الحي، ومن بيقي عليه من دون مراجعة الحي فكمن كان عمله بلا تقليد....
    فالسؤال: ما هو السر في ذلك الإذن وما هو المدرك الأصولي والفقهي لهذه الفتوى، مع أنه من المعروف جدا ان قول الفقيه حجة في حق هذا المكلف في حياته وله ان يستمر عليها من دون مراجعة اي أحد حتى بعد موته، والموت ليس قاطعا لحجية قوله، ولا سيما بعد ان قلنا ان مدرك التقليد هو السيرة العقلائية في رجوع الجاهل الى العالم، والعقلاء لا يفرقون بين الرجوع اليه في حياته أو البقاء عليه، وخصوصا اذا قلنا كما هو الصحيح عندنا بان التقليد مدركه حكم العقل، والعقل لا تخصيص فيه ولا تقييد...
    في الحقيقة أثرت هذا السؤال وسأثير غيره من الأسئلة لا لنية التكبر عليكم كما يظنه مستعجل الإتهام، بل هو لإستثارة بعض الطاقات العقلية والعلمية، فأنا لست من المتطفلين على أهل العلم بل انا ناصح مسترشد..(فاضل البديري)

  • #2
    سؤال وجواب في غاية الأهمية
    كنا قد واعدنا الأخوة الأعزاء بالجواب عن مسألة سابقة بعنوان (سؤال توجهنا به الى فقهاء عصرنا) وحان وقت الوفاء به، فأقول مسمياً حامداً مصلياً داعياً مستغفراً متوكلاً، ما لفظه:

    ما هو السر في وجوب الرجوع الى الفقيه الحي في اجازة البقاء على تقليد الفقيه الميت، ما دامت حجية فتواه باقية، والموت ليس قاطعاً للحجية، ولم نجد من أجاب على هذا السؤال، بل أقصى ما وجدناه ان الإجازة هي من مختصات الفقيه الحي كما أوضحنا ذلك سابقاً عند طرح السؤال، ولكن هذا المقدار من الجواب لا يشفي الغليل ابداً، لأنه لماذا هو من مختصات الحي؟

    والجواب الحق بالتصديق كما يقتضيه النظر الدقيق: إن كان الفقيه الميت هو الأعلم من الأحياء فحجيته باقية في عنق المكلف، فأي فتوى تخالفها تكون مكسورة منثلمة، بل ساقطة، لأن العقل يأمر باتباع الحجية الأقوى لأن الكشف التام سيكون فيها، وليس في الفتوى المخالفة لها، لأنه لا معنى لوجود كشفين تامين للواقع وهما متضادان، وهذا هو حال الطرق العقلائية، فان الطريق العقلائي الممضى من قبل الشارع يبقى على حجيته طالما لا يوجد ما يخالفه ولو ظناً فضلا عن الإطمئنان والعلم، فاذا وجد الكاسر لهذ الطريق وهو بوجود ظن على خلافه فان حجيته تنكسر لا محالة، وما دام لا يوجد اي كاسر لحجية قول الأعلم وذلك بعدم وجود من قوله حجة اقوى من ذلك الأعلم فانه قوله يبقى ساري المفعول عقلاً، واذا كان كذلك، فاذا مات الأعلم بقيت حجية فتواه على حالها من دون اي انكسار، ولا تحتاج الى أي مصحح آخر، لأن العقل بنفسه يستقل بذلك البقاء والإستمرار إبقاءاً للحجية الثابتة في عنق المكلف الذي استقل بوجوب متابعتها والتي لا يقطعها الموت، ومعنى انه استقل بوجوب متابعتها اي أن لا يقبل باتباع غيرها لما يراه من المناقضة في نظره، فاذن ما معنى الافتاء بالرجوع الى الحي في التصحيح؟

    فنقول: الظاهر انه للإرشاد الى هذا الحكم العقلي الجزمي، ولكن لما كان ذلك الحكم العقلي غير واضح للكل احتاج الشارع من التنبيه عليه للإرشاد، لأن طبع القضايا العقلية ليست كلها على نسق واحد ونهج فارد حتى يفهمها الكل، فمنها واضح للعيان محسوس للكل، وبعضها يحتاج الى تفتيش وتنقيب، فالذي بقي على تقليد ذلك الفقيه الميت من دون ان يستشعر بهذا الحكم العقلي فهو كمن لم يقلّد أصلا، ولذا أوجب الفقهاء الرجوع الى الحي في الإجازة على البقاء حتى ينتبه الى ذلك الحكم العقلي في حقه، ويكون تقليده له على وفق الضوابط الشرعية، وأما إذا كان ملتفتا الى حكم العقل بوجوب متابعة تلك الفتوى، فانه لا حاجة ابدا الى مراجعة الفقيه الحي، لأن المصحح موجود عنده وهو ذلك الإلتفات، لأن الذي أعطى الحجية للفتوى هو الشارع، فلابد أن يُرجع اليه في تحديد مدى سعة حجيتها، فالبيان الشارعي الآتي على طبق ذلك الحكم العقلي لا يكون الا ارشادياً، ولكنه لما كان ذلك الحكم العقلي خافيا على البعض ويحتاج الى تفتيش وتنقيب وليس ساطعا للكل، فبيان الشارع هنا الآتي على طبق ذلك الحكم العقلي فيه رائحة ان يكون مولوياً بل سيكون متوافقا معه، لقصور التحريك العقلي لذلك العبد نحو الفعل لعدم معرفته به فيأتي الشارع ويبعثه نحوه، ولا أقل من ان يكون تأكيدياً، إذا كان العبد ملتفتا نحوه.

    وأما لو كان الحي هو الأعلم فلا موضوع يبقى للتصحيح، لأن العقل يحكم بلابدية متابعة قول الفقيه الحي الأعلم، ولا عبرة بقوله بجواز البقاء على الميت، لأن قوله هذا مخالف لحكم العقل بوجوب اتباع الحجة في عنق المكلف وليس هي الا قول الأعلم، فيسقط البقاء على الميت رأساً.

    وأما إذا كانا متساويين فلا معنى للتصحيح واخذ الاجازة من الحي ايضاً الا بالتقريب الذي قربناه آنف الذكر، فالتفت جيداً ولا تغفل كما غفل عنه الأقطاب وجهابذة الأعلام، فأنه لا يفهمه الا من جاس خلال الديار واستنزل فيوضات الملك الجبار ، وهذا كله أوضحناه في كتابنا القيم والهام جداً (أسرار العالمين في شرح منهج الصالحين ج1) والحمد للهْ رب العالمين(فاضل البديري 27 المحرم الحرام 1433هـ)

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X