هناك حوادث كثيرة يمر بها الإنسان، ومرت بها البشرية، بعضها دونه التاريخ، وبعضها لم يدون، ولكن هذه الحوادث لا تفسير لها، وهي غامضة بالنسبة للإنسان، لا لكونها خرفاً لعدم اتباعها القواعد العلمية المتعارف عليها، إنما لاتباعها قواعد علمية لم نكتشفها بعد، لذلك يسارع كثير من العلماء إلى إنكارها واعتبارها خرافة وتخيلات وأوهاماً ويحاولون محاربتها، وهذا أمر طبيعي، لأن الإنسان عدو ما يجهل، ويسمي علم الميتافيزيقيا بعلم ما وراء الطبيعة، لمحاولته الغور في الظواهر الخارقة للطبيعة، وبرأيي الخاص الذي أظن أن كثيراً من الناس يتفقون معي فيه «فإن عالمنا مليء بالأسرار والأمور الغامضة التي لم تحسم بعد، مثل الهالات والجن والأشباح والأجسام الطائرة وتحضير الأرواح والتنجيم والنبوءات، وأسرار الفلك وأسرار الحروف، والسفر عبر الزمن، ومثلت برمودا وأسرار حضارات الأنكا والفراعنة وهناك أسباب أخرى غير عدم خضوع هذا العلم للقواعد العلمية المعروفة أدت إلى عزوف كثير من العلماء عن دراستها، منها وأهمها اختلاف الأديان حولها، فالديانات غير السماوية، بمختلف أطيافها وأنواعها، تختلف في تفسيراتها للأحلام والأشباح والظواهر الغريبة وتحضير الأرواح وغيرها من الماورائيات، وكذلك الأديان السماوية تختلف فيما بينها، وكل منها يحاول جر النار إلى قرصه، فرهبان النصارى لهم محاولات لما يسمى بطرد الأرواح، وكذلك المسلمون لهم محاولات، كما تختلف الطوائف في كل ديانة سماوية في ما بينها، فعلى سبيل المثال هناك تفسير الأحلام حسب روايات الإمام الصادق، وهناك تفسير للأحلام حسب آراء ابن سيرين، وهناك تفسير الأحلام للمجلسي، كما أن كل شيخ من الشيوخ الذين تابعنا مقابلاتهم، واستمعنا إلى آرائهم حول الجن والأرواح والأشباح كل يخطئ غيره، ويجر النار إلى قرصه، ومع الأسف، فإن عالمنا العربي متخلف كالعادة في معالجة مثل هذه الأمور والقضايا، نظراً للتخلف العربي المشهور، فما تصرفه الدول العربية على جيوشها وأسلحة الدمار يفوق بمليارات الدنانير عما تصرفه على البحث العلمي، كما أن لدينا خطوطاً حمراء كثيرة يرسمها بعض المتأسلمين، أو تضعها السلطة على الصحافة ووسائل الإعلام أو يضعها عقل المفكر والكاتب لنفسه، خوفاً من أن يتهم بالجنون عند بحثه في مثل هذه القضايا، فصارت هذه القضايا مصنفة في عقول العرب على أنها قصص للتسلية أو للخيال العلمي المسلي، لا أكثر ولا أقل، بينما اهتم الغرب بدراسة هذه الحوادث، وخصص مراكز أبحاث ودراسات تدرس بجدية مثل هذه الأمور، وتصدر سنوياً مئات الكتب، وتكتب مئات المقالات حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى الأفلام والمسلسلات التي تنتج، وهذا لم يكن ترفاً فكرياً للغرب، بل حصدوا نتائجه مثلما استفادت المخابرات الروسية والمخابرات الأميركية من جواسيس لهم قدرة على التواصل عن بعد، كما تستعين بعض أجهزة الأمن في بريطانيا والولايات المتحدة يبعض الأشخاص الذين لهم قدرات خارقة، وكل شخص في الغرب يكتشف أن لديه قدرات خاصة يخضع للفحوصات، ويكون محطة للدراسات، وتقدم له الإغراءات لإتاحة الفرصة للاستفادة من قدراته। أما العالم العربي المتأخر، فليس فيه %1 مما للغرب من اهتمام بعلوم ما وراء الطبيعة، وعدم توفير مراكز بحثية متخصصة، وعلى مستوى عال فتح المجال أمام الدجالين والمشعوذين فكل يدلي بتصريحه ويصنف كتاباً يضع فيه آراءه التي قد لا تصيب الحقيقة في أغلب الأحيان، حتى شاهدنا على شاشاتنا المتنبئة أم فلان والمتنبئ فلاناً وطارد الأرواح المتمشيخ فلاناً والمتمشيخة فلانة।شعوب تريد أن تعيش حالة الأندلس من الاهتمام بالطرب والغناء والنوم في الترف، نبشرها بالتخلف والفقر، والخيار لكم.
بقلم أحمد مصطفى يعقوب الكويت في الحادي عشر من شهر نوفمبر2011
tanwerq8@hotmail.com البريد الإلكتروني http://tanwerq8.blogspot.com/ المدونة
@bomariam111 على تويتر
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=11112011
بقلم أحمد مصطفى يعقوب الكويت في الحادي عشر من شهر نوفمبر2011
tanwerq8@hotmail.com البريد الإلكتروني http://tanwerq8.blogspot.com/ المدونة
@bomariam111 على تويتر
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=11112011